روايات

رواية سأنال مرادي الفصل الثاني عشر 12 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الفصل الثاني عشر 12 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الجزء الثاني عشر

رواية سأنال مرادي البارت الثاني عشر

سأنال مرادي
سأنال مرادي

رواية سأنال مرادي الحلقة الثانية عشر

فى منزل خال نور
يجلس هيثم على الكرسي فى صالون منزله رافعا رجله بدون اهتمام على المنضدة التى أمامه، يتحدث فى هاتفه مع إحدى صديقاته ، فهو لا يعلم كم عددهن من كثرتهن، دخلت عليه والدته بحدة.
إيمان بعصبية : اقفل الزفت ده وكلمنى هنا.
هيثم : طيب اقفلى أنتى يا سوسو وهرجع أكلمك تانى.
إيمان بسخرية : سوسو!
هيثم باستغراب: في إيه يا ماما، متعصبة عليا ليه؟
إيمان : وكمان بتسأل؟
هيثم بصوت عال: الله ما تقولى فى إيه وخلصينى.
إيمان : امتى آخر مرة كلمت فيها بنت عمتك؟
هيثم ببرود : بنت عمتى مين؟ آآه نور.
إيمان: آه يا خويا نور.
هيثم : وأكلمها ليه؟
إيمان بعصبية : يااااانى ، عشان اتفاقنا إنك تلف عليها وتتجوزها.
هيثم : أنتى مش قادرة تقتنعى ليه إنها مش بتاعت كلمتين يلفوا دماغها ، دى نوع جديد عليا.
إيمان : ليه يعنى مش زى بقية البنات؟
هيثم : لا مش زى البنات، شوفى لك طريقة تانية.
إيمان : طيب على الأقل كلمها اطمن عليها بلاش تبعد أوى كده.
هيثم بلا مبالاة : آه آه طبعا، امال إيه.
وقام من مكانه واستعد للرحيل.
إيمان : أنت رايح فين؟
هيثم : ورايا معاد.
إيمان: غور وأنت مش فالح فى حاجة.
أخذت تفكر إيمان فى هذه المشكلة، فولدها عنده حق، نور ليست من نوعية البنات التى يعرفها ولدها، لابد وأن هناك طريقة لإيقاعها فى فخهم، قضت بقية يومها تفكر مع شيطانها فى طريقة للوصول لهدفها.
إيمان بشر : مفيش إلا الصراحة ولو منفعتش يبقى مفيش قدامنا إلا الحل التانى يا بنت فاطمة.
بقلم بسنت جمال
فى الصعيد
استيقظ مراد من نومه على رسالة من زوجته تخبره فيها بالسفر لمدة يومين مع صديقاتها إلى الغردقة، هذه الرسالة أزعجته كثيرا لأنه تمنى أن تأتى معه عند أهله وترفع رأسه بينهم بمعاملتها الطيبة بدلا من بعدها وجفاءها معهم ، ولكنه كالعادة كتم فى قلبه وتركها تذهب.
مراد : أيوة يا سوزان.
سوزان بنعاس: إزيك يا مورى؟
مراد بابتسامة سخرية : سافرتى؟
سوزان : لسه واصلين من ساعة، قلنا ننام شوية ونقوم ننطلق بعد كده.
مراد بهدوء : مش المفروض كنتى تعرفينى من بدرى وكمان تستنى لما أوافق؟
سوزان بدلع: أنا عارفة إن مورى حبيبي مش هيرفض لى طلب، ولا إيه؟ مش أنت تحبنى مبسوطة؟
مراد : آه طبعا، أحب أشوفك مبسوطة، بس الأصول كنتى تستنى موافقتى، وكمان بدل السفر ده كنتى جيتى معايا بدل لما كل مرة باجى لوحدى ومش بلاقى حجة أقولها.
سوزان بتأفف: يوووووه بقى، كل مرة نفس الكلمتين دول.
مراد بحدة: أنت كمان اللى متضايقة ومش عاجبك كلامى.
سوزان : أنت عاوز إيه الوقت؟ متصل تعكنن عليا وخلاص.
مراد منهيا الحوار: ولا تتعكننى ولا حاجة، أتعكنن أنا مش مشكلة، يلا سلام.
ثم أغلق الهاتف ولم ينتظر سماع ردها، وقام ليستعد للنزول لتناول طعام الإفطار مع عائلته.
اكتملت العائلة بنزول مراد إلا أن نور لم تستيقظ بعد، فاستغرب الكل لأن نور من أوائل المستيقظين دائما.
الحج عمران : يمكن سهرت امبارح شوية.
كريمة بصوت عال: يا أمينة، اطلعى صحى نور وجولى لها الفطور چاهز.
أمينة الخادمة : عنيا.
كريمة : تسلمى.
بقلم بسنت جمال
كان مراد غير مهتم بكل ما يجرى حوله، كل تركيزه مع سوزان وأفعالها التى تزداد سوءا كل يوم عن الآخر، وهو لا رد فعل له، يكتفى بكلمتين بكل هدوء ولا يتخذ ضدها أى إجراء، أما هى تسيطر عليه فى ثوان معدودات وهو ينصاع لهذه السيطرة.
لاحظت كريمة من ملامح وجه ولدها بوجود شئ ما يضايقه.
كريمة باهتمام : مالك يا ولدى؟
مراد باقتضاب: مفيش يا أمى.
كريمة : إزاى؟ باين عليك متضايج.
عاصم : ما خلاص يا كريمة عاد، جالك مفيش يبجى مفيش.
كريمة : يووه، عاوزة أتطمن عليه.
مراد بابتسامة باهتة : اطمنى يا أمى، شوية مشاكل فى الشغل.
كريمة داعية : ربنا ييسر لك كل عسير يارب.
نزلت الخادمة أمينة مسرعة.
أمينة : الست نور مش فوج.
الحج عمران : إزاى يعنى ؟
مراد متدخلا: شوفيها فى الجنينة البحرية بتحب تقرا هناك.
أمينة : حاضر.
ذهبت أمينة لعدة دقائق ورجعت.
أمينة بتوتر: برده مش هناك.
عاصم بعصبية: الله عاد، هتكون راحت فين دى عالصبح.
كريمة : دورتى كويس يا أمينة؟
أمينة بخوف: إيوة والله.
الحج عمران : طيب روحى شوفى شغلك، اتصل بيها يا مراد على تلفونها.
مراد : ما أنا بتصل مش بترد.
كريمة : خير يارب.
ترك الجميع الطعام من شدة توترهم، أين ذهبت نور فى الصباح الباكر من دون استئذان أحد، أهى لا تعرف عادات وتقاليد الصعيد أم أصابها مكروه لا سمح الله، بدأ التوتر يزداد بينهم والأعصاب تنفلت، مراد يتصل بها مرارا وتكرار وما من إجابة، الحج عمران أشدهم توترا فهي عوض من الله على فراق ابنه فيخشى أن يكون قد أصابها مكروه، أما كريمة تجلس تدعو الله أن ينجيها من كل شر، وعاصم كان أشدهم عصبية.
مراد بتوتر بالغ: أنا هخرج أدور عليها .
كريمة : هتدور عليها فين بس يا بنى.
مراد : هقلب البلد عليها، بقالنا ساعة قاعدين ومفيش أى خبر عنها.
الحج عمران وقد أحس بانقباضة فى قلبه: استر يارب، استر يارب.
عاصم بعصبية : أنا جاى معاك يا بنى.
كريمة : يارب استرها معانا يارب، وترچع بالسلامة.
وفجأة دخلت نور عليهم، وهى ترتدى عباءة سوداء وعلى وجهها آثار بكاء وحزن، جرت عليها كريمة محتضنة إياها بحنان أم خائفة على ابنتها وهى أيضا بادلتها نفس الحضن فهى بحاجة لهذا الحنان، أما الحج عمران لم تستطع قدميه أن تحملاه فقد أخذ يتمتم بالحمد والشكر لله، أما مراد وعاصم فكان لهما رد فعل آخر.
عاصم بعصبية: كنتى فين لوحدك عالصبح اكده؟ وكيف متبلغيناش ناجى معاكى؟
نور بخوف: ك كنت بزور بابا وماما.
مراد بعصبية مفرطة : إزاى تخرجى من غير إذن ، وكمان تليفونك مبترديش عليه، إيه ملكيش كبير؟
نور بصدمة من هيئته: نسيته.
مراد : نسيتيه؟! يسلام على عدم المسؤلية، مفيش رجالة تبلغيهم إنك خارجة، إيه الاستهتار ده!
نظرت له نور بصدمة شديدة من طريقته العصبية لأول مرة تراه هكذا، أهذا هو مراد الهادئ الرقيق، أهذا هو مراد الذى كان يغرقها بحنانه؟! لا ليس هو، إنه شخص آخر لا تعرفه.
بقلم بسنت جمال
انتفض الحج عمران من مكانه حتى ينهى هذا الاشتباك، ويهدئ من خوف نور قليلا.
الحج عمران بحدة: بس منك ليه، كفاية اكده.
عاصم : يا بوى تخرچ لحالها ، وتمشي لوحدها، الناس تجول علينا إيه؟
الحج عمران : محدش يجدر يجول حاچة على بنتنا، وكفاياك عاد بجى، واتفضل شوف مصالحك.
خرج عاصم وهو غير راض عن كلام والده ولكن فى النهاية انصاع لأوامره، أخذ الحج عمران نور وأجلسها بجانبه، كانت تبكى بشدة داخل أحضان زوجة عمها، كان بكاؤها بحرقة، تبكى على وحدتها، تبكى على تعنيفها من عمها ومراد، مراد!! كلما تذكرت ما قاله لها تبكى أكثر وأكثر، تنظر له بأعين لائمة غير مصدقة ما فعله معها.
أما مراد لم يستطع تحمل دموعها، فخرج وترك المنزل بأكلمه لعله يهدأ قليلا.
كريمة : اهدى بجى يا بتى، كفاياك بكى عاد، عينيك ورمت يا جلبي.
الحج عمران : متزعليش من عمك وولده، احنا كنا هنموت من الجلج عليك.
نور ببكاء: يا يا جدى، أأنا نزلت من بدرى، و و كنتوا نا نايمين، م محبتش أزعج حد.
الحج عمران بهدوء: أنا عارف إنك متجصديش، بس إحنا لينا عوايدنا اللى مش زى عوايدكوا.
نور بتأثر: والله م مكنتش أأعرف يا جدى.
الحج عمران محتضنها: عارف يا جلب چدك، كفاية بكا عاد، واطلعى غيرى الأسود ده مش عاوز أشوفه عليكى تانى.
هزت نور رأسها بمعنى موافقة.
الحج عمران : كريمة، خليهم يحضروا لها الفطار.
كريمة : عنيا.
بقلم بسنت جمال
يجلس مراد تحت شجرة يستظل بظلها، لقد أنهكه التفكير فيما فعله، كيف يصل لهذه العصبية المفرطة؟ ومع من؟ نور!! الفتاة الرقيقة الهادئة التى تحترم وتحب الجميع، يقسو عليها كل هذه القسوة، لا يعلم لما انفعل كل هذا الانفعال، لا بل يعلم ولكنه يرفض مواجهة نفسه.
مراد لائما نفسه: إيه اللى أنا عملته ده؟ بهدلتها وقلت لها كلام ملوش لازمة، وأنا عارف إنها متقصدش إنها متحترمناش ، أنا مش عارف عملت كده إزاى؟ وليه كده أصلا.
ثم سكت قليلا يفكر.
مراد بحدة: لا أنا عارف عملت كده ليه، أنا مقدرتش أقول كلمة لسوزان فطلعت كل غضبى فى نور، استغليت ضعفها واتشطرت عليها، عشان عارف إنها مش هتقدر ترد عليا، إنما سوزان مراتى اللى على ذمتى مقدرش أفتح بوقى ولا أقولها تلت التلاتة كام، عشان بتعرف تأثر عليا بكلمتين، ياااااه ده أنت ضعيف فعلا يا مراد.
ظل مراد على هذه الحالة يلوم ويلوم نفسه حتى حل عليه الليل وهو على هذه الحالة، قام فى النهاية واستعد للعودة لمنزله.
دخل لمنزله متأخرا، فهو تعمد التأخير حتى لا يرى أحد، فهو غير قادر على الحديث معهم.
صعد لغرفته ومر على غرفة نور، وجد إضاءة الغرفة مضاءة، مشى خطوتين ولم يتحمل فرجع إليها مرة أخرى ، وطرق على الباب عدة مرات.
نور بصوت متعب : أيوة، مين؟
مراد بتردد : أأنا مراد، ممكن تنزلى تحت، عاوز أتكلم معاكى شوية.
صمتت نور قليلا ولم ترد عليه، فهى حزينة جدا ومصدومة منه.
مراد : معلش يا نور، محتاج أتكلم معاكى.
نور: ثوانى ونازلة.
ارتدت نور حجابها ونزلت لترى ماذا يريد منها، تفاجأ مراد بوجهها وملامحها، حزينة باهتة، عيونها متورمة حمراء من كثرة البكاء، وضع رأسه فى الأرض خجلا مما فعله مع ابنة عمه الرقيقة، لقد جرحها بالفعل.
مراد بخجل: عاملة إيه؟
نور باقتضاب: الحمد لله.
أخذ يفرك بأصابعه دليل على التوتر البالغ الذى أصابه، وفى النهاية تشجع وقال ما بداخله.
مراد : نور أنا آسف فعلا، مش عارف أنا قلت كده إزاى؟ سامحينى أرجوكى.
إلى هنا ولم تقدر نور على التماسك، انفجرت فى البكاء الشديد، بكاء بحرقة، قلبها مقهور منه، دموعها تجرى أنهارا، صوت أنفاسها عالية، لولا وجود عائلتها لزادت من هذا البكاء.
مراد بتوسل : نور أرجوكى بلاش عياط، قلبي بيتقطع، اهدى بالله عليكى.
تحاول نور جاهدة أن تتوقف عن البكاء ولكنها لا تقدر، تريد أن تتحدث، تريد أن تلومه، تريد أن تعاتبه، ولكنها لا تقدر، فمهما كان هو مراد الذى يحميها ويهتم بها، مازال فى قلبها شيئا يشكره ويقدره على ما يفعله معها.
بعد فترة
مراد : اتكلمى يا نور، حتى لو هتشتمينى بس بلاش السكوت ده، سكوتك بيقتلنى.
بلعت نور ريقها ثم بدأت تتحدث: أنا مش قادرة أستوعب الكلام اللى أنت قلته، مش أنت مراد اللى أعرفه ، أنا غلطت فعلا، بس رد فعلك كان عنيف أوى أوى، وكلامك قاسى وجرح قلبي.
مراد بخجل: آسف بجد، أنا مش من طبعى العصبية دى، بس كنت خايف عليك بجد.
عند هذه الكلمة رفعت نور عيونها ونظرت داخل عيونه وابتسمت له، كلماته رقيقة، هادئة ، خرجت من داخل أعماق قلبه فأصابت قلبها.
نور : خلاص يا مراد حصل خير، بلاش نجيب سيرة الموضوع ده تانى.
مراد : يعنى مسمحانى؟
ابتسمت له وهزت رأسها بمعنى نعم سامحتك.
مراد بمشاكسة : لا أسمعها بودانى وإلا أجوم أچيب بندجية چدى وأضروب نفسي بالنار.
ضحكت نور من قلبها على طريقته فى الحديث بالصعيدى؛ فلأول مرة تسمعه يتحدث هكذا.
مراد بفرحة : أعتبر الضحكة دى دليل إنك مسمحانى.
هزت نور رأسها وعلى وجهها ابتسامة كبيرة وقالت : أيوة.
مراد بحماس: اعملى حسابك بقى بكرة إن شاء الله هفسحك فسحة عمرك ما هتنسيها.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *