روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الثاني والعشرون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الثاني والعشرون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الثانية والعشرون

فضلت مصرة على عنادها لحد ما في يوم لقيتها بتتصل بي وهي بتنهج: ر.. راشد الحقني, شكلي هولد ومفيش حد هنا.. قالت كلماتها الأخيرة وهي بتعيط
“اهدي متقلقيش أنا جاي في الطريق”. قلت كلمتي الأخيرة ونزلت من بيتي بسرعة لحد ما وقفت العربية قدام بيتها, طلعت بسرعة بخبط على باب الشقة بس فجأة سمعت صوت تكسير على الأرض, حسيت بالقلق وكسرت الباب لقيتها واقعة على الأرض وجمبها فازة مكسورة, واضح إنها جات تفتح وبسبب عدم اتزانها وقعت عالأرض, أخدتها بسرعة عالمشفى وهناك بمجرد ما شوفها دخلوها اوضة العمليات, كنت واقف بر الأوضة وأنا في اضطراب وقلق راح جاي وجسمي كله بيرتجف لحد ما خرج الدكتور بابتسامة وهو بيقولي: مبروك الدام جابت ولد.
لا إراديًا ليقت ابتسامة واسعة بترتسم على وشي وحسيت بشعور غريب أول مرة أحسه وخصوصًا لما الممرضة عرضت علي أشيل الولد, شعور اجهل تسميته اصابني وكأني لأول مرة أكون أب, هي فعلًا أول مرة أكون أب زي ما كنت أنا أول واحد يشيله بين ايديه ولما هي فاقت من أثر العملية, كنت أنا قاعد جمبها والبيبي في حضني, بصتلي وابتسمت وهي بتقول بنبرة متهالكة: ينفع أشوفه؟
ابتسمت وقربت منها وأنا بديها الولد, ضمته ليها وكأنه كان غاب عنها لسنين مع إنه لسه مولود, فضلت حاضنه لفترة بتستشعر فيه الدفء لحد ما قاطعت عليها صمتها بقول: حابة تسميه ايه؟
بصت للولد وهي بتبتسم وبعدين بصتلي وهي بتقول: مش عارفة, بس ممكن تساعدني في اختياره.
“أنا؟!”
“أه, يمكن لولاك مكنتش قدرت أوصل لهنا لا أنا ولا البيبي خصوصا إن أختي وجوزها مسافرين القاهرة علشان الدكتور الي ماما بتتعالج عنده وأخوي هو كمان مش هنا علشان شغله, مكنش قدامي غيرك رغم إني عذبتك معي كتير وكنت كل مرة بعزم إني مستحيل ألجأك تاني أو أدخلك في حياتي علشان تعرف تبعد بس كل مرة مش بلاقي غيرك موجود”.
“وهفضل موجود علشانك حتى ولو فضلتي تطلبي مني إني أمشى”.
“ليه يا راشد؟ ليه مش عايز تبعد؟ أنت مش شايف إنه كفاية؟”
“الي شايفه إنك لسه محتاجني فازاي عايزني ابعد؟”
“علشان…”
“قلتلي هتسميه ايه؟”
بصتلي صامتة لوهلات وكأنها يأست من مجادلتي, ميلت راسها وهي بتقول بنبرة خافتة: مش عارفة.
ابتسمت وأنا بمسح على شعر البيبي: زين.
بصتلي باستغراب في ملامح استفهام فابتسمت: كنت ناوي إن أول بيبي لي لو ولد هسيميه زين ولو بنت نسيم.
“ليه؟”
“زين ليزين عمري ونسيم لتلطف حياتي بهبوبها العليل”.
ابتسمت وهي بتلامس وجهه: زين؟ اسم جميل.. وبعدين بصتلي بابتسامة وهي بتكمل: ياريت لو زين كان له بنت توأم, كنت هسيميها نسيم.
ابتسمتلها: خلاص هعتبرك نسيم.
ابتسمتلي بتبصلي في ملامح استفهام فكملت: بما إني بحب فعل الخير قررت اتطوع واتبناك.
“يااا فعلًا؟”
“وتبقى نسيم راشد كمال”.
تتدرجت ابتسامتها لضحكة خفيفة وبعدين بصت لابنها واتبدلت ملامحها ليأس, بصتلها في استفهام بسأل: مالك؟
“أنت عارف إننا لازم نسجل زين قبل ال16 يوم ما يخلصوا وده لازم يحصل في حضور باباه.
“هتقوليله؟”
“وكأنك بتحكم عليّ بالموت”.
“طب ما تجي نتجوز”.
“تاني يا راشد؟ وحتى ولو تجوزنا أنت عارف إنه مينفعيش اسجله على اسمك”.
“عارف”.
“أمال ايه بقى؟”
“أنا بس بستغل اللحظة بما إنك ممكن تكوني تحت تأثير البنج لسه وتوافقي ولما تبقى في كامل وعيك أوريك عقد جوازنا فتكوني اتدبست وتضطري تسافري معي”.
كانت بتبصلي بملامح استغراب قاطبة حاجبيها لحد ما فجأة تدرجت ملامحها بتضحك: أنت رهيب, وبتغير الموضوع بطريقة غريبة وعمومًا اطمن, أنا فايقة جدًا وجدًا كمان.
اتنهدت وانا بضرب كف ايدي: يا خسارة.
ابتسمت وسكتت بصتلها وبنبرة جادة كملت: أنتي لسه مصرة؟
“وهيفضل جوابي واحد”.
“اديني فرصة واحدة وادي لنفسك الفرصة تعيشي تاني”.
“أنا جربت نصيبي مرة وخلاص مش حابة اخوض التجربة تاني, خلينا اصحاب أحسن”.
“طب منتجوز ونكون أصحاب عادي, ايه المشكلة؟”
“راشد أنا…”
وفجأة قاطع كلامها صوت دخول اختها وهي بتجري عليها بتحضنها, بصتلي بابتسامة وهي ضامة أختها: أنت قلتهم امتى؟
“بعد ما خرجت من أوضة العلميات”.
“هو أنا مش لسه خارجة من شوية؟”
“لا حضرتك أنتي كان بقالك يوم نايمة لحد ما فوقتي من ارهاق العملية, الدكتور قال إن الحمدلله إنك عديت منها على خير لأن حالتك كانت حرجة”.
انفكت أختها عن حضنها وبصتلي بابتسامة: أنا مش عارفة أشكرك ازاي.
“جوزهلي وهبقى انا الي ممتن لك”.
ابتسمتلي ابتسامة واسعة: أنا عن نفسي موافقة وليكون في علمك إن موافقتي هي الأهم.
“يعني أجيب المأذون؟”
قاطعتني وهي بتضرب اختها على درعها: انت ما صدقت؟ هي بتحب تهزر.
قاطعتها أختها بتكمل: لا مش بهزر أنا فعلا بتكلم جد, أنا مش فاهمة أنت بتعاندي ليه رغم إنك قلتلي قبل كدا إنك ندمت لأنك رفضت عرض راشد يوم ما جالك ولو عرض عليك تاني هتوافقي.
بصتلها باستغراب بسأل: أنتي فعلًا قولتلي كدا؟
ميلت راسها بتتكلم بتلعثم: أنا..أنا..
كملت اختها بتقاطعها: وكمان قالتلي إنها بتحس في وجودك بالامان.. ملحقتش تكمل كلامها وضربتها بتعيط: مقلتش كدا دنت فتانة.
مشاعري وقتها كانت متلغبطة يمكن مكنتش الشخص الي بتحبه بس كنت سعيد إني كنت ركن أمانها, من بعد اليوم ده وبعد اصرار أهلها عليها وافقت أخيرًا واتجوزنا بعد ما سجلنا زين ضمن المواليد بحوالي شهر وبعدين سافرنا.
قاطعته بسأل: مش فاهم سجلته ازاي؟ مش كنت لسه بتقولي إنه مينفعيش إلا في وجود والده.
“في الحقيقة كان لي واحد صاحبي في السجل وبالمحبة مشلنا الموضوع يدوب كنت محتاج منها عقد جوازها وبطاقته وصورة من بطاقته وباقي الورق احنا كملناه”.
“وازاي جابت بطاقته؟”
“كان معها صورة من البطاقة وعليها طلعنا بطاقة جديدة, يمكن الطريقة الي اتبعناها في التسجيل مكنتش شريعة, بس مكنش قدامنا حل تاني, خصوصا ان يدوب لحقنا نسجله قبل مدة تسجيله ما تخلص بيوم”.
“وبعدين؟”
“جينا هنا وعشنا في فرنسا, يدوب كنا بننزل في الاجازات لحد ما هي تعبت وتعذر علينا النزول, كان عمر زين وقتها عشر سنين, ومن باب إني كنت حابب أنفس عنها وعن حبسة البيت, قررت أخرجها, روحنا مطعم علشان تكون التدفئة متلائمة مع جسمها ومتتعبيش وهناك:
“تعرفي إنك جميلة أوي النهاردة”.
بصتلي بوجه ذابل وبابتسامة متهالكة ونبرة ضعيفة ردت: من عشر سنين وأنت لسه شايفني حلوة رغم جسمي الي المرض سكنه وخلى عمري فوق الستين والتجاعيد الي علت وشي.
حطيت ايدي على خدي وانا ببصلها: بس أنا مش شايف كل الي بتقولي عليه ده, انا مش شايف غير الانشراح الي بيصيب قلبي وانا شايف ضحكتك, ولمعان عيونك, ايوة هواللمعان ده الي بيلمع وقت ما بتسمعي كلام حلو.
“أنت اكبر انسان مرواغ شوفته في حياتي”.
“أنا بس بحبك”.
ابتسمتلي وميلت راسها, كنت عارف إنها مش هتقولها, من عشر سنين فاتت وديما بقولها بحبك بس هي عمرها ما قالتلي بس مكنتش زعلان منها, مفيش حد ينفع يجبر حد على حبه والمهم بالنسبالي إنها تكون قدام عيني طول الوقت, ده لوحده كان كفيل يخلني سعيد, صحياني كل يوم على وجودها كان سبب كافي يخلني أعيش, أنا مش عايش إلا بوجودها أصلا, قاطع صمتنا زين وهو جاي من حمام المطعم: ماما, ماما, تعرفي قابلت مين وأنا بغسل ايدي؟
بصتله بعلامات استفهام فجري ناحية حد بيتكلم في الفون وعاطينا ضهره, مسكه من ايده وهو بيقول: عمو تعال أعرفك على ماما هتتبسط لما تشوفك, أنا ديما بحكليها عنك وكان نفسي أشوفك عالحقيقة.
شابك الشخص ده ايده بايد زين ولف وشه ناحيتنا بيتقدم تجاهنا وهو بيكلم زين باصصله: دنا الي سعيد إني شوفتك.
فجأة ليقتها بترتجف وبان عليها الخوف, وبمجرد ما رفع وشه وقف مكانه في صدمة لكن سرعان ما اتبدلت ملامحه لابتسامة وهو بيتقدم ناحيتها: حبيبي!
كان هو, وفي المعتاد كان بينادلها ب”حبيبي” بدل اسمها, مكنتش صفة قد ماهو دلع أو لقب بيستخدمه, زين بصله في استغراب بيقول: حبيبي؟!
بص لزين بتردد وقبل ما يتكلم, وقفت قصاده وأنا بقول: صدفة غير سعيدة بالمرة.
ملامحه اتبدلت للانزعاج بس حسيته عينه كانت عليها وهي كانت واقفة ورايا بتتخبى في ضهري وماسكة في لبسي وعيناها للارض, وجهت وشه ناحيتي وانا بقول: أظن إن عيناك لازم تبقى معي طول ما كلامي معاك.
زاح ايدي وهو بيقول: وأظن إن حذرتك قبل كدا إني في المرة الجاية هقطعهلك إن اتمدت.
ربعت ايدي وبسخرية قلت: طب ما تعملها, انا مستني.
ابتسملي وهو حاطط ايده في جيوبه بيقول: في الحقيقة مكنتش هستناك تطلب بس تراجعت علشان خاطر “حبيبي”. كان بيقول كلمته الأخيرة بيتطرق للنظر ليها, محستيش بنفسي غير وأنا بضربه, لكمتي كانت قوية, وقع على اثرها على الارض, بصلي بنقم ولسه هيقوم فجأة سمعت صوت من بعيد بيناده, كان صديقه الي حاول يقومه وهو بيبصلي: احنا آسفين على الازعاج.
قال كلمته الاخيرة وهو بيحاول يقومه, زاح ايد صاحبه عنه بنقم وهو بيقول: انت ملكش دعوة, سبني انا عارف بعمل ايه كويس.
قام من مكانه وهو بيبصلي بنقم: أنا حاولت أتغاضى علشانها بس أكتر من كدا فأنت زودتها.
وقبل ما يرفع ايده, خرجت عن صمتها وهي لسه ماسكة فيّ متخبية فى ضهري وحاسس بارتعاش ايدها وبالخوف الي كان بيتملك نبرتها والي حاولت تظهر عكسها بتقول: ل..لو سمحت ام..امشي..النا..الناس كلها عيونها علينا.
بصلها في صمت, اتنهد ونزل ايده, زاح الكرسي الي كان قدامه برجله وهو بيقول غضبًا: سحقًا.
قال كلمته الأخيرة ومشي, كنت ملاحظ على زين علامات الاستغراب والخوف بصتله وأنا بمسح على شعره: مالك؟
“هو ليه كان بيقول لماما حبيبي؟ وانت ليه ضربته؟”
اترددت ومعرفتش أقول ايه وقبل ما اتكلم قاطعتني بتقول: راشد خلينا نمشى.
أومأت راسي بالايجاب, ومسكت ايدها وصلتها للعربية, فتحت الباب لزين علشان يركب بس سبني ومشي لجو الحديقة بتاع الفندق, رحت وراه وأنا بستغرب بسأل: حابب تبيت هنا ولا ايه؟
“مش أحسن ما اروح مع حد بيتجاهلني ومش راضي يعبرني”.
“وده حصل امتى؟”
“ياسلام وكأنك متجاهلتش سؤالي من شوية”.
ابتسمت وقعدت جمبه: وكان ايه سؤالك بقى؟
“بابا هو انت تعرفه؟”
“يعني”.
“والي خلاك تضربه إنك بتغير منه؟”
“ليه بتقول كدا؟”
“علشان أنا كمان بغير من علي”.
“علي؟”
“اه, صديقي في المدرسة او لا هو مش صاحبي علشان بيحاول يتقرب من ليلا وأنا.. أنا…”
“دي حبيبتك في المدرسة؟”
ميل راسه بيمسح على مؤخر راسه بخجل بيقول: ي..يعني.. بس هي مش بتحبني, بحسها بتحب تقعد مع علي أكتر وديما بتضحك معه مش معي, أنا بضايق اوي وبقبى عايز اروح اكسرله دماغه رغم إنه مش بيعملي حاجة وحش زي مانت عملت بالظبط دلوقتي.
سكت شوية وانا ببصله فكمل: احنا اتفقنا نبقى صحاب ومنكدبيش على بعض, صح؟
ابتسمت وبعدين اتنهدت وانا بقول: يعني, جزء من كلامك صح, بس انا من حقي اضربه علشان مش من حقه يبص على مراتي حتى ولو بالغلط.
“ليه؟”
“علشان هي تخصني ولازم الراجل يكون غيور على أهله”.
“يعني انا من حقي اضرب علي علشان ليلا تخصني؟”
“لا أنا مقولتش كدا, ثم ليلا مش من أهلك ولا بينكم أي رابط”.
“ماهي صاحبتي؟ مش ده يبقى رابط؟”
“لا مش رابط, الرابط ده الي هو جواز أو خطوبة يعني.. قاطعت كلامي وليقته مركز معي, اتنهدت وانا حاسس إني عكيت الدنيا: لحظة انا بقول ايه؟ ولا انت بتسألني في ايه؟
“حاسس إنك عكيت”.
قطبت حاجبي ببصله باستغراب فكمل كلامه بجدية: متقلقيش يا بابا أنا فاهمك, احنا رجالة زي بعض وأكيد فاهمين بعض, أنا فاهم إنك بتقولي كدا علشان مضربيش علي علشان هو طفل دلوقتي بس لما اكبر هبقى اضربه براحتي زي مانت عملت بالظبط.
بفم شبه مفتوح وحاجب مرفوع كنت ببصله باستغراب وفجأة تدرجت ابتسامتي للضحك المتواصل, مكنتش عارف اتصرف في موقف زي ده ازاي لحد ما قاطع كلامي بيقول: أوعدك مش هزن على ماما تاني علشان تتفرج معي, او اقولك أنا مش هتفرج عليه تاني.
بصتله باستغراب: تتفرج عليه؟
“اه, اصلي كنت بحبه أوي يا بابا وكنت معجب بذكائه وديما كنت بتابع البرامج الي بيطلع فيها وكنت بزن على ماما تتفرج معي, كنت بشدها من ايدها علشان تقعد معي, مكنتش بترضى تبصله في الاول بس بعد شوية من كلامه بلاقي عيناها بتبص عليه لحد ما بلاقي ملامح عبوسها بتتغير بعد فترة وبتبتسم وهي بتتفرج, حتى إنها اوقات مش بتركز معي لما بسألها حلو البرنامج ولا لا, انا كنت مفكر إنها مش بتحب تتفرج عليه و لما سمعته حبيته زي ماانا في برامج كتير مش بحبها إلا لما اسمعها بس مكنتش اعرف إنها مكنتش بتحب تتفرج عليه علشانك. قال كلمته الأخيرة وهو بيقوم بينفض هدومه بيقول: مش يلا علشان ماما متستناش كتير.
تصنعت ابتسامة باهتة وانا بهز راسي بالايجاب, كنت حاسس بخنجر بيخترق قلبي, معقول لسه بتحبه, طب وانا, ليه مش قادرة تحبني؟ زين مسك ايدي وسحبني لحد العربية بس قبل ما اركب انتبهت عليه بيخانق مع صاحبه, ركبت زين العربية وقولته إني هجي كمان شوية, سبته واتخبيت في مكان قريب منه وسمعته وهو بيقول: انت ليه مخلتنيش اوريه مقامه؟
“انت عارف إنك انت الي غلطان, وردة فعله طبيعية, كنت متوقع ايه منه وانت رايح لمراته وبتقولها حبيبي؟!”
“انا مقصدتش اقوللها بمعناها, انا قلتها بشكل تلقائي زي ما كنت متعود انادلها, ثم انا معرفيش إنها هناك, كل الي حصل إني ليقت ولد لطيف بيكلمني وبيحكيلي قد ايه هو معجب بي وحتى كلمني عن حاجات كتير عملتها, اتكلمنا شوية وقالي إنه نفسه يعرفني على مامته علشان هى كمان متابعة البرنامج وأكيد هتفرح لما تشوفني, مكنتش اعرف انها هي أو ده حتى ابنها”.
“طب وبعد ما عرفت سيادتك عملت ايه؟”
“انا ملحقتش اعمل، انا ليقت الي اسمه راشد ده واقف قدامي، كنت هفتحله دماغه لوما انك جيت”.
“اكيد يعني مش هيضربك من غير ما تعمل حاجة”.
“متقوليش ضربني بس, ثم انا قلتك, كل ده علشان ندهتلها زي مانا متعود”.
“حبيبي؟ على اساس ان ده اسم؟ ثم انا مش فاهمك قولتلي انك عمرك ما حبيبتها ازاي كنت بتنادلها بحبيبي. بعدين بصله باستغراب بيكمل: حبيبي؟! حبيبي؟! مش غريب شوية كلقب مش متخيل ان فيه حد ممكن يكون ده دلعه أو اسمه مثلًا”.
“جدتي كان اسمها حبيبة”.
“أيوة حبيبة مش حبيبي”.
“أنت مالك انت ماندهلها بالي عايز اندهلها به”.
” أيوة ده لما كانت مراتك, إنما حاليًا هي مرات راجل تاني ولازم تحترم ده”.
“بس أنا واثق إنها مش بتحبه علشان مستحيل تحب حد غيري وحتى ابنها الي بتقول إنه ابنه هو مش ابنه, أنا متأكد إنه ابني”.
“ليه بتقول كدا؟”
“مش عارف بس احساسي بيقولي كدا, الشبه الي بيني وبين ابنها والطريقة الي بيتكلم بها, حسيته أنا”.
“أنت مش بتقول إنه بيحب يتابعك يبقى أكيد بيحب يقلدك”.
“طب والشبه؟ بيقلدني مثلا؟”
“مخدتش بالي من شكله بس عادي يعني يخلق من الشبه أربعين”.
سكت وميل راسه في الأرض وبعدين اتنهد وكمل: ليه؟ ليه قررت تنهي كل حاجة بينا بجوازها من واحد تافه زي ده؟
“هي مانهتش حاجة, أنت الي خدعتها بدل المرة مرتين, فالمرة الأولى علشان انتقامك والمرة التاني علشان ابنك, متتوقعيش إنها بعد كل الي عملته ممكن مثلًا ترجعلك”.
“بس أنا عايزها”.
“أنت عايزها علشان مبقتش ملكك وحاسس إن في حد تاني أخدها منك, حب تملك مش أكتر”.
“ده الي كنت مفكره زيك بس أنا فعلًا بحبها”.
“وده من امتى إن شاء الله؟”
وقبل ما يكمل كلامه حسيت برسالة جاتلي على الفون, كانت منها بتسألني أنا فين, بصيت لرسالتها ببؤس, اتنهدت وسبتهم ومشيت ناحية عربيتي, كانت قاعدة مستينة في المقعد الامامي وزين ورا كالعادة, دخلت العربية على تثاقل وسوقتها لحد ما وصلت البيت من غير ما انطق ولا كلمة لاحظتْ سكوني, بس ماتكلمتش, دخلت زين أوضته وأنا روحت اوضتنا سارح بالتفكير, مهموم بكل شيء, أنا عارف إنها مش بتحبني بس إحساس إنها لسه بتحبه كان قاتلني, كبريائي كان مجروح وماليش حق اتكلم, أنا من البداية الي قررت أقبل بالوضع ده رغم إنها حذرتني بس حتى مع مرارة ألم مشاعرها ناحيتي إلا إني كنت هصر على طلبي بالجواز علشان مش قادر ابعد عنها ولا قادر أبطل أحبها أنا من غيرها ميت. وفجأة قاطع عليّ شرودي دخولها الأوضة على حرج منها, دخلت من غير صوت وأنا عاطيتها ضهري ونمت على جمبي, قعدت على طرف السرير من غير كلام وبعد دقايق من الصمت تطرقت بالحديث بنبرة خافتة بتقول: أنت زعلان مني؟
“سكت ومردتش”.
كملت كلامها: أنا عارف إنك مضايق علشان شوفته بس صدقني يا راشد أنا من ساعة ما اتجوزتك وأنا حافظة كل حقوقك وبراعي غيابك حتى لما حاول يتقرب مني تاني علشان نرجع أنا صديته.
لفيت وشي وبصتلها باستغراب: حاول يتقرب منك؟
ميلت وشها وقالت على ارتباك: قبل خمس سنين من دلوقتي, قابلته وانا بجيب ابننا من الحضانة, اصل مدير الحضانة يبقى صاحبه, كنت في مكتب المدير وقتها بنتكلم بخصوص زين وفجأة ليقته دخل المكتب, ارتبكت ومكنتش عارفة أعمل ايه وحتى زين وقتها كان في فصله, المدير سابنا لوحدنا لما جاله تلفون وقالنا دقايق وراجع, كنت ملاحظة نظراته, حاولت أقوم امشي ليقته وقفني, تجاهلته وجيت أخرج من الباب, قفل الباب ووقف قصادي بيقول: اسمعني الأول يا حبيب…
وقفت كلام بمجرد ما لاحظت علامات غضبي, وأنا بصراحة مكنتش عايز اسمع تجاهلت النظر ليها فكملت: بس صدقني يا راشد وقتها معطوتش الفرصة يكمل كلامه وخرجت عالطول من الأوضة أخدت زين ومشيت ولو فاكر أنا طلبت منك إننا ننقله في اسرع وقت لحضانة تانية وساعتها خلتك تتكفل بمهمة نقله.
“وخبيت ليه ساعتها؟”
“علشان خوفت على زعلك لأنك…”
“قصدك خوفت عليه علشان كنت عارفة إني هروح أكسرله دماغه”.
“صدقني أبدًا, أنا…”
“هسألك سؤال واحد وتجوبيني عليه بصراحة”.
سكتت وهي بتبصلي بخوف ممزوج بقلقها فكملت: أنتي لسه بتحبيه؟
“ليه بتسأل سؤال زي ده دلوقتي؟ احنا مش اتفقنا إننا مش هنجيب سيرته في بيتنا تاني؟”
“ااه صح, احنا اتفقنا فعلًا علشان كدا كنتي بتتفرج عليه كل يوم مع زين”. تصنعت ابتسامة وكملت بسخرية: حتى زين لاحظ شرودوك فيه.
“راشد أنا…”
“جاوبيني على سؤالي”.
“ها؟”
خبط ايدي في الكومودينو وانا بسألها بعصيبة: قلتلك جاوبني على سؤالي.
تجهمت في وشي وهي بتقول: انت ليه محسسني إني خاينة؟ من قبل منتجوز وانا حذرتك, وقلتك كذا مرة إنه مينفعيش, مينفعيش علشان انا عمري ما حبيتك, وانت عارف ده كويس بس انت اصريت عليّ ووافقت مش علشان اصرارك بس بس علشان كمان كنت حاسة إني محتاجلك ومفيش غيرك بحس معه بالامان, انت الوحيد الي اقدر امشى وراه وانا مغمضة حتى ولو قلتلي ارمي نفسك في البحر هعمل كدا علشان واثقة إنك مستحيل ترميني للتهلكة, ومستعد تضحي بحياتك علشاني, انت بنفسك الي قلتلي انك مستعد نتجوز حتى ولو هنعيش اصحاب بس وقد كان, علاقتنا مبينة على الاحترام والامان يا راشد ليه عايز تبوظها بتفكيرك فيه كل شوية؟
“انا برضو الي بفكر فيه؟ حتى هو من تصرفاتك عارف إنك مش بتحبيني وواثق انك لسه بتحبيه”.
“ما يفكر الي يفكره, المهم علاقتي بك انت, وتصرفي تجاهك وبس”.
“ازاي مش مهم وكل تفكيره صح؟”
“ومين قال انه صح؟”
“بصلي وقوليلي أنك مش بتحبيه”.
سكتت وبصتلي في تردد وبعدين ميلت راسها ساكتة, بصتلها بنقم وقومت وسبتلها الاوضة وقبل ما افتح الباب بصتلي بتسأل: رايح فين؟
“ماظنش إن الي بينا يديك الحق تسأليني”. قلت كلمتي الأخيرة وقفلت الباب وريا ودخلت أوضة زين, الحسنة الوحيدة بنا والشخص الوحيد الي كنت حاسس بحبه في البيت ده, اتنهدت وودخلت الأوضة, نمت جمبه عالسرير, حس على وجودي فاستدار ناحيتي وحضني وهو لسه نايم بيقول بنبرة هادية: هتنامي معي النهاردة؟
ضمته أكتر لي بمسح على شعره ببتسم, فضلت شارد بالتفكير لحد ما عيني راحت في النوم وفي نص الليل حسيت بحد بيدخل الأوضة, كانت هي, كان سهل عليّ ديمًا اميزها من صوت وقع خطواتها, فضلت مغمض عيني وعملت نفسي نايم, حسيت بها بتحضني وهي بتقول: أنا آسفة. قالت كلمتها الأخيرة وقبلتني على جبهتي وبعدين همستلي: أنا عارفة إن نومك خفيف وأكيد حسيت على وجودي, متنساش تفتح درج مكتبك علشان سايبلك فيه هدية وأكيد مش هقولك إنها نوعك المفضلة من الكوكيز ولا هقولك خالص إني خرجت النهاردة وأنت في الشغل وتهت في الطريق بس علشان أجبهلك.
لفيت نفسي تجاهها وأنا بسأل باستغراب ممزوج بعصيبة: خرجتي النهاردة؟
“شششش, زين هيصحى”.
همست وأنا بنبرة انفعال بكمل: ازاي تخرجي من غير ما تقوللي؟ افرض حصلك حاجة في الطريق لا وكمان تهتي يعني حتى مكنتش هعرف أوصلك.
ابتسمت وهي بتقرب وشها من وشي: ومين قالك إنك مكنتش هتعرف توصلي؟ أنت ديمًا بتلاقني حتى ولو كنت في بطن الحوت.
“اشمعنا بطن الحوت؟”
“دي كناية عن استحالة المكان يعني مثلا مثلا لو فيه سمكة ابنها ضاع وبطريقة ما انت كلت ابنها هل كانت هتتخيل إن ابنها هيكون في معدة رشودي الصغنن حبيب قلب ماما. قالت كلمتها الأخيرة وهي بتداعب خدودي, زحت ايدها وأنا بحاول اتجهم بقول: متحاوليش علشان أنا بجد المرة دي مضايق, ثم كام مرة هقولك متكلمنيش بالطريقة المستفزة دي.
“مش طريقتي كانت بتضحكك”.
“كانت, فعل ماضي”.
“طب والكوكيز طيب؟”
سكت وأنا ببصلها بنفس الملامح المتجهمة, خبطتني على كتفي وهي بتقول: عنك ما كلت أنا غلطانة أساسًا. قالت كلمتها الأخيرة وخرجت من الأوضة ولسه هترزع الباب فوقفتها: شششش, زين هيصحى.
دبت الأرض برجلها على تذمر ومسكت الباب بعنف بس سكته براحة بتبصلي على انزعاج, لا إراديًا ابتسمت بضحك, مينفعيش أضحك أنا لسه مضايق منها, يمكن بكدب أنا مش بعرف أضايق منها كتير, بس لا, هي جات على كرامتي أوي, وفجأة سمعت صوت تكسير جريت بسرعة تجاه الصوت ولقيتها واقفة قدام مكتبي بتبص على اصيص مكسور في الارض, زاحت القطع برجلها متأففة: اوف بقى, الموضوع مش ناقصك انت كمان. قالت جملتها الأخيرة ودخلت مكتبي, الفضول حثني أشوفها, أصلي عارفها ممكن تجيب ورق الشغل وتشخبط فيه علشان ضايقتها, وقفت عند باب المكتب ببص عليها, ليقتها واقفة في نص الاوضة بتبص وهي بتمتم: ماشي يا راشد, بقى أنا تزعقلي كدا؟
قاطعتها وأنا بفتح الباب: أنا مزعقتش, أنا…
قاطعتني وهي بتتكلم في حزم: اقف اتصنت في مكانك من سكات.
“أنتي أخدتي بالك؟”
“كنت عارفة إنك هتجي بمجرد ما تسمع صوت التكسير “.
“قصدك إنك عملت كدا عمد؟”
“شوية”.
اتنهدت: وانتي سيادتك بتعملي ايه هنا؟
“فين ورق الشغل الي هتسلمه بكرا؟”
“مفكراني عبيط وهدهولك كدا؟”
“هدهوني ولا أعيط وألم عليك الناس”.
“ماهو أنتي أكيد بتهزري, أنا شغال عليه بقالي اسبوع”.
“ماهو أنا مضايقة وعايزة اضايقك علشان مضينقيش تاني”.
“مش فاهم هتستفيدي ايه يعني”.
“علشان هتضطر تقعد تكتبه من اول وجديد ودي حاجة كفيلة تبسطني”.
“مبسوطة بتعذيبي؟”
“ده عقاب علشان مضيقنيش تاني, اديني بقى الورق واتصنت من سكات”.
فتحت الدرج وعطيتها الورق على مضض, ابتسمت وهي بتشدني من خدودي: يا ليئم, كنت قافله بالمفتاح علشان ما معرفش افتحه.
“مانا عايش مع عيلة صغيرة, لو كنت ناضجة زي زين كنت سبتلك المفتاح عادي”.
ابتسمت واخدت مني الورق وقعدت على المكتب ومسكت القلم وهي بتبص للورق بانشراح بتقول: يلا بقى اتخبى ورا الباب كويس لحد ما اخلص وبعدين تكشفني وانا اتوتر واقولك: د.. ددد..انا داخلة أنام.
“أنت عارفة إنك…”
“هعدى لحد عشرة, واحد…”
تأففت وخرجت بر الاوضة, ووقفت على الباب بتابعها وهي بتشخبط على الورق بسرور تام, وكأنها بتتبسط بجلطي, وفجأة توقفت عن شخبطتها وفتحت الدرج, بصت فيه وطلعت الكوكيز وهي بتفتحها بتقول على غضب: وعارف حتى دي مش هدهليك, علشان غلطانة لما أعبرك. قالت كلمتها الأخيرة وهي بتأكل على غيظ, قاطعتها بفتح الباب: لحظة, الكوكيز دي بتاعتي مينفعيش…
“احنا مش قولنا تتصنت بهدوء؟”
تجهمت ووقفت ورا الباب على مضض, بس سرعان ما اختفت الملامح دي واتبدلت لابتسامة وأنا بتابع انهماكها في الشخبطة وكأنها بترسم لوحة, دي لو بتشتغل مش هتتقن عملها زي ما بتشغبط باتقان كدا, بس رغم كدا كنت شارد في ملامحها, كنت حاسس كأن مفيش غيرنا في عتمة الليل وكأن كل حاجة متوقفة ومفيش غير سمفونية بتتعزف حوالينا بتزيد من جمال هدوء ملامحها أكتر لحد ما فجأة انتبهت عليها بتغير مسار شخبطتها لكتابة بتعيط, استغربت وكنت لسه هدخل, لقيتها مميلة راسها بتقول: متتدخلش.. وقفت مكاني فكملت كلامها: ينفع تمشي دلوقتى, عايزة أبقى لوحدي.
مكنتش حابب أضغط عليها فسبتها بس كنت قلقان, استنتها في اوضتنا وأنا قاعدة على حافة السرير مميل جبهتي على ايد لحد ما ليقتها بعد ساعة داخلة الاوضة, بصتلي بابتسامة بتقول: يااا, استاذ “ملكش الحق تسأليني السؤال ده” قرر يمنى علي ويشرفني في اوضتي المتواضعة.
“كنتي بتعيط ليه؟”
ابتسمت وهي بتحط مخدة ورا راسي: نام الأول وبكرا أقولك.
“بس…” وقبل ما أكمل كلامي ليقتها بتسند راسي عالمخدة وبتنام على كتفي بتشد الغطا علينا بتقول: أنت رغي أوي وأنا عايزة أنام, قلتك بكرا.
اتنهدت بمسح على شعرها: وطب والكوكيز أخبارها ايه؟
ابتسمت بتضمني: متقلقيش سبتلك واحدة.
“كتر خيرك بصراحة, انا هبروزها في المكتب”.
ابتسمت ومعقبتيش وبعدين تتطرقت بتكمل: راشد.
“اممم”.
“ممكن تقولي كلام حلو؟”
“بصتلها باستغراب فكملت: تعرف يا راشد مرايتك هي المريا الوحيدة الي بحب أبص فيها لأنها الوحيدة الي بشوف نفسي فيها من غير عيوب, أنا ديما جميلة في عيونك, عايزة أسمعك لآخر مرة وأنت بتحكي عني بعيونك.
ايدي ثبتت على شعرها وأنا ببصلها بملامح استفهام مزجها قلق: آخر مرة؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *