رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 البارت الحادي والثلاثون
رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الحادي والثلاثون
رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الحادية والثلاثون
” قال لي ذات مرة : إما أنا أو الكتب !
لا زلتُ أتذكره أحيانا حين أشتري كتبًا جديدة .”
“أجاثا كريستي”
_____________________
كان عبد الرحمن يجلس مع صديقه ناصر الذي كان يتكـ ـئ بمرفقيه على فخذيه وينظر بشرود إلى الأرض، بينما كان عبد الرحمن يجلس قبالتهِ ينظر إليه بهدوء ليز فر بعـ ـمق قائلًا:وبعدين يا ناصر هتفضل كدا لحد أمتى
لحظات ورفع ناصر رأسه تجاهه ينظر إليه بـ عينان تا ئهتين ليقول بنبرة هادئة:تـ ـعبان يا صاحبي . تعـ ـبت مِن عجـ ـزي فـ إني أساعده … تعـ ـبت مِن كل حاجه الموضوع أرهـ ـقني جا مد يا صاحبي وخد طاقتي كلها
زفـ ـر عبد الرحمن ثم نهض قائلًا:أوضته فين
نهض ناصر في المقابل وأشار إلى إحدى الأركان قائلًا:فـ آخر الطر قة اللي هناك دي
نظر عبد الرحمن إلى إحدى الأركان التي أشار نحوها ناصر ليقول:تمام
تحرك إلى هناك وخلفه ناصر، مسح عبد الرحمن على وجهه وألقـ ـىٰ نظرة أخيره عليه، أمسك بـ مقبـ ـض الباب وقام بـ فتح الباب بهدوء ودلف وهو يُسمي الله بهدوء أسفل نظرات ناصر التي كانت تتابعه بتـ ـرقب وحـ ـذر شـ ـديد، نظر عبد الرحمن إلى أركان الغرفة بهدوء وهو يُسمي الله، أبتـ ـلع غصتهِ وقبل أن يخطو خطوة واحدة إلى الداخل أرتد جسده بعـ ـنف إلى الخلف فز عًا وهو ينظر إلى ذاك الشاب الذي ظهر أمامه دون سابق إنـ ـذار قائلًا:بتعمل إيه يا عبد الرحمن!
جحـ ـظت عينان عبد الرحمن بصـ ـدمة وهو ينظر إليه بينما كان ناصر يقف خلفه ينظر إلى حفيده بصـ ـدمة وخـ ـوف، أبتسم الآخر أبتسامه غير عادية، أبتسامه يعلمها عبد الرحمن جيدًا ويعلم ما يكمن خلفها، تحدث بعد أن تبدل صوته قائلًا:يا ترى فاكرني ولا لا
نظر ناصر إلى عبد الرحمن الذي تجـ ـمد جـ ـسده مكانه ينظر إلى حفيده بحـ ـذر وتر قب، أبتسم الحفيد وقال:ليل … ليل
شعر عبد الرحمن بـ الخـ ـوف على ليل لينظر إليه بتحـ ـدي قائلًا:أقعد … أقعد يا كارم
تحدث ناصر وهو ينظر إلى عبد الرحمن قائلًا بخـ ـوف واضح:أهو بيبقى كدا دايمًا وبنخـ ـاف نقرب مِنه حتى مراته وديتها عند أهلها أنتَ عارف إنها حـ ـامل ومينفعش تفضل معاه دا بيتحـ ـول فـ لمح البصر وبيد مر الدنيا
تحدث عبد الرحمن بعد أن نظر إلى كارم وقال:يا كارم انا مش عايز أأ ذيك … أنتَ مش قـ ـدي بلاش تتحـ ـداني
ضحك الآخر بهيسـ ـترية لينتهز عبد الرحمن الفرصة ويقترب مِنه سريعًا دا فعًا إياه على الفراش خـ ـلفه واضعًا يده على رأسه وبدأ بتلاوة بعض آيات القرآن الكريم ليبدأ كارم يتحرك بعـ ـنف أسفل قبـ ـضته بينما كان عبد الرحمن مسيـ ـطرًا على حر كته وهو مستمرًا في التلاوة
بينما كان ناصر يقف على مقربةٍ مِنه ينظر إلى حفيده كارم الذي كان يصـ ـارع عبد الرحمن ويرفـ ـض سماع شيء بـ حـ ـزن دفـ ـين على ما وصل إليه حفيده مؤ خرًا دون معرفتهم، صا ح كارم عا ليًا وهو يلـ ـهث قائلًا:كـفـايـة … كـفـايـة
تذكر عبد الرحمن في هذه اللحظة ليل عندما كان محل كارم وكان يحا ربه هكذا وير فض سماع ما يتلوه، دقائق معدودة وهدأ كارم كثيرًا ليصبح فا قد الو عي، أبتعد عبد الرحمن عنهُ وهو ينظر إليه بحـ ـزن قائلًا:حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله فِـ كل مؤ ذي بيأ ذي غيره
ألتفت ينظر إلى صديقه ناصر قائلًا:كارم كأنه ليل دلوقتي .. نفس اللي حصل مع ليل بيحصل مع كارم … عد اوة فـ شغله مش كدا
ناصر:بيقولوا مش متأكد
حرك عبد الرحمن رأسه برفق وقال:عد اوة فـ شغله … لا حول ولا قوة إلا بالله .. أسمع يا ناصر اللي هقولك عليه دا تنفـ ـذه بـ الحرف الواحد
___________________
“أحكولنا بقى إيه اللي حصل مِن الأول لحد دلوقتي مِن غير ما تنقـ ـصوا كلمة واحدة”
أردفت بها روز وهي تنظر إلى شريف وناهد اللذان كانا يجلسان على الأريكة أمامها، نظر شريف إليها ثم إلى أفراد عائلته أجمعها ليبتـ ـلع غصته ويقول:الموضوع بدأ لمَ مريم بعـ ـدت عن شهاب لمَ عرفت إنه خا ين … أول حاجه عايز أقولها لـ مريم إن شهاب مش خا ين ولا أي حاجه انا اللي عملت كدا وانا اللي حطيته فـ صورة الخا ين قدام عينك عشان أبعده عنّك وأقرب انا مِنك … كُنت عايز أثبـ ـتله وأثبـ ـت لنفسي إني لمَ بعوز أخـ ـد حاجه باخـ ـدها وحصل اللي انا كُنت عايزُه عشان مِن صغري وانا عايز أي حاجه تعجبني أخدها ودا غـ ـلط بحاول أصلـ ـحه فيا لحد دلوقتي لأنه مؤ ذي أوي ليا ولـ اللي حواليا … انا قابلت ناهد مرة فـ كافيه ومش عارف أزاي بدأنا كلام وأزاي قربنا مِن بعض كدا فـ وقت قصير … كان الموضوع غريب ومُـ ـريب فـ الأول بس انا كُنْت حابب دا فـ كملت فيه مهما كان بدايته وغرابته … مرة بعد مرة لقيتني بتعـ ـلق بيها بطريقة غبـ ـية ومش قادر أبعـ ـد وكُنْت وقتها مستغـ ـرب نفسي ورغم كدا انا محكتش لـ حدّ فيكم أي حاجه رغم إني مبخـ ـبيش حاجه خصوصًا على فاروق اللي يعتبر أسـ ـراري كلها معاه
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفـ ـره وقال:كُنْت عامل زَي حتت الحـ ـديده اللي المغنا طيس بيفضل يسـ ـحبها لِيه لحد ما تلـ ـزق فيه … مرة بعد مرة لقيتني بقولها نتجوز .. كل دا بدون علمكم وكُنْت متـ ـعمد مبيـ ـنش أي حاجه عشان واثق إن انا لو قولتلكم إني عايز أتجوزها هترفـ ـضوا
عمار:وأنتَ شايف إن اللي عملته دا كان صح!
حرك شريف رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:مش هتفـ ـرق .. كدا با يظة وكدا با يظة والغـ ـلط هنا وهنا … وعشان كدا أتجوزنا فـ السـ ـر .. عُـ ـرفي عشان محدش يعرف أي حاجه خصوصًا أنتوا عشان أنتوا أول ناس هتكون عارفه … ناهد إنسانه حلوة أوي وطيبة وانا حبّيتها … معرفش أزاي وأمتى وليه بس أتشـ ـدتلها أوي ومبقتش عارف أبـ ـعد عنها كأنها لـ ـعنة … عد اوتي معاكم وأسلوبي وأفعالي خارجه عن إرادتي ناهد مكانتش بتحر ضني عليكم نهائي بـ العكس كانت بتقربني ليكم وتقولي مكانش ينفع نتجوز مِن ور اهم بس انا كُنْت مُصّـ ـر على قراري إصـ ـرار غير طبيعي
تحدثت ناهد وهي تنظر إلى الأرضية قائلة بنبرة هادئة:انا عارفه إن محدش طا يقني ولا قابل وجودي .. وعارفه إني بعد ما أتكلم وأقول اللي هقوله دا هند م ند م شـ ـديد بس انا مش قا دره أتحـ ـمل .. انا ليا أخت توأم .. أسمها دنيا … دنيا هي اللي عملت كل اللي حصل معاكم … دنيا كانت بتهـ ـددني كل يوم تهـ ـديد شكل .. انا معرفش هي طبيعية ولا لا بس مِن بعد اللي عملته دا أثبـ ـتتلي إنها مش طبيعية .. دنيا نسـ ـخة مصغرة مِني محدش بيعرف يفرق بينا توأم متطا بق .. دنيا كانت تدخل كل يوم بليل تعمل مصـ ـيبة شكل وتمشي .. زَي محاولة قـ ـتل روان .. دنيا أختي هي السـ ـبب فيها … تسـ ـميم سديم كانت دنيا أختي السـ ـبب … تسقيـ ـط أيسل كانت دنيا أختي … كل حاجه حصلت كانت وراها دنيا أختي وبعد ما تعمل اللي بتعمله وتهـ ـرب انا اللي كُنْت بشـ ـيل الليلة بدالها .. ما انا أختها لازم أشـ ـيل بلا ويها … بس لمَ الموضوع وسع ووصل إني أتأ ذي بسـ ـببها قررت إني مسكوتش وأتكلم .. انا كُنْت بتهـ ـدد كل يوم مِن چويرية وأسكت وأقول دنيا مسيرها تعـ ـقل وتفهم إنها كدا بتضـ ـر أختها .. بس دنيا مكانتش كدا للأسف … دنيا كانت تبقى موجوده جوه القصر وانا أنزل الحـ ـقها الاقي چويرية قدامي وتفتكرني انا اللي عملت كدا وفـ لمح البصر دنيا تكون مخـ ـتفية ووجودها يبقى زَي عد مه .. سكت كتير أوي وقولت يا بت دي أختك أتحـ ـملي .. بس إنها توصل لـ المرحلة دي انا مقدرتش أفضل ساكته .. لمَ لقيتني هتأ ذي وهخـ ـسر اللي فـ بطـ ـني مقدرتش أفضل ساكته .. زَي ما بيقولوا السكوت عن الحق شيـ ـطان أخـ ـرس … صدقوني انا بر يئة مِن كل التُـ ـهَم اللي منسو بالي دي دنيا هي السـ ـبب وهي العقـ ـل المد بر .. لو هتعا قبوا حدّ عا قبوها هي .. وتقدروا تعا قبوني معاها عشان سـ ـترت عليها كل دا انا هكون راضية وهيكون حقكم وقتها … بس حابه أقول حاجه
نظرت إليهم جميعًا وهي تقول بنبرة متحـ ـشرجة بعد أن ألتمعت عيناها:انا حبّيت شريف بجد زَيي زَي أي واحدة بتحبّ وتتحبّ .. الغـ ـلطة الوحيدة هي إننا إتجوزنا فـ السـ ـر وكتـ ـمنا الخبر دا عنكم .. بس كل دا كان مِن تخـ ـطيط دنيا أختي شريف بيحبكم أوي وميقدرش يعيش مِن غيركم .. شريف محتاج أخوه جنبه
أردفت بـ الأخيرة وهي تنظر إلى فاروق الذي أشا ح بـ وجهه بعـ ـيدًا عن مر مى أعينهما لتقول:شريف محتاج أخوه يكون جنبه ويسـ ـنده ويحسسه إنه لسه فارق معاه … إحنا غصـ ـب عننا واللهِ اللي شريف عمله كان خا رج عن إرا دته
أبتسم فاروق بتهـ ـكم واضح ولَم يتحدث بينما كانت هي تنظر إليهم جميعًا برجاء وهي تتمنى أن يكون ولو واحدٍ فقط مِنهم قام بتصديقهما، أقترب عبد الرحمن مِنهم في هذه اللحظة وهو ينظر إليهم متعجبًا لينظر إليه شريف فجأة ومعه ناهد
نظر إليهما عبد الرحمن وخصيصًا إلى شريف الذي نظر إليه لحظات قبل أن يبتسم أبتسامة مـ ـريبة، ظل عبد الرحمن ينظر إليه ليرى نفس الأبتسامة ونفس النظرة التي رآها في عينان كارم وليل سابقًا، إزدادت نبـ ـضات قلبه عـ ـلوًا ليبتـ ـلع غصـ ـته وينظر إلى ناهد التي أبتسمت نفس الأبتسامة كذلك وهي تنظر إليه
جحـ ـظت عينان عبد الرحمن قليلًا وهو يقول بـ داخلهِ:هو في إيه هما كلهم بقوا ملبـ ـوسين مرة واحدة كدا ليه
نظر ليل الحفيد إلى عبد الرحمن ليراه ينظر إلى شريف نظرة متحـ ـدية لينقل بصره إلى شريف ليرى نظرة وأبتسامه لم ولن ينساها طوال حياته، والآن أتضح كل شيءٍ إليه، نظر إلى ناهد ليرى نفس الشيء ولَكِنّ السؤال المُـ ـلح الذي يدور داخل عقـ ـله الآن هو “كيف؟”
كيف لم يلاحظ أحدّ ذلك طوال تلك المدة التي مرت عليهم، نظر عبد الرحمن إليهم جميعًا وهو يمـ ـسح على وجهه ثم نظر إلى شريف وناهد مرة أخرى بهدوء شـ ـديد وهو يعلم أن أمامه معـ ـركة كبيرة تنتظره الآن، مسـ ـح على خصلاته بهدوء واقترب مِنه بخطواتٍ هادئة أسـ ـفل أنظار الجميع
توقف عبد الرحمن فجأة عندما رأى بعض الحر كات الصا درة مِنه والتي تُنذ ره بعدم الإقتراب حتى لا يند م على تسرعه ذاك لينظر إليه نظرة ذات معنى لبعض اللحظات دون أن يفعل شيء، نظرت رانيا إلى عمار الذي كان ينظر إليهما وهو لا يفهم شيء والذي قال أيضًا متسائلًا:في إيه يا عبد الرحمن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لَم يتلقىٰ أيا إجابة ليجد الصمت هو الإجابة على سؤاله الذي طَرَحهُ الآن، دقائق معدودة ليأخذ عبد الرحمن قراره الأخير ليتقدم سريعًا مِنه واضعًا يده على رأ سه ممسكًا بهِ وبدأ يتلو عليه بعض آيات القرآن الكريم مثلما فعل مع كارم ليبدأ الآخر في التحـ ـرك بعشو ائية لـ يُسـ ـرع ليل الحفيد ويقوم بتقـ ـييد حركته قدر المسـ ـتطاع ويتحرك كذلك حُذيفة يعاونه على ذلك
تحدث عبد الرحمن وهو ينظر إليه قائلًا بنبرة قو ية وهو ينظر إليه قائلًا:حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
وهُنا تفهم الجميع ما يحدث لينظر فاروق إلى أخيه بعدما نهض بصـ ـدمة وهو يرى أخيه يتحرك بعـ ـنف ويتأ لم ليتنا سى فورًا حز نه وغضـ ـبه مِنه ويشفق عليه بشـ ـدة، وضعت رانيا يدها على فَمِها وهي تنظر إلى ولدها بصـ ـدمة وهي لا تصدق ما تراه، بينما كان عبد الرحمن مازال يتلو عليه آيات القرآن الكريم وهو على يقينٍ تام بـ أنه سيسـ ـتسلم في أيا لحظة
وبالفعل دقائق معدودة وأسـ ـتكان شريف تمامًا فا قدًا لـ الو عي، نظر إلى ناهد التي كانت تنظر إليه نظرة مليـ ـئة بـ الكر اهية لـ ينظر إليها لحظات ثم يبا غتها ويضع يده على رأسها يتلو عليها آيات القرآن الكريم مثلما فعل مع شريف ليرى المقا ومة مِنها والتي كانت ردّاً متو قعًا
حاولت ناهد تسـ ـديد الضـ ـربات إليه لتسرع روان وتقوم بـ تقـ ـييد حركتها العنـ ـيفة بمساعدة مريم إليها، سقـ ـطت دموعها على وجنتيها وهي تنظر إليه وقد ظهر الخـ ـوف على معالم وجهها بوضوح، بضع دقائق وأستكـ ـانت ناهد تمامًا ليبتعد عبد الرحمن وهو ينظر إليها ممسكًا بـ يده التي كانت تؤ لمه قليلًا
نظر إليهم جميعًا وقال بنبرة مـ ـرهقة:شريف وناهد مأ ذيين … اللي أذ يهم للأسف الشـ ـديد أختها .. شريف طول المدة دي مأ ذي ومش لاقي اللي يساعده وينجـ ـده مِن اللي هو فيه … إحنا غـ ـلطنا لمَ قا طعناه هو آه غـ ـلط بس محدش كان جنبه وقتها وسمع مِنه إيه اللي وصله لكدا … عمومًا الند م مش هيفيدنا خالص دلوقتي المهم نفكر هنعمل إيه معاهم
أجابهُ ليل الجد هذه المرة قائلًا بنبرة هادئة جا دة:لازم أول ما تفوق تد لنا على أختها … كل حاجه حصلت مِن تحت را سها ولازم تتعا قب على جر ايمها … وتعا لجهم بعدها
أكمل ليل الحفيد قائلًا بنبرة هادئة:وبعدها يعـ ـلنوا جوازهم رسـ ـمي
وافقهما عُمير الرأي قائلًا:حلو أوي انا معاكم فـ اللي أتقال دا آن الأوان كل حاجه تتصـ ـلح
أقتربت رانيا مِن شريف بخطواتٍ هادئة لتجلس بجانبهِ وهي تنظر إليه، لحظات ومَدت يدها تجاهه ووضعتها على رأسه تقوم بـ التمليس على خصلاته بحنو وهي تنظر إليه بـ عينين دامعتان، لَم تتحمل أكثر مِن ذلك لتضمه إلى أحضانها طابعةً قْبّلة على رأسه قائلة بنبرة هادئة وعينين ملتمعتان:يا حبيبي يا ابني … حقك عليا يا ضنايا .. حقك عليا سامحني يا حبيبي
نظر إليها عبد الرحمن وقال:أهدي يا رانيا الحمد لله إن كل حاجه وضحت ولحـ ـقنا الموضوع
سقـ ـطت دمعة مِن عينها لتقول بنبرة باكية مكتو مة:انا قسيـ ـت عليه أوي يا عبد الرحمن … قسيـ ـت عليه وحر مته مِن حضني … سيبـ ـته فـ وقت كُنْت المفروض أكون أكتر واحدة جنبه تسمعه وتقوله إيه الصح مِن الغـ ـلط
زفـ ـر عبد الرحمن بهدوء ونظر إليهم دون أن يتحدث ببنت شفة، بينما كانت هي تضمه إلى أحضانها تُمسد على خصلاته برفق أسفل نظرات فاروق الذي كان ينظر إليه دون أن يفعل شيء
______________________
صدح رنين هاتفه عا ليًا يعلنه عن أتصال هاتفي لـ يملس على شاشتهِ ليسمع الفتاة تقول “المتصل حسام” ، أخذ الهاتف وضـ ـغط مرتان على شاشته ثم وضعه على أذنه قائلًا:يا أهلًا
أبتسم حسام على الجهة الأخرى وقال:وسهلًا … واحشني أوي
عقد شهاب ما بين حاجبيه وقال:ما أنتَ لسه شايفني مِن يومين
أتسعت أبتسامة حسام الذي قال:لا ما أنتَ بتوحشني كل شويه
أزداد تعجب شهاب الذي قال:بوحشك أزاي يعني
صمت لحظات لـ يُغـ ـلق عيناه قليلًا قائلًا بشـ ـك:ولا انا مش مـ ـرتاحلك … كَنك مش مظـ ـبوط ياض
ضحك حسام على الجهة الأخرى وقال:بقولك إيه … كلمني على إنك مودة
رفـ ـع شهاب حاجبه الأيمن قائلًا بـ أستنكار:نعم يا روح خالتك؟؟؟؟!!!!!
حسام:أنتَ مش قولتلي متكلمهاش إلا لمَ تكلم أبوها ويبقى بينكم رابـ ـط رسـ ـمي
شهاب بتـ ـرقب:آه
حسام:حلو انا عملت كدا بس برضوا مش عارف ففكرت وقولت لا ما كدا مينفعش ياض يا حسام أنتَ تجري على شهاب وتخلّيه يكلمك على أساس إنه مودة وكدا مَكُنْش كلمتها
كان شهاب مذهولًا ممَّ يسمعه، لا يصدق ما يُقال، تحدث حسام على الجهة الأخرى متر قبًا قائلًا:شهاب أنتَ معايا سامعني
أغـ ـلق شهاب الخط في وجهه لـ يُبـ ـعد حسام الهاتف عن أذنه ينظر إليه قائلًا بـ أستنكار:ماله دا هو انا قولت حاجه غـ ـلط؟!
وضع شهاب الهاتف بجانبهِ مستغفرًا ربه بهدوء يمـ ـسح على وجهه بقلة حيلة، دام الصمت المكان مرة أخرى بشكلٍ مُـ ـريب فقد ذهب شُكري إلى عمله وتركه وحيدًا كـ العادة، زفر بمـ ـلل وهمس قائلًا بنبرة يملؤها الضـ ـيق:هفضل لوحدي على طول كده لحد أمتى انا زهـ ـقت.
_____________________
“بعد مرور يومان”
تحدثت رانيا وهي تنظر إلى عبد الرحمن قائلة بتـ ـرقب:متأكد إنها بقت كويسه
أجابها عبد الرحمن بصدق قائلًا:صدقيني زَي الفُل كل حاجه أتحلت الحمد لله وشريف بقى بخير وزَي الأول كمان
علّت الأبتسامة ثغرها لتقول بـ أمتنان:شكرًا يا عبد الرحمن بجد
أبتسم عبد الرحمن وقال:بتشكريني على إيه بس يا رانيا انا معملتش غير واجبي لا أكتر ولا أقل والحمد لله إنهم بخير وربنا يسرهالنا ومتعقـ ـدتش قدامنا
أتسعت أبتسامتها وقالت:الحمد لله .. كتر خيرك بجد ربنا يجعله فـ ميزان حسناتك … مفاضلش غير مشـ ـكلة صغيرة
عقد عبد الرحمن ما بين حاجبيه لتقول هي:يشـ ـهروا جو ازهم
لانت معالم وجهه وحرك رأسه برفق وقال بتفهم:متقلقيش النهاردة قبل بكرا كمان
أنهـ ـى حديثه وأبتسم لتز فر هي بـ راحة وتنظر إلى عمار الذي أقترب مِنهما مؤ خرًا لتقول بنبرة سعيدة:شوفت يا عمار كل حاجه أتحلت الحمد لله ورجعت لطبيعتها وشريف بقى كويس
نظر عمار إلى عبد الرحمن دون أن يتحدث ليبادله عبد الرحمن نظراته بهدوء كذلك، قطـ ـعت رانيا هذا الصمت قائلة بنبرة سعيدة:انا هروح أتطمن عليه
تركتهما ودلفت إلى غرفة شريف وأغـ ـلقت الباب خلفها لتقف مكانها تنظر إليه وقد رق قـ ـلبها إليه حينما وجدته نائمًا على فراشه، أقتربت مِنهُ بهدوء ثم جلست على طرف الفراش ومَدَّت يدها نحوه ووضعتها على رأسه تملس على خصلاته بحنو
لحظات مِن الصمت دامت ليقطـ ـعها همـ ـهمات شريف الخا فتة، أعتدلت رانيا في جلستها تنظر إليه قائلة بلهفة:شريف سامعني يا حبيبي
تحدث شريف بنبرة خا فتة وقال:ماما
أبتسمت رانيا قائلة:يا عيون رانيا حمدلله على سلامتك يا حبيبي
فتح شريف عيناه ونظر إلى رانيا التي كانت تجلس بجانبه ليقول بـ أبتسامه واهـ ـنة:وحشتك
ألتمعت عينيها قائلة:أوي
أتسعت أبتسامته قليلًا وقال:انا آسف يا ماما سامحيني انا غـ ـلطت ومعترف بـ كدا بس أنتوا أكيد هتسامحوني صح
حركت رأسها برفق وهي تُملس على خصلاته قائلة:أكيد يا حبيبي وانا أولهم كمان … بس زعلانه مِنك أوي يا شريف .. أزاي تتجوز مِن ورانا وعُـ ـرفي يا شريف … انا ربيتك على كدا
أبتـ ـلع شريف غصـ ـته بهدوء ثم نهض بهدوء وجلس نصف جلسة ونظر إليها قليلًا قبل أن يقول:انا عارف إني غـ ـلطت ومَكانش ينفع يحصل مهما حصل … بس اللي حصل بقى وقتها الشيـ ـطان عما ني وغـ ـلط جاب غـ ـلطات كتير وراه .. كلنا بنغـ ـلط
رانيا:بس غـ ـلط عن غـ ـلط يفرق يا شريف … في غـ ـلطات تُغتـ ـفر وغـ ـلطات لا وأنتَ اللي عملته دا مكانش صح مِن الأول ترضى لو كان ليك أخت بنت تعمل اللي عملته دا وتروح تتجوز واحد عُـ ـرفي مِن ور انا
نظر إليها شريف وقال بنبرة حا دة:دا انا أكون شـ ـارب مِن د مها
رانيا:نفس الشيء ينطـ ـبق على ناهد .. ليه مفكرتش فيها وقولت لا واستنى ولا أكلم بابا وماما إحنا مكناش هنمـ ـنعك أو نر فض بـ العكس كُنا هنعمل زَي أي عيلة نروح ونقعد مع عيلتها ونشوف الدنيا هتمشي أزاي وهما ناس كويسين ولا لا دا الطبيعي يا شريف إنما اللي عملتوه أنتوا الاتنين غـ ـلط هي كمان غـ ـلطت زَيها زَيك .. دا الجواز إشـ ـهار يا شريف عارف يعني إيه ما بالك بـ العُـ ـرفي وكل دا ليه عشان خا يف إننا نر فضها أو أي حاجه مِن المسميات دي … مفيش أحلى مِن الحلال يا شريف لمَ الكل يبقى عارف إنك أتجوزت فلانة بنت فلان دي ليها فرحة تانيه مش أروح أكتب عند محا مي
أبتـ ـلع شريف غصـ ـته بهدوء وقال:انا غـ ـلطت ومعترف إني غـ ـلط وإن جوازنا دا ميعتـ ـبرش جواز بس انا هصلح كل حاجه وأول حاجه هعملها إننا نشـ ـهر جوازنا وأكيد ربنا هيسامحنا صح
أبتسمت رانيا وقالت:ربنا أسمه الغفور الرحيم يا شريف … هيغفرلكم طالما عارفين إنكم غـ ـلطتوا وتوبتوا لِيه وجواكم النية إنكم تتغيروا … عمار هيدخلك دلوقتي وهيتطمن عليك .. وانا هروح أكلم فاروق
نظر إليها شريف وقال بقـ ـلق واضح:هي ناهد كويسه يا ماما
نظرت إليه وأحتفظت بـ أبتسامتها قائلة:هروح أتطمن عليها دلوقتي وهطمنك عليها متقـ ـلقش أهم حاجه ترتاح دلوقتي
_____________________
“بعد مرور شهر”
كانت ناهد تسير بهدوء في أرجاء القصر حتى وصلت إلى غرفة المعيشة لتجد ليالي جالسة وتنظر إلى المجلة التي تُمسكها، أقتربت مِنها بهدوء ثم جلست على المقعد المقابل إلى الأريكة التي كانت تجلس عليها ليالي تنظر إليها بهدوء
أبتـ ـلعت ناهد غصـ ـتها بهدوء وأعادت خصلة شاردة خلف أذنها ونظرت إلى غلاف المجلة الذي جـ ـذب إنتباهها والتي كانت متعـ ـلقة بـ العناية بـ الأطفال الرضع وكيفية التعامل معهم منذ مولدهم، شعرت ناهد أنها تَوَّد قرأتها فـ هي لا تعلم شيئًا عن الأمومة أو التعامل مع الأطفال وكل ما يتعـ ـلق بذلك تجـ ـهله
أنتبهت إليها ليالي بعد أن شعرت بوجود شخصًا ما معها لتنظر إليها وتراها تنظر إلى المجلة بتركيز تُحاول قراءة ما هو مكتوب على غلافها نظرًا لإنعكاس الكتابة عليه جعل الأمر صـ ـعبًا عليها بعض الشيء، تعجبت ليالي قليلًا ولَكِنّها تذكرت أنها حـ ـبلة ولذلك هي تهتم بهذا الأمر
أخذت نفسًا عميقًا ثم زفـ ـرته بهدوء وأغـ ـلقت المجلة ومَدَّت يدها إليها بها دون أن تتحدث، أنتبهت ناهد إليها لتنظر إليها ثم إلى المجلة لتسمع ليالي تقول:خُديها أقرأي فيها شوية
شعرت ناهد بـ القليل مِن التو تر ولَكِنّها أخذتها مِنها بحـ ـرج قائلة:شكرًا
نظرت ناهد إلى ما هو مكتوب على الغلاف لتسمع ليالي تقول بنبرة هادئة:هتفيدك أوي لو أنتِ خا يفة مِن إنك تكوني أم ومتعرفيش تتعاملي مع البيبي .. حلوة أوي
نظرت إليها ناهد للحظات ثم نظرت إلى المجلة وفتحت أولى صفحاتها لتنظر إلى عنوانها “أزاي تقـ ـضي على رهـ ـبة الخـ ـوف مِن إنك تكوني أم غير مسئـ ـولة”، وكأنها جاءت في ميعادها حقًا لتنقـ ـظها في الوقت المناسب
تحدثت ليالي بنبرة هادئة قائلة:خا يفة
نظرت إليها ناهد لتقول بهدوء:مـ ـرعوبة
أبتسمت ليالي وقالت:هي أول مرة بتبقى كدا بس أول ما هتاخديه فـ حضنك كل دا هيروح وهتحبّي اللحظة دي ماما بتقولي كدا كل وجـ ـعك اللي فضل مستمر معاكي تسع شعور هيتمـ ـحي مِن أول حضن
أبتسمت ناهد بخفة إليها لتُكمل ليالي حديثها قائلة:فيها حبة نصايح حلوة وانا مش هكتفي بيها بس هدور أكتر وهقولك عشان تستفادي برضوا
حركت ناهد رأسها برفق وهي تنظر إليها مبتسمةً بخفة، أقترب شريف في هذه اللحظة قا طعًا تلك الأحاديث قائلًا:مساء الخير
نظرت إليه ناهد لينحـ ـني هو بجذ عهِ نحوها قليلًا طابعًا قْبّلة أعلى رأسها قائلًا بنبرة خا فتة:وحشتيني
أبتسمت إليه ناهد وقالت بنبرة خا فتة مماثلة:وأنتَ أكتر
بـ الطبع كانت ليالي تستمع إلى أحاديثهما الخا فتة نظرًا لعد م وجود أحدٍّ غيرهم لتشعر بـ القليل مِن الحـ ـرج، نظر إليها شريف وقال مبتسمًا:أزيك يا مرأة أخويا
نظرت إليه ليالي وأبتسمت بخفة قائلة:بخير الحمد لله
نظر شريف إلى ناهد مرة أخرى وقال بنبرة خا فتة:بقولك إيه ما تيـ ـجي على أوضتنا
جحـ ـظت عينان ليالي بصـ ـدمة وأحتـ ـلت الحـ ـمرة وجهها لتسمعه يُكمل حديثه قائلًا:جايبلك حاجه هتحبّيها أوي هي حاجه كُنْتي نفسك فيها
أبتـ ـلعت ليالي غصـ ـتها وزفـ ـرت براحة وهي تُحا دث نفسها بداخلها قائلة:جرا إيه يا ليالي مقالش حاجه هو نيـ ـته صافية فهمتيه غـ ـلط ليه دلوقتي
أخرجها مِن دو امتها صوت ناهد التي قالت:بعد إذنك يا ليالي
نظرت إليها ليالي وأبتسمت سريعًا إليها قائلة:آه طبعًا أتفضلي
نهضت ناهد لينظر شريف إلى ليالي وهو يسير متجهًا إلى غرفته قائلًا بـ أبتسامه ومرح:انا شايف إنك ترتاحي يا مرأة أخويا وتشربي عصاير كتير شكلك بهتـ ـان شويه أبقي خلّيه ياخد باله مِنك أكتر مِن كدا شويه
نظرت إليه ليالي بهدوء وهي تعقد ما بين حاجبيها قليلًا تُحاول فهم مغزى حديثه فـ كيف عَلِمَ أنه لا يهـ ـتم بها تلك الفترة، لا تعلم لِمَ شعرت بعدم الأرتياح لتنظر إلى أثره وهي تُفكر في حديثه
دلف شريف خلف ناهد إلى الغرفة وأغـ ـلق الباب خلفه قائلًا:ثوانِ وراجعلك
تركها شريف وذهب بينما نظرت هي إلى أثره دون أن تتحدث، نظرت إلى المجلة التي كانت بيدها قليلًا ثم نظرت إليه بعد أن عاد إليها بعد بضع دقائق ليقول:أتأخرت
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه ليقول هو بعد أن أبتسم:انا قولت أجيبلك هدية كدا بمناسبة إشـ ـهار جوازنا اللي تم مِن شهر .. انا عارف إنها جت متأ خرة شويه بس هو فـ الحقيقة حسيت إني عايز أهاد يكي حاجه تبقى ذكرى وتفضل معاكي فـ أي مكان تروحيه وعشان كدا جبتلك الهدية دي
أنهـ ـى حديثه وأخرج تلك العُلبة الصغيرة الأنيقة مِن جَيب سترتهِ لتنظر ناهد إليها لترى عُلبة أنيقة كحيلة اللون، نظرت إلى شريف الذي أبتسم إليها أبتسامه جميلة وقال:هتعجبك أوي
ظهرت أبتسامه خفيفة على ثغرها لـ تَمُدَّ يدها بهدوء تأخذها مِنه ثم فتحتها أسفل نظراته لترى قلادة فضية أنيقة لـ الغاية يرافقها أسورة فضية رقيقة با هظة الثمن، تفاجئت ناهد ونظرت إليه قائلة بعدم تصديق:دي ليا
حرك رأسه برفق وقال:طبعًا
نظرت إليها ناهد ولامستها وهي لا تصدق أنها لها يبدوا أنها با هظة الثمن كيف أن يُهـ ـديها أحدّاً هدية كـ تلك فـ هي لا تتذكر أن أحدّاً قد أهـ ـداها هدية مِن قبل، نظرت إليه ناهد وقالت:أيوه يا شريف بس دي غا لية أوي
أبتسم شريف قائلًا:متغـ ـلاش عليكي وبعدين أنتِ مراتي طبيعي لمَ أجيبلك هدية تكون غا لية
أدمعت عينان ناهد وهي تنظر إلى القلادة ليعقد شريف ما بين حاجبيه وهو ينظر إليها قائلًا:مالك يا ناهد أنتِ مدمعة كدا ليه
نظرت إليه ناهد بعد أن سقـ ـطت دموعها لتقول:مش عارفه
أزداد تعجبه أكثر ليقول:متعرفيش أزاي يعني .. هي معجبـ ـتكيش
حركت رأسها نا فيةً قائلة بنبرة هادئة:لا بالعكس .. دي حلوة أوي
شريف:أومال إيه بقى
ناهد:أول مرة أحس إني مُهـ ـمة عند حدّ … محدش كان بيفتكرني أصلًا عشان يجيبلي هدية .. دي أول هدية تجيلي
أبتسم شريف إليها ومَدّ يده يمـ ـسح دموعها بـ أبهاميه قائلًا:ومش هتكون الأخيرة إن شاء الله … مِن هنا ورايح تعملي حسابك إني هجيبلك كل مرة هدية شكل مش هحـ ـرمك مِن حاجه بس الهدية الأحلى بقى والأكبر بعد ما تولدي وتقو مي بالسلامة انا مِن دلوقتي بفكر فيها وعايز أقولك يا ناهد هتتفاجئي
أنهـ ـى حديثه واقترب مِنها طابعًا قْبّلة على جبينها، نظرت إليه ناهد لينظر هو كذلك إليها قائلًا:تيجي ألبسـ ـهالك
لحظات وحركت رأسها برفق إليه وابتسمت لـ تتـ ـسع أبتسامته ليأخذ القلادة ويُديرها شريف قائلًا:إلا كُنتي قاعدة مع ليالي وبتتكلموا أتصاحبتوا ولا إيه
ناهد:عادي .. هي كانت بتقرأ فـ مجلة وانا كُنْت قاعدة زَي ما أنتَ شوفت فـ انا كُنْت مركزة فـ المجلة عشان شـ ـدّت إنتبا هي فـ أدتهالي وقعدنا نتكلم شويه لحد ما أنتَ جيت
أغـ ـلق القلادة وأدارها إليه ينظر إليها ليبتسم قائلًا:إيه الحلاوة دي كلها طب واللهِ أنتِ اللي حليتيها مش العكس
أبتسمت ناهد ثم تركته وأتجهت إلى المرآة لتقف أمامها تنظر إلى نفسها بدهشة وسعادة فـ هي لَم تشعر بمعنى السعادة الحقيقي إلا في هذه اللحظة، ألتفتت إلى شريف تنظر إليه لتراه ينظر إليها مبتسمًا
أقتربت مِنه ثم عانقتهُ قائلة:انا بحبك أوي يا شريف
مَسدّ على ظهرها برفق وقال:وانا بحبك أكتر يا حبيبتي
____________________
كانت روزي تتسوق وحدها تقوم بشراء بعض المستلزمات الضـ ـرورية في المول، توقفت أمام إحدى محلات الملابس تشاهد الفساتين والعباءات الأنيقة التي جـ ـذبت إنتبا هها وجعلتها تقف تشاهد، دلفت إلى المحل تشاهد بـ إعجاب ما تقـ ـع عليه عينيها
توقفت أمام فستان أنيـ ـق تشاهده ليقـ ـطع تأملها ذاك رنين هاتفها الذي صدح عا ليًا داخل حقيبتها يعلنها عن أتصال هاتفي، أخرجته روزي ونظرت بهِ لترى المتصل ليل، أجابتهُ روزي قائلة:أيوه يا ليل … لا لسه فـ المول .. لا جبت حبة حاجات كدا ولسه بكمل … أول ما أخلص هقولك .. ماشي يا حبيبي باي
أنهـ ـت حديثها معه ثم وضعته في حقيبتها مرة أخرى وعادت تشاهد الفستان بـ إعجاب شـ ـديد، بينما على الجهة الأخرى دلفت بمعالم وجهها الصا رمة والجا دة إلى المول تسير متجهة إلى وجهة محـ ـددة، ترتدي بنطال أسـ ـود اللون وكنزه نفس اللون وعلى كتفها الأيمن حقيبة ظهر سـ ـود اء
دلفت إلى المرحاض أولًا وأغـ ـلقت الباب خلفها لتذهب إلى المرآة تقف أمامها تنظر إلى وجهها، كانت تأتي بـ خصلاتها على الجنب الأيمن حاجبة الجزء الأيمن مِن وجهها بـ خصلاته السو د اء القصيرة التي كانت تصل إلى كتفها، أبعدت خصلاتها عن وجهها لتنظر إلى تلك العلا مة السو د اء التي كانت عليه والتي كانت أشبه بـ وشـ ـم ولَكِنّها ليست كذلك
د ققت النظر إلى تلك العلا مة التي كانت تبدأ مِن نها ية حاجبها حتى عظـ ـمه وجهها، تلك العلا مة التي يقـ ـبع خلفها العديد والعديد مِن الأسرار والكو ارث، تلك العلا مة التي تُميزُها دومًا وهي ترمز إلى إحدى الجما عات الخـ ـطيرة التي تُشكل خـ ـطرًا على مَن حولها
أخرجت هاتفها وعـ ـبثت بهِ قليلًا وهي تنظر حولها بتـ ـرقب لتتلقى إشارة التنـ ـفيذ، أبتسمت أبتسامه جانبيه خبـ ـيثة ثم وضعت الهاتف داخل حقيبتها ثم حملتها على كتفها وخرجت، سارت قليلًا تنظر حولها حتى وقـ ـعت عيناها على هدفها الذي جاءت مِن أجله
توقـ ـفت فجأة تنظر إليها تراها تسير ببطء تشاهد الملابس لتنظر حولها وترى المكان مكـ ـدس بـ الأناس لتُفكر كيف ستنفـ ـذ مهمـ ـتها، كانت روزي تسير بهدوء تشاهد المكان حتى رأت أمامها فتاة تقف على جنب تضع يديها على بطـ ـنها منكـ ـمشة على نفسها ويبدوا أنها تتأ لم، توقفت روزي تنظر إليها قليلًا ثم بعدها سار عت إليها كي تساعدها كعادتها
شعرت هي بـ أقترابها مِنها لتبتسم بتخا بث في الخفـ ـى وقد أيقنت الآن أن مهمـ ـتها نجحت مئة بـ المئة، وقفت روزي بجانبها تنظر إليها قائلة بتساؤل:أنتِ كويسه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها نافيةً وقالت:لا انا تعبا نه أوي ولوحدي
روزي:طب متصلتيش بـ أي حدّ مِن عيلتك أو صحابك ييجوا ليه
“لا عادي انا متعودة على كدا انا بس محتاجه أروح الحمام”
روزي:تحبّي أساعدك طيب شكلك تعبا نه أوي
حركت رأسها برفق وهي تقول بنبرة متأ لمة مصطـ ـنعة:آه ياريت لو مش هتعـ ـبك أو أعطـ ـلك عن حاجه
أبتسمت روزي بـ طيبة وقالت:لا مفيش حاجه تعالي
سارت معها في إحدى طرقات المول الخا لية مِن الإناس لتشعر روزي بـ القـ ـلق قائلة:هو أنتِ متأكدة إن فيه حمامات هنا شكلك أتلغـ ـبطتي
“ممكن فعلًا … معلش مش مركزة مِن التـ ـعب”
دام الصمت بينهما قليلًا قبل أن تقـ ـطعه هي قائلة:معلش ممكن الشنطة أخد مِنها حاجه ضـ ـرورية
تركت روزي الحقيبة أرضًا لتنحـ ـني هي نحوها تفتحها بهدوء أسفل نظرات روزي التي كانت تنظر إلى المكان حولها بتو تر وبعض القـ ـلق، أغـ ـلقت سحاب الحقيبة بهدوء مميـ ـت ثم رفعت رأسها برفق شـ ـديد ونظرت إليها لتبتسم بـ شـ ـر وتستـ ـقيم فجأة في وقفتها واضعةً ذاك المنديل المخـ ـدر على أنفها وهي تحـ ـكم قبـ ـضتها عليها مِن الخـ ـلف حتى لا تهـ ـرُب أو تفعل شيئًا يكـ ـشف أمرها
دقائق معدودة وأستكا نت روزي لتنظر إليها وتراها فا قدة الو عي، أبعدت المند يل عنها ثم جـ ـذبت حقيبتها ووضعتها على كتفها ثم بعد ذلك جـ ـذبت روزي إلى نهاية الطر قة التي كانت بها، خرجت مِن البوابة الخلفية دون أن يرها أحدّ لتقترب مِنها فتاتين يساعدانها على أخـ ـذها إلى السيارة التي كانت تنتظرها
_____________________
“فهمت يا أحمد هتعمل إيه!”
حرك أحمد رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:حاضر يا جدي أعتبره حصل
حرك ليل رأسه برفق وقال:تمام هستناك تردّ عليا أهم حاجه متتأخرش
أحمد:لا هحـ ـوّل الورق لقسـ ـم الحسابات على طول وبعد كدا هطلع على عمي طارق أشوف الورق اللي معاه وبعدها هطلع على فرع مصر الجديدة أشوف الدنيا هناك ماشيه تمام ولا لا
أشار إليه ليل قائلًا:تمام وبكرا معادك عشرة الصبح فـ المقر الرئيسي لمجموعتك مش عايز تأ خير
نهض أحمد وهو يأخذ الملفات قائلًا:حاضر يا جدي لو عوزت أي حاجه تانيه أبقى كلمني
خرج أحمد مِن المكتب تاركًا جده جالسًا مكانه بهدوء، زفـ ـر ليل ونظر إلى ساعة يده ليجدها تشير إلى الثانية والنصف ظهرًا، عـ ـلت طرقات على باب المكتب ليقول بهدوء:أدخل
دلفت السكرتيرة الخاصة بهِ قائلة:المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة KR مستنيين حضرتك يا فندم فـ غرفة الأجتماعات
نهض ليل وهند م بدلته متجًها إلى الخارج قائلًا:ملف الصـ ـفقة واللاب توب يكونوا جاهزين خلال خمس دقايق فـ اوضة الأجتماعات
“حاضر يا فندم”
وفور أن خرج ليل توجهت هي إلى المكتب خاصته لتأخـ ـذ الملفات والحاسوب خاصته وتلحق بهِ إلى غرفة الأجتماعات، دلف ليل إلى غرفة الأجتماعات لينهض رئيس مجلس الإدارة لشركة KR يرحب بهِ قائلًا بـ أبتسامه:أهلًا أهلًا بـ البشمهندس الصا عد أخيرًا جمعتنا صـ ـفقة
أبتسم ليل ورحب بهِ قائلًا:ليك وحـ ـشة يا ساويرس بقالي كتير معرفش حاجه عنك وأختـ ـفيت فجأة
جلس ليل على مقعده الذي يترأس طاولة الأجتماعات ليجلس ساويرس قائلًا:كُنْت مسافر وقعدت كام سنة بره أهو ناخد خبرة برضوا ونشوف
ليل:ويا ترى أنهي أحسن هنا ولا بره
ساويرس:انا عن نفسي بقول هنا لأن شغلك أفضل طبعًا ولو دو ست شويه على نفسك هتعـ ـديهم
ليل:انا مصدقتش لمَ بلـ ـغوني إن الشركة عايزه تخش معايا صـ ـفقة قولت أكيد في حاجه مش صح خصوصًا إني أعرف إنك مسافر ومعرفش عنك حاجه فـ أزاي
أبتسم ساويرس وقال:قولت أرجع بـ صـ ـفقة تقـ ـيلة معاك بقى
أبتسم ليل وقال:يا راجل لينا الشـ ـرف طبعًا
دلفت السكرتيرة ووضعت الملفات والحاسوب على الطاولة أمامه ثم خرجت لينظر إليه ليل قائلًا بتساؤل:قولي بقى الصـ ـفقة عبارة عن إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ساويرس:انا هقولك يا سيدي
____________________
خرج عمر إلى الحديقة الخلفية وأقترب مِن شهاب وشكري اللذان كانا يجلسان وينتظرانه، رحب بهما قائلًا بـ أبتسامه:يا أهلًا إيه الزيارة المفاجأة دي
نهض شُكري ويليه شهاب ليتحدث شُكري مبتسمًا مصافحًا إياه قائلًا:أزّي حضرتك
عمر بـ أبتسامه:بخير الحمد لله أزّيك يا شهاب عامل إيه
أبتسم شهاب بعد أن مَدّ يده مصافحًا إياه قائلًا:بخير الحمد لله
أشار لهما عمر قائلًا:أتفضلوا
جلسا شهاب وشُكري بينما تحدث عمر وهو ينظر لهما قائلًا بتساؤل:تحبّوا تشربوا إيه بقى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسم شُكري وقال:أي حاجه عادي
أبتسم عمر وقال:ثوانِ وراجعلكوا
تركهما عمر وذهب بينما نظر شُكري إلى شهاب الذي قال بنبرة خا فتة:شُكري انا خا يف ومش عارف هتكلم أزاي
أجابهُ شُكري بنبرة خا فتة مما ثلة وقال:لا أهدى كدا وخليك رزين يا شهاب مش كدا
شهاب بتو تر واضح:مش عارف أتبـ ـرجلت فجأة كدا
ربت شُكري على يده وقال:متقلقش لو حسيتك هتلـ ـقلق فـ الكلام هتكلم انا بس أهدى أنتَ بس
شهاب:انا في حاجه رعـ ـباني أوي ومخلياني عايش فـ كا بوس كل يوم
نظر إليه شُكري ليُكمل شهاب الذي كان ينظر أمامه قائلًا:خا يف أتر فض بسبب بصري
نفـ ـى شُكري ذلك قائلًا:لا لا معتقـ ـدش إنه هير فضك عشان السبب دا متـ ـقلقش
شهاب:لا لازم أقـ ـلق انا واثق إنه عارف سبب مجيتنا
شُكري:طيب والراجل جاي مبتسم وهادي ومحترم يعني قابل مخـ ـوف نفسك ليه بقى
أبتـ ـلع شهاب غصته بخو ف وقال:لا بقولك إيه انا مش هقدر أكمل قوم نمشي
رمقه شُكري نظرة ذات معنى وقال بنبرة حا دة بعض الشيء:نمشي نروح فين يا شهاب أقعد الراجل جه
زفـ ـر شهاب بتو تر ملحوظ ليتحدث عمر بعدما أقترب مِنهما وجلس على المقعد المقابل لهما قائلًا بـ أبتسامه:خمس دقايق بـ الظبط والقهوة تكون جاهزة … انا عارف مجيتكم دي ليه
أبتسم شُكري وتحدث بعد أن رأى شهاب يضغـ ـط على يديه بتو تر واضح وقـ ـلق ليقول:طول عُمرك لماح يا بشمهندس … بصراحة إحنا جايين وقاصدين خير إن شاء الله
نظر إلى أخيه الذي كان الخـ ـوف والقـ ـلق يسيـ ـطران عليه لينظر بعدها إلى عمر قائلًا:إحنا جايين أو انا جاي بصفتي أخ وأب وصديق لـ شهاب بطلب إيد الآنسة مريم بنت حضرتك لـ أخويا شهاب
أبتسم عمر بخفة وقال:بس أعتقد إن حصل بينهم خلا ف قبل كدا كانت بسـ ـبب مشـ ـكلةٍ ما ومريم رفـ ـضت تكمل
شُكري:والخلا ف اللي بينهم أتحـ ـلّ وكان سو ء تفاهم
نظر عمر إلى شهاب الذي كان في حالة لا بأس بها ليقول:مريم على علم إن أخوك جاي يتقدملها لأني مش هعرف أفا تحها فـ الموضوع اللي طلبت مِني إني أقـ ـفله معاها نها ئي
شُكري:طبعًا على علم ووافقت إن شهاب ييجي يطلبها مِنك
حرك عمر رأسه برفق ولَم يتحدث، بينما ركضت بتول إلى الأعلى وأتجهت ركضًا إلى غرفة مريم لتقتـ ـحمها قائلة:مريم شهاب وأخوه قاعدين مع عمو عمر تحت وبيطلب إيدك مِنه
تفاجئت مريم لتنهض سريعًا وتضع الحجاب على رأسها وأتجهت إلى الشرفة تنظر إلى الأسفل لترى أبيها جالسًا مع شهاب وشُكري بـ الفعل ويتحدثون، وقفت بتول بجانبها وقالت:شهاب متو تر تو تر رهـ ـيب دا ولا كأنه مستني نتيجة الثانوية العامة
مريم بتو تر:يارب
نظرت إليها بتول وقالت:مالك
أجابتها مريم بعد أن نظرت إليها وقالت:خا يفه بابا ير فض
عقدت بتول ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:وهير فض ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليها مريم مرة أخرى وقالت بنبرة خا فتة:عشان شهاب كفـ ـيف
بتول:عادي مش سبب قو ي ير فضه عشانه انا لو مكانه هوافق على فكرة بتخو في نفسك بـ أسـ ـباب عادية
مريم:لا مش عادية يا بتول ومش أي أب هيوافق على إنه يجوز بنته لـ كفـ ـيف أو العكس في ناس بتـ ـرفض وقليل اللي بيوافق .. بس طالما الاتنين بيحبّوا بعض ومرتاحين لازم يوافقوا أغـ ـلب قضا يا الطلا ق بتحصل عشان بيكونوا مش حابّين بعض ومش متفاهمين وبيكون السـ ـبب الرئيسي الأهل لأنهم اللي بيختاروا اللي هما عايزينه مش اللي ولادهم عايزينه ودي غـ ـلطه كبيره أوي انا لمَ أبقى أم فـ المستقبل هسيب أبني أو بنتي هما اللي يختاروا عشان يوم ما ميحـ ـصلش نصيب بينهم ميرجعوش يقولوا أنتوا السـ ـبب
بتول:تصدقي عندك حق .. عمومًا مش فـ الجـ ـواز بس على فكرة تعرفي انا ليا واحدة صاحبتي مامتها وباباها غصـ ـبوا عليها تدخل كلية الطب مع إنها كانت عايزه تدخل هندسة ودلوقتي كا رهة الكلية وبتقولي إنها لو سقـ ـطت وعا قبوها هتهـ ـرب مِنهم بتقولي إنهم بيختاروا كل حاجه ليها تصاحب مين وتكلم مين وتدخل إيه وتلبس إيه يعني نوع مِن أنواع تقـ ـييد الحر ية عشان هي بنت إنما أخوها الكبير خيروه ومغصـ ـبوش عليه حاجه ودي حاجه مز علاها أوي مع إنها كانت هتبقى شاطرة أوي فـ الهندسة بس للأسف باباها ومامتها كان ليهم رأي تاني
زفـ ـرت مريم وقالت:شوفتي بقى إن الحر ية ليها معنى أزاي آه مش هتكون فـ كل حاجه وفي حاجات تستدعي أن الأهل يكونوا على علم بيها وهما اللي يقرروا فيها بس فـ الدراسة دي حر ية مش حاجه إجـ ـبارية بس بتكون في ناس شـ ـديده شويه على ولادهم عشان بيخا فوا عليهم .. ربنا معاها ويجـ ـبر بخا طرها
جحـ ـظت عينان مريم على وسعهما حينما سَمِعَت عمر يقول بنبرة عا لية في الأسفل:الـشـربـات يـا أم مـريـم
صُـ ـدِمَت بتول ونظرت إلى مريم بصـ ـدمة كبيرة لتنظر إليها مريم كذلك وهي لا تصدق لـ تَمُر دقائق وتقفـ ـز بتول بسعادة وهي تعانقها قائلة بفرحة:ألف مبروك يا مريومة مش قولتلك هيوافق
كانت مريم في صـ ـدمة لا تستوعب ما حدث لتنظر إليها بتول بعد أن أبتعدت عنها بـ أبتسامه لتقول:مريم فوقي أنتِ أتحـ ـجرتي ولا إيه مالك
نظرت مريم إلى الأسفل لترى أخيها هلال يبارك إلى شهاب ويعانقه لتدرك أنها حقيقة وليست تخيلات، دلفت روان وهي تدندن وتصفق بسعادة قائلة:بسم الله الرحمن الرحيم وهنبدأ الليلة آه آه الصلاة على الزين الصلاة على الزين عروستنا حلوة وجميلة
نز عت مريم الحجاب مِن على رأسها بعدما دلفت إلى غرفتها لتضحك وتعانقها، ربتت روان على ظهرها برفق قائلة بـ أبتسامة:ألف مبروك يا روح قلبي انا فرحنالك أوي واللهِ
أبتسمت مريم قائلة بنبرة سعيدة:الله يبارك فيكي يا حبيبتي
أبتعدت عنها لتنظر إليها روان قائلة بـ أبتسامه:يلا إحنا ناويين نهيـ ـصلك النهاردة خلاص
نظرت إلى بتول وقالت:روحي يا بتول جمعي البنات وهاتيم وأتصلي بـ الباقي عرفيهم الخبر حلو دا
أبتسمت بتول وقالت:عيني
تركتهما وركضت إلى الخارج قائلة بنبرة عا لية:هـ ـللوا وهيصوا يا بنات جه اليوم اللي شهاب يبقى فيه خطيب مريم رسمي
______________________
كان ليل يجلس على مقعد مكتبه يضع الهاتف على أذنه، دلف علي إليه وأغـ ـلق الباب خلفه قائلًا بعد أن أقترب مِنه:إيه يا معلم قاعد كدا ليه انا عمال أدور عليك فـ كل حتة لحد ما العسكري قالي إنك هنا
أبعد ليل الهاتف عن أذنه ليقول علي بتساؤل:في إيه يا ليل مالك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وضع ليل الهاتف على أذنه مرة أخرى وقال:بتصل بـ روزي مبتردش عليا
علي:طب تلاقيها مش سمعاه ولا حاجه أو معمول صايلنت
ليل:روزي مبتعملش موبايلها صايلنت يا علي
علي بتساؤل:طب هي فين دلوقتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبعد ليل الهاتف عن أذنه وزفـ ـر قائلًا:فـ المول بتشتري شويه حاجات وقالتلي هتخلص وتكلمني تعرفني فات لحد دلوقتي ساعة وربع ومتصلتش ودلوقتي مبتردش عليا
علي:طب تلاقيها نسيت نفسها ولا حاجه والوقت سر قها أنتَ عارف روزي
زفـ ـر ليل مرة أخرى وقال:مش عارف … قولي عملت إيه
علي:كل حاجه تمام وجيت أقولك يلا عشان نتحرك
نهض ليل وأخذ سترته بدلته قائلًا:يلا انا جاهز
______________________
“في المساء”
تحدث إيثان الذي كان جالسًا على الأرض العشبية بجانب قدم تقوى قائلًا:تكوى أعطيني كوب العصير خاصتي
أنهـ ـى حديثه وهو يَمُـ ـدّ يده كي يأخذ الكوب مِنها وهو ينظر إلى هاتفه لـ تَمُر لحظات ليقول إيثان:تكوى أعطيني كوب العصير
لَم يحدث شيء أيضًا ليلتفت بـ رأسه إليها ينظر إليها قائلًا:تكوى أين كوبـ….
بتـ ـر حديثه وهو ينظر إليها ليراها تضعه بجانبها بعد أن أرتشفته لتنظر هي إليه قائلة:آسفة … لقد شربته
نظر إليها لحظات مِن الصمت بينما شعرت هي بـ الخـ ـجل فلا تعلم ماذا حدث إليها فقد عندما شعرت أنها تُريد شرب شيئًا كان هو أمامها، أبتسم إليها إيثان وربت على قدمها برفق قائلًا:أتريدين كوبًا آخر
حركت رأسها برفق لتقول:سأذهب كي أُحضر لكَ كوبًا غيره
منـ ـعها إيثان قائلًا:لا أبقي كما أنتِ
نظرت إليه قائلة:سأذهب كي أُحضر لكَ كوبًا غيره إيثان هذا كان إليك وأنا أخذته
نظر إليها مرة أخرى وقال:وأنا لا أُريد حبيبتي الآن أبقي كما أنتِ
نظرت إليه وزفـ ـرت بهدوء وأبتسمت إليه، بادلها أبتسامتها و عاد ينظر إلى هاتفه مرة أخرى، دلف ليل مِن الخارج رفقة علي ليقتربا مِنهم ويتحدث علي قائلًا:إيه متجمعين كلكم التجميعة الحلوة دي
أنهـ ـى حديثه وهو يحمل صغيره ثائر على ذراعه يقْبّله ليقول هلال:ما إحنا على طول متجمعين إيه اللي جَدّ
نظر ليل إليهم جميعًا يبحث عن روزي التي لَم يكن لوجودها أثر، تحدث ليل بتساؤل قائلًا:هي فين روزي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليه فيروز وقالت:مرجعتش لسه
عقد ليل حاجبيه وقال:يعني إيه لسه مرجعتش دي بره مِن الصبح والمفروض تكون رجعت مِن زمان
أنهـ ـى حديثه وأخرج هاتفه يعـ ـبث بهِ لتقترب كارما مِنهم قائلة:ليل .. حمدلله على السلامة يا حبيبي
ألتفت ينظر إليها وهو يضع الهاتف على أذنه ليقول:الله يسلمك يا حبيبتي
أنهـ ـى حديثه وهو يطبع قْبّلة على رأسها، نظرت إليه وابتسمت ليزفـ ـر هو ويُبعد الهاتف عن أذنه، نظرت إليه بهدوء وقالت بتساؤل:مالك يا ليل بتتصل بـ مين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها وقال بقـ ـلق:بتصل بـ روزي مِن الصبح مبتردش عليا
كارما بتذكر:آه صح دي مرجعتش وقولت أكيد معاك وهتجيبها معاك وتيجي
تملّك الرعـ ـب مِنه قائلًا:لا انا كُنْت فـ الشغل هقابلها أزاي دي المفروض تكون هنا مِن بدري انا معرفش مبتردش عليا ليه
كارما بقـ ـلق:تكونش طيب راحت الشقة
نفـ ـى ليل قائلًا:لا هتروح ليه هناك انا قايلها متروحش هناك دلوقتي لحد ما أشوف حـ ـلّ
أقترب علي مِنه قائلًا بتساؤل:في إيه يا ليل عرفت فين روزي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك ليل رأسه نافيًا وقال بخـ ـوف:لا انا كدا هنزل أشوفها فين
أنهـ ـى حديثه وهو يتركهم ويتوجه إلى سيارته بخطوات سـ ـريعة لـ يترك علي صغيره أرضًا ويلحق بهِ قائلًا:أستنى انا جاي معاك
زفـ ـرت كارما وقالت بقـ ـلق:ربنا يعديها على خير
تحرك ليل بـ سيارته سـ ـريعًا كي يبحث عن روزي وهو يُحاول الإتصال بها ولَكِنّ كانت الإجابة واضحة وصريحة، زفـ ـر ليل بقـ ـوة وقال بغضـ ـب:مبترديش ليه يا روزي انا مش ناقـ ـص رعـ ـب
نظر إليه علي وقال:متقـ ـلقش يا ليل خليك متفائل
صدح رنين هاتفه عا ليًا لينظر إليه سريعًا على أمل أنها هي ولَكِنّ كان رقمًا مجهـ ـولًا، أجاب قائلًا:الو
“مَكُنْتش أعرف إنك بتحبّها أوي كدا”
عقد ليل ما بين حاجبيه وقال بتـ ـرقب:مين
أبتسمت قائلة:مش وقته .. وقت ما تعرف هعرّفك بنفسي ومِن غير ما تطلب أنتَ دا مِني .. المهم
توقف ليل بـ سيارته وقال متـ ـرقبًا:إيه اللي مهم
أبتسمت الأخرى وقالت بنبرة خبيـ ـثة:معايا را سين يخـ ـصوك حاببهم يرجعوا ولا نخـ ـلص سُـ ـكيتي
عقد ليل ما بين حاجبيه وقال بتـ ـرقب:را سين إيه
“أومال بيقولوا عليك ذكي أزاي ونبيه وصعـ ـب اللعب معاه … را سين واحدة عزيزة عليك والتانيه ممكن تستغـ ـنى عنها”
نظر ليل إلى علي الذي كان يستمع إليها بتـ ـرقب وهو يتمنى أن لا يكون ما يحـ ـوم داخل رأسه صحيحًا، تحدث ليل بتـ ـرقب وقال:أتكلمي مِن غير لف ودوران
أبتسمت قائلة بنبرة با ردة:مسجلاك حبيبي .. مَكُنْتش أعرف إنك بتخـ ـاف عليها أوي كدا .. بس تعرف طلعت حلوة أوي مِن غير النقاب .. ذوقك حلو ودي حاجه بعترفلك بيها
غـ ـلى الد م بعر وقه ليقول بغضـ ـب:أنتِ أزاي تسمحي لنفسك أصلًا
“إيه بتغير عليها لـ الدرجة دي .. وبعدين متخا فش الرجـ ـالة كلها على البوابات بـ ـره محدش شـ ـافها غيري .. المهم حابب تعرف مين الر اس التانيه؟”
نظر علي إلى ليل الذي نظر إليه بمعالم وجه لا تَـ ـنُم على خير وقال:مين
أبتسمت بـ أتسـ ـاع وقالت:شريف … إبن عمك
__________________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)