روايات

رواية وهام بها عشقا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا البارت السابع والعشرون

رواية وهام بها عشقا الجزء السابع والعشرون

وهام بها عشقا
وهام بها عشقا

رواية وهام بها عشقا الحلقة السابعة والعشرون

استعدت شمس لسفرها وكذلك ماجد الذي اندهش عندما لم يجد والده في المنزل
ودلف سليم كي يستعجله خوفًا من علمهم بما حدث لوالده لكن ماجد لم يقتنع بتلك الحجج الفارغة التي يرويها له سليم وشعر بأن هناك خطب ما فسأل سليم
_ أبويا فين؟
غمغم سليم بتهرب
_ زي ما قلتلك اضطر أنه يسافر القاهرة ضروري.
لم يقتنع وعاد يسأله
_ فين أبويا ياسليم.
زم فمه باستياء ولم يجد سوى أن يقول له الحقيقة فتمتم بصوت مبحوح
_ أبوك اتقبض عليه امبارح.
صدمة كبيرة أجفلته لكنه كان يعلم جيدًا بأن هذا اليوم قادم لا محالة
فهذه ليست المرة الأولى الذي يفعل فيها تلك الجرائم
حاول كثيرًا أن يقنعه بالبعد عن ذلك الطريق لكنه لم يستمع له مرة واحدة
_ كنت واثق إن اليوم ده جاي بس للأسف جاه في وقت صعب أوي.
تقدم منه سليم وربط على كتفه
_ سافر انت ومتقلقش انا هفضل جانبه وهشوف محامي واتنين وتلاتة لحد ما يخرج.
ابتسم متهكمًا
_ ده مقبوض عليه متلبس وجريمة سلاح تفتكر بعد كل ده ممكن يخرج منها؟!
يعلم جيدًا كم هو محق لكن سيفعل ما بوسعه دون يأس لأجله هو فاردف ماجد بلهجة حازمة
_ انا هسافر بس من غير رجعة.
قطب سليم جبينه بحيرة وسأله
_ تقصد ايه؟
_ يعني أنا هسافر وهعمل العملية نجحت او فشلت هفضل هناك مش هرجع البلد دي تاني
_ بس..
قاطعه بلهجة حادة لا تقبل نقاش
_ مفيش بس ده قرار نهائي ومش هرجع فيه، الحلجة الوحيدة اللي ليا في البلد دي أخدتها معايا ومفيش داعي للرجوع.
لم يريد الضغط عليه وهو بحالته تلك كما إنه يعلم جيدًا بأنه لن يتحمل البقاء هناك فنظر في ساعته وقال
_ طيب احنا لازم نمشي دلوقت عشان ميعاد الطيارة.
أومأ له ماجد وخرج معه منتويًا حقًا الذهاب دون عودة.
❈-❈-❈
لم يستطيع خليل تحمل تلك الجدران التي احاطته وأصبح حبيسًا داخلها.
كيف سيتحمل تلك الهزيمة والأدهى من ذلك البعد عنها
خسر كل شئ كما ظن يومًا انه فاز بكل شئ، حبيبته وحلم حياته التي أرهقته بعشق محرم منذ أن أخذه أخيه لخطبتها
يذكر وقتها كيف سرقت قلبه من أول نظرة لكنه صرها بداخله ليس لأجل أخيه بل لأنه يعلم مدى عشقها له وانها تخلت عن كل احلامها لأجله
عاشت معه في منزله وهو يرى سعادتهم تمزق قلبه الواهن
ابتسامتها، ضحكتها، رقتها كل شئ بها يجعل قلبه يهيم بها
حتى آتى اليوم وتعبت زوجته
لم يكن في المنزل حينها وحينما هاتفه أخيه يخبره طلب منه أن يأخذ السيارة الأخرى وينقلها للمشفى
وبعد أن أغلق الهاتف تذكر بأن السيارة الأخرى ليس بها مكابح.
تلاعبت الشياطين بعقله وحسته على الصمت
فربما صمته ذاك يقرب المسافات بينهم
نهر نفسه حينها كيف ذلك وهو اخيه الوحيد
وعندما دق قلبه حنينًا لها وافق عقله الغادر وتركهم لمصير مجهول حتى آته الخبر بعد ساعات قليلة
بكى حينها ندمًا لكن فات آوان الندم وضاع كل شئ.
ظلت تبكي أخيه حتى يومًا طلبت الرحيل لكن والده حينها رفض ذلك وأجبرها على الزواج منه
شعر بالدنيا تدور بسعادة من حوله لكنها اخلفت ظنه ورفضت اقترابه منها
ظن وقتها أن الأمر مسألة وقت لتمر أعوام وأعوام وهي على نفس وجومها ترفض اقترابه منها.
والآن انقطع الأمل وانتهى كل شئ.
شعر بنصل حاد يوضع بجانبه وصوت بجواره يغمغم بفتور
_ الكينج بعتلك الهدية دي.
لم يقوم خليل او يهتز من مكانه فقد كان ينتظر تلك المقابلة منذ ان علما بأن القاتل يُقتل ولو بعد حين.
❈-❈-❈
في منزل مهران
أصرت مرح على الذهاب رغم رجاء مهرة لها بالبقاء لكنها لن تبقى في تلك البلدة يومًا آخر فقد بقيت ثلاثة أيام وعليها الذهاب
خرجت مهرة من الغرفة ببكاء وما إن رأت مهران يصعد الدرج حتى أسرعت إليه تلقي بنفسها داخل أحضانه مما جعله يسألها بقلق
_ مالك يامهرة في ايه؟
اخفت وجهها في صدره كما تفعل دائمًا وغمغمت ببكاء
_ مرح مصرة تمشي.
ابعدها عنه قليلًا وتحدثت برزانة
_ متقلقيش انا هتكلم معها واحاول اقنعها إنها تفضل معانا وخصوصاً أن سليم جاه معايا وعايز يتكلم معها.
لاح الفرح على وجهها وسألته بأمل
_ بجد؟ يعني ممكن يقنعها إنها تفضل معانا؟
_ والله بقا هو وشطارته هو أصلًا رافض اي كلام معايا، وعلى فكرة أنا رفعتلها قضية طلاق وإن شاء الله هتكسبها في اقرب وقت.
تطلعت إليه بكل الحب الذي تحمله بداخلها له ولم تجد الكلمات التي تصف بها امتنانها له بوقوفه بجانب ابنة عمها فسألها بدهشة
_ مالك بتبصيلي كدة ليه؟
وضعت يدها على خده وتمتمت بامتنان
_ مش لاقية كلام أقوله.
ابتسم بمكر
_ خلاص خليها افعال بس بعد ما نخلص من الاتنين اللي واجعين دماغي دول.
ضربته بقبضتها على كتفه وغمغمت بغيظ
_ منحرف.
ضحك مهران وتمتم بخبث
_ طيب يلا روحي لمرح بدل ما اوريكي الانحراف اللي على حق.
ولجت غرفة مرح لتجدها تعيد ملابسها إلى الحقيبة كي تستعد للذهاب
فقالت بعتاب
_ لسة مصرة؟
تابعت مرح ما تفعله واكدت بابتسامة حزينة
_ لسة قايلة الكلمتين دول دلوقت ورديت عليكي بأيوة لازم أمشي.
أخفضت عينيها بحزن
_ طيب مهران عايز يتكلم معاكي ومستنيكي تحت في المكتب
تطلعت مرح إليها بهدوء
_ اكيد عشان القضية اللي طلبتها منه، حاضر نازلة حالًا
أغلقت الحقيبة وأخذتها معها للأسفل ومهرة تدعوا أن يستطيع مهران إقناعها بالبقاء معهم.
في المكتب
نظر مهران بتسلية إلى سليم الذي جلس على المقعد ينتظر مجيئها على احر من الجمر
ولم يدوم انتظاره طويلًا إذ طرق الباب ودلفت مرح التي صدمت من وجوده
همت بالعودة لكن صوت مهران اوقفها
_ استني متمشيش.
استدارت إليه وهي تشيح بعينيها بعيدًا عن سليم الذي اخذ ينظر إليها باشتياق وأشار لها مهران
_ تعالي اقعدي الأول.
غمغمت برفض
_ مفيش وقت عشان ميعاد القطر …
قاطعها مهران بجدية
_ مفيش داعي للقطر إذا كان ولابد هحجزلك على اول طيارة بس خلينا نتكلم شوية، ثواني بس هطلع اشوف المحامي وصل ولا لسة.
خرج مهران كي يتركهم معًا ربما يستطيع سليم إقناعها وترك الباب مفتوحاً حتى لا تحرج منه
نهض سليم ليتقدم منها قليلًا وتحدثت بولع
_ لسة مصرة على السفر؟
تحلت بالشجاعة أمامه رغم قلبها الذي يطالبها بالرأفة به وردت بجمود
_ خلاص معدش ليا حد هنا افضل عشانه.
جرحتن بكماتها فسألها بدهشة
_ وانا؟
ازدردت جفاف حلقها ومازال ذلك الشعور يطالبها بالرأفة وغمغمت بتعند
_ احنا قصة اتحكم عليها بالفشل من بدايتها بس كنا بنضحك على نفسنا ومشينا ورا سراب فوقنا منه على جوازي من عمك، والآخر خرجت بفضيحة.
انكر حديثها وغمغم برفض
_ محدش يقدر يقول كدة …
قاطعته بهدوء
_ محدش هيقولها في وشك بس هيقولوها من وراك.
انفعل سليم من تعقيدها للأمور وتحدث بانفعال
_ ميهمنيش حد كل اللي يهمني إنك متبعديش عني، خلينا نستنى شهور الحداد ونتجوز بعدها ونعيش في المكان اللي يعجبك.
_ بلاش دلوقت على الأقل
سيبني أبعد عن البلد والحياة دي يمكن الاقي نفسي ويكون الناس نسيت وبعدها يمكن يكون لعلاقتنا أمل
_ يعني ده قرارك النهائي؟
أومأت بتأكيد ثم سألها
_ وهتروحي فين؟
تنهدت بتعب وتحدثت بتيهه
_ هسافر القاهرة لشقتنا اللي هناك.
رن هاتفه برقم مجهول لكنه لم يبالي له وعاد أسئلته
_ لوحدك؟
اخفضت عينيها بحزن وردت بخفوت
_ هيكون معايا عمر.
عاد الرقم يرن بإلحاح مما جعله يجيبه بملل لكنه تفاجئ بذلك الخبر الذي جعله يتسمر للحظات.
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاثة اشهر
سارت بجواره في حديقة القصر تتشابك أيديهم وقلوبهم معًا
كانت ابتسامته الساحرة تنير دنيتها التي عاشتها في ظلام دامس وجاء هو لينيرها بحبٍ اضاءت له قلوبهم.
تطلع إليها مبتسمًا وتحدث بحب
_ مالك بتبصيلي كدة ليه؟
هزت كتفيها وتمتمت برهبة
_ اقولك ومتزعلش؟
قطب جبينه بحيرة وسألها
_ خير؟
جلس كلاهما على المقاعد وردت مهرة بتردد
_ مستغربه بس، حساك واحد تاني غير اللي اعرفه، اللي كان شديد في التعامل مع اللي حواليه، وبالأخص انا
رفع حاجبيه مندهشًا
_ ياسلام.
أومأت بتأكيد
_ اه تنكر؟ حتى بقيت مبتسم على طول غير ابتسامتك المستفزة اللي كنت بشوفك بتبتسمها، حقيقي كل حاجة فيك اتغيرت.
_ماشي ياستي المهم مفاجاة أيه اللي دوشاني بيها وخلتني اسيب شغلي وارجع؟
هزت كتفها ببساطة مصطنعة وتقول بمكر
_ لا مفيش انت بس وحشتني وقلت اقولك كدة عشان ترجع بدري وتوديني المزرعة زي ما وعدتني.
نظر في ساعته وغمغم باسف
_ مش هينفع نروح دلوقت خليها الخميس الجاي ونفضل هناك يومين.
ظهر العبوس على وجهها وقالت بتزمر
_ مهران انت كل شوية تسمعني الكلمتين دول وطول الوقت مشغول عني.
تناول يدها ليقبلها بحب وشوق وتمتم بعشق
_ لأ المرة دي بجد هنفضل يومين في المزرعة بس ياريت متزهقيش
قالها بخبث وهو ينظر إلى ثغرها برغبة وجذبها لتجلس على قدمه وتمتم بوله
_ بقولك بما إني جيت بدري النهاردة متيجي نطلع أوضتنا
قاطعته بارتباك وهي تسحب يدها من بين يده وتقول بتلعثم ادهشه
_ لأ لما نروح المزرعة الأول.
عقد حاجبيه مندهشًا وسألها
_ انتي ايه حكايتك مع المزرعة؟ وليه النهاردة بالذات مصرة عليها.
اهتزت نظراتها بخجل وتمتمت بخفوت
_ مفيش
ضيق عينيه بشك وسألها
_ لأ فيه انا عارفك لما تكوني مخبية حاجة.
هزت كتفها بنفي
_ مفيش انت كنت ديمًا بتتشائم منها وإن الأخبار الوحشة كلها بتجلك وانت هناك وعشان كدة كنت….
رفع حاجبيه متسائلًا فتجيبه بشموسها الذهبية ثم تخفضها بخجل
رغم أن عينيها اخبرته بما لم يستطيع لسانها البوح به لكنه أراد أن يسمعها منها فنهض بها وهو ممسك يدها لتنهض قبالته وسألها بريبة
_ كنتِ ايه؟
كانت عيناه ترجوها ألا تكذب حدسه ورأت نظرت رجاء في عينيه التي تحتضن عينيها بتوسل فأومأت بخجل
_ كنت عايزة اعرفك الخبر ده هناك
ازدرد لعابه بصعوبة عندما سمعها
_ انا حامل.
اغمض عينيه منتشيًا من سماعه تلك الكلمة التي اطربت قلبه قبل أذنه وكأنه داخل حلم جميل لا يود الاستيقاظ منه
فتح عينيه ليجدها أمامه بابتسامتها الخجله
فأخذ ينظر إليها برهبة يرجوها ألا تتلاعب به
لكن هو يعلم جيدًا بأن تلك الفتاة التي اقتحمت حياته واضاءتها بنورها ستظل تنثر نورها على ظلمته حتى يذهب ظلامه
عائلة حلم بها كثيرًا وها هي وضعتها بين يديه فينكشح ظلام الوحدة بنور العائلة.
حملها بين يديه وأخذ يدور بها وهي تضحك بسعادة لم تتخيلها يومًا.
عادت تقف على قدميها لكن ذراعيه أبت ذلك فيحتضنها بحب وهو يضع قدميها على قدميه وكأنه يخشى عليها من صلابة الأرض أسفلها وتمتم بوله
_ عرفتي أمتى؟
أخفت وجهها في صدره وقالت بحياء
_ عرفت النهاردة الصبح ومصبرتش لما ترجع
رفع وجهها إليه لينظر لشموسها وتحدث بقوة
_ انتي عارفة إن خبر زي ده مينفعش يتأجل؟
هزت راسها بالايجاب فتمتم بعتاب
_ وكنتي عايزة تخبي عليا لحد ما نروح المزرعة؟
هزت كتفيها بدلال
_ مقدرتش واعترفت على طول.
نظر لعينيها التي تجذبه للغوص في بحورهما وتمنى أن تدوم سعادتهما فهل هناك من يتربص لها أم ستظل تلك الفقاعات الوردية تلتف بها حول نسمات عشقهم.
………..
دلفت آسيا المكتب لتجد كامل جالسًا في وجوم
فمنذ معرفته لما حدث لخليل وهو على تلك الحالة
تقدمت منه كي تشعل نار الغضب بداخله
_ بقا هتسيب بنت أخوك إكدة عند ابن الهواري مش المفروض برضه إنها تفضل في بيتها ومتتخلاش عن جوزها
زم فمه باستياء وغمغم بضيق
_ سيبيني في حالي دلوقت مش ناقصك.
_ يعني ايه هتسيب بناتك كدة لابن حسان اللي فضحنا في البلد ببنتك ودلوقت يكمل ببنت أخوك؟
نهض من مقعده والغضب لا يرحمه بسبب عجزه عن فعل شئ
_ عايزاني أعمل ايه بعد ما رفضت ترجع معايا؟
تقدمت منه لتنثر سمومها في اذنه وقالت بخبث
_ نتخلص من مهران
عقد حاجبيه مندهشًا وسألها
_ انتي اتجننتي ازاي ده؟
_ نبلغ الجماعة بأنه هو اللي بلغ عن الشحنة وانت عارف الناس دي اللي بيغدر بيهم بيعملوا فيه أيه
ووقتها نرجع بناتنا ونلم عارنا.
_ والمصلحة من كل ده؟
ابتسمت بخبث
_ ورثهم الاتنين، مرات خليل ولها ورث من جوزها
ومرات مهران بعد ما يخلصوا عليه هتاخد الجمل بما حمل وهيبقى املاك مهران في ايدينا بعد ما نرجعها ونجبرها إنها تتنازل عن كل حاجة.
نظر إليها كامل بدهشة من تفكيرها الشيطاني ثم تلاعب الخبث أيضاً بداخله وقال مؤيدًا
_ دماغ شيطان بس موزونة.
اتسعت ابتسامتها بموافقته وقررت تنفيذ ما خططت له هي تستطيع الانتقام منها.
❈-❈-❈
خرجت سارة من المرحاض بغيظ وهي تتوعد له بأشد عقاب
نظرت للاختبار بين يديها لتدب قدمها في الأرض دلالة على مدى استياءها وغمغمت بتوعد
_ ليلتك مش فايته بس اما تجيني
دلفت وسيلة الغرفة لتبتسم حينما وجدتها على تلك الحالة فتقدمت منها تسألها رغم تأكدها
_ طلعتي حامل مش كدة؟
غمغمت من بين اسنانه
_ اه بس وديني لطلعه على عينيه النهاردة بقى يستغفلني ويقولي دي حبوب من حمل جديدة وتطلع مقويات ماشي ياجاسر لما يجيني بس.
ضحكت وسيلة على غباءها وقالت بدهشة
_ وانتي هبلة للدرجة دي بقى يتحول بين يوم وليلة وهو اللي يديكي الحباية بنفسه وتصدقيه.
تقدمت من الفراش لتجلس عليه مغمغمة
_ هبلة بقا تقولي ايه، كان بيرمي الحباية في الباسكت ويديني التانية بدلها وقال ايه (بتقلد صوته) فعلاً البنت لسة صغيرة ونأجل الموضوع شوية.
زادت ضحكت وسيلة مما جعلها تنظر إليها بعتاب
_ اضحكي اضحكي ما هو ابنك مش تعبان في حاجة.
تقدمت منها وسيلة لتجلس بجوارها وتحدثت بصدق
_ عيب عليكي انتي عارفة كويس معزتك في قلبي زيه واكتر كمان.
_ اعمل ايه ما هو ده مش وقته؛ ليلى شهرها ده ومحتجاني جانبها لما تولد هعمل ايه وقتها؟
_ ولا حاجة المهم دلوقت لما ييجي وقتها يحلها ربنا خلي بالك انتي من صحتك وبلاش عصبية عشان غلط عليكي.
تنهدت باستسلام لكنها عادت تقول بتعند
_ برضه مش هسكت وهطلعه على عينه لما يرجع
_ خير في ايه؟
قالها جاسر ببراءة وهو يدلف الغرفة فتنسحب وسيلة مسرعة
_ هروح انا اشوف ابوك هيتعشا ولا لأ.
اغلقت وسيلة الباب ودنت سارة من الخزانة وهي تنظر إليه بتوعد وهو مندهش من تصرفها لكن حينما اشارت له بالحبوب التي يخفيها في ملابسه جعلته يحمحم بوجل وتحدثت ببراءة مصطنعة
_ حبوب ايه دي؟
رفعت حاجبيها بدهشة ودنت منه فيحمحم بوجل وتمتمت من بين أسنانها
_ يعني انت مش عارف؟
هز رأسه بنفي فتردف هي
_ انا قلت جرالك حاجة لا قدر الله وبتتعالج ولما سألت ليلى قالت انها مقويات والغريبة إنها شبه حباية منع الحمل اللي بتدهايلي.
ازدرد لعابه بصعوبة وتحدثت ببراءة
_ عادي ياحبيبتي بتحصل الحبوب بتبقا شبه بعضها عادي.
دفعته بصدره بغضب وهي تصيح فيه مع كل دفعة
_ شبه بعضها يا كداب. بقا تبدل الحبوب وتقولي شبه بعضها. بقا تستغفلني وتقولي حبوب جديدة وانت بتبدلها والله …
قاطعها جاسر وهو يكتف يديها ويقربها منه
_ ايه يعني اللي حصل لكل ده؟ ما تهدى ياجميل كدة وتعالى في حضني اصلك وحشتني
همت بدعس قدمه لكنه لم يسمح لها وتمتم بوله
_ مش كل مرة ياقمر، بس بموت فيك وانت متعصب بصراحة بيبقا ليك طعم تاني وانا بروضك ياغالي.
تلوت بين يديه كي تفلت منه لكنه احكم ذراعيه حولها وغمغمت بغيظ
_ دا انا هدوقك المر دلوقت ياكداب.
غمغم بتحذير وهو يشدد قبضته حولها
_ كرريها تاني وانا اندمك عليها.
_ مش انت اللي كدبت عليا وغشتني.
_ ايه ضحكت عليكي دي! هو انا شاقطك من الشارع؟!
ضربت كتفه بقبضتها الصغيرة وقالت بغيظ
_ اه ضحكت عليا وخلتني احمل تاني.
اتسعت عينيه بسعادة وسألها بريبة
_ انتي بتتكلمي جد؟
اشاحت بوجهها بعيدًا عنه لكنه اعاد وجهها إليه وعاد يسألها
_ بجد ياسارة انتي حامل.
اندهشت من مدى فرحته وسألته بدهشة
_ مالك فرحان كدة زي ما يكون أول مرة؟
اومأ لها بتأكيد
_ لأنها فعلاً اول مرة لإن سيلا كنا مكسوفين اوي من الموضوع إنما المرة دي غير
ازداد غيظها منه وهى تتذكر ذلك اليوم
_ اه فكرتني لما الدكتورة قالت لماما دي حامل وكانت مستغربة ازاي حامل وانا مكملتش شهر معاك وشكت على طول إننا اتجوزنا قبل ما أرجعلك.
عادت تضرب كتفه وقالت بغيظ
_ وانت رايح تحرجني قدام عمو وتقوله عشان متشكش في قدرات ابنك تاني، طول عمرك سافل.
_ طول عمري بموت فيك، المهم تعالي نحتفل باللحظة دي ولإنك وحشاني موت
همت بالرفض لكنه لم يتركها تعترض ومال عليها يقبلها بحب وشوق حتى استكانت بين يديه.
……
استيقظت ليلى على ألم شديد في بطنها واسفل ظهرها نظرت إلى أمجد المستلقي بجوارها وهمت بإيقاظه لكنها تراجعت كي لا تقلقه ويكون ألم عادي مثل كل مرة.
خرجت من الغرفة كي تعد مشروبًا دافئًا لكن الألم زاد ولم تستطع السير فتصدر منها آهه قوية جعلت أمجد ينتفض من نومته فوجدها واقفة على اعتاب الغرفة تتألم بشدة.
اسرع إليها وهو يسألها بقلق
_ مالك ياليلى في ايه؟
حملها ليعيدها إلى الفراش وهي تتمتم بألم
_ تعبانه اوي ياأمجد الألم المرة دي شديد أوي.
ازداد قلقه عليها وأمسك يدها بخوف
_ طيب اتصل على دكتورة رحمة ولا نروح لها المستشفى أحسن
ازداد الألم أكثر فينقبض قلبه بخوف
_ لأ احنا نروح المستشفى أفضل
اخرج ملابس لها من الخزانة وقام بمساعدتها على الارتداء واسرع بها مع والده إلى المشفى.
وقف امام غرفة العمليات بقلق بالغ عليها فقد اطال مكوثها في الداخل ولا أحد يخرج ليطمئنه
ظل على تلك الحالة مهما حاول والده تهدئته حتى شعر بألم في قلبه
ولم يظهر ذلك حتى لا يقلق والده
جاء مصطفى وزوجته عندما علموا الخبر من سارة وأسرعوا للوقوف بجواره
تحدث مصطفى بقلق
_ ايه الأخبار؟
استطاع أمجد إخفاء ذلك الألم وتحدث بقلق
_ طولت اوي جوه ومحدش طلع يطمنا.
طمئنته حلم
_ متقلقش ده طبيعي عشان اول مرة إن شاء الله تخرج بالسلامة.
اسند أمجد ظهره للحائط عندما ازداد الألم
لاحظ مصطفى حالته بأنه من شدة القلق عليها فقد اختبر الأمر من قبل ويعلم بحالته.
خرجت الممرضة بعد وقت قصير من الغرفة وهي تحمل طفله وتناوله إياه وحينها انتهى الألم وانتهى كل شئ ولم يشعر سوى بالدنيا التي وضعت بين يديه
كان ينظر إليه بسعادة لا توصف فيتقدم من والده ويضعه بين يديه بفخر واعتزاز
ادمعت عين صابر وهو ينظر إلى حفيده بعدم استيعاب فقد شفا الله ولده الوحيد بعد أن يأس من ذلك وقد اكرمه الله بقطعة منه جعلت عينيه تدمع بفرحة
_ اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، أخيرًا شيلت ابنك بين ايديا.
تقدم منه مصطفى ليبارك له
_ عقبال ما تجوزه وتشيل ولاده.
_ لاا كتير اوي كفاية إني شفته وشيلته بين ايديا كدة اموت وانا مطمن.
تحدث امجد باعتراض
_ ليه بس الكلام ده يابابا ربنا يطول عمرك ويخليك لينا.
خرجت ليلى بعد قليل فيقترب منها أمجد بلهفة وسألها
_ عاملة ايه ياحبيبتي؟
ابتسمت بوهن وهي تجيبه
_ الحمد لله.
تم وضعها في الغرفة وظلت حلم بجوارها حتى جاء جمال وعائلته
سأله جاسر
_ ها هتسمي الولد ايه؟
ابتسم امجد وتمتم وهو يداعب وجنة طفله
_ آسر
نظر جاسر إلى سارة وقال بسخرية
_ شوفي غيره بقا.
تفاجئ الجميع بذلك الخبر فيسأله جمال
_ ده بجد؟
اومأت وسيلة
_ اه لسة عارفين امبارح ملحقتش اقولكم.
بارك لهم الجميع فقالت ليلى بمزاح
_ إذا كان كدة نتخلى احنا عن الاسم ونشوف غيره.
غمغمت سارة
_ وانتو ليه متأكدين أنه ولد ما يمكن تيجي بنت.
_ متقاطعيش بس، انا متفائل المرة دي وهتشوفي
تحدث جمال بجدية
_ كل اللي يجيبه ربنا خير المهم تقوم بالسلامة
تقدمت سارة من جمال لتحتضن ذراعه وهي تغمغم بامتنان
_ ربنا يخليك ليا ياعمي ديمًا ناصفني كدة.
ربت جمال على يدها وتحدثت بصدق
_ انتي غلاوتك من غلاوة ليلى يعني بنتي التانية.
_ إذا كان كدة خلاص هغير أسر واخليه جمال.
ضحك الجميع على طريقتها لكن جمال رفض قائلًا
_ لاا الأسماء دي قدمت أوي مبقتش تنفع دلوقت
_ بس انا مصرة عايزاه يطلع زي حضرتك كدة.
تحدثت وسيلة باعتراض
_ بس مش بالاسماء ياسارة الهداية من عند ربنا.
_ خلاص تخدوه انتو تربوه عشان يطلع زي جده وبالنسبة للاسم نشوف حاجة قريبة منه زي ما عملنا مع سيلا
نظر جمال إلى وسيلة وغمغم باعتراض
_ انا بقول يبطلو خلفه أحسن انا مصدقت الولاد كبروا اعيده من تاني ليه؟
وافقتهم وسيلة كعادتها
_ عادي بقا اللي خلانا نربي سيلا هنربي غيرها خلفوا ومتقلقوش
اسندت سارة ذقنها على كتف عمها وقالت بدلال
_ ها ياعمو قلت ايه؟
هز جمال رأسه باستسلام
_ هقول ايه لله الأمر من قبل ومن بعد.
مر الوقت بينهم بسعادة لكن الآلام عادت إليه مرة أخرى وتلك المرة لاحظه جاسر
تقدم منه يسأله بقلق
_ أمجد انت كويس
حاول امجد الثبات كي لا يلاحظ أحد وتمتم بثبوت
_ خلينا نطلع برة عشان ليلى..
وعند خروجهم سأله جاسر بقلق
_ في ايه قلقتني انت كويس؟
اخرج أمجد هاتفه وناوله لجاسر وهو يقول بألم
_ اتصل على الدكتور عصام بسرعة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وهام بها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *