روايات

رواية تالا وآريان الفصل الخامس 5 بقلم مارينا عبود

رواية تالا وآريان الفصل الخامس 5 بقلم مارينا عبود

رواية تالا وآريان البارت الخامس

رواية تالا وآريان الجزء الخامس

تالا وآريان
تالا وآريان

رواية تالا وآريان الحلقة الخامسة

– أنتَ فين؟
– انا في الشغل.
– تمام، خلى بالك من نفسك.
– في إيه، أنتِ كويسة؟
– اه اه أنا كويسة متقلقش.
– لا أنتِ مُش كويسة، صوتكِ مُش عاجبني، قوليلي مالكِ؟
– خلاص لما تخلص شُغلكَ نبقا نتكلم.
– لا ثواني بس أنتِ بتعيطي كمان!! البسي وانزلي استنيني في الكافية القريب من بيتكُم، مش هتأخر عليكِ.
– بس شُغل…
قاطعني بصوت عالي.
– متشغليش بالكِ بشُغلي، بطلي عياط وأنا جايلكِ.
قفل المكالمة قاتنهدت وبصيت للموبايل بتعب، أنا وهو مش بنتكلم كتيرر، بس أول ما بيحس إني مضايقة فورًا بيجيلي، من وقت ما عرفتُه وأنا يكتشف فيه صفة جديدة جميلة، وأهم صفة موجوده فيه هي الحنية، هو حنين بشكل ميتوصفش ودي أكتر حاجة مخلياني مطمنة وحاسه بالأمان معاه.
– قوليلي يا ستِ كنت بتعيطي ليه ؟
– آريان أنا مش عاوزه اتجوز.
– نعم ياختي!!!
قالها بعصبية وهو بيبُصلي بصدمة، اترجفت وحسيت بالخوف من ردة فعلُه، حرك رأسه بعشوائية وأخد نفس كمحاولة أنه يحاول يسيطر على نفسُه وقال بنبرة مليانة حنية وهو بيضم كف إيدي بين إيديه.
– تالا أنا عارف أنكِ خايفة ومتوتره، وده حقكِ لأنه للاسف كُل حاجة حصلت بسرعة اووي، بس أنا عاوزكِ متخفيش، الموضوع مُش مِستاهل كل الخوف ده، ولا أنتِ لحد دلوقت خايفة ومتردده من قراركِ؟
اتكلم وهو بيبُصلي بنظرات شك، اتنهدت ورديت بتوتر.
– لا مش متردده ولا خايفة من قراري، بس أنا متوترة شوية ومضغوطه في تجهيزات الفرح، دايمًا عندي إحساس بالخوف ومش عارفة آيه سبب الإحساس ده!
– مفيش داعي لكل الخوف ده، كل حاجة هتبقا تمام اوعدكِ.
ابتسمت وهزيت رأسي بتفهم، كُنت متبته في إيده وكأني بستمد قوتي منه، فضلنا للحظات مش بنتكلم، بس عيوني مركزه على نظرات عنيه،منكرش أنه في مشاعر جوايا بدأت تتحرك ناحيته، أنا شكلي فعلًا هقع في حبه.
– تحبي نتمشى؟
– ياريت.
ابتسم واخدني وخرج من الكافية، كنا ماشيين قصاد بعض وكل واحد فينا جواه حكاية وكلام كتيرر مش عارفين نعبر عنه، لمحت بنت صُغيرة ماسكة ورد في إيديها وبتجري عليه من بعيد، بصيت لُه لقيت عنيه بتلمع وإبتسامة جميلة اترسمت على وشه وهو بيبُصلها، ميل على ركبُه والبنت اترمت في حُضنه بحب كبير، كنت واقفة ببصلهم وأنا مستغربة تصرفها.
– عمو آريان، أنا مبسوطة اووي إني شوفتك.
– إزيكِ يا جميلة، طمنيني عليكِ؟
– أنا بخير، بخير اووي وده بفضلك.
– لا يا عيوني ده مش بفضلي، ده بفضل ربنا.
– وبفضلكِ من بعد ربنا يا آريان يابني.
قالتها ست كبيرة وهي بتقرب مننا وبتسلم عليه، مكُنتِش فاهمة حاجة، بس كُنت ملاحظة فرحته بوجود الطفلة، البنت كانت حضناه بحب كبير، وهو كمان شايلها كأنها بنته ومبسوط بيها، فضلت واقفة بتابع حوارهم بصمت.
– صدقيني يا مدام أنا معملتش حاجة تستاهل.
– ازاي بس يابني، أنتَ إللي اتبرعت بتكاليف عملية بنتي، ولولاك مكنتش جميلة هتكون واقفة على رجليها دلوقتِ، أنا فضلت فترة كبيرة بدور عليك علشان أشُكرك، حتى إني روحتلك البيت بعد ما قدرت اجيب عنوانك، بس جدتك قالتلي أنك مسافر، بصراحة أنا مش قادرة اوصفلك جميلة فرحت ازاي أول ما شافتك من بعيد، حتى أنها جابتلك الورد مخصوص.
ابتسمت وبصيت لُه، كُنت ببصلُه بفخر وحُب، هو أنا لو قولتله بحبك دلوقت هيحصل حاجة؟؟ حقيقي كنت مبسوط اووي وأنا شايفة فرحته بالبنت الصغيرة والموقف الجميل إللي عمله معاها، الظاهر أنه ربنا حابب يبعتلي إشارة إني ماشية على الطريق الصحيح، الست سلمت عليا وفرحت جدًا بخبر جوازه، وفضلت تدعيلُه كتيرر وهو مازال حاضن الطفلة ومتبت فيها.
– يلاه يا جميلة، انزلي علشان لأزم نمشي.
آريان نزلها فشاورتلي علشان انزلها، ميلت ونزلت لمستواها فهمست بصوت واطي.
– خلى بالكِ من الأمير بتاعي، على فكرة أنتِ محظوظة اووي أنكِ هتتجوزيه، اوعي تفكري تزعليه علشان وقتها أنا هزعل منكِ خااالص.
ضحِكت بصوت عالي وهمستلها بحُب.
– متقلقيش، أنا هحط الأمير بتاعكِ في عيوني، ومش هزعلُه خاالص.
ابتسمت ومدتلي إيدها فضحِكت وحطيت إيدي في إيدها وقولنا في نفس واحد.
– اتفقنا.
قمت ورجعت وقفت جنبه فابتسم وميل هو كمان أخد منها الورد وفضلوا يتهامسوا مع بعض وأنا واقفة بتابعهم بحب، والدتها أخدتها ومشيوا، فضلت تشاورله بإيدها لحد ما اختفت من قدامنا، واحنا كملنا طريقنا، بصيت له لقيتُه بيبُص للوردات ومُبتسم، ابتسمت وقولت بحُب.
– آريان حد قالك قبل كده أنك شخصية جميلة اووي.
– وأنتِ حد قالكِ قبل كده أنه ضحِكتك دي تجنن.
– إيه ؟
– إيه ؟
ضحكنا أحنا الاتنين، للحظة حسيت بسخونية غريبة في وشي، كنت مكسوفة ومبسوطة في نفس الوقت، مش عارفة إللي جوايا ده إعجاب ولا أنا فعلًا بدأت اقع في حبُه! وصلنا البيت وسيبته علشان ادخل فوقفني صوته، التفت وبصيت لُه، سحب وردة من الوردات الحلوين إللي معاه وقرب وقف قدامي ومدلي إيده بالوردة.
– بُصي أنا مبفهمش في أمور الحُب والكلام ده، وأنتِ عارفة ده، بس أنا عرفت من نائل أنكِ بتحبي الورد، فاعتبري دي هدية لطيفة مني واتمنى أكون قدرت امحى ولو جزء من الخوف إللي كان جواكِ.
ابتسمت وعنيا لمعت بحُب، لا أنا خلاص وقعت في حبه ولله، ده إيه الجمال ده! جميل أنه شخص يحاول علشانك، والأجمل لما يحسسك أنك مهم عنده، كان متوتر اووي وهو بيديهالي، نبضات قلبي كانت عالية وتكاد تكون مسموعة بالنسباله، مسكت الوردة وبصيت لُه بحب.
– آريان أنا حقيقي بشكُرك على وجودك، وبشكُرك أنك بتحاول تعمل كل حاجة بس علشان تشوفني مبسوطة.
قولتها وطلعت بسرعة من قدامُه، كُنت متوترة اووي وأنا بتكلم معاه، دخلت اوضتي وفضلت حاضنه الورده وكل شوية ابصلها واضحك، كنت شبه الأطفال إللي بيفرحوا لما يشتروا لعبة جديدة، بس دي مش لعبة، دي رغم بساطتها بس هتفضل ذكرى محفورة في قلبي، قمت وحطيتها بين ورقات كتاب غالي اووي عليا.
مر اليومين بسرعة واتجوزنا، الكل كان مبسوط، والاجواء كانت جميلة، ورغم فرحتي الكبيرة بس كنت متوترة اووي، كنت واقفة في شقته وإللي كانت في الدور العلوى من بيت الجدة وفاء، كان تصميمها جميل ولطيف اووي، تشبه للشقة اللي كان نفسي اعيش فيها لما اتجوز، التفت وبصيت ورايا لقيته واقف مربع إيديه وبيبصلي.
– عجبتكِ الشقة؟
– جميلة اووي يا آريان.
ابتسم وقرب قعدني على الأريكة وقعد قدامي، حضن كفوفي بين إيده وقال بحنان.
– بصي يا تالا، أنا عارف أنه كل حاجة حصلت بسرعة، في حاجات كتيرر أنتِ لسه متعرفهاش عني، بس مع الوقت اكيد هتعرفي كل حاجة، أوعدكِ إني هحاول أكون زوج كويس ومزعلكيش، ولو في يوم زعلتِ مني تعالي واشتكيلي ومتراكميش حاجة جواكِ، لأزم تعرفي أنكِ هتتعبي معايا شويتين، لكن أنا عندي إحساس قوي أنكِ هتكوني زوجة كويسة و وأثق أنكِ قد المسئولية، وأنا أوعدكِ إني هكون دايمًا جنبكِ ومش هخليكِ تندمي على قرار جوازنا.
– وأنا كمان اوعدكِ إني هكون زوجة كويسة وعمري ما هخليك تندم أنك اختارتني.
قولتها وحضنتُه،ومن هنا بدأت رحلة جوازنا، الأيام كانت لطيفة بوجوده، اللواء المسئول عنه قرر يمنحه إجازة بمناسبة جوازة، كان نفسي جدا اسأله عن أهله، وليه مفيش ولا صورة تجمعه بيهم، كنت كل ما اسأل تيتة وفاء تتهرب مني وتفتح موضوع تاني، أنا كل إللي اعرفه عنهم أنهم متوفيين، وعلشان كده هو عايش مع جدته، بس اللي مستغرباه أنه مفيش ولا صورة تجمعه بيهم، ومفيش مرة قرر يتكلم عنهم، فقررت اسكت ومجيبش سيرتهم قُدامه.
– تالا.
– عيونها.
ابتسم وقرب حضن وشي بين كفوفه وقال بحنان.
– أنا عندي مأمورية بكرة وهتأخر، مش عاوزكِ تقلقي او تشغلي بالكِ وتخافي ماشي.
هزيت رأسي بتفهم فابتسم وضمني لحضنه، هو عارف إني بخاف من شُغله، واني هاخد وقت علشان اتأقلم واتعود، وعلشان كده هو دايمًا بيحاول يطمني، طلعت من حُضنه وكنت هقولُه حاجة مهمة لقينا صوت عالي تحت، بصينا لبعض باستغراب ونزلنا تحت، كان في ست كبيرة وشيك واقفة قدام تيتة وفاء وملامحها مش غريبة.
– ماما!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تالا وآريان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *