روايات

رواية جنون العشاق الفصل الخامس 5 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل الخامس 5 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق البارت الخامس

رواية جنون العشاق الجزء الخامس

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة الخامسة

هاتف جاسر ليطمئن عليه بعد أن علم السبب الحقيقى خلف سفره
حدثه ياسين بصوت يملؤه التفاؤل : ياصباح الخير
فأجابه بضيق : مرحب
تعجب سائلا :مالك؟!
زفر بضيق وهو يضرب مقود السياره ليعطى تنبيها للسائق الذى يسبقه كى يتحرك من أمامه: معلش مش مركز عشان الطريق
قضب جبينه : أنهى طريق ؟ انت فين؟
– رايح المستشفى
إعتدل بجلسته وسأله بقلق : أنهى مستشفى؟ أمك وأختك كويسين؟
– آه اطمن دول مبيجرالهمش حاجه
زفر بإرتياح: ساعات بحس يا أخى انهم عدوينك
– مش ساعات دا على طول انجز عاوز ايه
– ياذوقك اللى بيدلدق الله يعينها
إرتفع صوته بغيظ : ملكش دعوه بيها
أطلق ضحكه مرحه ممتزجه بسخريه طفيفه : وبنغير كمان ههههه مقولتليش رايح المستشفى ليه انت مش أجازه
– رايحلها
فسأله بجديه: خير جرالها حاجه؟
– لأ بس متنساش إنك رايح تتقدم النهارده
تنهد بملل : ما فضناها السيره دى وهخطب فرح إمبارح بعد ما قفلت معاك مجاليش نوم خوفت نيجى ساعتها الأمور تتلخبط وانت من الإتنين اللى معاك لا هتعرف تكلم أبوك ولا جدك فتشجعت وكلمتهم ورحبو جدا وكله تمام فاضل بقى نفاجئ عزت
– مش دى المشكله
– اومال؟!
– أنا معرفش مشاعرها تجاهى إيه وهى كانت متوقعه إنك جاى تخطبها عاوز أعرف لتكون معلقه قلبها بيك عاوز اطمن
– قلب مين يا حاج دا أنا معرفش شكلها
– بس انت معروف فى البلد ويمكن تكون شافتك قبل كده من بعيد وانت عندهم ولا حاجه أنا قلقان انت لقيت حبيبتك بس هى وضعها إيه دلوقتى
أحس بالضيق لقلق جاسر : معاك حق بس لو دا طلع حقيقى هتعمل إيه
– هألطم
لم يتمالك صخكته الساخره على حال هذا العاشق : هههههه لأ بجد
زفر بضيق : مش عارف مش عاوز أسبق الأحداث
سخر منه قائلا : هه وبتقول لسه إعجاب شكلك وقعت ولا حدش سمى عليك
تنهد بإشتياق : تصدق من أول لحظه شوفتها وهى مجننانى كنا بنتخانق وتعمل حاجات تشلنى بس بلاقينى بدل ما اديها على نفوخها بحاول اهدى عشان مأذيهاش بلاقينى عاوز عاوز أأ
سألها بحماس: إيه قول
فأجابه بهيام : عاوز اخطفها من الدنيا واخبيها فى حضنى
أطلق صفيرا ثم قال: ياعم يا عم وبقينا رومانسيين وبنقول أحلى كلام
نهره بغيظ : إتكتم مش ناقصك محسسنى إنك مقعدتش السنين اللى فاتت دى كلها هتتهبل وتلاقيها
– خلاص بقى انت هتسيح بس صحيح أمك وأختك سيبتهم كدا عادى
– آه
تعجب بضيق : آه إيه دول برضو حريم وميصحش
قاطعه سريعا : حيلك حيلك مهماش خارجين من البيت
– وايش ضمنك
– ههههههه
توجس خيفه من تهوره : انت عملت إيه
– حطتلهم منوم فى الأكل
– ههههههه يخرب عقلك ولما يصحو ويعرفو
– مش هيعرفو حاجه هقولهم إنهم نامو بعد الفطار
– وهتخيل عليهم
– ياكشى يولعو خلينى فى اللى أنا فيه
– طب روق روق عالعموم ربنا يوفقك وابقى طمنى
طيب
– على فكره متشكر جدا
– اشمعنى
– أبوك قالى إنك سافرت عشان تبعد امك واختك عن سكتى لحد ما الجوازه تتم
– ياكشى يطمر
– لسانك بينقط عسل كده على طول طب اعتبرنى حبيبة القلب وسمعنى كلمتين حلوين
– خلى فرح تسمعهملك وانخفى بقى عشان وصلت المستشفى سلام
– ههههه سلام
حينما إنتهى الإتصال كان قد وصل للمشفى فنزل من سيارته ودلف لداخل المشفى فقابل عم حمدى فى الإستقبال وسأله عن شهد فأخبره أنه قد رأها منذ قليل تتجه لمكتبها
_____________
علمت أن ياسين الأسيوطى سيتقدم لخطبة شهد اليوم فإشتعلت غيرتها كيف لشهد أن تصبح سيدة البلد فأرادت نشر الشائعات حولها وفى نفس الوقت تنتقم من جاسر الذى يتعمد دائما أن يوضح لها أن لا سبيل لها للوصول لقلبه فقد أعماها الغرور فكيف له أن يرفضها فهى تظن أنها ملكه جمال الكوكب بالرغم من كونها تشبه أنثى العنكبوت بما تفعله بوجهها بإستخدام مساحيق التجميل
جلست مقابل رقيه تحدثها بحقد : شهد دى ميه من تحت تبن جرى كلفتت الدكتور جاسر اللى كانو بيقولو عليه دوغرى وملوش فى الحريم
إقتضب جبين رقيه بغضب من تلك الحقود : إيه التخاريف دى شهد مفيش زبها ولا فى أخلاقها ودكتور جاسر إنسان محترم وإيه ملوش فى الحريم دى ولا عشان مش بصباص هو لازم يبقى صايع عشان يعجب
لوت فمها بإمتعاض : إنتى على طول محموقه لها واكله عقلك دايما
– لا يا أحلام مش واكله عقلى بس تتحب عشان طيبه وقلبها أبيض ونضيف مش زى ناس
كانت تقف تستمع إليهما بحسره ولا يقوى لسانها عن الكلام حتى استجمعت قواها وبدأت بالكلام : دكتوره أحلام
أدارت رأسها لتجد شهد واقفه أمامها فإبتلعت ريقها بخوف فهى لم تكن تريدها أن تعلم حتى تنتشر الشائعات فالآن قد تفسد خطتها وتشكوها للمدير الذى دائما ما يقف فى صف شهد والأسوأ أن رقيه فى صفها فقد ظنت أنها ستبدأ بها ثم تنشر الحديث بين الممرضات والمرضى
وقفت أمامها تحاول ألا تظهر قلقها علها لم تسمعها: شهد إنتى هنا من امتى
أجابتها بسخريه يملؤها الألم : من أول وصله الإهانات وأحب أريحك أنا والدكتور جاسر زملاء لا أكثر ولا أقل وبتعامل معاه عادى زى أى حد وهو كمان وإذا كان على إنى من وجهه نظرك مبتعاقبتش فياريت تسألى دكتور محمد عن العقاب اللى بينزله عليا كل مره
رغم أنها تعلم ذلك ولكن الحقد والغيره تمنعها من الإعتراف بذلك فلوت فمها ساخره : عقاب إيه إن شاء الله
– ورديات السهر والتقارير الطبيه وترتيب مخزن الأدويه وغيره بس أنا بنفذ وأنا ساكته مكنتش أعرف إن المفروض أدى سيادتك خبر عشان متسئيش الظن بيا
ثم إلتفتت لترحل قبل أن تنهار فوجدته يقف يرمقها بنظرات مبهمه لا تعلم هل هو غضب أم سخريه أم شيئا آخر لم تعرفه ولكنها لم تقف أمامه كثيرا بل رحلت مسرعه حتى لا يرى انهيارها
بعدما غادرت شهد الغرفه نظر لتلك الحقود بغضب : ممكن أفهم دى مستشفى ولا سوق التلات
إرتبكت جدا فهى لم تتوقع حضوره : دكتور جاسر أنا
قاطعها بمنتهى الحده : إنتى إيه مين أذنلك تتكلمى عن زماياك بالشكل ده
وجدت أن هذه هى فرصتها لتنشر شائعتها الكاذبه حينما يجتمع كل من بالمشفى إثر شجارهما فتخصرت وهى تتعمد رفع صوتها : آه إنت خايف عالسنيوره لأ اطمن دى بتعمل الشوستين دول على طول عشان تلفت النظر
فهم أنها تتعمد صنع الفضائح بأجابها بهدوء قاتل : الشويتين دول وجو لفت النظر يخصك إنتى يا أنسه معلشى أصلى مش مقتنع بيكى دكتوره أصلا لا ذكاء ولا موهبه ولا أدب ولا حاجه من أصله
صدمتها إهانته المباشره : انت بتهنى يا دكتور
سخر من صدمتها : وانتى بتحسى أصلا عشان يفرق معاكى إهانه ولا غيره
صرت على أسنانها بغضب وعيناها تقدح نااار بينما تلك المسكينه هربت تبحث عن ملجأ بعيد تفضى فيه بآلامها فإصطدمت بمحمد الذى تعجب من هيئتها الحزينه : شهد مالك
إبتلعت غصتها الحارقه وإصطنعت الهدوء : مفيش
لم يقتنع بجوابها الساذج وأصر على معرفة الحقيقه : شهد أنا على أخرى رقيه حملها المره دى مزعج ومنيمتنيش طول الليل فمفياش دماغ للمحايله مالك
نظرت له تسائله بيأس : أنا وحشه ؟
تعجب متسائلا : مين قال؟!
– أنا اخلاقى مش مظبوط
– إيه الكلام ده لأ طبعا
– لاحظت إنى بتعامل مع الدكتور جاسر بطريقه ملفته
– ملفته ازاى يعنى
– يعنى بحاول اوقعه فى شباك هوايا
ضحك ساخرا : وانتى عندك شباك من أصله وبعدين هو جاسر عيل عشان توقعيه دا راجل طول بعرض له مركز وقيمه بيتحاكى بيها الكل
– يعنى أنا مش بنت شمال
غضب من هذا الوصف قائلا : قطع لسان اللى يقول كده
– اومال ليه أحلام فاكره كده
أدرك الآن سبب حزنها فإنفعل أكثر : عشان حقوده وبتغير منك والدنيا بحالها واخده بالها ومن قبل ما جاسر ييجى كمان فى الأول حاولت تلعب بعقل رقيه وتوهمها إن فى حاجه بينى وبينك ولإن رقيه عاقله وبتثق فيا وعارفانى كويس جت وحكتلى وكنت هنقلها بعيد بس رقيه قالتلى لا لتصدق كدبتها وتعملك إنتى شوشره وبعدها حبت تعملك مشاكل كتير عشان تبقى هيا مكانك معرفتش لأنك شاطره وذكيه ومحبوبه حتى المريضات بقو يطلبوكى بالإسم وهيا فاشله ووصلت بالغش والواسطه ومحدش طايقها
صدمتها تلك الحقائق : معقول؟!! وليه كل ده أنا بعملها كويس والله
تنهد بضيق : عارف بس هيا غيرانه من جمالك ونجاحك وبتحسدك
سخرت بألم : دى غبيه بتحسدنى على إيه تيجى تشوف عيشتى ازيها
لم يتحمل أكثر فهو يعتبرها أخته الصغيره ليس هو فقط بل كل من تعامل معها فهى رغم تهورها إلا أنها خفيفه الظل تحب الجميع : تعالى معايا
– على فين
– المره دى أنا مش هسكت لازم احاسبها
– مش عاوزه مشاكل
– أنا مش هعملك مشاكل أنا هوضحلها مقامها بس تعالى
لم يمهلها وقتا للرد فأسرع لغرفه الأطباء وهيا خلفه حتى واقفا خلف جاسر وهو يوبخ تلك البلهاء : بيتهيألى إن تصرفاتى وعلاقتى بأى حد دا شئ يخصنى لوحدى يا دكتوره
لاحظت وجود محمد فتصنعت البراءه : شهد ساذجه وسهل ينضحك عليها ولا دا جزاتى إنى خايفه عليها
– خافى على نفسك من باب أولى
لاحظت وجود شهد فأرادت إخافتها حتى تحيدها عن طريقها كما تظن فلقد تأكدت الآن من فشل خطتها وفد تتعرض للعقاب وخوف شهد هو سبيلها للهرب : إنت بتهددنى طيب اما اشوف باباها هيبقى رأيه إيه فى الكلام ده
لم تتحمل أكثر وتقدمت خطوه لتجيب عليها بهدوء قاتل وسخريه حزينه: هيبقى إيه يعنى هيضربنى عادى خدت على كده هيجوزنى واخد غصب عنى مهو بيعمل كده فعلا هيدبحنى ياريييت يبقى عمل فيا معروف
كان ردها مؤلما لكل من سمعه ولكن جاسر كان أكثرهم فقد شعر بوخز خناجر قاتله بقلبه مع كل كلمه تقولها وهو يتخيلها فأغمض عيناه بضيق وتنهد بألم ناظرا لتلك البريئه التى لم ترفق بها الدنيا
وجدت أحلام أن مخطتها باء بالفشل ونالت عقابها من خصم كبير من راتبها الشهرى ولولا طيبة شهد ورفضها لنقلها أو رفدها لكانت تبكى بدل الدمع دما فهى من تعول والدتها المريضه ورغم ضيق الحال وإحتياجها الشديد للمال تفتعل المشاكل وتتلهف على الزينه الفارغه ظنا منها أن ذلك ما سيأتى لها بعريس ثرى يعوضها عن فقرها ولا تعلم أن أقل ما يقابل الشخص هو ضيق ذات اليد فرغم ما لديها من نعم صحه وشباب وشهاده جامعيه وعمل يعولها إلا أنها لا تحمد الله أبدا ولكن هذا الموقف جعلها تقلل من إفتعال المشاكل
______________
تأكد جاسر أن أحلام نالت جزاءاً يجعلها تكف عن إزعاج شهد ولكن قلبه يتألم من حديثها هو لم يشعر يوما بالراحه تجاه عزت ولكنه لم يكن يعلم أنه قاسى هكذا
عاد إلى المنزل حيث والدته وأخته بقلب مهموم يتحامل على نفسه حتى يتم الإنتهاء من زواج ياسين ثم سيعود فورا ليظل بقربها لا يعلم كيف أصبح متيما بعشقها بين ليله وضحاها
حينما وصل كانتا فى سبيلهما للإستيقاظ وآلام الرأس تفتك بهما فوجدها فرصه رائعه ليختلى بنفسه يينما ينشغلان بآلامهما
جلس شاردا بالشرفه يتذكرها حينما سمعها بعد عقابه لها بعد ما فعلته فى قسم العظام حينما تناولت طعام المريضه
كان لديها عدة حالات وما أن إنتهت عادت لغرفة الأطباء غاضبه
ضربت براحتا يديها على سطح مكتبها وهى تجلس غاضبه : أنا مستقيله
فنظرت لها رقيه متعجبه ثم سألتها : ليه بس جرى ايه ؟
– زهقت وقرفت من الشغلانه الزفت دى
لوت أحلام فمها بضيق ساخره منها : إيه هو الدكتور جاسر ضايقك تانى
إزداد غضب شهد لذكرها جاسر فهى تعلم جيدا أن أحلام تتصيد الفرص لتقترب منه وهذا يضايقها بشده: جاسر إيه وبتاع إيه إنتى كمان
تصنعت الدلال وهى تجيبها بضيق : لأ لأ لأ مسمحلكيش كله إلا الدكتور جاسر
– والنبى ماهى نقصه نحنحه ياختى أنا على أخرى
سألتها رقيه بهدوء فهى تعلم أن شهد لا تنفعل من فراغ: فى إيه بس
زفرت بضيق وهى توضح سبب غضبها: عملنا محو أميه وتوعيه وبرضو بقر اللى فى دماغهم فى دماغهم المتخلفه جيالى من البلد مخصوص وهيا فى آخر الخامس تقولى سقطينى
– دى تموت فيها😲
– تصدقى كان نفسى أسفخها كف يطلع من نفوخها وأقولها خساره فيكى نعمه ربنا دا غيرك يتمنى ضفره
– وقولتيلها إيه
– رفضت طبعا
سألتها أحلام : عشان فى الخامس
– لأ أنا رافضه المبدأ نفسه الست تنزل البيبى لو فى خطر على حياتها زى مريضه القلب مثلا لكن بصحتها وتقدر تكمل ومش عاوزاه عشان بنت تبقى عاوزه الحرق
أنكست رقيه رأسها حزنا : الناس هنا بتحب خلفه الولاد قوليلها معلش تتعوض
عارضتها ساخره : لآ يا قلبى مهيا مفيهاش عوض عشان دى نمره خمسه عندها أربع بنات غيرها والأب راسه وألف جزمه ياتيجب الواد يا يطلقها ويرميها ببناتها على أساس إنه بمزاجها ولا البنات مش بناته
– وهتتصرف ازاى المسكينه دى
– السونار بيقول ولد بس إنتى عارفه ساعات مبيبقاش أكيد والأجهزه اللى هنا طراز قديم فمقدرش أأكد إنه ولد عشان لو مطلعش ولد جوزها هيولع فيها وفيا
– طب وبعدين
– ولا قبلين قولتلها تستنى كمان شهرين وكده كده ملهاش بطن وجوزها الغبى لسه ميعرفش
لوت أحلام فمها ساخره: حامل فى الخامس وميعرفش
– آه خافت تقوله ومن حظها ملهاش بطن وهو ملخوم فى الأرض ومبيركزش معاها اللى يغيظك عاوز وريث له وهو ماحيلتوش اللضه واللى يشوفه يقول وراه الأبعديه
– طب ماهيا بعد شهرين هيبقى السابع ويمكن تولد
– أهو اللى جه فى بالى ساعتها
وجدتها أحلام فرصه لتتحدث إليه فهو يفعل المستحيل ليتجنبها : طب منسأل الدكتور جاسر
رمقتها بسخريه فهى تعلم نواياها : وهو هيعمل إيه يعنى السونار مش واضح عاوز جهاز ثلاثى الأبعاد وطبعا دا مستحيل دا مكلف والمستشفى على أد حالها
– نكلمه برضو مش هنخسر حاجه
لم تجد شهد ردا لاذعا يجعلها تتوقف عن ذكره أمامها بهذه اللهفه ولكن رقيه قالت لها بسخريه واضحه :قولى إنك بتتلككى عشان تكلميه
زفرت شهد بضيق وهى تحاول تناسيه والإنشغال بعملها: والنبى اقلبيلنا على سيرته دى كفايه اللى جرالى النهارده
أحلام : ما إنتى اللى طفصه
شهد: لا والله مش أنا صاحبه الفكره وساعدت الوليه دى فى الأول وكل ما بتيجى بتعمل حسابى واديها بزياده طب وربنا مانا شاريه منها تانى
رقيه : بتتكلمى عن إيه
– الوليه اللى بتجيبلنا الأكل البيتى هنا قابلتها فى قسم العظام النهارده ولقيتها جايبه محشى وفراخ ومشهيصه قولت ادوق يمكن ناقص ملح ولا حاجه 😏
– وطلع ناقص🙄
– لأ مظبوط مش دى المشكله أنا اديتها حقه وزياده واما لقتلك الدكتور جاسر قودامها طلعتنى حراميه أكل
– أنا قولتلك من الأول ابعدى عنها دى ست مخها مهوى وبحالات الزهايمر مخلص عاللى فاضل
– اهو بقى لا واللى يغيظ طلع الأكل أصلا كان ليا
– ليكى ازاى
ابتسمت أحلام بتمنى فهى ترغب بشده فى ازاحتها من طريقها حتى لا يتعلق يها جاسم : دكتور العظام😉 لما عرف إنها بتشترى منها طلب أوردر لهم هما الإتنين وأكد عليها ودا اللى جنن الست عشان كان محاسبها أصلا وبزياده عشان تتوصى بس لما عرف اللى حصل مع شهد هزق الوليه وبعزقها ولولا ما شهد اتحايلت عليه مكنش عتقها
رقيه : اااه دى الحكايه طلع فيها حكايه
تنهدت بملل : بطلو إنتى وهيا مفيش الكلام ده
أحلام : ليه بس خلينا نفرح دا الراجل واقع
رمقتها شهد بغيظ فهى ستتسبب فى نشر شائعه عنها : تقعى على دماغك قولى إن شاء الله
كان يستمع لهذا الحديث وقلبه يشتعل غيرة على تلك المشاغبه ولا يدرى كيف تهشم جهاز الضغط فقد كان يطرق به على سطح المكتب بغضب حتى طرقه بحده آخر مره فأصبح حطاما
إنتفضت الفتيات لهذا الصوت وأسرعن ليجدن الجهاز ملقى على الأرض محطم وبعض من حطامه تطاير لينغمس فى ذراع جاسر
نظرت له رقيه بقلق : ياخبر إيه اللى عمل كده
أسرعت أحلام نحوه بلهفه : إيه دا انت بتنزف ثوانى واطهرلك الجرح
كان ينظر لها بغضب غير منتبه لما يحدث حوله ولا يشعر بيد أحلام الممسكه بذراعه تطهره حتى نزعت قطعه الزجاج من يده فتأوه بغضب وسحب ذراعه سريعا وهو يعنفها بشده : إنتى بتعملى إيه يامتخلفه
رقيه : جرى إيه سرعت البنت
جاسر : بتهبب إيه دى
أجابته أحلام بتعجب : بطهرلك الجرح
جاسر : مش عاوز
زوت رقيه جانب فمها بسخريه : جرى إيه ياجاسر دى بقالها ساعه ماسكه دراعك بتطهره إيه اللى جرى فجأه🙄
ظلت شهد تتابع ما يحدث بصمت وهى تلاحظ نظراته الغاضبه ولكنها لم تهتم فهو دائم الغضب منها
تنهد وهو مغمض العينين يتذكر ملامحها الطفوليه وسعادتها حينما علمت بمجئ الجهاز الذى تحتاجه اليوم مما أنساها ما بدر من أحلام
كان يرغب فى رؤيتها سعيده فأرسل فى طلبه فورا وقد أتى اليوم ولكن بعدما حدث نسى الأمر تماما وكان تفكيره فى حزنها مما فعلته أحلام
لكنها بمجرد أن علمت بوصول هذا الجهاز قفزت فرحا وهيا تهلل
نظرت لها رقيه بعيون تملؤها السعاده فهى بمثابه أخت لها : أدى مشكلتك اتحلت ياستى تقدرى تجيبى الست وتعمليلها سونار وتشوفى بنت ولا ولد بس هتجيبيها منين
وقفت تفكر قليلا : اممم أخ لقيتها هديه هيا اللى هتعرفلى طريقها
– مين هديه
– مرات الغفير اللى عندنا عارفه ستات البلد كلهم هقولها إسم الست وهيا هتشوفهالى
– هتروحى البيت لها يعنى
– لأ هتصل بعز يخليها تكلمنى بس يارب يكون فى البيت
– طب أنا راحه ورايا كشف
– طيب دقايق واحصلك
أمسكت بهاتفها تتصل عليه وظلت تستمع لصوت جرس الهاتف حتى أجاب : ألو أيوه ياعز
أجابها بضجر : خييير😒
– إيه طريقتك دى😔
– اخلصى أنا راجع من الشغل ميت تعب
– حبيبى إنت فى البيت هايل اندهلى هديه عاوزه أقولها حاجه
– حبكت دلوقتى
– آه خليك حلو بقى
– لأ أنا وحش
– لأ انت حلو وحبيبى ونور عينى وأنا مستعده لأى ترضيه ترضيك لما أجى بس إديهالى بقى
كان مارا بالغرفه يرغب بالإطمئنان عليها فسمع آخر الحوار فتملكته الغيره وفتح الباب بوجه مكفهر وهو يهدر بها : مين ده؟
– اااه
– ألو ألو شهد شهد بتصرخى ليه ألو
تفاجأت بدخوله المفاجئ كالإعصار فصرخت ووقع منها الهاتف الذى بمجرد أن لامس الأرض حتى تهشم وأصبح حطاما : آه هه آه هه ياتليفونى اااااه
كانت منهاره بقوه من يراها يعتقد أنها تبكى فقيدا
إقترب منها بحذر وهيا تبكى بشهقات عاليه تتزايد أسرع فأسرع واحتضنها بقوه ليهدأ من روعها ولكنه ما إن أحس بأنفاسها الدافئه تهفو بقربه شدد أكثر فى إحتضانها يبكى قلبه لمرآها هكذا وما إن أحست به حتى إستكانت
وصل عز المشفى يلهث باحثا عنها حتى صادف رقيه: شهد فين
تعجبت من حالته: كانت فى المكتب ليه خير
– كنت بكلمها فى التليفون وفجاءه صرخت والخط قطع وجيت اكلمها تانى بيدينى مغلق
إبتلعت ريقها بقلق : إيه جو الرعب ده طب روح شوفها فى المكتب وأنا هشوفها فى القسم
حينما دلف عز إلى المكتب ووجدها بين ذراعيه هدر به صائحا : إبعد عنها ياحيوان
ما إن سمعت صوته حتى إنتفضت وأسرعت ترتمى بين ذراعيه
نظر لها بصدمه مما حدث وسأله بغضب : انت مين؟
عز : أنا اللى مين (ثم نظر لشهد يسألها) عملك إيه ده ؟😬
شهد : ما معملش هه حاجه😢
عز : نعم😡
تحدث ليوضح الأمر خوفا عليها فيبدو أنها تهتم لأمره وهو لا يرغب فى إيذائها حتى ولو على حساب نفسه : الموبايل بتاعها وقع اتكسر فضلت تعيط وزى اللى جالها هيستريا أنا بس كنت بهديها
– متشكرين اتفضل بقى 😒
أنكس رأسه حرجا وغضبا ثم قال : عن اذنكم
أفاق جاسر من شروده على من تربت على كتفه فإستدار ليجدها هند فزفر بضيق : خير ياهند
سالته بقلق : خير إنت بجالى ساعه بنادم عليك
– معلش كنت سرحان شويه
لوت فمها ساخره : إيه تكونش عشجان
كان غاضبا من ظنه أن شهد تعشق آخر ووجد هند تسخر منه فإنفعل أكثر : عشقك عقرب واتلفحتى بسمه
فزعت من غضب : يا باى دى اللى هتجع فيك سنينها سواد
– دا على أساس اللى هيقع فيكى مش هتبقى سنينه طين وحزن ولا حاجه 😒
وضعت يدها غى خصرها بغيظ : انت جايبنى تفسحنى ولا تنكد عليا
إبتسم بجانب فمه ساخرا : ومين قالك إنى جايبك افسحك
تعجبت متسائله : اومال إيه
أجابها بهدوء بارد : أنا جاى أغير جو أقعد فى هدوء لكن إنتى لزقه بغرا ما صدقتى تشبطى
إتسعت عيناها بعدم تصديق لقوله هذا : لهو انت جاى إهنه عشان تجعد فى هدوء
أجابها بملل : آه
– مش هتخرج😲
– لأ😒
– إيه ديه اومال أنى جيت معاك ليه
– إسألى نفسك أنا لا قولتلك تعالى ولا كنت عاوزك تيجى من أصله
أتت والدتهما إثر سماع أصواتهما العاليه تتسائل : جرى إيه ؟ عتتشاكلو ليه ؟
لوت هند فمها متذمره مما قاله ونظرت لوالدتها : مش عاوز يفسحنى
تأفف جاسر منها: أنا جاى أنسجم مش أصدع
تعجبت هندمن حديثه : ما تتحمم حد حايشك
زفر بضيق منها : إنتى كمان طارشه بصى عشان نخلص أنا هقعد هنا وانتو الشط هناك أهوه تقعدو هناك ولا فى الجنينه وأنا هقعهد أتابعكم من هنا
تعجبت عظيمه من حديث ابنها: وه جدر حد إتعرضلنا
نظر لها جاسر ساخرا : لأ إطمنى الناس اللى هنا بتفهم مبيرمرموش
إنفعلت والدته غاضبه : جصدك إيه ياولد
نظر لها جاسر بتحدى غير عابئ بغضبها : بصى فى المرايه وإنتى تعرفى
عظيمه : طول عمرك بجف كيه بوك😡
جاسر : ولما هو بأف رميتى جتتك عليه ليه هه😒
ثم تركها مشتعله بغيظها ودلف لداخل غرفته غاضبا من نفسه ومنهما فقد حكم عليه القدر بأم لا تعنى معنى الأمومه ولا تهتم سوى بالسلطه لتتحكم فيمن حولها وأخت بلهاء تسير خلفها مغيبه وأب لا يتصدى لهما لا يعلم إلى متى سينتظره حتى يوقفها عند حدها
(((((((******))))))))
بعد عودت شهد للمنزل دلفت إلى غرفتها وأخرجت تلك الصحيفه التى تحوى صورته وجلست على الفراش تتأمل ملامحه وهى تتذكر ما حدث بينهما اليوم
تذكرت حنوه عليها وقربه منها تذكرت أيضا حديث عز بعد أن ترك جاسر الغرفه حينما رفعت وجهها له : ليه كده ياعز
لمع الغضب بمقلتاه وهو يعنفها: ازاى تسمحيله يحضنك بالشكل ده لو حد شافكم كانت هتبقى مصيبه
أجابته من بين شهقاتها : والله هه اللى حصل هه زى ما قالك بالظبط
تنهد بضيق : مصدقك وواثق فيكى رغم إنى عارف هو مين
فغرت فاهها: هه
– مش دا جاسر الأسيوطى😒
– آه بس انت عرفته ازاى 🤔
– شوفت صورته فى المجله الطبيه اللى مخبياها فى مكتبك
دفعته عنها بصدمه : انت بتفتش ورايا😲
فأجابها بهدوء: لأ بس كنت بدور على دوا للصداع إمبارح ولقيتها ولفت إنتباهى العنوان والإسم
– بس هو ميعرفش حاجه
– بس هو كمان شاكله واقع😉
لمعت عيناها بشوق ولهفه : بجد والنبى
– آه ياختى الظاهر ميعرفش إنى اخوكى دا عينيه كانت هتفرقع لما جريتى عليا وشاكله وهو ملهوف عليكى وحاضنك كمان بيقول إنه دايب
– بيتهيألك دا دايما مبهدلنى😔
– أكيد عنده أسبابه سيبيه لحد ما يجى لوحده
إقتربت منه بحزن :وأبوك اللى عاوز يجوزنى ده أعمل فيه إيه😯
تنهد بأسى وإحتضنها : لو جاسر بيحبك صحيح مش هيسمح أبدا إنك تتجوزى ياسين على الأقل متبقيش قدامه وفى حضن غيره دا أنا ما صدقت خرج كنت حاسس إنه هيولع فيا
– هو يقدر دا اللى يقرب منك أكله بسنانى
عاد ليبحث عن شيئا ما ليجدها لا تزال بحضنه ويسمع هذا الحوار
– بقى عامله المندبه دى كلها عشان حتة تليفون
ترقرت عيناه بالدمع مجددا:عاااااا فكرتنى ليه عااااا😣
– خلاص بقى هجيبلك غيره😤
– بجد والنبى😃
– شوف البنت فى لحظه قلبت
– إيه دا غيرت رأيك طب عاااا😣
– بااااس صدعتينى مش كفايه جاى جرى وأنا ميت من التعب
– آه صحيح إيه اللى جابك
– وانتى بتكلمينى لقيتك صرختى والخط قطع وبعدها مغلق بقيت هتجنن جيتلك جرى حتى قابلت رقيه بره سألتها تعالى نطمنها هتلاقيها قلقانه عليكى
– يعنى انت جيتلى جرى أول ما قلقت عليا😢
– طبعا
– ياحبيبى يا رب ما اتحرم منك أبدا
– ولا منك يا أم لسان عاوز حشه يلا ياختى
فتحت الباب لتجده أمامها ينظر لها بعيون تملؤها الحسره فقد عشق إمرأه ملك لغيره فإبتعد دون أى تعليق بينما نظر لها عز بمكر : مش قولتلك دا الواد واقع🙄
– طب ياخبير بس انت عرفت الحاجات دى ازاى
تنهد بحزن هامسا : من اللى أنا فيه
– إيه
– متركزيش يلا نشوف رقيه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *