روايات

رواية هذا ليس عالمي الفصل العاشر 10 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الفصل العاشر 10 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي البارت العاشر

رواية هذا ليس عالمي الجزء العاشر

هذا ليس عالمي
هذا ليس عالمي

رواية هذا ليس عالمي الحلقة العاشرة

كانت أميرة تصرخ بغضب وعصبية، وصوتها يدوي في أركان المنزل.
– بنتي يا حج دهشان، بنتي.
اوقف أمامها الجد بهدوء وقال: في أيه يا جميلة؟ مالك ولية الصراخ ده؟!
بدأت في البُكى، صرخت بهم بحده وقهر: بقى هي دي الأمانة اللي سيبهالك يا حج، رايحين تجوزوا عيلة لواحد قد أبوها!
مسحت دموعها بعنف ثم قالت بتحدي: الجوازه دي لا يمكن تتم يا حج وإلا هَتتم على جثتتي يا حج دهشان.
ثواني وكان صوت صالح يهز جدران المنزل من شدة الغضب.
– في إيه يا جميلة شكلك أتجنيتي، جاية دوارنا وتعلي حسك علينا! هي دي الأصول؟!
هتفت بعصبية: هو أنت خليت فيها أصول يا ابن الأصول، هتجوز عيلة لواحد قريب منك في السن!
ثار غضب الجد فهتف حده: جميلة أهدي أجده، وبعدين تميم مهواش كبير أووي عشان الهيصة اللي أنتِ عملاها دي، ومفيش حاجة حصلت غصب عن بتك، بتك موافقة على الجواز
– أزاي يعني يا حج نو**
قاطع صراخها وأنفعالها ذاك دخول نور وهي تركض نحو والدتها، وتعانقها بشوق ولهفة.
-ماما حبيبتي، وحشتيني أووي
بادلتها العناق ثم بدأت في نوبه من البكاء: حبيبتي عملوا فيكِ إيه؟ حصلك إيه؟ هما غاصبينك على الجوازة صح؟ تعالي غيري هدومك وأخدك ونمشي من هنا يلا ، أنتِ مبترديش ليه؟ ومال لونك أصفر كده لية، أنتِ مش بتاكلي؟! أنتِ مش..
– باس في إيه يا حجة؟! حيلك عليا.
صرخت بها نور لكي تفصل عن وصلة التحقيق ذلك، ثم ضمتها بحنان ومشاكسة وقال: وبعدين ليه العياط ده؟ أنتِ جايه فرح بنتك على فكره مش عزا، وبعدين هو حد قالك إنهم بيعلقوني بليل ولا بيطفوا تحت بطاطي السجاير!
ابتسمت بسمة خفيفة، ثم ضربتها بخفة على رأسها وهي تقول:يا قليلة الأدب.
عانقتها مرة أخرى وهمست لها بحنان: يعني أنتِ موافقة على الجوازة يا حبيبتي؟
نظرت لها باطمئنان وقالت: أه يا حبيبتي متخافيش، وبعدين تميم طيب وابن حلال، وأنا وسط عيلتي متخافيش عليا.
وأخيرًا قد لاحظت أن “هنا” بنت خالتها موجودة معهم في المنزل.
صرخت فاجأة فارحة
-: بت يا هنون.
“هنا”وقد أدركت أن نور تنادي عليها، فَهي مُنذ دخولها القصر وهي منبهرة بتراث المنزل وحجمه وأساس المنزل الراقي، فَ المنزل لم يظهر عليه أنه منزل في الريف أبدًا، فَهو بمثابة قصر في وسط القاهرة. التفتت لها بابتسامة وهي تقول لها بمزاح: أي ضا، أنت لسه واخد بالك يا لطفي!
رهولت نحوها وعانقتها بحب وشوق.
-: وحشتيني أوي.
-وأنتِ أووي، بس إيه يا واد الحلاوة دي، أحلوينا أهو على الجواز وبقلظنا.
ضحكت وضربتها في ذراعها بخفة وهي تقول: يا بت لسه متجوزتش أنتيِحافظة مش فاهمة.
صدح صوت سمية بينهم، وأخيرًا قررت أن تدخل في الحوار: واااه واااه، جميلة هانم أهنيه عندينا، يا مرحب يا مرحب.
ابتسمت لها بأصفرار وقالت لها: أهلًا يا سمية.
همست هنا بصوت منخفض لنور: هي مين طنط؟
همست لها الأخرى: عمته الحرباية.
ضحكت بصخب ثم قالت: هي بجد طلعت اسم على مُسمى؟
ألتفتت سمية لمصدر الصوت: واه أومال مين البنية الحلوة دي؟ ما تعرفينا يا جميلة.
جميلة: دي بنت أختي “هنا”
هتفت هنا بمرح: طب بقولك إيه بقى يا عسلية هي فين أوضة نور، أصل إحنا عندنا عروسة وقدامنا شغل كتير أوي.
نور وهي تشير للغرفة: أهي هناك، تعالي معايا يلا.
جذبت نور هنا نحو الغرفة، ركضوا نحو الغرفة وهم يغنون ويسقفون، وكانت الفرحة تعُم المكان.
هنا وهي تسفق وتغني: والنهاردة فرحي يا جدعان، عايز كله يبقي تمام، والنهاردة فرحي يا جدعان.
ضحك الجد وقال بفرحة تغمرهه: روحي يا جميلة يا بتي معاهم ، وأفرحي مع بتك دي ليلة العمر.
– حاضر يا حج، عن إذنك.
نظرت لهم اميرة بسخرية، وتمتمت بحنق: بنات قليلة حياء بصحيح.
ولسوء حظها فقد سمعتها جميلة، لفت لها وقالت لها: لا يا حبيبتي مش قليلة حيا ولا حاجة، بس ده فرح بنتي مش عزا يعني. وبعدين هو أنتِ مين يا حلوة؟
تدخلت صمية في الحديث وقالت: دي أميرة.
ثم لوت فمها وقالت بسخرية: مرت تميم اللي هيكون جوز بتك يا أختي.
لم تعطي لهم أنتباه وقالت بكبرياء: تشرفنا عن إذنكم.
**************
كانت هنا تضع الماسكات على وجهها وتغني بمرح: قدام مرايتها عادي تدلع براحتها.
أه طبعًا اومال إيه.
ولا ولا ولا ولا عندنا فرح وأنت لا، والنهاردة فرحي يا جدعان، عايز كله يبقى تمام.
ضحكت نور بصخب علي بنت خالتها، وقالت ضاحكة: بس يا هبلة أهدي شوية.
ردت عليها بعدم أهتمام وهي تكمل رقص بكتفيها: يا شيخة اتنيلي وأنتِ بت فصيلة كده، ده أنا فرحانة عنك يا جدع!
ردت بسخرية: فرحانة على إيه يا أختي؟! على خيبتي! ما أنا حكيتلك يا بقرة كل حاجة حصلت.
جلست وقالت لها بتركيز: لا بس الموضوع ده في إنَ وأخواتها كمان.
قطع حدثهم خروج جميلة من المرحاض وهي تتسأل: فين يا نور فستانك؟
أرتبكت الأخرى، فَردت بتوتر: إيه، ها ؟! أه، لا ما أنا معرفش.
ونبرة عالية غاضبة: يعني إيه إن شاء الله؟! هما مجابوش ليكِ فستان ولا إيه؟
نظرت للأرض بحزن وقالت لأنهاء الحوار: خلاص يا ماما هلبس أي حاجة.
نفت برأسها بعصبية وهتفت بحده: ليه ناقصة إيد ولا رجل؟ عشان متلبسيش فستان أبيض زي كل البنات، بقولك إيه أنا مش مرتاحة للجوازة دي، أنتِ تخرجي دلوقت وتقولي لجدك إنك مش***
قطع حديثهم طرق على الباب، نهضت هنا وفتحت للطارق وكان تميم.
– خير يا عسل؟
ابتسم لها وبلباقة قال: أنتِ هنا بنت خالة نور صح؟
-صح يا عسل. وأنت مين بقى؟
-أنا تميم
غامرتها السعادة فأطلقت زغروطة عالي وهي تشير له للدخول.
– هو أنت العريس! أدخل أدخل.
– إحم يارب يا ساتر، أزيك يا مرت خالي؟
وقبل أن تُجيب كانت تنطلق عليه بتهجم : أزيك يا تميم، بص بقى أنا لما وافقت على الجوازة دي فً أنا وافقت عشان نور موافقة، بس متوصلش إني أعرف إنكم مش عاملين لبنتي فرح، لا وكمان مش هتلبس فستان زيها زي كل البنات! لا لحد هنا وكفاية، أنا مش موافقة على الجوازة دي وهاخد بنتي وهمشي.
بتفهم وهدوء قال لها: مين قال إننا مش عاملين فرح؟ وإنها مش هتلبس فستان؟ أتفضلي يا ستي.
وضع بين يدها “كفر” بهِ فستان زفاف راقي، وقال ببسمة: وده أحلى فستان لأحلى عروسة، هو بس أتأخر شوية عشان جاي من مول كبير في القاهرة، والطريق كان واقف، وبالنسبة للفرح فَ أحلى ليلة بتتجهز عشان خاطر عيون عروستنا.
عانقتها الفرحة في ثواني، فَهبت لتميم تعانقه بفرح وأمتنان: يا حبيبي، فرحت قلبي ربنا يفرح قلبك.
بادلها العناق ثم وجه نظراته لنور: إيه يا عروستنا لسه كتير عاد؟
نور بكسوف بسبب نظراته لها: هو إحنا لسه عملنا حاجة، ده يدوب لسه هنبدء.
ضحك تميم بسبب هيئتها الخجلة، فَهي تصبح مثل الطفل الرضيع عندما تخجل! قضم شفتيه وقال: طب على راحتك، خدي وقتك يا عروستنا، صحيح عمك سالم على وصول هو وعياله ومراته، هو عنده بنت في سنك اسمها زينة، لما تيجي هتدخلك وتقعد معاكي عشان تتعرفوا.
– ماشي، بس ياريت ماتكونش تنحة زي ناس أعرفها، صحيح هو فين زهرا؟
– في الأوضة مش راضية تنزل مخابرش ليه.
-طب قولها إني عايزاها معلش يا تميم.
– من عيني حاضر، يلا عن إذنكم.
**************
أما في غرفة زهرا.
NORA SAAD
كان تميم صعد لها لغرفتها لكي يعلم لماذا لم تجلس معهم في الأسفل.
-إحم، زهرا ممكن أدخل؟
خافت منه بسبب وجود رقم حاتم على الهاتف وبجانبه عدد مهولي من المكالمات، فَهي لم تهاتف أحد سواه، دست هاتفها سريعًا أسفل الوسادة، وهتفت برتباك ونبرة مهزوزه: أدخل يا واد عمي.
دخل الغرفة ولكنه تعجب من أرتبكها هذا، فقال لها بتعجب: مفيش بس نور عايزاكِ تحت معاها عشان كتب الكتاب، خلاص مفضلش غير كام ساعة.
أرتبكت أكثر من نظراته لها فقالت بنبرة أهدأ قليلًا: لاه، مش قادره أنزل دلوجت، شوية أجده هنزل.
أنفعل من ردها، ومن أرتبكها الذي يشعره أنها تخفي شئ، فصاح بها حده: في إيه يا زهرا مالك؟ مش على بعضك أجده؟! وبعدين كيف يعني مش هتدلي لتحت؟ عمك خلاص على وصول.
خافت الأخرى فقالت بطاعة للتقي غضبه: حاضر يا واد عمي هنزل آها، أغير خلآتي بس(هدومي).
-ماشي
واصل حديثه بخبث وقال: وعلى فكرة نور متعرفش إنك أنتِ وأخبارك السبب في كل اللي حصلها متخافيش.
أرتبكت أكثر فقالت بتلعثم: أه، أصل **
قطع حديثها خروج تميم من الغرفة دون أن يعطي لها أي أهمية.
تنهدت براحة ثم طلبت رقم حاتم مرة أخرى.
– ألو يا حبيبي

– مفيش ده تميم كان بيقولي أدلى لتحت عشان نور.
..
-طيب أني هقفل دلوقت.
..
-سلام يا حبيبي
بدلت ملابسها بسرعة وذهبت لغرفة لنور، مرّ الوقت عليهم، ووصل سالم أبن الحج دهشان هو وعائلته، قابلهم الجميع بالترحيب الحار والمعانقات.
قابلهم صالح بابتسامة واسعه مرحبه بهم، ثم صاح على زهرا.
: خدي يا زهرا زينة يلا وأدخلي لعروستنا.
عزة(زوجة سالم): وخديني معاكي أبارك لعروستنا.
مازحها حسام(ابن سالم) وقال: وأنا مش هشوف العروسة ولا إيه؟!
وبغضب طفيف لكمه تميم في ذراعه وهو يهتف بهِ: تشوف مين يلااا !
مسك كتفه بألم وقال ضاحكًا: إيه يا عم ما هي بنت عمي على فكرة.
صاح بهِ صالم محتدًا: بس يا زفت، مش هزار ده.
تدخلت زينة في ذلك الشقار الطفيف وسحب زهرا من وسطهم وهي تقول لها: بت بت، يلا إحنا من هنا.
ضحكت زهرة عليها ومسكت يد عزة وقالت: يلا يا خيتي، يلا يا مرت عمي
هتف حسام: ويلا إحنا نقعد مع الشباب هناك.
تميم: يلا
**************
في الغرفة عند الفتيات.
خرجت نور لهم بعد أرتدائها الفستان، أستقبلتها هنا وهي تصفر لها. هتفت بأنبها.: وااو، قمر يا أخواتي، قمر، بنت خالتشي قمر، أه والله
لفت حول نفسها بفرحة، وتسألت بقلق: بجد حلو؟
-والنعمة قمرين مش قمر واحد
تعجبت نور من الفتاة التي تحدثت، فسألتها بمشاكسة: والنبي أنتِ اللي قمر، هي مين المزة دي؟
ضحكت زهرا، ثم بدأت في تعرفها: دي زينة بت عمك سالم.
هاجمت عليها نور وعانقتها وكأنها صديقة الطفولة وهتفت بفرحة: يا فرج الله، خش في لحم أخوك يا فواز
بادلتها العناق بسعادة وهتفت هي الأخرى: الله، دي مصرية وأفيهات بقى زيي وكده، يا بركة دعاكي ياما.
لم تستمر ذلك اللحظات كثيرًا، بسبب دخول هنا عليهم وهي تهتف بسماجة: سامو عليكوا، إحنا هنا على فكرة.
ضحكت عزة وتدخلت معهم وقالت هي الإخرى: وأنا هنا.
ضحكت نور هي الأخرى وقالت بتساؤل: مين المزة التانية دي؟
وضعت زينة يدها على والدتها وقالت بفخر: الست الفرفوشة دي تكون أمي يا صديقي.
تقدمت عزة لنور وعانقتها وهي تقول لها بمشكاسة: أنا مرات عمك يا عُمري.
وأخيرًا شعرت نور براحه لحد في تلك المدينة، فهي منذ قدمها لهما وهي لم ترتاح الأحد هكذا، فَهم مألوفين لها جدًا، و لُطفاء لأبعد الحدود.
ردت عليها نور بحب: قلبها والله، تصدقوا شكل العيلة فيها ناس قمر يا جدعان.
ردت عزة بفخر: طبعًا يا بنتي اومااال.
ابتسمت هنا ابتسامة غبية ثم هتفت لكي أحد يلاحظ أنها هُنا معهم.
: منورين يا جماعة والله.
ضحكت نور ثم بدأت في تعريف مَن حولها بمرح: طب أعرفكم على العيلة الكريمة، دي هنا بنت خالتشي، واللي قاعدة هناك دي وبتراقبنا وبتضحك تبقى الحجة والدتي، ودي لا بس كدة خلصت.
قامت زينة وهي تمثل أنها تحيي الجماهير بيدها.
-يا مراحب بأهل البيت يا مراحب، هيكون فرح زي الفل إن شاء الله. يلا يا عروستنا خلينا نشزف شغلنا، خلصتي اللي وراكي ولا لسه؟
نظرت لنفسها ثم قالت: لبست بس، وفاضل الميكب والشعر.
ضحكت هنا بصخب وقالت: وأختك حمارة في الاتنين، بس بعرف أحرق الشعر إنما إيه قمر.
قامت زينة وجلست نور علي كرسي الزينة وقالت لها: لا دي سبوها عليا.
ضافت عزة: والشعر سيبوا عليا.
ابتسمت لهم بمتنان وقالت لهم: والله يا جماعة مش عارفة أقولكم إيه بجد.
ضربتها زينة في كتفها بخفة وقالت لها: بس يا هبلة أنتِ. عن إذنك كدة يا حجة، هشتغل أنا الأول ميكب.
ضحكت نور على طريقتها، ثم قالت بتساؤل: بقولك إيه يا أوختشي، هو أنا مشوفتكيش قبل كده؟
نفت زينة وقالت: لا مفتكرش.
-طيب، يلا على البركة أبدأوا.
بدأوا الفتيات في تجهيز نور للزفاف، مَر الوقت حتى آتت الساعة السابعة مساءٍ ، جاء صالح و أخذ نور لكي يسلمها لعريسها وسط فرحة الجميع، فَ كانت نور مثل الأميرات حيث كان (الفستان ضيق من الخصر ويزينه فصوص من اللولي، وكانت تزين شعرها فُرمة بسيطة، مع بعض الخصلات المبعثرة على وجهها التي زادتها جمالًا على جمالها، وتاج صغير يزين رأسها) فَكانت مثل الأميرات تمامًا.
تقدم منها صالح وهو يمد يده له، قال لها بحب وأنبهار من شكلها: جاهزة يا عروستنا؟
-أه
-طب يلا.
مسك يدها وتقدم للمأذون ثم سلمها لتميم.
نظر لها تميم بانبهار من جمالها الملائكي، تقدم منها ومسك يدها وقبّلها برقه ثم همس لها بعشق: قمري، زي القمر يا نور.
سحبت يدها منه برفق وقالت بتوتر: الله يعزك.
نظر لها بقرف وهتف بعصبية طفيفة: أبو شكلك، فصيلة.
أقترب منهم حسام، وبمشاكسة قال: أي ضا! وسع كده شوية، أنا حسام ابن عمك.
ضحكت نور بخفة وقالت: شكلك أخو زينة اللي كانت بتحكي عنه.
مسك خصلات شعره الناعم وشده للأمام وهو يقول بخبث: حصل يا قمري.
نظر له تميم نظرات نارية ثم هتف له بتوعود: قمرك في عينك يا حيوان.
وقبل أن يرد حسام جاء لهم صوت الجد وهو يقول بحنق: ما يلا يا ولاد، المأذون مستعجل.
صاح تميم سريعًا: جاي حاضر.
واصل وهو يواجه حديثه لنور: وأنتِ يا بت روحي أترزعي مع الحريم لحد ما أجي يلا، ومتتحركيش من مكانك.
غمزت له بمشاكسة وقالت له: عنيا يا برنس.
تم عقد قرانهم، و صدح صوت الأغاني في أنحاء البلد، كان العُرس على التراث الصعيدي، حيث السيدات كانوا يجلسن في المنزل يحتفلن بطريقتهن، والرجال في الخارج يحتفلون أيضًا بطريقتهم. لكن تميم كسر كل هذا و بعد عقد القرأن ركض نحو نور وعانقها بحب وشوق ولهفة، ومشاعر مُتضطربة فَهو لم يتخيل في يوم إنه يلتقي بها وتصبح زوجته!
ركض عليها بلهفه وغرزسها ما بين أضلاعه، وهي… وهي كانت مستسلمه له تمامًا، ضمها لضلوعه أكثر وهمس لها بعشق فاض بهِ: بحبك أوي يا نور، عُمري ما كنت أتخيل إن هيجي اليوم اللي هتكوني فيه حلالي، كنت بحلم باليوم اللي هتكوني فيه بين أيديا، ومكنتش مصدق ولا مقتنع إنه ممكن يجي بجد!
سمعت كلماته بقلب متضطرب، ومشاعر متداخله، لم تدرآي بماذا تُجيبه، فكل ما فعلته أنها همست ما بين شفتيها: أنا مش عرفة!
لم يهتم بما قالته فَحملها ودار بها بين الجميع، أما هي فَدفنت رأسها في عنقه وسلمت روحها وجسدها له، دقائق مرت عليهم ثم صدحت أغنية عمرو دياب(واللي عنده ضحكة) كان يمسك يدها ويتراقص معها على أنغام دقات قلبه، التي كانت تعزف أجمل مقطوعة في الكون، فَكانت دقات قلبه تسطر أول حروف عشقه، أول سطور عشقه وهي معشقته بين يدهُ حقًا! وبسعادة كان يوجه كل كلمة في الاغنية لها، مَرت عليهم ساعة كاملة وسط تسقيف الجميع وتصفير الشباب، غير بعض الناس الذين كانوا ينظروا لهم بفم مفتوح، فَهذه أول مرة يحدث عُرس بذلك الشكل، فَ تميم كسر كل القواعد، وقرر أنه لن يفكر في أي شيء سوى كيف يسعد معشوقته، ويمحي فكرة إنها تزوجت رغمًا عنها. كان ينظر لهم البعض بحب، والبعض الأخر كان يدعي لهم بدوام السعادة، والبعض كان يحقد عليهم و ينظر لكل تلك الأجواء بكُره وحقد شديد، ويتمنى أن تنقلب الليلة عليهم.
تم زفافهم على خير، وصعدوا إلى جناح تميم الذي جهز خصيصًا لهم، كادوا أن يرتاحوا لكن صدمهم صوت الجد الذي أتى من الشرفة وهو يقول.
– يلا يا تميم ورينا شرف بتنا يا ولدي.
طل عليهم من الشرقة ورد ببلاهة: شرف مين؟!
هتف صالح بحده: واه، شرف بتي، إيه نسيت عوايدنا عاد؟
تميم**

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *