روايات

رواية سيد القمر الأسود الفصل الأول 1 بقلم زينب مصطفى

رواية سيد القمر الأسود الفصل الأول 1 بقلم زينب مصطفى

رواية سيد القمر الأسود البارت الأول

رواية سيد القمر الأسود الجزء الأول

سيد القمر الأسود
سيد القمر الأسود

رواية سيد القمر الأسود الحلقة الأولى

تحركت حبيبة بتعب بعد أن انهت عملها بإحدى محلات ملابس المحجبات في احدى المولات الشهيرة وهي تنظر إلى ساعة يدها التي تشير إلى الحادية عشر مساء
تنهدت بضيق و هي تغلق المحل لتلفتت إليها زميلتها بالعمل التي تساعدها في غلقه قائلة بجدية
=مالك يا حبيبة في ايه….؟!
قالت حبيبة بضيق
=إتأخرت يا منال .. إتأخرت وعلى اما اوصل البيت هتكون الساعه عدت 12 وصاحبة البيت هتسمعني مرشح عن الأدب والأخلاق و ان المفروض الواحدة المحترمة متتأخرش برا البيت لوقت متأخر كده وطبعاً هتقعد تهدد انها تطردني برا البيت وترميني في الشارع انا خلاص اعصابي مبقتش متحملة ..
منال بهدوء وهي تتوجه مع حبيبة
الى الباب الخلفي
=معلش يا حبيبة ان شاء ربنا هيرزقك بابن الحلال اللي هيريحك من الهم ده كله و بكرة تقولي منال قالت
حبيبة بحسرة
=وده هايجي ازاي و اي واحد يعرف ان انا متربية في ملجأ بعد ما عمي رماني فيه بعد ابويا وامي ما ماتوا بيهرب ومبيرجعش تاني
ربتت منال على كتفها بتعاطف
=ولا يهمك اكيد ربنا شايلك الاحسن بس خلي املك في ربنا كبير
حبيبه بابتسامة مرتعشة
=ونعم بالله .. يووه كفاية كلام و يلا بينا علشان منتأخرش
ثم قامت بالتخلص من الحذاء ذو الكعب المرتفع الذي يكاد يقتلها من شدة شعورها بالألم و هي تتنهد براحة لتضعه بداخل حقيبتها وتستبدله بحذاء رياضي مريح قائله‍ بتعب
=ايوه كده .. يا ساتر اخيراً .. رجليا كانت هتموتني ربنا يتوب عليا بقى
ثم ودعت صديقتها وهي تتوجه سريعا نحو الدرج الكهربائي في طريقها إلى الخارج عندما استوقفها صوت رنين هاتفها القديم
عقدت حاجبيها بتعب وهي تنظر لشاشة هاتفها الذي ظهر عليه اسم شريف ابن عمها والذي تعده بمثابة شقيقها فهو و على الرغم من معاملة والدته السيئة والقاسية معها ورفضها ان تقيم معها واجبار زوجها الراحل على وضعها في ملجأ للأيتام فهو كان على عكسها تماما كان يعامله بود وحنان ..
تنهدت بتعب وهي تقوم بالرد عليه بمرح
=ايوه يا اسم على غير مسمى .. عاوز ايه …؟!!
وقبل ماتتكلم انا لسه مقبضتش وممعييش فلوس وقدامي يومين على أما أقب……..
الا أن شريف قاطعها وهو يهمس بصوت جاد لم تعتاد عليه منه
=حبيبة اسمعيني كويس عشان مفيش قدامي وقت .. انا عاوزك لو جرالي حاجه تاخدي بالك من ماما ومهما حصل متسيبهاش لوحدها………………
ليكمل وهو يتنهد بتعب
=انا عارف ان ماما كانت قاسية عليكي وبتعاملك وحش بس علشان خاطري وخاطر بابا الله يرحمه تاخدي بالك منها في غيابي
حبيبة بتوجس وهي تشعر بإنقباض قلبها بخوف
=في ايه يا شريف انت بتتكلم كده ليه وغياب ايه اللي بتتكلم عنه .. في ايه .. انطق وقعت قلبي؟!
صاح شريف بغضب شديد
=انا رايح دلوقتي للكلب الي عاوز ياخد حبيبتي مني ويتجوزها غصب عنها هخلص عليه وهعرفه ان مش كل حاجه يقدر يشتريها بفلوسه وان برصاصة واحدة تمنها ملاليم هنهي حياته وكل ملايينه ونفوذه مش هينفعوه.
هتفت حبيبة برعب
=يا نهارك اسود عاوز تقتل وتودي نفسك في داهية .. تموت مين ورصاص ايه اللي بتتكلم عنه …؟!!
ثم تابعت بارتعاش وهي تجري بإتجاه الطريق العام تحاول ايقاف سيارة توصلها لمكانه الذي مازالت تجهله
=انت فين يا شريف وغلاوة امك عندك تقول انت فين…؟!
صاح شريف بغضب
= مش مهم انا فين المهم انا هاخد حقي وبعد اللي عمله فيا امبارح هقتله ومحدش هيقدر يمنعني وعمري قصاد عمره.
إبتلعت حبيبة ريقها قائلة بخوف
=قتل ايه يا شريف اللي بتتكلم عنه انت اتجننت وبعدين مش انا كلمتك امبارح وقلت انك كويس وبايت عند واحد صاحبك.
شريف بغضب وكراهية
=انا قلت كده بس علشان أمي متشوفنيش وانا مضروب و كرامتي متبهدلة .. بس انا هاخد بتاري منه و هرد كرامتي اللي داسها في التراب
حبيبة بإرتجاف
=مين ده اللي ضربك وبهدلك وعاوز تنتقم منه
انت بتتكلم عن مين .. انا مش فاهمه حاجه..!!
شريف بغضب
=بتكلم عن الكلب اللي اسمه عمر الرشيدي
حبيبة بتوتر
=عمر الرشيدي مين ..!! ده صاحبك والا حد بتشتغل معاه.؟!
ثم شهقت برعب واستيعاب
=اوعى يكون قصدك عمر الرشيدي بتاع مصانع الحديد والصلب..صاحب المصانع اللي انت شغال فيها !!
شريف بكراهية شديدة
=ايوة هو .. اللي فاكر انه ملك الدنيا كلها بماله ونفوذه و اللي نهايته هتكون النهاردة على ايدي
نظرت حبيبة حولها برعب وهي لا تستوعب طريقته الغريبة في الحديث لتصيح برعب
=انا مش فاهمة حاجة واحد زي ده هيأذيك ليه ايه اللي هيخليه يعمل كده وايه اللي عرفه بيك أساسا دا انت واحد شغال من الالفات اللي شغالين عنده
شريف بغضب
=بعد ماعرف علاقتي بـ مي طردني من شغلي وخلى رجالته يرموني برا الشركة وخلاهم يمشوا ورايا و يرقبوني ومن غير ما أحس وفجأة …
ليتابع بغضب شديد
=لقيت نفسي متكتف ومرمي في جراج قديم
وهو واقف قدامي بكل جبروت
يتهمني اني بطارد خطيبته وبفرض نفسي عليها ولما قلتله اننا بنحب بعض .. ضحك بسخرية وهو بيعايرني بفقري وابتدى يضرب فيا وهو بيقول
دا جزات اللي يبص لحاجه ملك عمر الرشيدي
لحد ما اغمى عليا ومحستش بنفسي إلا وانا مرمي في الشارع .. ومكتفاش بكده لا دا منعها انها تكلمني وخلاها تغير نمرة تليفونها علشان معرفش اوصلها بس ورحمة ابويا مش هسيبه حتى لو عمل ايه ولازم أندمه على عمره قصاد اللي عمله فيا.
حبيبة بذهول
=يا مصيبتي السودا انت بتتكلم على مين ..اوعى يكون قصدك على البت اللي كنت بتخرج وتسهر معاها كل ليلة في الديسكوهات .. هي دي تبقى خطيبته ….؟!!!
ثم صرخت بغضب وهي تستوعب معنى كلماته
=انت اتجننت رايح تعمل علاقة مع خطيبة واحد زي ده ..بكلمه منه ممكن يمسحك من على وش الارض وهي ازاي تخرج وتسهر وتسافر معاك وهي مخطوبة وهتتجوز .. ومستغرب انه ضربك و طردك من الشغل!!
لتتابع بخوف وغضب
=ده انت تحمد ربنا انه سابك لسه عايش.
ثم ابتلعت ريقها قائلة بخوف وتوتر
=اسمعني كويس انت مش في وعيك واكيد اللي حصلك مأثر عليك تعالى على البيت وآحنا هنفكر سوا وهنشوف حل.
صاح شريف بغضب
=حل ايه اللي هنشوفه بقولك طردني من الشغل وضربني وبهدلني وعاوز يتجوز حبيبتي غصب عنها هستنى ايه تاني هستنى لما اشوف فرحهم بعنيا ولا لما ينفذ تهديده ويسجني
ثم انفعل غاضبآ
=وبعدين انتي معايا ولا معاه انا غلطان اني اتصلت بيكي وكلمتك انتي طول عمرك ضعيفة و كرامتك متداسة من الكل وعاوزة الكل يبقى زيك …..
ليتابع بغضب
=بس انا مش زيك .. وهعرف ادافع عن كرامتي كويس.
تساقطت دموع حبيبة وهي تغلق عينيها بألم من أثر كلماته المهينه ولكنها تغاضت عنها وهي تقرر مهادنته حتى تستطيع معرفة مكانه واللحاق به قبل ان يرتكب جريمة تقضي على مستقبله
=انت .. انت عندك حق .. بس انا كلامي ده من خوفي عليك
ثم تابعت برجاء وهي تحاول ان تقنعه انها تريد مساعدته
=على الاقل قولي انت فين وانا هاجي اساعدك..
انت عندك حق اللي زي ده ميستهلش انه يعيش ولازم نجيب حقك منه.
شريف بتوتر وهو يشعر بالندم على كلماته المهينة والقاسية لها
=لااا خليكي انتي بعيد انا مش عاوز اورطك دا طاري وانا اللي هاخده
حبيبة بمهادنة وهي تحاول اقناعه
=انا مش هتدخل انا بس هراقبلك الطريق علشان محدش من رجالته يشوفك .. دول ممكن يقتلوك لو عرفوا انت ناوي على ايه
ثم تابعت بارتعاش وهي مازالت تحاول اقناعه
=قولي انت بس على مكانك وانا زي ما قلتلك هراقبلك الطريق وهساعدك تمشي بسرعة قبل ما حد يشوفك.
ابتلع شريف ريقه بتوتر وهو يحاول تقرير ما سيفعله وذهنه المشتت لا يساعده على اتخاذ القرار الصحيح إلا ان إلحاح حبيبة عليه جعله يرضخ في النهاية و يعطيها عنوان إحدى المطاعم المشهورة في إحدى شوارع القاهرة الراقية قائلاً بتوتر
=انا مستنيه في الجراج اول ما يخرج هخلص عليه
صعدت حبيبة إلى احدى سيارات الاجرة وهي تعطيه العنوان بلهفة قائلة لشريف بخوف
=شريف متعملش حاجة لحد ما اجيلك ..احنا هنعمل كل اللي انت عاوزه بس اصبر لحد ما أوصلك.
إلا انه اغلق الهاتف دون ان يجيبها
صرخت حبيبة بغضب وخوف في سائق السيارة
=بسرعة يا اسطى .. بسرعة الله يخليك
فيزيد السائق من سرعة السيارة وهي تجلس تتساقط دموعها من شدة الرعب وهي تدعي الله ان تستطيع اللحاق به قبل ان يرتكب حماقة تقضي عليه وعلى مستقبله..
بعد مرور بضع دقائق
وقف شريف يتحسس بتوتر السلاح الناري الذي يخفيه بداخل ملابسه وهو يتلفت يمينٱ ويسارٱ بتوتر محاولاً اخفاء نفسه خلف سيارة خصمه انتظارٱ لظهوره والانتقام منه
إلا انه تفاجأ بسماع صوت خطوات هادئة تقترب من السيارة وبصوت خصمه عمر الرشيدي وهو يتحدث في الهاتف مع احد الاشخاص قائلاً بجدية
=أنا عاوز كل الترتيبات بتاعة الفرح والجواز تخلص على نهاية الاسبوع مش عاوز عطله ………
ليتابع بملل
= عاوز أخلص علشان افوق للي ورايا .. هبقي اخلي مي و عصمت هانم يتواصلوا معاكم علشان تخلصوا الترتيبات كلها مع بعض.
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر الرد وهو يستدير حول سيارته ليتفاجأ بشريف يقف أمامه وهو يستشيط غضبآ بعد سماعه لحديثه في الهاتف وترتيباته للزواج من حبيبته فرفع سلاحه الناري مصوباً اياه تجاهه بغضب وتحدي
رفع عمر حاجبيه بسخريه وهو ينظر ببرود لشريف الذي ينظر إليه بتوتر والعرق البارد يغرق وجهه
عمر بسخريه وبرود
=شريف بيه الحرامي والمختلس هنا .. ايه اللي موقفك زي الفيران في الضلمه كده ..
ثم تابع وهو يقترب منه ببرود وتحدي في حين تراجع شريف للخلف بتوتر وهو مازال يصوب سلاحه بإرتعاش نحو خصمه
=و مدخلتش ليه المطعم جوه .. ايه الفلوس اللي سرقتها من خزنة الشغل خلصت .. طب كنت على الاقل تدخل عشان تشوفني انا ومي هانم واحنا بنجهز لترتيبات فرحنا ..
ثم تابع بسخرية شديدة
=يمكن تعقل وتبطل الأوهام اللي مالية عقلك.
صاح شريف بغضب وإرتباك وهو يصوب السلاح نحو صدر غريمه في حين واصل عمر الاقتراب منه ببرود..
=اقف عندك ومتتحركش بدل ما افرغ رصاص المسدس جوه صدرك
ضحك عمر بصوت عالي بارد مستفز
وهو ينظر اليه بسخرية و مازال يقترب منه بتحدي
=إرمي يا شاطر اللي انت ماسكه في ايدك ده بدل ماتتعور وتأذي نفسك الحاجات دي خطر على الاطفال اللي زيك سيبها للي يقدر يتعامل معاها..
شريف بغضب وهو يرفع سلاحه نحوه بتصميم
=انت مغرور وغبي و ناسي أن انا اللي في ايدي سلاح .. سلاح هاخد بيه حقي منك استعد علشان انا هوريك الطفل ده هيعمل فيك ايه!..
ليقوم بمحاولة الضغط على زناد سلاحه بسرعة في محاولة لإصابة غريمه إلا انه تفاجأ به يقف امامه مباشرة ويده ترفع اليد التي تحمل السلاح للأعلى وتستولي عليه بحركة خاطفة ..
ثم قام بركله بقوة في وجهه ثم في معدته ركلة طرحته أرضٱ..
وهو يصيح بغضب مصوباً السلاح في إتجاه رأس شريف الغارق في الدماء والغير مستوعب ما حدث له
=مش قلتلك متلعبش بحاجات ممكن تئذيك ..
انا دلوقتي هوريك الي انت كنت ماسكه ده بيتعمل بيه إيه
ليقوم بتصويب سلاحه بدقه في اتجاه رأس شريف وهو يبتسم بسخرية شديدة
“قبل لحظات” ..
دخلت حبيبة الى مرفأ السيارات التابع للفندق الشهير وهي تتلفت حولها بخوف وتعدل بإرتباك من وضع حجابها الذي يكاد يسقط من فوق رأسها وعينيها تدور في المكان شبه المظلم بتوتر تحاول الوصول إلى مكان شريف
سريعآ قبل ان يتسبب في حماقة تنهي بحياته ومستقبله..
ليلفت انتباهها صوت جلبة ضعيفة تأتي من بعيد جعلها تبتلع ريقها بتوتر وهي تدعي الله أن تجد شريف قد غادر المكان دون ان يرتكب الحماقة التي اخبرها عنها ثم توجهت سريعاً إلى مصدر الصوت وهي تتشبث بحقيبتها الكبيرة بخوف محاولة ألا تحدث أي صوت يلفت الانتباه إليها..
تسمرت حبيبة في مكانها لا تستطيع الحركة وهي
تضع يدها على فمها تكتم شهقتها برعب وهي تشاهد شريف يقف بإعياء يستند إلى الحائط ووجهه تسيل منه الدماء وملابسه شبه ممزة في حين يقف أمامه شخص أخر تظهر عليه معالم القوة والثراء وهو يصوب إليه سلاح ناري وهو يتحدث معه و يبتسم بسخرية..
إنتفضت حبيبة وهي تزيح عنها رعبها فتقوم بالبحث حولها عن أي شيء تستطيع به رد الهجوم عن ابن عمها إلا انها لم تجد فكل ما حولها هو بضع سيارات مصفوفة بترتيب وأرض مصقولة نظيفة.
لتشعر بالعجز يستولي عليها وهي وتنظر برعب للمكان الخالي وشبه المظلم من حولها وهي تحاول ايجاد من تستطيع الاستنجاد به فلا تجد أحد …. ثم شهقت برعب وهي ترى شريف ينحني بألم والدماء تقفز من انفه وفمه من أثر ضربة قوية سددها له الرجل الذي يحمل السلاح
اندفعت الدموع من عينيها وهي تقول بغضب
=يا ابن الـ* ………
ثم نظرت إليه بغضب مجنون وهي تحمل حقيبتها الكبيرة و الثقيلة والممتلئة بكل متعلقاتها الشخصية واندفعت بجنون إليه يدفعها خوفها الشديد على ابن عمها فهي تراه يضرب ويعذب وعلى وشك فقدان حياته على يد الطاغية الذي امامه.
وفي لحظة خاطفة مجنونة كانت خلفه تضربه بكل قوة لديها بحقيبتها الثقيلة برأسه التي ارتدت بعنف إلى الوراء وجعلته يختل توازنه و يفقد إتزانه مما جعله يسقط بعنف على الحافة البارزة لسيارته فتندفع نافورة من الدماء من رأسه تغطي الأرض جعلته يغيب عن الوعي مباشرة..
نظرت حبيبة برعب للدماء المنتشرة على الارض امامها وهي تقول ذهول
=مات .. مات .. انا قتلته ….. قتلته
ثم صرخت بقوة وهي تلطم خديها وتنهار بجانبه ارضٱ ودموعها تسيل بقوة
=انا قتلته .. قتلته
لتتفاجأ بشريف يحاول رفعها وهو يقول بتعب
=قومي ..زقومي ياحبيبة خلينا نمشي من هنا قبل ماحد يشوفنا.
إلا انها لم تستجيب له وهي تنظر برعب لعمر الغائب عن الوعي والدماء تسيل من رأسه
لتقول بهستريا وهي تبكي و تلطم خديها
=انا مكنتش اقصد ..كان هيقتلك و أنا كنت عاوزه ابعده عنك بس ..انا مكنتش اقصد صدقني ياشريف والله ما كنت اقصد.
صاح شريف بغضب وهو يحاول إبعادها عن المكان
=انا عارف انه مكنش قصدك بس خلينا نمشي من هنا قبل ماحد يجي ونروح في داهية
إلا انها صرخت فجأة بأمل ..
= استنى دا شكله لسه عايش انا شفته بيحرك راسه
صاح شريف بغضب
=انتي مجنونة يلا بينا من هنا قبل الحراس بتوعه ما ييجوا وادعي ربنا انه يكون مات لانه لو عاش مش هيسبنا على وش الدنيا ولا حتى ليوم واحد.
إلا انها تجاهلت حديثه وهي تقترب من عمر بأمل وهي جاثية تبكي وتقول بخوف
=انت عايش مش كده .. انا والله مكنش قصدي مكنش قصدي صدقني ..
ثم مسحت دموعها وهي تنظر إليه و تقول بارتعاش
=استنى ..استنى متخافش .. انا هساعدك…أول حاجه ..اول حاجه انا هربطلك الجرح ده علشان الدم يوقف
ثم نظرت حولها بارتباك تحاول ايجاد اي شئ تربط به جرحه النازف إلا انها لم تجد
فقامت بخلع حجابها دون تردد ولفه حول رأسه تكتم به الدماء الغزيره التي تسيل من جرحه وهي تبكي والدماء تغرق يدها الممسكه برأسه حتى إستطاعت السيطرة بصعوبة على نزيف الدماء التي تخرج من جرحه
وشريف يصرخ بها بغضب وهو يجذبها من يدها بقوة
=بتعملي ايه يا مجنونة ..انتي اكيد مخك جراله حاجة ..
=قومي .. قومي هنروح في داهية
إلا ان يده تسمرت
وهو يشاهد جفون عمر التي ارتفعت بضعف وتركزت على وجه حبيبة الباكي لثواني معدوة ثم اغلق عينيه وراح مرة اخرى في غيبوبة ثقيلة
وشريف يصرخ بجنون هيستيري
=قومي يا غبية .. قومي .. ارتحتي اهو مامتش وشاف وشك انتي كمان .. كده خلاص..خلاص انا وانتي انتهينا
ثم جذبها بعيداً وهي تحاول مقاومته فاخذت تبكي قائلة..
=حتى لو فيها موتي .. مش همشي قبل ما نطلبله الاسعاف
جذبها شريف للخارج بدون ارادتها وهو يرفع حقيبتها الملوثة بالدماء يحملها قائلاً بغضب
=إسعاف ايه ..انتي اتجننتي .. يلا بينا هنروح في داهيه……
دفعته حبيبة وهي تصرخ بغضب
=انت ايه يا اخي ده انسان وهيموت لو سبناه .. انا مش همشي قبل ما نطلبله الاسعاف واللي يحصل .. يحصل
تنهد شريف قائلاً بقلة حيلة
=طيب تعالي .. تعالي نطلب الاسعاف من اي تليفون برا لو اتصلنا من تليفونتنا هيجيبونا عن طريقها بسهولة.
هزت حبيبة رأسها موافقة بتوتر وهي تستوعب حديثه
=ماشي … في محل قريب من هنا انا شوفته وانا داخلة نروح نتصل منه
شريف بمهادنة
=ماشي بس خلينا نخرج من هنا الاول
تبعته حبيبة و دموعها تتساقط وهي تنظر بندم وحزن لجسد عمر الملقي أرضآ وهو ينزف بين الحياة والموت وهي تشعر انها مغيبة عن الواقع وكأنها تعيش كابوس بشع يمنع عنها الهواء تسير على قدميها تتبع ابن عمها وهي تشعر بارتخاء عجيب وكأن روحها تصعد ببطئ الى السماء حتى وجدت نفسها في الخارج وشريف يسحبها الى احدى السيارات القديمة والمركونة في شارع جانبي بعيدآ عن الأنظار وهو يقوم بقيادة السيارة بعيدٱ عن المكان
نظرت حبيبة حولها برعب وهي تقول بغضب
=واخدني ورايح على فين .. احنا مش اتفقنا هنطلب الاسعاف الاول
شريف بغضب وحقد
=اخرسي كنت هتودينا في داهية .. اسعاف ايه اللي عاوزانا نطلبهوله .. ده انا لو طولت اقتله ألف مرة هعمل كده ..
حبيبة برعب
=شريف انت اتجننت الراجل لو سيبناه هيموت
انطلقت ضحكة بشعة ساخرة من بين شفتيه
=ما يموت وألا يروح في داهيه .. زعلانه عليه ليه اوي كده
نظرت له حبيبة بدون تصديق ..
وقبل ان تعارضه ارتفع فجأه رنين هاتفه وسحبه وهو يقول بهدوء غريب وهو يبتسم
=ايوه يا حياتي ..المهمة تمت زي ما كنا مخططين .. مبروك يا قلبي
وضعت حبيبة يدها على فمها برعب وهي تستمع بذهول لضحكاته ترتفع وهو يتابع بهدوء
=اهم حاجه متخليش حد من رجالته يروح عند العربية بتاعته دلوقتي .. لحد السر الإلهي ما يطلع ونرتاح كلنا..
ثم ارتفعت ضحكاته وهو يقول بتسلية
=لا يا قلبي متخافيش محدش شافنا وكاميرات المراقبة كلها عطلانة هكرتها قبل ماادخل الجراج .. يعني كله في السليم ..انا كده خلصت دوري ..دورك انتي بقى تبشريني انه خلاص غار في داهية
ثم أغلق معها الهاتف وهو يبتسم بسعادة
وحبيبة تنظر إليه قائلة بزهول ودموعها تتساقط دون ارادتها
=يا مصيبتي السودة .. يا مصيبتي السودة .. هي دي مي اللي كانت بتكلمك وانت وهي كنتم مخططين لكل ده ..انت كنت مخطط تقتله.. يعني مش لحظة جنون عشان اللي عمله فيك!! ؟
ضحك شريف بسخرية
=تصدقي انك عبيطة وغبية ..لحظة جنون ايه اللي بتتكلمي عنها وهي لو لحظة جنون زي ما بتقولي يبقى جبت المسدس منين….؟!
ثم ارتفعت ضحكاته عالياً وهو يقول بمرح
=ايه لقيته جنب الحيط مثلا..؟!
حبيبة وهي تكاد تموت من شدة الرعب
= ولما انت ناوي تقتله قولتلي على مكانك وعلى اللي هتعمله ليه.. مخفتش افضحك..؟!!!!
شريف بمرح
=بصراحة يا حبيبة ومتزعليش مني انتي طيبة اوي ..طيبة بغباء وانا كنت محتاج حد زيك كده ..حد يثبت انه كان بيحاول يقتلني قبل ما انا اقتله علشان يعني لو خطتي باظت وإتكشفت ألاقي مخرج وألاقي حد يشهد معايا طبعا مفيش احسن منك يقوم بالدور ده بس انتي طلعتي جدعة ووفرتي عليا كتير وخلصتي عليه وريحتيني..
شعرت حبية بإنسحاب الدماء من وجهها وهي تقول بغضب
=وانت ايه الي مخليك متأكد كده اني مش هروح للبوليس دلوقتي و أبلغ عنك؟!
شريف بجدية ..
براحتك .. اعملي الي انتي عوزاه ..انا امي هتشهد اني كنت معاها طول اليوم ..وإنك بتكرهينا وبتتبلي علينا علشان بتحبيني وانا رفضت اتجوزك علشان ولا مؤاخذه يعني تربية ملاجئ وعايشة لوحدك من غير راجل يعني بالبلدي كده عايشه على حل شعرك .. و انك كنتي على علاقة بالمرحوم اللي بالمناسبة الكل عارف انه عنده علاقات بعدد شعر راسه يعني مش هيكون غريب عليه انه يكون ماشي مع واحدة زيك انتقمت منه و قتلته بعد ما سابها وخطب واحده تانية.. ومي روح قلبي هتأكد على كلامي ها !!
حلو السيناريو ده ولا أعملك سيناريو تاني؟!
ثم ارتفعت ضحكاته تشق المكان بسخرية
وحبيبة تتأمله بذهول ودموعها تتساقط وهي تستوعب كلامه المهين .. والمصيبة التي وجدت نفسها بها.

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيد القمر الأسود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *