روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الثامن والثلاثون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الثامن والثلاثون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الثامنة والثلاثون

لف وشه ناحيتي، مكنتش مصدق؛ هو نفسه عمر، ابتسمت تلقائيًا وجيت أحضنه وأنا بقول بلهفة شوق: وحشت… وقبل ما أكمل كلامي ليقته بيزحني وبيبعدني عنه، كنت مصدوم ومش مدرك إن ده نفسه عمر، بصيت بنظرة تخللها زعلي وخيبة أملي بقول: أنا عارف إنك زعلان مني بس متوقعتش إنك مش طايقيني للدرجة دي.
بصلي بنظرة تخللها ابتسامة محفوفة بغضبه: أنت بجد يعني؟ روحت ساعدته علشان يتجوزها وفي الاخر بتسألني اذا كنت زعلان منك ولا لا؟ أنت مش متخيل الكارثة الي عملتها، أنت دمرت وفككت عيلتنا كلها، متوقعتش ان الشخص الي هربيه هو اول واحد هيدمرني.
كلامه كان بيوجعني، بيوجعني للدرجة مكنتش قادر أتكلم فيها ولا ابرر موقفي وثقل غريب أثقل فكي ولساني كأنه عاجز، قربت منه بخوف بباشر: عمر أنا آسف بجد.
“هادي أنت عبيط ولا بتستعبط؟ آسف؟ بجد آسف؟ عارف أنا كان لازم أدرك من زمان ان أنت ابنه، ومهما حصل أكيد ولائك كان هيكون ليه، أنا كنت مغفل”.
بنبرة تخللها بكائي وقهرتي: طب كنت عايزاني أعمل ايه طيب؟ أخليه يصدر قراره بالاعدام وأفقدك للابد؟
بانفعال بصلي بيخبط جبهتي باصبيعيه السبابة والوسطى بيقول: وأهو أنت مفكر كدا انك مخسرتنيش أنت بغبائك ده خسرت كل حاجة وخسرتني وخسرت اخواتك كل حاجة، أنا مبقتش اكره في حياتي حد قدك.
مسكت ايده وأنا بتابع بألم: أنت ليه مش قادر تفهم إني كنت مجبور.
فلت ايده من ايدي بيزحني بيقول بنقم: مش قادر ولا عايز أفهم.
فضلت مكاني على الارض مميل راسي بيتخللني قهرة وانكسار غريب، حسيت بوقوفه قدامي لوهلات وكأنه كان هيمد ايده لي لحد ما فجأة سمعنا صوت: هادي؟!
بصيت ناحية الصوت ليقته أحمد، بدت على عمر ملامح الغضب بيقبض ايده وقبل ما ياخد أي خطوة انتبهت على دينا بتمسكه من ايده بتقول: يلا يا عمر علشان منتأخريش على البيت، مريم اتصلت وقالت انها مستنيينا.
بملامح نقم كان عمر بيبص لأحمد بيبادله أحمد بنظرات ثابتة باردة، لحد ما دينا دخلت عمر العربية قبل ما اخد اي رد فعل، وقبل ما تركب في مكان القيادة بصتلي وهي بتقول: لما هروح هكلمك.
أومأت راسي بالايجاب ومشيت بالعربية، بصلي أحمد بيمدلي ايده: مكنش في داعي تذل نفسك معه كدا.
تجاهلت ايده وقومت من الارض من غير ولا كلمة، وطلعت لأوضتي كنت مضايق لدرجة مش طايق فيها نفسي، هو معه حق، انا السبب في كل الي حصل لو مكنتش سافرت لو مكنتش قابلت خالد ولا عرفت مين هو أحمد مكنش حصل كل ده، كنت تايه في أفكاري لحد ما سمعت صوت الباب بيخبط، قومت فتحت الباب وليقته أحمد، وقبل ما اتكلم باشر كلامه: ينفع نتكلم؟
“لو هتقعد تقولي انت على تواصل به ولا مش على تواصل به علشان خاطر دينا قالت انها هتكلمني فأنا ماليش دماغ اقعد ابرر ولو عايز تفصل كل وسائل التواصل من عندي وتاخد “دي بي”، اعمل كدا مبقاش فارق معي حاجة.
“انا عارف انك مش على تواصل معه، لو كنت على تواصل معه أكيد مكنش مش هيبقى طايقك كدا”.
“طب كويس انك عارف، تصبح على خير بقى علشان عايز أنام”.
“ممكن تتكلم لو عايز؟”
“معنديش حاجة اقولهك”.
“ممكن تعتبرني حسام النهاردا بس وتحكلي الي مضايقك”.
“أنا مش خالد علشان أحكي لحسام، عمر هو صاحبي الوحيد الي كنت بحكيله كل حاجة هتوافق تمثل انك تكون عمر؟”
بصلي بتردد لوهلات بيتخلل ملامحه الانزعاج لحد ما اتنهد ودخل الاوضة وهو بيقول: ماشي.
بصتله باستغراب: ده بجد؟
“طالما ده الي هيخليك تتكلم فأنا موافق”.
قعدت قصده ببصله باستغراب لوهلات متنح، شاور بايده قدام عيني بيقول: أنت معي؟
اومات راسي بالايجاب بعدين ميلت راسي وأنا بقول: أنا آسف.
“ها؟”
“آسف يا عمر علشان كنت السبب في كل حاجة، يمكن لو كنت سمعت كلامك من الأول من ساعة ما قولتلي، حب واعمل الي عايزه بس فكر هل الي بحبه ده هيأثر بالسلب على الي حوالي ولا لا لو آه يبقى أقفل اي باب ممكن يأذي الي بحبهم، يمكن وقتها لو كنت بطلت أتابع رماح واتعلق به وبرسوماته مكنتش فكرت أصلا اسافر ولا حتى أقابل خالد ولا كان ممكن يكون لي أي خلطة بأحمد أو أعرف مين ده أصلًا..
سكت بقرب من أحمد وأنا كل الي في خيالي انه عمر، جثت على ركبتي وميلت راسي على ركبتيه بعيط: بطل تعاملني كدا أرجوك، أنت من زمان عارف اني طايش ومش بعمل حاجة واحدة صح ومع ذلك كنت ديما بتسامحني وبتاخدني في حضنك، النهاردة كنت مرعوب لما حاولت تبعدني عنك، حسيت بوحشة وإن ضهري اتعري، حسيت إني يتيم ومبقيش لي حد أرجعله، متعاملنيش كدا أرجوك، أنا بخاف لما بتبعد، أنت كنت صديقي الوحيد وأبوي، ارجع وانا مش هزعلك تاني وهسمع كل كلامك، ارجع وانا مش هزعل منك علشان خبيت عني الحقيقة، ياريتني ما كنت عرفتها، ياريتك فضلت أبوي الوحيد الي أعرفه بس، عمر أرجوك أنا محتاجلك، محتاج أنادلك أنت بس بابا، لما بندهلك كدا بحس بأمان بحس اني مسنود ومحظوظ، بحس اني بركن للركن الطمنأنينة بتاعي، أرجوك متقساش علي أكتر من كدا، أنا ممكن أتحمل أي حاجة الا قسوتك تجاهي، انا انا بس عملت كدا علشان مكنتش متخيل فكرة اني ممكن مشوفكش تاني، انا عارف اني اناني ومفكرتيش فيك ولا في أمي بس قولي كنت المفروض أعمل ايه، انا كنت مجبور، أحمد حتى مرضيش يخلني اجي مكانك، أنا بكرهه علشانك، علشان علشان حرمني منك وخلاك تكرهني، يمكن كنت ممكن أحبه لو معمليش كل الي عمله ده لو حاول يقرب مني أنا مش من امي، لو حاول يرجعني كابنه مش يأذيك، حتى أمي مبقتش طايقني، انت الوحيد الي كنت فاكر ان مهما حصل هتفضل تحبني بدون ما حبك ينقص مثقال ذرة بس بس واضح اني كنت غلطان كان لازم يجي يوم وتكرهني بس انا بجد مش عايزك تكرهني أنا قلبي وقف وأنت بتقولها، أرجوك يا عمر متعمليش في كدا. قلت كلامي الاخير بيزداد بكائي بتخفى بين ركبتي أحمد أكتر.
فجأة حسيت بايد بتمسح على شعري وبه بيضمني ليه لوهلات فوقت من الحالة الهسترية الي كنت فيها لما أدركت إن ده مش نفس حضن عمر ولا لمسة ايديه بس مكنتش قادر أقوم كنت حاسس إني عايز أفضل كدا لحد ما أهدى وفعلًا فضلت كدا لحد ما روحت في النوم ومحستيش بنفسي غير من صبح تاني يوم وأنا نايم على سريري، ولسه مقومتش وليقت مهاب بيخبط على الباب بينادي: يلا يا هادي علشان الفطور جاهز، نزلت من اوضتي بعد ما جهزت وليقت أحمد قاعد على التربيزة في نفس هدؤه المعتاد، فطرنا وعلى الفطار مجبش اي سيرة تخص امبارح ولا حتى عاتبني على الكلام الي قولته، خرجنا من الفندق علشان أحمد يروح شركته واحنا نروح البيت وقبل ما يركب العربية وقفته وأنا بتردد بقول: بخصوص امبارح أنا…
وقف بيبصلي مستنيني أكمل فكملت على حرج: كنت.. حابب.. أقولك.. يعني.. انه..شكرًا.
ابتسم ولف وشه ومردش بيركب العربية، ركبت ورا جمب مهاب لحد ما وصلنا البيت طلعت على اوضتي وليقت اوضة خالد مقفولة وكأنه مش فيها. بس فجأة سمعت صوت أمي وهي بتقول: مريم؟!!
بصيت من فوق ليقت أمي بتحضن في مريم وبتعيط ومعها معاذ ومرسال، بمجرد ما شوفت مرسال قلبي طار من مكانه وبلا ارادة مني جريت عالسلالم بس لوهلات وقفت، أكيد هي كمان مش طايقني وبتكرهني، لفيت وشي وطلعت تاني ناحية أوضتي، دخلت الاوضة وأنا جوي صراع، خايف انزلها وما بين اني هموت واشوفها احضنها واتكلم معها، بس…
فجأة قاطع شردوي صوت الباب بيخبط، قومت فتحت الباب متفاجيء انها مرسال، بصتلي وهي بتقول بنبرة عتاب: ايه موحشتكيش؟
“مفيش حد واحشني قدك اصلا”.
“أمال ليه طلعت اول ما شوفتني”.
“خوفت”.
“خايف من كوني كرهتك مثلا؟”
ميلت راسي بالايجاب في أسى فابتسمت بتكمل: انا ممكن اضايق منك شوية بس مستحيل أكرهك انت حفيدي يعني أغلى من بنتي نفسها ثم قبل كل ده أحنا صحاب وعمرنا ما كنا بنتعامل على أي أساس غير ده”.
“يعني ينفع أحضنك؟”
“أنت لسه بتسأل؟”
ابتسمت بحضنها وفي قلبي شوق ولهفة خلتني أعيط بلا رغبة، حضنها مكنش مجرد حضن ده السكن الي ديما بيحتوني كل ما الدنيا تضايق بي، ديما كنت بحس ان حضنها ده أوسع مكان في العالم وبحس فيه ديما بطمأنينة زي صغير ضل أمه فوجدها، مكنتش عايز أنفك عنها لحد ما ابتسمت بتمسح على شعري وهي لسه حاضنني: واضح إن الدنيا جاية عليك جامد اليومين دول.
انفكت عنها وأنا مميل راسي بمسح دموعي: قابلت عمر بالصدفة امبارح.
طبطبت على كتفي وهي بتقول: متزعلش هو شوية وأول ما يهدى هو الي هيجلك بنفسه، هو بس علشان حاليا السكينة لسه سارقه
“بس هو بدأ يكرهني بجد يا مرسال، هو قالي كدا وعمر مستحيل يقول حاجة مش حاسسها.
“كلنا وقت الزعل بنقول كلام غلط نتيجة لمشاعر مضطربة”
“تفتكري؟”
“عمر ده عشرة عشرين سنة وحافظاه كويس”
“بس هو ازاي سمحلكم تجيوا هنا؟ وكمان هو أحمد يعرف انكوا جايين؟
“أحمد هو الي كلمنا علشان نجي، قالي أنا عارف إنك هتقدري تقنعي عمر انه يسيب العيال يشوفوا أمهم، أنا كنت عارفة إن عمر مش معترض على هدية نفسها وإنما فكرة أحمد وانهم يجوا بيته، بس هو وافق لما قولته اني هيجي مع الأولاد وانه مينفعيش يحرم هدية منهم على الاقل الاولاد لو شافوا أمهم ممكن نفسيتهم تتحسن وبعد الحاح يعني وافق.
ابتسمت وانا بناغشها: امرأة المهمات الصعبة.
“طبعًا يا ابني”.
ابتسمت بدون رد فسألتني مرسال بتتلفت: هو خالد فين؟
” ايه بقى هتركزي مع حفيدك التاني وتنسيني؟”
ابتسمت بتشدني من خدودي: ياتي جميلة بتغيري أنتي، متقلقش أنت هتفضل حبيبي بس بردو خالد له نصيب من حبي ليه، هو كمان حفيدي واظن اننا اتحرمنا منه لسنين على الاقل محتاج يعوض ولو جزء بسيط وهو طول الفترة دي بعيد عن العيلة.
“ماشي بس بشرط”.
“يا سلام انت كمان بتتشرط؟”
“معلش لازم أضمن حقي وانك توعدني اني أفضل حفيدك المدلل والأحب والأفضل وال…
ابتسمت مرسال بتعبث بشعري: أهم حاجة تواضعك.
ابتسمت دون رد وقضيت اليوم مع مرسال لحد ما مشيت، ودعتها وجيت أطلع أوضتي فانتبهت على أمي بتتقدم ناحية أحمد الي كان قاعد قدام جهازه بيخلص شغل بتقول بنبرة خافتة مترددة: ك..كنت..عايزة أقولك شكرًا.
وقف كتابة على الكبيورد لوهلات وبعدها ابتسم بيكمل شغله بيقول بنبرة باردة: معملتش حاجة.
“ب..بخصوص.. ال..الكلام.. الي قولته.. امبارح.. فأنا.. آسفة”.
“حصل خير”.
“بس أنت شكلك لسه زعلان”.
لف ناحيتها وباشر بنبرة تخللها بعض من انزعاجه: يعني عايزاني أعمل ايه يا هدية؟ آسفة أو شكرًا مجرد كلمات بتقوليها علشان تأنيب ضميرك مش علشان أنتي حاسها فعًلا، الفرق الوحيد بيني وبينك إني لما ضميري بيأنبني بيبقى علشانك، علشان بحبك وأنتي فارقلي لكن أنت مش بتعملي كدا علشاني ولا حتى علشان حسيتي تجاهي بشعور بسيط بالحب، أنا عارف إني بضحك على نفسي والوضع عمره ما هيتغير بس اعمل ايه، مش قادر أسيبك، حتى بعد كل السنين دي مش قادر أتخيل ولا أبدل حد مكانك أنا لو كنت مريض فأنتي أخطر مرض بعاني منه”.
فجأة في وسط انفعاله الي بيتخلله بعض من مرارته، باست راسه بابتسامة بتقول: تصبح على خير .
لوهلات فضل مصدوم منقطع عن الكلام وما كادت تمشي، وقفها بيمسك ايدها: هدية استني.
بابتسامتها الهادية بصت فكمل باستغراب لسه مصدوم: ايه ده؟
“ايه؟”
“لما كنا زمان سوا، كنت كل ما بتعصب أو بغير عليك بتقطعي كل عصيبتي بالحركة دي، زمان لما كنت جوزك الي بتحبيه فعلًا”.
“أنا مش بكرهك يا أحمد، أنا بخاف منك، وبخاف من طريقتك، انا منستكيش بكل سهولة زي مانت متخيل، أنا قعدت شهور لحد ما قدرت أتخطاك كفكرة ويمكن قعدت كام سنة بعد جوازي من عمر كنت بحن كتير لأيامنا بس بمرور الوقت قدرت أتخطى، وأنت فجأة جيت وبطريقة غير آدمية بالمرة مش بتظهر غير الوحش الي جواك جيت وطلقتني منه علشان تتجوزني غصب، متوقع مني اني انسى كل الاذى الي حصل ده في كام يوم وأرجع اتعامل عادي؟ عايز تحي حب مات من سنين بعد ما بذلت كل طاقتي علشان ادفنه وتحييه بين يوم وليلة؟ انا مش بكرهك بس مش هقدر أدي لعلاقتنا أي مسمى دلوقتي والا أكون بغشك؟
بملامح رجاء مسك ايدها بيبتسم: بس فيه أمل مش كدا؟
“يمكن”.
“طب طلب أخير”.
“ايه؟”
“عندك مانع نتعشى برا بكرا سوا؟”
“أنا عارفة انه بالرغم من كل الكلام السيء الي قولته انت مهنيش عليك زعلي وأظن هتبقى وحشة مني إني ارفضلك طلب بعد الي عملته النهاردة علشاني، انا عارفة ان مرسال كانت قطعت بك كل الصلة ومش من طبيعتك تتحايل على حد حتى ولو مرسال وأكيد مرسال موافقتش بسهولة وعارفة بردو قد ايه تقيلة على قلبك انك تطلب منها انها تطلب ده من عمر.
“يعني موافقة؟”
“بس بشرط تعزمني على الأكل الي بحبه، أكيد لسه فاكر أنا بحب ايه”.
ابتسم بدون رد بيتخلل ملامحه الحماس، سبتهم وكملت طلوعي على السلالم وروحت لاوضتي منتبه ان لسه اوضة خالد مقفولة، تجاهلت الامر ودخلت أوضتي وقبل ما اريح على السرير ليقت حسام بيتصل بي بيسأل: مشوفتش خالد النهاردة؟اصلي اتلخمت في الشركة ولما جيت خلصت وكلمته مردش علي، كمان غريبة كونه اصلا مرنش علي كل ده، هو كويس؟
“مش عارف انا شوفته الصبح اخد لوحه ومشي بس معرفيش فين حتى مرسال سألت عليه واستنته مجاش”.
“طب ماشي شكرا سلام”.
سلا… حسام بقولك ايه، لو عرفت مكانه فيه واتطمنت عليه بس ابعتلي مسدج”.
“لما أنت خايف عليه كدا بتكابر ليه وبتحسسه انك بتكرهه”.
“مانا بكرهه فعلا”.
“للاسف مش في مود يسمحلي أجادل معك اعصابي لوحدها بايظة، سلام”.
قال كلمته الأخيرة وقفل، حاولت أنام وأتجاهل الأمر بس معرفتش، اتنهدت وقومت من مكاني وشعور من جويي اني ادور عليه، نزلت تحت ليقت أحمد لسه قاعد بيخلص شغله، تجاهلته وقبل ما أخرج من باب الفيلا ليقته وقفني: رايح فين؟
“أتمشى بالعربية شوية”.
“الساعة ٢ الفجر؟”
“عادي مخنوق شوية”.
“لو علشان خالد فمتقلقيش هو في البيت التاني”.
“بيت ايه؟ لحظة اساسا مين جاب سيرة خالد انا مكنتش نازل ادور عليه ولا حاجة”.
“انا بس بقولك، عامة هخلي “وي فو” يبعت اللوكشن بتاع البيت للعربية بتاعتك”.
“مين قالك اني عايزه، انا ماشي”.
ابتسم دون رد بيكمل شغل وقبل ما اخرج من باب الفيلا بصتله تاني بسأل بفضول: ايه السبب الي خلاك تغير رأيك بخصوص حوار اخواتي.
رد بدون ما يبصلي بنبرة مجردة من مشاعره قال وهو لسه شغال: امبارح لما كنت مفكر اني عمر، حسيت انه نوعًا ما يعني قدملي خدمة وكان لازم أردهله، أنا عارف انك بتحبه بس مكنتش اعرف انه للدرجة، ومهما حاولت حتى ابعدك عنه هتفضل متمسك به يمكن انا مش بطيقه بس مقدريش أنكر انه اهتم بك ورباك بقدر يمكن انا مكنتش ممكن أقدمه لو كنت معي بس انا بقول يمكن يعني مش أكيد…”
“وبعدين؟!!”
“وبعدين حسيت انه زي مانت كنت متعلق به كدا ومن الكلام الي حكيته هدية حسيت انه ممكن يكون اخواتك بيعانوا بنفس القدر، مفيش مشكلة اني اتنازل مرة في مقابل اني مشوفيش القهرة دي عليها تاني ويمكن برد جزء من جميله عليك”.
سكت ومشيت بركب عربيتي الي قادتني لمكان البيت الي خالد كان فيه خبط على الباب، فتحلي خالد، تخللته ملامح الدهشة بعدين سبني ودخل جو تاني بيباشر كلامه: ايه الي جابك؟
دخلت بقول بنبرة تخللها كبريائي: مكنتش جاي علشانك، حسام بس كان قلقان عليك.
“متقلقيش لسه قافل معه، ممكن تمشي لو حابب دلوقتي؟
“انت بتطردني؟”
“مش فارقة” قال كلمته الأخيرة بيرخي راسه على راس الكرسي بمنتهى اللامبالة قعدت قصاده بسأل: أنت بتعمل ايه هنا؟ وليه مجتش البيت لحد دلوقتي؟
“مظنش الأمر يهمك أوي”
“هو فعلا ميهمنيش”. قلت كلمتي الأخيرة وانا شامم رايحة غريبة من ساعة ما دخلت، بصتله باستغراب: فيه ريحة غريبة كأنها ريحة شياط؟
تجاهلني ومدناش اي اجابة بملامح لامبالة، بس فجأة لمحت دخان طالع من تحت باب اوضة من الاوض، جريت ناحية الاوضة وبفتحها بتفاجيء بأن الأوضة فيها حفرة معدنية كبيرة فيها ورق بيتحرق، بصيت على الورق أكتر اكتشفت انها لوحات خالد، بصدمة جريت ناحيته وانا مش مستوعب: أنت مجنون؟ أنت بتدمر حلمك بمنتهى البساطة دي وليه اساسًا كل ده؟
محاوليش حد يبص لي وفضل على حالته من اللامبالة، جريت على الاوضة تاني علشان أحاول انقذ ما يمكن انقاذه بس للاسف الحفرة عميقة جدا لحد ما اخدت بالي من اللوحة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *