روايات

رواية شوق العمر الفصل الخامس 5 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر الفصل الخامس 5 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر البارت الخامس

رواية شوق العمر الجزء الخامس

شوق العمر
شوق العمر

رواية شوق العمر الحلقة الخامسة

قعد قدام الكمبيوتر بتاعه ومتوتر ومش عارف يرد يقول إيه، شايف فرصة كبيرة قدامه ومش عارف يستغلها إزاى…قطع تفكيره صوتها..
شوق:”فى إيه يا أمير مالك؟”
أمير بتوتر وهو مركز فى الشاشة:”كنت باعت إيميل من فترة لصاحب الشركة، الإيميل إللى حكتلك عنه ياشوق قبل كده.”
شوق:”أيوه فاكراه وإنت قولت إنه رد وهيشوف الموضوع ده، بس غريبه ده بقاله حوالى سنه، إيه إللى فكرك بيه؟”
أمير بفرحه وهو بيبصلها:”أخيرا رد ياماما.”
شوق بفرحه:”بجد؟!! وقالك إيه؟”
أمير عيونه جات على الشاشه تانى وبدأ يقرألها ويترجم:”أهلا بيك يا أستاذ أمير مره تانيه..”
شوق بفرحه ولهفة:”أحلى أستاذ أمير يلا كمل.”
أمير بضحكه خفيفه من كلامها وبيكمل:”أنا بالفعل فكرت فى الإقتراح بتاعك وشايف إن مافيش أى مشكله فى إننا نجربه، لما تشوف الرساله دى إبعتلى ردك قريبا.”
شوق بحماس:”ماتبعتله إنت مستنى إيه؟”
أمير:”معرفش ياماما، متوتر حاسس إن الكلام كله راح من دماغى.”
شوق:”طب قوم.”
أمير بصلها بإستغراب..
شوق:”إنت لسه هتبصلى، قوم أنا هرد مكانك.”
أمير:”هتردى إزاى وإنتى نسيتى الإنجليزى تماما.”
شوق:”إستنى بس أنا هجرب، يلا قوم.”
قام من مكانه وقعدت مكانه..
شوق:”أعمل رد إزاى؟”
أمير فتحلها شاشة الرد … وبدأت تكتب على الكيبورد بطريقة بطيئه جدا…
أمير بتأفف:”إنتى بطيئة جدا يا شوق.”
شوق بتريقه:”معلش إستحملنى، أصلى مش من جيلكم وصعب إنى أكتب على البتاع ده.”
أمير بتنهيدة:”طيب.”
شوق رجعت تكتب وبدأت تقرأ بصوت عالى نسبيا وهى بتكتب:”وعليكم السلام، حضرتك مابتكتبش عربى ليه؟ ده النبى صلى الله عليه وسلم كان عربى، وبعدين على ما أعتقد إنك مصرى، صح؟”
أمير كان مذهول من الكلام إللى كتبته…ولسه هتيجى تبعتها..
أمير بصدمة وهو بيحاول يمنعها:”ماما إياكى تبعتيها.”
شوق:”لا هبعتها، قول أبعتها إزاى.”
أمير:”ياماما لا ماتبعتيهاش، المفروض الرد بالإنجلش و………”
شوق بفرحه وهى بتقاطعه:”عرفت أبعتها.”
أمير بحسرة:”مستقبلى راح.”
شوق:”مستقبل إيه إللى راح؟”
أمير بحسرة شديدة:”الكلام فورمال يا أمى، يعنى رسمى، إنتى كده كإنك بتتكلمى مع واحد من الشارع عادى، ثم إيه إنت مصرى دى؟”
شوق:”هو عيب إنه يتبرى من أهل بلده؟”
أمير بقلة حيله وهو بيقعد على سريره:”مش مهم، أنا خلاص مستقبلى راح.”
شوق كانت لسه هتتكلم سمعت صوت وصول رساله على الإيميل وأمير قام من مكانه بسرعه وراح للكمبيوتر…
؟؟:”عليه أفضل الصلاة والسلام، هههههههههههههه طبعا مصرى وإبن بلد كمان.”
ملامح الصدمه والذهول كانت على وش أمير….وشوق كانت رافعة حاجبها بفخر وهى بتبص لأمير … سمعوا صوت وصول رسالة تانية…
؟؟:”ها يا أمير، قولت إيه؟ هنجرب فكرة البرنامج، ولا خلاص غيرت رأيك؟”
أمير بصدمه:”قومى ياشوق بسرعة.”
شوق وهى معقدة حاجبها:”اه يا بتاع مصلحتك إنت، ماشى.”
قامت من مكانها وأمير قعد وبدأ يكتب…
أمير:”أبدا يافندم ماغيرتوش ولا حاجه، حضرتك تحب أبدأ فى الموضوع ده من إمتى؟”
؟؟:”لو هينفع معاك الفتره الجايه دى يبقى تمام، هبلغ أ/بشير وهو هيتابع معاك كل حاجه ويحدد الميعاد.”
أمير:”تمام يافندم.”
؟؟:”بالتوفيق يابنى إنت وكل إللى زيك، بلغنى بكل التطورات الخاصه بفكرتك، وشكرا لإقتراحك.”
أمير:”العفو يافندم على إيه بس؟ أهم حاجه إن ده يكون فى مصلحة الشركه، ودى أكتر حاجه تهمنى طبعا.”
؟؟:”ياريت يكون كل الشباب زيك كده، بالتوفيق يا أمير.”
أمير إبتسم..
شوق بإبتسامة فخر:”شوفت لما بتدخل فى حاجة بتتحل إزاى؟”
أمير بإبتسامه وهو بيبصلها:”شكرا يا شوق.”
أخدته فى حضنها..
شوق:”بتشكرنى على إيه بس؟ أنا معملتش غير إللى المفروض يتعمل.”
أمير شدد من حضنه ليها…
شوق:”بالتوفيق يابنى، ربنا يستجيب لكل دعواتى.”
سرحت ودمعه نزلت من عيونها وتفكيرها راح للدعوة إللى دايما بتدعيها وإللى نفسها من كل قلبها إنها تستجاب … بعدت عنه ومسحت دموعها بسرعه من غير ما أمير ياخد باله…
شوق:”أنا هروح أنام بقا، هنزل بكره وأروح السوق و…….”
أمير وهو بيقاطعها:”مش لازم تنزلى السوق عرفينى إنتى محتاج إيه، وأنا هجبلك وأنا راجع.”
شوق بتنهيدة:”أنا هعمل محشى بكره هاتلى كرنب و……..”
أمير بتقزز:”كرنب؟”
شوق وهى رافعه حاجبها:”اه كرنب.”
أمير:”بس إنتى عارفه إنى مابحبش محشى الكرنب.”
شوق:”مانا ماكملتش، هاتلك إنت ورق عنب وأنا كرنب.”
أمير:”وأنا بقا إن شاء الله هشيلهولك إزاى؟ هحضن الكرنبه وأنا ماشى فى الشارع ببدلتى كمان؟”
شوق:”إنت إللى إقترحت، وبعدين خلاص هنزل أجيبها أنا.”
أمير بتنهيدة:”أمرى لله، خلاص هجيبها.”
شوق وهى بتكمل:”وماتنساش تشكيلة الخُضرة، وهات عيش عشان مافيش عيش خالص.”
أمير:”حاضر ياشوق، تصبحى على خير.”
شوق بضحكة خفيفة:”وإنت من أهله.”
كانت لسه هتخرج…
أمير بحزن:”شوق ماتزعليش منى على كلامى النهارده، أنا آسف.”
شوق بإبتسامه وهى بتبصله:”أزعل منك ليه؟ إنت إبنى يا أهبل ماينفعش أزعل منك أصلا، وأتمنى ماتزعلش البنت زميلتك دى عشان مزعلش منك بجد، يلا نام كويس عشان وراك شغل بدرى.”
أمير بإبتسامه:”ماشى ياحبيبتى.”
إبتسمتله تانى وبعدها خرجت من أوضته وقفلت الباب وراها، وأمير إبتسم بحب لتفاهم مامته معاه ونام على سريره وباله راح على رسالة صاحب الشركة نفسه، حس إن فعلا ممكن يكون رزقه فى حاجه تانية زى ماشوق قالتله…
………………………
شوق كانت قاعده فى أوضتها وبتسرح شعرها قدام المرايه قبل ماتنام، لفت إنتباهها خصلة شعر زيادة لونها أبيض أول مره تاخد بالها منها..
شوق بإبتسامه حزينه:”عجزتى بدرى أوى يا شوق.”
تجاهلت خصلة الشعر الزائده وكملت تسريح لشعرها، وبتحسب مر من العمر قد إيه فى بالها، وبعدها سرحت فى باقى ذكرياتها….
منذ ثمانية وعشرون عامًا:
كانت قاعده فى مدرستها منتظره بفارغ الصبر إن اليوم يعدى عشان تنزل الحمام وتلبس الفستان إللى عمر طلب إنها تلبسه، وطبعا هتعمل كده لإنها شافت زمايلها بيعملوا إيه وبتقلدهم…بمرور الوقت…بعد ما الحصه إللى هى فيها خلصت نزلت بسرعه على الحمام وبدأت تغير هدومها…وبعدها خرجت وإتسحبت بهدوء من غير ماحد ياخد باله منها وخرجت من المدرسة…إتنهدت بإرتياح لما عرفت تخرج وبدأت تدور على عمر بعيونها، إبتسمت لما شافته بيقرب نحيتها، لأول مره تركز فى هدومه إللى هو لابسها، كان لابس بنطلون جينز أزرق وقميص أبيض وفاتح زراير القميص، إتكسفت لما عيونها جات على جسمه إللى ظاهر من القميص…قطع لحظتها صوته..
عمر بإبتسامه:”إتأخرت عليكى؟”
شوق بخجل وهى بتبص فى الأرض:”لا، خالص”.
عمر بإعجاب شديد:”إيه الجمال ده؟ الفستان جميل جدا عليكى وصاحبته أجمل.”
شوق بخجل:”بجد الفستان عجبك؟”
عمر:”شوق، ممكن تبصيلى؟”
رفعت راسها وعيونها جات فى عيونه البنية إللى مقاربة للون العسلى بسبب إنعكاس ضوء الشمس عليها..
عمر بإبتسامة:”أنا أول مره شوفتك بيه أنا كنت لمحته مش أكتر، ماشوفتكيش بيه كاملا، فكنت حابب أشوفه عليكى بالكامل لإن يومها شكلك كان حلو جدا.”
وبحركه جريئه منه، فك الربطه بتاعة شعرها وفردلها شعرها..
عمر:” كده بقيتى أحلى بكتير.”
حست بالخجل الشديد وخدودها إحمرت من إللى حصل ده… عمر لاحظ خجلها إللى خلاه مش على بعضه وحاول يغير الموضوع..
عمر:”يلا نمشى عشان نلحق نقعد مع بعض وقت الحصتين دول.”
شوق بإبتسامه:”ماشى.”
مدلها إيده وهى بصتله…
عمر:”إمسكى إيدى.”
وكالعاده مسكت إيده بخجل شديد، وهو إبتسم إبتسامه جانبيه فيما معناها للسخريه ومشيوا هما الإتنين … بمرور الوقت .. وصلوا قدام بيت فى حاره بعيده عن الحاره بتاعتهم…
شوق بإستفسار:”إحنا بنعمل إيه هنا؟”
عمر:”أجرت أوضه فوق السطوح النهارده عشان نعرف ناخد راحتنا فى المذاكره.”
شوق مش عارفه هى ليه خافت…
شوق:”أوضة؟!”
عمر وهو بيبصلها:”فى إيه ياشوق؟”
شوق بخوف غير مفهوم سببه:”هنذاكر فى اوضة؟”
عمر وهو بيحاول يهديها:”ماتخافيش، أنا أجرتها عشان قدامها كنبة وبلكونة هنعرف نذاكر براحتنا فى الهواء، ماتقلقيش مش هندخلها.”
عمر جه فى باله الفلوس الكتير إللى دفعها فى الموضوع ده عشان يقضى الليله معاها وبيحاول يصبر نفسه بإن الموضوع يستاهل…
عمر:”يلا ياشوق نطلع، إنتى كده مش هتلحقى تعلمينى حاجه.”
شوق بإرتباك:”حاضر.”
أخدها من إيدها ودخلوا البيت وطلعوا لحد السطوح..
عمر بتنهيدة وهو بيشاور على كنبة:”إحنا هنقعد هنا عشان ماتخافيش.”
شوق:”حاضر.”
راحوا قعدوا على الكنبة وشوق أخدت كراسة من شنطتها وقلم وعمر بيبصلها بسخريه غير واضحه..
شوق وهى بتحاول تتحكم فى خجلها وتوترها:”أنا هبدأ بالحروف الأبجدية بشكل عام عشان دى حاجه أساسية ولازم تتأسس صح.”
عمر بإبتسامة:”ماشى.”
شوق بدأت تكتب وبتخلى عمر يردد وراها ومش ملاحظة إنه بيقرب منها لحد ماحست إن أنفاسه بتيجى على رقبتها..رفعت راسها بتلقائية وبصتله، كانوا قريبين من بعض جدا لدرجه إن المسافه بينهم قليله، كان بيبص فى عيونها إللى واضح فيهم الإرتباك والتوتر والخوف..
عمر بإبتسامه:”إيه رأيك ناخد فترة راحة؟”
شوق:”هاه؟”
عمر ماحبش يوضح مسكها من إيدها وقام من مكانه وأجبرها تقوم..
شوق بخوف:”إحنا رايحين فين؟”
عمر وهو بيبصلها:”حابب نرقص شويه.”
شوق:”نرقص؟!”
عمر فتح الأوضة وشوق حاولت تسحب إيدها من إيده لكن هو كان ماسك إيدها جامد .. شوق مكانتش قادرة تفسر الخوف الشديد إللى حاسه بيه ده غير الرهبة إللى فى قلبها … دخلوا الأوضة وعمر مسكها من وسطها عشان يخليها ماتعرفش تتحرك راح للراديو إللى فى الأوضه وشغله، إشتغل على أغنيه “أنا قلبى دليلى* لليلى مراد…
عمر بإبتسامة:”ليلى مراد، بحبها جدا.”
عمل وضع الرقص بينهم، وهى كانت بتتنفض بسبب لمسته ليها….
عمر:”ماتخافيش هنرقص بس، ثقى فيا يا شوق.”
بدأ يتحرك على نغمات الأغنية وماسكها بتملك وشوق بتحاول تشيل إيده من على وسطها بس عمر مثبت إيده … كانت مرتبكة وخايفة جدا من لمساته الجريئة ليها وبتحاول تهرب منه لكن هو ماسكها جامد .. وعمر بيدندن مع الأغنيه بصوت جميل…
“حبوبي معايا من قبل ما أشوفه
قلبي ده مرايا مرسوم، مرسوم فيها طيفه
*بيحركها على حسب الموسيقى وماسكها جامد فى نفس الوقت عشان ماتعرفش تبعد عنه*
شايفاه آه فى خيالي، سامعاه آه بيقولي..
يا حياتي تعالي تعالي تعالي
يا حياتي تعالي تعالي تعالي
*لفها بسرعة وسحبها ليه*
غنيلي تملي وقوليلي تملي
الحب ده غنوه كلها احلام
انغامها الحلوه احلى انغام….
* شوق إلى حد ما بدأت تستمع بالرقص بس الخوف مش راضى يسيب قلبها*
انا قلبي دليلي قالى هتحبي
انا قلبي دليلي قالى هتحبي
دايما يحكيلي وبصدق قلبي
انا قلبي قلبي دليلي…
*فى اللحظه دى عمر بص فى عيونها وسحبها جامد نحيته لدرجة إن أجسامهم باقت متلامسه..رفعها من على الأرض وخلاها تقف على مشط رجله عشان يمشيها على حسب خطواته، كان حاسس بإنتفاضة جسمها وهو ماسكها بس كان بيتجاهل كل ده وبيحاول يركز ويأثر عليها*
الدنيا جنينه وإحنا ازهارها، وإحنا ازهارها
فتحنا عنينا على همسة طيورها، همسة طيورها
مين راح يقطفنا؟ مين راح يسعدنا؟
النار فى قلوبنا لونها فى خدودنا
النار فى قلوبنا لونها فى خدودنا…
شايفاه آه فى خيالي، سامعاه آه بيقولي..
يا حياتي تعالي تعالي تعالي
يا حياتي تعالي تعالي تعالي…
*فى اللحظه دى عمر تجاهل باقى الأغنيه لما لقى شوق سرحت فى عيونه، قرب من رقبتها وبدأ يبوسها، حس بإنتفاضتها ومقاومتها ليه، بس تجاهل ده تمامًا وكمل إللى هو بيعمله…شوق كانت بتحاول تبعد عن عمر لكن ما باليد حيله، لقته بيتحرك بيها نحية السرير…
شوق بخوف:”عمر، لا عشان خاطرى لا.”
عمر ماسمعهاش تماما كان تايه فيها كان حاسس إنه فى عالم تانى….كان لسه هيقرب بيها نحية السرير بس فجأة عمر سمع شهقات منها، بعد عنها ولقاها بتعيط بقهرة…
شوق بدموع ورجاء:”عشان خاطرى لا، أرجوك يا عمر بلاش، أنا خايفه أوى، *بدأت ترتعش من كتر بكائها* أنا خايفه أوى يا عمر أنا خايفه.”
عمر كان واقف متصنم فى مكانه، حاسس كإنه مشلول وهو بيبص فى عيونها إللى الدموع بتنزل منها بغزارة، ده غير رجائها ليه بإنه يسيبها، حاول يقرب تانى بس لقى نفسه مش قادر حاسس كإنه متجمد فى مكانه، دموع شوق وصوت بكائها خلاه يتعصب ومش عارف إيه السبب …. إتنفضت فى مكانها لما إتكلم…
عمر بعصبيه:”بره.”
فضلت ساكته وبتعيط قدامه وبتبصله….
عمر بعصبيه:”بقولك بره، واقفه ليه؟”
شوق بشهقات:”ع…عمر أنا آس..سفه أ…….”
عمر قاطعها بإنه مسك دراعها جامد وجرها وراه، فتح باب الأوضه بإيده التانيه وزق شوق بره الأوضه…
عمر بغضب:”إياكى، إياكى ألمحك أو أشوفك تانى، إطلعى بره حياتى، إبعدى عنى نهائى.”
رزع الباب فى وشها….وشوق بدأت تبكى بهيستيريا على إعتقادها إنها زعلته…
شوق فى وسط شهقاتها:”ع..عمر.”
عمر قعد على السرير ومسك راسه بين إيديه وبيحاول يتحكم فى غضبه …
شوق بدموع وصوت مسموع:”ماتزعلش منى يا عمر، أنا مكنش قصدى.”
مردش عليها تماما..خبطت على الباب كذا مره…
شوق بدموع وشهقات:”أنا عمرى .. مازعلت حد.. منى، ماتزعلش منى .. ياعمر.”
لما ملقتش رد منه، قررت إنها لازم تمشى راحت أخدت شنطتها متناسية كراستها ونزلت من البيت وهى بتعيط بشهقات عاليه … عمر كان قاعد بيبص فى الأرض ومتضايق جدا جه على مسمعه الأغنيه إللى شغاله على الراديو كانت..
” ليه خلتني أحبك لا تلومني ولا أعاتبك
ليه خلتني أحبك لا تلومني ولا أعاتبك
فين تهرب من ذنبك روح منك لله
بدموعي الحيرانة وعيوني السهرانة
بدموعي الحيرانة وعيوني السهرانة
بدعي لك بأمانة روح منك لله
كان حبك عذاب وقسية وهواني ما بعده هوان
كان حبك عذاب وقسية وهواني ما بعده هوان…”
عمر ماقدرش يستحمل الأغنيه قام وقفل الراديو بكل عصبيه….
شوق كانت ماشيه تبكى فى الشارع ومش فاهمه إيه إللى حصل؟ وفى إيه؟ وإيه إللى كان بيعمله؟ وليه عمل كده؟ وخافت ليه؟ وليه إتعصب عليها وزعقلها؟ وليه زعل منها؟ هى عملت إيه عشان يزعل منها؟ … فضلت تبكى لحد ماوصلت للبيت، إسماعيل شاف شوق وهى بتعيط ، حس برهبه جوا قلبه وكان عارف عمر فين شاب شغله وراح للمكان إللى عمر فيه… شوق طلعت البيت وخبطت على الباب وهى بتعيط … رانيا كانت خارجه من أوضتها وهى بتظبط هدومها عشان تروح تاخدها من المدرسه وراحت وقفت ورا الباب…
رانيا:”مين؟”
شوق بدموع:”ماما.”
رانيا قلبها إتقبض لما سمعت صوت بنتها إللى بتعيط فتحت الباب بسرعه، لقت شوق وشها أحمر من البكاء ودموعها بتنزل بكثره، ده غير إنها لابسه فستان مش هدوم المدرسة، شوق دخلت فى حضنها وإنهارت من البكاء…
رانيا بقلق وهى بتطبطب عليها:”مالك يا شوق؟؟ فى إيه ياحبيبتى؟ إيه إللى حصلك؟ وإنتى لابسه الفستان ده ليه؟ بتعيطى ليه؟ فى إيه؟”
شوق مردتش عليها كانت كل إللى بتعمله إنها بتعيط وبس…رانيا خافت ليكون جرالها حاجه…
رانيا:”فى إيه يابنتى إنطقى؟”
شوق بشهقات عاليه:”أنا..عايزه.. أنام فى.. حضنك يا ماما.”
رانيا مكانتش عارفه تعمل إيه، وفى نفس الوقت شايفه إن حالتها صعبه، قررت إنها تسيبها تهدى وبعدها تحكى معاها..
رانيا:”حاضر ياحبيبتى، حاضر.”
أخدتها معاها على أوضتها وشوق نامت على السرير ورانيا نامت جنبها وأخدتها فى حضنها وبدأت تطبطب عليها…شوق كانت شهقاتها بتقل وبتهدى لحد ماراحت فى النوم، بس كانت بتشهق شهقات خفيفه وهى نايمه زى الأطفال تمامًا… رانيا مكانتش فاهمه حالة بنتها، بس جواها إصرار إنها لازم تعرف شوق مخبيه عنها إيه؟…إتنهدت تنهيده بسيطه وبصت لشوق إللى دموعها على خدها وهى نايمه، مسحت دموعها برقه وباست راسها … وقامت بهدوء من جنبها وغطتها وخرجت من الأوضه وقعدت على الترابيزه وبتحاول تفكر تخليها تحكى إزاى …. إسماعيل وصل للبيت إللى عمر موجود فيه ودخل على الأوضه علطول من غير مايخبط، كان ماسك راسه بين إيديها وبيبص قدامه بشرود..
إسماعيل وهو بينهج:”عملت إيه فى البنت؟”
عمر مردش عليه، وكل إللى كان سامعه صوت بكاء شوق إللى مازال فى باله، ده غير رجائها ليه، وكلامها إللى كان عبارة عن “أنا خايفه يا عمر”…إسماعيل قرب من عمر وحط إيده على كتفه…
إسماعيل:”عمر، أنا بكلمك.”
عمر بشرود:”معملتش.”
إسماعيل إتنهد بإرتياح، بس إستغرب حالة عمر…
إسماعيل:”مالك كده؟ دى أول مره تسيب بنت.”
عمر:”إمشى يا إسماعيل.”
إسماعيل قعد جنبه…
إسماعيل:”فى إيه ياعمر؟ مالك؟”
عمر كان الحزن واضح فى عيونه، ده غير ملامح الضيق إللى مسيطره عليه، بس فاق لما سمعه..
إسماعيل بهدوء:”إنت حبيتها ياعمر؟!”
عمر بصله بإستغراب كإنه أول مره يسمع عن الكلمه دى…
إسماعيل:”مالك بتبصلى كده ليه؟ *إبتسمله* إنت حبيتها صح؟”
عمر فاق لنفسه وقام من مكانه..
إسماعيل:”عمر.”
عمر مشى وسابه وخرج من الأوضه وإسماعيل جرى وراه…
إسماعيل:”عمر بلاش تهرب من الحقيقه إنت بتحبها وده واضح فى عيونك.”
عمر بعصبيه وهو بيقف وبيبصله:”أنا مابحبهاش.”
إسماعيل:”أومال ليه ملمستهاش؟”
عمر بغضب وعدم فهم:”معرفش، أنا إتجمدت فى مكانى، ماقدرتش أكمل ولا أعمل أى حاجة.”
إسماعيل:”يعنى حبيتها.”
عمر بقرف وهو بيكرر كلام إسماعيل:”حبيتها!، حبيتها!! هو مافيش غير الكلمة دى؟ أنا مش بتاع حب، وعمرى ماهحب، قال أحبها قال، إمشى يا إسماعيل إمشى.”
إسماعيل:”طب هى كانت بتعيط ليه؟ دى صعبت عليا جدا.”
عمر إتنرفز أكتر لما قال إنها عيطت، وإفتكر بكائها ورجائها ليه..
عمر بعصبية:”بقولك إمشى.”
إسماعيل بهدوء:”حاضر ياعمر.”
إسماعيل سابه ومشى…وعمر إتنهد بضيق ورجع شعره لورا وقعد على الكنبه وبيحاول يهدى نفسه، حاسس إن مشاعره متلخبطة، حاسس إنه تايه مش فاهم حاجة، طب ماهى كانت فى حضنه، ليه ماكملش، ليه قلبه وجعه لما شاف دموعها؟ ليه مكنش قادر يكمل أى حاجه؟، ضعف لما لقاها بتبكى، إتعصب عليها لإن بكائها وجعه، مكنش حابب يشوفها كده، كان لازم يخليها تختفى ومايشوفهاش، حس إنه إتجنن لما قالتله إنها خايفة… قرر إنه لازم يختفى ويبعد عشان يريح نفسه… عيونه جات على كراستها إللى على الكنبة وقلمها… مسك الكراسه ولسه هيقطعها، بس رجع فى كلامه ورماها جنبه بعصبية لما لقى نفسه غير رأيه، ومش عارف يعمل إيه وإيه إللى بيحصله لحد ماقرر إنه لازم يختفى ومايشوفهاش عشان مايتنرفزش ولا يتعصب، قام من مكانه ونزل من البيت، راح أخد هدومه من الدكان عيونه جات بتلقائية على الشباك بتاع شوق المقفول، إتضايق وإتعصب لفكرة إنه بص للشباك لتخيله إنها ممكن تكون واقفة، راح لإسماعيل..
عمر:”هات مفتاح الأوضة بتاعتك.”
إسماعيل:”أخيرا قررت تقعد عندى.”
عمر بضيق:”إنجز مش ناقص.”
إسماعيل وهو بيديله المفتاح:”إهدى ياعم.”
عمر أخد المفتاح ومشى وهو متضايق جدا من نفسه…بمرور الوقت…شوق فتحت عيونها المنتفخة من البكاء وقلبها كان مقبوض مش عارفة ليه، قامت من مكانها وفتحت الشباك عشان تشوف عمر، عيونها جات على الدكان المقفول، بدأت تدور على عمر بعيونها فى الحاره، بس ملقتهوش دموعها نزلت تانى، بس حاولت تهدى نفسها…
شوق بصوت مبحوح:”أكيد هييجى بكره المدرسه هستناه عشان أصالحه.”
قفلت الشباك بتاعها، وبدأت تغير هدومها…بمرور الوقت..خرجت من الأوضة وراحت لرانيا فى المطبخ..
شوق:”ماما.”
رانيا سابت إللى فى إيديها وراحت نحيتها…
رانيا بحنان:”أخيرا صحيتى ياروحى، إحكيلى بقا كان مالك فيكى إيه ياحبيبتى؟ وليه كنتى لابسه الفستان بدل هدوم المدرسة.”
شوق إتوترت وفضلت تدور على حِجه تقولها لحد ما لقت فعلا..
شوق بتوتر وبصوت مبحوح:”أنا آسفه ياماما، أنا هربت من المدرسة النهارده.”
رانيا بصدمة:”نعم!! هربتى ليه؟ وإزاى؟!!”
شوق بكذب:”ليا بنات زمايلى فى الفصل، قالوا إنهم هيخرجوا ويتفسحوا، إقترحوا عليا إنى أخرج معاهم، وأنا كان نفسى أخرج إنتى عارفه إنى محبوسة هنا.”
رانيا بحزن وعدم إستيعاب:”ليه تهربى ياشوق؟ ليه؟؟ كده غلط وماينفعش، وإزاى لبستى الفستان وإنتى كنتى لابسه هدوم المدرسة؟؟!!”
شوق وهى بتبص فى الأرض:”أخدت الفستان معايا وغيرت فى حمام المدرسة.”
رانيا هزت دماغها بيأس…
رانيا بضيق مكتوم:”برافو عليكى، إتلميتى على بنات فاشلة وصايعة، *أخدت نفس عميق وإتكلمت بهدوء وحنان* شوق حبيبتى عايزاكى تعرفى إن الطريق ده آخره وحش.”
شوق بإستفسار وهى بتبصلها:”آخره وحش إزاى؟”
رانيا بهدوء:”البنات إللى زى دول ياحبيبتى بيعرفوا أولاد، وفى الغالب بيبوظوا البنات المحترمين إللى زيك كده، عشان مابيحبوش حد يبقى أحسن منهم.”
شوق حست بإرتباك شديد … رانيا مسكت إيدها وإبتسمتلها بحب..
رانيا:”شوق حبيبتى، إنتى تاج فوق الراس وخليكى كده دايما، أرجوكى ماتكرريش الكلام ده تانى، ماتخليش أى حد يبصلك بنظرة وحشه، فاهمانى؟”
شوق:”فاهماكى ياماما.”
رانيا باست راسها وحضنتها بشده وبعدها بصتلها..
رانيا بحنان أمومى:”شوق خليكى عارفه إنى مامتك وقبل ما أبقى مامتك فأنا صاحبتك، أى حاجه تعباكى فى حياتك تيجى علطول وتحكيلى ماتخبيش عنى ياشوق، أنا مش هعضك ولا هضربك أنا هنصحك وهفهمك وهتفاهم معاكى كمان.”
شوق:”بس بابا…….”
رانيا بتفهم:”إنتى عارفه إن باباكى خايف من حاجه معينه، فبالتالى خوفه من الحاجه دى مخلياه خايف من أى حاجة نحيتى ونحيتك، تقبلى خوف بابا يا شوق، هو بس خايف مش أكتر.”
شوق:”خايف نمشى زى تيتا ونسيبه صح؟”
رانيا بإبتسامة:”الموضوع مختلف، تيتا لما سابتهم راحت شافت حياتها وإتجوزت هى حرة، ماشى هى غلطت إنها رمت أولادها وهما صغيرين لإعمامهم إللى رموهم برده، بس هو خايف من حاجه، خايف نبقى زيها إزاى؟ يعنى مثلا خايف أمشى ومرجعش، خايف تعملى حاجه غلط وهكذا، خايف يا شوق، خلينا نحترم خوف بابا علينا لإنه بيخاف علينا من كتر حبه فينا أنا وإنتى، فهمتى؟”
شوق:”فهمت.”
رانيا:”يلا روحى ذاكرى مش عايزه بابا يزعل منك.”
شوق:”حاضر ياماما.”
شوق حضنتها وقامت من مكانها ودخلت أوضتها وقعدت تفكر فى عمر وبتسأل نفسها هى ليه ماحكتش لمامتها؟؟…
(رواية/ شوق العُمَر .. تأليف / سارة بركات )
………………
فى صباح اليوم التالى:
شوق كانت واقفه قدام مدرستها مستنياه كالعادة بس مجاش ودخلت المدرسة لما جرس المدرسة أعلن عن بداية الحصة الأولى… لما كانت بتروح من المدرسه كانت بتدور عليه بعيونها وهى ماشيه مع مامتها بس مكانتش بتلاقيه، وصلوا الحاره عيونها جات على الدكان بتاعه لكن الدكان كان مقفول …
فى اليوم التالى…
شوق كانت على نفس الوضع بتفضل مستنيه عمر مكنش بييجى، إختفى نهائيا حتى مبقاش يظهر فى الحارة، إختفاءه كان مأثر عليها بشكل كبير لدرجة إنها كانت بتبكى كل يوم وإتأكدت إنها فعلا زعلته ده غير إن قلبها موجوع بسبب غيابه عنها … عمر كان بيحاول ينسى شوق ووجودها فى حياته بأى شكل من الأشكال، رفض أى شغل بيجيله فى الحاره إللى هى فيها، كان لازم يمشى ويختفى مش عايز يشوفها، لكن للأسف بقا بيشوف خيالها حواليه فى كل مكان، حتى وهو بيدهن شقة فى مره كان بيتهيأله إن وشها ظاهرله على طول الحائط وهى بتضحك، كان بيفوق نفسه وبيكمل شغله عشان ينساها … مرت الأيام وشوق مابتبطلش بكاء على عمر إللى علقها بيه وبوجوده بس إختفى فى يوم وليلة … عمر كان بيحاول ينساها بس ماقدرش، كان غصب عنه رجله بتاخده على مدرستها وبيراقبها من بعيد وهى رايحه المدرسة وهى مروحه مع مامتها ومايعرفش إيه السبب وليه رجله بتاخده على هناك؟ … مرت الأيام لحد ماعدا شهرين على إختفاء عمر من حياة شوق إللى فقدت الأمل فى رجوع الإنسان الوحيد إللى خلاها تحب الحياه، شوق كانت بتمتحن فى الفترة دى بس للأسف عمر كان شاغل بالها باقت عايشه وحيدة مالهاش حد باقت عايشه من غير روح، رجعت حزينة بل وأسوأ من الأول…مامتها كانت شايفه حزنها وبتسألها دايما “مالك؟” وشوق كان ردها الدائم “مافيش”، لحد آخر يوم إمتحانات .. كانت قاعده فى لجنتها وبتراجع إجاباتها، قامت من مكانها بعد ما خلصت مراجعة، سلمت ورقتها وخرجت من اللجنه ومشيت سرحانه فى همومها إللى هى عباره عن إختفاء عمر، نزلت لحوش المدرسة وهى مازالت سرحانه بس فجأة فاقت من سرحانها..
؟؟:”بِس بِس.”
بصت وراها لقت زميلاتها إللى معاها فى الفصل بينادولها، وقفت فى مكانها …
؟؟ وهى بتقرب منها:”مالك؟ بقالك فترة مش كويسة؟”
شوق فضلت ساكته ومحرجة ومابتتكلمش…
؟؟ وهى ملاحظة حزنها:”هو إنتى زعلانه عشان حبيبك مابقاش ييجى؟”
شوق بإستغراب:”حبيبى؟”
؟؟:”أيوه حبيبك، الشاب إللى كنتى بتقابليه دايما ده وبتطفشى من المدرسه عشانه.”
شوق بإرتباك لتركيز البنت على حياتها:”معنديش حبيب.”
؟؟:”إزاى معندكيش حبيب؟ والشاب إللى كنتى بتقابليه ده كان إيه؟ وبتمسكى إيده ليه؟ وبتخرجى معاه بمناسبة إ……..”
سكتت لما لقت دموع شوق بتنزل…
؟؟:”هو سابك؟!!”
شوق فى اللحظه دى بصتلها بعيونها إللى كلها دموع وبكت بقهرة…
؟؟ وهى بتقرب منها:”خلاص ماتعيطيش، هو مايستاهلش دموعك دى.”
شوق بدموع وضعف:”سابنى ومشى، بِعِد عنى، أنا معملتش أى حاجه تزعله عشان يمشى ويسيبنى كده.”
؟؟ وهى بتطبطب عليها:”خلاص إهدى، إنتى هتعملى إيه دلوقتى بما إنك خلصتى فى نص الوقت؟”
شوق:”هستنى ماما.”
؟؟ بإبتسامه:”إيه رأيك نخرج كلنا مع بعض؟”
شوق بعدت عنها وبصتلها….
؟؟ بتوضيح:”حبيبى هييجى يخرجنى ومعايا أصحابى وهييجى معاه أصحابه، ماتيجى إنتى كمان؟”
شوق بإرتباك وهى بتمسح دموعها:”بس أنا ماخرجتش مع حد غيره قبل كده.”
؟؟:”ماتقلقيش، هتتعودى.. بالمناسبه أنا إسمى مريم، ودى سحر ودى نجلاء.”
البنات سلموا عليها…
مريم:”يلا نمشى عشان هما مستنيين بره، يادوب هى ساعه ونلحق.”
شوق فكرت كتير مع نفسها، ليه حاسه إنها بتعمل حاجه غلط؟ طبيعى إن ده غلط، طب ليه حاسه إنها متضايقة إنها بتعمل ده وهى بتفكر فى عمر؟، فاقت من إللى هى فيه على صوت مريم..
مريم:”يلا يابنتى.”
هزت راسها بالموافقة وخرجت معاهم من المدرسه، لقت أربع شباب واقفين بعيد شوية عن المدرسه، عيونها جات على مريم إللى جريت ودخلت فى حضن واحد فيهم، إتنين من الشباب التانيين راحوا وقفوا مع سحر و نجلاء والرابع قرب من شوق إللى أثر البكاء واضح عليها…
؟؟:”بتعيطى ليه؟”
شوق بخوف وهى بتبعد عنه:”أنا مابعيطش.”
؟؟ بهدوء:”ماتخافيش منى، أنا إسمى شادى.”
مدلها إيده عشان يسلم عليها .. شوق بصت لإيده بإرتباك شديد تحت عيون عمر إللى بيراقبها من بعيد والغضب واضح عليه بشكل كبير ومركز على إيدها إللى بتقرب من إيده، ماحسش بنفسه غير وهو بيقرب منهم… شوق كانت لسه هتسلم على شادى إتفاجأت بإللى مسكها من دراعها جامد وبيشدها وراه…
شوق بفرحة وعدم إستيعاب:”عمر.”
عمر مردش عليها وكان متضايق جدا إن إيديها كانت هتلمس إيد حد غيره، إتعود إنها ملكه هو وبس…إتفاجئ من إللى مسكه من دراعه…
شادى:”واخدها ورايح فين؟ دى بتاعتى أنا.”
عمر مشافش قدامه لما سمع الجمله بتاعة *دى بتاعتى أنا* ماحسش بنفسه غير وهو بيضرب شادى.
عمر بغضب وهو بيلكمه:”بتاعتك مين يا ***** ، أنا هوريك يا ****.”
عمر فضل يضرب فيه بغضب شديد .. أصحاب شادى كانوا بيحاول يبعدوه عن عمر لكن عمر كان ماسك فيه جامد، لما عمر خلص من ضربه ليه عيونه جات على باقى الشباب….
عمر بتحذير وغضب:”إياك أشوف حد فيكم هنا تانى يا ***** إنتوا فاهمين؟!!، المره الجايه بموتكم يا شوية *****.”
ماستناش رد حد فيهم وراح لشوق إللى واقفه مرعوبة منه..
عمر بغضب:”قدامى.”
كانت واقفة فى مكانها بتبصله وبتعيط، إتنفضت فى مكانها ..
عمر بصوت جهورى:”بقولك قدامى.”
مسكها من دراعها وخلاها تمشى معاه لحد مابعدوا شوية عن المدرسة…
شوق بدموع:”ماتزعلش منى ياعمر، أنا آسفه مكنش قصدى.”
مردش عليها..
شوق بدموع ومحايلة طفولية:”عشان خاطرى رد عليا.”
وقف وبصلها…
عمر بغضب مكتوم:”ليه عملتى كده؟”
فضلت تشهق شهقات متقطعه بسبب بكائها الشديد…
عمر بعصبيه:”ردى عليا، كنتى ناويه تخرجى معاه؟؟ كنتى ناوية تعملى معاه إللى كنتى بتعمليه معايا؟!!”
شوق كانت بتبكى ومش بترد عليه من إحراجها، عمر فهم سكوتها موافقة على كلامه … مش قادر يفسر ليه قلبه وجعه أوى، قرر إنه يمشى، ساب دراعها ومشى خطوات بسيطة بس إتفاجئ بإللى حضنته من ظهره…
شوق ببكاء طفولى هستيرى:”ماتسبنيش، أنا هموت لو سبتنى ياعمر، مش كل مره تسيبنى وتمشى، ماتسبنيش عشان خاطرى، حياتى مش حلوه من غيرك، ماتزعلش منى، عشان خاطرى ماتزعلش.”
عمر كان متفاجئ من كلامها ده، و فى نفس الوقت بيقنع نفسه إنه كان بيراقيها عشان ماعرفش ياخد إللى هو عاوزه وإنها علمت عليه…لف وبصلها فى عيونها الحمراء بسبب البكاء ومسك وشها بين إيديه…
عمر:”مش عايزانى أزعل صح؟”
هزت راسها بالموافقه وهى بتشهق من البكاء…
عمر:”مستعدة تنفذى كل إللى أنا عاوزه؟”
هزت راسها بالموافقه تانى…
عمر:”مش هتخافى منى؟”
شوق فى وسط شهقاتها:”أهم حاجه..إنك.. ماتمشيش تانى..وتبقى معايا، وماتزعلش منى.”
عمر وهو بيمسك إيدها:”يلا بينا.”
هزت راسها بالموافقه فى وسط شهقاتها ومشيت معاه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شوق العمر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *