رواية ميراث الوعد الفصل السادس عشر 16 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز
رواية ميراث الوعد الفصل السادس عشر 16 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز
رواية ميراث الوعد البارت السادس عشر
رواية ميراث الوعد الجزء السادس عشر
رواية ميراث الوعد الحلقة السادسة عشر
مرت ثواني وبدأت تردد نداها من تاني…
لكن في المرة التانيه دي ومجرد ما بدأت تترنم وهي ماسكة أيديا، بدأت نار الشمعة اللي في وسطنا تتهز شمال ويمين بانتظام
كان قلبي بيتهز معاها ، مش قلبي بس، انا حسيت إني هيغمى عليا،، خصوصا إن بعد ثواني بدأت أشوف خيالات كتير في الأوضة على نور الشمعة اللي بيتهز…
كانوا ظاهرين ع الحيطان والسقف وفي المرايات
ماكنتش بحرك وشي لا شمال ولا يمين كنت بلمحهم بطرف عيني لغاية ما حسيت بصوت هبدة جامدة حصلت في الأوضة وظهر خيال ضخم في المرايات التلاته، تقريبا كان ظاهر رجوله بس
بعدها لقيتها قبضت بايديها على أيديا جامد وقالت
_موافقة ع العهد يا سلوى يا بنت يسرية
ساعتها فضلت ساكتة، حاسة إن لساني لزق في سقف بوقي، انتفاضات جسمي وسخونته زادت لدرجة إني كنت هغيب عن الوعي بجد
لكن وقتها بدأ كلام رفعت الأخير يتردد في عقلي بسرعة…
الجن مايعرفوش الغيب، ومالهمش عليا سيطرة، يمكن لما بيبقا لهم سيطرة على حد بيقدروا يلقطوا إشارات دماغه ويقرأوا أفكاره، لكن انا لحد دلوقتي لا، لسه معصومة منهم
وعلى الرغم من كل القوة والعنفوان اللي عندهم وكل اللي بيملكوه من قدرة، لكن عقولهم أقل من عقولنا، الحكيم فيهم في عقل صبي عندنا، قدرتهم على التحليل والاستنتاج أضعف
وغرضنا من أول حضور هو الاستعداد، إن انا أشوف حضورهم شكله إيه وأحسب كل خطوة وكل حركة وكل وقت، بعدها…
بعدها اتظاهرت إني أغمى عليا، وإني عقلي ماقدرش يستوعب حضور الجني بتاعها اللي اسمه قسمار ودا عادي ووارد، وبيحصل كتير، استسلمت بجسمي ووقعت على جنبي الشمال وغمضت عيوني..
ساعتها فتنة سابت أيديا وبدأت تضرع بكلام غريب كإنها بتعتذر فبدأت أحس بتيارات هوا سخنة رايحة وجاية في الأوضة، كإننا بقينا وسط دوامة نار، مع صوت وشوشات كتير بصوت واطي وبلغة فصحى، كنت حاسه إنها جايه من خدم قسمار اللي وصلوا قبله، الخيالات اللي ملت الأوضة قبل وصوله، لحد ما سمعت صوته هو، صوت غليظ جاف مبحوح، صوت مرعب بيتردد بصدى ومجرد ما نطق انقطعت كل الوشوشات، قال….
_حضّري قربان يليق بعذرك
بعدها زادت دوامات الهوا السخنة وحسيت إن جسمي بيطير من ع الأرض كإن الأوضة ماعدش فيها جاذبية، أو أنا إحساسي بالمكان بقا معدوم من شدة الهوا السخن، بدأت بعدها الوشوشات تبعد بالتدريج لغاية ما فجأة حسيت بجسمي اتهبد في الأرض وكل الهوا السخن اختفى فجأة
حسيت بفتنة ساعتها قامت تجري ناحية نور الأوضة، كان واضح انه إنصرف، نوّرت النور وجابت الدورق والكوباية وجات تفوقني، قعدت تهز في جسمي لغاية ما فتحت عيوني بالراحة وانا بقول زي ما رفعت ملاني
_انا فين..
كإني نسيت الحضور تماما، كإن ذاكرتي وعقلي ماستحملوهوش فبقيت ولا كأني حضرته، ويمكن دا خلاها تتخض عليا أكتر، وصبت مياة في الكوباية عشان أشرب لكن أنا زقيت أيدها وانا بقول
_لو شربت هموت، جسمي مولع
قمت اتسندت عليها وخرجنا بره الأوضة وأنا بسألها
_هو ايه اللي حصل ؟
قعدتني في الانترية قصاد سهير اللي حسيتها مخضوضه أكتر مني، أما فتنة ففضلت تطمن فيا وتقولي إن اللي حصل دا عادي جدا، خصوصا إني دخلت من الدار للنار مباشر، وإن غيري عشان يوصل لحضور جني زي قسمار ممكن يمر بمراحل كتير بالتدريج يعني ممكن يقعد شهور يعمل طقوس ومع طقوسه في كل مرة بيحس بحاجه جديدة لغاية ما يوصل في الاخر لحضور قسمار، لكن هي عشان وسيط اختصرتلي كل دا
فضلت أشاور براسي بمعنى الموافقة وفي الاخر قلتلها إني محتاجه أرتاح وإن رؤى زمانها صحيت لوحدها في شقتي..
استأذنتها ومشيت وانا لسه مش متمالكة أعصابي، وحاسه بجسمي كله سايب، يدوب وصلت شقتي واترميت ع السرير جنب رؤى وانا حاسه إن أنا فعلا ممكن ماستحملش جلسة كمان زي دي لكن كنت مستنية أشوف رفعت هيقول إيه
عشان كدة مجرد ما صحيت مشيت على التعليمات وبعتله وبدأنا نتكلم ع الواتس، وبدأ يشرحلي من تاني ع الخطوة الجديدة،
قالي إن دلوقتي جا الوقت اللي لازم أعرف فيه إن خطته قايمة على إني أطبق نوع العهود التاني مش الأول، بمعنى إني بدل ما يصطادوني أصطادهم، مافهمتش حاجه من كلامه فكرر كلامه القديم وقال إن عهود التواصل مع الجن نوعين، الاتنين متشابهين في البداية،، اللي هي مرحلة الاستدعاء أو التحضير اللي بتسبق العهد، والبداية دي بتكون عبارة عن طقوس معينة بتتعمل وتعاويذ وأذكار بتتردد لالاف المرات ممكن لايام أو لشهور أو حتى لسنين لغاية ما بيحضر الجني المطلوب للمرة الأولى وبيكون في الأغلب جني من سادة العشائر أو الفصائل، وهنا وزي الغالبية العظمى من العهود بيطلب الجني من البشري اللي استدعاه طلبات معينة بيبدأ البشري ينفذها وهو ذليل طائع لغاية ما يرضى عنه الجني ويعمل معاه عهد ولاية يعني الجني بيكون هو السيد للبشري لكن في المقابل فالجني الولي أو السيد دا،، مقابل العهد بيمنح البشري خدم من الجن من اللي تحت إمرته، فبيبقا البشري في العهد دا خادم ومخدوم، خادم بيفضل يقدم خدمات لوليه طول عمره ومخدوم من اللي اتسخروا لخدمته من عند الولي، زي فتنة مثلا فهي خادمة لقسمار وفي نفس الوقت قسمار سخرلها ممن تحت إمرته جن بيخدموها…
أما النوع التاني من العهود، اللي بيحصل فيه إن عند حضور الجني للاستدعاء، ورغم هيبة وقوة حضوره إلا إن البشري المستدعي مش بيخضع ويقعد ينفذ طلبات ويقدم تنازلات عشان الجني اللي استدعاه يرضى عنه ويعمل معاه عهد ولاية، دا بالعكس مجرد ما بيحضر الجني، بيلقي عليه البشري اللي استدعاه قسم من أقسام الطاعة، ودي أقسام لا يمكن للجن مخالفتها، من إرث الجن الأولين، أو من إرث هاروت وماروت، وفي الحالة دي بيتسخر الجني دا نفسه هو وكل من تحت إمرته في خدمة البشري المستدعي، يعني في الحالة دي البشري بيكون مخدوم فقط، لكن الأقسام دي نادرة الظهور والحقيقي منها شبه مخفي، لكن قالي إنه بيحاول يوصل لقسم منهم، عشان وقت حضور قسمار أحل أيدي من أيد فتنه وألقيه عليه، فأقدر أسخر قسمار لخدمتي، فأكون بكدة سيدة سيد فتنة، ماكونش زيها بخدمه…
وقت ما وصل للكلام دا برقت عينيا
كان بيقول انه حاول يفهمني دا لما كنت عنده أنا وسامي لكن انا مافهمتوش، وانا فعلا ماكنتش فهمت دا أبدا، كمان قالي انه لما خلاني أحضر أول جلسة تحضير فدا عشان أكون جربت واتخطا صدمة الحضور وأعرف إمتى بالظبط هقدر ألقي القسم، وأنا مش خايفة….
بعد ما اتجاوزت صدمة كلامه سألته عن القسم وهل موجود معاه لكن قال لي إنه وصل لقسم عام لجن العرب لكن لسه بيبحث عن قسم خاص بالطواف الحمر اللي منهم قبيل قسمار، لإنه مش واثق تمام الثقة إذا كان القسم العام هيأدي الغرض ولا لا، كمان قالي إن في حالة قدرنا نوصل للقسم المطلوب وفي حالة إن انا قدرت أكبل بيه قسمار ففي الحالة دي مابيكونش مفروض عليا أي فروض طاعة ومابحتاجش حتى طقوس وتعاويذ عشان استدعيه بعد كدة كل ما احتاجه، بالعكس مجرد ما بطلب قسمار بيكون موجود وبيلبي وبكلمه بشكل طبيعي، وفي الحالة دي أقدر أأمره بأي أمر حتى لو فيه هلاك فتنة…
في الاخر سألني إذا كنت محتاجه جلسه جديدة كتجربة مثلا ولا خلاص هقدر ألقي القسم لو موجود فجاوبته بإني مش عارفه ومش قادرة أحدد وحتى لو قلت قادرة فممكن ساعتها ماقدرش وقلت إني لو أعرف ان الحكاية كدة ماكنتش طاوعته من الأول،، بس لقيته رد بإن هو دا الحل الوحيد وإني لو ملكت قسمار ممكن أأمره بفض عهده مع فتنة نفسها وإنه مايعقدش معاها عهود تاني أبدا فساعتها ترجع فتنه من غير أي خدمة لأن خدمتها هتنفض عنها بفض العهد، وبعدها بقا أحرر قسمار من طاعتي…
فسألته عن دور سهير طالما كانت خطته قايمه على كدا، ف رد بإن بعد رمي قسم الطاعة بيكون قسمار زي وحش بيحاول حد يروضه
مش هيقدر يأذيني لكن مع ذبذبات طاقة الرفض وحالة الهيجان ممكن يغمى عليا أو يحصل لي أي حاجه أنا وفتنة في جلسة التحضير فالمراقب بيكون بره الجلسة عشان مجرد ما تخلص حالة الهياج دي يدخل يفوقني ويلحقني من أي حاجه ممكن تحصل في الغرفة نفسها بعيد عن أذى قسمار نفسه، زي إن الغرفة تولع مثلا أو يحصل فيها أي حاجه…
كنت في قمة صدمتي من كل كلامه، بس نهينا محادثتنا على كدة عشان أقعد من بعدها طول يومي بفكر أنا هعمل ايه،
فضلت أسأل نفسي
هل هو هيوصل للقسم اللي هو عاوزه ولا هيسيبني اعتمد ع القسم العام اللي لقاه
طب ولو لقا القسم اللي هو عاوزه هل هقدر أقوله ولا هشاور بالموافقة ع الخدمة وخلاص زي ما فتنة عاوزه
طب انا محتاجه جلسه كمان أجرب فيها
طب أهرب وخلاص من كل دا
فضلت الأفكار توديني وتجبني لغاية المغرب تقريبا لما سمعت صوت خبط ع الباب
كنت عارفه انها فتنة
فتحت فدخلت عندي من غير حتى ما تستنى إني أقولها اتفضلي
راحت قعدت في الانترية وقالت
_المفروض بعد اللي حصل امبارح ان احنا مش هنعاود الكرة الا بعد شهر
ابتسمت وكملت
_لكن انا راضيته بالرضا المطلوب وهنكرر جلستنا بكرة بالليل
روحت قعدت قصادها ورديت
=بس انا لسه خايفة، ممكن ماقدرش
_لا ماتخافيش، المرة دي هتقدري
قامت وقفت ومشت ناحية الباب لكن قبل ما توصل عنده قالت
_هو انتي كلمتي الواد بتاع الأعمال دا تاني؟
اتلجلجت ورديت
=لا لا أبدا
وسّعت ابتسامتها وردت
_ع العموم هو تقريبا اللي حصل له أول مره مارادعوش، فالليلة دي هيحصّل الحبايب
=حبايب مين؟
_الحبايب كتير، أخرهم أم محمود
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ميراث الوعد)