روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي البارت الثالث عشر

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الثالث عشر

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الثالثة عشر

كان يؤلمني الكتمان ، اما الان أشعر أن شياً داخلي يبتلع كل شيء دون أن أشعر، وكأن روحي اعتادت على الاحتراق .!
فاهمني قليلًا قلبي، سأقتلعك من صدري وأعيد ترميم نفسي فالجرح جرحي والقلب المقروح قلبي
فلاتظن أن صمتي هزيمة ورحيل….
بل صمتي مقبرة تدفن نبضك حتى لا أشعر بمرارة وجعك
فلم يتركني قدري حتى أن أتألم بصمت بل شاركني بوجع أكثر
عندما أتى بما شطرني فذات يوم أغلق عيناه ورحل وانتهى
❈-❈-❈
حاول إستجماع نفسه وهو يتحرك متجها لجناحه،خطاه ثقلت وبدأ يشعر بنيران تغزو جسده وكأن هناك مايغير طبيعته، توقف بمنتصف الدرج ينظر للأعلى عندما فقد الحركة، ثواني، بل دقائق معدودة حتى استجمع رعشة قلبه التي اصابته عندما وجدها تخرج أمامه بثيابها البيتية الضيقة وهي تحادث سيلين من أمام جناحها، مسح على وجهه بعنف وهو يحاول السيطرة على نفسه، إستدار على نداء سلمى إليه وهي تصعد خلفه سريعا، ولكنها تسمرت بوقفتها حينما وضع يديه أمامها وتحدث بفظاظة
– حسابك معايا بعدين، قالها وتحرك للأعلى، زفرت بغضب وهي تضغط بقبضتها على الدرج، ورغم ماقاله صعدت خلفه
توقفت سيلين أمامه
-حمد الله على السلامة ياحبيبي، اتجه بنظره للتي تضم مأزرها بقوة عليها من نظراته المخترقة لجسدها متخيلا قربها منه ومعاتبتها له على قربه من سلمى
ممكن أعرف إزاي تخليها تقرب منك كدا، انت ايه مش حرام عليك اللي بتعمله دا، عايز توجعني انا اتوجعت مافيه الكفاية واتكسرت
فقد السيطرة على حاله وصل إليها يجذبها من خصرها مردفًا
– أوجعك وأكسرك ، مش أنا، اللي أحاول اكسرك، هو فيه حد بيكسر حبيبه برضو
دنت تلمس وجهه واقتربت حتى اختلطت انفاسهما
-طيب ليه بتعمل كدا، ليه بتوجعني كدا، كل شوية في حضن واحدة ياراكان، أيقظه من تخيله كلمات سيلين
❈-❈-❈
– كنت بتكلم مع ليلى وبسألها هتروح إمتى للدكتور عايزة أكون معاها عشان أشوف البيبي
نزل بنظره لبطنها وماكان عليها إلا أن تضع كفيها تحتضن أحشائها، مستغربة نظراته التي لأول مرة تراه بها
أيقظه من تأمله بها عندما لكزته سيلين بكتفه
-مالك ياآبيه مبتردش ليه؟!
كانت نظراته تائهة مرة، وأخرى تخترق ليلى حتى اجزمت ليلى أن به شيئا، اقتربت منه على بعد مسافة تنظر إلى مقلتيه
-إنت كويس، كانت سلمى تقف خلفه على بعد مسافة تنتظر ردة فعله، ولكنه فجأها حينما أردف بلسان ثقيل :
-كويس..تحرك خطوة متجها لجناحه الذي بجوار جناح سليم ولكن جذبته سيلين من ذراعه
-قولتلي هنتكلم بعدين وعدى كام يوم ومتكلمناش في حاجة، حتى أبيه سليم انشغل بالبيبي ولولة ياسيدي
هنا شعر بنيران تحرق أحشاؤه تجاه أخاه، فنظر للتي تقف تراقب حركاته، تقابلت نظراته بعتاب لثواني،ثواني فقط كفيلة له أن يحرقها بنظراته
أما هي ضيقت عيناها متسائلة
– متأكد إنك كويس، اقتربت سلمى تحاوط ذراعه تردف بابتسامة:
– هو كويس بس عايزني في موضوع مهم مش كدا ياراكي، قالتها وهي تجذبه ليتحرك معها، ولكنه صدمها عندما دفعها بقوة حتى كادت أن تسقط لولا ذراع ليلى التي تلقتها تستند عليها
ثم أقتربت منه فأصبحت قريبًا منه
-هو يعني عشان عندك شوية عضلات فرحان بيهم كل شوية عاملي تنين وعايز تبلع الكل
كانت أمامه كتفاحة آدم المحرمة، عيناها السوداء الجميلة التي تشبه عين الغزال، كرزيتها وهي تتحدث وجهها الذي تغير للون الوردي بسبب تعصبها وغضبها، حقا كانت شهية ويجب إلتهامها بالحال
أطبق على جفنيه بقوة كالذي يحاول إفاقة نفسه من سكر النبيذ، لم ترحمه سلمى عندما طوقت خصره وتحدثت بصوتًا ناعم
-نسيت ياراكي انت كنت بتقولي إيه تحت، ولا عشان سيلين ومرات أخوك واقفين
تشوشت الرؤيا أمامه محاولًا الهروب من محاصرتهم، دفع سلمى بعيدا عنه حتى اصطدمت بالدرج بقوة
فزعت سيلين من حالته التي لأول مرة تراه بها، حركته أغضبت ليلى كثيرًا، اقتربت منه وبدأت تحادثه بغضب عندما وجدت الدماء تزرف من جبهة سلمى
لم يشعر بنفسه عندما فقد سيطرته على نفسه وهو يجذبها من خصرها حتى أصبحت بأحضانه هامسا بصوته الذي حاول أن يكون متزنًا:
-بلاش إنتٍ بالذات دلوقتي ،بحاول أسيطر عليها أميرة باربي
توقفت سيلين بينهم عندما وجدته بتلك الحالة
شعرت ليلى بالدوران يسيطر عليها من رائحته التي غزت رئتيها، وشعورها بالغثيان جعلها تدفعه بقوة ودقاتها الهادرة من أنفاسه ورائحة عطره دلفت سريعًا لغرفتها وهي تضع كفيها على فاهها
نظر لتحركها بصدمة، بينما سيلين التي دلفت خلفها وخرجت بعد لحظات إليه و أردفت:
-بترجع،
أطبق على جفنيه بقوة عندما تحدثت سيلين بذلك حتى أصابت قلبه الممزق بين أحاسيس قوية تجتاحه كالأعصار اتجاهها، ود لو دخل خلفها ليهدأ من آلامها
-حبيبي مالك، هنا خرج من شروده دفع سيلين عندما تشبست بذراعه، وتحرك سريعًا لداخل غرفته مغلقًا بابه خلفه بقوة رجت له جدران المنزل
بدأ خلع ثيابه متجها لمرحاضه وهو يلكم الحائط مرة، ويضرب رأسه به مرة، متحدثا
-غبي إنت واحد غبي، كنت هضيع نفسك لولا ستر ربنا، ظل لوقتًا ليس بالقليل
صباحًا باليوم التالي
هبط للأسفل وجد الجميع على مائدة الأفطار،
صباح الخير..قالها بصوتًا هادئًا، ثم تحرك لوالده
-حمد الله على سلامتك يا أسعد باشا
قهقه والده عليه
– عملت إيه من ورايا ياحضرة النايب، نفسي أرجع من سفرية والاقيك مهدي الدنيا، إنما متكنش راكان لو مولعتش في البيت
سحب مقعده وهو يقهقه على والده:
– تربيتك ياأسعد باشا، وبعدين هم اللي بيجوا لحد عندي، أنا والله طيب، بس حضرتك اللي مش واخد بالك
ضحكت زينب عليه قائلة
-على يدي ياحبيبي، رفع بصره يبحث عن سليم
-هو سليم ماوصلش ولا إيه، قالها وهو ينظر لليلى المشغولة بالحديث مع سيلين
-لا في الطريق لسة مكلمني وقالي على وصول
اومأ برأسه، ثم اتجه لوالده
-مش عايزك تحن لتوفيق من أولها،
تناول أسعد طعامه بهدوء ثم أردف:
– مينفعش ياحبيبي، دا والدي مهما كان، وانك تطرد جدك بالشكل المهين دا انا مش هحاسبك عليه، لأن في الأول والأخر من حقك تتعصب عشان أختك، لكن في حدودك ياراكان فاهمني، بلاش تحسسني اني موت
قاطعت زينب حديثه
-بعد الشر عليك، ليه بتقول كدا، اتجه إليها
-عجبك اللي عمله، يعني جده يطرده بالطريقة دي قدام ولاده يازينب هو ابويا كدا من زمان ورضينا بالأمر الواقع
كان يتناول قهوته بهدوء ولم يتحدث، نصب عوده يجمع أشيائه الخاصة
توجهت زينب إليه
-راكان مفطرتش ياحبيبي، هتفضل كدا قهوة من غير أكل
استدار متحركًا بعض الخطوات، ولكنه توقف حينما استمع لوالده:
-راكان انت زعلت ولا إيه، إستدار بجسده لوالده
-لا يابابا، حضرتك شايف إن دا والدك، وطبعا مقدرش ألومك، زي من حقي محدش يجبرني اتقبله في بيتي، عايز يجي مرحب بيه، بس مش الوقت اللي اكون موجود،
تحرك مقتربًا من والده وأكمل
-متجبرنيش أتقبله بعد اللي عرفته..نظر لوالدته
– أنا عازم حد مهم على العشا يازوزو عايز عشا
نباتي
ابتسمت بحب واجابته:
-حاضر ياحبيبي، قولي الأول حلوة اللي هتعزمها عشان طعم الأكل بس
رسم إبتسامة على وجهه مردفًا:
-احكمي انتٍ لما تشوفيها، قالها ثم تحرك متجها لمنزل عمه خالد
بغضب لون ملامحه وامتزج نبرة صوته الفظة
يتحرك حول مائدة الإفطار عند عمه
-أنا النهاردة جاي أتكلم بكل هدوء، توقف أمام التي جسدها ينتفض بخوف وهي تنظر ليونس أخيها، حتى انزل جسده لمستوى جلوسها
-عارفة لو سارة او فرح عملوا كدا مكنتش هلوم عليهم، إنما إنتِ توصلي للمستوى المنحط دا ليه
قالها وهو يضرب بكفيه بقوة على طاولة الطعام
انخرطت عيونها بالدموع واردفت
-معرفش بتتكلم عن إيه؟!
رفع حاجبه بسخرية مع شبه ابتسامة تظهر على شفتيه:
-لا والله، قاطعه يونس متسائلا
– مالك ياراكان؟! سلمى عملت إيه؟
جذب المقعد متناول قهوة يونس ثم رفع نظره لفريال الصامتة:
-شايف حضرتك ساكتة يعني ياطنط فريال، مش عايزة تسألي بنتك عملت إيه
انكمشت ملامحها وتعبير ساخر مع تهكمها
-مش شايف الأيام دي بقيت بتغلط مع الكل ياراكان، مفيش حد إلا لما تفرض عضلاتك عليه
.
نصب قامته القوية بتكبر متجاهلًا حديثها ثم
تحرك خطوة للخروج ولكنه استدار بنصف جسده
-السؤال دا يتسأل لأختك والست الوالدة يادكتور، تشعب الغضب على وجهه
– أنا مش هعاقبك المرادي، مش حبًا فيكِ ابدا، دا عشان عرفت مين وزك لكدا، افتكري اني حذرتك
اتجه يونس بنظره لأخته ورمقها غاضبًا
-سؤال واحد ومش هعيده، أنا كدا كدا هعرف، عملتي إيه مع راكان ؟!
طالعت والدتها لتنقذها، فتحدثت فريال:
– مالك يايونس، إزاي تتكلم مع أختك كدا، انت تايه عن راكان، كل شوية بيعمل اي حركات فاكسة
عقد حاجبيه متسائلًا :
-قصدك مين راكان، راكان بتاع حركات، نهض مستندًا بذراعيه على المائدة
-طيب اسمعيني ياماما، عشان سلمى بنت ومش هتغاضى عن غلطها، دي مش زي عدي الصايع، اللي بياخد السنة بخمس سنين، لو عرفت انها غلطت قسمًا عظمًا ماهرحمها
قالها ثم تحرك للخارج رفع هاتفه الذي أعلن رنينه
: أيوة مين ؟! توقف للحظة يستوعب ماقاله الطرف الآخر ثم تحرك متجها لعيادته
❈-❈-❈ بمنزل عاصم المحجوب بغرفة درة
كانت تنام متكورة تحتضن نفسها كالجنين، دلفت والدتها وقامت بإشعال المصباح
جلست بجوارها على مخدعها تمسد على خصلاتها
-أروى جت برة ياحبيبتي، عايزة تشوفك، هتفضلي ساكتة كدا، بقالك يومين قافلة على نفسك، حتى ليلى مردتيش تكلميها
جففت دموعها الغزيرة وهي تجهش بالبكاء وتأخذ أنفاسها بصعوبة، ضمتها والدتها لأحضانها تبكي على بكائها:
– وبعدهالك ياقلبي، قولتي مفيش حد عملك حاجة، واللي يشوفك كدا يقول غير كدا، طمني قلبي يابنتي، أختك هتموت من القلق عليكي، وباباكي كل شوية يسأل عليكي
طالعت والدتها بعيونها الباكية الذابلة واهدابها الملاصقة
-عايزة أروح لليلى ياماما، عايزة اغير جو ممكن
مسدت على خصلاتها ثم دمغتها بقبله حنونة قائلة
-روحي يابنتي، لو عايزة بابا يوصلك أقوله
هزت رأسها رافضة
-لا هاخد تاكسي ياماما
بعد قليل خرجت من منزلها بمرافقة اروى، توقفت أروى أمامها
-مش عايزة تقوليلي إيه اللي حصل عامل فيكي كدا، وليه معنتيش بتيجي الجامعة
وليه وجهك مطفي كدا، مخبية إيه يادرة
أخذت عدة أنفاس علها تهدأ من ضرباتها العنيفة، ترتجف خوفًا لما ينتظرها، ثم تحدثت
– دلوقتي تعرفي… رفعت هاتفها
كان جالسًا بمكتبه بالنيابة متفحصًا بعض القضايا التي أمامه، بملامحه الحادة القوية، وصلابة عظامه، وفتول عضلاته البارزة التي ظهرت من خلال ثنيه لأكمام قميصه وتعمقه بالقضية، قاطع تركيزه رنين هاتفه
ضيق عيناه عندما وجد رقم درة ينير هاتفه، رفعه يجيب
– أيوة ياباشمهندسة، عاملة إيه؟!
عند درة وقفت تنتظر سيارة أجرة
-ممكن اخد من وقت حضرتك ربع ساعة، أنا رايحة عندكوا الفيلا، في الطريق عايزة أشوف ليلى وفيه موضوع مهم لازم أتكلم مع حضرتك فيه
شعر أن هناك خطب ما يصيبها، فأجابها سريعًا
– لو حاجة عن موضوع خطفك بلاش تعرفي أختك حاجة الا لما أرجع، قدامي ساعتين بالكتير
استمعت لحديثه، ثم تابعت بنبرة يشوبها التوسل
-لو سمحت ضروري، أو ممكن تبعتلي رقم استاذ حمزة …قالتها بصوتًا مفعم بالبكاء
هب ناهضا عندما شعر بأن هناك أمرًا خطير يصيبها، نظر بساعة يديه قائلًا:
-ربع ساعة وأكون عندك، واستاذ حمزة معايا، شكل الموضوع خطير
وصلت لقصر البنداري، دلفت للداخل،
بالأعلى بغرفة ليلى،قبل قليل، كانت تتسطح بجوار سليم، وتشعر بألمًا يسري بجسدها، اتجهت بنظرها لزوجها الذي يغط بنومه، تحركت بهدوء، متجهة للمرحاض تكاد ساقيها تحملها، لاتعلم ماذا به اليوم ليفعل بها ذاك، رغم إنها حامل ومرهقة إلا أنه كان عنيفًا بعض الشئ، قامت بملأ البانيو وجلست به وقتًا ليس بقليلًا حتى شعرت بالراحة
خرجت بعد فترة وجدته استيقظ، نهض متجهًا إليها، يضمها من الخلف، دفعته بهدوء
– سليم أنا تعبانة متنساش أنا حامل، مينفعش كدا، نبرة الألم في صوتها وحدقتها التي توسعت بفعل الغضب من لمسه لها، أغضبته كثيرًا فجذبها بعنف
-ليه دا كله ياليلى، مالك مش متحملة ألمسك ليه، ولا شايفة ان أمجد اتحبس وجوازنا مالوش فايدة
طالعته بغضب تدفعه بقوة، من اتهاماته التي كالأسهم اخترقت صدرها
– إيه اللي بتقوله دا، انت مدرك للي بتقوله، معقول أنت سليم ..تحركت لغرفة الملابس حينما اشتعل غضبها
توقف أمامها يضمها لأحضانه بقوة
-أثبتيلي ياليلى، إنك مش متجوزاني مصلحة،
اثبتي أن جوازنا حقيقي مش عشان انقذك من أمجد، أنا من حقي وقت ماأحب اكون معاكي تكوني جاهزة
صدمة قوية نالت منها لدرجة شعرت بأن الأرض تسحب من تحت قدميها، فنظرت إليه بذهول قائلة
– أنا قولتلك قبل جوازنا على كل حاجة، وعرفتك انه بيطاردني، وانت طلبت تتجوزني، رغم عارف كل حاجة، وأنا حاولت افهمك
فاكر قولتلي إيه
-ليلى انا هكون جنبك متخافيش مش هخليه يقرب منك بس إنتِ وافقي، وأنا هخليكي ملكة لقلبي قالتها وعبراتها تنسدل على وجنتيها
-وقتها قولتلك ايه ياباشمهندس، قولتلك انا مبفكرش في الجواز دلوقتي ولا مستعدة احب حد، حضرتك أصريت ووعدتني إنك هتعمل كل اللي تقدر عليه عشان تسعدني، اضطريت أوافق وانت عارف ومتأكد وقتها انا حالي وظروفي كانت إزاي
تابعت كلماتها مسترسلة
– منكرش أنك شخص جميل، ومحترم وتتحب، بس دا ميدلكش الحق اكون جارية عندك، قولتلك أنا تعبانة من الحمل، غير الروايح بتتعب معدتي، ورغم كدا بحاول مزعلكش وبحاول أكون زوجة ترضى عنها زي مارسولنا قال، فلو سمحت ياسليم الأيام دي راعي حالتي وظروفي، المفروض ميكنش فيه لقاءت بينا عنيفة زي ماحضرتك عملت من شوية
❈-❈-❈
ضمها لأحضانه واضعًا قبلة فوق خصلاتها، ثم رفع ذقنها يحتضن وجهها
– آسف،، متزعليش مني، كنتِ وحشاني قوي، معرفتش أعبر غير بكدا
انزلت يديه بهدوء قائلة
– خلاص ياسليم، أنا بفهمك على اللي بمر به الأيام دي، فيه حاجة كمان وياريت متزعل مني
– حاول تخفف من ريحة البرفيوم بتعتك دي، بتقلب معدتي ومبقدرش استحمل
لمس وجنتيها بأنامله مبتسمًا:
-لا كدا الموضوع بقى صعب معاكي حبيبتي، أطبقت على جفنيها متحاملة آلامها التي تشعر بها، ثم وضعت رأسها على صدره
-ابنك بدأ يتعبني قوي ياسليم، وضع يديه على أحشائها يقهقه عليها
-واخد بالي ياقلبي، لو سمحت يا…صمت ثم سألها
-هنسميه إيه صحيح..ابتسمت تضع يديها على يديه ثم رفعت أكتافها متجاهلة حديثه
– معرفش لما يجي، وبعدين لسة منعرفش بنت ولا ولد
حرك أنامله على بطنها وهو يردف:
– أن شاء الله ولد، وهسميه راكان
هزة عنيفة أصابت جسدها وشعرت بوجع حاد في كامل جسدها والألم بصدرها أخذ يزداد بقسوة دقات قلبها، فأسرعت للمرحاض تتقئ بما أصاب معدتها بذاك الوقت
بعد قليل جلست أمام المرآة لتجفيف خصلاتها، استمعت لطرقات على باب الغرفة
دلفت العاملة تتحدث بوقار
-أخت حضرتك تحت ياهانم…أومأت برأسها قائلة:
-تمام شوية ونازلة..تحركت العاملة للخارج، نظرت إلى سليم المتسطح على الفراش بالمرآة
– مش هتنزل الشركة ولا إيه؟!
فرد جسده وهو يتمطأ ثم أجابها:
– النهاردة لا، مش قادر، مفيش حاجة مفيدة، وبعدين نوح وراكان هناك، يعني وجودي كمالة عدد
نهض إليها يقف خلفها يضمها بذراعيه
– إيه رأيك نخرج نتغدى برة ونغير جو، من وقت مارجعنا من شهر عسلنا اللي هو ليلة وحيدة مخرجناش مع بعض، قالها وهو يدفث وجهه بخصلاتها
ابتسمت له من خلال المرآة
-تمام ياسليم، هشوف درة متنساش اللي مرت بيه مش سهل، وبعدين نخرج، وزي ماانت قولت اليوم دا هنقضيه مع بعض لوحدنا
بالأسفل جلست بجوار سيلين يتحدثون في مختلف المواضيع إلى أن وصلت ليلى إليها
ضمتها بحب متسائلة
-مبترديش على تليفونك ليه، كدا تقلقيني عليكي..قالتها ليلى وهي تجلس بجوارها
نهضت سيلين هعملك فروت سالد يالولة، وهعمل لدرة عصير فريش..ابتسمت ليلى إليها بمحبة، قاطعهم دلوف يونس
تجولت أنظاره عليهم، ملقيا السلام، ثم رفع بصره إلى سيلين:
-سيلين عايزك في موضوع، قالها وهو يسحبها بقوة من رسغها، راقبت ليلى مغادرتهما، ثم تنهدت بحزنًا متجه لأختها
-مش عايزة تحكيلي إيه اللي حصل مع أمجد يادرة، كل مااروحلك نايمة على طول
شردت درة بذهاب سيلين فتسائلت
– هو يونس بيحب سيلين ولا آيه؟!..تجاهلت ليلى سؤالها تلكزها
-جاوبيني الأول، سيبك من يونس وسيلين
قاطع حديثهما وصول راكان إليهما، تجولت عيناه بالغرفة
-هي ماما مش موجودة ولا إيه؟!
رفعت أكتافها متجاهلة
– معرفش انا كنت نايمة، وصل سليم وهو يطلق صفيرا
-أوبا حضرة المستشار اللي ولع في جده والكل كليلة، قاطعهم وصول العاملة وعيناها متورمة
– سليم باشا ممكن أتكلم مع حضرتك، وضع راكان يديه بجيب بنطاله متجها للنافذة
– خمس دقايق، ثم استدار ينظر إليها بغضب
– قدامك خمس دقايق لو شفتك لسة قدامي، هولع فيكي
طالعه سليم مستفهمًا بنظراته ..أشار عليها مستاءً:
– البنت دي عيشها اتقطع من هنا، ومش بس كدا، الكل يعرف انها مطرودة بفعل فاحش من قصر البنداري
جحظت أعين سليم من حديثه
-ليه عملت إيه لدا كله، أشار بيديه إليها:
-لو شفتك قدامي بعد دقيقة وربي هقتلك قالها بصوتًا غاضب
تحركت سريعًا وهي تبكي بنشيج
– والله ماعملت حاجة هما اللي هددوني
ضيق سليم عيناه مستفهما :
– البنت دي شكلها عملت مصيبة، عمرك ماكنت مؤذي وبتقطع عيش حد
جلس بمحاذاة ليلى، ودرة ، اتجه لدرة
-معرفتش أتكلم معاكِ يوم الحادثة، ومعنديش اي معلومات على اللي حصل
فركت كفيها ببعضهما ثم رفعت نظرها إليه
-عرفتوا حاجة عنه، قالتها بصوتًا متقطع
أشعل تبغه ناظرا إليها بتركيز
-بصي ياباشمهندسة انا مردتش اضغط عليكي بالأسئلة وقتها، مع إني عارف ومتأكد أن فيه حاجات إنتِ مخبياها
قاطعته ليلى بغضب:
-ليه حضرتك دايما بتحسسنا أننا أغبياء وانت الوحيد الذكي
نفث دخان تبغه ولم يجب عليها وكأنها سراب أمامه، فاكمل حديثه لدرة
-سامعك، وأي حاجة لو بسيطة تخبيها صدقيني هتفدنا في العثور عليه
رفعت رأسها ودموع العجز تغمر جفونها وتحدثت بنبرة مرتعشة
-خدرني محستش بحاجة غير في الفيلا، ولما صحيت كان فيه مأذون ومعاه الشهود، ابتلعت ريقها بصعوبة وأكملت حديثها :
-طبعا وقفت زي المجنونة وحاولت أهرب من حصاره، قاطعهم وصول الحمزة
تحمحم جالسًا:
-آسف اتأخرت إيه الموضوع المهم، نظر إليها راكان لكي تكمل، لقد وجعت قلبه حالتها
ضمتها ليلى حينما انهارت باكية :
-ضربني بالقلم وهددني وقالي لو سمعت صوتك ولو معملتيش اللي هقول عليه هوصل للعايزه وانتِ الخسرانة
أعطاها سليم كوبًا من المياه مربتًا على ظهرها
-درة اهدي، ولو مش قادرة تتكلمي دلوقتي بلاش
نهره راكان قائلًا بغضب:
-بقالها أسبوع ساكتة، دلوقتي لازم تتكلم يمكن نعرف نوصله من كلامها، وزي ماانت شايف، أنا مش واخد حاجة رسمي
طالعته ليلى متسائلة :
-يعني انت اللي اتصلت بيها تيجي هنا…هزت درة رأسها وتحدثت
-لا ياليلى أنا اللي اتصلت بيه عشان أوصل للأستاذ حمزة…ضيق حمزة عيناه متسائلا :
-ليا ليه؟!، القضية شغالة ومفيش جديد عندي، راكان عارف كل حاجة
هزت رأسها رافضة، سحبت نفسًا قويا وأجابته
-ترفعلي قضية طلاق.. شهقت ليلى وهي تضع يديها على فمها، فيما توسعت أعين الجميع من حديثها ..
زفر راكان بغضب ينظر للجميع
-ممكن تسبوها تكمل، سألها وعيناه متسلطتان بقوة عليها
-كملي، سامعك..اغمضت جفونها من أثر الرجعة التي هجمت على جسدها تأخذ أنفاسها بصعوبة لتتحكم بنفسها حتى لا تبكي فأكملت مستطردة
– رفضت تهديده، تذكرت ذاك اليوم
فلاش باك
جذبها من رسغها ثم ألقاها بالغرفة وهو يشير بيديه إليها
-دلوقتي هتخرجي وتوافقي على جوازنا، ياإما هاخد منك كل اللي عايزه من غير جواز، ودا عشان تعرفي ان نور ميترفضش
ارتفع صوت بكائها بينهم، ضمتها ليلى بقوة متخيلة إنهيار أختها بذاك الوقت
-خلاص حبيبتي اهدي، لو مش عايزه تحكي متحكيش
رفعت نظرها لليلى وأكملت ببكاء
-طلع مجنون، هو إحنا فينا حاجة غلط عشان ربنا يرزقنا بالمجانين، خفت منه ياليلى كان عايز كان . قالتها وصوت بكائها شق الصدور
اتجهت إلى راكان تنظر إليه بغضب
-اختي مش هتكمل حاجة، خلاص عرفت انه اتجوزها بالغصب
مسح راكان على وجهه ولم يعريها أي إهتمام
-يعني كتب كتابه عليكي صح كدا، أومأت برأسها وهي تنهار باكية
أطبق حمزة على جفونه بشدة محاولًا إستيعاب تلك العاصفة التي أجتاحت جسده، فهمس بصوت متقطع لاحظه راكان:
– لم..س..ك، جحظت أعين ليلى وهي تستدير لأختها بذهول تنتظر جوابها
-هزت رأسها بالنفي مع شهقة مرتفعة قائلة
-حد خبره أن الشرطة عرفت مكانه، هو كان محضر لسفرنا اصلا، بس أنا رفضت أخرج معاه
ومكنش عنده وقت ربطني وقالي
-اهم حاجة بقيتي مراتي، وكفاية عليا أخليكي متعلقة العمر كله
نهض حمزة متجهًا للخارج دون حديث، لحقه راكان والغضب يستولى عليه
ربتت ليلى على ظهرها، ناظرة إلى سليم
-خليك معاها لحد مااشوفهم هيعملوا ايه، خرجت سريعا خلفهم وهما متجهان لسيارتهما
-استاذ حمزة، قالتها ليلى بصوتًا مرتفع، إستدار إليها راكان الذي كان يبعدها ببعض الخطوات
-فيه حاجة؟! تسائل بها راكان
اقتربت منه وهي تنظر إلى حمزة
-ممكن أعرف إيه المفروض درة تعمله
أخذ نفسا طويلا وزفره قائلًا
-هشوف محامي أسرة يطلقها منه، الموضوع سهل ان شاءالله..قالها حمزة متحركا لسيارته، بينما توقف راكان ينظر إليها بسخرية
– سؤال غبي جه في بالي، يعني رجالة البلد كلها خلصت من قدامكم حتى رايحين تناسبوا واحد مجنون، طيب أمجد وقولنا دا مجنون باربي عاملة متوحشة فقال اجرب النوعية الجديدة دي، أنما درة كيوتي خالص إيه اللي يوقعها في بأف زي نور دا،
تحركت حتى وقفت أمامه
-أنا واثقة فيك وعارفة إنك هتعمل اللي تقدر عليه عشان درة، لو سمحت بلاش الموضوع يكبر وبابا يعرف
نظر إليها بذهول، من نبرة صوتها الحزينة، استدار متحركًا ثم تحدث قائلًا
-هعمل اللي أقدر عليه، أتمنى متتهوريش ومتعمليش حاجة من ورايا
ظلت واقفة بمكانها بعد مغادرته، تنظر بتشتت، لا تعلم ماذا تفعل، قاطعها شرودها رنين هاتفها باسم والدتها
– ايوة ياماما…على الجانب الآخر تحدثت سمية
بصوتًا هامس:
-اختك عندك ياليلى، تنهدت ليلى بوجع وترقرق الدمع بعينيها
-أيوة ياماما خليها عندي شوية، قاعدة جوا مع سيلين، خليها النهاردة تغير جو، شكلها مش عجبني
-باباكي هيرفض ، لا خليها تقعد شوية، وحاولي تعرفي حصل معاها ايه، أختك مش عجباني، كفاية تعب باباكي، وكريم
وضعت ليلى يديها على رأسها عندما شعرت بصداع يفتك بها، حاولت السيطرة على بكائها
وتحدثت:
– ماما حبيبتي مفيش حاجة، مضطرة اقفل دلوقتي، وهكلمك بعدين
قاطعتها والدتها
-معلش حبيبتي نسيت أسألك عاملة ايه، واخبار حملك
اجابتها مبتسمة وهي تضع يديها على أحشائها
-كويسة ياماما، بس الترجيع بيزيد أوي، هيوقف إمتى
حزنت والدتها قائلة
-أعذريني حبيبتي مش عارفة أكون جنبك وأخفف عنك…قاطعتها ليلى
-ماما حبيبتي أنا كويسة والله، احتضنها سليم من الخلف وهو يحادث والدتها
-متخافيش عليها ياطنط سمية ليلى في قلبي قبل عيني..ربنا يسعدكم ياحبيبي قالتها سمية قبل إنهاء مكالمتها، أدارها سليم، ثم رفع ذقنها بأنامله مزيلا عبراتها
-متخافيش على درة راكان وحمزة مش هيسكتوا لما يجبوه، ويطلقوها منه
مسحت على وجهها تزفر بحزن
-معرفش ليه بيحصل معانا كدا، الأول انا وبعدين كريم ودلوقتي درة، غير تعب بابا، جذبها سليم لأحضانه وضعت رأسها على صدره
أنا تعبانة قوي ياسليم، نفسي افتح عيني الاقي دا كله كابوس وافوق منه
مسد على ظهرها وأردف بكلماته الحنونة
-أن شاءالله خير ياحبيبتي، صدقيني كله هيعدي، سحب كفيها متجها للداخل

عند سيلين ويونس
سحبها بقوة للحديقة الخلفية من القصر، عقد ذراعها خلف ظهرها وتحدث بصوتًا غاضب
-أقسم بالله لو ماتظبطي لأخليكِ تشوفي وش عمرك ماشفتيه، أنا بحاول اكون الدكتور العاقل
حاولت دفعه بجسدها، ولكنه حاوطها بذراعيه بقوة حتى أصبحت بأحضانه وأكمل بأنفاسه الحارة التي ضربت بشرتها:
-سيلين يوم ماتفكر تكون لحد تاني غير يونس، أدفنها حية، ضغط على خصرها وهمس كفحيح أفعى
-اشوفك واقفة مع مايذكر بالراجل هموتك ياسيلين، ضغط بأصبعه على ذراعها حتى انغرزت بلحمها، وتحدث بجنون
-خليكي متأكدة، إن قدرك يونس وبس، زي ماانتِ قدري، الف واروح مليون مرة بس برجعلك، يعني زي مابيقولوا كدا انتِ اتخلقتي من ضلعي، فاهمة كلامي ياحبيبة يونس
باتت كلماته تعصب جروحها المدفونة منذ عدة أيام ،فنظرت لعيناه القريبة من وجهها وثورة حارقة اندلعت بجوفها أرادت أن تلتهمه بها ولم تترك إلا دماره، فأردفت بهسيس أنثى دعس على كبريائها من ظنته رجلها الأول
-وأنا بوعدك يادكتور إنك مش هتلمس مني شعرة، وإنك تقرب مني وأكون ملك دي في أبغض أحلامي، قبل ماتلمسني يايونس هقتل نفسي ولا أكون لواحد خاين ضعيف زيك
قالتها بأنفسًا عالية، حتى رأى هبوط وارتفاع صدرها، دنى يلمس شفتيها عندما احكم قبضته على جسدها
-وانا بوعد ياحبيبة يونس قريب هتكوني ملكي، ومش ملكي بس، لا هتكوني في حضني وبرضاكي مش غصب عنك، ماشي طفلتي المدللة، قالها ثم انقض على شفتيها ليطفئ لهيب ماأشعلته تلك الطفلة
حاولت الخلاص من قبضته ولكن قوته اضعفت قواها الهشة، انسدلت دموع العجز تغمر جفونها حتى إبتلعها، فابتعد عنها بشق الأنفس وهو يتنفس بصعوبة
وصل لمبتغاه وتذوقه لكرزيتها التي يشتاقها كثيرا، رفع أنامله يجفف عبراتها متعمقا بنظراته التي تحاصر زرقة عيناها قائلا
-متأكد الدموع دي عشان ضعفك معايا، عارف إنك بتحبيني ومش قادرة تبعدي عني، وفي نفس الوقت زعلانة عشان خطبت واحدة تانية
وضع جبينه فوق جبينها
-اتأكدي إن قلبي مادقش غير ليكِ، كنت مفكر إنك خدعتيني، أنا مش زعلان على أنك مش من البندارية، أنا زعلان عشان خبيتي على حبيبك اللي يعتبر مربيكي حاجة زي كدا
هنا فاقت من قوة مشاعرها التي حاصرها به فدفعته بقوة قائلة وهي تشير بسبابتها :
– انت واحد مريض وحيوان يايونس، وأنا بعيط عشان قرفانة منك، بقت اقرف من نفسي بسبب قربك ابعد عني، وإياك تقربلي تاني، قالتها ثم تحركت سريعا، وشهقاتها ترتفع
قابلها سليم، تسمر بوقفته من مظهرها الباكي، اتجه بنظره إلى يونس الذي توجه لسيارته واستقلها مغادرا المكان بسرعته الفائقة
سحب سليم يديها واتجه للمسبح جلس وأجلسها بجواره، وضعت رأسها بأحضانه تبكي بمرارة ماتشعر به، مسد على خصلاتها بحنان ثم انحنى يدمغها بقبلة برأسها
-لسة موضوع يونس ياسلين، رفع وجهها يحتضنه ناظرًا لزرقة عيناها
– تعرفي نفسي بنتي تطلع شبهك حلوة وامورة، ابتسمت من بين بكائها، طبع قبلة على جبينها، ثم أزال عبراتها التي تنسدل على وجنتيها
-يونس بيحبك، هو معذور في موضوع سارة، أنا اللي هقولك على جدك برضو
أمسكت كفيه تضمه ثم أردفت
-سليم هو أنا أختك فعلا ولا بنت من الملجأ، زي مايونس بيقول..هب فزعا ناظرًا إليها بذهول
-إيه اللي بتقوليه دا ياسيلين، ملجأ إيه اتجننتي، ويونس ليه بيقول كدا
توقفت أمامه وانسدلت عبراتها
-يونس بيقول عمل تحليل، وأنا كمان فكرت في كدا، ورحت عملت تحليل ليا ولراكان، ماهو لازم اعرف انا اختكم فعلا ولا بنت من الملجأ
توتر سليم بعض الشئ فسحبها من كفيها يجلسها بجواره
-اللي أقدر أكدهولك إنك بنت البندارية، مش من ملجأ زي مابتقولي
❈-❈-❈
عند نوح وأسما
تجلس بأحضانه يطعمها بعض الفواكه، كانت شاردة بنظراتها، رفع وجهها يملس على وجنتيها:
– مالك حبيبي؟! بتفكري في إيه
وضعت رأسها على صدره، وخللت أناملها بأصابعه
-نوح هتعمل إيه مع مراتك، أنا حاسة إنك ظلمتها، ليه تعمل كدا
تسطح على الأريكة يجذبها لتتوسد صدره، خلل أنامله خصلاتها قائلا
-انا مظلمتهاش ياأسما، لما جتلك آخر مرة وانتِ رفضتي، وبابا أصر، وعشان افك الخناق معه ضد ماما روحت وحكتلها كل حاجة، قولتلها أنا بحب واحدة، ومعنديش استعداد أحب غيرها، ياريت ترفضي الارتباط دا
طبعا باباها شريك بابا في المستشفى مكنتش عايز أحرج بابا واصغره بعد ماكلمه من غير مايعرفني
ابتلع غصة مريرة وبنبرة تقطر وجعًا
– طبعا بعد كلامك ليا ومحاولاتي الفاشلة، روحت اتكلمت معاها، قولتلها
– أنا مش مستعد للجواز خالص، ولو اتجوزتك مش هسعدك، عارفة قالتلي إيه
اعتدلت تستمع إليه بإهتمام وهزت رأسها منتظرة حديثه…هنا تذكر نوح حديثها
– حُب إيه وكلام فاضي إيه، إحنا جوازنا هيكون وجهة اجتماعية قدام الناس، بيزنس ايز بيزنس يادكتور، انت راجل اي واحدة تتمناه، وشخصية اجتماعية مرموقة، غير طبعا دكتور يحيى، واخواتك وقيمتهم الإجتماعية ، دا كفيل إني اقبل كل شروطك، وأنا مش هخبي عليك أنا ميهمنيش إلا أننا نتجوز قدام الناس وبس
ذُهل من حديثها فنظر إليها بغضب
-قصدك إن الجواز عندك حالة اجتماعية قدام الناس بس،
نهضت تجلس بجواره على المقعد وأردفت
-دكتور نوح، بلاش تحسسني انك عاطفي قوي كدا، مع إن اللي يشوفك مايقولش كدا،
عايز تعمل علاقات براحتك معنديش مانع، بس طبعا مش قدام الناس، عشان شكلي مايتهزش
زفر ثم نهض ولم يعقب على حديثها، ولكنها اوقفته
-نوح جوازنا هيتم، لو عايز تتجوز حبيبتك معنديش مانع، لكن مكانتي قدام الناس متتأثرش، وطبعا حضرتك عارف معنى كلامي إيه
طالعته أسما تهز رأسها:
تقصد إيه بكلامها دا، جذبها يضمها لأحضانه
-قصدها اني اتجوزك في السر حبيبي، مش قدام الدنيا
جحظت عيناها مردفة:
-دي مجنونة إزاي توافق إن حد يشاركها جوزها ، نظرت لمقلتيه مباشرة
– ممكن تكون بتحب حد ولا إيه؟!
حدق بها وهو يهز رأسه رافضا حديثها..
-لو كدا كانت اتجوزته هو.. هتتجوزني ليه
سيبك منها أنا أصلًا مش حططها في دماغي، ولا حتى دخلت عليها
وضعت رأسها بعنقه مردفة:
-عارفة كل حاجة حبيبي، عارفة انك ملمستهاش، وعارفة إنك اتجوزها عشان باباك هددك بطلاق لميا من جوزها
حاوطت خصره وأكملت
-كنت خايفة ليكون ظلمتها يانوح، كان لازم أسألك عنها، مش مخوناك ابدا، لكن مرضهوش لنفسي، مش عايزة حد يحزن بسببي
أخرجها من أحضانه ينظر لعيناها
-مين قالك ملمستهاش، وكنتِ هتعملي إيه لو كان جوازنا حقيقي
أغمضت عيناها رغمًا عنها صدرت منها شهقة بكاء مريرة خرجت من أعماقها التي احترقت بتلك الفترة
جذبها بقوة يدفنها بأحضانه حتى كاد أن يهشم عظامها
-حبيبتي ليه ا لدموع ، مكنتش هقدر ياأسما، مستحيل قلبي يدق لغيرك، ولا يشوف نظرة حزن من عيونك الحلوة دي، جفف دموعها
يحتضن وجهها بين راحتيه:
– أنا بعشقك، ومستحيل أسيبك تبعدي عني، أنا كان لازم أضغط عليكِ، دنى من شفتيها يهمس لها:
-تعرفي كان ممكن أعمل حاجات متتيخلهاش عشان اوصلك..رفعت نظرها لعيناه القريبة وانسدلت عبرة على وجنتيها
-عملت يانوح، فاكر لما حاولت تغتصبني
لم يجد كلمات تعبر عما شعر به سوى دموعه التي تساقطت، فتحدث متأسفًا وهو يضع جبينه فوق جبينها
-آسف ياروح نوح، مكنتش حاسس بنفسي، متزعليش مني، كنت عامل زي المجنون، وجعتيلي قلبي قوي ياأسما
أزالت دموعه تقترب منه تقبله ببطئ قائلة
-مش عايز أفتكر الأيام دي يانوح، أنا كنت بموت، لا كنت ميتة ، وضعت رأسها بأحضانه
– اوعى تبعد عني مهما حصل بينا، هموت يانوح بعدك هيموتني، أنا مكنتش عايشة الفترة دي حبيبي
لم يفعل سوى يضم ثغرها بقبلة جامحة أشعرتها بأنها هي النبض ولا أحدًا سواها، فصل قبلته وهو ينظر لعيناها
-مين قالك مكملتش جوازي، وعشان كدا، وافقتي على جوازنا
وضعت يديها على خديه
-راكان حكالي كل حاجة، جه وكلمني، وفيه حاجة لازم تعرفها، دلوقتي انت جوزي ومينفعش أخبي عليك، بس قلبي وجعني قوي، حاسة أنا السبب في كل اللي بيحصل مع ليلى
بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من الألم والندم، ولكن ندمها الأكبر هو بعد ليلى عن راكان بسببها أكملت حديثها
– ليلى كلمتني يوم فرحها وكانت منهارة بسبب راكان، فأنا يعني قولتلها كلام مش كويس في حق راكان
توقفت عن الكلام لثواني تنتظر ردة فعله
جذبها لصدره متنهدا بألمًا على صديقه
-كويس حبيبتي، للأسف النار جنب البنزين، كويس انك اتصرفتي، دلوقتي فهمت نظراتها الغاضبة منه، وكمان حملها زاد الفجوة
نهض يبسط يده إليها
-تعالي يلا عايز نلف شوية بالأحصنة ننسى راكان وليلى، الصراحة متنساش أكون مكانه
عند حمزة وراكان
وصل جاسر لمكتبه إلى النيابة دلف بخفة دمه
-حضرة وكيل النيابة المبجل، بعتلي يبقى اكيد فيه مصيبة حصلت
أشار لجاسر بعينه للجلوس، رفع نظره لحمزة
-هو حضرة النايب شغال في جمعية الصم والبكم ولا إيه اطلق حمزة ضحكة ليست بمحلها وجذب مقعده يجلس بمقابلته
-لا هو لسة هيوصلها واحنا وراه إن شاءالله
استند واضعا وجها على كفيه قائلًا
– كدا فهمت يعني، فيه إيه؟! حصل جديد في القضية
هنا ارتفعت ضحكات راكان وهو يشير على جاسر بسخرية
-اهو دا اللي كان ناقصني، ظابط نص كم، ومفكره وحش الداخلية وهو مش محصل حتى عسكري من اللي واقفين على باب القسم عنده
رفع جاسر حاجبه بسخرية
-الكلام دا ليا، طيب كويس إنك عارف قدراتي
مسح راكان على وجهه بغضب وحاول السيطرة على نفسه ثم رفع نظره إليه
-هو مين الظابط أنا ولا إنت، يعني مين اللي مفروض عنده أخبار
استند بذراعيه على المكتب قائلا
-الولد في مصر، مالوش أي اسم في المطارات والموانئ، غير طبعًا انه مالحقش يهرب
عندنا تالت محافظات مشكوك فيهم، دا بسبب معظم شركات والده فيهم، غير انهم حدود، وأنا برشح محافظة البحر الأحمر، نبدأ فيها
نهض راكان يضربه بقوة على كتفه
– عارف قدامك اسبوع الولد دا لو مش قدامي، قاطعه جاسر
-متخفش ياباشا..الموضوع وصل جواد باشا، أصله له تار قديم معاه
جلس راكان مرة أخرى ينظر بقلمه
-وعلى ذكر حضرة اللوا، هقابله إمتى دا لو وزير الداخليه كنت قابلته
نصب جاسر عوده ورفع حاجبه بسخرية
-ماهو دا مش وزير الداخلية دا جواد الألفي ياباشا، خليك فاكر الأسم دا كويس، دا كان عامل رعب في الداخليه
ضحك راكان بسخرية
-أيوة ماأنا واخد بالي، حتى ابنه طالع غبي أهو
اتجه جاسر بنظره لحمزة يشير على نفسه بمزاح
– هو يقصدني انا، لا أكيد هو قصده حد تاني، عارف سيادة المستشار أذكى من أنه يغلط فيا صح ياباشا
قوس فمه بشبه إبتسامة
– والله ماأعرف انت بقيت ظابط ازاي، شكلك داخل بواسطة يابني ولا إيه، وهتغرقني معاك
عقد حاجبيه بغرور ثم اتجه متحركا وأردف قائلًا :
-حضرة اللوا مستنيك بكرة الساعة سبعة، يالا عد الجمايل ياعم ..قالها جاسر متحركًا
اتجه بنظره إلى حمزة الذي يجلس صامتًا، انكمشت ملامحه قائلًا
-مالك يابني، من وقت ماجينا وإنت ساكت، نهض حمزة بعدما أشعل سيجاره ينفثها بغضب
-مفيش، شوية شغل ضاغطة عليا مش أكتر
أقترب منه ثم جذب المقعد جالسًا أمامه
-مالك ياحمزة؟!فيه حاجة مضيقاك ولا إيه؟!
كور قبضته عندما شعر بأنياب حادة تنهش بقلبه حينما تذكر حديثها،رفع نظره إلى راكان وتسائل
-تفتكر ممكن يكون آذاها، يعني ممكن يكون قرب منها
ضيق عيناه متسائلا :
-انت بتتكلم على مين ياحمزة، هب فزعًا وكأنه تحول لشخصًا آخر
-هتجنن من فكرة إنه يكون لمسها ياراكان، هي ماقلتش كل حاجة، عايز أتأكد الحقير دا عمل فيها إيه، دا واحد مجنون
كانت نبرته قوية غاضبة جعلت راكان يقف مذهولًا من ردة فعله حتى أمسكه من ذراعه
-حمزة انت ايه حكايتك، وليه مضايق كدا؟!
انتزع ذراعه من راكان وتحرك بعض الخطوات يقف على باب غرفة المكتب:
-أنا خليت سامي العمدة يرفع قضية طلاق، لازم توكله، وخلال أسبوع هنجبلها الطلاق
قالها وتحرك مغادرًا دون حديث آخر
تحرك وخطاويه تأكل الأرض فكلما تذكر مافعله ذلك الحقير كانت الغيرة تتشعب بداخله بنيران تحرق أحشائه دون رحمة
عند ليلى بعد مغادرة درة جلست بحديقة القصر تفكر بما يحدث لهما، وحالة والدها التي بدأت تتدهور، جلس سليم يحاوطها بذراعيه
-حبيبي قاعد كدا ليه؟! وضعت رأسها على كتفه
-سليم أنا خايفة على بابا لو عرف موضوع درة ممكن يروح فيها، دا عنده السكر والضغط ياحبيبي
ربت على ظهرها بحنان وتحدث ليطمئن روحها
-متخافيش حبيبتي، قولتلك حمزة وراكان هيتصرفوا
❈-❈-❈
وصلت فرح إليهما تجلس بجوار سليم على ذراع مقعده
-هكون عزول ولا حاجة لو قعدت معاكم، جذبتها ليلى من رسغها
-معلش يافرح وسعي كدا حبيبتي، قطعتي علينا الهوا، قهقه عليها سليم، نصب عوده يحملها وهو ينظر لفرح
-بحبك يافروح والله، لكزته ليلى بكتفه
-نزلني ياسليم، متبقاش رخم، وروح حب في بنت عمك ياسيدي، قال بحبك يافروح
قالتها ليلى وهي تشير بيديها بغضب، ثم أكملت
– مش ملاحظ ان مراتك قاعدة معاك، ينفع تقول لواحدة تانية بحبك، نظر لعيناها وهمس إليها:
-طيب عايزة أعمل فيكِ دلوقتي غير إني أكلك يامراتي الجميلة
تسمر بوقفته وهو مازال يحملها، عندما استمع لصرير سيارة راكان، توجه بنظره لراكان الذي يجلس بالسيارة ينظر إلى سليم بصمت، ترجل راكان متجها للباب الآخر، أمسك بيديها حتى ترجلت من السيارة ضمها من خصرها متجهًا للداخل
أنزل سليم ليلى بهدوء ينظر إلى راكان متحدثًا
-ياليلتك السودة ياراكان، ملقتش غير الصاروخ دي وتعزمها هنا، يارب ماتفرقع في وشنا
ضيقت ليلى نظراتها متسائلة
-مين البنت اللي مع حضرة النايب دي ياسليم
وضع يديه بجيب بنطاله قائلًا
-حلوة صح، الصراحة البنت صاروخ أرض جو، لكمته بصدره، جذبها يقهقه عليها
-ملاحظ حبيبي بقى غيران مش كدا ولا إيه، رسمت ابتسامة على وجهها وأجابته
-مش موضوع غيرة ياباشمهندس، الموضوع كرامتي قدام فرح وكمان قدام نفسي وانت بتغازل ست الحسن والجمال، معرفش ايه العيلة الستاتي دي، قالتها وتحركت متجه للداخل
كان يجلس على الأريكة وبجواره تلك الجميلة ويتحدثون بأصوات ضحكاتهما المرتفعة، وصلت زينب إليهما ..توقفت زينب أمامها
شهقة قوية خرجت من جوفها وهي تنظر لتلك الجميلة هامسة بأسمها
-تولين ..وقفت تولين وهي تبتسم بسعادة
-انطي زينب وحشتيني قوي، ضمتها زينب بحنان أموي وهي تتحدث
-حمد الله على سلامتك حبيبتي، جيتوا أمتى!!
أشارت على راكان:
-ليه راكان ماقلكيش ولا إيه..نظرت إلى راكان وأجابتها
-هيقولي إيه انتِ تايهة عنه اللي عايز يقوله بيقوله واللي مش على مزاجه بيعمل من مالطا
قهقه راكان عليها بعدما توقف يضمها من أكتافها
-دايما ظلماني يازوزو والله..أنا عرفت من أسبوع بس أتقابلنا صدفة
لكزته وتحدثت بضجر
-أسبوع ومتقوليش ماشي ياحضرة النايب، أمسكت تولين من يديها
-عاملة ايه ووالدك ووالدتك …قالتها زينب بعد ماجلسوا
-كويسين والله ياانطي، أنا بس اللي في القاهرة، هخلص شوية حاجات لبابي وهرجع تاني
هزت رأسها بتفهم، ولكنها توقفت
-هروح اجهزلكم الغدا، راكان موصيني مع انه معرفنيش مين اللي جاي، فرحت قوي اني شفتك ياتولين
-وانا كمان والله ياانطي، بقالنا كتير مشفناش بعض، من وقت ماسيلين رجعت مصر
-معلش حبيبتي لازم نستقر في مصر، مينفعش كل واحد مننا في بلد ..تحركت ثم نادت على راكان وقفت بعيدا بعض الشئ ثم تسألت
-انت مش خايف من توفيق يابني، عايز تجننه
مسد على ذقنه ونظر للبعيد
-ماهو عشان توفيق.. عزمتها عندنا ياأمي،لازم أخليه دايمًا يشوف مصايبه قدامه، ويعرف انا مبقولش كلام وخلاص
تنهدت بحزن تربت على ذراعه:
-جدك مش هيسكت ياراكان، ودي بنت ألد أعدائه بلاش تعاديه أكتر من كدا ياحبيبي عشان خاطري، قبل جبينها وتحرك
-ياله يازوزو أنا جوعت، قابلته ليلى وهي تدلف للداخل..توجهت بخطواتها نحو غرفة المعيشة ألقت السلام
-عندنا ضيوف ولا إيه؟! قالتها وهي تنظر لتولين
أشار راكان لتولين
-دي الباشمهندسة ليلى مرات سليم ياتولين
رفعت بصرها إليها :
-واو تبدو رائعة ياسليم، قالتها وهي تنظر إلى سليم الذي دلف خلف ليلى
ضمها سليم من أكتافها:
-ايوة ياتولي دي ليلى، بعتلك صورها ..هزت رأسها وأكملت
-الحقيقة أجمل من الصور ياسليم بصراحة
وزعت ليلى نظراتها بينهم
-انتوا تعرفو بعض ولا أيه…نزل سليم برأسه يهمس لها دي حبي القديم
ابتسمت بسخرية متجهة للمقعد الذي بمقابلته وجلست تتحدث إليها وهي تقيم نظراتها اتجاه راكان وسليم
– حضرتك عرفتها عليا، بس أنا معرفتهاش، قالتها وهي تنظر إلى راكان
ألقت كلماتها بملامحها الهادئة الجميلة، ابتسمت تولين وتحدثت
-تقدري تقولي صديقة قديمة، وبنت صديق لعمو أسعد ..قاطعها سليم وهو يضم اكتاف تولين وهذا ماأشعر ليلى بالحزن
-تولين بنت صديق بابا، عايشة في ألمانيا، دي الحكاية، واه قصة حب قديمة بينها وبين راكان
كانت تنظر لذراعه الذي يضم بها تولين، ترقرق الدمع بعينها، فنهضت وتحدثت بملامح مرتجفة وعينين تثقل بها العبرات:
-نورتينا ياتولين، بعد اذنكوا حاسة بالتعب هطلع أرتاح شوية…قالتها متحركة للأعلى ولكنها توقفت عندما استمعت إلى راكان
-أطلع مع مراتك شوفها ليكون تعبانة ومحتاجة حاجة..اعتدل بجلوسه بجوار تولين
-هي هتنام، خليني شوية معاكم، إيه مش عايز عزول …تحركت ليلى للأعلى وعبراتها تتساقط على خديها، حتى وصلت لغرفتها، نزلت بأقدامها وجلست خلف الباب تبكي عندما علمت أن تلك التي رأت صورتها على هاتف زوجها وبينهما محادثات طويلة
وضعت كفيها على فاهها تمنع شهقاتها، بالأسفل كان يجلس صامتًا فهو رأى نظراتها الحزينة اتجاه زوجها بعدما وجدته يجلس بجوار تولين بتلك الطريقة..حمحم فنظر إليه سليم الذي كان يتحدث مع تولين
-اطلع شوف مراتك، تولين هتتغدى معانا، وبعدين تعالى كمل كلامك
زفر سليم ونهض واقفا، هنكمل كلامنا بعدين
اتجهت تولين بنظرها إلى راكان
-هما متخانقين ولا إيه، هز رأسه رافضا وأجابها
-لا بس هي حامل وطبعا عارفة الحوامل بيكونوا عاملين إزاي، إيه مجربتيش ولا إيه
قهقهت عليه ورفعت حاجبها بسخرية
-بتتريق حضرتك، ارتشف من قهوته وأجابها
-ابدا والله، بسأل حقيقي
-معندكيش ولاد ولا إيه، نهضت تجلس بجواره ثم رفعت ذراعيه تضعها على أكتافها تنظر لوجه القريب
– ليه مااتجوزتش لحد دلوقتي؟!
قطب مابين حاجبه :
-مااتجوزتش إزاي مش فاهم مين قالك كدا، لا أنا متجوز
جحظت عيناها مردفة :
-بس سليم قالي انك متجوزتش، ضمها لأحضانه يرجع خصلاتها التي تمردت على وجهها مع ابتسامته الرجولية متحدثًا
-اعتبريني متجوزتش ياستي، مش هتفرق كتير
رفعت يديها تلمس ذقنه ثم أردفت بعيونها الزرقاء التي تشبه أمواج البحر
-لسة فاكر أيامنا ياراكان…ضحكات خرجت من جوفه حتى فقد السيطرة على نفسه في دخول يونس وهو يضيق نظراته
-هو انتوا عندكوا حفلة من ورايا ولا إيه؟! قالها وهو يجلس بجوار تولين يغمز لراكان
-مين المزة دي يامنحرف، وفرحان بيها وصوت قهقهاتك وصلت أوضة نومي
اعتدل راكان وهو يرمق يونس
-دا الدكتور المنحل بتاعنا…بسط يونس يديه
-متسمعيش كلامه، هو اللي بيغير مني
ضحكت بصوتها الأنثوي الرقيق
-لا بجد فظيع يادكتور، زي مااتخيلت بالظبط
دنى بجسده منها وتحدث :
-ليه قالولك عني ايه، اوعي تسمعي كلامهم هما بيغيروا مني، انا كيوتي وحلو قوي، وبحل المشاكل الستاتي بكل سهولة ويسر
قاطعتهم زينب :
-الغدا جهز ياحبايبي، نظرت ليونس
-هتتغدى معاهم يايونس، ولا وراك عيادة
تحرك للداخل وهو يسحب زينب من كفيها
-شميت ريحة اكلك ياطنط زينب، ينفع أمشي ومعدتي بتنادي على أكلك
نزعت يديها منه وأردفت غاضبة
-ربنا يهديك انت وابن عمك يارب، وتبطلوا سرمحة.. قالتها ثم تحركت للداخل
هبط سليم ووجه عبارة عن الألم والغضب، جلس بجوار راكان الذي كان يراقبه بصمت
نظرت زينب إليه :
-فين مراتك ياحبيبي…وضع محرمته وتحدث بهدوء
-قالت تعبانة ومش هتاكل، وصلت سيلين التي تفاجأت بتولين تجلس بجوار يونس وراكان وتضحك بمرحها وخفة دمها
-تولين..قالتها سيلين .نهضت تولين
-سيلي كبرتي وحلويتي قوي، ياااه الأيام بتجري، بقالنا كتير مشفناش بعض، والجمال عدى الحدود، دلوقتي نتحب ونتغاذل
رفع يونس بصره إليها، كانت زينب تراقبه، جلست ونظرت إلى سيلين
-اقعدي حبيبتي اتغدي، بابا هيرجع متأخر
فرد يونس
-فعلا دي تتحب وتتغاذل بس مش مع حد غير يونس، قالها وهو يهمس إليها
❈-❈-❈
بحثت عن ليلى بنظرها فاتجهت إلى سليم
-فين ليلى، كان يتناول طعامه بصمت فلم يجبها..تحدثت زينب
-مرات اخوكي تعبانة، خليها ترتاح وشوية يبقى ابعتلها غداها
جلست بجوار يونس بهدوء ولم تنظر إليه ثم تحدثت
-ايوة ياماما امبارح طول الليل مبطلتش ترجيع، وكمان معرفتش تنام، أنا فضلت معاها طول الليل، وطبعا أبيه سليم مكنش موجود، ياريت ياآبيه متسبهاش كتير لوحدها
أطلقت ضحكة فجأة ونظرت إلى سليم
-على فكرة ان اللي شلت كل برفناتك، كانت كل ماتقرب منها ترجع، اتجهت لوالدتها
-بجد يامامي لو تشوفيها امبارح متعرفيش تضحكي ولا تعيطي، تالت مرات نغير فرش السرير، وكل ماتيجي تنام تقول ريحته فظيعة، وتجري ترجع
ابتسمت تولين قائلة:
-ايوة فعلا فيه حمل بيكون مزعج من الروايح، أنا لما كنت حامل كنت بخلي جوزي في اوضة وانا في اوضة
ضيق يونس عيناه
-إيه دا هو انتِ متجوزة..ابتسمت إليه بحزن قائلة
-كنت بس انفصلنا..معندوش نظر والله يابنتي ، حد يبقى معاه الجمال دا ويطلقه، قالها حتى يرى ردة فعل سيلين، ولكنها كانت تتناول طعامها بهدوء وكأنه غير موجود
أما راكان الذي كان يستمع إليهم ولكن كأنه يجلس على حممم بركانية، قاطعهم دلوف توفيق، دلف كالثور الهائج وهو يشير لتولين
-البنت دي اللي جابها هنا
نهض راكان يقف أمامه
-حضرتك جدي على عيني وراسي إنما تدخل بالطريقة دي، وتهين ضيوفي دا مش مسموح بيه
ثار يتحدث بغضب
-البنت دي لو مخرجتش حالا هطربقها عليك ياراكان، جلس راكان وهو ينظر إلى تولين
-كملي أكلك، توفيق باشا زعلان عشان متعزمش على الغدا..اتفضل اتغدى معانا ياتوفيق باشا
استند توفيق على المنضدة ينظر لمقلتيه بغضب
-بتخرج شياطيني، خليك فاكر يابن أسعد انا حذرتك ..قالها وتحرك
حل الصمت كضيفًا لبعض الوقت حتى قاطعه هو بابتسامة واسعة على محياه مردفًا
-نكمل أكلنا، كلنا عارفين انه هيعمل كدا
ضيقت تولين عيناها وتسألت
-معرفش ليه دايما جدو توفيق واخد موقف مننا، هو يعني بابا كان يعرف اللي هيحصل
ربتت زينب على كفيها :
-هو دايما كدا متعصب، وكل اللي خسره فلوسه زمان مفكره عدوه، متفكريش كتير
ابتسم راكان وأكمل
-دا الوجه الحقيقي لتوفيق باشا، وطبعا بعد ماوالدك رفض يكمل شغله معاه، وسحب الشركات اتجنن وفكر والدك السبب في خسارته كل شركاته بعد مالبنوك حجزت عليه، ولولا بابا طبعا كان زمانه في مستشفى المجانين…راكان قالتها زينب بغضب
-مش ناوي تكمل اكلك..
نهض وهو ينظر لتولين
-انا اكلت الحمدلله، كملي أكلك براحتك، ثم اتجه إلى سيلين التي تجلس بصمت
-تعالي ياسلي، عايزك ..تحركت سيلين متجه معه للأعلى يضمها من اكتافها، كان يونس يراقبهما بنظراته مردفًا لنفسه
-لو راكان مش اخوها، ممكن يكون فيه حاجة بينهم عشان كدا مش عايزني أقرب منها
مسح على وجهه بغضب، والغيرة تنهش بقلبه، هز رأسه يبعد وساوس الشيطان قائلًا
-لا راكان ميعملش كدا، دا هو اللي مربيها، أطبق على جفنيه ثم نهض متحركًا معتذرا
كانت زينب تراقب حركاته، شعرت بالحزن عليه، هي تعلم إنه يحب أبنتها، ولكن تحكم توفيق بالعائلة يضعف قلبه
وصل راكان لغرفته توقف أمام سيلين يضم وجهها بين راحتيه
-روحي شوفي ليلى، اقعدي معاها، هي زعلانة عشان اختها، وكمان حملها، وسليم مش فاهم حالتها، هوصل تولين وهرجعلك نتكلم في كل حاجة، بس خليكي متأكدة قبل أي حاجة انك اختي حبيبتي اللي ربيتها
كادت أن تتكلم ولكنه وضع كفيه على شفتيها
-لو سمحتِ اعملي اللي قولت عليه، تمام حبيبتي
هزت رأسها واتجهت لجناح سليم دون حديث آخر
بغرفة ليلى تحتضن نفسها كالجنين وعبراتها تنسدل بقوة على وجنتيها ..استمعت لطرقات على باب الغرفة، أزالت دموعها وسمحت إليها بالدخول بعدما استمعت لصوتها
باليوم التالي وخاصة الساعة السابعة مساء توجه راكان لمنزل جواد الألفي
بمكتب جواد الألفي جلس بمحاذته وبعد الترحيب والمعرفة ..وضع جواد ملفًا يضم العديد من الأوراق
-دا الورق اللي طلبته من جاسر، القضية دي مكنتش أنا اللي ماسكها، دي كانت تبع صديق واتقتل للأسف أثناء القضية، وبعدين مسكها باسم المرشدي لو تعرفه،أنا وهو كنا مع بعض بس للاسف قتلوا مراته وابنه، وحالته اتدهورت وفي نفس الوقت خطفوا بنتي، فطبعا تركت القضية لباسم واهتميت بخطف البنت، ولما باسم وصل لبعض الشركا اللي كانوا معروفين في البلد، اتحفظت القضية وبعدها خرج الشربيني وسافر لمدة عشر سنين برة
طالعه راكان متسائلا :
-وليه حفظوا القضية، مع إن فيها متورطين ومعروفين
تنهد جواد بصوتًا عالٍ ثم زفر الهواء دفعة واحدة
-زي ماقولتلك لعبوها صح، موتوا زميلنا، ومرات باسم وابنه، وخطفوا بنتي، في الوقت اللي احنا التلاتة كنا قربنا نوقعهم كلهم
طبعا أنا في الوقت دا اخدت اجازة وسافرت ادور على بنتي، وباسم انشغل بابنه اللي فضل محجوز أكتر من شهر في المستشفى وفي الآخر مات، القضية مسكوها لظابط اي كلام ومعرفش يوصل لحاجة واتحفظ
نظر راكان في الأوراق ثم رفع نظره إليه
-الورق دا مهم وخطير، إزاي حضرتك مقدمتوش للنيابة
استند جواد بذراعيه على مكتبه مردفا
– الورق دا لسة جايبه من يومين، ومحدش يعرف عنه انه خرج، تعرف الورق دا فيه ايه، خلي بالك لانه خطير عليك قبل على اللي فيه
نهض وهو يشير بيديه
-فيه ناس فيه خرجوا برة البلد ، وفيهم اللي مات وولادهم مكملين، وفيه اللي كبر في البلد قوي
❈-❈-❈
جلس في المقعد المقابل وأكمل
-لو مش واثق فيك مكنتش خاطرت وجبته، ومش عايز أنبه عليك الورق دا خطير على حياتك، غير عايزة ظابط عقر، يعني يعرف يلاعبهم كويس، صدقني الورق دا لو وصلني في وقت شغلي مكنتش رحمت حد
لكن للأسف هم عملوا حسابهم كويس، ولهو كل واحد مننا في مصيبة…تنهد وأكمل
-الورق دا اتقتل فيه ناس كتيرة، وباسم كان هيموت لما عرفوا عنده بعض منه
أغلق راكان الملف ونهض يشكره
-الظابط اللي هيمسك القضية دي هيكون جاسر
جحظت أعين جواد يهز رأسه رافضا
-لا جاسر صغير مينفعش يمسك قضية كبيرة زي دي بقولك عايزة ظابط عقر، مش ظابط لسة في أول حياته العملية، جاسر صغير ياحضرة النايب، لا شوف حد غيره
توقف راكان يدقق النظر بمقلية جواد مردفًا
-متخيبش ظني فيه، أنا عارف انه هيكون قدها، وبلاش أخد فكرة غلط عن اللي بسمعه على حضرتك، يعني اكيد ابن الوز عوام، وجاسر عنده عزيمة في شغله، ياإما حضرتك خايف عليه فدي حاجة تانية
ضحك جواد بصوته كاملًا
-لا غلبتني ياحضرة النايب، مش موضوع خايف عليه، الموضوع ان الحاجات دي عايزة خبرة وتجارب
ارتخت ملامحه بعد إقناعه عندما تحدث قائلا
-بص ياحضرة اللوا، القضية دي خبرتها مع حضرتك ونجاحها مع عزيمة جاسر
انا كل اللي هعمله دلوقتي هخرج ببعض الورق اللي عايز اخرجه، واشوف ردة الفعل، يعني ممكن نسقطهم بس مش دفعة واحدة، لا واحد واحد عشان أشوف الرهبة جوا كل واحد مشترك في الجرايم دي
أعجب جواد من ذكائه مربتًا على كتفه
-بالتوفيق ان شاءالله، وأنا هكون ورا جاسر، وقت التدخل هدخل، وربنا يوفقكم يارب
عند درة خرجت من منزلها تنتظرحمزة للتوجه للمحامي الذي تقوم بتوكيله..وصل بسيارته، توقف بالسيارة ركبت بجواره
-متشكرة لحضرتك على تعبك معايا، لم ينظر إليها ولم يجيبها، كل ماعليه أومأ برأسه دون حديث ، وضعت رأسها على زجاج النافذة ودموعها تنسدل عندما تذكرت ماصار لها
توقف على جانب الطريق ، سحب بعض من الهواء ثم زفره بغضب قائلا وهو ينظر أمامه دون النظر إليها
-ممكن أعرف بتعيطي ليه، قولتلك هنطلقك من أول جلسة، ليه بتعيطي، استمع لشهقة خرجت من فمها..استدار بنظره إليها
-باشمهندسة ممكن تبصيلي، استدارت بعيناها الباكية ..غاصت عيناه على ملامحها الجميلة، ودّ لو يرفع أنامله يزيل عبراتها، ويضمها ليخفف عنها، تقابلت نظراتهما للحظات حتى تحاشت درة نظرها بعيدا عنه
حمحم ليجلي صوته إليها قائلا
– ممكن أسألك سؤال..أومأت برأسها موافقة
اتجه بنظرة للأمام فتحدث
-هو لمسك؟!اتسعت عيناها من هول ماتلفظ به فأحست بأنسحاب الأكسجين من حولها فتحدثت متمتمة
– إيه اللي بتقوله دا، مسمحلكش تتكلم معايا كدا، أنا جاوبت قبل كدا وقولت لا
تضجرت ملامحه بجمرة الغضب واستدار إليها
-لا لازم تسمحيلي ياباشمهندسة، لازم بعد كدا كل حاجة تخصك تسمحلي فيها ومن غير أي كلام …قالها وهو يشغل محرك سيارته وتحرك
وهي تطالعه بصدمة، لا تعلم ماذا عليها أن تفعل تفرح أم تحزن
بعد أسبوع
بقصر خالد البنداري جلست بجوارها سارة واردفت
-عرفتي هتعملي إيه، يارب ماتفشلي زي سلمى الهبلة، كان زمنها عملتله فضيحة واضطر يتجوزها
توقفت فرح وهي تنتقي ثيابها بعناية
-لا متخافيش وحياتك لتفرحي لأختك قريب. ❈-❈-❈
بغرفة سليم
كانت تتسطح على مخدعها تتألم، دلف سليم إلى الغرفة، جلس بجوارها يمسد على خصلاتها
-ليلى مش هتقومي بقى، قولتي هنخرج ومخرجناش، والنهارده من الصبح حابسة نفسك وعاملة زعلانة من علاقتي بتولين
ليه مش عايزة تقتنعي مفيش بينا حاجة، والله كى اللي بينا صداقة، هي كان بينها علاقة حب مع راكان مش معايا، حتى الرسايل اللي شوفتيها كلها هزار
أمال برأسه وبدأ ينثر قبلاته على وجهها وعنقها
دفعته بعيدًا عنها بقوة عندما اشتدت آلامها قائلة بصوتًا متقطع
-أنا تعبانة دلوقتي ومش قادرة لا اخرج ولا اتكلم مع حد
نهض يردف بغضب بصوتًا مرتفع
– وبعدهالك ياليلى، مش ملاحظة بقيتي لا تطاقي، عرفت انك حامل وتعبانة، بس مش بالطريقة دي، دا احنا يعتبر لسة عرسان، ليه عايزة تكرهيني فيكي، أنا راجل ووقت مااحتاج مراتي المفروض تبقى جاهزة
استدارت بجسدها تواليه ظهرها ولم تجيبه،
ثارت جيوش غضبه ولم يشعر بنفسه إلا وهو يجذبها بعنف
-دلوقتي انا عايزك ودا من حقي، مش تحسسيني انك كرهاني
وضعت يديها تبعده قائلة بصوتًا متعب
-سليم أنا تعبانة بجد لو سمحت ابعد دلوقتي مش قادرة
وضع رأسه بعنقها وكأنه لم يستمع ولا يرى حالتها المتألمة
-ليلى انا بحبك وعايزك، أنا مردتش اروح الشغل النهاردة عشانك، وانت مش معبراني، ينفع كدا، ليلى عمرك ماقولتيلي حتى كلمة حبيبي، ليه دايما بحس إن فيه حد بينا
انزلقت عبراتها وأحست ببرودة بجسدها
-سليم ابعد، ريحتك قلبت معدتي، لو سمحت ابعد عني
رفع رأسه ينظر لمقلتيها بصدمة
-انت بتقولي ايه، مش طايقة ريحتي، طيب الأول كنت مفكرك بتهزري، بس نسيتي انا جوزك ياهانم، قالها وهو يقبلها بقوة وغضب
حاولت التملص منه بسبب آلامها ولكن قبضته القوية وحالته جعلتها تفشل فتنهدت بوجع وتساقطت دموعها بغزارة على وجنتيها تاركة نفسها بآلامها إليه، بسبب قوته التي بدأ يتعامل بها معها ، حتى شعرت بأنها جثة أمامه
انتهى سليم بما كان يفعله متجها للمرحاض بغضب، عندما وجد نظراتها ودموعها الحزينة
خرج بعد دقائق وهو يصفع الباب خلفه بقوة
قابله راكان صدم من حالته ودموعه التي تنزرف لأول مرة يراه بها ، امسكه من ذراعيه
-مالك فيه ايه، اتجه بنظراته بعيدا عن أخيه مردفًا
-مفيش حاجة، يمكن اتسرعت في جوازي، انت كنت صح ياراكان، قالها وتحرك للخارج سريعا
نظر راكان لغرفته بغضب، ود لو اقتحم الغرفة وصفعها بقوة على وجنتيها، فبكاء أخيه احرق جسده بالكامل …قاطعه وصول توفيق يمسكه ويصيح بصوتا هز ارجاء المنزل
-انت مجنون يلاَ، رايح ترفع قضية على الشربيني وشركائه، انت مستغني عن عمرك
امسكه توفيق من أكتافه
-راكان الناس دي مبيتلعبش معاها، مش هقولك عشان خاطري، عشان خاطر أخوك
تحرك وهو يردف
-لازم الكل يتعاقب ياتوفيق باشا، وبنصحك تحاول تحمي نفسك، عشان كله بميعاده
بعد قليل أمسك هاتفه محاولا الوصول لأخيه ولكن هاتفه مغلق، زفر ووقف متجها لشرفته، قاطعه طرقات على غرفته
دلفت سيلين
– ممكن نتكلم شوية ياآبيه، نظر للقهوة التي تحملها، ابتسم بسخرية على نفسه عندما تذكر تلك اللية ، فأشار بيديه
-تعالي ياسيلي، كنت لسة هبعتلك
سحب كفيها وتحرك لشرفته، جلس وأجلسها بجواره يرتشف قهوته، ثم غمز بعينيه
-بترشيتي بالقهوة، وضعت رأسها على كتفه وتحدثت بنبرة صوت متألمة
-راكان انا بنت مين، وقبل ماتكذب أنا عملت التحليل ولسة وصلني النهاردة، اعتدلت تنظر إليه
-أنا من الملجأ، يعني مش بنت البندارية فعلا
نهض يجلس على عقبيه أمامها ثم احتضن كفيها وقبلها مردفًا
-مين قال كدا، انت بنت البندرية، وضعت كفيها على شفتيه وتحدثت ببكاء
-ليه مُصر تضحك عليا وتعاملني كأني طفلة ياراكان، وضعت الظرف بيديه
-هو فيه دليل أكبر من كدا..ضمها لأحضانه عندما تلعثمت الكلمات بحلقه ولم يقو على الحديث، هو يهرب منذ عدة أيام لهذا اللقاء ولكن لقد حان وقته
جلس بجواره ثم تحدث
-ماما زينب كان عندها اخت اسمها زينة، هي وعمو محمود حبو بعض جدا، بس جدي رفض العلاقة دي، وقال إن زينب عايزة تعصي ولاده عليه، عمو محمود سافر ألمانيا وساب مصر عشان جدي ماوفقش على جوازه، وطبعا بابا كان هناك وعملوا شركة صغيرة بعيد عن شعل ماما زينب وجدو،
تنهد بوجع ثم نظر لعيناها يمسح دموعها
بابا أخد عمو محمود وحاولوا يقنعوا ماما زينب على الجواز بالسر، وفعلا اتجوزها من غير ماجدي يعرف، عدى سنتين وهم متجوزين، وعمو محمود اضطر ينزل مصر بمراته في اجازة كانت جدتي في أخر أيامها بتموت،، شريك جدك شافه بالمطار مع مراته وطبعا كانت حامل
جدك اتجنن وقال إن زينب هي اللي عملت كدا عشان تبعده عن انه يتجوز بنت شريكه، اللي هو قاسم الشربيني
نصب عوده وتوقف ينفث تبغه وهو يتذكر تلك الايام، فاكمل حديثه
-أنا كان عندي عشر سنين في الوقت دا وسليم خمسة، وماما زينب كانت حامل ، بابا اتصل بيها من مصر وقالها أن توفيق عرف علاقة زينة بمحمود، ماما زينب كانت لسة قدامها شهرين لما تولد، نزلت مصر لما خافت على اختها من جدك
قعدوا في فيلا باباها، فجأة لقينا خالتو بتصرخ من الألم وبابا وعمو مكنوش موجودين
ماما نزلت بيها عشان تاخدها المستشفى في الوقت اللي بابا وعمو وصلوا فيه، عمو محمود ركب عربية ماما زينب هو وخالتو، وبابا أخد ماما ومشيوا وراهم
اطلق زفرة حارة من جوفه عندما تذكر ذاك اليوم وانهيار زينب، ثم اتجه لسيلين وأكمل
– العربية اتقلبت بيهم، عمو محمود مات في وقتها …وضعت سيلين كفيها على فمها من الصدمة …فأكمل راكان
– وخالتو فضلت شهر على الأجهزة عشان يولدوها أصلها كانت لسة في الشهر السادس، بابا وماما حاولوا بكل الطرق إنها تفضل على الأجهزة بدل فيها نفس..
انسدلت عبراتها، وضم سيلين يدمغها بقبلة عل خصلاتها
-عدى شهر واسبوع وكل حاجة وقفت، الدكاترة حاولوا ينقذوا الجنين، وولدوها فعلا، قبل موتها بساعة واحدة، وأخدوا الطفلة على الحضانة، الطفلة دي نزلت بدم ملوث، وكان لازم ينقلولها دم عشان فصيلتها نادرة، يوميها عملوا تحاليل للكل ومن حظي الحلو طلعت أنا اللي دمي من نفس فصيلتك، وبابا كمان ، بس بابا مريض سكر مكنش ينفع ننقل منه
احتضن وجهها ينظر لمقلتيها
-يعني دمك اللي بيجري فيك دا من دمي، واللي يقول انك مش أختي هدفنه مكانه
أشارت على نفسها وتحدثت بصوتًا متقطع
-يعني أنا الطفلة بنت عمك ياراكان
هز رأسه رافضًا حديثها وانسدلت عبراتها وهو يرفع يديه أمامها
-انت اختي اللي بأيدي دي اول واحد شلتك وضميتك لحضني، أنا اللي مفروض اكون أبوكي مش اخوكي كمان، يعني انت اقرب من سليم ليا، شوفتي إنتِ إيه
ألقت نفسها بأحضانه وظلت تبكي بنشيج
-انت أحسن أخ في الدنيا والله العظيم، أنا كنت خايفة اكون مش أختك
طبع قبلة على جبينها
-كنت هتجوزك متخافيش لو مكنتيش اختي، لكزته بصدره
-هو أنا أطول جوزي يكون راكان البنداري
توقفت فجأة ثم تسائلت
-طيب فين ابن ماما زينب
رفع نظره إليها واجابها
-مات ، جالها نزيف فيه ومات وكانت هتموت لولا ستر ربنا..
نزيف ليه..قالتها سيلين
-معرفش..بس يمكن عشان ربنا بيحبك، عشان وقتها ماما عملت معاكي زي ماعملت معايا، عوضتك عن مامتك، بس الفرق بينا، هي اخدتني عندي خمس شهور او يمكن اكتر مش فاكر، إنما انتِ نزلتي من الحضانة عليها على طول
-طيب البيبي مات إزاي..ضمها مغيرا الحديث
-إيه علاقتك بيونس ومن إمتى وانتوا على علاقة
توترت وتوردت وجنتيها من سؤاله المفاجئ ..ففركت يديها تهرب من سؤاله ولكن قاطع تركيز راكان صوت ليلى المتألم
أسرعت سيلين وهو خلفها، دلفت لغرفتها وجدتها تجلس بالأرضية وعبراتها تنسدل بقوة
جثى راكان بركبتيه أمامها
-ليلى مالك فيه إيه؟!
رفعت عيناها الباكية إليه وبشفتين مرتجفتين من البكاء همست بصوتَا متقطع
-راكان وديني للدكتور بسرعة، بتصل بسليم مبيردش
وضعت سيلين حجابها عليها سريعا، ثم نظرت إلى راكان الذي تصنم جسده عندما وجد الدماء تحتها..لكزته سيلين بكتفه
-راكان شيلها دي بتنزف.. هز رأسه سريعا ولكن شعر بإرتجاف جسده حتى فقد السيطرة على الوقوف..وضعت كفيها على ذراعيه متألمة
وهمست بصوتًا ضعيف
-هموت..قالتها ثم غابت عن الوعي
هز رأسه رافضا مارآه، فثنى ظهره وحملها ولكن تفاجأ من خفة وزنها، أيعقل إنها فقدت الكثير من الوزن في تلك الشهور المنصرمة ..كانت نظراته تطالع شحوب وجهها
-هاتي مفتاح العربية بسرعة ياسيلين، قالها ثم تحرك بها للخارج..بعد قليل وصل للمشفى
❈-❈-❈
جلس بالخارج ينتظر خروج الطبيبة من غرفة الكشف، خرجت الطبيبة وعلامات الغضب ترتسم على وجهها
-على فكرة دي جريمة وممكن أعاقبك عليها
ضيق عيناه مستغربا حديثها القاسي
فتسائل بفظاظة
-انا مستني تقولي حالتها إيه مش هجوم على الفاضي، توقفت سيلين بجواره تنتظر حديث الدكتور
-الجنين كويس، بس دا ميمنعش انه مش في آمان، المدام متعرضة للأغتصاب ..تصنم جسده محاولا إدراك ماتفوهت به الطبيبة الذي سقط على رأسه كالصاعقة …تسارعت أنفاسه، عندما شعر بالأختناق وحاول أن يبتلع ريقه الذي جف، ولسانه الذي توقف، فنظر بذهول للطبيبة
-يعني إيه الكلام دا…قالها راكان بجسد مرتعش، وصور له اشياء رفض العقل أن يستوعبها
توقفت الطبيبة عن حديثها تنظر إليه بهدوء بعدما وجدت صدمته قائلة بعد لحظات
-هو مش حضرتك جوزها؟! كور قبضته بغضب حتى ابيضت عروقها، وتحرك مغادرا المكان وكأن أحدهم يطرقه بمطرقة من الحديد على صدره..وقف يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يهمس لنفسه
-إيه اللي وصل سليم لكدا، معقول تكون منعت نفسها عنه، معقول حسسته إنها مش بتحبه
هز رأسه رافضا حديثه
-لا هي مش كدا، مستحيل تعمل كدا، جلس بخارج المشفى وبدأت الأفكار تضاربه بقوة قائلا لنفسه
-طيب ماانت مقدرتش تقرب لحد من وقت ماحبيتها، مايمكن هي عملت زيك، لا لا مستحيل ليلى تعمل كدا فيه، مستحيل تحسسه بكدا
مسح على وجهه بعنف كاد أن يمزق جلده، ولا يعلم بماذا يشعر، قلبه سعيدا وعقله يوبخه بشدة
أطبق على جفنيه بقوة يعتصرها قائلا
ويعلم الله أني بذلت حتى ذبِلت
وأني تغاضيت حتى سئِمت
وأني تمسكت بحبال الصبر والضغط حتى جُرحت كفّاي.ونزف قلبي
حاول الإتصال بأخيه ولكن هاتفه مغلق، حتى شعر بالقلق عليه..ظل لبعض الوقت حتى أشرقت الشمس بنور ربها ثم صعد متجهًا لغرفتها وجد سيلين تجلس بجوارها تمسد على خصلاتها التي لأول مرة يراها
توقف يملأ عيناه وقلبه بجمال نومها الهادئ ، وخصلاتها الحريرية التي تنسدل بنعومة على وسادتها ، خصلات تشبه خصلات أجمل الأحصنة،اقترب ولم يشعر بنفسه، لقد ساقه قلبه وغلبه شيطانه جالسًا بجوار مخدعها ..ثم بسط يديه يلمس خصلاتها بيديه، ولكن توقف قبل أن يشعر بملمس نعومتها، نهض سريعا يضغط على قلبه المتألم وجسده المرتجف، قاطعته سيلين التي كانت تبحث عنه
-راكان كنت فين حبيبي دورت عليك، ياله عشان نروح، ماما مبطلتش اتصالات وعايزة تيجي
هز رأسه حينما فقد الكلام ..واتجه إليها يحملها بعدما أطمئن من الطبيبة على حالتها، وافراغ محلولها، والتوصية بعلاجها وتثبيت حملها
حملها وهي بين اليقظة والغفوة، فهمست بلسان ثقيل
-تعبانة وعايزة أنام، أنا تعبانة، ابعد عني، قالتها ودموعها تنزلق بجانب جفنيها..حزن على حالتها، ودّ لو يقربها لصدره ويشبع روحه منها، ولكن كيف وهي أصبحت كتفاحة آدم المحرمة عليه
وصل بعد فترة بسبب تخفيض سرعة السيارة حتى لا تفقد جنينها، ترجل من سيارته، كانت والدته تنتظرهما، أسرعت إليهما
-هي عاملة إيه ياراكان؟!
حملها واجاب والدته
-كويسة ياماما، هي عايزة الراحة التامة، ممنوع الحركة نهائي، نظر حوله متسائلا
-سليم لسة مرجعش..أومأت برأسها
-لسة يابني، معرفش راح فين وتليفونه مقفول
دلف للداخل، تسمر بوقفته عندما وجد سليم متجها نحوه بهيئته المبعثرة وحالة الفوضى التي بها لم يطمئن قلب راكان، هنا فاقت ليلى ونظرت إلى راكان الذي كان يحملها..حاولت الخروج من قبضته فقالت
-نزلني، وازاي تسمح لنفسك اصلا تشلني، قالتها بعدما نزلت بقدميها تلامس الأرض، اختل توازنها، استندت عليه وعلى سيلين ولكنه كان تركيزه على أخيه الذي يهرب بنظراته منه
-سليم صاح بها راكان عندما وجد هروبه للداخل..تصنم بوقفته يواليه ظهره
اتجه راكان بنظراته لليلى
-تقدري تمشي ولا لا…رفعت نظرها لزوجها فهمست له:
-عايزة أروح لماما، ممكن توصلني لماما، نظر إليها بغضب ودنى منها
-لمي الدور عشان صبري نفد يامدام يامحترمة
جحظت عيناها، فرفعت عيناها المتحجرة بالدموع وأردفت بوجع بقلبها كوجع جسدها في ذلك الوقت
-هستنى منك إيه، أنا مستحيل اقعد في البيت دا ولا يوم بعد كدا، قالتها وتحركت تستند على سيلين…وصلت إلى سليم ووزعت نظراتها بينه وبين زينب فتحدثت
-ماما زينب عايزة أروح عند بابا كام يوم لحد مااحس اني بقيت كويسة
❈-❈-❈
ربتت زينب على ظهرها قائلة
-اطلعي ارتاحي الأول ياحبيبتي وبعد كدا نتكلم
تحركت ليلى للأعلى في حين وصل إليه راكان يدقق النظر يهيئته
-كنت فين يلاَ وإيه اللي وصل مراتك للمرحلة دي ..قاطعهم وصول فرح وهي تبكي، وقفت أمام سليم تلكمه بصدره
-انت بتقول ايه، عايز ترميني بعد اللي عملته فيا ..
قطب راكان حاجبيه متسائلًا يتمنى بأن أخاه لم يكن وقع بفخهم
-إيه اللي حصل يافرح، وسليم عمل ايه ؟!
رمقت سليم بنظراتها ثم استدارت إلى راكان
أخوك المحترم الباشمهندس، جالي امبارح وكأن بيعيط وقالي كلام…أسرع إليها سليم بخطوة يضع يديه على فمها وصاح بغضب
-اخرصي يافرح، لو سمعت صوتك هموتك، دفعته بقوة وصاحت بصوتًا مرتفع
-لا ماهو مش هسكت ياسليم، لازم أخوك وابوك يعرفوا عملت مع بنت عمك إيه.. صفعها بقوة على وجنتيها وامسكها يهزها بعنف
-أنا مش فاكر حاجة، معرفش ايه اللي حصل، كل اللي فاكره انك قولتي عايزة تتكلمي معايا، واشربنا قهوة، أما ايه اللي حصل مش فاكر
إزاي روحت أوضة نومك، وإيه اللي حصل مش فاكرة..صرخت بوجهه
-يعني مش فاكر كلام الحب اللي قولته، مش فاكر كنت بتقولي إيه واحنا مع بعض، طيب إزاي مش فاكر اللي حصل بينا
قالتها وهي تنظر إلى راكان الذي شعر بصدمة قوية نالت منه لدرجة شعر بأن الكون يدور به وتسحب الأرض من تحت أقدامه
-.أطبق على جفنيه، فلقد نجحوا بكسر أخيه
ولم يشعر بنفسه عندما ارتفعت يديه لتهوى بصفعة قوية على وجهه وتحدث قائلا :
-أمشي من قدامي، مش عايز أشوف وشك، ياخسارة ياسليم..جذبه من ياقته هامسًا
-اغتصبت مراتك وكنت هتموت ابنك، ورحت كملت سهرتك مع بنت عمك…قالها ثم دفعه بقوة وتحرك بسيارته للخارج
أما زينب التي ووقفت أمامه تناظره بغضب
-انت مين ..مستحيل تكون ابني، لا مش معقول ابني مايعملش كدا، ودلوقتي اطلع راضي مراتك يامحترم ، ثم رفعت نظرها لفرح
-مشفتش ابجح منك يافرح، طيب لو هو حاول يقرب منك ليه يامحترمه ممنعتهوش
قالتها وتحركت للداخل بعدما رمقتهما بنظرة مستاءة
تحرك سليم للداخل، امسكته فرح من ذراعيه
-سليم هتعمل إيه في المصيبة دي
دفعها بقوة فكل مايفكر به ماذا يفعل لو ليلى علمت بما حدث ، ذهب بذاكرته قبل قليل
شعر بقبلات على وجنتيه، ابتسم ظنا أنها زوجته فاردف بصوتًا مفعم بالنوم
-إيه الرضا دا كله، قبلات كدا على الصبح..دنت فرح تقبله من شفتيه قائلة
-صباح الخير على اجمل راجل شافته عيوني، هب فزعا وهو ينظر لوضعهم، في غرفتها، على مخدعها، بلاثياب ولم يسترهما سوى شرشف من اللون الأبيض الخفيف
نظر إليها بذهول
-إيه اللي جابني هنا، ضيقت عيناها ونظرت إليه بمكر
-إيه ياسليم نسيت إحنا سهرنا مع بعض وبعد كدا، جينا كملنا سهرتنا هنا مع اعترافاتك اللي خلتني أسعد واحدة في الدنيا دي كلها
ارتدى ثيابه سريعا، وهو يهز رأسه رافضا حديثها
-انا مش فاكر حاجة، ومقلتش حاحة، كل اللي متأكد منه كان فيه حاجة في القهوة، مش فاكر بعدها إيه اللي حصل..ابعدي عني يافرح انا راجل متجوز ومراتي حامل
خرج من شروده، على صوت بكائها
-مستحيل تعمل فيا كدا وتسبيني، متنساش انا بنت عمك
بعد أسبوعين
ظل الحال كما هو بين سليم وليلى، العلاقة بينهما متباعدة، لم تتحدث معه، حاول الاقتراب ليحادثها ولكنها رفضت، وحاولت الذهاب لوالدها ولكنه رفض تماما..ابتعد راكان عنه ولم يحادثه، اختار عقابه، حتى يصل لمعرفة الحقيقة ..
ذات مساء كان الجميع يتناولون العشاء ولأول مرة تحضر ليلى لتناول الطعام معهم منذ اكثر من أسبوعين كانت ملازمة فراشها، والبعد عنه
قاطعت جلستهم دلوف عايدة غاضبة بصحبة جلال وسارة وفرح ..توقف جلال ينظر للجميع متسائل
-سؤال واحد ياأسعد، ينفع اللي ابنك عمله في بنتي، وجاي يقولها مش فاكر حاجة، ابنك نام مع بنتي ياأسعد وبينكر، دي بنت عمه يعني لحمه ودمه
جحظت أعين ليلى تنظر إلى راكان بذهول ظنا منها انه المقصود، همست لنفسها
-شوف ياقلبي الشخص اللي دقتله في يوم من الأيام وكنت تتمنى الموت عشان اتجوزت غيره،
تقابلت نظراته معها، هو حزنًا عليها لما ستسمعه، وهي غضبا منه ظنا أنه الفاعل
ولكن صدمها وقوف سليم وصراخه بوجهها
-انا مش فاكر حاجة، وقولت لبنتك اللي حصل، كل اللي فاكره كنا قاعدين بنشرب قهوة عند البسين
رفعت ليلى نظرها إلى سليم وتسائلت بصوتًا متقطع
-هي تقصد مين بكلامها..نهض راكان يجمع أشيائه ينظر إلى جلال
-تعالى معايا المكتب ياعمو لازم نتكلم ، ولكن ليلى أوقفته وتحركت تنظر إلى فرح
-إنتِ تقصدي مين اللي…قاطعتها سارة
-جوزك ياباشمهندسة، وهم أختي بالحب، وعمل علاقة جسدية معاها ودلوقتي بينكر، وانت بنت وعارفة نتيجة عملته إيه
قاطعها راكان هادرا بعنف نبع من إضطراب قوي بداخله من ذهول ليلى الذي أدى إلى شحوب وجهها مما فقدها السيطرة على وقوفها، فهوت جالسة على المقعد
-يعني أنا كنت بنزف وبموت في المستشفى وانت بتخوني.. كنت بتخوني ياسليم
كررتها ثلاث مرات، حتى نهضت بساقين تكاد تحملنها تتحرك للخارج بثيابها البيتية وكأن عقلها أصابه الجنون
-كنت بتخوني، يعني أغتصبتني، ورحت بعدها تخوني، أسرعت سيلين خلفها تحاول إيقافها، أما زينب التي جلست تضع رأسها بين راحتيها
تردف ليه يابنتي تعملي كدا
تصنم سليم بوقفته ينظر للجميع بتشتت
-أنا مش فاكر حاجة، والله مافاكر حاجة، ثم أسرع خلف ليلى محاولا ايقافها
-ليلى أنا مش فاكر حاجة …نظرت إليه بغضب وبدأت تلكمه بصدره
-انا بكرهك ياخاين بكرهكككك ، قالتها بصراخ عندما تخيلت وتذكرت أفعاله الأخيرة
دنت منه واردفت بما قسمه لنصفين
-عمري ماحبيتك ياسليم، واتجوزتك عشان أهرب من الحقير أمجد، وللأسف لقيتك أحقر منه..أنا بكرهك
وصل راكان إليهما واستمع لحديثها
اتجه بنظره إلى سيلين
-خديها جوا ياسلين، بعدين نتكلم..
نهرته صارخة :
-انت مين عشان تقولي أعمل ايه، انت ولا حاجة ياراكان يابنداري، أكتر شخص كرهته في حياتي هو انت، انت السبب في اللي انا فيه
أشارت بيديها ترمقهما بنظرات تحقيرية
-بتكلم على مين انتوا الاتنين أحقر من بعض، دنت خطوة منه ونظرت لمقلتيه
-جيت ووقفت قدامي بكل غرور وعنجهية، وقولتلي
-مش عايز غير السعادة لأخويا، مفكرتش فيا،
نظرت إليه نظرة جوفاء قاسية اتبعتها بلهجة هازئة
-كنت مفكراه غيرك، لكن للأسف انتوا …صمتت ولم تقو على إكمال حديثها عندما صاح أسعد بغضب
-براحة ياباشمهندسة، لسة متأكدناش من حاجة، استدارت ودموعها تنسدل بقوة تنظر لأسعد
-تتأكد، وياترى تتأكد من إيه ياعمي، تتأكد من براءة ابنك
اتجهت بنظراتها إلى سليم وتحدثت
-انا مش عايزة حاجة، خلي ابنك يطلقني
وصل إليها بخطوة وامسكها بعنف
-بتحلمي ياليلى، مستحيل اطلقك، ودلوقتي تعالي معايا لازم نتكلم
نزعت يديها منه ودفعته بقوة
-ابعد عني وإياك تلمسني، وهطلقني غصب عنك
-ماما …قالها راكان وهو ينظر إلى ليلى
-طلعوا الباشمهندسة اوضتها، تحركت للسيارة ولم تعري أهمية لكلماته ولكنها توقفت عندما جذبها سليم بعنف وحملها متجها للداخل
نزل بعد قليل ينظر بغضب إلى فرح
-انا مش فاكر حاجة من اللي قولتيها، واياكي تتكلمي قدام مراتي تاني ..قالها وتحرك لسيارته يبحث عنها، تذكر بأن يونس أخذها في الصباح
اتجه لسيارة راكان المصفوفة بعيدا بعض الشئ بعدما تناول مفتاحها واستقلها وتحرك مسرع كالذي يطارد عدوه..ظل راكان يراقبه حتى اختفى من أمام عيناه، قاطعهم وصول سيلين
-الحقيني ياماما، ليلى كسرت الأوضة فوق ومش قادرة عليها ومفيش غير على لسانها بكرهكوا
شعر بدوار يتسرب إلى رأسه ،ورعشة أصابت قلبه، ماذا عليه أن يفعل الآن ، نيران الذنب تحرق أحشائه
بعد مرور أكثر من ساعتين ..كان يجلس بمكتبه بجوار نوح قاطعه رنين هاتفه
-أيوة مين، هب فزعا من مكانه، وكأنه تلقى ضربة موجعة قصمت ظهره لنصفين وهشمت عموده الفقري عندما أستمع
-حضرتك راكان البنداري، أخو حضرتك عمل حادثة وحالته خطيرة جدا، فلو سمحت ممكن تيجي بسرعة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *