روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثاني

رواية أسرت قلبه الجزء الثاني

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثانية

الفصل الثاني (مشاعر قاتلة)
عشقي لك ينهكني والحنين يقتلني!!
…..
أشتـ علت النيرا ن بعينيها الزرقاء ونظرت إليه …ثم قالت بنبرة جامدة عكس اشتعا ل عينيها :
-أفندم حضرتك بتقول ايه ؟!أرجع مع مين ؟!انت مين اصلا عشان ارجع معاك …
-أنا عمك يا مياس ..يعني حاليا في مقام أبوكي ..
-لو سمحت متجيبش سيرة ابويا على لسانك ….انت عمرك ما هتكون زي ابويا …وحضرتك يا عمي ياللي زي ابويا كنت فين السنين دي كلها ؟! …خير ليه افتكرتني دلوقتي …من بعد مو ت ابويا محدش شافك …أنا اصلا نسيت انك عمي ….
نظر جلال الحسيني حوله وهو يرى نظرات السيدات الفضولية وقال بهدوء يُحسد عليه :
-مش هينفع نتكلم بالطريقة دي يا مياس …بكرة بعد ما ينفض العزا هنتكلم …هنتكلم لمدة طويلة …
ثم اقترب وقبل رأسها وقال :
-شدي حيلك …
ارتعشت وهو يقترب منها بتلك الطريقة …بسبب مو.ت والديها المبكر لم تشعر من زمن بحنان الأب والام رغم أن خالتها حاولت كثيرا ولكن مع اقتراب جلال الحسيني منها شعرت بنوع من الحماية …وكأنها ليست وحيدة …هل يا ترى لو كان معها ..يحميها لم يكن ليتشوه وجهها …لن يجرؤ أحد على الأقتراب منها …
فكرت بأسى والدموع تتجمع بعينيها …ما أن ذهب جلست على الأريكة ودموعها تتساقط …أنها غاضبة حزينة …ترغب في حر ق العالم كله…بداخلها غضب لا تعلم اين توجهه ….
اقتربت منها أحد السيدات وهي تكون ام مروان جارهم وقالت وهي تربت على كتفها ؛
-كل حاجة هتتحل يا بنتي. ..كل حاجة هتتحل متقلقيش …
هزت مياس رأسها وهي تنظر للأمام ….عينيها لا تتوقفان عن ذرف الدموع تبكي خسا رتها….لقد خسرت الكثير في حياتها …والديها …خالتها وجمالها …وحب حياتها …عمر الذي ظنت أنه سيكون معها في الحزن والسعادة هو أول من تخلى عنها …جزء منها لم يرغب في لومه …ولكن قلبها يحقد عليه بشدة …يتمنى أن يندم على فعلته ويأتي راكعاً لها يطلب الغفران ولكنها لن تغفر ….كثير من الليالي تسطحت على فراشها وهي تتخيله يأتي إليها نادماً الدموع بعينيها يتوسل لها أن تعود إليه وهي من ترفض …نزل تحلم وتحلم أن يعود إليها نادما ولكن تمر الأيام وهو لا يعود …حتى أنها عرفت انها خطب فتاة أخرى وينوي الزواج منها وهذا حطمها…عرفت منذ شهر تقريبا ووقتها انهارت بطريقة سيئة لدرجة أن خالتها رغم مرضها الشديد خافت عليها وتم نقلها للمشفى في ذلك اليوم ..حقا لولا خالتها لم تكن لتتجاوز تلك المحنة …لكانت ماتت منذ زمن وعند التفكير في تلك النقطة أنهارت بالبكاء ….
-مياس يا بنتي !
قالتها أم مروان بصدمة وهي تراها تنفجر بالبكاء بتلك الطريقة …لقد كانت هادئة بشكل مخيف عند موت خالتها. ..لم تفعل سوى أن دموعها كانت تجرى بصمت على وجنتها ولكن الآن انهيارها الغريب هذا جعل السيدة المسنة تشفق عليها. ….ضمتها ام مروان وهي تقول :
-اهدي يا بنتي ربنا يريح قلبك …
ولكن مياس استمرت في البكاء بهذا العنف ….
………
بعد ساعات …
كان تتسطح على فراشها ..ما زالت مرتدية للنقاب تشهق بخفوت بينما السيدة أم مروان معها تربت عليها بإشفاق وتقول :
-يا بنتي وحدي الله وجـ عتي قلبك والله …ربنا يريح قلبك يا بنتي …ربنا يريح قلبك يارب …قومي يا بنتي واخلعي النقاب …واغسلي وشك عشان تأكلي …
-معلش يا طنط بس انا حابة افضل لوحدي …مش عايزة اكل ولا اعمل اي حاجة معلش يا ام مروان ابوس ايديكي سيبيني دلوقتي …
تنهدت منال بحزن وقالت:
-زي ما تحبي يا بنتي …بس بالله عليكي لو احتاجتي اي حاجة تعالي خبطي على بابي الجار للجار يا بنتي وانا معاكي في اي وقت ان شالله تخبطي عليا اتنين بالليل …
هزت مياس رأسها وقالت بصوت مختنق :
-أكيد يا طنط ..اكيد.
ثم نهضت منال بعد أن ربتت على كتفها وقالت :
-ربنا يريح قلبك يا بنتي …
ثم غادرت وتركتها….
أغمضت مياس عينيها وأخذت تبكي بصوت مرتفع …..
…..
بعد قليل نهضت مياس وهي مترنحة أبعدت عنها النقاب ونظرت بكره لانعكاس وجهها على المرآة وصرخت :
-أنتِ ليه عايشة لحد دلوقتي …وعايشة لمين …انطقي عايشة لمين !!!شوفي شكلك …الكل مشي …أنتِ ملكيش حد …ملكيش اي حد ….
ثم صرخت وهي تقع على الأرض وتغطي وجهها بكفيها…ليتها تموت …ليتها فقط تموت !!!!
……
-أنتِ اتجننتي يا أما عايزاني اتجوز واحدة مشوهة ؟!
قالها مروان بصدمة لوالدته بينما يضع الطعام بفمه ويلوكه….
ضربته منال على كتفه وزعقت به ؛
-بس يا مروان والله أزعل منك لو قولت كده واقاطعك كمان ؟!
-هو أنا بكدب يعني ما هي فعلا مشوهة يا أما …وخطيبها سابها عشان كده اقوم أنا البس فيها ؟!
-يا واد مش كنت هتموت عليها وبتقول مستعد اعمل اي حاجة عشان توافق عليا …
-ايوة كلامك صح بس لما كانت مياس جميلة …كنت هموت عليها …دلوقتي لما جمالها راح اعمل ايه بيها يا أمي ….بعدين انا ابص في وشها ازاي يعني …
نظرت إليه والدته بصدمة وقالت:
-مش معقول يكون ده تفكيرك يا مروان …
-يا ست الكل ده تفكير كل الرجالة …محدش هيقبل بيها …اومال عايزاها تعفني ازاي …وانا هتجوز عشان اعف نفسي ومقعش في الغلط …لكن لو اتجوزتها هقع في الغلط كل يوم !!
هزت منال رأسها بيأس وهي تشعر بالحزن على تلك المسكينة …لا تصدق أن ابنها يتكلم عنها بتلك الطريقة …تنهدت بحزن وبدأت تناول طعامها بكل هدوء لقد تمتت أن يتزوج ابنها من مياس ويرحمها من حديث الناس …ولكن مروان قد خذلها ولكن هل يمكن أن تلومه …تلك هي حياته الخاصة وهي لا يمكن أن تجبره على شئ …تلك المسكينة مياس ..لقد أصبحت وحيدة تماما …كم أملت أن يتزوجها ابنها لكي تبقى معها هي ووقتها سوف تعاملها كأبنتها ولن تحزنها أبداً……
…….
وصل أخيرا لغرفته بالفندق الذي يسكن به حتي تعود معه مياس …لقد قرر أنها سوف تعود معه…حتى أنه سوف يعطيها نصيبها ورث والدها الذي رفض أن يأخذه …سوف يرد الأمانة لأصحابها وسوف يبقى معها حتى تستعيد توازنها …سوف يكون الأب والحامي لها …لن يتخلى عنها ابدا …ولم يسمح لها أن تبتعد عنه …
جلس على الأريكة بتعب وهو يفكر بطريقة ليصلح بها الوضع بينهم …هو يريد أن يكون أمانها …يريد أن يعوضها عن كل ما رأته وعاشته …هو ابدا لم يتخلى عن مسىوليتها …صحيح حدث تقصير منه ولكنه كان دوما يسأل عنها …حتى أنه سأل العديد من الأطباء عن حالتها …تمنى أن تعود كالسابق….تمنى أن تعود سعيدة !
أغمض عينيه بتعب وهو يفكر أنها يجب أن تعود معه لكي يهتم بها جيداً…سيفعل المستحيل كي يعوضها عن عائلتها …هو وسيف سوف يكونون عائلتها الجديدة ولن يسمح لها أن تغلق على نفسها وتبتعد عنهما
……..
في اليوم التالي
اتي الأهل للمباركة للعروسين جلست سما بجوار امير وهي تصطنع السعادة بجوار من تحبه ….كانت تبتسم حتي أ لمها وجهها …لم ترد أن يشعر أحد أنها تعاني في هذا الزواج …أحضرت معها والدتها عمر الذي أصرت أن يبيت معها بضعة أيام تاركة الراحة للعروسين …كانت والدتها أن تتمنى أن تستقر ابنتها سما مع أمير …فسما قد تجاوزت الثلاثون من عمرها وكانت ترفض كل من يتقدم لها…وعندما خُطبت تركت خطيبها بدون سبب …لن تنكر معرفتها بمشاعر سما لأمير …لقد عرفت بطريقة ما رغم محاولات سما لإخفاء تلك المشاعر …عرفتها من عيونها الحزينة …تجنبها الغريب لأمير …كانت لا تكون في مكان هو به…بقدر الإمكان كانت تبتعد عن أي مناسبة تجمعها به…لم يفهم الجميع ما بها الا هي …هي من كانت تفهم ابنتها جيداً!!! ابتسمت سما وهي تقول :
-عمر وحشتني …
ليندفع عمر الي أحضان خالته فتضمه إليها وهي تبتسم بحب ….فوجه الاستفادة من هذا الزواج التعيس هو عمر …عمر الذي ستحبه وتجعله ابنها …ولن تلتفت لامير أو تهتم به …نظرت إليه بطرف عينيها لتجده جالس براحة يتضاحك مع اهلها وكأنه لم يحـ طم قلب ابنتهما بليلة زفافها … ولكنها لن تجعله يسلب سلامها النفسي …سوف تتجاهله تماما وتهتم بعمر …عمر الوحيد الذي يستحق رعايتها الآن وهذا هو ما ستفعله …لن تدعه يعكر مزاجها ولا حياتها وسوف توجه كامل تركيزها إلى عمر ..هكذا أقنعت نفسها … ستتجاهله كليا كأنه غير موجود. وكأن قلبها لا ينبض له عشقا ولا تتمناه حبيبا ……
بعد ساعة. غادر أهلها تاركين معها عمر بسبب إصرارها الشديد فهي لا تريد المكوث معه بمفردها …
……
بعد.ذهابهم ….
أمسكت سما كف عمر ثم ذهبت به إلى الغرفة كي تبدل له ملابسه …ذهب أمير خلفهم ليجدها تبدل له ملابسه برفق وهي تتضاحك معه وتلاعبه…كان ابنه يضحك بقوة …كانت السعادة تشع من وجهه…لم يرى ابنه سعيد لتلك الدرجة من قبل فبعد وفاة مريم شعر أن عمر ..هذا الملاك ينطفئ….سما فقط من كانت تخرجه من حالته تلك …ولعل هذا السبب الذي جعله يتقبل أن يتزوج منها رغم اعتراض والدته بشدة ….ولكن سما الوحيدة بعد مريم التي سوف يكون مطمئن وعمر معها …تلك ثقة عظيمة لا يمكن أن يعطيها لأي أحد …الا هي !!
خرجت سما وهي تمسك كف عمر وتجاوزته تماماً وكأنه غير موجود …عبس بشدة وذهب خلفها لتجدها تكلمه بحب وتقول :
-ايه رايك نعمل كاب كيك أنا وأنت
-موافق يا خالتو .
قالها بسعادة لتمسك هي كفه وتذهب به الي المطبخ متجاهلة تماما امير …عبس بشدة وهو يفكر هي ماذا تحاول أن تفعل …هل تنتقم منه لما قاله بيوم زفافهما …ولكنها أخذت حقها جيداً فهي منذ تلك اللحظة وهي تتجاهله بشكل يثير أعصابه…هو يكره التجاهل. ..يمقته …… أراد الذهاب خلفهما ولكن توقف في اخر لحظة …..ماذا ستقول لو رأته يشاهدها بتلك الطريقة …هي قررت تجاهله وهو أيضا سوف يتجاهلها …هم الأثنان هنا من أجل عمر فقط…فقط يجب أن يتذكر هذا …هز امير رأسه ثم قرر الدخول لغرفته ليأخذ بعض الملابس ..قرر أن يستحم ثم يخرج قليلا يريد أن يصفي عقله ويرتب حياته من جديد…لقد تبعثرت قليلا منذ دخول تلك المرأة لحياته …
دخل الغرفة واتجه الي الخزانة وأثناء بحثه فيها وقع شيئا ما …
عقد حاجبيه وهو ينظر للأرض ليجد دفتر وردي ملفت للنظر …حمله لتقع منه صورة …امسك الصورة واتسعت عينيه بقوة وهو يجدها صورته ….فتح الدفتر والذي لم يكن إلا مذكرات سما …وما وجده جعله يبهت تماما ….
فجأة انتزع أحدهما منه الدفتر نظر ليجدها سما تنظر إليه بغضب ثم صرخت به بإنفعال:
-انت ازاي تتجرأ تفتش في حاجاتي من غير إذن …ايه التصرف الهـ مجي ده؟! ….مهما كنت مش من حقك تقرأ مذكراتي ولا تبص فيها حتي…عادي بالنسبالك تقرأ اسرار غيرك !!!
اقترب منها وهو يقول بغضب :
-ايه الهبل اللي مكتوب في الدفتر ده ..
-ميخصكش
قالت ببرود ولكنها لم تستطع منع تلك الرجفة التي ظهرت في صوتها والتي عبرت بوضوح عن توترها الشديد ….
اخذ منها دفتر مذكراتها صارخا :
-ازاي ميخصنيش والكلام كله عني أنا …حبك ليا وايه اللي حصلك لما اختارت اختك …صح ولا غلط
-قولتلك ميخصكش
صرخت به وكادت أن تنهار من شدة الضغط
-انا قولتلك متحطيش امل صح …لاني مش هحبك ده مستحيل أنا مش شايفك اصلا ولا حاسس بيكي بس أنتِ مصرة تعذبي نفسها
قالها امير بإنفعال بينما يمسك دفتر مذكراتها لتقترب هي منه وتاخذه دفترها وتصرخ به قائلا:
-ايه الجنان اللي بتقوله ده ؟! اللي قريته في دفتر مذكراتي اللي مفروض متقرهوش…الكلام ده انا كتبته من زمان …من قبل ما تتجوز اختي لكن بعد ما اتجوزتها انت بقيت زي اخويا وشيلتك من دماغي
-يا شيخة وايه اللي خلاكي تسافري اسكندرية وتقعدي عند خالتك بعد جوازنا …ايه اللي خلاكي تتجنبيني في كل مرة اجي عندكم لما رجعتي من عند خالتك …حتى الاحتفالات العائلية لما بكون موجود أنتِ كنتِ بتغيبي عنها ..ممكن اعرف ده ليه …وكمان خطوبتك وفسخ خطوبتك فجأة!!
قالها ساخرا لتضحك سما وتقول:
-انت اكتر شخص نرجسي قابلته في حياتي …فاكر إن الكون بيدور حولك وبس …فاكر اني سافرت عشان انساك…فاكر أنه كنت مبكونش في التجمعات العائلية بسببك …أو اني اتخطبت أو فسخت بسببك !!! …فوق يا امير …أنا صحيح كان في مشاعر جوايا بس المشاعر دي انتهت وانا اتجوزتك بس عشان خاطر عمر. ..وان كان علي الدفتر اللي مزعلك ده …فأنا هحرقه زي ما مشاعري ليك ماتت من زمان…هحرقه عشان ترتاح وتعرف انك دلوقتي مجرد جوز اختي وأبو عمر ..عمر اللي هربيه إكراما لمريم ..هكون الأم ليه وياريت تحترم ده وتعاملك معايا يكون بحدود انت ليك عندي الاكل والشرب والاهتمام بإبنك وانا ليا عندك الحماية والنفقة والاحترام طبعا وبس …علاقتنا واضحة وصريحة متعقدهاش اكتر من كده ومتفكرش ..لاني مشاعري كانت مشكلة خاصة بيا وانتهت …متوقفش عندها كتير. ..وصدقني دلوقتي هحرق الدفتر ده
ثم تركته وغادرت…
………..
-هاتي يا ستي البطاقة عشان أجيبلك عيش…الواحد ميعرفش ينام في البيت ده أبداً ؟!
قالتها جيلان وهي تمشط شعرها بسرعة …ثم اتجهت الى طاولة الزينة الصغيرة ووضعت الماسكارا وملمع الشفاه …
-يا بت انتِ رايحة تتخطبي عشان تحطي البتاع ده على وشك ..ده أنتِ رايحة الفرن … ابن عمك لو شافك هيبهدلك يا جيلان …
نظرت جيلان الى والدتها ببرود وقالت:
-أنا مبخافش منه يا أمي …يعمل ما بداله …هو مش أبويا .
-هتمو تيني ناقصة عمر أنتِ …يا بت ابن عمك ده اللي وقف جمبنا بعد مو ت أبوكي متبقيش جاحدة كده…
زفرت جيلان بضيق ثم أمسكت الحجاب ولفته بطريقتها المعتادة حيث انها بينت خصلات من شعرها عسلي اللون …نظرت الى والدتها بعينيها العسلية المتسعة وابتسمت وهي تقول ؛
-هاتي يا ستي أجيبلك عيش …يالا سلام
ثم أرتدت حذائها ذو الكعب المرتفع وخرجت ..كانت حقاً متأنقة بعباءة سوداء أنيقة وحجاب ينسل من تحته خصلات شعرها ..ملمع الشفاه كان يلائم جداً بشرتها البيضاء ….
-جيلان!!!
جمدها صوته مكانه …ابتلعت ريقها وهي تنظر وتجد أمجد أمامها …ضمت شفتيها كي لا يرى ملمع الشفاه …كان قلبها يخفق بقوة داخل صدرها …صوته القوي عصف بها بقوة …وقفت ترتعش بقوة وازدردت ريقها بتوتر ….اقترب امجد وعينيه العسلية تنظران إليه بضيق وقال:
-ايه اللي أنتِ عاملاه في نفسك ده يا جيلان …ايه اللبس ده وايه اللي حطاه على وشك ده ….
ضمت كفيها وهي تشعر بالتوتر ولكنها تغلبت على. توترها لبرهة وقالت بإندفاع ؛
-وأنت مالك أنت ؟!
-روحي غيري هدومك وشيلي اللي على وشك ده يا جيلان !
قالها أمجد بنبرة غاضبة لترد بسرعة بإنفعال :
-وأنت مالك ؟!هو أنت ولي أمري يا شيخ أمجد …أنت بس أبن عمي مش أبويا ولا أخويا !!!
-بس يا بت عيب !
أنبتها شربات والدتها بغضب ولكن جيلان لم تتراجع .. كانت النير ان تندلع من عينيها البنية ..هي تكر ه تسلطه هذا…صحيح أنه يخيفها ولكنها لن تجعله يتحكم بها فهو ليس والدها خاصة وهو يعاملها بتلك الطريقة ولا يشعر بها !!! …
-عن اذنك عشان عايزة اروح اجيب عيش وأنت معطلني ..
وكادت بالفعل ان تتجاوزه الا انه وقف بوجهها وسحب البطاقة من كفها وقال موجهاً حديثه لشربات :
-أنا اللي هجيبلك العيش يا مرات عمي …مادام مش ناوية تغير هدومها ولا تشيل اللي على وشها مش هتخرج من باب البيت ده …يالا ادخلي جوه …
ظلت تنظر إليه بغضب ليزعق بها :
-قولتلك ادخلي يالا!!!!
ارتعش جسدها ثم تراجعت وركضت لغرفتها وهي تبكي!!…..
نظر إلى أثرها بضيق لتقترب منه زوجة عمه وتقول :
-حقك عليا أنا يا أمجد …جيلان لسه صغيرة ومتهورة متزعلش ….
-مش زعلان يا مرات عمي …جيلان زي نوران ورحيق …هي اختي برضه وواجب أوجهها ومهما قالت هستحمل ….

كانت جيلان قد خرجت من غرفتها وسمعته وهو يقول هذا …احمر وجهها الابيض من الانفعال وارادت الخروج والصراخ به ولكنها مسحت دموعها وركضت مجددا لغرفتها بطفولية ثم جلست على الفراش وهي تمسح دموعها التي تنفجر من عينيها بغضب …إذا كان يعتبرها شقيقته لماذا هو متسلط معها ….كيف يقول عنها هذا …وكيف يتجاهل مشاعرها نحوه …
اغمضت عينيها بتعب وهي تتسطح على الفراش بينما تضع كفها على قلبها النابض …أنها تحبه …تحبه !!!…منذ سنوات …منذ أن وعت على ذلك العالم لم يدخل قلبها غيره …ولكن بسبب تدينه كان تعامله معه بسيط …كان يتجنبها بقوة وهذا كان يزعجها …لذلك دوما تقصد أن تستفزه…وتخرجه عن طوره …تتحداه وتخبره أن لا سلطه له عليها …ترغب بيأس أن يدرك أنها تحبه ولكن هذا لا يحدث …هو لا يراها لا يراها ابدا ….
غصت بالبكاء مرة أخرى وهي تدفن وجهها بالفراش !!
……….
بعد منتصف الليل ….
-حتى يوم الإجازة برضه رفضت تقعد معايا فيه وطلعت مع اصحابك …هو انا حقي فين يا جورج….ليه انا مش موجودة في حساباتك كده خالص …
قالتها بعتاب وهي تراه يلج للمنزل بعد منتصف الليل تقريباً…زفر بضيق وقال:
-بشتغل طول الاسبوع واهو يوم اخدته إجازة …خر بت الدنيا يعني ؟!!ماريانا ابوس ايديكي أنا تعبان ومش ناقص …فعليا مش ناقص
-مش ناقص ايه …قولي مش ناقص ايه؟!اعمل ايه اكتر من كده عشان ابسطك…عشان تشوفني …
-متعمليش حاجة …ببساطة متعمليش اي حاجة …أنا مطلبتش منك تعملي يا ستي …خلينا كده …أنا متجوزك وعمري ما هخونك …أنتِ عارفة ولو حابة فتشي الموبايل براحتك وراقبيني لو تحبي ….
-أنت ليه بتتعامل معايا كده ؟!
قالتها بصدمة ليرد بملل :
-بتعامل ازاي يعني ؟!
-كأنك بتعاقبني يا جورج …بتحاسبني ….انت بتحاسبني ليه …وأصلا أنت بتحاسبني على ايه ؟!بتحاسبني اني حبيتك …بتعا قبني يعني !!!
صرخت به ماريانا بعـ نف وقد تجمعت الدموع بعينيها السوداء …
نظر إليها بجمود رغم اشتعا ل عينيه وقال بهسيس غاضب :
-عايز انام مش كل يوم نفس الحوار …أنتِ مبتمليش ….
-لا مش هتنام يا جورج ..قولي دلوقتي بتعا قبني عشان حبيتك …عشان وافقت بيك وانا عارفة أن في قلبك واحدة تاني …طيب ما أنت كمان جيت طلبتني وانت في قلبك واحدة تانية …ليه انا بس اللي اتعا قب…ليه انت كمان متتعا قبش …
ابتسم بحزن وقال:
-بالعكس أنا بتعا قب اكتر منك …عشان بعيش حياة أنا مش عاوزها !!
وكلمته تلك أصابتها بمقـ تل !!!
-انا عايزة اروح اقعد مع ماما شوية …مش عايزة اقعد معاك حاليا ممكن !!!!
…….
في مكان ما …
كان يجلس على الأرض وهو يمسك صورتها وابتسامة واسعة تشمل وجهه ….
-بحبك يا مياس …بحبك أووي …
ثم قبل الصورة ببطء وقال:
-صحيح مش هتسامحيني على اللي عملته فيكي بس عملت كده عشان بحبك …عشان ابعد عمر عنك كان لازم أسرق جمالك ..عشان افهمك أنه مبصش على روحك الجميلة …شاف شكلك بس …عشان كده قررت اخد جمالك عشان تعرفي اني أنا اللي بحب روحك مش هو ابدا يا حبيبتي …وقريب هتكوني ليا …ليا أنا وبس يا مياس !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *