روايات

رواية الشادر الفصل التاسع 9 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر الفصل التاسع 9 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر البارت التاسع

رواية الشادر الجزء التاسع

الشادر
الشادر

رواية الشادر الحلقة التاسعة

بصـ له والده بحزن وخيبة امل، اتحرك بدر وترك والده لوحده ودخل غرفته وقفل على نفسه، بهتت ملامح والده بالحزن على ابنه، خايف عليه من نفسه ومن تفكيره ومن الطريق اللي هو ماشي فيه. بص على صورة زوجته اللي متعلقه علي جدار البيت، كلم الصورة واشتكى لها من ابنها اللي تاعب قلبه معاه، من يوم ما توفت من 15 سنه وهو شايل مسؤولية تربية بدر لوحده، رفض يتزوج ست تانيه وكان له الاب والام، حاول يعوضه عن فقدانه لوالدته وهو طفل، بس بدر لما كبر مقدرش تضحيات والده عشانه، مشي في الطريق اللي اختاره، وطول الوقت شايف ان هو صح وان والده افكاره قديمه وبيرفض اي نصيحه من والده، مفيش حاجه في ايد عم مهران دلوقتي غير انه يدعي له ربنا يهديه، اتنهد بحزن وقلة حيلة ودعى له من قلبه.
*****
في بيت الاسطي خيري والد أمنيه.
قعد الاسطي خيري على طاولة الفطار وهو حزين ومكسور بعد اللي حصل وبعد ما عرف اللي بنته عملته، زوجته قعدت جنبه وربتت على ضهره بحزن وقالتله:
– هون على نفسك يا ابو أمنيه
هز راسه بحزن وقالها:
– بنتك حطت وشي في الطين، لولا اللي البرنس عمله كان زمانا اتفضحنا
خفضت وشها ونزلت دمعه حزينه من عينيها وقالت بقلة حيلة:
– انا مش مصدقة ان أمنيه بنتي تعمل كده! انا مربياها كويس وعيني كانت عليها، انا خلاص هتجنن! عرفت الزفت كرم ده امتى وازاي قدر يضحك عليها ويعمل عملته دي معاها! طب امتى وفين وانا كنت فين؟!
اتكلم الاسطي خيري بغضب:
– انا لو كنت عرفت بلي هي عملته ده وهي هنا كنت قتلتها وقتلته وشربت من دمهم هما الاتنين
اتفزعت زوجته من كلامه، عرفت دلوقتي ان البرنس كان معاه حق لما معرفش حد اي حاجه لحد كتب الكتاب، ستر بنتها وجوزها وجبلها شبكها وعملها فرح حضره المنطقه كلها، اتنهدت بحزن وقالت:
– ربنا يستره البرنس سترها وسترنا، بس انا مستغربه هو ليه قال ان هو اللي عايز يتجوزها وعمل الفرح على اسمه
رد جوزها بحزن:
– شكله كان عايز كرم يصدق ان البرنس هيتجوز بنتنا حقيقي عشان يطمن وميهربش، اللي زي كرم ده جبان ولو كان البرنس واجهه كان فضحنا وهرب ومرضاش يتجوزها
حطت زوجته ايديها على خدها وسألت بقلق:
– يا تري عمل ايه معاها لما راحت معاه بيت امه، انا قلقانه علي البت وعايزه اطمن عليها
اتبدلت ملامح زوجها للغضب وقالها بصرامه:
– يعمل فيها اللي يعمله، يولعوا في بعض الاتنين، انا مبقتش عايز اسمع اسمها بعد اللي عملته
قام وقف وساب الاكل ومشي، قعدت زوجته حزينه وخايفه وقلقانه علي بنتها.
*****
في بيت والدة كرم.
صحا كرم وطلع في صالة الشقة بتاعهم، شاف أمنيه قاعده مع والدته وبيتكلموا، زعق في أمنيه واتكلم معاها بعنف:
– انتي قاعده كده ليه يا بت انتي! .. مش انا قولتلك انتي هنا خدامه، قومي جهزيلي الفطار
والدته بصت له بغضب، قامت أمنيه بسرعه وجرت على المطبخ، وقفت والدته وقربت منه وقالتله:
– لم نفسك من نحيت البت يا كرم مش ناقصين مشاكل مع البرنس، انت مش قده
زفر بعنف وصوته ارتفع وقال بحقد:
– وحياة غلاوتك عندي يا امي لأكون منتقم من البرنس ومدفعه تمن اللي عمله معايا ده غالي اوي
شرد وهو بيفكر انه ينتقم من البرنس في جميلة، هو عارف البرنس بيحبها قد ايه وانها اكتر واحده في الدنيا آذيتها بتوجعه بعد أمه واخته، فكر يأذي اخته بدل جميلة، بس لو قرب من ثريا مش هيعادي البرنس بس، بدر كمان هيكون عدوه لانه بيحب ثريا وهو مش عايز يعادي الاتنين، كفايه يتخلص منهم واحد واحد، فكر يبدأ بالبرنس الاول، لان بعد البرنس بدر هيضعف وهيبقى سهل انه يقدر يتخلص منه هو كمان، شرد في افكار كتير وكلها بهدف واحد؛ هو الانتقام من البرنس.
*****
الساعة اربعه بعد العصر.
وصل البرنس ومعاه بدر. دخلوا مصنع تبع فؤاد المنصوري، وقف بدر يبص للمصنع بانبهار واتكلم مع حمزة بهمس:
– ايه الكلام يا صحبي، الراجل ده شكله تقيل اوي
ابتسم البرنس وهو بيبص للمكان حواليه وقال بمزاح:
– عايزين نجرب اللعب مع الكبار. ايه رأيك؟
ابتسم بدر وقال بحماس:
– نجرب.. احنا هنخسر ايه يعني
اتكلم البرنس بثقة:
– مفيش خسارة تاني .. كل اللي جاي هيكون مكسب ان شاء الله
قرب منهم واحد من رجالة فؤاد المنصوري ورحب بيهم وخدهم لمكتب فؤاد، دخل البرنس الاول وبدر وراه، وقف فؤاد ورحب بهم، سلم عليه البرنس وقعد قدامه، قعد بدر جنب البرنس وهو لسه منبهر بكل الفخامة اللي حواليه، بص البرنس لـ فؤاد واتكلم معاه:
– احنا جاين النهاردة عشان استلم الشادر وأي مخازن هكون مسؤل عن تأمينها، وعايز اعرف كمية اي خشب يدخل الشادر وكمية اي خشب هيخرج منه
ابتسم فؤاد برضا وقاله:
– وانا تحت امرك، وأي شحنة هتوصل الشادر هتجيلك بورقه مني وانت تمضي بالاستلام والمسؤلية كاملة عن الشادر بكل محتوياته. وأي بضاعه هتخرج من الشادر هتخرج بأمر منك واللي هيستلمها يمضي لك ب الاستلام
هز البرنس راسه وقاله بتأكيد :
– يبقى اتفقنا
اتكلم فؤاد مرة تانيه بهدوء:
– بس في حاجة عايز اضيفها على اتفقنا
استغرب حمزة ونظر له باهتمام. اتكلم فؤاد بهدوء وقاله:
ِـ انا جايلي الفترة الجاية شحنة خشب كبيرة اوي وفي منافسين كتير عينيهم عليها وانا قلقان انهم لو مقدروش يوصلوا لها عن طريق الشادر ممكن يتعرضوا لاهل بيتي ويضغطوا عليا
اتكلم حمزة بفضول:
– وايه المطلوب مننا. عايز حراسه لاهل بيتك؟
رد فؤاد بهدوء:
– انا عندي حراسة على بيتي كفايه. بس محتاج حد يحرس بنتي صافي وهي برا البيت، فترة مؤقته بس لحد ما الاقي حد مناسب للمهمة دي
نظر حمزة لـ بدر بتفكير. اتكلم فؤاد بهدوء:
– انا عايز اقولكم ان حماية بنتي عندي اهم من حماية الشادر وكل املاكي، دي بنتي الوحيدة ومليش غيرها هي واخوها اللي بيدرس في الخارج وانا مستعد ادفع اللي تطلبوه في مقابل حمايتها
هز حمزة راسه بالايجاب وقال بثقة:
– تمام انا هقوم بالمهمة دي بنفسي لحد ما تلاقي الشخص المناسب
ابتسم فؤاد بثقة وقال:
– يبقى على بركة الله
ضغط فؤاد على زر جنب مكتبه، دخل مدير اعماله، اتكلم معاه فؤاد بالامر وقاله:
– عايزك تسلم البرنس مفاتيح الشادر الكبير وكل المخازن بتاعنا وأي بضاعة تدخل او تخرج البرنس اللي هيكون مسؤول عنها، تسلمه وتستلم منه
هز مدير اعماله راسه بالايجاب وهو بيبص للبرنس، وقف البرنس واتكلم بثقة قبل ما يمشي:
– هستلم منه المفاتيح واسلم الرجالة شغلهم ونبقى نتكلم في موضوع بنتك
هز فؤاد راسه بالايجاب وهو بيبتسم له بثقة، خرج البرنس من مكتبه هو وبدر، استرخي فؤاد على مقعده وهو بيبتسم بثقة، متأكد ان البرنس هيكون قد المسؤلية وهيقدر يحافظ على الشادر وكل شغله، واهل بيته هيكونوا في آمان وبكده يقدر يشتغل برحته ومفيش حد من منافسيه هيقدر يقف في طريقه بعد النهاردة.
*****
في نهاية اليوم.
رجع البرنس المنطقه هو وبدر، اتكلم مع بدر بهدوء وقاله:
– عايزك تجمعلي كل الرجالة اللي بيشتغلوا معانا وتعرفهم ان شغلنا القديم ده خلاص انتهى ومن النهاردة هنبدأ شغل جديد
اتكلم بدر بفضول:
– يعني خلاص هنقفل الصفح القديمة؟
رد حمزة بهدوء:
– هنقفل كل الصفح القديمة. دلوقتي جاتلنا الفرصة نشتغل شغل نضيف وهنكسب اكتر من اللي كنا بنكسبه زمان وبعدين احنا كبرنا وكفاية شقاوة بقى لحد كده عايزين نتجوز ونفتح بيوت
فكر بدر في ثريا وابتسم بهدوء لانه كان نفسه يعمل أي حاجة عشان ترضى عنه ودلوقتي جات الفرصه واكيد ثريا مش هترفضه تاني وكمان حمزة اكيد هيوافق بيه.
كمل حمزة كلامه وقال بتأكيد:
– عايزك تروح لـ كرم تبارك له، وتقوله اسبوع ويجي يستلم شغله معانا، عايزه يكون معاك انت والرجالة في حراسة الشادر وتظبطوا مع بعض ورديات صبح وليل عشان هكون انا مشغول في حراسة بنت المنصوري.
اتوتر بدر وبلع ريقه بقلق، هو عارف ان كرم غدار ومستحيل يعدي اللي البرنس عمله معاه كده بالساهل، يمكن يسكت ويبان انه استسلم للامر الواقع، بس هو قلبه اسود ومستحيل يسامح. اتكلم بدر بقلق:
– ما بلاش كرم يبقى في الشغلانه دي معانا، اصله بعد اللي حصل يعني اكيد هيبقى شايل منك
اتكلم البرنس بقوة:
– اعمل بس اللي انا قولتلك عليه يا بدر ومتقلقش، انا عارف انا بعمل ايه كويس
هز بدر راسه باستسلام، سابه البرنس ومشي، اتحرك بدر اتجاه بيت كرم عشان ينفذ اللي البرنس قال عليه.
*****
في بيت والدة كرم.
سمعوا صوت طرق على الباب. أمنيه فرحت وفكرت ان اهلها اخيرا جم عشان يباركوا لها، جرت وفتحت الباب بسرعه، لقت بدر هو اللي واقف قدامها، بهتت ملامحها بحزن، اتكلم بدر باحراج وسألها عن كرم، خرج كرم على صوت بدر، قرب منهم وزعق في أمنيه واتعامل معاها بطريقه فظه ومهينه، اتحرجت أمنيه ودخلت بسرعه وسابتهم، رحب كرم ببدر للدخول وهو بيتكلم بغضب وعصبيه. دخل بدر وقعد وهو بيبص لـ كرم بترقب، بصـ له كرم بغضب مكتوم وقاله:
– عجبك اللي البرنس عمله فيا ده يا بدر، يرضيك يدبسني التدبيسه السوده دي؟
خفض بدر وشه وهو بيسمع كرم، رفع وشه وبصـ له وقاله:
– انت اللي دبست نفسك يا كرم مش البرنس، انت اللي غلطت وكان لازم تصلح غلطتك!
هز كرم راسه بسخريه وقال بعصبيه:
– وانا هنتظر منك ايه يا بدر! ما انت طول عمرك ماشي ورا البرنس في الصح والغلط
رد بدر بغضب وقاله:
– بقولك ايه يا كرم، انت اللي غلطان، واللي انا اصلا مستغربه ولسه مش فاهمه لحد دلوقتي؛ انت ازاي كنت مبسوط وفرحان ان البرنس هو اللي كان هيتجوزها وانت عامل معاها العمله السودة دي !! ايه معقول كنت مفكر ان البرنس مش هيعرف بعملتكم دي لو كان اتجوزها بجد؟!
زفر كرم وهو بيفتكر لما أمنيه عرفته انها حامل وهو هددها وقالها لازم تنزل اللي في بطنها وتعمل عمليه وترجع بنت تاني، وبعدها قالتله انها فعلا عملت عملية اجهاض وعملية تانيه ورجعت بنت عذراء من تاني، كان مصدقها وكان فاكر ان البرنس هياخد اكبر مقلب في حياته لما يتجوزها بعد اللي كرم عمله معاها، كان فاكر ان البرنس مش هيكتشف انها عامله عمليه وكانوا هيقدروا يخدعوه، مكنش يعرف ان الخدعه الحقيقيه كانت من البرنس، هو اللي خدعه وجوزه منها غصب عنه ويبان انه برضاه قدام المنطقه كلها. خد نفس واتكلم بشرود:
– ضحكت عليا وفهمتني انها عملت عملية ورجعت بنت تاني
اتصدم بدر من ندالة كرم وقاله بشمئزاز:
– وانت طبعا كنت مطمن ان البرنس لو كان اتجوزها بجد مكنش هيكتشف حاجه، يعني هان عليك تخدع صحبك !!
اتكلم كرم بنرفره وصوت عالي:
– صحبك هو اللي خدعني وضحك عليا، بس ملحوقه، والشاطر اللي يضحك في الاخر
بص بدر لـ كرم وشاف الحقد اللي واضح في عينيه، مكنش مطمن ابدا لـ كرم، عقد ما بين حاجبيه وسأل كرم بفضول:
– يعني افهم من كلامك ده انك مش هتشتغل مع البرنس تاني؟!
بصـ له كرم بستغراب واتكلم بمكر:
– هو انا ليا شغل تاني غير شغلي مع البرنس!
بصـ له بدر باهتمام وترقب وقاله:
– يعني هتكمل شغل مع البرنس عادي؟
هز كرم راسه بثقة وقال بتأكيد:
– طبعا يا بدر، اللي حصل من البرنس ده حاجه والشغل حاجة تانيه
هز بدر راسه برضا وقاله:
– ماشي يا كرم.. عموما البرنس بعتلك معايا وبيقولك بعد اسبوع تيجي عشان تستلم شغل جديد معانا
عقد كرم ما بين حاجبيه بستغراب وسأله باهتمام:
– شغل ايه ده؟!!
اتكلم بدر بهدوء:
– حوار الشغل اللي كان قالنا عليه اللي مع جوز زوزو
هز كرم راسه بالايجاب وهو بيفكر في زوزو وجوزها، بيفتكر لما كان عند زوزو اخر مرة وقالتله على موضوع شغل البرنس مع جوزها وانها هي اللي اقترحت على جوزها ان البرنس يشتغل معاه، وقالته على سر تبع شغل جوزها ومفيش حد تاني يعرفه، وحتى جوزها ميعرفش انها تعرف انه بيتاجر في المخدرات وبيخفي تجارته دي في تجارة الخشب، وقالتله انها مقالتش للبرنس على تجارة جوزها في المخدرات، يعني البرنس فاكر انه بيحرس خشب هو ورجالته، ميعرفش انه بيحرس مخدرات جوه الخشب ده. ابتسم كرم بمكر وهز راسه بالايجاب وقال لـ بدر:
– ماشي يا بدر، بلغ البرنس اني هبقى معاكم في الشغلانه دي
بصـ له بدر بستغراب، كان شايف مكر غريب في عينيه، قام وقف وهو بيبص له وقال:
– ماشي يا كرم.. انا لازم امشي دلوقتي
وقف كرم معاه ووصله لحد الباب وقاله بسخريه:
– سلملي على البرنس واشكره على الواجب اللي عمله معايا، وقوله ان وجبه وصل، وربنا يقدرني وارد الواجب ده اضعاف
تأمله بدر بستغراب، كان حاسس بحاجه غريبه في كرم وكلامه الغامض، هو عارف ان كرم غضبان من البرنس واللي عمله فيه، وبيحاول يخفي غضبه ده بس ميعرفش ان عينيه فضحاه، هز بدر راسه بالإيجاب ومشي وهو بيفكر ان اللي كرم فيه ده مجرد غضب وهيروح لحاله ومش مستاهل انه يبلغ البرنس بعدم الراحه اللي حس بها في كلام كرم ونظراته.
قفل كرم الباب بعد ما بدر مشي، رجع وقعد يفكر بمكر، قرر انه يروح لزوزو ويفهم منها كل حاجه عن شغل جوزها بالتفصيل، افتكر ان زوزو جات فرحه وعرفت انه اتجوز واكيد مش طيقاه دلوقتي ولا هي ولا شادية، اول حاجه لازم يعملها دلوقتي انه يصالح زوزو ويفهمها ان البرنس اجبره على الجواز، لازم يقرب منها اكتر، لان علاقته بيها هتساعده يحقق هدفه وينتقم من البرنس.
______________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *