روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الرابع والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الرابع والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الرابعة والثلاثون

«لا يا حسام مش منطقي انا بقالي شهرين مِن ساعة ما شريف مـ ـات وانا مش مقتنع بـ أي حاجه بتحصل حتى جـ ـثته اللي أختـ ـفت دي انا مش مقتنع هتكون راحت فين» نطق بها ليل الذي كان يتحدث بنبرة حا دة وجا دة بعض الشيء وهو ينظر إليهم، أجابه حسام بنبرة هادئة وقال:مش يمكن البحر دا فيه قـ ـروش وقبل ما حدّ مِن الغو اصين يلاقوه كان أتا كل
أجابه علي قائلًا:الميَّاه ناقية ومفيهاش نقطة د م واحدة … وبعدين أشمعنا جـ ـثة دنيا طفـ ـت على سطح الميَّاه وشريف لا ودنيا خارجه مـ ـيته
حرك حسام رأسه برفق وقال بجـ ـهل:مش عارف بصراحة … الموضوع مثـ ـير للشـ ـك … بس إحساسي دلوقتي مُشـ ـتت ومش عارف أعمل إيه
زفـ ـر ليل ومسح على خصلاته وسَمِعَ هاتفه يعلنه عن وصول رسالة، نظر إليه ليل بطرف عينه قليلًا ثم أخذه ناظرًا إليه ليرى رقمًا مجـ ـهولًا أرسل إليه الرسالة تلك، تعجب ليل كثيرًا عندما رأى تلك الرسالة التي جعلته يتشـ ـتت
نظر إليه علي نظرة ذات معنى وقال بنبرة متر قبة:في إيه يا ليل
نظر إليه ليل قليلًا وهو مُشـ ـتت ليقول:رسالة غريبة
حسام:فيها إيه يعني
نظر ليل إلى الرسالة مرة أخرى وقال:بتقول إنهم متعـ ـمدين مو ت شريف ودنيا كانت وسـ ـيلة مش أكتر والدور على أخويا
عقدا كلًا مِن علي وحسام حاجبيهما سويًا ليقول علي بتعجب:مين دا وإيه دا أصلًا!
حسام بتـ ـرقب:مش يمكن دا كمين
حرك ليل رأسه برفق وقال بتشـ ـتت:انا مبقتش عارف مين الصح ومين الغـ ـلط انا أتجـ ـننت بجد
نظر حسام إلى علي نظرة ذات معنى ليُبادله علي نظرته دون أن يتحدث، لحظات ونهضوا ثلاثتهم فز عًا عندما دلف العسكري وهو يقول بهـ ـلع:ألحـ ـقوا يا بشوات سيادة الملازم مينا جرجس وا قع فـ مكتبه ومبيردّش على حدّ خالص!
كانوا بعض العساكر والضباط مُلتفون حول مينا يُحاولون إفاقته لتكون جميع محاولاتهم فا شلة، دلف ليل وخلفه أصدقائه واقترب مِنه سريعًا ليجـ ـسو على ركبتيه بجواره يُحاول إفاقته، ولَكِنّ كانت محاولاته فا شلة كذلك ولذلك نظر إليهم وقال بنبرة صار مة:عربية إسعاف متفضلوش واقفين بتتفرجوا كدا
خرج حسام وهو يضع الهاتف على أذنه ويتحدث قائلًا:أيوه يا سيادة اللواء .. مينا فا قد الو عي ومش بيستـ ـجيب لحد فينا نهائي … تمام حاضر
أنهى مكالمته معه ثم عاد إليهم مرة أخرى وهو ينتوي تنفـ ـيذ مطلب ليل الذي كان غا ضبًا في لحظتها حينما لَم يسـ ـعفه واحدٍ مِنهم
_____________________
«قاعدة لوحدك ليه يا ناهد مش قاعدة مع البنات جوه ليه؟» نطقت بها روزي التي أقتربت مِنها مؤخرًا وجلست على المقعد المجاور لها، نظرت إليها ناهد بهدوء وقالت:عايزه أبقى لوحدي
روزي:طب وبعد ما تقعدي لوحدك إيه اللي هيحصل دا حتى قعدتهم عسل وهتحبّيها
أبتسمت ناهد أبتسامه خفيفة وقالت:هحبّها بس مش هتحبّ
روزي بذهول:إيه يا ناهد مالك أنتِ كويسه … ومش هتتحبّي ليه بقى كُنْتِ نا قصة إيد ولا رجل يعني … أنتِ واحدة مِننا دلوقتي وليكي رأيك فـ أي حاجه بتحصل هنا ومينفعش تبقي منعـ ـزلة عننا بالشكل دا أتعاملي عادي وأضحكي وهزري هتلاقي اللي بتضحك معاكي وتهزر وهتحبّي الدنيا … جربي تاخدي خطوة واحدة لقدام حتى لو كانت صـ ـعبة هتفـ ـرق أوي معاكي ولازم برضوا تفكري في البيبي خلاص كلها شهر وتعرفي ولـ ـد ولا بـ ـنت فـ تبدأي تفوقي كدا عشان تجهزيله لبسه وحاجته الأيام بتجـ ـري وبكرا هتلاقي نفسك مسـ ـحولة فـ عيل ومش عارفه را سك مِن رجـ ـلك
نظرت إليها ناهد قليلًا ثم قالت بنبرة هادئة:تعرفي يا روزي … انا يوم ما قابلت شريف وانا حسيت إني لقيت نفسي اللي بدور عليها بقالي كتير ومش لقياها .. كُنْت عايشه فـ جحـ ـيم مع دنيا وعلى قد ما هي أختي وتوأمي بس مَكُناش متفاهمين خالص وعكـ ـس بعض فـ كل حاجه وخنا قاتنا كانت كتير أوي .. دنيا وحـ ـشة مِن صغرها الخُـ ـبث كان ماليها وكانت كل يوم تيجي بـ كا رثة شكل وانا اللي أشـ ـيل الليلة كانت بتستغـ ـل إننا شبه بعض أوي مفيش إختلا ف بينا فـ لمَ تعمل المـ ـصيبة ومترجعش وأكون انا فـ البيت والاقي الباب بيخبط والاقي اللي بيها جمني بفهم وقتها إنها عملت كار ثة والشخص اللي عملتله الكار ثة دا فاكرني هي فـ كُنْت بضـ ـطر أسكُت وأشيـ ـل بدالها … جت فـ مرة اتخا نقت معاها خنا قة كبيـ ـرة أوي بسبب الموضوع دا .. ساعتها معرفش كان فيها إيه بس لقيت السكـ ـينة مشـ ـرحة إيدي وقتها وعصـ ـايا خـ ـشب نازلة على د ماغي كأنها متـ ـعمدة مو تي فعلًا مش واحده فـ اللا و عي … ساعتها انا كُنْت بصر خ فـ الأول عشان الو جع اللي حسيت بيه فـ إيدي ومنظرها كان صعـ ـب أوي دخلت واحدة جارتنا علينا وقعدت تصر خ فـ دنيا وتضر بها وقلـ ـبها كان هيو قف مِن الخـ ـوف عليا … وبرضوا لمَ حـ ـققوا معايا وخدوا أقوالي هي صـ ـعبت عليا ومكانش ها ين عليا تتر مي فـ السجـ ـن وهي لسه شابه صغيرة بتبدأ حياتها … وعشان طيبتي وسذا جتي دي انا دفـ ـعت تمنهم قدام لمَ تنا زلت وقولت إني مسا محة
روزي:غـ ـلطتي يا ناهد آه هي أختك وكل حاجه بس اللي بيغـ ـلط لازم يتعا قب عشان ميعملش حاجه زَّي دي تاني إنما أسامح والغـ ـلط يرجع يتكرر تاني لا طبعًا مش صح دا أكبر غـ ـلط أنتِ فعلًا غـ ـلطتي
وافقتها ناهد الرأي قائلة:عندك حق .. حتى الناس غـ ـلطوني ساعتها بس نعمل إيه اللي حصل ساعتها بقى .. عشان كدا أول ما شوفت شريف حسيته طو ق نجاة ليا … وعشان كدا بدأت أحبّه لمَ لقيته حنين وطيب وبيخـ ـاف على زعلي .. كان فيه حاجات بدور عليها فـ البني أدمين ومش لاقياها وأول ما لقيتها فيه تَبّـ ـت فيه بإيدي وسنا ني
روزي بتساؤل:ودنيا أختك عرفت لمَا قربتي مِن شريف؟؟؟؟؟؟
أبتسمت ناهد ساخرة وقالت:دنيا تاني يوم كانت مهـ ـددة شريف إنه يبـ ـعد عنّي يا روزي .. بس شريف عا ند ورفـ ـض إنه يبـ ـعد بعد ما قعدنا فترة يعني مع بعض وحسيت إنه مشـ ـدودلي … ولمَ مخدتش نا فعة أذ ته
«أزاي؟» نطقت بها روزي التي كانت تستمع إليها بإنصات شـ ـديد لتقول ناهد:عملتلنا أعمـ ـال … وحدّ إبن حـ ـلال يعني قالي وساعدني وفـ ـكهم وانا بصراحة د مي غـ ـلي روحت جيبا ها مِن شعـ ـرها ومحستش بنفسي ساعتها وانا ناز لة فيها ضـ ـرب وأقلا م على وشها وشَـ ـد شعـ ـر … مفو قتش غير فين .. وياريتها بتحـ ـرّم يا روزي دي مبتتعـ ـلمش نهائي
أبتسمت روزي بخفة وقالت:فكرتيني بأيام الله لا يعودها … بحس إنها لعبة بالنسبالهم بجد حاجه مش طبيعية
ناهد:بعد مدة كدا يعني مش صغيرة شريف كان عايز يكلّم حدّ مِن عيلتي عشان يتقدم بس دنيا كانت مصـ ـعباها علينا أوي هو مَكانش فـ نيته واللهِ إننا نتجوز فـ السـ ـر … بس عارفه لمَ تتحطي فـ ضغـ ـط كبير ومتبقيش عارفه حاجه ومش دريـ ـانه بنفسك وتلاقي نفسك متجـ ـوزة فـ السـ ـر وخا يفه ومرعـ ـوبة مِن كذا حاجه فـ نفس الوقت .. بس شريف وقتها على قد ما هو كان مأ ذي معايا بس هو برضوا قال إنه هيقولكم إن هو اللي ضغـ ـط عليا وأتجوزنا فـ السـ ـر يعني هيشـ ـيل الليلة كلها هو … انا وقتها رفـ ـضت بس هو مدانيش فرصة الر فض دي وعمل اللي فـ د ماغه برضوا .. كانت دنيا أختي أستحـ ـلت اللعبة وهـ ـددته إنه لو متجو زنيش فـ السـ ـر هتقول حاجات تانيه
جحـ ـظت عينين روزي بصـ ـدمة قائلة:لا أنتِ أكيد بتهزري … هي أختك دي كانت طبيعية
ناهد:شريف وقتها يا روزي على قد إنه بيتخيَّر بين بلو تين بس أضـ ـطر يلـ ـجأ للجواز العر في … هي بجد كانت إنسانه مـ ـريضة كانت غر يبة وبتحبّ تعـ ـذب وتعجـ ـز البني آدم اللي قدامها أوي … مكانش فيه أحنّ مِن شريف فـ الفترة دي عليا واللهِ .. عشان كدا انا دلوقتي مش مـ ـرتاحة بسبب اللي حصل دا … بقيت حاسه إني عايشه وسط ناس غر يبة مش متقـ ـبلين وجودي … مبقتش عارفه مين اللي بيحبّني ومين لا أو مين يهـ ـمه أمـ ـري حتى .. تعرفي بقيت أحس إنه مش مهم بقى بالنسبة لي الموضوع دا .. بقيت شايفه قعدتي لوحدي أحلى
«ومين قالك كدا يا حبيبتي طب تصدقي وتؤمني بالله أختك الحـ ـرباية دي لو كانت لسه عا يشة انا كُنْت جـ ـبتها مِن شعـ ـرها عمـ ـلتها سجادة على الأرض» نطقت بها چويرية التي تقدمت مِنهما مؤخرًا حينما كانت تسير في الحديقة، جلست أمامهما لتنظر إليها كلًا مِنهما لتقول روزي:ربنا يرحمها يا چويرية ويسامحها راحت عند اللي أحسن مِن الكل
چويرية:على رأيك مع إنها برضوا مش كو يسه بس فـ الآخر ربنا اللي هيحـ ـاسبها مش إحنا
نقلت بصرها إلى ناهد وقالت:بقولك إيه يا بت أنتِ انا لو سمعتك بتقولي الكلام العبيـ ـط اللي لسـ ـوء حظك إني سمعته انا هعلـ ـقك إحنا كلنا هنا واحد مفيش أختلا ف ولو وقـ ـعتي هتلاقينا كلنا بدون أستثناء فـ ضهرك أصلنا ماشيين على مبدأ مُعيَّن وقت الجَد إيد واحده ومعاك على خـ ـط المو ت دا شعارنا عشان تكوني عارفه بس … وبعدين بقولك إيه انا مش عجباني قعدت دي قومي كدا أتلحـ ـلحي وتعالي أقعدي معانا جوه بنتنا قش فـ موضوع مهم جدًا تعالي أسمعي وبالمرة ناخد رأيك يلا قومي يا روزي
نهضت چويرية وأمسكت يد ناهد تجـ ـذبها برفق قائلة:قومي بقى متبقيش رخـ ـمة
نهضت ناهد بالفعل بعد أن أصَّرت چويرية على الذهاب معها ليتوجهوا ثلاثتهم إلى الداخل حيثُ يجلسن الفتيات جميعهن في غرفة چويرية يتحدثن في أمرًا هامًا بالنسبة إليهن، دلفت چويرية ومعها ناهد قائلة:أنتوا لسه بترغوا إيه متعـ ـبتوش
أغـ ـلقت روزي الباب خلفها وقامت بر فع نقابها وجلست معهن، نظرت إليها رهف وقالت:أحضرينا يا ستي فـ قسم الحوامل دا انا د ماغي هتفر قع
جلست چويرية قائلة بتساؤل:إيه اللي حصل؟؟؟؟؟؟
نظرت إليها ليالي وقالت:مين فينا هتولد الأول
عقدت چويرية حاجبيها وقالت:وانا إيش عرفني إيه الهبـ ـل دا
ملك:لا وفتحولي قسم المستلزمات كمان
تالين:انا اللي هولد الأول أرتاحوا
نظرن إليها نظرة ذات معنى لتقول بتول بتـ ـرقب:دا أزاي
تالين:أطفال هوا ئية يا ستي خلّينا نخلص مِن المـ ـرار دا
نظرت مريم إلى ناهد وقالت:إلا صحيح يا ناهد معرفتيش نـ ـوع البيبي
نظرت إليها ناهد وقالت بنبرة هادئة:لا لسه
نهضت بتول قائلة:انا رايحة أعمل أندومي انا لسه صغيرة على الجـ ـواز والخـ ـلفة والليلة دي كلها
نظرت إليها أيسل وقالت بتهـ ـكم:كلنا قولنا كدا يا حبيبتي ولبسـ ـنا فـ الحـ ـيط
مودة بحالمية:يـــاه لو يدخل حُذيفة دلوقتي ويسمع الكلمتين دول
أيسل:شا مة ريحة غد ر أوعي تكوني متـ ـفقة معاه عليا
مودة:يا أختي ياريت واللهِ على الأقل هنتـ ـسلى شويه وبعدين إحنا مبنشوفش خلقـ ـتهم بييجوا اتناشر بليل ياكلوا ويدخلوا يناموا ويصحوا الصبح بدري يروحوا شغلهم فينهم بقى هما
روزي:على رأيك .. بقالي يومين مبشوفش ليل بسبب الموضوع دا
نظرت بتول إلى مودة نظرة خبـ ـيثة وقالت:إلا قوليلي يا روزي هو صاحب ليل اللي معاه فـ دفعته أسمه إيه انا أعرف مينا بس في واحد تاني كدا معاهم على طول
شعرت مودة بالخـ ـوف فجأة فهي فَهِمَت ما تر مي إليه شقيقتها لذلك نظرت إليها بتو تر لترى نظرة شقيقتها الخبـ ـيثة وأبتسامتها السو داوية لتعلم أنها قاصدةً فعل ذلك، أجابتها روزي قائلة:قصدك على حسام
نظرت إليها بتول وقالت:الله يفتح عليكي … حسام
أنهـ ـت حديثها وهي تنظر إلى مودة مرة أخرى بتخا بث لتبـ ـتلع الأخرى غصـ ـتها بصعو بة وشعرت أنها مُحا صرة ولن تستطيع الهـ ـرب، تحدثت روزي قائلة بتساؤل:بس أنتِ بتسألي ليه؟؟؟؟؟؟؟
نظرت ناهد إلى بتول نظرة ذات معنى وقالت:بتستغـ ـل أختها
نظرن إليها جميعهن بعدم فهم فيما عدا بتول ومودة، أبتسمت ناهد بخفة وقالت:أصل حسام شكله كدا والله أعلم و قع
أنهـ ـت حديثها وهي تنظر إلى مودة التي شعرت بالحـ ـرج الشـ ـديد واشا حت بوجهها بعيدًا عن أعينهن، نظرن جميعهن إليها نظرة ذات معنى لتقول چويرية فجأة وهي تتو عد إليها:ومتقوليش يا حيو انة ومخبـ ـية علينا دا أنتِ الغـ ـدر بيجـ ـري فـ د مك يا بت وليلتك سو دة معايا
نهضت چويرية وأقتربت مِنها تضـ ـربها قائلة:بتخبي على چويرية يا بت انا ربيـ ـتك على كدا يا قلـ ـيلة الأد ب وانا أقول الواد كان مسـ ـحول ليه يوم فرح سعيد وهند أتاري البيه مش شايف غيرك
ضحكت هند وقالت:حلو أوي أدي واحدة طلعت بـ عريس أهي عقبال الباقي
روان:على فكرة حسام كويس أوي سمعت ليل بالصدفة كان بيتكلم مع ماما وبيشكر فيه أوي
زفـ ـرت بتول بعـ ـمق وأستـ ـلقت على الفراش قائلة بنبرة مسـ ـتفزة:لقد جاء مَن أرتضينا بهِ ليطرق على باب منزلها قائلًا «أفتحي يا نوسة انا اللمبي يا بت»
تعا لت ضحكات الفتيات فيما بينهن مودة التي كانت تضحك على أسلوب شقيقتها في الحديث، تحدثت تقوى بذهول وهي تصفق بمرح قائلة:ألعب يا باشا بنات الدمنهوري بتجيب شكا ير عرسان كل يوم وهي راجعة
ضحكت رهف قائلة:بصراحة آه دا مِنهم أربعة أجا نب تلاتة إيطاليين وواحد فرنسي
أبتسمت تمارا وقالت:نحن نختلف عن الآخرون
نظرت إليها روزي بطرف عينها وقالت بتلا عب:بس المصري يكسب يا عينيا
ضحكن مرة أخرى لتوافقها لارين قائلة:عندك حق
تقوى:لا على فكرة بقى الأجنـ ـبي يكسب برضوا مشوفتوش إيثان وطعامته يا خـ ـرابي يا جماعة بجد بمو ت فيه حتت سكَّرة
نظرت إليها ليالي وقالت:أشهدلك فرفوش وبيحب الضحك ورومانسي أوي
نظرت إليها چويرية وقالت:في لسه سناجل هنا وجـ ـفاف عا طفي نهدى شويه ونراعي مشاعر بعض بدل ما أقـ ـلبهم عليكم
نظرت إليها تالين وقالت:أنتِ طول عمرك شـ ـر يا بت أنتِ انا بشـ ـفق على اللي هياخدك
نظرت إليها چويرية نظرة ذات معنى وقالت بتهـ ـكم:وأنتوا فاكرين إني هعامله زَّي ما بعاملكم .. ضحكتوني واللهِ
روزي:واللهِ يا چويرية مسير الأيام تثبت
علّـ ـت طرقات خفيفة على الباب ليأتي صوت ليل مِن الخارج قائلًا:روزي
نهضت روزي قائلة:أستنوا هشوف ليل ورجعالكم
چويرية بسخـ ـرية:أهو سبـ ـع البور مبة شـ ـرَّف
«لمـ ـي نفسك يا أم ضـ ـب» نطق بها ليل ردّاً بها على جملتها لتتعا لى ضحكات الفتيات مرة أخرى وهن ينظرن إلى چويرية التي أحتـ ـقن وجهها وقالت بنبرة عا لية متو عدةً إليه:انا برضوا يا لو ح التـ ـلج يا عـ ـديم المشاعر نسيت نفسك ولا إيه ياض دا أنتَ لولانا مَكُنْتش أتجـ ـوزت روزي ياض يعني المفروض تكون ممنـ ـون لينا
أتاها صوته مرة أخرى قائلًا:وانا أبقى ممنو نلك ليه يا حيـ ـلتها أنتِ معملتيش حاجه أصلًا أنتِ هتستـ ـهبلي
نظرت بتول إليها وقالت:شكلك بقى وحـ ـش أوي
مودة:مكد بش بصراحة
عقدت چويرية ذراعيها أمام صدرها في ضيـ ـقٍ شـ ـديد قائلة بتو عد:ماشي يا ليل واللهِ لو ريك
وقفت روزي أمامه بعد أن أغـ ـلقت الباب قليلًا قائلة:عاش مِن شافك يا أستاذ
نظر إليها وقال بنبرة هادئة:حقك عليا انا عارف إني مأثـ ـر معاكم بس أعمل إيه الشغل بقى بس انا عمومًا خدت أسبوع أجازة عشانكم ومحضرلك مفاجأة كمان
لانت معالم وجهها ونظرت إليه قائلة بعد أن أرتسمت السعادة على محياها:بجد يا ليل .. أسبوع أسبوع ولا نص أسبوع
ضحك بخفة وقال:لا أسبوع كامل وهنسافر كمان
ظهرت أبتسامتها التي يُحبّ رؤيتها دومًا لتقول:بجد … هتوديني فين
أبتسم ليل وقال:لا دي بقى بتاعتي انا وقولت لجدي عشان ميطلبنيش فـ نص الأسبوع
عانقته روزي قائلة:رضيت عنك خلاص
أتسعت أبتسامة ليل لـ يُعانقها كذلك قائلًا:طب الحمد لله دا أهم حاجه دلوقتي
لحظات وأبتعدت عنه روزي تنظر إليه ليقول هو:انا خدت معاد مع الدكتورة والساعة سبعة تكوني جاهزة عشان المتابعة بتاعتك
حركت رأسها برفق وقالت:طب كويس انا كُنْت لسه هتصل بيها أحجز برضوا
ليل بتساؤل:رائد فين؟؟؟؟
روزي:هتلاقيه مع جدي تحت بيلعب
ليل:طب انا هاخده وهروح مشوار كدا وأرجع
عقدت روزي ما بين حاجبيها وقالت:مشوار إيه ومِن أمتى بتاخد رائد معاك فـ مشاوير تخـ ـصك
ليل:عادي وبعدين مخرجتش معاه بقالي فترة فـ بدل ما نقعد كدا أخده ونخرج شويه بقاله فترة مبيخرجش وأكيد زهـ ـق
تفهمت روزي الأمر ولذلك قالت:ماشي وانا قاعدة هنا مع البنات
حرك رأسه برفق وقال:يلا أدخليلهم وقولي لـ سوكة دي تهدى عشان متـ ـزعلش
ضحكت بخفة قائلة:حاضر
تركها ليل وذهب بينما دلفت هي وأغـ ـلقت الباب خلفها وأقتربت مِنهن وجلست مكانها نظرت إليها تقوى نظرة ذات معنى وقالت بمرح:شكله صالحك
ضحكت روزي وقالت:بصراحة آه
رهف:والله طيب
أبتسمت چويرية بتهـ ـكم واضح وقالت:أوي
نظرت إليها روزي وقالت بعد أن أغـ ـلقت عينيها نصف غـ ـلقة مد افعةً عن زوجها:طيب وحنين وبيحبّني ومفيش زَّيه كمان
زفـ ـرت چويرية وقالت:واللهِ لو بقى بجنا حات وبيـ ـطير مش هتتغيَّر حاجه مِن ناحيتي لِيه وهوريه لو ح التـ ـلج دا
ناهد:لا دا أنتِ كدا عندك عقـ ـدة مِن الرجـ ـالة مش ليل بس
_____________________
دلف ليل إلى غرفة والدته ليرى رائد معها ويلعبان سويًا، نظرت إليه كارما وقالت:أهو بابا جه
أنحـ ـنى ليل بجـ ـذعه نحوها طابعًا قْبّلة أعلى رأسها قائلًا:وحشتيني أقسم بالله أوي
جلست أمامها وحمَل صغيره على ذراعه طابعًا قْبّلة على خده لتنظر إليه كارما قائلة:واللهِ وأنتَ كمان أخيرًا جدك رحـ ـمك وأداك أجازة
نظر إليها ليل وقال:آه أقسم بالله دا انا عايز أزغرط
أبتسمت كارما وقالت:معلش يا حبيبي أنتَ عارف جدك لو قادر يخـ ـفف الحِـ ـمل مِن عليك هيعمل كدا مِن غير تفكير
ليل:الحمد لله انا عارف واللهِ يا ماما بس بتصـ ـعب عليا روزي ورائد انا غصـ ـب عنّي وهي برضوا أكيد محتاجه تقعد معايا، نخرج ورائد برضوا محتاجني بس بحاول واللهِ
كارما:أكيد هي مقد رة المو قف بس غـ ـصب عنها برضوا بتكون زعلا نة بس مبتبـ ـينش دا لمَ تكون موجود عشان متنـ ـكدش عليك
ليل:انا عمومًا خدت أجازة أسبوع قولت أخدها وأخد رائد ونسافر أي مكان نقضي كام يوم كدا نفـ ـك عن نفسنا شويه كفاية اللي عدى هلـ ـكني أوي
ربتت على ذراعه برفق ومواساة قائلة:أحسن حاجه يا ليل وإذا كان على اللي عدى فـ هو عدى فعلًا بس أثـ ـره لسه موجود ومش هيتمـ ـحي
ليل:الحمد لله إحنا فـ كل الأحوال راضيين وياما ربنا أختبارنا ونجحنا .. كل اللي ييجي مِن عند ربنا خير يا ماما
كارما:ونعمة بالله .. إلا قولي طه لسه مشالش الأفكار الهبـ ـلة دي مِن د ماغه
ليل:أقسم بالله انا نفسي نسيت وتعـ ـبت معاه بصراحة خلاص مش قادر أتكلم معاه تاني وانا عارف روزي كويس وواثق فيها فـ خلاص هو مقـ ـتنع انا مش هقدر أغيَّره
زفـ ـرت كارما وقالت:ربنا يهـ ـديه معرفش إيه اللي جـ ـراله
نهض ليل وهو يحمل صغيره على ذراعه قائلًا:أستأذنك بقى يا ماما هخرج انا والمعلم دا شويه
أبتسمت إليه كارما وقالت:روح
أشار إليها رائد مود عًا إياها قائلًا:باي يا تيتا
أشارت إليه كارما مبتسمة وقالت:باي يا روح تيتا
خرج ليل مِن القصر وتوجه إلى سيارته قائلًا:انا وأنتَ بقى يا معلم هنخرج خروجه جا مده أوي
نظر إليه رائد وأبتسم ليبتسم إليه ليل ويطبع قْبّلة على خده، أجلسه على المقعد المجاور لمقعده ثم تحرك إلى وجهته وهو يُحا دثه
______________________
«متتصورش يا مينا كُنْت واجـ ـع قـ ـلبي عليك أزاي» نطقت بها والدته وهي تنظر إليه بحـ ـزن لينظر إليها مينا قائلًا:الحمد لله يا ماما انا بقيت كويس أهو والدكتور قالي إن الذاكرة رجـ ـعتلي تاني
«الحمد لله يا حبيبي انا مبسوطة أوي واللهِ» أردفت بها وطبعت قْبّلة على خده ليبتسم مينا بدوره ويضمها إلى أحضانه طابعًا قْبّلة أعلى رأسها، تعا لت الطرقات على باب الغرفة ليدلف بعدها حسام قائلًا بمرح:مينا .. مكانش يومك يا ضنايا
ضحك مينا وهو ينظر إليه ليقول:شوفتي اللي حصلي ياما
«شوفت ياخويا» نطق بها حسام بمرح وهو يضمه إلى أحضانه ويتظاهر بالبكاء والتأ ثر، ضـ ـربه مينا على ذراعه برفق وقال:بس ياض لِم نفسك وأظبط
أبتعد حسام عنه ضاحكًا ليقول:عامل إيه دلوقتي طمني عليك
أبتسم مينا وقال:بخير الحمد لله أحسن مِن الأول طبعًا
أبتسم حسام وقال:الحمد لله يا حبيبي حمدلله على سلامتك
مينا:انا عايز أخرج أتمشى شويه حاسس إني زهقـ ـان
تحدثت والدته قائلة:هتروح فين بس يا مينا أرتاح يا حبيبي على الأقل النهارده وبكرا أبقى روح المكان اللي تحبّه
أعتـ ـرض مينا وقال:لا انا حابب دلوقتي .. وبعدين هي كانت أول مرة
تحدثت والدته قائلة بقلـ ـق:خا يفه تتعـ ـب لوحدك وانتَ بره يا حبيبي
أبتسم إليها مينا وقال:متقلـ ـقيش يا حبيبتي انا كويس
حسام بأبتسامه:متقلقيش عليه يا طنط مينا جـ ـبل ميهزهـ ـوش ر يح
أنهـ ـى حديثه وهو يربت على كتفه لينظر إليه مينا ويبتسم قائلًا:حبيبي يا برو
خضـ ـعت والدته في النها ية وقالت بأستسـ ـلام:ماشي يا مينا اللي يريحك يا حبيبي أعمله
____________________
كان يضع آخر لمسا ته على لوحته الجديدة التي قد أنتهـ ـى مِنها للتو ليبتـ ـعد عنها وتعلو أبتسامه رضا ثغره وهو ينظر إليها، ترك أغراضه ووقف قليلًا يتأملها بد قة حتى يرى إن كانت تحتاج إلى بعض اللمـ ـسات أو تعد يلات، ولَكِنّ أبتسامته ورضاه كانا العا مل الأسا سي في تلك اللحظة
صدح رنين هاتفه يعلنه عن أتصال هاتفي، ترك لوحته وتقدم مِن طاولته لينظر إليه ويرى المتصل أخيه، قرب يده مِن شاشة هاتفه ثم ضـ ـم أصابعه الأربعة ورفـ ـعهم إلى الأعلى ليسمع صوت أخيه يقول:إيه يا برو خلّـ ـصت ولا لسه
أجابه يزيد بنبرة هادئة وهو ينظـ ـف المكان قائلًا:لسه مخلّص حالًا واللهِ
حُذيفة:عاش يا حبيبي .. أنتَ قولتلي المعرض أمتى
يزيد:بكرا إن شاء الله
أبتسم حُذيفة وقال:حظك حلو واخد أجازة أسبوع
أبتسم يزيد وقال:دا انا محظوظ أوي فعلًا مش مجرد كلام
حُذيفة:قولي بقى هتعمل اللي قولتلي عليه
يزيد:آه طبعًا هطلع أخد شاور وأهدى شويه الأول
حُذيفة:تمام وانا عمومًا بره بعمل مشوار وجاي
يزيد:تمام يا معلم شوف هتعمل إيه وكلمني انا هسهر النهارده لو حابب يعني تسهر معايا
حُذيفة:حلو أوي أجهز عشان الماتش النهارده بتاعي
ضحك يزيد بخفة وقال:يا برو بلاش فتـ ـحة الصـ ـدر الكدا بة دي
أبتسم حُذيفة بثقة وقال:مش هتحـ ـط عليا كل مرة يا غـ ـشاش انا هور يك
أبتسم يزيد وقال:أشطا يا معلم وانا مستنيك
أنهـ ـى مكالمته مع أخيه ثم أكمل تنظيـ ـف مرسمه وتغطـ ـية لوحاته الثـ ـمينة التي تعـ ـب فيها كثيرًا حتى أنها ها فهي الآن أثـ ـمن مِن حياته، وبين الفينة والأخرى ينظر إلى لوحته الغالية التي أنها ها منذ بضع دقائق بأبتسامه
__________________
«على فين العزم» نطق بها شهاب وهو ينظر أمامه بهدوء ليتوقف شكري وينظر إليه قائلًا بتساؤل:انتَ عرفت منين إني خارج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسم شهاب وقال:يعني هي ريحة برفانك دي بتخليك تسلم مِني
أبتسم شكري ليقترب مِنه ويجلس بجواره قائلًا:رايح أقابل حدّ مهم
صدر صوت همـ ـهمه مِن بين شفتي شهاب المغلـ ـقة ثم قال:حدّ مهم .. قولتلي كدا بقى … مين دا بقى
شكري:عميل مهم في الشغل
شهاب:والعميل دا أسمه إيمان
شكري:آه دا انتَ مراقـ ـبني بقى
شهاب:موبايلك وقـ ـع تحـ ـت إيدي وعقبال ما ردّيت عليها بعد ما أتصلت سبع مرات تقريبًا قالتلي انا زميلة شكري وبليز قوله ميتأخرش … بتتأخر عليها يا وا طي ليه
تفا جئ شكري ليضحك قائلًا:إيه يا عم انا المفروض أتفا جئ ولا أتخـ ـض ولا أفرح دلوقتي أديني أوبشن
أبتسم شهاب وقال:اللي تعوزه يا حبيبي مش حـ ـارمك مِن حاجه
شكري:يا عم ما انا بتأخر عشان بكون داخل عليها بـ بوكيه ورد كدا يعني
شهاب:طب أنجز عايز أفرح بيك وأشوف عيالك
شكري:لا يا حبيبي مفيش مِنه الكلام دا
نطق بها وهو ينهض ويضـ ـرب على ذراعه برفق ليعقد شهاب ما بين حاجبيه ويقول بتـ ـرقب:يعني أيه مش فاهم
شكري:يعني لمَ تعملها أنتَ الأول يا حلو
تركه شكري وذهب ليأتيه ردّ أخيه الأكبر قائلًا:هعملها بس لمَ الظروف تتحسن شويه إنما أنتَ ساهلة قدامك يا سو سة متتحـ ـججش بيا يا شكري عشان لو أتد خلت هتزعل
ضحك شكري ليتركه ويخرج وحـ ـيدًا، زفـ ـر شهاب بهدوء ومـ ـسح على خصلاته عندما سا د الصمت المكان فجأ ة بعد أن خرج شكري، شعر بالو حدة التي بدأت تستـ ـحوذ عليه مرة أخرى ليقول بضـ ـيق:وبعدين بقى … مبحبّش انا الو حدة والصمت دا
نهض شهاب وقرر أن يخرج هو أيضًا فلن يتحمل هذا الصمت المـ ـريب يشعر أنه يخـ ـتنقه رويدًا رويدًا ولذلك فضَّل الخروج قليلًا حتى يعود شكري إلى المنزل مرة أخرى
_____________________
«تكوى» نطق بها إيثان وهو ينظر إليها لتنظر هي تجاه الدرج لتراه يقف ويشير إليها، تركتهم وذهبت إليه بهدوء قائلة:ماذا
أمسك يدها وقال بنبرة هادئة:تعالي معي أُريد أن أقول لكِ شيئًا هامًا الآن
صعدا إلى غرفتهما لتقول تقوى بتساؤل:هل حـ ـدث شيئًا ما إيثان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رأسه برفق وقال:نعم شيئًا هامًا للغاية
دلفا إلى الغرفة ليتركها ويغلق الباب خلفه ويعود إليها مرة أخرى قائلًا:كيف حالكِ
نظرت إليه تقوى نظرة ذات معنى وعقدت ما بين حاجبيها قائلة بتعجب:هل جئت بي إلى هُنا لتقول لي كيف حالكِ!!!!
أبتسم إيثان أبتسامته الجميلة وقال:لا وحتى أقول لكِ شيئًا
نظرت إليه تتر قب ما سيقوله، بينما أخرج هو يده الأخرى مِن خلف ظهره قائلًا:أحبّبتُ أن أقول لكِ أنني أُحبّكِ وأتمنى أن يحفظك ربي لي .. اليوم هو يوم المرأة العالمي وأحبّبتُ أن أجعله يومًا مميزًا لكِ
تفا جئت تقوى كثيرًا حتى أنها ضحكت وشعرت أن السعادة تغـ ـمر قلبها لذلك أخذتها مِنهُ وقالت بنبرة سعيدة:لقد فا جئتني كثيرًا إيثان .. أنا حقًا سعيدة للغاية الآن
إيثان:نسيتِ شيئًا آخر
عقدت ما بين حاجبيها وقالت:ماذا
إيثان:لَم تردّين على بقية ما قلته
أبتسمت تقوى وعانقته قائلة:أنت تعلم إيثان أنني أعشـ ـقك ولستُ أُحبّك .. أشكرك إيثان لقد جعلت هذا اليوم مميزًا وبشـ ـدة … تقوى تعشـ ـقك أيها الإيطالي
أبتسم إيثان وبادلها عناقه قائلًا:أعلم أنكِ تعشـ ـقيني ولَكِنّ أردتُ أن أسمعها مِنكِ مرة أخرى
ضحكت تقوى بخفة وربتت على ظهره برفق قائلة:ستسمعها دومًا أيها الرومانسي اللطيف
طبع قْبّلة أعلى رأسها وقال:كيف حال صغيرتي الجميلة
أبتعدت عنه تقوى تنظر إليه قائلة:أمازلت تريدها فتاة
إيثان:أجمل شرقية ستراها عيناي
تقوى بتـ ـرقب:وماذا إن كان فتى
أبتسم إيثان وقال:أجمل فتى إيطالي
ضحكت تقوى قائلة:ولِم تكون الفتاة شرقية والفتى إيطالي
إيثان بجـ ـدية:لأن الفتاة هي الوحيدة التي أطـ ـلقتُ عليها الشرقية وليس الفتى سيكون إيطالي فتاتي وحدها مَن تستحق لقب الشرقية وعن جدارة أيضًا
نظرت إليه تقوى نظرة ذات معني وقالت:الفتاة سلبـ ـت عـ ـقلك إيثان حقًا
أبتسم إيثان ثم جسـ ـىٰ على ركبتيه لينظر إلى بطـ ـنها التي كانت منتفـ ـخة وقال:نعم سلبـ ـت عـ ـقلي وأعلم أنها ستكون فتاة وانا أثق وبشـ ـدة في ذلك وشعوري لَم يخو نني يومًا … ستكون فتاة أليس كذلك يا صغيرتي الجميلة
أنهـ ـى حديثه وطبع قْبّلة عليها ثم ضمها لتبتسم إليه تقوى قائلة:الأيام تمضي يا إيثان وسنعلم قريبًا إن كانت فتاة أم فتى
إيثان:أتمنى أن تمضي سريعًا تكوى
__________________
«يعني إيه يا عبد الصادق اللي بتقوله دا … أنتَ متأكد .. طب أقفـ ـل دلوقتي» نطق بها عبد الرحمن وأغـ ـلق سريعًا وهو يشعر بالخـ ـوف الشـ ـديد على أولاد عمه، كان أول مَن يهاتفه ليل فهو أول مَن خطـ ـر على عـ ـقله، ولَكِنّ كان لا يُجيب ولذلك حاول أن يهاتفه مرة أخرى علّه يُجيب ولَكِنّ كانت الإجابة كسابقتها
مسـ ـح على وجهه بقـ ـلة حيـ ـلة وخـ ـوف وهو يقول:هجيبك أزاي انا دلوقتي .. يا ستير يارب .. يا ستير يارب
هاتف عبد الرحمن حُذيفة علّه يُجيب هو عليه ويُريح قلبه، لحظات وكان يسمعه يقول:أيوه يا عمي
تحدث عبد الرحمن بلهفة قائلًا:أخيرًا ردّيت أنتَ فين يا حُذيفة
عقد حُذيفة ما بين حاجبيه وقال:فـ الشقة خير
أستشـ ـعر حُذيفة تو تر عمه الذي قال:أطلع على شقة أخوك ليل بسرعة يا حُذيفة الشقة بتو لع بسرعة
جحـ ـظت عينان حُذيفة بصـ ـدمة وقال:أنتَ بتقول إيه يا عمي أنتَ متأكد
عبد الرحمن برعـ ـب:متأكد مليون فـ المية بسرعة يا حُذيفة انا بتصل بيه وهو مش بيردّ عليا وأنتَ الوحيد اللي بيشيل معاه نسخة مِن المفاتيح بتاعته أطلع على هناك بسرعة يا حُذيفة أرجوك وانا هحصلك دلوقتي
حُذيفة بتو تر:حاضر حاضر يا عمي مسافة السكة
أنهـ ـى مكالمته مع حُذيفة وتحرك سريعًا قا صدة منزل ليل وهو يشعر أن الرعـ ـب يتأكله فهو يعلم جيدًا إن علم ليل شيئًا كهذا لن يدع الأمر يمر مرور الكرام، بينما كان حُذيفة يقود سيارته بعد أن كان يشتري بعض الأغراض ثم عندما تلقـ ـىٰ مكالمة عمه قام بتغـ ـيير سيره سريعًا
وبعد مدة قصيرة وصل عبد الرحمن ليترجـ ـل سريعًا مِن سيارته وركض إلى الأعلى عندما رأى سيارة حُذيفة أمام بِنْاية ليل، بينما كان حُذيفة يقف أمام باب منزل صديقه وهو يشتـ ـم رائحة الدخـ ـان تنبعـ ـث في الداخل وأصوات غير عا دية تحدث، فُتح باب المصعد ليخرج عبد الرحمن سريعًا ويتقدم مِنه قائلًا:في إيه
أشتـ ـم الرائحة ليعقد ما بين حاجبيه فهو لا يرى الدخـ ـان منبعـ ـثًا مِن الداخل ولا أي شيء يوحي إلى وجود نـ ـيران في الداخل، وضع حُذيفة يده على الباب ليُبعدها سريعًا وهو يتأ لم لينظر إليه عبد الرحمن قائلًا بقلـ ـق:في إيه يا حُذيفة إيه اللي حصل
نظر إليه حُذيفة وقال بنبرة متأ لمة:الباب سخـ ـن أوي
نظر الأخير إلى الباب وهو يشعر أن هناك شيئًا غير عادي يحدث ولذلك نظر إلى حُذيفة مرة أخرى بعد أن أخذ القرار وقال:هنكـ ـسره
نظر إليه حُذيفة ليبدأ عبد الرحمن بكـ ـسر الباب بقد مه وهو ير كله بعنـ ـف، بدأ حُذيفة بكـ ـسره معه وبدأو الجيران يخرجون على الصوت وهم لا يفهمون شيئًا وظّنوا في بادئ الأمر أنهم لـ ـصوص ولَكِنّ هل هناك لـ ـصًا ملتـ ـحي!
ركـ ـلا سويًا الباب بعـ ـنف أكبر لينكـ ـسر في الضـ ـربة الأخيرة ويروا النـ ـيران تنبعـ ـث في الداخل وتلتـ ـهم ما حولها بسرعة وبشكلٍ مـ ـريب، جحـ ـظت أعين الجيران بصـ ـدمة ومِن بينهم هذا الجار المجاور لـ شقة ليل، دلف حُذيفة سريعًا إلى الداخل علّه يستطيع فعل شيء قبل أن تكبر النيـ ـران بشكلٍ كار ثي يد مر المكان
«يا لهوي غـ ـاز مين اللي بيسـ ـرب دا» نطقت بها إحدى الجائرات بخـ ـوف لينظر إليها عبد الرحمن ويفهم أن الحـ ـريق الأسا سي في شقة ليل والسـ ـبب مِنها هي، خرج حُذيفة وهو يسعـ ـل وقال:النـ ـار مش با ينلها مـ ـصدر جوه انا مش عارف أحدد هي سببها إيه
«أكيد ماسـ ـورة الغـ ـاز اللي جوه دا ريـ ـحة الغـ ـاز قو ية أوي» نظر إليها حُذيفة وقال:بس مواسـ ـير الغـ ـاز جوه سليمة يا مدام
شعرت الأخرى بالرعـ ـب لتقول «أومال هتكون جايه منين»
نظر إليه عبد الرحمن ثم دلف وهو ينتـ ـوي كشـ ـف السـ ـبب الرئيسي بينما لَحِقَ بهِ حُذيفة حتى لا يتركه وحده، تذكر حُذيفة أن ليل أخبره أنه ثمـ ـة عدة أوراق ها مة في الداخل خاصة بإحدى المأ موريات والقو اضي خاصته التي كلفها بهِ جده ليركض إلى الداخل وهو لا يهـ ـتم بتلك النيـ ـران التي حوله فقد أنتا به الهـ ـلع عندما تذكر أمر تلك الملفات والأوراق
توقـ ـف حُذيفة أمام غرفته وهو ينظر إلى الداخل بصـ ـدمة ورعـ ـب، فكما توقع، حُر قت الغرفة أكملها وهُنا شعر بترا خي أعصـ ـاب جسـ ـده أكملها عندما عَلِمَ أن كل شيء الآن أنتهـ ـى عند أحتـ ـراق الأوراق، وضع يديه على رأسه وخرج وهو مصـ ـدومًا
«في إيه؟» نطق بها عبد الرحمن وهو ينظر إليه بقلـ ـق لينظر إليه حُذيفة وهو مازال مصـ ـدومًا وقال:كل حاجه راحت
جحـ ـظت عينان عبد الرحمن وقال:يعني إيه
خرج حُذيفة ووقف بجانبه وقال:النـ ـار مسكت فـ الأوضة جوه وليل كان شا يل ورقه كله بتاع المأ موريات والقو اضي هنا … الورق وكل حاجه راحت
وضع عبد الرحمن يديه على وجهه بقـ ـلة حـ ـيلة وهو لا يعلم ماذا يقول ويفعل، صدح رنين هاتفه عا ليًا يعلنه عن أتصال هاتفي ليخرجه مِن جيب بنطاله ويرى المتصل ليل، أجابه قائلًا:انتَ فين
ليل:إيه يا عبدو لقيتك ها ريني مكالمات إيه يا راجل لحقت أوحشـ ـك
عبد الرحمن بهدوء:فات الأ وان خلاص يا ليل
عقد ليل ما بين حاجبيه وقال بتعجب:في إيه يا عم مالك وإيه اللي فات عليه الأ وان انا مش فاهم حاجه!
عبد الرحمن بهدوء:تعالى على شقتك
تعجب ليل أكثر وقال:شقتي .. إيه دا عربيتك وعربية حُذيفة بيعملوا إيه تحت … في إيه يا عبد الرحمن مترعـ ـبنيش
عبد الرحمن بهدوء:أطلع
أنهـ ـى حديثه وأغـ ـلق سريعًا ليتعجب الأخر ويصعد سريعًا إلى الأعلى، نظر حُذيفة إلى عبد الرحمن وهو يعلم جيدًا أن الأمر لن يمر بسلام البـ ـتة، خرج ليل مِن المصعد ورأى جيرانه يقفون أمام شقته التي كان بابها مكـ ـسور ليركض سريعًا إليها ويد فعهم عن طريقه ويدلف ليرى ما جعل الصـ ـدمة تلـ ـجمه وتتمكن مِنهُ، نظر إليه عبد الرحمن بهدوء ليدلف ليل سريعًا إلى الداخل وهو مصـ ـدومًا فهو لا يعلم ما يحدث إليه هو خصيصًا دونًا عن بقية الشقق الموجودة حوله، وقف أمام غرفته لتلـ ـجمه صـ ـدمة أكبر مِن الأخرى
نظر إليه حُذيفة بحـ ـزن د فين وأدمعت عينيه عندما رأى صـ ـدمة أخيه وصديقه الذي كان لا يصدق ما يراه حتى الآن، أبتعد ليل ببطء عن الغرفة وهو يشعر أنه يحلُم لا محل إنه بالتأكيد حُلم، خرج إليهم مرة أخرى وهو مصـ ـدومًا لينظر إليه عبد الرحمن بقـ ـلة حيـ ـلة وقال:ملحـ ـقناش أي حاجه
نظر إليه ليل دون أن يتحدث ولَكِنّ صـ ـدمته وتعابير وجهه تحكي الكثير والكثير الآن، تحدث عبد الرحمن وقال:حقك علينا ملحـ ـقناش الموضوع
وبعد مرور الوقت كان ليل يجلس وينظر إلى الأرض بشرود دون أن يتحدث بعد أن أطـ ـفأت النـ ـيران ومعه حُذيفة الذي كان ينظر إليه دون أن يتحدث، وعبد الرحمن يقف ويستند بظهره على الجدار خلفه بهدوء ويُفكر فيما حدث فهذه ليست المرة الأولى التي يحدث بها ذلك وخصيصًا مع ليل
«طول ما أبنك ومراتك متأذ وش أظّن فـ دا هية أي حاجه تانيه» نطق بها حُذيفة وهو ينظر إليه بهدوء، وكانت الإجابة الصمت فـ كان ليل مصـ ـدومًا وبشـ ـدة، يتخيل إن كانت روزي بالداخل هي وطفله وألتهـ ـمتهم النـ ـيران كيف كان سيكون الوضع الآن
عبد الرحمن بهدوء:فاكر إن كدا أحسن .. بالعكس
رفع ليل رأسه ونظر حوله إلى شقته التي كانت نصفها رمـ ـاد والنصف الآخر عليه علا مات النيـ ـران التي تركت أثـ ـرها على المكان وهو يُفكر، نهض بهدوء وتوجه إلى المطبخ أسفل نظراتهما يتفحص المكان فهذا المكان لَم تطله النـ ـيران
«مستحيل تكون موا سير الغـ ـاز يا ليل … مش سـ ـبب الحر يقة وبعدين لو كانت موا سير الغـ ـاز كانت خلصت على الكل والعمارة كلها ولـ ـعت» نطق بها عبد الرحمن وهو ينظر إليه بهدوء، بينما هو كان يقف ينظر حوله كالتا ئه يبحث عن سـ ـبب واحد يجعل تلك النـ ـيران تلتـ ـهم شقته بهذا الشكل الو حشي
تحدث ليل أخيرًا بنبرة هادئة وقال:وربي وما أعبد لـ أند م اللي كان السـ ـبب … الحركة دي أتعملت عشان ورق القضـ ـية اللي جوه وورق مأ مورية سيـ ـناء … هيتجـ ـاب
شعر حُذيفة بكـ ـم الحـ ـقد والغـ ـل الكا منين داخل إبن عمته وهذا حقه فهذه ليست المرة الأولى ففي المرة السابقة سُرِ قَت شقته وهذه المرة أحتر قت، وضع حُذيفة يده على كتفه وشـ ـدد عليه برفق وقال:لكل بداية نها ية يا ليل وكل حـ ـرب لازملها تضـ ـحيات فـ تضـ ـحي بشخص عزيز عليك ولا بمكان مقيم فيه .. الاتنين يفرقوا جدًا يا صاحبي وتضـ ـحية كل واحد غير التاني
«ما إحنا ضحـ ـينا بشريف مع إننا كان فـ إيدينا نلحـ ـقه» نطق بها بغضـ ـب بعدما ألتفت إليه فهو لم ينـ ـسىٰ حتى الآن ثأ ر أخيه الأصغر الذي لم يستطيع حتى الآن الأخذ بهِ كي تُطـ ـفأ نيرا نهم، تحدث عبد الرحمن بعد أن أنضم إليهما وقال بنبرة هادئة:بس انا حاسس إن الحر يقة دي مش بفـ ـعل فا عل
نظر إليه ليل وقال بغضـ ـب:أومال إيه لقت نفسها زهـ ـقانة قامت لوحدها ومسـ ـكت فـ شقتي انا أوضتي جوه متفـ ـحمة يا عبد الرحمن وورقي وشغلي ومستقبلي جوه بقى عبارة عن كتـ ـلة رمـ ـاد
عبد الرحمن:هنشوف لسه فيه تحقـ ـيق ومُعا ينة للمكان نستنى ونشوف إيه اللي هيحصل .. أهدى وتفائل شويه
______________________
دلف حسام بعد أن مضى ساعة على ما حدث إلى الداخل ليرى صديقاه يجلسان وهذا المسـ ـكين في عالمٍ آخر عن عالمهم، تقدم مِنهما قائلًا بذهول:طلعت أنتَ يا ليل
نظر إليه حُذيفة وقال:أنتَ مَكُنْتش تعرف ولا إيه
حسام بذهول:نها ئي انا معرفش إن ليل ساكن هنا أصلًا على طول بشوفه فـ بيت العيلة
جلس عُرابي على ركبتيه أمام صديقه الشارد وهو ينظر إليه قائلًا:انا حاسس بيك وحاسس بالو جع والقـ ـهرة اللي جواك وعارف إن اللي حصل دا مش أول مرة ولا هو سهل عليك بس اللي بيعمل كدا يا ليل عايز يشوفك ضـ ـعيف هو متعود يشوف القـ ـوة والثقـ ـة والبـ ـرود وزهـ ـق كله بيقـ ـع ما عدا انتَ وهو حبّ يشوفك بالصورة دي بطريقة غير عاديه … أول مرة لمَ أتسر قت الملـ ـفات كان قا صد إنه يقـ ـهرك ويشوف ضعـ ـفك وإنه يأ ذيك فـ شغلك بس النتيجة لمَ دا حصل كانت إيه … إنه لقاك بتعـ ـند ومُصّر تكمل ومش سر قة زَّي دي هتـ ـهزك وتضعـ ـفك ولقـ ـىٰ ثقـ ـة ولا مبا لاة فـ دا أداه حا فز أكبر إنه يعمل حاجه أكبر مِن السر قة وعشان كدا ملقاش حاجه أقو ى مِن أنه يو لع فـ الشقة ويسـ ـببلك خسا ير كبيرة وقد تكون أهـ ـون شويه مِن إنها تكون خسا ير بشـ ـرية مش كدا ولا إيه
نظر إليه ليل وهو يُحاول السـ ـيطرة على نفسه وعلى أفعاله قائلًا بعـ ـناد وقو ة:وانا هعا ند وهكمل ومش هنا وله اللي نفسه فيه مهما حصل حتى لو هيحـ ـطني فـ مزرعة متفـ ـجرات أقسم بالله ما هيحصل وهكمل وهاخد اللي حصل دا كارت إرهـ ـاب وهيتر دّله الضـ ـعف … أقسم بالله اللي عُمري ما بقسم بيه كذ ب لـ أكمل وهعا ند ونفـ ـسي طويل لو هيعرف يجيب آخـ ـره يوريني
تبدلت معالم وجهه في غضون ثوانِ مِن الحـ ـزن والشـ ـرود إلى الغـ ـضب والو عيد ور وح الأنتـ ـقام التي بدأت تنـ ـمو داخله منذ هذه اللحظة، أبتسم ليل ونظر إليهم وقال:معايا نسختين مِن ورق القضـ ـية والمأ موريات … نسخة ورقي فـ بيت جدي ونسخة على موبايلي … معملش حـ ـساب الحركة دي مِن بعد السر قة .. مش هتلـ ـسع مـ ـرتين مِن نفس الغـ ـلطة ومتعلمش
أبتسم حسام وقال:أحبّ د ماغك السـ ـم دي
نهض ليل ونظر إلى حسام وقال بنبرة صا رمة:عا ين المكان زَّي ما أتطلب مِنك وأعرفلي الحر يق دا بفـ ـعل فا عل ولا لا
نظر حُذيفة إلى إبن عمته نظرة ذات معنى وهو يعلم كل العلم أنه ينتظر فقط معاينة صديقه وبنـ ـاءً على ذلك سيعلم ماذا سيفعل ولذلك نظر إلى عُرابي بأمتـ ـنان على ما قاله إليه وجعله ينهض مرة أخرى ويُعا ند ويستمر فيما هو عليه مهما كانت العوا قب، ولذلك أبتسم إليه عُرابي بعد أن فَهِمَ نظرته فهذا كان دعمًا بسيطًا حتى يتحرك صديقه ولا يستسلم فهم أخوته جميعهم ولا يُحبّ أن يراه واحدٍ مِنهم مهـ ـزومًا مهما حدث فهم لا يعرفون الهز يمة طالما كانوا أصحاب حـ ـق ولديهم حقـ ـوق أمام العد و
«الحـ ـرب بدأت مِن عند شهاب … وهتنـ ـتهي عند شهاب» نطق بها حُذيفة وهو ينظر إليهم لينظر إليه ليل قليلًا ثم قال:عندك حق .. هي بدأت عنده وهتنـ ـتهي عنده وكل اللي فـ النص دا إحنا ودا بيقو ينا أكتر عشان في النها ية تكون لصالحنا إحنا
عُرابي:نسميها على كدا حـ ـرب الأعد اء
نظر إليه ليل وأبتسم قائلًا:هي فعلًا حـ ـرب الأعد اء
أبتسم حسام وقال بمرح:يا ويـ ـل العد و مِننا
أبتسموا ثلاثتهم ليقول حُذيفة ضاحكًا:يا ويـ ـله ويا سو اد ليله
ليل:انا المفروض كُنْت رايح القصر عشان أجازتي هتبدأ مِن بكرا وطبعًا انا عرّفت المدام ولو روحت فـ أي حتة ليها علا قة بالشغل ليلتي هتبقى سو ده وانا لسه مصالحها مبقاليش أربع ساعات
ضحكوا ثلاثتهم ليقول عُرابي:لا بُص أنتَ تمشي دلوقتي وسيبنا إحنا هنتعامل هنا وبكرا الصبح إن شاء الله مكالمة مِن حسام هتعرّفك كل حاجه وأنتَ يا حبيبي تستمتع بأجازتك عادي وإحنا نفس الحوار بعد ما تخلص إن شاء الله ونرجع نشوف هنعمل إيه
أتفق حسام مع عُرابي قائلًا:الراجـ ـل دا فهمـ ـان وبيتكلم صح
أبتسم حُذيفة وقال:لا يا صاحبي ما هو هيعمل كدا إجبـ ـاري مش بكيفه
أنهـ ـى حديثه وهو ير مق ليل نظرة ذات معنى لينظر إليه الآخر كذلك ويبتسم قائلًا:يا صاحبي براحتك معاك تصر يح
أبتسم حسام وقال بكل تهـ ـور:انا نفسي أبقى مِن العيلة دي بقى انا زهـ ـقت يا جدعان مش معقولة كدا
رمقه ليل ومعه حُذيفة نظرة ذات معنى ليقول الآخر بشـ ـك:تبقى مِن العيلة أزاي بقى .. أخوة ولا نَـ ـسَب
أدرك حسام أنه تهـ ـور هذه المرة أمام فردًا جديدًا فالأول كان علي وكان يعلم أنه يعلم ما فعله في حفل زفاف سعيد وهند والآن أو قع نفسه مع فردان جديدان والأثنين طائـ ـشان لا مـ ـحال، أبتسم حسام وقال:تفرق
أجابه حُذيفة قائلًا:طبعًا تفرق .. في فرق إنك تكون أخ وفي فرق إنك تكون نَسيب
نظر حسام إلى عبد الرحمن الذي كان يقف بعيدًا ويتحدث في الهاتف فهذا هو حماه عمَّ قريب كما يقول، فقال بداخله:بنتك دي يا عم عبد الرحمن مطفـ ـحاني كل حاجه
نظر إلى ليل وحُذيفة وقال بنبرة هادئة وضـ ـيق:بصوا بقى انا مش خا يف منكم وعشان انا جبت أخـ ـرى وخلاص مش هقدر أكمل انا فـ الليلة دي انا بحبّ مودة وعايز أتقدم يلا أديني جبتهالكم بصراحة وعلى بلا طة أتصرفوا
أبتسم ليل بإتساع وقال:وعهد الله كُنْت حاسس أصل انا مجرب السـ ـحلة السو دة دي قبلك
ضحك حُذيفة وقال:يا عيني دا غيرك طـ ـلع عين أهله سنتين دا أنتَ لسه مشوفتش حاجه هو إحنا أتجوزنا مِن شويه برضوا
نظر إليه ليل وقال ضاحكًا:فاكرها سهلة ميعرفش اللي فيها
نظر لهما حسام قليلًا وقال:إيه الضحك اللي بتضحكوه دا هو انا قولت نكتة
ليل بضحك:بصراحة آه قولي ليه
أخذ حسام نفسًا عميقًا ثم زفـ ـره قائلًا:ليه يا ست محاسن
ليل:عشان مش هتتجوز كدا بالساهل لا دي مكا يدهم عشان يو قعونا بيها مِن تحـ ـت لتحـ ـت يا ناصح أومال لمَ تيجي تذّ لك بعد الجواز هتذّ لك بإيه … وبعدين يا حبيبي أخوك أهو واقف قدامك كان بيكابـ ـر ولا كأنه شايفها وعايش راحت أستعانت بجدي أقسم بالله تاني يوم كُنْت مـ ـرتكب جنا ية وحا لفلهم بالله لـ أكتب عليها بُص يا حسام إحنا عيلة ثعـ ـبانية مِن الآخر بس مِن تـ ـحت لتـ ـحت وتفكيرهم تفكير شيا طين يعني هتفضل تسحـ ـبك تسحـ ـبك لحد ما تقـ ـع على بو زك وبعدها تتقـ ـل بقى يجيلك أنتَ بقى أرتكا ريا وخُدلك سنتين تلاته خطوبة يعني بُص حاجه فـ قمة الذُ ل والبهـ ـدلة وقـ ـلة الأ دب يعني مفيش كلام انا متصـ ـارح جدًا مع عـ ـيلتي
كان حسام ينظر إليها بذهول وعدم أستيعاب مِمَّ يسمعه لينظر إلى حُذيفة الذي قال:دا حقيقة واللهِ ما بنضحك عليك بس الحمد لله ألف مرة إنك وقـ ـعت مع مودة مش مع چويرية
عقد حسام ما بين حاجبيه وقال متعجبًا:ليه ومين چويرية دي!!
أبتسم ليل بأتساع وقال:چويرية دي بقى سـ ـفاح العيلة أسأل أحمد عليها وهتلاقيه بيقول فيها قصايد أقسم بالله لخمس سنين قدام
كان حسام يُحاول أستيعاب تلك الصـ ـدمات التي كان يتلقاها دون توقف حتى أنه في النها ية أبتسم أبتسامه واسعة بلهاء وقال:مش متجوز
____________________
كان يقف في إحدى الأماكن السكنية الراقية خلف سيارته ينتظرها منذ قرابة العشر دقائق بعد أن أخبرها أن تأتي إليه في الحال بعد أن أكتشف ما فعلته بصندوق سيارته وتو عد إليها بالو يل، دقائق أخرى مرت ورأها تقترب مِنهُ بسيارتها بهدوء وتقف خلف سيارته، ترجلت مِن سيارتها بهدوء وأقتربت مِنهُ قائلة بنبرة قـ ـلقة:في إيه يا أحمد رعـ ـبتني
أشار إليها تجاه صندوق سيارته وقال:أتفضلي أفتحي شنطة العربية وشوفي عملتي فيها إيه
تقدمت مِنها بهدوء وهي تشعر بالخـ ـوف فهي لا تتذكر أنها أقتربت مِن سيارته في الأساس، جاءت كي تفتح صندوق السيارة وجدته مغـ ـلق ولذلك تقدمت مِن باب السيارة الخاص بمقعد السائق وقامت بالضغـ ـط على زر صندوق السيارة ثم عادت إليه مرة أخرى وفتحته لترى حديقة مِن زهور التوليب في الداخل، زفـ ـرت بقو ة وأستندت براحتيها على السيارة وهي تنظر إلى الزهور بينما تستمع إلى قهقهاته على ردّة فعلها
نظرت إليه مِسك وهي تُحاول تمالُك نفسها فقد أفـ ـزعها حقًا وجعلها تظّن أنها أفتعلت كا رثة كبيرة، حاولت أن تكون جا دة ولَكِنّ ضحكاته جعلتها تضحك رغمًا عنها لتلتفت إليه تنظر إليه قائلة:هي بقت كدا
قهقه مرة أخرى وقال:إيه رأيك فـ رومانسيتي
تقدمت مِنهُ حتى وقفت أمامه قائلة:بذمتك أنك تخلـ ـيني أسيب الواد وأجي جـ ـري وانا عماله أفكر انا عملت كار ثة إيه وفـ شنطة العربية بتاعتك دي كدا رومانسية
أبتسم أحمد وقال:ما انا محبّتش يكون فيه رومانسي بس قولت أخلّي حبة ساسبينس فـ الأول وبعد كدا بقى رومانسي
زفـ ـرت بقـ ـوة وقالت:تعرف يا أحمد أنتَ هتيجي فـ مرة تلاقيني وقـ ـعت مقو متش تاني وأبقى ربي أبنك لوحدك
أختـ ـفت أبتسامته ليقول معاتـ ـبًا إياها:لا متقوليش كدا مقدرش أعيش مِن غيرك يا مِسك واللهِ
نظرت إليه نظرة ذات معنى وقالت:حلو الأعتراف دا انا سجـ ـلته عشان أذّ لك بيه بعد كدا لمَ تفكر تتفـ ـزلك وتقولي آه أقدر أعيش مِن غيرك عادي
«لا بقى كدا كتير إيه الذُ ل دا يا ستي أرحمونا بقى مش كدا» نطق بها بإنفـ ـعال زا ئف وهو ينظر إليها لتقول هي:أنتوا اللي ترحـ ـمونا مش العكس يا حبيبي عشان إحنا مبنعملش حاجه أنتوا اللي ما شاء الله على د ماغكم تجيب أجل الواحد … فعلًا مش كل رجـ ـالة الدمنهوري رومانسيين
رمـ ـقها أحمد نظرة ذات معنى وقال:قصدك إني مش رومانسي
مِسك:المفروض بعد اللي عملته فيا دا تعرف الإجابة انا عُمري ما شوفت واحد بيعمل شويه ساسبينس قبل ما يفا جئ مراته ويجيبها على مـ ـلى وشها وفي الآخر يبقى رومانسي
أحمد:ودا ميبيـ ـنلكيش إني مخـ ـتلف مثلًا
ضحكت مِسك وقالت:رومانسي مقولناش حاجه بس مِن نوع آخر
أبتسم أحمد وقال:نحن نختلف عن الآخرون وكل واحد وطريقته بقى … المهم إيه رأيك
أنهـ ـى حديثه وأشار إلى صندوق سيارته لتنظر هي إليه وتنظر إلى أزهار التوليب التي تعشـ ـقها وأبتسمت قائلة:حلوين أوي دول عشـ ـقي مش محتاج تاخد رأيي يعني
أبتسم أحمد عندما رأها تقترب مِن سيارته وتنظر إلى الزهور بأبتسامه وتتلـ ـمسها فمنذ صغرها وهي عا شقة إليهن وإن أردت مصالحتها أجلب لها أزهار التوليب في الحال، هكذا هي مِسك وستظل، أقترب مِنها وجلس بجوارها وهو يراها تتأمل الزهور بعينين ملتمعتان ليبتسم قائلًا:حبيت أعمل حاجه بسيطة فـ اليوم المميز دا .. انا عارف إننا بقالنا سنين مع بعض بس حبّيت أخلّي اليوم دا المرة دي مميز عشان هو فعلًا كدا لأني لمَ قعدت فترة وفكرت مع نفسي لقيت إن وجودكم مهم أوي ومُميز وإن الحياة مِن غيركم متنفعش لأنكم بتعملوا كتير أوي مِن غير ما تحسوا يعني أبسط حاجه بتعملها السـ ـت حتى لو كانت صغيرة بس بتفرق مع الشخص اللي قدامها … يعني لمَ جت فترة وكُنْت مخـ ـنوق فيها بسـ ـبب الشغـ ـل وبز عق بسـ ـبب وبدون كُنْتي بتطبطبي عليا وتقوليلي هتعدي كل يوم كُنْت بز عق فيه كُنْت وقتها بتحـ ـجج عشان تيجي تطبطبي عليا وتقوليلي هتعدي عشان أول مرة حسيت بيها كانت طا لعة مِن القـ ـلب مش مجـ ـرد تهو ين وخلاص .. حتى لمَ بشوف حنيتك على سديم وتعلُـ ـقه بيكي وضحكته اللي بتطـ ـلع مِن القلب فـ وجودك عرفتني قد إيه أنتِ مُهـ ـمه فعلًا وإن فعلًا يوم المرأة دا مش مجرد يوم وبيعدي بالعكس .. دي أبسط حاجه تتقدملكم على اللي بتعملوه معانا .. شكرًا يا مِسك على كل حاجه بتعمليها وهتعمليها لينا قدام
مسـ ـحت مِسك دموعها فقد تأثـ ـرت كثيرًا بحديثه ولَم تكُن تتو قع أن يفعل هو ذلك ويُفا جئها، عانقته مِسك قائلة بنبرة متأ ثرة:انا اللي المفروض أشكرك يا أحمد عشان حسستني فعلًا إني مُهـ ـمة وفرحتني حتى لو بكلمة وفعل بسيط
أبتسم أحمد وعانقها قائلًا:دي أبسط حاجه ممكن أعملهالك انا لو عليا هعمل الأكتر لأنك تستاهلي كتير أوي
لحظات دامت مِن الصمت قطـ ـعه أحمد قائلًا:ريحتك مِسك يا مِسك
أتسعت أبتسامه مِسك قائلة:المِسك ميبقاش غير لـ المِسك يا أحمد
___________________________
نعم يا مِسكِ المِسك لا يليق إلا بالمِسك الذي يشبهه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *