روايات

رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل الثامن 8 بقلم عائشة حسين

رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل الثامن 8 بقلم عائشة حسين

رواية أنبض بقلب حبيبي البارت الثامن

رواية أنبض بقلب حبيبي الجزء الثامن

أنبض بقلب حبيبي
أنبض بقلب حبيبي

رواية أنبض بقلب حبيبي الحلقة الثامنة

رفع هاتفة لأذنه مردداً بجمود
-ازيك ياأدهم ..
ليأتيه صوت الأخر ضاحكاً
-أخيراً ..فينك ياعم
ابتسم بوهن قائلا
-الشغل يا أدهم… والنقل وكده
-طيب هحاول أجيلك .
سيف بجمود
-ربنا يسهل ..أدهم عايز أحكيلك على حاجه
-قول ماانا شكيت صوتك ميطمنش
حكى سيف كل ماحدث ليباغتة أدهم بحقيقة
-سيف أنت حتى مقولتش فكل ده أنك بتحبها ،مش فاهمك ايه حصلك… .وبعدين ليه هي الي تطبع بطبعك ليه أنت كمان متتنازلش وتتطبع بطبعها ياسيف… .البنت صغيرة
اهدأ وفكر بعقل كده متعودتش عليك كده ..؟ طول عمري أنا الي بأخد منك النصايح… ….صمت ليردف بضحكة
-بس محتاجه تأديب بصراحة على موضوع الكيك… .بس بهدوء ها… .
ابتسم سيف ببعض الراحة ليردف
-سلملي على إيمي… .اسيبك دلوقت ..سلام
-سلام
اغلق الهاتف وخرج من حجرته اتجه للشرفه ،اخرج سيجارة وقام بإشعالها… ضرب ياسين على صدره مولولاً
-يالهوي يالهوي… سجاير… .شكله زعلان يا وداد…
همست وداد وهي تتأمل سكونه وسعاله
-ربنا يصلح حاله
أخذ ياسين حجابها ولفه على رأسه قائلا
-سيجاره عادية بكره محشية وبعدو يجبلنا نسوان فاالشقة يا وداد… .ابنك على اول طريق الانحراف…
نهض ياسين عند سماعه صوت الجرس ،أما سيف فقد انهى سيجاره ومدد ساقه على الكرسي الذي امامه واغلق عينيه…
دخلت هنا تحمل بين كفيها طبقاً وبجانبها ماجده ،رحبت بهم وداد ..أما هنا فتسائلات عن مكانه
فأشار لها ياسين قائلا
-يامفترية بتغيري مكونات الكيك…
همست بحزن
-بهزر يا ياسين
مصمص ياسين بضيق قائلا
-دا مش هزار… .روحي يلا اهو هناك… ومش هوصيكي ضحكة بقا غمزه… ها هيلين وربنا…
أومأت برأسها واتجهت ناحيته ،وضعت الطبق… لكنه لم يتحرك ساكناً يبدو أنه غفا وهو جالس من شدة التعب…
اقتربت منه بحذر شديد… مدت كفه المرتعشة تمسح حبات العرق التي لمعت على جبينه… وبعدها رفعت خصلاته اللاصقة بجبهته…
انتفض من نومته واخفض ساقة الممدوده ،… فيما عادت هي للخلف تعض شفتيه بخجل…
همس وهو يمرر كفه على جبهته
-هنا…
طأطأت راسها وهمست بتلعثم
-أسفه…
أخذ نفساً قوياً ليردف بتعب
-اقعدي ..طيب
جلست في الكرسي المقابل تهمس وهي تتأامله
-أنت كويس .
اعاد ظهره للخلف هامساً دون ان ينظر إليها
-الحمدلله…
فتحت حافظة الطعام التي وضعتها وأشارت بإبتسامة
-عملتلك شوربة خضار.… .
رفع جانب فمه مردداً بسخرية
-فيه ايه المره دي ياهنا… .؟
اعادت الشوربة مكانها ،فيما تطلعت إاليه بوجل تهمس بإرتباك وبدايه بكاء
-مقصدش بجد… ..بس مش هكررها…
التقط نظراتها الحزينة ،ليهمس بنبرة تناقض ملامحه
-أكليني ..؟
عقدت حاجبيها مردده بدهشة
-نعم ..!
كرر همسة وهو يتقرب بكرسيه
-أكليني يلا… .
فتحت الطعام ،ثم نهضت لتُجلب معلقة ،ثم عادت وجلست ملأت المعلقة وقدمته له ،ليتناولها بصمت… .هكذا استمرت تطعمة بفمة معلقة فأخرى حتى انتهى الطبق……وهو مغمض العينين ..
ليقطع صمتهم ياسين وهو يردف ناظراً فالطبق متسائلا
-أنتِ قولتيلي ايه ده ..؟
هنا وهي تطالع الطبق
-شوربة خضار…
مصمص ياسين ،تلك الحركة المرافقة له ليردف بحيرة
-وسيف أكلها… ؟
نقلت هنا نظراتها بينهم بتوجس قائله
-ايوة
صاح ياسين وهو يرفع ذراعيه
-مدد يا بنت ماجده… دا سيف مبيحبهاش اساساً ،كون انه يأكلها لا ويخلصها… .حاجتين مالهمش تاني
-يا عملتيله عمل… .يا الأكل من ايد الحبيب بقا…
همس سيف بضيق
-امشي يا ياسين… ؟
مذاج سيف ليس رائق لتبادل المناوشات ،فقط اراد مشاكستهم… .ليخرج بعدها بصمت…
وتردف الأخرى بغباء معهود
-هو ياسين كان بيقول ايه ..؟
فرك سيف جبهته بضيق ،ليرفع رأسه ويهمس
-بيقول…
قاطعته هامسة برجاء
-مش مهم المهم سامحتني ولا لسه ..؟ بجد أنا اسفه بجد بجد… خلاص بقا…
قاطعها بهمس دافئ ،ونظرات مصقلة بعشقة
-هنا… .أنا لو مسمحتكيش هأكل حاجه مبحبهاش لا واخلصها كمان… ..
ابتسمت وهي تعض شفتيها بخجل ،ليهمس وهو يهز رأسه
-ممنوع من الصرف يا هنا ..،
تطلعت إليه وهي ترفع حاجبها ولسانها يردد بحيره
-هو اي ..؟
غير دفة الحوار قائلا
-بس بجد الشوربة حلوة ،لتنحني متسائلة
-دلوقت أنا فهمت كنت بتأكلها وأنت مغمض ليه ..؟
تالقت عيناه بأنتصار ليهتف برضا
-اخيراً
ضحكت بنعومة سلبت لبه ،ليردف وهو يبتسم لها ويحاصر نظراتها
-علشان مبحبهاش… وكنت بغمض عيني علشان اقدر اكمل… بس لانها منك وكمان بتأكليني مقدرتش اقاوم جمالها… ..نفسي تفهمي الباقي كده بدون تفسير…
همست بإرتباك ،وقد تحولت وجنتيها لقطعتي كرز
-عايزني افهم ايه ..؟
اعتدل سيف والتفتت ناحية السماء قائلا
-عايز اطلب منك طلب .
ضيقت عينيها بحيرة لتردف بترقب
-خير…
سيف بنفس ثباته
-ياسمين ..!
انتفضت من جلستها لتهتف كقطه شرسة
-نعم…
استدار يقيمها بنظراته الداكنه ليستدير معطياً ظهره لسور الشرفة.،وابتسامة قفزت على شفتيه عمداً ليشير لها ببرود
-عايزك تصاحبيها تقعدي معاها… تضميها لصحباتك ..
اراحت كفها على خصرها مستنكرة
-ليه بقا ..؟
أخذ نفساً عميقاً ليردف بعدها برجاء
-هنا علشان خاطري اسمعي الكلام… وبعدين البنت كويسة محتاجه حد زيك وزي مي… محتاجه اصحاب ..انا كنت بشوفها دايما لوحدها…
تلك المره كان حديثها اقرب للصراخ ..
–كمان مخلي بالك منها… .وعايزني اهتم بيها… .زمجرت بشراسة نمرة متحفزة للأنقضاض لتسترسل بغيظ
-لا… لا… لا…
هتف سيف بسخرية وهو يلتقط سبب عضبها
-وده اسمه ايه… .يانونتي… أوعي تكوني بتغيري… علشان ده معناه انك مثلا بتحبيني…
صاح ياسين وقد دخل مقتحماً المكان
-ماتهدأ ياسيدنا… ماكنت بتقول بالحلال… عايزه تقولك بحبك قول الشيطان يحضر… .راعي ان امها أكلت فتة امك وانتخت… والمسكينة دي دمها بعد كده يتوزع بين القبائل…
شويه هاتي ايدك اقرالك الكف ..شوية عنيكي حلوة… هوب الشيطان يتنطط وخلصت…
قفز ياسين وهو يولول
-الفلاحة ماتت ولازم نسلم نفسنا .
استأذنت هنا للخروج فيما قفز سيف على ياسين بقهر ..
****************
وقفت في المطبخ متعمدة تحرير خصلاتها النحاسية من قيدهم ،ذلك القيد الذي التف حول عنقها وكبلها ..حرموها من حريتها فلتحرمهم من هدوء بالهم…
لكن زوج من الأعين كانت تراقب مُطلقة أنفاسها بسخاء… تتعثر النظرات في سلاسل نحاسية متمردة ،وجسد حمل كل معالم الفتنة والأغواء،… حبس أنفاسة ليراقب ماتنوي فعله فمنذ أن جاء وهو لا يراها… ولايدري سبب التوتر السائد في المنزل
وضعت ما وصلت إليه يداها من التوابل الحارة والزيوت المهيجه للمعدة.
سكبت ما طالته كفيها داخل اوعية العشاء ،متشفيه… لما سيحدث لهم… راضية تمام الرضا حتى لو سُلبت روحها منها .
أما هو فدمدم من بين أسنانه بذهول
-يابنت المجنونه… .
شحذ انفاسه وعدل من ملابسه ،ارتدى قناع البرود واقتحم المطبخ هاتفاً
-ماشاء… .الأكل شكله حلوو .
انتفضت بفزع ،تاركة مابيدها يسقط ويحدث جلبه أتت على أثرها عمتها ..
لتنهرها بحدة
-مش تاخدي بالك ..!… .شهقة مستنكرة ونظرة غامضة قيمتها بها لتهتف بإستهجان
-بشعرك… .أنتِ اتجننتي… ابن عمك فالبيت ياافاجرة ..
تماسك قبل ان ينفجر في عمته غضباً فيما ،القت عليهم ياسمين نظرة باردة وخرجت دون اهتمام لما يحدث أو يقال…
لتتبعها عمتها متوعده ،بالقصاص منها… .أما هو فتبع عمته ..ليفاجئ بها تضرب ياسمين ضرباً مبرحاً دون ان تتحرك ياسمين ..او تعترض او تدافع عن نفسها… ساكنه صامتة كتمثال حجري… تتلقى الضربات بوجه خالي الملامح…
ليتقدم ناهراً عمته ،مشفقاُ بالأخرى التي ارشقته بسهامها النافره…
-عمتي سيبيها… امسك عمته التي دفعته محذرة
-ابعد أنت ياقاسم .
قيد ذراعي عمته ،فيما نهضت الأخرى من جلستها وغادرت ببرود ..
هتفت عمتها وهي تقفز لتلحق بها
-شايف بنت ال…… .
هدر قلبة بجنون حينما التقت نظراته بجرح على زوايا فمها ينساب منه خيط رفيع من الدم… لتقلب ياسمين كفها وتمسحه فيلطخ الدم شفتيها المكللة بحمرة طبيعية شهية .
نفض رأسه فيما ارتخت ذراعها التي تحاوط جسد عمته ،ليغمغم بإستغفار ويغادر لحجرته .
*********************
انقلبت طاولة الطعام لشجار محتد وتقريع مخزي… فقد نالت والدة ياسمين من السُباب حد الاكتفاء ..خلاف انه تم القاء الطعام على وجهها إمعاناً في معاقبتها ..لكن صراخة الغاضب اوقفهم
-ايه ده…… ايه الي بيحصل ده… ؟
نهض وانحنى ناحية زوجة عمة قائلا بحنان
-قومي يا مرات عمي…
رفعت له عينين غائرتين تكللهما نظرات زبيحة ..ليمسك كفها ويحاول أن ينهضها قائلا
-قومي ارجوكي…
نهضت بساقين متجمدتين لا تكاد تشعر بهما فقدت قدرتها وإنهكت قوتها
تحاملت بما تملك من قوة على ذراعه… نهضت بثقل وارتجافه توازي دموع خضوعها وخنوعها المصقول بالقهر… ساعدها حتى وصل بها لحجرة الأخرى طرق الباب ..ففتحت ياسمين شملته بنظرة ازدراء واضحة… ثم تناولت منه ذراع والدتها هامسه وهي تخصة بنظرة مكفهرة تحمل من الكره ما جعل قلبة يتألم
-سيبها… .ماأنت اكيد زيه…
غض بصره عما ترتدية تلك القطة الشرسة ،وغادر دون أن يتحدث او يبرر ،دخل حجرته وجلس على مقدمة فراشه… .
حرب دائرة في المنزل ولا سبب لها ،زوجة عمة تلك الزهرة الندية صاحبة الابتسامة البشوش منذ وفاة عمه وزواجها من ابيه فقدت نضارتها ،وامتلكت من العمر اضعاف… تبدلت الضحكة لعبوس ودموع لا تتوقف وأنين يخترق مسامعه ويصفع ضميرة…
وياسمين… .تنهيدة عميقة صحبت اسمها ،هالة من السحر… .نفس عينان زوجة عمه ،خلاف جسد يغوي قديس… ونظرة غامضة تخفي ورائها دموع تلمع ببريق يسلب الانفاس… بريق اللؤلؤ اختلط بخضار الزيتون فشكل هالة من السحر تخصها هي…
رأها مره واحده قبل وفاة عمه كانت صغيرة ،… .والأن رأي فاتنة مغوية بريئة وعفوية…
نغصة حادة اصابت قلبة حينما لاح له طيف نظراتها الكارهه ،وكلماتها التي صفعته بقوة…
نهض واتجه ناحية اللاب خاصته ينشر خواطرة في مدونته كما تعود ،فالأن ملهمته تفيض عليه بالمزيد
****************************
وتتوالى الرسائل ،ويُصوب الخنجر مراراً لقلبها… واه على دموع حبيسة سجن الكبرياء ومقيدة بسلاسل العادات… ..ضمت فتاتيها لصدرها تنزوي بهم في ركن الحجرة ،فرائحته المشبعه بخطاياه ومعاصية تسلب انفاسها وتخنقها حد الموت… .
هي أختارت وتركت مستقبلها لأجله اكتفت بالحب وما الحب إلا اكذوبة تنعمت فيها بغباء أنثى عشقت وسلمت ورضخت…
إن حاولت وطلبت الطلاق من سيستقبلها أخوها وزوجته ام والدها القانط…صاحب اللسان البذئ
خلاف وصمة عار طلاقها والتقريع الذي سوف تناله لانها ببساطة هي من اختارت… .
وعليها تحمل النتيجة ،تمددت عل النوم يقتحم جفونها والنوم يأخذها لعالم الاحلام… .
طرقات وصلتها لتنهض بعد أن طبعت قبلات حفتها بحنانها على مقدمة رأس فتاتيها… لتخرج وتنال وصلة أخرى من إذلال النفس ..
جذبها لاحضانه متسائلا
-في ايه ياحبيبتي ..؟
اشاحت حتى لا تتسرب رائحة العطر النسائية الملتصقة به لانفها ..وهمس بنفور
-مفيش كنت بنوم البنات…
اشار ناحية السفرة قائلا
-عاملك سهرة تجنن ..
ابتعدت قائلة
-شريف أنا تعبانه وعايزه انام بجد ..
جذبها وضمها قائلا
-انا طلبت الأكل ياقلبي. …
استسلمت وتقدمت معه ناحية السفرة ،ليهتف بتأفف
-نسيت حاجه نشرب فيها.
جلست بوهن على كرسي .فيما غادر هو ليحضر الاكواب…
رنين اتبعه رساله… لينهرها فضولها ويتملك منها رفعت الهاتف وفتحتها لتتفاجئ بما دفعها للقئ
صورة يبدو انها لطالبه… لكنها شبه عارية اتبعتها بتسجيل صوتي
-أيه رايك يامستر… .يا رب اكون عجبتك…
********

اليوم ..فارغ بالنسبه لها… مُدرسة جديدة ترسل في طلب الصف… ليسير إليها الجميع…
استوقفها سيف متسائلا
-رايحين فين ..؟
شملته هنا بنظرة منبهرة لتهمس بعدها بإعجاب
-رايحين عند الاخصائية طلبت تشوفنا…
قلب شفتيه قائلا بخبث
-طيب… .ثم سألها بوجل
-شكل التيشرت الجديد عجبك ياقطتي .
فغرت فمها مذهولة ،لتلتفت حولها وتفر هاربه دون حديث… .
قهقه سيف برضا ،ليتجه بعدها لحجرة المعلمين ..
في حجرة الاخصائية رحبت بهم المعلمة جديدة… قائلة
-اهلا يا حلوين ..أعرفكم أنا ملك إبراهيم الأخصائية الجديدة ..
تعرفت بهم ملك وتبادلت معهم الحوار… تبادلو الضحكات كانت هنا سعيدة بملك ….لرقتها ونضوجها الفكري واعتبارهم أصدقاء لها ..
*****************
انين خافت وتأوه ملأ اركان الدور العلوي… .نهض متعثراً يبحث عن مصدر الصوت ليجد زوجة عمه جالسه تحني جزعها للاسفل ..
انتقل حتى وصل اليها وهتف بخوف
-في ايه ..؟
رفعت رأسها وقد شحب وجهها وغارت عينيها وسط جفونها المجهده المكلله بالسواد لتهمس بوهن
-المرارة ياابني شكلها قامت عليا…
هتف بخوف وهو يقبض على كفها الحر
-في علاج ..،؟
طأطأت راسها لتهمس بإستنكار
-خلص من فتره طويلة و… .
انتزع نفساً غاص داخل اضلعه كمداً وقهراً ..ليتهف بإقرار وأعين تلمع ببريق العزم
-هاتي اسمه هنزل فوراً اجبهولك…
همست بشفاه جافة مرتعشة يغطيها اللون الابيض
-مع ياسمين ..
تركها رابتاً بحنان ومواساة
-دقايق وهجيبه ..
طرق على حجرة ياسمين منتظراً ان تفتح… لكنها تعمدت… ليهتف بغضب اختزنه في نبرته
-مش وقت برود اعصابك دلوقت والدتك تعبانه وانا عايز اسم العلاج ..
انتفضت تبحث عن اسمه ،حتى عثرت عليه ..فتحت دون حياء وهي ترتدي منامة قطنية بحمالات رفيعه… فيما جمعت خصلاتها الهائمة جانباً
-فتحت ومدت يدها به… فارتبك وتلعثم من هيئتها ..ليستدير غاضاً بصره قائلا بحزم
-غيري هدومك وروحي افضلي جنبها دقايق وهجيب العلاج ..
امتثلت دون مشاكسة… ليغادر هو يتميز غيظاً من سلبيتها وبرودها…
جلب الدواء وبعض من زجاجات العصير… خبز وجبنه مربى شيبس… وخلافه ..
أعطاهم لزوجة عمه قائلا
-عارف أنك مأكلتيش… خدي العلاج وكولي كويس ونامي ..
تطلعت إليه بنظرة ممتنه ،تتخللها الدموع
ليردف بحنان
-معلش… لو احتجتي حاجه تاني كلميني انا علطول.. احتضن راسها وطبع قبلة قائلا
-أنا زي ابنك ولا نسيتي ..،
ابتسامة شاحبة اهدتها له لتردف بحب
-ولا عمري هنسا ياابن الغالية… .
فقاعة من البرود احاطت نفسها بها ،ذلك المشهد لم يثير داخلها اي شئ سوى السخرية… كانت تتابع المشهد ..وكانها تتابع فيلم قديم ملت من تكراره… حينما أشاحت ببصرها وقعت عيناها على كيس البطاط (الشيبسي)… كطفلة مبهور ..اتجهت له ..بحثت حتى أخرجته… لتفتحه وتتناوله على مرأى من الجميع… ..
نشوة وسعادة غمرته ،القطة الشرسة لها ماتفضلة ،
لتهمس والدتها بحنان
-اصلها بتحبه اوي ياقاسم ..معلش ..
غابت متلحفة بالصمت تنعم بلذة ماتاكلة… .
ليتركهم هو ويغلق عليهم الباب ولسان حاله يردد
-بقا ليكي نقطة ضعف يابنت عمي…
*****************
هاتفت هنا ملك فقد تبادلا الارقام في جلسة حديث…
-الووووو ايوة يا ميس ملك
-ايوه يانونه ..اخبارك
-الحمدلله
-اخبار المذاكرة… .وخطيبك
-تمام الحمدلله… .
-اوعي يكون بيعطلك
-لا دا هو الي بيذاكرلي ..ويشجعني
-براڤو
-اصله مدرس عندنا فالمدرسة ..واسمة سيف الرازي ..
صمت ساد لدقائق لتهمس ملك
-قولتي مين
هنا بعفوية سيف الرازي
-اها باينلها قصة حب بقا
-ضحكت هنا قائلة
-مش أوي… يعني (ثم بدأت هنا بسرد التفاصيل براحة شديدة )
غافلة عن ابتسامة ماكرة علت ثغر مغطى بلون احمر قاني… ونظرة كُللت بالحقد والمكر
********************
صوث انثوي مفعم بالدلال… أخترق أذنه وأفاقه من بحور أفكاره الغارق بها حينما أمسك ورقتها… .ليرفع رأسه ويطالع الواقفة امامه تهدية ابتسامتها الواثقة كما اعتاد عليها
-ازيك ياسيف… .صدفة حلوة أوي
همس مردداً بإنعقاد حاجبين
-ملك ..
جلست امامه قائلة بضحكتها الرنانه
-تصور بقا… .هنبقا زملاء فمكان واحد .
تبدلت ملامحة للعبوس ليردف بضيق
-يامحاسن الصدف ..
رفعت خصلاتها المتمردة ،لتهتف بإبتسامة مغوية
-لما شوفتك مصدقتش بجد… .سعيدة جدا اني شوفتك وهنكون مع بعض…
التقط كوب النسكافية وارتشف منه فيما كانت ملامحه أكثر جموداً ليهتف وابتسامة ساخرة تعلقت على زوايا فمة
-ولا أنا مصدق ياملك… .ثم ترك الكوب وانحنى بجسدة مردفاً بهمس انعش روحها
-وأنا اكتر من سعيد ..بوجودك معايا في مكان واحد
همست نجوى بضحكة
-ايه الصاروخ الي مع مستر سيف دي… يالهوي… هي تعمدت ان يصل الصوت للواقفة جانبها… .أما الاخرى فارتجف قلبها وسُحبت انفاسها منها لكنها تصنعت البرود…
اللحظات تتأمر عليها مع نجوى… .
خرج سيف توازيه ملك… ضحكتة تتسع والحديث يطول ..ليكن اجتماعهم وكلامهم… واندماجهم الغريب محط انظار الجميع… واختلفت النظرات مابين اشفاق ..تشفي… كره… ذهول
نظرة ولو جانبية لما يُلقيها عليها او يخصها بها… .بل مر بجانبها كأنها لاتُرى بالعين المجرده
وبعد إنتهاء الجولة التفقدية التي خاضها سيف عاد لمكتبه لكن قطته الشرسة تبعت اثره وهتفت بغيظ
-مستر…
استدار سيف متسائلا
-اهلا ازيك ياهنا…
عقدت ذراعيها وبرمت شفتيها متسائلة
-حضرتك تعرف ميس ملك ..؟
سيف بنفس ثباته
-يعني… معرفة قديمة…
هتفت هنا براحة ورضا
-اها ..علشان كده ..اتفاجئت لما قولتلها على الخطوبة ..
استدار بملامح لا تنذر بخير .ليعقد حاجبية هاتفاً
-قولتيلها… ؟
جلست هنا بإريحية على الكرسي ..لتهتف بعفوية
-أصل انا بكلمها وحكيتلها عنك وعن خطوبتنا ..
تبدلت ملامحة وتغضنت عينية بغضب ليتقدم ويهتف من بين اسنانه
-بتكلميها… .وبتحكيلها كمان…
هنا وهي تهز ساقيها مردفه بسلاسه
-ايوة… .
اشهر سيف ساببته محذراً
-هنا متتعامليش مع ملك كتير… .ومتحكيش كل حاجه لاي حد…
زمت هنا شفتيها ورفعت حاجبها مستنكرة
-لا عادي ميس ملك جميلة وطيبة…
زفر بضيق ..ليردف بهدوء يناقض اشتعال صدرة بنيران الغضب
-نونه حبيبتي… .مينفعش كل حاجه تتحكي كده في حاجات تنفع نقولها وحاجات لا…
رنين بدأ الحصة جعلها تنهض متعلله وتغادر قائلة
-متكبرش الموضوع… ميس ملك جميلة ..سلام حصتي بقا ..
بسط كفيه واراحهم على الطاولة فيما اخفض راسه مغمغماً بحنق
-كنت ناقصك ياست ملك ..
********************
بعد مرور أسبوع…… .
رفع سيف هاتفة ليفاجئ بعدة صور ورسالة
-سيدي ياسيدي عالحب ،هدايا ورسايل حب جامدة ..لا اتغيرت ياسيف…
القى الهاتف وخرج من حجرته بوجه جامد ينطق شراسه… .ليجد الأخرى على عتبة شقتهم
-هنا… .
تجمدت الدماء في عروقها من حدة نبرته لتستدير متسائلة
-نعم…
هتف بحدة يتخللها العتاب
-أنا مش قولتلك بلاش… تتكلمي مع ملك .
مطت شفتيها معاتبة
-أنت مكبر الموضوع ..ميس ملك… .
هدر بصراخ
-اسكتي خالص،…… ليدخل حجرته ويحضر الهاتف ويناوله لها قائلا-
-اقرأي وشوفي يا عاقلة… .
تناولت الهاتف وقرأت رسائل ملك ،التي تسخر فيها منها ومن عقلها خلاف انها ارسلت حديثهما عبر الشات ودردشتهم عن سيف وخطبتها…
تساقطت دموع هنا ومدت كفها بالهاتف قائلة
-أنا أسفه مقصدش
صاح سيف بغضب
-قولتلك كام مره الي بينا يفضل بينا… .وبلاش ملك…
همس بأسف اختلط ببكاءها
-انا أسفه…
-ليه مبتسمعيش الكلام ..ليه العند فالغلط… ..
رمي بكلماته ليغادر بعدها ويصفع خلفه باب الشقة… .
مر ياسين بجانبها قائلا وهو يضرب خدوده
-يا خيبتك… .ملك كانت خطيبته… .البت علمت عليكي وعايزه تأخد الواد منك
شهقت هنا بفزع لتهمس مترددة
-خطيبته ..
تابع ياسين وهو يحرك فمه يميناً ويساراً
-من خمس ثلث سنين… كانت جارتنا… بس شافت نفسها عليه… واتفشكلت… بس رجعت وشكلها ناوية تاخده منك يابسكوتة ..دي بترن عليه فاليوم الف مره ،واستغلتك يا غم… .
في حد يعمل كده… .ليها حق تشقطه منك… .
تركت ياسين يندب حظ أخيه.
وغادرت لشقتهم باكية متوعده لملك،…
**************
مر اليوم ثقيلاً هو لا يتعامل معها وهي تدبر الخطط للنيل من ملك ،لكن ملك كانت اسرع منها بخطوة…
عزمت نفسها على الغداء معهم متعلله بانها اشتاقت لوالدته وارادت الاطمئنان عليها… .فهم كانو جيران على أيه حال ..
تحملها ياسين بغيظ وحينما تتحدث لا يرد او يرد بمثل شعبي ضاحك يثير به حنقها خلاف انه كان يضحك على حديثها ويسخر منه ..لكنها تملك من البرود ما يحرق ويدمر أعصاب الجميع
-سيف… أنا رأيي تقصر شعرك… هيكون أحلى ..
هتفت بها ملك وهى تطالع خصلاته بملامح عابسة ..
ليؤمن سيف على كلامها وهو يتخللهم بأنامله ويطالع المرآة التي امامه بفم مذموم
-فعلا بفكر ..
زفر ياسين بحنق ليهمس من بين اسنانه
-شكلهم حلوو ياسيف سيبهم .
ليكن رأي الأخرى ناهي للجدال حاسم للامر ،همست وهي تطالعهم بإنبهار خالطته نظراتها العاشقة
-انا من رأيك ياياسين… أحلى وهما طوال كده ..
بملامح جامدة ونبرة باردة ،هتف بحسم
-معاكي حق يا ملك… هقصرهم أفضل ..
نظرة جانبية من بين اجفانها المسبة .شيعت بها هنا التي خرجت من الشقة فور ان اخذ قراره .لتلتفت بعدها وتهمس لسيف ببراءة مصقلة بالمكر
-يلا بقا… انزل فورا للصالون ..علشان انا عزماك على أكلة بتحبها…
همس ياسين بصوت مسموع يحمل بين طياته القهر
-الحداية بتحدف… ..ثم نظر لسيف قائلا
-كمل المثل علشان مش عارفه .
غادر بعدها وتركهم ،لتتجه ملك ناحية وداد وسيف قرر الهبوط لتنفيذ ماعزم عليه…
هبط درجات السلم بتثاقل ليتفاجئ بها امام شقتهم جالسة ،صوت شهقاتها صفع اذنه بقوة ..لكنه واصل ببرود… دون أن يسألها او يتبادل معها حوار من اي نوع

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أنبض بقلب حبيبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *