روايات

رواية وهام بها عشقا الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا البارت الثاني والثلاثون

رواية وهام بها عشقا الجزء الثاني والثلاثون

وهام بها عشقا
وهام بها عشقا

رواية وهام بها عشقا الحلقة الثانية والثلاثون

خرج مسرعًا من الغرفة وهي خلفه لتقول برجاء
_ استنى يامصطفى اسمعني الأول
نزل الدرج وهي تحاول اللحاق به
_ مصطفى والله فهمت غلط أنا ..
قاطعها صائحًا وهو يستدير لها
_ غلط ايه اللي فهمته وانا شايفك في حضنه ياهانم
هزت راسها بنفي
_ والله الموضوع مش كدة خالص انا هفهمك بس اسمعني.
ابى الرضوخ لها وغمغم بسخط
_ بعد اللي شوفته ده مش عايز اعرفك تاني انتي طالق.
تسمرت مكانها من هول الصدمة وقد شعرت بالدنيا تتوقف من حولها فلا تعي بشئ من حولها بعد تلك الكلمة.
ذهب وتركها دون أن يستمع إليها ولم تنتبه لصوت مهران ولا لمهرة التي تواسيها وتوعدها بتصحيح ما افسدته هي
كل شئ توقف عندما تركها حبيبها ورحل
لا تصدق بأنه طلقها، كيف طاوعه لسانه وعقله على التفوه بها بعد كل الحب الذي عاشاه
هزت رأسها بنفي وقد استطاعت أخيرًا النطق بشئ وتمتمت بضياه
_ طلقني ونهى كل حاجة بينا بكلمة واحدة
ربت مهران على كتفها وتمتم بثقة
_ هيرجع متقلقيش انا هتكلم معاه واقوله كل حاجة.
اعتذرت مهرة بتأثر
_ حقك عليا انا السبب في كل ده
رأفت حلم بحالها وقالت بتأثر
_ انتي ملكيش ذنب هو اللي سمح للشك أنه يدخل جواه فطبيعي انه يعمل كدة.
تنهد مهران بتعب وتمتم بثقة
_ اطلعي اوضتك ارتاحي وانا هتصرف، من النهاردة مش عايزك تشيلي هم حاجة.
أومأت له بابتسامة حزينة وسألت عن ابنها فقالت مهرة بثقة
_ اطلعي ارتاحي وابنك في عينينا، اوضتك زي ما هي كانت بتتنضف باستمرار زي ما يكون قلبه حاسس إنك راجعة.
أومأت حلم بحزن وصعدت لغرفتها بقلب ملتاع
نظرت مهرة إليه وتمتمت بتأثر
_ انا السبب لو كنت اعرف مكنتش كلمتها
جذبها مهران إليه بحنين جارف وتمتم بامتنان
_ كل حاجة هتتصلح متقلقيش عليها.
ابتسمت له بسعادة كبيرة وقد عاد أخيرًا إليها وقالت بحب
_ وحشتني أوي يامهران.
طبع قبلة تحمل امتنان وعشق لها وتمتم بوله
_ عارف إني تعبتك الفترة دي معايا بس خلاص راحت وانتهت..
غمغم من بين أسنانه
_ بس ليكي عقاب مش هعديه مهما عملتي
قطبت جبينها بدهشة وسألته
_ عملت ايه؟
_ الرسالة اللي أخدتيها من المزرعة
ضيقت عينيها بحيرة وسألته بريبة
_ وانت عرفت إزاي؟
_ وهدان اللي اتصل عليا وقالي إن سامية راحت المزرعة وراجعة مخبية حاجة في هدومها عرفت وقتها إنك انتي اللي بعتها وسيبتك تعرفي
وضعت يدها على خده وتمتمت بخفوت
_ كان لازم اعرف الورقة دي فيها ايه عشان اقدر اساعدك والحمد لله ربنا أكرمنا ورجعتلي من تاني.
ابتسم بعشق ثم وضع يده على بطنها يتحسسه بشوق وتمتم بوله
_ عاملين ايه معاكي؟
عقدت حاجبيها وتمتمت بتزمر
_ تعبني أوي زي أبوهم بس اديني متحملة.
ابتسمت بسعادة عندما سمعت ضحكته التي افتقدتها وقال باستسلام
_ معلش اتحملينا بقا قدرك كدة.
_ أجمل قدر وأجمل تعب حسيت بيه، اه قبل ما انسا مرح اتصالحت مع سليم وهتيجي النهاردة عشان يطلبها منك
تنهد بتعب مصطنع وتمتم
_ مسؤولياتي كترت أوي واحدة عايزة تتجوز والتانية عايزة ترجع لجوزها واتنين جايين في السكة بشايرهم متطمنش ربنا معايا بقا.
ضحكت مهرة وعادت إلى أحضانه تتشبث به كطوق نجاة.
……
كان صعبًا عليه العودة للقاهرة في نفس الوقت
وكذلك لن يتركه أحد في منزل جده إذا مر عليهم
توجه مباشرةً إلى موقف القطار وجلس ينتظر انطلاقه لوقت طويل
لا يصدق ما حدث الآن
عاتبه قلبه على فعلته لكن عقله آبى الاعتراف بخطأه لقد رآها في أحضانه وداخل غرفته ماذا ينتظر أكثر من ذلك، ومن الذي يستطيع تحمل ذلك ويمر الأمر مرور الكرام
زوجته في احضان ابن عمها وتبكي على كتفه وداخل غرفة مغلقة كيف التحمل؟
رفض قلبه الإعتراف بذلك والتمس لها آلاف الاعذار
لو كانت تحبه لم تخلت عن كل شئ وذهبت إليه وتمسكت به.
كان دائما تحكي له عن مشاعرها تجاه مهران بأنه أخ فتحت عينيها عن الدنيا لتجده أمامها
تذكر حديثها مع سارة وهي تخبرها عن ذكريات طفولتهم ومدى تعلقها به
لكن ليس لدرجة أن تتركه يحتضنها ويحيطها بذراعيه
غلبت غيرته تعقله وأبى الاعتراف بخطأه مقررًا الذهاب دون عودة وينهي كل شئ بينهم
لكنه لن يترك طفله معهم حتى لو اضطر لخطفه
❈-❈-❈
توقف سليم بالسيارة في منتصف الطريق مما جعلها تندهش وسألته
_ وقفت ليه؟
استدار لينظر لعمر كي يتأكد من نومه ثم نظر إليها قائلاً
_ كنت عايز اتكلم معاكي شوية قبل ما تروحي لمهرة
_ خير؟
_ انتي عارفة كويس علاقتي بمهران حساسة قد أيه وصعب أوي إني احط ايدي في ايده بعد اللي حصل وغدره بعمي
وفي نفس الوقت مش هآمن عليكي ترجعي بيت أهلك وتفضلي لوحدك.
عقدت حاجبيها بدهشة وسألته
_ تقصد ايه؟
_ عايزك ترجعي البيت وانا اللي هخرج منه لحد ميعاد الفرح.
رمشت بأهدابها وقد اربكها حديثه فقالت برفض
_ مش هينفع.
_ ليه؟ في الأول والآخر ده بيتك وليكي نصيب فيه
ومحدش هيقول …..
قاطعته بإصرار
_ لأ ياسليم مش هرجع البيت دلوقت على الأقل خليني مع مهرة واتحمل شوية زي ما انت كمان اتحملت
مهران مغلطش لما بلغ عنه وهو بيتاجر في دمار بلده
هو اللي سلك الطريق الغلط ومتلومش حد بعد عن الطريق ده ووضعله نهاية
زم فمه دلاله على صعوبة تقبله للأمر وسألها
_ يعني ده قرارك؟
أومأت بصمت فيهز رأسه بتفاهم وعاد ينظر للطريق وانطلق بالسيارة
ظل طوال الطريق يفكر في حل آخر لكن لم يجد
مر الوقت بصمت حتى وصلوا للقصر وترجلت من السيارة وكذلك هو
اسرع أحد الحرس بحمل الحقائب وهو يرحب بها
فهو يوم ملئ بالزيارات
كان مهران في انتظارهم وقد تبدل حاله بعد عودة حلم
رحب به لكن سليم قابله بجمود
جلس كلاهما في مكتبه وتحدث سليم باقتضاب
_ انا جاي اطلب منك ايد مرح زي ما طلبت
رفع مهران حاجبيه مندهشًا وسأله
_ زي ماطلبت؟!
هز راسه بتأكيد
_ ايوة ولولا كدة انا مكنتش حطيت ايدي في ايدك.
ابتسم مهران وعاد بظهره للوراء ليتحدث بتسليه
_ يعني هي سايبة القراركدة؟! ليا اوافق أو أرفض!
تنهد بضيق وهو يحاول بصعوبة التحكم في أعصابه
_ لأ مش كدة ابدًا ولو كان كدة انا مكنتش هوافق وهي حرة في اختيارها بس هي مصرة انها تفضل مع بنت عمها لحد ميعاد الفرح فطبيعي إني آجي استأذنك مش أكتر.
أعجبه الأمر وأراد اشعال ناره أكثر فقال بمكر
_ وتفتكر إن أهلها هيسمحوا بده؟
عقد حاجبيه متسائلًا
_ تقصد أيه؟
_ أقصد أن كبار العيلة مش هيسمحوا إن بنتهم تتجوز عن طريق واحد غريب عنها أنا يادوب جوز بنت عمها وطبيعي إنك تطلبها منهم عشان متتعداش الأصول
لم يفكر سليم في هذا الأمر مطلقًا فهو محق بكل كلمة وتابع مهران
_ روح للحاج سلام واطلبها منه وهي عندي معززة مكرمة لحد ما تيجي تاخدها عروسة.
أومأ سليم ونهض ليخرج من القصر دون قول شيء
ومهران يضحك بتسلية على ذلك العاشق الذي اكتوى بنيران العشق
فتحت مهرة الباب وقد استمعت لحديثهم فدنت منه لتقول بعتاب
_ ليه كدة يامهران
نهض مهران ليساعدها على الجلوس وجلس بجوارها وهو يقول بروية
_ لازم منتعداش الأصول ولازم سليم يحس إن لها أهل وعزوة وليهم كلمة في حياتها، مش مجرد انه ييجي يطلبها مني وخلصت الحكاية فهمتي.
وضعت يدها على بطنها وقد أصبح الألم متواصل فغمغمت بضيق
_ بس انا خايفة يرفضوا.
طمئنها بثقة
_ متخافيش انا واثق انهم مش هيرفضوا وخصوصاً أن الحاج سلام شخصية جديرة بالاحترام وهيعرف يتعامل مع الموضوع.
_ طيب وحلم. من وقت اللي حصل وهي قافلة على نفسها وصعبانة عليا أوي.
_ انا طبعًا مقدرش ألومه لإن اي حد مكانه كان هيعمل كدة إن شاء الله هسافرله بكرة القاهرة واتكلم معاه
وضعت يدها على جوفها وقد ازداد الألم ولم تعد تستطيع تحمله لكنها خاولت إخفاءه كي لا تقلقه وتمتمت برهبة
_ بس انا قلقانه اوي لإن مصطفى باين عليه متهور
لاحظ مهران على ملامحها وصوتها الألم الذي تخفيه فسألها بريبة
_ مهرة انتي كويسة؟
عادها الألم لكن أشد وأقوى تلك المرة
فصدرت منها آهه قوية جعلته يجفل وسألها بريبة
_ مالك في أيه؟
تمتمت وهي على وشك البكاء
_ تعبانه أوي مش قادرة اتحمل.
انقبض قلب مهران ولم يستطع التصرف من خوفه
تذكر حلم بأنها طبيبة وقد تساعدهم
_ سامية
قالها مهران بقلق فتسرع إليه سامية تسأله بريبة عندما رأت مهرة بتلك الحالة
_ خير يا بيه ؟
_ اطلعي بسرعة نادي حلم
اسرعت سامية بالصعود إليها وقلب مهران يتمزق بقلق على محبوبته
ساعدها على النهوض كي يحملها ويصعد بها غرفتهم فنزلت حلم مسرعة وكذلك مرح
_ في ايه؟ مالك يامهرة؟
لم تستطيع مهرة التحدث من شدة الألم فقال مهران بخوف
_ هو الألم ده عادي ولا أيه؟
توترت حلم من حالة مهرة وقالت بقلق
_ طيب طلعها اوضتها الأول عشان اكشف عليها.
حملها مهران وصعد بها غرفتهم وطلبت منه أن يخرج كي تعاينها
وقف أمام الغرفة ينتظر خروجهم والخوف يفعم قلبه عليها
خرجت حلم مسرعة وهي تقول بقلق
_ دي ولادة ولازم تروح المستشفى حالًا
انقبض قلبه خوفًا وقال بوجل
_ ازاي دي لسة في السابع؟
_ مش وقته يلا بسرعة ندويها المستشفى.
وقف جميعهم أمام غرفة العمليات بقلق بالغ
فولادتها حقًا متعصرة وخاصةً بأنهم اثنين
استمر الحال ما يقارب الساعتين وصرخاتها تهز ارجاء المكان
ومرح لا تكف عن البكاء عليها
حاولت حلم تهدئتها لكن لا فائدة
نظرت إلى مهران الذي وقف يتعذب من خوفه
فشعرت به و بمعاناته فتقدمت منه لتتمتم بتعاطف
_ متقلقش إن شاء الله هتقوم بالسلامة.
هز مهران رأسه بضياع وأسند ظهره على الحائط وتمتم بعذاب
_ مقلقش إزاي وانتي سمعتي بنفسك كلام الدكتورة، لو جرلهم حاجة مش هقدر اتحمل
ربتت على ذراعه وتمتمت بتأثر
_ خلي املك في ربنا كبير
صوت صغيرته التي اعلنت قدومها للحياة بذلك الصوت الواهن جعله يطمئن قليلًا وانفرج فمه عن ابتسامة أمل
_ الحمد لله
لم يمضي دقائق معدودة وصدح صوت آخر جعلت السعادة تكتمل داخل قلوبهم
خرجت الطفلتين بعد قليل على ايدي الممرضات وتقدموا من مهران الذي أخذ ينظر إليهم برهبة وشعور غريب يكتاحه
ابتسم بسعادة عندما نظر إلى إحداهما ووجدها تجعد وجهها ببكاء وتمتم بوله
_ حور.
علمت حلم بأنه اسم والدته وسألته
_ والتانية؟
نظر إليها بمكر قائلاً
_ كان نفسي اسميها حلم بس خليها مرة تانية وهسميها ورد على اسم ام مهرة.
_ ماشي نعديها المرة دي.
استأذنت الممرضة لضرورة وضعهم في الحضانات فشعر بأن روحه تنسحب معهم
خرجت مهرة بعد قليل على الحامل وقد ظهر عليها الإجهاد فما عانته بالداخل يهز الجبال
اسرعوا جميعاً خلفها ومرح مازالت تبكي بشدة عليها
قام مهران بحملها ووضعها على السرير وقد شعر بالخوف عندما وجدها ساكنة دون حراك
سأل الممرضة بقلق
_ هي مالها
أجابت الممرضة بتعاطف
_ هي متخدرة دلوقت سيبوها ترتاح لأنها تعبت أوي.
ازدرد جفاف حلقه وأخذ يبعد خصلاتها التي التصقت بجبينها ومال عليها يقبله بشوق
ظل بجوارها لا يستطيع مفارقتها ثانية واحدة حتى فتحت عينيها أخيرًا بعد وقت طويل
_ حمد لله على السلامة
أومأت بعينيها فلم تستطع التحدث تطلعت إليه بقلق فطمئنها قائلاً
_ متقلقيش الدكتور أكدلي انهم كويسين وهما دلوقت في الحضانة عشان يطمنوا اكتر.
دلفت مرح وحلم الغرفة فسعدوا بها
فقالت مرح بسعادة
_ حمد لله على السلامة يامهرة كنت هموت من الخوف عليكي.
تقدمت حلم كذلك
_ لسة جايين من عند البنات دلوقت اللهم بارك قمرات ميكس كدة بينك وبين مهران
نظرت إلى مهران وتمتمت بوهن
_ الحمد لله انهم بخير.
❈-❈-❈
_ انت بتقول ايه؟ يعني ايه طلقتها
قالتها سمر بدهشة عندما اخبرها مصطفى بأمر الطلاق
نهض مصطفى من مقعده بغضب وغمغم بانفعال
_ طلقتها يعني طلقتها خلاص حياتنا مع بعض انتهت لحد كدة.
_ لا انت شكلك اتجننت
بقا بعد وقفتها معاك واتخلت عن كل حاجة عشانك تيجي انت تطلقها بالسهولة دي.
لم يرد سماع المزيد فيكفي قلبه الذي لا يرحمه فقال بعناد
_ اللي حصل بقا ومش عايز كلام تاني في الموضوع
هم بدخول غرفته لكنها وقفت أمامه تمنعه وقالت بحدة
_ مش هسمحلك تهرب ولازم تقولي اللي حصل بالظبط.
تنهد بملل وحاول التهرب لكنها لم تتركه فقال بانفعال
_ عرفت باللي حصل لأبن عمها وأصرت انها تروحله وكسرت كلمتي.
قطبت جبينها بدهشة وسألته بعدم استيعاب
_ بقا تطلق مراتك عشان أختارت تقف مع ابن عمها في ظروفه دي.
_ ابن عمها ده اللي كان بيهددها كل شوية وكان عايز يتجوزها بالغصب واخد كل أملاكها، نسيت كل ده وافتكرت بس انه ابن عمها ولازم تقف جانبه.
_ ده دم يامصطفى، اللي بيجري في عروقهم ده دم واحد مهما قسوا على بعض الدم بيخليهم يحنوا، واديك شفت أبوك واللي عمله في أهله واول ما خبط على بابهم استقبله بحب، المفروض إنك تاخد اللي حصله فرصة تقربهم لبعض وتتخلص من الخوف اللي عايش فيه انت وهي، مش تطلقها ولا اللي عملت مصيبة
هرب مصطفى إلى غرفته لا يريد سامع المزيد لكن سمر لم تيأس وقامت بالاتصال على سارة كي تجعل جاسر وجمال يتدخلوا في الأمر.
_ انتي بتقولي ايه ياماما طلقها ازاي
انتبه جاسر لتلك الكلمة فاعتدل في فراشه وسألها بحيرة
_ طلاق مين؟
اشارت له أن ينتظر حتى انهت المكالمة مع والدتها ثم نظرت إليه بعدم استيعاب وغمغمت
_ مصطفى طلق حلم.
قطب جبينه بذهول وسألها
_ ليه؟
_ عشان راحت لمهران غصب عنه
نهض من فراشه وقام بارتداء قميصه القطني فسألته
_ رايح فين؟
أخذ هاتفه وخرج من الغرفة
_ رايح اكلمك المجنون ده اشوفه عمل كدة ليه.
محاولات كثيرة للاتصال به باءت بالفشل وهو يجده قيد الإغلاق
عاد إلى غرفته ليجدها هي أيضًا تحاول الوصول لحلم لكن لا فائدة
_ برضه مقفول.
زم فمه باستياء وغمغم بانفعال
_ متخلف
_ خلينا نعرف السبب الأول وبعدين نحكم
جلس على المقعد وأسند مرفقيه على ساقه وتحدث بحدة
_ سبب ايه! واحدة وعرفت إن ابن عمها اللي اتربت معاه في الظروف دي إزاي تتخلى عنه، وبعدين قولنا وحكينا كتير مهران اتغير، حقيقي اتغير وأكبر دليل أنه استقبلها ومقتلهاش زي ماكان بيقول، ولا هو بقا موضوع غيرة.
نهضت لتجلس على المقعد المجاور وقالت بتعاطف مع أخيها
_ مش عارفة بس مصطفى بيحب حلم ومستحيل يقدر يتخلى عنه، اكيد كانت لحظة غضب وهيرجعلها تاني.
_ يرجعلها ايه! الموضوع مش سهل زي ما انتي فاكرة يطلق بمزاجه ويرجع بمزاجه وأنا بأكدلك إن مهران مخلاش أخوكي يحفى عشان يرجعها مبقاش انا جاسر.
شعرت بالقلق إزاء هذا الأمر فإذا فعل مهران ذلك لن يلومه أحد
_ وبعدين هنعمل ايه؟
عاد بظهره للوراء وتحدث بيأس
_ ولا حاجة اطربقت على دماغه وخلاص
الصبح هتكلم مع أبويا واشوف هنعمل أيه؟
_ بلاش تعرف عمي.
_ لأ عمك هيدخل وجدك كمان وتبقى فرصة لمهران يطلعه على عينينا
زفر بضيق وتابع
_ قومي نامي والصبح هنشوف نعمل ايه ولا نوصل لأيه.
….
فتحت مهرة عينيها بتثاقل فتأن بألم عندما حاولت التحرك
استيقظ ذلك الغافي على الأريكة فأسرع إليها بلهفة
_ مهرة انتي كويسة؟
اومأت مهرة بعينيها وتمتمت بصوت مبحوح
_ البنات…
طمئنها بثقة
_ كويسين متقلقيش عليهم
نظر في ساعته وقال بثبوت
_ كلها ساعتين والنهار يطلع وأخدك تشوفيهم.
قرب المقعد من الفراش وجلس عليه لتحتضن يده يدها وتمتم بوله
_ حمد لله على السلامة ياحبيبتي عيشتيني ساعتين هفضل فاكرهم العمر كله.
ابتسمت بوهن وهمهمت بضعف
_ الحمد لله كانت محنة ومرت، أومال فين حلم ومرح
_ روحتهم بالعافية عشان الولاد
_ كلمت جوزها؟
ربت على يدها وقال بحنان
_ متفكريش في حاجة خالص وسيبي كل حاجة عليا ومصطفى ده هخليه يبوس ايديها عشان ترجعله بس اصبروا عليا.
ابتسمت بحب له وبصعوبة ابتعدت قليلًا كي تفسح له مكان لينام بجوارها وتمتمت بحب
_ عايزة انام في حضنك
أومأ لها بابتسامة ونهض ليغلق الباب وعاد إليها يستلقي بجوارها ويضع رأسها على صدره
رغم تألمها من تلك الوضعية إلا أن الراحة التي شعرت بها وهي تستمع لدقات قلبه الرتيبة جعلتها تستكين بهدوء وتنعم بدفئه.
قبل جبينها بكل ما يحمله من حب تجاهها وظل يداعب خصلاتها حتى عادت للنوم.
…..
ظل قابعًا في غرفته ينظر إلى مكانها في الفراش بحنين لكن صورتها وهي في أحضانه تجعله يسخط عليها
الغيرة لا ترحمه وقلبه أيضًا ناقمًا عليه وعقله يجبره على الثبات ومعاقبتها
زم فمه بغضب شديد يحاول السيطرة على لهيب قلبه لكن كيف
ظل على حاله حتى اشرقت الشمس بنورها فقام بأخذ حمام بارد كي يطفي لهيبه لكن لا فائدة من أي محاولة
ذهب إلى الشركة وضغط على نفسه بالعمل لكن مازالت صورتها معه محفورة بعقله
رن هاتف الشركة فاضطر للرد عليه ليجد صوت عمه الحازم يقول بغضب
_ النهاردة تكون عندي بأي طريقة
أغمض عينيه بضيق وغمغم باعتراض
_ مش هينفع لإني مضغوط ..
قاطعه بلهجة لا تقبل نقاش
_ قلت النهاردة تكون قدامي ياإما انا اللي هتصرف المرة دي.
أغلق جمال الهاتف في وجهه فزفر مصطفى بضيق ومسح على وجهه بكف يده كي يهدئ قليلًا لكنه شعر بالنيران تشتعل أكثر
لما يتحامل عليه الجميع لأجلها ولا أحد منهم يشعر بآلامه وما يعانيه؟!
……
في منزل عمران
كان جمال ثائرًا منذ أن علم بأمر الطلاق فلم يجد سوى جاسر يخرج به غضبه
_ أنا اللي استاهل إني وثقت في شوية عيال زيكم وعاملتهم على إنهم رجاله وانتم ولا تعرفوا حاجة عنها
رايح تساعده وتهرب البنت من أهلها وتتعدى الأصول والآخر صغرنا تاني وركبنا الغلط بطلاقها في بيت أهلها
هتخلوني وانا في السن ده اروح لواحد من سن ولادي واقوله احنا غلطانين وحقك علينا
ضغط على أسنانه حتى كاد أن يدميها وتابع بسخط
_ وللأسف مش هقدر اقولكم صلحوا اللي عملتوه عشان مش هثق فيكم تاني ولا هعملكم رجالة، بس الحيوان ده لما ييجي هاخده يعتذر ويستسمح مهران أنه يرجعله مراته وابنه وشوف بقى اللي هيعمله فيه وانا مقدرش ألومه.
ظل جاسر يبحث عن مبرر لمساعدته لكنه حقًا لم يجد فغمغم بتعند
_ بس احنا مغلطناش احنا طلبناها من خالها وهو اللي جوزها.
_ برضه ده مش مبرر الاصول كان تطلب البنت من جدها
_ وجدها رفض
_ وقتها الكبار تدخل مش تهربوها وتطلبوا من خالها يجوزها
اخفض جاسر عينيه لكن من داخله يتوعد لمصطفى بسخط
…….
سمحت الطبيبة لمهرة بالخروج وعادت إلى القصر وهي تشعر بالحزن على تركها لهم لكن ستتحمل لأجلهم
عادوا إلى المنزل ومهران يسندها حتى وصلوا للدرج سألها
_ أشيلك؟
هزت راسها بنفي لكنه لم يطاوعها وحملها صاعدًا بها وغمغم بألم مصطنع
_ تقيلة برضه انا قلت هتولدي وتخفي شوية
ضربته بوهن على كتفه وقالت بغيظ
_ خلاص نزلني مطلبتش منك تشيلني.
ضحك مهران وتمتم بولع
_ دا انا اشيلك بقلبي ياقلبي.
ابتسمت بسعادة بالغة لعودته إليها في هذا الوقت خاصة
وكأن القدر كف عن قسوته عليهما
دلف الغرفة ووضعها على الفراش وجلس بجوارها يقبل يدها بحب وتمتمت هي بوله
_ وحشتني أوي يامهران متعرفش الأيام دي مرت عليا إزاي.
ربت على يدها التي مازال محتويها وتمتم بتأثر
_ كانت اصعب عليا أكتر وانا بكتشف إني عشت جوة كدبة كبيره أوي وأولهم إني ابن حـ…
وضعت يدها على فمه تمنعه من قولها وتمتمت بتحذير
_ اوعى تقولها، مش عايزة اسمعها تاني، بلاش نعذب نفسها على حاجة مش بادينا ولا لينا ذنب فيها
أنا قررت انسى وانت كمان بلاش تفكر فيه خلي اللي راح يتنسي وكأنه معداش على حياتنا ونبدأ صفحة مستقلة بعيدة عن قسوتهم
خلينا نكون سويين عشان نقدر نعوض حرمنا ده في ولادنا ونديهم الحب اللي اتحرمنا منه
تنهد بتعب شديد وغمغم بوجل
_ خايف مقدرش اعوضهم
_ هتقدر طول ما انا جانبك هتقدر تعدى أي محنة بس لازم تحذف الماضي من حياتك زي ما عملت انا.
ابتسم بامتنان لها فلولاها لكان مازال ذلك المنبوذ الذي زهد الدنيا ودفن قلبه وروحه في الماضي الأليم
_ نامي شوية؟
هزت رأسها بنفي فغمغم هو باعتراض
_ بس أنا منمتش خالص الليلة دي هستأذن بقا أروح أنام في اوضة تانية واسيبك مع البنات زمانهم واقفين على الباب مستنيني أخرج.
خرج من الغرفة ليجد مرح واقفة حقًا تنتظر خروجه
_ ادخلي انتي وانا هنام في اوضة تانية.
اومأت له بإحراج ودلفت لحلم وذهب هو لغرفة اخرى.
……
في منزل الحاج سلام
استقبل سليم بترحاب ودعاه للجلوس معه دون أن يعلم سبب زيارته
شعر سليم بالإحراج ولا يعلم من أين يبدأ
حتى تجرأ أخيرًا وتمتم برهبة
_ انا عارف انك بتسأل عن سبب زيارتي وانا هدخل في الموضوع على طول من غير مقدمات
انا عايز اطلب منك ايد مرح.
اندهش سلام من طلبه وظن لوهلة بأنه يفعل ذلك ضمانًا لحقها الذي ورثته عن عمه،فأراد التأكد أكثر فسأله بشك
_ مش غريبة شوية إنك جاي تطلب ايد أرملة عمك؟!
وبعدين مرح رفضت تقعد في البلد بعد اللي حصل وسافرت القاهرة مع أخوها مظنش انها هتوافق.
شعر سليم بأنه يضعه في الزاوية كي يستشف سبب طلبه
_ انا جاي اتقدم لمرح بنتكم مش ارملة عمي لأنك عارف كويس سبب الجوازة دي وجاي اطلبها بصفتك كبير العيلة وفي مقام ابوها.
أعجب سلام بحديثه وقال بحكمة
_ انا عن نفسي معنديش مانع وبالنسبة لباقي العيلة انا هتكلم معاهم لإن الرأي مش رأيي لوحدي بس اطمنك إن محدش هيرفض مادام خبطت على بابنا وطلبتها مننا ومقولتش ملهاش أهل واطلب أيدها وخلاص.
شعر بالاحراج من نفسه وعلم أن مهران محق فيما قاله فتمتم بثبات
_ على العموم أنا موافق لكل شروطهم واللي هما عايزينه.
_ واحنا مش عايزين غير راحت بناتنا
لما عرفنا موضوع بنت عمها كنا قادرين نقف قدام مهران وناخدها منه بس آمنت عليها معاه لإني لو طاوعت ابوها ورجعتها كانت هتتأذي أكتر، ولما اتكلمت معاه لقيت إن اللي جواه مش بس انتقام فوقفت انا قدام أبوها وسبتها أمانة معاه.
عايز اسيب مرح كمان معاك وانا مطمن.
أكد سليم بصدق
_ اطمن هشيلها في عينيه
أومأ له سلام
_ على خيرة الله، بكرة إن شاء الله هجتمع بباقي العيلة واتكلم معاهم.
زم سليم فمه باستياء فلن يستطيع الانتظار كل ذلك الوقت لكنه رد باستسلام
_ تمام اللي تشوفه.
❈-❈-❈
توقفت السيارة أمام منزل عمران وترجل مصطفى منها وهو يشعر بالضيق من إصرار عمه على المجيء
طرق الباب بتردد ويتفاجئ بعمه يفتح الباب
أشار له بالدخول بصمت مطبق جعل مصطفى يشعر بالخوف منه لأول مرة
دلف للداخل فيجد الجميع جالسًا في بهو المنزل وقد أصابهم الوجوم وبالاخص جاسر
حمحم بثبات زائف وألقى عليهم السلام
_ السلام عليكم

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وهام بها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *