رواية مؤامرة الفصل الخامس 5 بقلم آية محمد
رواية مؤامرة الفصل الخامس 5 بقلم آية محمد
رواية مؤامرة البارت الخامس
رواية مؤامرة الجزء الخامس
رواية مؤامرة الحلقة الخامسة
_ ليلي وطاهر كانوا بيحبـوا بعض..
قال نادر بصدمة:
_ اي؟
استمر مصطفي مؤكدا حديثـه:
_ ليلي بنت خـالتي واصغر مني بسنة وأقل، علطـول كانت بتيجي عندنا هي وخالتي، وبحكم علاقة الجيـره هي اتعرفت بالعيـلة كلها، وحصل انجذاب بينها وبين طاهر وحبهـا وحبتـه هي كمـان، لحد ما ابوه شافهـا و ابوها اجبرها تتجـوز راجل كبير علشان خاطر الفلـوس، هما اتجـاوزوا الموضوع دلوقتي، صدقنـي ليلي مفيش في قلبها مشاعر من دي تاني ناحية طاهر، وهو كمان..
سأل نادر:
_ مبقاش في مشاعر ولا عشان حرام يكون في بينهم حاجه؟!
قال مصطفي بجدية:
_ لا يا نادر صدقني، أنا أكتر حد في الدنيا فاهم ليلي وعارفهـا، مشاعر ليلي ناحية طاهر انتهـت من فترة كبيـرة، و ان كان طاهر ساعدها علشان تطلق منـه فدا علشان خاطر بقي يعتبرهـا زي اخته..
سأله نادر بإهتمام:
_ وهي الخطـة كانت اي؟!
اجابه نادر:
_ بص ليلي اتجوزت وانا كنت لسه في الإمتياز، اخدت التكليف بتـاعي و سافرت سنتيـن بعدها كمان يعني 3 سنيـن، وبعد كدا رجعـت ومره واحده لقينا موضوع الخلفه ضرب في دمـاغه وليلي اصلا كانت بتاخد حبوب لمنع الحمل من نفسهـا بس هو كان عارف وموافق، لما منعها تاخدهم لجأت ليا وقالتلي انها مش عاوزة تخلف مـنه، طاهر عرف ان موضوع الخلفه اللي ابوه عاوزه دا كان عشان سالم خسر ولاده، فطاهر قالي انه هيكبر مشاكله مع ابوه وهيخلي موضوع الخلفه يكبر في مكانه، وفي نفس الوقت انا كدكتـور كنت حريص ان ليلي متحملش مـنه، بالأدوية وحساب الوقت اللي ممكن تحمل فيه وبأساليب تانيـه، لحد ما اقنعتـه انها مش هتحمل غير بالحقن المجهري و اوهمناه اني عملتلها عملية وفشلت وساعتهـا قالها انها لو محملتش هيطلقها فأقنعته نعمل عملية تانيه وقولتله ان دي الفرصة الاخيرة انها تخلف، وعملنا نفس القصة تاني و يومها كان مطلقها قدامي في العيادة..
قال نادر بإبتسامة سعيدة:
_ يعني ليلي معندهاش مشاكل في الخلفه؟!
قال مصطفي بضحك:
_ لا خالص، ليلي كويسه وتقدر تكون أم عادي..
أجلسه نادر ثم جلس أمامه وقال بجديه:
_ ساعدني علشان اتجـوزها يا مصطفي..
سأله مصطفي بإبتسامة:
_ هتعوضها؟!
قال بإبتسامة:
_ هعمل كـل حاجه علشان خاطر عينيهـا، صدقني هديهـا الحب اللي هي تستاهله..
قال مصطفي بتفكير:
_ الموضوع صعب و كمـان مقدرش اوعدك انها هتوافق، بس أنا هتكلم معـاها..
قال نادر بتفكير:
_ لا مش دلـوقتي…
سأله مصطفي بحيره:
_ طب وبالنسبـة لموضوعي انا اي دا انا عريس لُقطه والله..
ضحك نـادر وقال:
_ ماما هتقـول لمامتك علي معاد تيجي فيـه، ولو فيه نصيب هنتفق علطول..
سأله مصطفي بقلق:
_ يعني أنت شايف إن في موافقه مبدأيه حتي!!
اومأ برأسه وقال بهدوء:
_ ربنا يسهل..
ابتسـم مصطفـي ثم تحرك الإثنيـن للأسفـل كلا إلي شقـته، وفي الصبـاح الباكر دق بـاب بيت مصطفي ففتحـت ليلي وهي تضـع حجابها بعشوائيـة علي رأسهـا و وجدتـه نادر..
_ صباح الخيـر يا نادر، جاي بدري كدا ليه؟!
قـال نادر بإبتسـامة:
_ عـاوز منك طلب..
سألته بتعجب:
_ اي هو؟!
قال بجدية:
_ فاكـرة الرز بلبن اللي بالمكسرات اللي عملتيـه اول ما عدتك خلصت!! عاوز منـه، اصل بصراحـة نفسي فيه بقالي كام يوم وقولت مبدهاش بقي هقولك..
ابتسمت لـه واردفت:
_ حاضر، بس والله ما سبب تصحيني بدري كدا علشانه كنت ابعتلي رسـالة وأنا هعملك….
_ ما أنا بصراحـه كنت محروج..
_ محـروج من اي يا ابني احنا اخوات..
فتح عينيه بصدمه وعض علي شفتـه السفلي بضيق فسألته بريب:
_ اي يا نادر مالك؟
_ مين دول اللي اخوات!! ادخـلي جوا يا ليلي.. ادخلي..
سألته بخبث:
_ وأنت مش عاوزنا نبقي أخوات ليه بقي يا استاذ نادر!!
لم تكـن تقصد شيئـا بحديثهـا حقـا ولكن ملامحـه تحولت ولمعت عينـاه وقال بهدوء:
_ علشان أبقي عبيط لو دونً عن كل العلاقات اختارت أكون أخ ليكي..
اختفت ابتسامتهـا وشعرت بالتوتر يجتاحهـا، تحرك نادر للخـارج بينمـا نظرت في أثره تتردد جملتـه علي مسامعهـا، هل يمكن أن يحمـل تجـاهها مشاعر من نوع آخر..
لما لا فهي ليست أختـه، ولا يُمكن أن تُحدد العلاقة بين شاب وفتاة بإسم الأخوة أو الصداقـة، فهي علاقات حب مؤجله لحيـن بدء أحدهم بالخطوة الأولي..
ذهب النوم من عينيهـا ولا زالت تفكـر بالأمر وهي تتمني أن لا يحمـل نادر مشاعر تجاهها..
وتتمني اكثر ان لا تحمل هي مشاعر تجاهه، فهي تستطيع التحكم في قرارها وليس مشاعرهـا..
آتي لمصطفي الرد و سيذهب الليـلة لطلب يدهـا، صحيح أن تلك الزيجـه مرتبـه ولكنه يشعـر براحة كبيـرة، كان يبحث عنهـا كلما ذهب لفتاة مـا، برغم كونه شخص مرح وايضا اجتمـاعي بشكل كبير، يحبه الجميـع ويصادقونـه، إلا أنه كان يرغب في حياة عاطفيه هادئة، هدوء كالذي شعر به عندما رآها للمرة الأولي، وذلك السكون الذي يحـتل قلبه وكان يقـاومه…
في المسـاء..
كـانت تضع المكسـرات علي الأطباق وهي شاردة وانتفضت علي صوت مصطفي يدلف للمطبـخ وقال بسعادة:
_ الله عملالي رز بلبن!
قالت بجدية:
_ عملالك طبق هناك اهوه، الاربع أطباق دول للشقة اللي فوقينـا..
سأل بحيره:
_ هو من إمتي العريس بياخد رز بلبن وهو رايح يخطب..
قـالت بضيق:
_ دا ملوش علاقة بخطوبتك يا ناصح.. دا نادر طلبه مني وأنا عملتـه وقولت هطلعه بعد ما أنتم تنزلوا.. يلا بروته وريني لبسك…
دار مصطفي حول نفسـه وهو يعدل من ثيـابه ممسك بأنينه العطـر وكاد يضغط عليها فصرخت به:
_ لا مترشش في المطبخ هتكرف الأكـل، رش علي الباب وأنت خـارج، يلا روح ربنا معاك و يجعلها من نصيبك، ربنا يسعدك يا رب يا مصطفي..
اقترب منها مصطفي وسألها بجدية:
_ أنا حاسس ان فيكي حاجـه، هنتكلم بعدين..
ابتسمت وقالت:
_ وتفتكر لو في حاجه هخبيها عنك!؟ مفيش حاجه متشيلش همي.. يلا بقي روح..
تحـرك مصطفي للخـارج وكانت تنتظـره والدته في الخـارج ثم صعدوا للدور الأعلي، استقبلهـم نادر و والده ورحبـوا بهم في غرفة الإستقبـال…
قال يوسف:
_ منـورين يا جماعة والله..
قالت فاتن بإبتسامة:
_ البيت منور بأصحابه يا أبو نادر، أومال فين صفاء..
أتت صفـاء من الداخـل ورحبت بهـم بإبتسامة ودوده..
_ أنا موجـودة أهو، أهلا بيـكم..
اعتدل مـصطفي وبدأ في الأمر مباشرة بلا مقدمـات:
_ بص يا عمي، حضرتك عارفني كويـس فأنا هدخـل في الموضوع علطـول وأطلب من حضرتك إيد الآنسة آيـة..
ابتسم يوسف وقال بكل صراحـة وأريحيـه:
_ بص يا مصطفي أنت فعلا عندك حق، أنت مش محتاج مقدمات، اخلاقك وسمعتك الطيبة سابقـاك و علفكرا أنا لما حد بيجي لآيه مبقولش كدا علطـول بس أنا معنديش مانـع أبدا واسلمك بنتي وأنا مرتاح، بس انا رأيهـا أهم حاجه عندي…
قالت فاتن بإبتسـامة:
_ والله احنا يحصلنا الشرف بالنسب دا يا يوسف و أنا بصراحه عمري ما هلاقي أحسن من آيـه، خلاص احنا طالما متفقين و واقف علي رأي العروسه يبقي يتكلمـوا وبعدين علي مهلها تفكر و تردوا علينا..
قال يوسف بإبتسامة:
_ نادي لآية يا صفاء..
ذهبت صفـاء وأحضـرتها، كانت تنظر أرضا تشعر بالخـجل، ألقت السـلام ثم جلست بجـوار والدهـا الذي اندمج في الحديث لدقـائق أخري ثم قـال:
_ هنسيبـكم دقيقتيـن مع بعض…
خرج الجميـع فنظـر مصطفي لهـا بإبتسـامة وسألها:
_ مش عاوزة تسأليني في اي حـاجة يا آية!
هزت رأسهـا نفيا ونظرت له لثواني فأتسعت ابتسـامته وقال:
_ هي عامة القاعدة دي بتبقي تعـارف في حاجات بسيطة أعتقد انك عارفاهـا عني، وانا كمان عارف عنك اللي يكفيني، بس لو خطر في بالك اي سؤال أنا مستعد ليه..
سألته بهدوء:
_ عاوزة اسألك أنت شايف الجـواز اي؟!
قال بإبتسامة:
_ سكـون، يعنـي بالنسبالي هو الركن اللي مهما حصل فيه مشاكل بردو مش هلاقي راحتي غير فيـه، يعني راحتي تكون في بيتـي وتكون غيـر اي راحة بحسها..
سألت:
_ راحتك انت بس؟
قال بجدية:
_ ربنـا سبحـانه وتعـالي قال ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾…
يعنـي بين اي زوجيـن المفروض بيكـون فيه مودة ورحمـة، علاقة متبادلـة بتتحقق في الاتنين مع بعض مش مع واحد بس، كمان حاجه أنا شخصيتي أيوا مش هادية أوي بس أنا بصـراحة حبيت هدوئك من أول يوم..
ابتسمت بخجـل وآتي نـادر يجـلس بجـوارها وخلفـه الجميـع، وبعد دقائق استأذن مصطفي و والدتـه فقال يوسف براحه:
_ أنا بصراحـة مرتاح للموضوع دا، ولا اي يا نادر؟!
_ مصطفي محترم وكويس يا بابا وهيحافظ علي آية، بس انا عاوزها تاخد قرارها بعد تفكير كويس…
قـالت صفاء بإبتسامة:
_ آيـة يا حبيبتي صلي استخـارة وفكري علشان نرد علي النـاس..
قالت آيـة بهدوء:
_ هو الدكتور مصطفي كويس وكل حاجه بس هو أنا حاسه ان لسه بدري بالنسبالي!؟
اجابتها صفاء:
_ يا بنتي لسه في خطـوبة مش هتتجوزي في يوم وليله يعني، دا عريس محترم وكويس ميترفضش بصراحه..
قالت بتفكير:
_ خلاص سيبـوني افكر..
قال نادر بخبث:
_ اه سيبـوها تفكر، مع ان دقني اهي لو مكنتش واخده قـرار أصلا..
ضحكـت صفـاء وهي تؤكد حديثـه:
_ معلشي هاودهـا زي ما أنا بعمـل كدا لحد ما تخرج علينا بفرمان الموافقـة..
ابتسـمت بخجـل وارتمت بحضن والدهـا الذي ضمهـا بحب يخبئهـا عن الجميـع….
في الأسفـل كان عائدا من عملـه يتحدث في الهاتف مع والدته:
_ جبتلك والله الخضار اللي أنتي عاوزاه..
قالت فردوس:
_ وهات فرخـة علشان أخوك..
قال بضحك:
_ اخويا دا شويـة وهياكـل دراعاتي..
صرخت به:
_ يا ساتر يا رب، مش اخوك عيان وبيعوض الد’م اللي خسـره يا ابني، يلا بقي بسرعة متتأخرش…
تحـرك للمجـزر يعبث بهـاتفـه وقـال بصوت عال:
_ شوفلنـا فرخة تلاته كيـلو يا كريم بس بسرعة..
سألت هي:
_ فرخه بيضـا؟
نظـر لها بتعجـب، فكيف يُخطـئ في هذا الصـوت، سألها بدهشه:
_ اي دا أنتي اشتغـلتي هنا؟!
أجابته وهي تُمسك السكيـن بيدها:
_ اه، عاوز فرخة بيضا ولا اي؟!
قال بحيرة:
_ انا عـارف بقي!! هي عاوزاها تأكلها لمعتصم عشان يتقوت ويعوض الد’م اللي خسره، يعني كالعادة مش هطـول منها دبوس…
صمتت قليـلا ثم دلفـت للداخـل عند أقفاص الدجـاج وأحضـرت ما يُريد، بدأت بأسم الله ثم قامت بذ’بحهـا وتنظيفهـا وهو يشاهدهـا بهدوء، كانت سريعـة فأنتهت بعد دقائق قليـلة…
قالت:
_ حسابك 360..
أعطـاها المبلغ فأخذتـه ووضعتـه في الدرج، نظرت له بتعجب وسألت:
_ في حاجه تاني؟!
هز رأسه نفيا وتراجـع للخلف ثم التفت بجسـده عائدا لبيتـه، وجد ليـلي تقف أمام بيته وتدق البـاب..
_ مساء الخير يا ليلو، اي دا رز بلبن؟!
ابتسمت:
_ يكش يطمر بس، انا عملت وقولت ازود ليكـم، يلا بالهنا والشفا…
سألها بتفكير:
_ طب ومفيش طبق زيـادة للشقـة اللي في الرابع..
رفعت حاجبهـا وسألته بخبث:
_ وعاوزني اعمـل طبق للي في الشقة اللي في الرابع ليه يا طـاهر!!
قال بضحك:
_ يا حبيبتي الرسول وصي علي سابع جار.. لما هي ترجع ابقي خدي طبق واطلعي اقعدي معاها واعرفيلي عنها اي حاجه بالله عليكي…
قالت بتفكير:
_ هفكر وارد عليك.. ابقي دخل دا جوا..
تركـت الأطباق علي صندوق بجوار الباب، تحركت للأعلي بضعة درجـات فسحب يدهـا لتعود مندفعه للخلف وكادت تسقط لولا أن تمسكت بـه، وعلي ذلك الوضع دلفـت وعد للمنزل فنظر لها طاهر بصدمه و ترك ليلي تسقط ارضا وقال بجدية:
_ وحياة أمي انها في مقام أمي..
قالت ليلي بضيق:
_ وعلشان كدا وربي لأقوم اشبشبلك دلوقتي..
قـالت وعد بضيق:
_ ممكن اعدي!!
تحـركت وعد للأعلي بعدما أفسح لهـا طاهر ونظر في اثرها بتعجب:
_ البت دي لوح تلج؟ انا عمري ما شوفتلها اي ريأكشن غير انها متعصبه او متضايقـه..
وقفت ليلي وقالت بجدية:
_ ربنا العـالم هي بتمر ب اي، بس انت بعيدا عن الموقف الزبالة اللي عملتوا دلوقتي بس لا ليك مواقف حلوة معايا، وعلشان كدا انا هطلعلهـا..
تحركـت ليلي للأعلي وأخذت الأطبـاق الباقيـة للأعلي، دقت البـاب ففتح لها نادر فكـان يتوقع مجيئهـا فقالت بإبتسامة:
_ مساء الخير يا نادر.. اتفضل الرز بلبن ويا رب يعجبك المره دي كمـان..
اخذه نـادر منهـا وتحرك ليسمح لها بالدخـول ولكنها استأذنت لترحل فقال:
_ رايحـة فين، تعالي اقعدي معانا شوية؟!
قالت بجدية:
_ مرة تانيه، أنا كدا كدا هاجي اقعد مع آية شوية بس دلوقتي هطلع الطبق دا فـوق..
سألها:
_ هتطلعيه وتنـزلي؟
هزت رأسها نفيـا وقالت:
_ لا، أنا هقعد مع وعد شوية وبعدين هنزل شقتي، تصبح علي خيـر..
تحركـت للأعلي سريـعا ودقـت باب شقة وعـد، فتحت لها بعد ثوانـي و نظرت لها بتعجب ولكن ليلي قالت بإبتسامة:
_ اتفضـلي دا ليـكي..
ابتسمت وعد ابتسامـة خافته وأخذته منهـا وشكرتهـا بهدوء فقالت ليلي:
_ ممكن نقعد شوية سوا..
_ اه طبعـا اتفضـلي..
جلست ليلي وهي تنظر حولها، كانت الشقة شبه خـاليه من الأثـاث، قالت وعد بهدوء:
_ تشربي اي؟!
_ ولا آي حاجه، انا كنت جاية أتعرف عليكي وأعرفك عليا وعلي كل اللي في البيت، أنتي جيتـي في وقت ما كنا تقريبا بايتين في المستشفي وملحقناش نتعرف..
ابتسمت وعد قائلة:
_ انا فعلا استغربت لأن البيت أغلب الوقت كان هادي، وبعدين بقيت اسمع اصوات ضحك و شوية خناق وزعيق، هو انتم عيلة؟
_ يعني تقريبا تقدري تقـولي كدا… الشقة اللي في الارضي عايش فيها فردوس و ولادها، معتصم و طاهر، و احنا فوقهـا، أنا وخالتي ومصطفي ابن خالتي واخويا في الرضاعة، وفوقنـا عايش الاستاذ يوسف و ولاده، وهما لسه جايين هنا من شهرين بس كانوا عايشين هنا من يجي 30 سنه ولا حاجه، والشقة الرابعة بقي؟ مين فيها؟
قالت وعد:
_ أنا لوحدي.. وعد، بس أنا قاعدة إيجار مش تمليك..
سألتها ليلي بإهتمام:
_ وعايشة لوحدك ليه؟!
_ علشان أنا مليش حد، بابا وماما متوفين ومليش اخوات..
لم تكن وعد ترغب في الحديث عن حياتهـا و شعرت ليلي بذلك فلم تسألهـا فقالت مُغيرة مجري الحديث:
_ تعرفي ان أنا في مقام ام طاهر بجد، مش هزار..
قالت بعدم اقتناع:
_ يا شيخه!!
قالت ليلي بضحك:
_ انا كنت متجـوزة ابوه..
_ اي!! بتهزري؟ دا عن اقتناع ولا اي!!
_ أكيد لا يعني، عن اجبار… هو راجل غني أوي و ابويا اللي اجبرني عليـه..
سألتها وعد:
_ ولما هو غني أوي، ليه عياله قاعدين هنا؟!
_ يا بنتي مهي فردوس بردو اتطلقت منه، وطاهر هو اللي شال المسئولية من وقتهـا، ليه اختين بنات واتجوزوا وباقي هو ومعتصم معاها..
_ ربنا يعينهم يا رب..
وقفت ليلي وهي تدعي لهـم وقالت لها بإبتسامة:
_ اتشرفت بمعرفتك يا وعد، واعملي حسابك احنا معندناش حد في البيت دا يقعد في شقته في حـاله، عاوزاكي تتعرفي علي الكل، وهعرفك علي آية بنت عمو يوسف.. و علي معتصم ومصطفي ونا.. وعلي نادر و فردوس و فاتن وصفاء..
قالت وعد بإبتسامة:
_ ان شاء الله..
تحركـت تجـاه الباب ولكنهـا وجدته يُدفع بعنف ودلف شابا مـا قال بغضب:
_ أخيـرا وصلتلك… فاكره نفسك هتهربي مني!! دا احنا حسابنا تقـل أوي يا وعد..
لم تتمكن ليلي من فعـل شيئ اذ سحبهـا فارس من يدهـا للخارج وأغلق الباب فركضت للأسفـل تدق باب نادر:
_ نـادر اطلع بسـرعة في واحد فوق دخل وشدني لبرا و تقريبا هيتهجم علي وعد!!
قال بصدمه:
_ اي!!
تحـرك للأعلي وجاء مصطفي علي صوتهـا ففكـرت لثواني ثم ركضت بالأسـفل لتخبر طاهر لعله يقوم بدورا بطوليا في هذه اللحـظه، نظر لها طاهر بصدمه لم يفهم كلماتها فركضت للأعلي وهو خلفـها ورأي مصطفي و نادر يحاولون دفع الباب الذي اغلقـه فارس من الداخـل.. ساعدهم طاهر فكسروا الباب واصبحـوا بالداخـل..
كـان ممسكـا بخصلات شعرها بين يديه، أما هي فكانت تنظر له بغضب، وعيناها لا تحمل ذرة خوف واحده، فمن هو لتخشـاه هي..
سألتها ليلي بقلق:
_ مين دا يا وعد؟!
قال فارس بغضب:
_ قوليلهم أنا ميـن!!
قال طاهر بغضب:
_ نزل ايدك الأول وبعد كدا نبقي نعرف أنت مين! ولا الحلو مبيعرفش يتكلم غير بإيده..
تركهـا فارس فدفعتـه بعيدا عنهـا و اخذت حجـابها من علي الأريكـة وقالت غاضبة:
_ لا، الباشا مبيعرفش يتكلم غير بإيده وبس…
سألها طاهر:
_ مين دا!؟
صرخ فارس غاضبا:
_ أنا جـوزها..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مؤامرة)