روايات

رواية حب بين نارين الفصل الرابع عشر 14 بقلم نورهان ناصر

رواية حب بين نارين الفصل الرابع عشر 14 بقلم نورهان ناصر

رواية حب بين نارين البارت الرابع عشر

رواية حب بين نارين الجزء الرابع عشر

حب بين نارين
حب بين نارين

رواية حب بين نارين الحلقة الرابعة عشر

  • بعد تصريحها ، انتاب مراد مشاعر عدة مابين السعادة والحزن شعورين متضادتان غمراه ليحني رأسه مقطبًا ما بين حاجبيه بضيق شديد ثم وقف أمامها ينظر إلى إنتحابها بكل برود ، كانت تبكي بقوة، تنتفض من شدة بُـكائها ، بينما لم يرق لها قلب ذاك الذي يتصنع اللامبالاة وهو يرمقها بنظرات حائرة ، لا يعلم أي يمُد يده لها يطمأنها، و يريحها من حيرتها تلك قطع الصمت السائد عدا من شهقات لميس وإنتحابها ،مراد وهو يجثو على ركبتيه أمامها ثم قال بنبرة لا تقبل النقاش :
    _ قومي معايا دلوقت علشان هنسافر إنهاردة !!
    أنهى حديثه وهو يمد يده ليبعد يدها عن وجهها ليحملها فـصاحت به بهلع :
    _ أبعد إيدك عنب بعرف أمشي !
    إبتسم مراد بتهكم وهو يراقب إنفعالاتها التي تتغير بين الفينة والأخرى بـإستمتاع كبير ثم تشدق قائلاً وهو يقف ثم أولاها ظهره:
    _على راحتك أنا خارج دلوقت كمان ساعتين أو لسه مش عارف الوقت بس إعرفي إننا هنسافر النهاردة .
    تجاهلت حديثه ثم تحاملت على قدمها وأخذت تسير ببطء تجاه الغرفة التي خرجت منها ومع تعثرها وترنحها في خطواتها إلا أنها رفضت أي مساعدة منه بـإستماته .
    ناداها مراد بهدوء:
    _لميس ! .
    توقفت عن متابعة خطواتها ولم تلتفت له تنتظر أن يكمل حديثه، فـتابع مراد وهو يقول بنبرة حانية إستشعرتها لميس منه :
    _أوعدك إن كل حاجه هتوضح قُدامك !
    إرتفاعـت إبتسامة باهته على ثغرها ، ثم أكملت سيرها إلى داخل الغرفة، ظل يـتأملها حتى غابت عن مرمى بصره ، فأخرجه من شروده صوت هاتفه ، تنهد بخفوت ثم أخرجه واتجه إلى خارج المنزل
    _ أمنلي زيارة لحبيبنا إنهاردة ! .
    علّى صوت الطرف الآخر وهو يجيبه بـإستنكار لما تفوه به :
    _ لا ده أنت لو بتقولهم أنا هنا مش هتروحلهم برجلك كده !
    _ إسمعني ….
    قاطعه رامي هادرًا بصوت مرتفع نسبيًا:
    _لأ مش هتروح لمكان أنت عايز تكشفنا !!
    قال مراد بضيق:
    _ طيب رامي هاتلي العربية إللي قولتلك عليها على البيت واستنى مني إتصال جنار هانم بتتصل عليا !!
    تمتم رامي بضيق مثله :
    _أنا أصلا جايلك دلوقت ومعايا العربية أنا اللي هاخدك للمطار بنفسي هي بس فترة الأوضاع تهدى شوي وأرجع يا سيدي بس دلوقت العيون هتبقى عليك إحنا منعرفش الـ** قالهم إيه عنك وكمان متنساش إنهم بيهددوا حياة مراتك !!
    هتف مراد بضيق وهو ينظر للسماء:
    _ عارف يا رامي كل ده طب بقولك أقفل انت هرد على الست جنار صرعت راسي!!
    تبسم رامي بهدوء :
    _ طيب هقفل أنا كلها نص ساعه وأوصلك !!
    تنهد مراد ثم عاود الإتصال بها هو ، لم تمضْ ثوانٍ معدودة وأتاه صوتها من الطرف الآخر وهي تهتف بقلق شديد:
    _ينفع كدا يا مراد القلق إللي عايشتني فيه ده ؟.
    أردف مراد وهو يمسح على وجهه بضيق :
    _متقلقيش إن شاء الله هنطلع من هنا إنهاردة أنا أجلت السفر لأن لميس مش هتعرف تمشي على رجلها !!
    صاحت جنار وهي تنتصب واقفه لتهتف بقلق لم تستطع إخفائه :
    _ إزاي مش قولتلي إنها كويسه عملت إيه؟
    رد عليها مراد بضيق:
    _ معملتش حاجه هي إتعـورت في رجلها وحاليًا هي كويسه !
    قطبت جنار حاجبيها بضيق:
    _لينا كلام طويل يا باشمهندس !.
    زفر مراد بضيق:
    _تمام أنا هقفل دلوقت سلام !
    أغلق معها ثم أغمض عينيه ولا يعلم لما جالت صورتها على خاطره فجأةً عندما كانت قريبة منه تمسح دموعه بيدها وتقول له بنبرة إعتادها منها وكم رغب في سماعها منها منذ زمن لاشعوريًا وجد نفسه يبتسم إبتسامة صافية وكلمتها تتردد في أذنه “أيوة لميس يا مراد وأخيرًا لقيتك!!”
    إلا أنه سرعان ما نفض تلك المشاعر التي إجتاحته وعادت ملامحه للجمود مرة أخرى .
    …………………………………..
    كان يجلس مُـنكس الرأس تعتريه علامات إعياء شديد بينما ينظر لشيءٍ ما في هاتفه دقق النظر بصورة ما في هاتفه ثم همس بلا وعي منه :
    _ ملاكي !!
    قالها عز بحزن شديد وهو مازال مُـطرق الرأس قطع عليه شروده فتح باب الغرفة المقيم فيها فـ هتف بغضب وهو لازال مخفض الرأس:
    _ قولت مش عايز أشوف حد !!
    _ حتى أنا ؟.
    إتسعت حدقة عينه بذهول على الفور رفع رأسه ونظر لمخاطـبه وهو لازال لا يصدق ما يراه ، إقترب الآخر منه وهو يتصنع الأسى لأجله ووضع يده على كتفه وأخذ يردد :
    _ شد حيلك !!
    رد عز بتهكم:
    _ أنا خسرت بنتي !
    أجابه الآخر وهو ينفس دُخـان سجارته غير عابئ بالمكان الذي يجلس به وبكونه مشفى وبه مرضى ثم قال وهو يضغط على كل حرف ينطقه :
    _ده مش هيغير حاجه أوعى تفكر تتراجع إنت بنفسك كنت عارف مصير بنتك .
    صمت قليلاً يطالع ملامحه العابسه ثم تابع حديثه بمكر :
    _متنساش تعهدك معانا على حياتها ..
    قاطعه عز بحزن وهو يقول:
    _عارف أنا بس …
    قاطعه غير حافل بتبريراته ثم قال :
    _قولنا هو مين وإحنا نجبهولك تحت رجلك إنت عارف غلاوتك عندنا مش كده !!
    قال عز بغضب شديد:
    _ده واحد ليا عداوة معاه من زمان وبإيدي هكون*****
    _وإحنا معاك عايزك كده تصحصح معايا في عملية بنات كنا مستوردينهم من هولندا و…
    قاطعه عز بحزن شديد:
    _ بنات تاني لأ!!!
    نهض الآخر من جانبه وصاح بحدة :
    _ إنت بتقول لأ إزاي إتجرات؟ مش علشان بنتك ماتـ”ـت يبقى كده خلصت مننا لا إصحى وفوق لنفسك !!
    همهم عز بضيق :
    _ أنا آسف يا بوص مقصدش !!
    لانت تعبيرات وجهه ثم قال بخبث شديد:
    _ المهم قولنا على المفيد مين عمل كده في بنتك؟
    قال عز بضيق:
    _واحد إسمه مراد الألفي بس معرفش شكله !!
    رد عليه باستغراب يصحبه سُـخرية:
    _ إنت هتخيب ولا أي يا عز يعني إيه متعرفش شكل عدوك ؟
    وضح له عز الدين بضيق :
    _مشفتوش غير كام مرة وهو صغير فطبيعي معرفش شكله بقى إيه دلوقت !!
    فكر الآخر قليلاً ثم تابع وكأنه تذكر شيئا:
    _ قصدك إن الواد ده إبن محمد ال …
    _ أيوة !!
    قالها عز بإقتضاب وهو ينظر لنقطة ما في الفراغ هتف الآخر وهو يقول بينما يوليه ظهره :
    _في ظرف كام ساعة بس ويكون عندك !!
    أومأ عز له ، فتابع الأخير خطواته نحو الباب وعندما فتحه كاد يصطدم بمن إقتحمت الغرفة كإعصار هائج وهي تصيح بغضب شديد، لم تهتم بذاك الذي توقف وأخذ يتابع ما يحدث بإستمتاع :
    _ كله منك حسبي الله ونعم الوكيل ضيعتلي بنتي هقـ”ـتلك هقـ”ـتلك ياعز !!
    أبعد عز يدها التي كانت تلفها حول رقبته بصعوبة وهو يجاهد ليلتقط أنفاسه الهاربة من فرط المجهود ثم صاح بحدة :
    _ إبعدي إيدك عني ويلا إمشي إيه إللي مقعدك لسه هنا ؟
    همست فيروز بانتحاب:
    _ بنتي …ذنبها إيه ..منك الله ربنا ينتقم منك حسبي الله ونعم الوكيل فيك !!
    أنهت كلمتها واتجهت خارج الغرفة وهي تبكي بشدة:
    _وليه نكدية بصحيح منا فيا إللي مكفيني!! نقصاها هي !!
    كان لازال يقف عند الباب وإستمع لتلك المحادثة الشرسه التي جرت قبل قليل ، وإرتسمت على ثغره إبتسامة تسلية ثم وضع نظارته السوداء وسار بهدوءٍ .
    ………………………………………
    كانت تبكي بقوة بعدما خرجت من عنده عقلها شارد منذ مكالمة أمس تفكر هل ما سمعته صحيح ، أخذت تسير على غير هدىٍ حتى توقفت أمام إحدى الكافيهات على النيل جلست على إحدى الطاولات ورفعت هاتفها تنظر إلى الساعة فقد أخبرها المتصل أنه سيلتقي بها عند الساعة الواحدة ظهرًا وها هي الساعة قد تخطت الواحدة وعشر دقائق، زفرت بضيق وهي تسترجع تلك المحادثة الهاتفية أمس.
    عودة إلى الوراء
    نظرت إلى الرقم باستغراب لثوانٍ ثم حسمت أمرها وضغطت على زر الإجابة وإنتظرت سماع صوت الطرف الآخر ، ولما لم ينطق أحد تنفست الصعداء ولا تعلم لما إنتابها إحساس بأن للأمر علاقة بإبنتها وإحساس بالأمل دب في أوصالها بأن تسمع خبر يريح قلبها هي لم ترى تلك الفتاة التي يصرون على أنها إبنتها لكن قلبها يرفض وبشدة تصديق هذا الأمر
    _ مين ؟
    مرت لحظات قليله قبل أن يصل إلى مسامعها الرد على سؤالها بنبرة حادة لا تقبل النقاش:
    _مش مهم تعرفي أنا مين قد ما مهم تسمعي كويس إللي هقوله وتنفذيه بالحرف الواحد مفهوم !!
    عبست ملامح فيروز للغضب وهي تردف بتهكم:
    _ أنت مين أنت علشان ….
    قاطعها سريعًا وهو يقول :
    _ علشان مصلحتك تعملي إللي هقولك عليه إسمعيني كويس بكره الصبح في واحد لابس أسود في أسود ونظارة سوداء وباين عليه الكبر المهم هييجي علشان يزور طليقك عايزك لما تعرفي إنه جه تروحي تتهـ”ـجمي على عز وتحاولي تخنـ”ـقيه وتهدديـ”ـه بإنك هتحاولي تقتـ”ـليه على إللي حصل لبنتك!!
    قالت فيروز بدموع:
    _وأنا هستفاد إيه بنتي راحت منكم لله .
    ثم أخذت تبكي بشدة ثم إستطردت قائلة :
    _مبقاش ليا حاجه أخسرها …
    قاطعها سريعًا وهو يقول :
    _ اهدي يا فيروز ليكي إبنك مش عايزه يحصله زي أخته يبقى تنفذي المطلوب منك ومن غير ما تسألي أي سؤال وأنا هتصل عليك بكرة وأقولك هتقابليني فين!!
    هتفت فيروز بدموع وهي تستمع لكلامه وكأنها قد تناست أمر وليدها البكر الذي فرقتها عنه تلك الغربة المُـقيته :
    _حاضر هعمل كل حاجه بس متأذوش أمجد !!
    إبتسم محدثها بخفوت وهتف بهدوء قائلاً:
    _كده أنتِ معانا يلا سلام أوعدك لو نفذتي إللي قولتلك عليه هسمعك أخبار حلوه !!
    عودة إلى الواقع
    مدت يدها بارتجاف ومسحت عبراتها وهي تنتظر مجيئه بعد تنفيذ ما قاله لها إنتابها الفضول لتعرف لما طلب منها فعل ذلك أمام ذاك الرجل بالتحديد
    -إزيك يا فيروز ؟!
    رفعت رأسها ونظرت إلى مخاطبها بدهشة ثم هبت من جلستها وقالت باستغراب :
    _ عمو أحمد !!
    ابتسم العم أحمد بهدوء:
    _إزيك يا بنت أخويا أخبارك ؟
    أجابته فيروز بصوت باكي وهي تقول له :
    _ أنا مش كويسه خالص !!
    أردف العم أحمد بهدوئه المعتاد:
    _ ليه بتقولي كده؟
    انهمرت دموع فيروز تردف بنشيج :
    _بنتي بنتي ضاعت مني خلاص …
    قاطعها العم أحمد وهو يقول :
    _أهدي لميس بخير !
    إتسعت حدقة عينها بصدمة كبيرة وقبل أن تبدي ردة فعل قاطعها العم أحمد وهو يشير بعينيه بمعنى “ولا كلمة ”
    بعد وقت قصير هتفت فيروزة وهي لا تصدق ما قاله لها :
    _متأكد يا عمو ؟.
    هز رأسه بإيجاب فـتابعت هي حديثها وهي تقول بنبرة فرح ظهرت على ملامحها وطغت على حديثها :
    _ كنت عارفه إنها مش بنتي لا يمكن قلبي رفض يصدق إللي حاولوا يقنعوني بيه الحمدلله الحمدلله يارب ألف شكر ..
    هتف العم أحمد بتحذير:
    _هي لغاية دلوقت كويسة وعايشه كمان بس أنتِ لازم تثبتي للناس كلها إن بنتك ماتـت فاهمه !
    فتحت فيروز فمها بصدمة قائلة :
    _ أنت إللي كلمتني إنبارح صح؟.
    أومأ العم أحمد بهدوء:
    _ أيوة يا فيروزة أنا …..
    قاطعته فيروز بحدة وهي تقول:
    _ يعني أنت متواطئ مع إللي خطف بنتي معقول يا عمي !
    زفر العم أحمد الهواء مردفًا بتأكيد:
    _أيوة وأنا مستعد أفديه بعمري كله مراد مش مجرد إبن صديق ليا لأ مراد إبني إللي مخلفتهوش وبعدين أظن إنك عارفه طليقك عمل إيه في أبوه و……
    قاطعته فيروز بدموع:
    _عارفه ده كله بس هان عليك بنتي يا عمي تدخلها في اللعبة دي كلها ؟ .
    تهدل كتفي العم أحمد قائلا بهدوء:
    _ده لمصلحتها وهتشكريني بعدين !
    صاحت فيروز بإستنكار وهي تقول وقد إرتفعت نبرة صوتها قليلاً:
    _ مصلحتها في إنها تفضل مع واحد غريب عنها وخطفها طول المدة دي كلها ، أنا آه عايشة في تركيا بس القيم والأخلاق واحدة ومش هتتغير سواء كنت في مصر أو تركيا وأنا مقبلش بده وكفايه إللي حصل طلع بنتي بره اللعبة دي لو سمحت !!
    نظر لها العم أحمد بهدوء:
    _ خلصتي ؟!
    ردت فيروز بإنفعال:
    _ أيوة !
    أردف العم أحمد بهدوء:
    _ إقعدي طيب ووطي صوتك ده هتلفتي العيون علينا و إسمعيني كويس بقى لو لميس مكنتش تحت حماية مراد كان زمانها ميته من زمان لأن المصون إللي كان جوزك عمل تعاهد مع المافيا وأنا عارف إنك علشان كده إطلقتي منه .
    صمتت فيروزة بحزن فتابع العم أحمد حديثه :
    _ المهم عمل تعهد على حياة بنتك وأي غلطة يعملها لو إتكشف أو قرر يسيبهم وقتها بنتك هتدفع التمن وهيـصفوها وسبق وقولتلك إن مراد عايز يدمـر عز وينتقم لعيلته وده حقه طبعًا ومحدش يقدر يتكلم ولو هو عمل كدا ، كدا بنتك هتروح ضحية وهي ملهاش ذنب وأنا قولتلك إني مع مراد وهفضل معاه وهساعده بس طبعا مايرضنيش إن بنت أخويا تعاني وتفقد بنتها بسبب زوج معندوش قلب يرهن حياة بنته في شغله الوســخ علشان كده كان لازم مراد يخطف لميس عشان يحميها وياستي علشان الخلوة والحرمانيه أنا جوزتهاله و…
    فغرت فمها بصدمة :
    _إيه؟
    _أرجوك يا فيروز متقاطعنيش إسمعي كلامي لحد النهاية .
    أومأت برأسها فـاسترسل العم أحمد في حديثه وهو يقول :
    _أيوة ومتعرفيش قد إيه ده كان صعب عليه وفوق طاقته وأنتِ فهماني وفي نفس الوقت نأمن مراد لو عز بلغ عنه لأن مفيش حد بيخطف مراته …
    اردفت فيروز بمقاطعه :
    _ أنا أسفه يا عمي إني بقاطعك بس مخفتش على لميس منه يعني تبقى بنت الراجل إللي دمر عيلته وهو بدل ما ينتقم منها بيحميها إزاي يعني على فكرة أنا عرفت الحقيقة كامله وعرفت باللي عمله عز في أخت مراد ووالدته يعني ليه متأكد إنه مش ممكن يفكر يأذيها …
    أجابها العم أحمد بهدوء وهو يرجع رأسه للخلف بإسترخاء:
    _لا مخوفتش لأنه هو نفسه مديون للميس بحياته !
    قالت فيروز باستغراب:
    _ نعم مديون لها بحياته لا فهمني بقى كده !
    أبتسم العم أحمد ثم قال:
    _ طيب إسمعي يا ستي ………
    هتفت فيروز بصدمة:
    _معقول كل ده حصل وأنا مش عارفه حاجه للدرجة دي كنت بعيدة !!
    _ المهم دلوقت أظن فهمتي أنا ليه طلبت منك إنك تعملي كده قدام الراجل !
    أومأت فيروز بهدوء:
    _ أيوة فهمت لأني أنا إللي هقنع إن بنتي فعلا ماتـت وبكده أبعد رجال المافيا عنها ولو مؤقتاً !
    ابتسم العم أحمد بهدوء:
    _ شطورة إحنا كنا خايفين ليكونوا مش مصدقين إنما لما يشوفوا إنهيارك وكمان لأنك أمها لو عندهم شك هيزول طبعاً !
    ابتسمت فيروز بسعادة:
    _ أنا بجد مبهورة يا عمي رغم إنك سبت شغلك في المخابرات من زمان إلا إنك لسه زي ما أنت بجد عاش !
    تحدث العم أحمد بغرور مصطنع:
    _ طبعا .
    ضحكت فيروزة بخفوت ثم تمالكت نفسها ورسمت ملامح الحزن والعبوس على ملامحها .
    ………………………………………
    كانت تجلس هائمة في أفكارها فاقت من شرودها على صوت أختها وهي تقول لها بصوت هادئ :
    _ ما بكِ أراكِ شاردة منذ أيام ؟
    ردت عليها بهدوء:
    _ لا شيء عزيزتي فقط إشتقت لابنتي وحفيدتي !
    جلست فاطمة بقربها ثم قالت بحنان :
    _ وأنا أيضًا والآن هيا أقبلي قد هيأت الغداء وإحزرِ ماذا طهوت لكِ؟
    رفعت رأسها ونظرت إليها ثم قالت وهي تبتسم :
    _ امممم Balık صحيح ؟
    هتفت فاطمة وهي تدور حول نفسها بحركات مُضحكة ثم قالت:
    _نعم ، (! Evet )
    ………………………………….
    وقفت أمام المصلى أمامها بعد أن توضأت وارتدت إسدال الصلاة الخاص بها وفور أن تلت *الله أكبر* لاشعوريًا إنهمرت الدموع من عينيها بشدة وهي تتذكر كل أفعالها السابقة وأخذت تستغفر ربها في كل ركعة وسجدة أن يغفر لها ويمحو ما مضى بعد أن ندمت أشد الندم على كل وقت ضيعته في فعل ما لا يرضي الله .
    إنتهت من الصلاة وجلست تدعو الله أن يثبتها على هداها ثم أمسكت المصحف بيدها وفتحته على سورة آل عمران ظلت تقرأ بها وما إن وصلت إلى الآية (7)التي تقول بسم الله الرحمن الرحيم “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ”
    أغمضت عينيها وأخذت ترددها بقلب صادق وهي تتمنى الثبات وألا تعود إلى تلك الأيام المُوحـشه هكذا أسمتها سارة فالحلاوة في القرب من الله أن يستظل الإنسان تحت جناح ربه ورعايته وأن ينعم الله عليه بهدايته وتوفيقه.
    …………………………………….
    كان يجلس أمام المنزل شارد الذهن بعد أن غادر رامي منذ بضع ساعات بعد أن أحضر له السيارة وتذاكر السفر الجديدة ، تنهد مراد ثم نهض من مجلسه وراح يتمشى قليلاً قبل موعد الطائرة ، وضع يداه في جيب سرواله وهو يتذكر قبل ثلاث سنوات عندما إرتبطت لميس به
    عودة إلى الوراء
    هتف بإنفعال شديد وهو يصيح في وجه تلك الطبيبة بحدة :
    _نعم أنتِ عارفه أنتِ بتطلبي مني إيه؟
    هتفت جنار بهدوء :
    _ أيوة عارفه !
    قطب مراد حاجبيها بضيق مرددًا بحنق:
    _ إللي بتطلبيه ده فوق طاقتي !
    تدخل العم أحمد وهو يحاول أن يهدأ من هذه الأجواء المشحونة بالتوتر :
    _ يا ابني الدكتورة مغلطتش معاها حق دي ضحية زيك وزي أختك ولو أنت كشفت أبوها هي هتروح في الرجلين وأنت عارف إني معاك بس مش على حساب حياة حفيدتي صحيح أنا مخلفتش بس لميس في مقام حفيدتي …
    قالت جنار بتوتر:
    _ فترة مؤقتة بس كل ده ينتهي ومتنساش دي لميس الطفلة إللي كنت متعلق بيها .
    أردف العم أحمد مؤيدًا:
    _ أيوة وبعدين أنا راجل شرقي ومقبلش إن حفيدتي تفضل المدة دي كلها مع راجل غريب في بيت واحد وأنا قولتلك لميس ملتزمة وأنا مـ…
    قاطعهم مراد وهو يقول بجمود:
    _خلاص موافق إعملوا إللي تعملوه!
    عودة إلى الواقع
    إستفاق من أفكاره على إهتزاز هاتفه معلنا عن مكالمة هاتفية جديدة ، تنهد عدة مرات قبل أن يقرر الرد ثم تنحنح وهو يجلي صوته ثم أجاب على المتصل فمن غيرها تلك الطبيبة التي ساعدته كثيرًا والفضل يعود إلى الله ثم لها :
    _السلام عليكم ورحمه الله وبركاته!!
    ردت جنار بهدوء:
    _ وعليكم السلام ورحمه الله ياه يا مراد وحشتني نبرة صوتك الهادية دي !
    _إعزوريني إن كنت إنفعلت عليك في الايام اللي فاتت !
    هتفت جنار ببسمة:
    _ولا يهمك نحن تعودنا !
    إبتسم مراد بهدوء ثم قال بعد أن غير رأيه بخصوص السفر غدًا :
    _ إن شاء الله هجيبها إنهاردة على شقتي في تركيا وعايزك معايا !
    ابتسمت جنار بهدوء:
    _ طبعا !
    إنتهت المحادثة وأغلق مراد معها ثم عاود أدراجه تجاه منزله وفور وصوله فتح الباب الخاص بغرفتها وتسمر مكانه راها تصلي بخشوعٍ شديد وهي تبكي والتقطت أذنيه بعض همهماتها في الصلاة
    _ يارب أنا حاسه إنه هو ، ريح بالي يا رحمن يارحيم ودلني على الطريق الصحيح وسامحني يا ربي لأني أسأت إحترام جوزي ولو مش هو سامحني لأني فكرت فيه ياالله يا رحيم يا غفار الذنوب إغفرلي.
    *ماهذا الذي ينساب على وجنتايّ ؟
    دارت تلك الجملة على عقل مراد وضع يده على وجهه وأزال بعض عبرات كانت عالقة بأهدابه وبعد ما سمعه من لميس كأنها كانت إشارة لتلك الدموع الحبيسة لتهبط على وجنتيه بعد وقت رآها تنهض وقد إنتهت من صلاتها ، مسح دموعه على الفور قبل أن تراها وقبل أن ينطق مراد بكلمة فَـجأته لميس وهي تقول بينما تخفض رأسها :
    _ أنا معرفش إحنا إتجوزنا إزاي؟ بس زي ما أنت قولت من حقك عليا إني أحترمك ومجبش سيرة راجل تاني .
    تنفست الصعداء ثم قالت وهي ترفع رأسها وتنظر في عينيه :
    _ أنا آسفة !
    فغر فاه لا يستوعب ما تفوهت به ولكن بداخله قد سُعد بما سمعه منها وإن أبدى لها عدم اللامبالاة :
    _ في هدوم هنا ليك صح؟
    أجابته لميس بهدوء :
    _ آه فيه !
    تمتم مراد بهدوء:
    _ تمام إجهزي علشان هنسافر كمان نص ساعه !
    أومأت برأسها بدون جدال هذه المرة فلا فائدة من المجادلة ، تحت تعجب مراد في داخله من هدوئها في العادة أو كما إعتاد منها فهي لم تكن ترضخ لكلامه بخضوع هكذا .
    خرج من الغرفة لكي يجهز نفسه للسفر هو الآخر بعد أن إنتهى من تبديل ملابسه أمسك بجوازات السفر المُـزيفة وهو ينظر للأسماء المدونه وابتسامة لطيفة إعتلت جانب فمه .
    “عائشة و محمد !! ”
    قالها مراد بخفوت ، ثم صمت عندما فُتح الباب الخاص بغرفتها تنهد مراد بضيق كانت تمشي بصعوبة بسبب قدمها إقترب منها وحاول مساعدتها ويالصدمة لم تعترض في حين زاد تعجب مراد من هدوئها الجديد عليه
    _ إمسكي ده الباسبور بتاعك هتسافري لوحدك وأنا هكون معاك بردو متقلقيش مش كنتي لبستي النقاب أحسن !
    هتفت لميس بهدوء:
    _ النقاب لما هلبسه ، هلبسه علشان إقتناع مش علشان أخبي بيه وشي !
    أومأ مراد بهدوء:
    _ عندك حق أصلا كان ممكن يحكموا رأيهم ويجبروك على رفعه مش مشكله هنعدي منهم على خير إن شاء الله.
    أردفت لميس بهدوء:
    _ أنت قولت هتفهمني …..
    قاطعها مراد وهو يقول :
    _ إن شاء الله يلا بينا ! .
    أومأت لميس برأسها ، فتقدم منها مراد أكثر ومال بجزعه ليحملها فإستوقفته وهي تقول:
    _مفيش داعي قادرة أمشي ، وقبل ما تعترض سيبني ولو لمرة على راحتي ! .
    أومأ مراد لها وخرجا من المنزل وساعدها مراد على صعود السيارة وهي لم تعترض ، بعدها أتجه مراد إلى مكان القيادة ثم إنطلقت السيارة تشق طريقها نحو المطار وكلا منهما شارد الذهن يسبح في أفكاره الخاصه.
    “وصلنا !”.
    هتف بها مراد وهو يصف سيارته ، ترجلت لميس من السيارة ومعها مراد وقبل دلوفها هتف مراد بهدوء:
    _لميس ماتنسيش أنا هكون وراكِ مش عايز أي حركه اتصرفي بطبيعتك افضل ليكِ ! .
    _ما تخفش مش ههرب وحفظت ! .
    ناداها مراد بضيق:
    _ عائشة ! .
    رفعت عينيها ونظرت له بدون تعقيب ، فتابع مراد بهدوء:
    _حبيت أفكرك !.
    _ فاكرة ! .
    إنزعج مراد من نبرتها المسالمة ،حدث نفسه أين إختفت قطته المشاكسه؟ ، آفاقه من شروده صوتها وهي تقول بهدوء:
    _ محمد يالا ! .
    للحظة تلفت مراد حوله باستغراب وحدقها بنظراتٍ متعحبة و كأنه يبحث عن من هتفت بإسمه توا ، ثم تدارك نفسه واتجه إليها وهو يبتسم ، سبقته هي في الصف بينما هو كان يقف إثنان بينهما وكان التوتر سيد الموقف لم يستطع مراد أن يتنفس بارتياح إلا بعد أن انتهت من ختم جواز السفر ، و رآها تعبر الناحية الأخرى تجاه غرفة تفتيش الحقائب.
    مضت دقائق ثم لحق بها مراد واعتملت ملامحه علامات الغضب عندما رآها تتلفت حولها وكادت تهرب فألقى عليها نظرة حادة يزجرها ، فتنهدت بحزن وبعد وقت ليس بقليل سمعَا نداء إلى الطائرة المتجهة إلى تركيا .
    صعدت لميس أولاً ثم تابعها مراد وكم ألمه قلبه على رؤيتها وهي تصعد درجات السلم بتأني ورأى إنزعاج الركاب خلفها وكاد أحدهم يوقعها وهو يصعد السلم عنوة فأسرع مراد ووقف خلفها ومد يده يساندها حتى لا تقع كادت تصرخ فهمس مراد لها حتى تطمأن:
    _ ده أنا متخافيش يلا ! .
    ابتسمت لميس بسخرية على حديثه ، وابتلعت ريقها ثم إتجهت إلى مقعهدها المخصص لها بعد أن وضعت حقيبتها في الموضع المخصص لها بينما كان يجلس بجانبها امراءة أسبانيه .
    أتى مراد ونظر إليها وعقد حاجبيه في إستياء ، وقف بعض الوقت يفكر بينما تشدقت لميس وعلى وجهها إبتسامة تسلية وهي تره يقف حائراً هكذا رأى مراد إبتسامتها وإعتبرها تحدي منها ثم لمعت فكرة على خاطره وإبتسم بخبث .
    ابتسم مراد بتنمق وهو ينظر للسيدة ويحدثها بلغتها الاسبانية في حين لم تفهم لميس الحوار الذي دار :
    _سينيوريتا هل يمكنني أن أستبدل مقعدك لأن هذه المرأة زوجتي وهي تخشى من ركوب الطائرة كما أنها حامل وتعاني من الدوار وقد تتقيء عليـ …
    قاطعته السيدة وهي تنظر للميس بشمئزاز ثم قالت وهي تنهض:
    _ بالطبع تفضل !
    بعد استقراره بجوارها تحدثت لميس بضيق :
    _ أنت قولتلها إيه؟ .
    رفع مراد حاجبه متحدثاً بعبث :
    _ يهمك أوي تعرفي ؟.
    قطبت لميس جبينها بضيق :
    _لأ ميفرقش معايا .
    تمتم مراد بخبث:
    _ واضح أوي ! .
    انزعجت لميس تهتف بضيق:
    _ ماشي قولتلها إيه؟ ! كانت بتبص لي بقرف كده ليه ؟!.
    أجابها مراد وهو يغمز بعينيه:
    _ قولتلها إنك حامل ! .
    إمتقع وجه لميس واصطبغ بحمرة خجل قانية وهتفت بتلعثم دل على إرتباكها :
    _ نـ…عم قولتـ…لها إيه؟.
    _زي ما سمعتي قولتلها إنك حامل وممكن تـ……
    قاطعته وهي تقول :
    _بس بس خلاص فهمت !.
    ضحك مراد معلقا بخبث :
    _إيه قرفتي؟ .
    نظرت لميس له ثواني هذه أول مرة تراه يضحك ، توقف مراد عن الضحك ونظر إليها وجدها تحدق به ثم تنحنحت وأدارت رأسها للجانب الآخر وهي تنظر إلى نافذة الطائرة تداري إرتباكها .
    بينما مراد وضع على عينيه عصابة سوداء وأغمض جفونه وبعد وقت إنضمت لميس له وغفت بالقرب منه على كتفه حتى أن المضيفة عندما أتت لكي تضايفهما ورأتهم على تلك الحالة إبتسمت ثم تركتهم بهدوء وبعد مُضي أكثر من ثلاث ساعات وصلت الطائرة إلى مطار تركيا .
    استيقظ مراد أولاً وعندما رآها غافية على كتفه ابتسم رغماً عنه ثم تنحنح وأيقظها فجاءه صوتها الناعس وهي تفرك في عينيها :
    _وصلنا؟.
    _ أيوة يلا وزي ما اتفقنا ! .
    وبعد إجراءات روتينية خرج الإثنان من المطار تنتظرهما سيارة ترجل السائق منها وقام بإعطاء المفتاح لمراد ثم غادر ، وبعد مدة وصلت السيارة إلى وجهتها وكانت لميس شبه مُستيقظة كادت تنزل فأوقفها مراد وهو يقول :
    _إستني أنا هدخلك تعبتي انهاردة أوي وضغطتي على رجلك !.
    وقبل أن تعترض باغتها مراد وهو يحملها إستسلمت له ولم تقاوم فقد كانت تشعر بالتعب حقًا ، لذا بلا وعي لفت ذراعيها حول عنقه واسندت رأسها على كتفه ، اتجه مراد إلى شقته أدخلها إحدى الغرف بينما هي أغمضت جفونها وذهبت في سباتٍ عميق تنهد مراد هو الآخر وأدخل حقائبهم ثم أغلق الباب وذهب إلى غرفة أخرى وألقى نفسه عليها ليأخذ قسط من الراحة هو الآخر .
    في الصباح استيقظت لميس وهي تتطلع حولها بإستغراب ، أخذت تدقق النظر في أرجاء تلك الغرفة وشعور يلح عليها بأنها ليست غريبه عنها وبأنها دخلتها كثيرًا وهذه ليست أول مرة لها ، قطع تفكيرها دخول مراد وهو يقول بصوت هادئ :
    _صباح الخير (Günaydın !)
    تمتمت لميس بدهشة :
    _أنت بتعرف تركي ؟ .
    قال مراد بهدوء:
    _ طب ردي الأول !
    _ صباح الخير !
    وضع مراد يديه في جيب بنطاله وهو يقف قرب الشرفة :
    _أيوة بعرف لغات كتير أوي وكمان أنا عشت عمري يعتبر هنا ! .
    _ امممم .
    التفت لها مراد متحدثاً بهدوء :
    _تحبي تفطري فين؟ .
    نظرت له لميس باستغراب من تحوله وما كادت ترد قاطعها صوت قرع جرس الشقة ، تنهد مراد بخفوت وابتسم ثم قال :
    _ كل حاجه هتتوضحلك .
    صمت قليلاً ثم تابع :
    _مستعدة تعرفي الحقيقة كلها ؟ .
    هزت رأسها بإيجاب، فتابع مراد بهدوء:
    _طيب تعالي !
    نهضت عن الفراش وكادت تقع فاتجه مراد نحوها وتفاجأ بها تمد يدها له ، وضع دهشته على جنب الآن وليساعدها ،أسندها مراد بيديه حتى وصلا ٓ إلى باب الشقة نظر مراد لها فأومات برأسها
    فتح مراد الباب ثم قال مرحبًا:
    مراد بترحيب:
    _ أهلا وسهلا بك جنار( ! Hoşgeldiniz Genar )
    هتفت لميس بصدمة :
    _ ! büyükanne (جدتي)

    يتبع…

  • لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
  • لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية حب بين نارين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *