روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل العشرون 20 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل العشرون 20 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت العشرون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء العشرون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة العشرون

كأنّ الذي في القلبِ سِحرٌ أصابني
فأمسى جنونُ الحُبِّ في كُلِّ مَوْضعِ
فأنتَ ليَ الروحُ التي بين أضلُعي
وعيني التي ترنو وقلبي ومسمَعي
فلا زهرةٌ إلّا وجدتُكَ عطرَها
ولا غفوةٌ إلا وأنتَ مَعي
وإن كُنتُ في حُلمٍ فدَعني أعيشُهُ
ويا ليتَ قلبي لا يفيقُ ولا يعي ..
………..
لم يستطع براء حل مشاكله المتراكمة مع زاد ولم يجد مفر سوى الهروب منها دون مواجهة وهى نائمة ولم يترك لها سوى رسالة من مجرد كلمات وظن إنها معبرة ولكن القلب عند زاد امتلىء خيبة وألم وقهر فلن تجدى معها تلك الرسالة .
ثم ودعهم براء ولكنه قبل أن يغادر شعر بنغصة فى قلبه ألمته وتسائل : هو البعد عنيكم عيوچع الجلب أكده ؟
فأغمض عينيه بألم واستطرد : يارب سلم .
ثم إلتفت وغادر سريعا قبل أن يضعف قلبه أمامها ، وظن إن هذا الحل هو الأسلم لعلاقتهم حتى لا تتدهور أكثر من ذلك.
ولكن ما فعله خطىء، فمواجهة المشكلات فى حينها أفضل من تركها تتراكم حتى تولد الإنفجار .
ليجد محمود على باب غرفته مع نهلة ، يودعها بقبلة على الهواء مردفا : خلى بالك من نفسك يا نونو .
_ يلا سلام يا قلبى .
لتجيبه بحب : وأنت خلى بالك من روحى اللى أخدتها معاك وأنت ماشى يا جلبى .
ومتتأخرش عليه عشان بتوحشنى حتى وأنت معايا .
فتنهد محمود بحرارة وقال بعشق جارف : لا مقدرش أنا على الكلام الحلو ده كله .
_ بقولك ايه ، انا بقول كفاية كده الشغلانة دى ثم غمزها وتابع :
_ وأدخل أريحك جمبك شوية ،مهو أنا يا بنتى أصلا تاجر بلح .
فتعالت ضحكات نهلة حتى دمعت عيناها ثم إجابته : على عيونى والله.
_ بس معلش عديها يا سيادة المقدم ويلا زوج عجلك وشوف شغلك .
محمود بضحك : كده ،ماشى .
ثم خطف قبلـ…..ة سريعة من إحدى وجنتيها .
محمود : سلام يا روح الروح.
فتلون وجه براء بحمرة الغيظ وصك على أسنانه محدثا نفسه : لا إكده كتير ، وسدوا نفسى على الصبح وأنا فيه اللى مكفينى .
وعندما أغلق محمود باب الغرفة على نهلة ، وجد براء من ورائه يقبض على مؤخرة عنقه مردفا بغيظ : صباحية مباركة يا عريس ، إيه معتزهجش من الحب اللى يموع النفس ده !!
فضحك محمود وغمزه قائلا : لما تقرب وتجرب مش هتزهق ، بس أنت اللى مش عايز تقرب وبتبعد .
أخرج براء زفيرا حارا قائلا : أنا فعلا هبعد وحاسس إن ده الأسلم دلوك ، عشان معنديش إستعداد للكلام ولا للعتاب وحاسس لو فعلا كلمتها زى ما بتجول أكده هطربقها فوخ نفوخها اكتر لأنها مهتحسش إنى راچل وليه حقوق عليها.
إحتضن محمود ذراع براء وسار معه للخارج وهو يحدثه بعقلانية يفتقدها براء : الحياة يا صاحبى مش حقوق و بس .
_ لازم تدى قبل ما تاخد ، وعشان كده أعمل الواجبات اللى عليك ، وبعدها إنتظر حقوقك هتاخدها بالكامل وزيادة كمان .
_ لأن الست اللى بتلاقى إهتمام ومحبة وتقدير من جوزها ، بتلاقيها زى الفراشة اه والله بتطير من الفرحة وبتديك أضعاف أضعاف اللى أنت أدتهولها .
حرك براء رأسه بإستياء قائلا : دى لما تكون بتفهم ، لكن زاد مش نافع معاها حاجة .
_ دى ولا يعجبها العجب ولا الصيام فى رجب .
محمود بنفاذ صبر : تعبتنى معاك يا براء ، وحاسس أنه بيتهيئلك كده ، لأن فعلت مدام زاد حسب كلامك عنها فى البداية ومعرفتى بيها إنسانة كويسة جدا ، فخسارة تضيعها من إيدك بالسهولة دى .
براء : وانا قولتلك عطلقها!.
_ أديها جاعدة على جلبى .
محمود : الطلاق مش شرط يكون بكلمة ، صدقنى الطلاق النفسى أصعب وأشد .
طالعه براء بإندهاش قائلا : انت شكلك بقيت حكيم وأنا مش عارف ولا ايه !!
على العموم نتكلم بعدين عشان ألحق أوصل فى معادى .
محمود : توصل بالسلامة ان شاء الله وابقى طمنى عليك .
_ وأنا كمان هروح أشوف آخرة المعتوه حمدى ده إيه وهو فين ؟
_ لأن امبارح طلعت حملة نشطت المنطقة كلها ، لكن للأسف زى ما يكون فص ملح وداب .
_ مش عارف فين البنى آدم ده ؟
حرك براء رأسه بإستياء مردفا : هيروح فين يعنى !
عتلاجيه فى النهاية متجلجش .
_ مهو مهما طال الزمن على الأشكال دى مسيرها تقع فى الأخر .
محمود : ايوه بس نفسى يكون فى أقرب وقت عشان قمر الخوف هيموتها وده غلط عليها لأنها حامل .
_والغريب ان جوزها متوقع أنها هتجيب بنت ويسموها شمس كمان .
فلوى براء شفتيه قائلا بسخرية : بت !
_ أقلب القدرة على فمها ، تطلع البت لأمها .
_ يا عينى على اللى ياخدها دى كمان .
محمود بآسى : مفيش فايدة فيك ، ربنا يصلح قلبك يا صاحبى .
******
ذهب زرارة إلى عوض كما أمره حمدى
فوجده زرارة على عتبة بيته يستعد للمغادرة ، فاستوقفه زرارة بقوله : على فين العزم يا عوض ، ده أنا كنت جيلك أتكلم معاك كلمتين .
فأشاح عوض بيده مردفا بحزن : مش فايج والله يا زرارة ، خلينا وقت تانى .
زرارة بخبث : مالك يا راچل أكده ، شايل طاجن ستك على الصبح ؟
عوض : انت مدرتش أن جابر أتقبض عليه ولا ايه ؟
_ وانا دلوك ريحله ،ومش بس أنا ،كل العمال هنروحله كل يوم ، لغاية ما يطلع بالسلامة .
_ متصورش أنا زعلان ومقهور عليه قد ايه !
زرارة بإندهاش : ،للدرجاتى يا عوض زعلان عليه ؟
عوض : وهو فيه حد ميزعلش على جابر , ده مش إنسان ،ده ملاك من السما.
_ومنه لله اللى كان السبب ، يچيك ويحط عليك يا جاسر يا ابن حمدان .
زرارة بمكر : وماله جاسر بلى حوصل يا عوض ؟
عوض : ما أنا متاكد إنه هو اللى عملها ، عشان خابر أن العرق دساس وهو من يومه جلبه أسود بعيد عنك .
زرارة : وأنت مجولتش ده للحكومة ليه ، بدل ما ياخدوا جابر ؟
عوض : مهو أنا معييش دليل على أكده ، يارتنى كنت شوفته وهو بيحط الحجات المنيلة على عينه دى ، كنت طبجت فى زمارة رقبته .
زرارة : مهو بردك عندكوا عيون صناعية إسمها كاميرات المراقبة ودى بيكون ليها سجل عن اللى بيحصل فى المصنع فى غيابكم .
فضرب عوض على رأسه قائلا : صوح عنديك حق ، كانت غايبة عن راسى فين الفكرة دى !
_ طيب بعد إذنك يا زرارة .
زرارة : هعتعمل ايه جولى بس ؟
عوض : على الحكومة طوالى ، أجولهم على جاسر النجس ده ، وأجولهم يشوفوا الكاميرات ويتأكدوا.
فغادر عوض سريعا أما زرارة فضحك ضحكته الشيطانية وحدث نفسه : يلا مع ألف سلامة يا جسور ، باى باى زى بتوع البندر .
_ عشان سيد الناس يعرف يعيش بالحلال بجا مع المهلبية حسنية .
ثم قهقه واستطرد ساخرا :
_ ايون مهما التنين يموتوا فى الحلال على يدى .
_ بيخدعوا نفسيهم بس أنا خابر القصة ، وخابر إنها طين بس مفيش منها مهروب .
_ ودلوك حان الأوان عشان أروح أنا كمان أظبط نفسى مع البت قمر بعد ما طبعا سيد الناس ياخد دوره الأول .
أموت أنا فى العسل الأبيض وأحب أغرق فيه .
*****
شيء عالق في منتصف الروح
لا يشرحه الكلام ولا يكفي فيه البكاء ..!!
أيتها الأيام القادمه
مري علينا بسلام فقلوبنا جد متعبة ومرهقه
أرهقتها الحظوظ ..وأتعبتها التراكمات التي نالت من سفينة الود وأصبحت ارواحنا تعاني الوجع ووجع الروح هو أنين لقلب صامت يمنعه كبرياء العقل عن البوح بالاف الكلمات التي تعجز الجوارح عن التعبير عنها وجع الروح في ضحكه دون فرح وبكاء قلب دون دموع ما اصعبه
اختلاط المشاعر بين أنين خيبة أمل وخدلان
تقلبت زاد فى الفراش ومدت ذراعها فى محاولة لإحاطة براء ، ولكن يدها سقطت على الفراش فتعجبت وأخذت يدها تبحث عنه فلم تجده ، ففتحت عينيها بتثاقل ، فتفاجئت بعدم وجوده .
فجلست مرددة بإندهاش : هو راح فين ؟
ليلفت إنتباها أن خزانة ملابسه مفتوحة وفارغة وحينها شعرت بنغصة فى قلبها وشهقت مرددة بصدمة : عملتها يا براء !
_ هربت وسبتنى أكده حتى من غير ودااااااع .
_ من غير ولا كلمة ولا كإننا كنا مع بعض ،كإنك كنت مع وحدة من بتوع الشارع مش مرتك .
لتنهمر دموعها على وجنتيها مردفة : جد أكده بجيت رخيصة عنديك ، ومليش أى مقام عنديك .
_ طيب حتى على الأقل كنت جولى ، ده أنا كنت نايمة فى حضنـ….ك بس إظاهر إنى خلاص مبجاش ليه فى جلبك مكان .
_ ربنا يسامحك يا براء ومش قادرة أقول اكتر من أكده عشان الحب اللى فى جلبى ناحيتك لساه وزيادة كمان بس للأسف أنت متستهلهوش.
_ ثم رأت إضاءة هاتفها تضىء ووتطفىء مرة أخرى ،فعلمت أن هناك رسالة مرسلة إليها ، فالتقطته وفتحته لتجد رسالة من براء .
(زاد خلى بالك من نفسك عاد ومن معاذ ، وعتوحشونى ، ويمكن لما تعاود من شغلى مرة تانية تكون حياتنا أفضل كتير من دلوك ، دعواتك حبيبتى ، سلام).
فأغمضت زاد عينيها متألمة ثم أردفت : هو ده وداعك يا براء ، كلمات من غير أى معنى .
وادعيلك ، منا ديما بدعيلك من غير حاچة ، مش عارفة أقول ايه !!
أنا حاسه إنى إنتهيت ،ثم دخلت فى نوبة بكاء ، فبكى على أثره معاذ ، فقامت على الفور تحمله وتضمن بحنو إلى صدرها وتشتكى له : شوفت أبوك يا معاذ ، هملنا وسافر من غير ما يقول ولا يودعنا .
_ اه يا جسوة جلبك يا براء .
_ إظاهر أكده ، إننا مش هيكون لينا غير بعض يا حبيبى .
لتخرج تنهيدة بغصة مريرة ثم أستطردت بدعاء : يارب صبرنى واجبر كسر جلبى ، عشان أنا لو هونت على الكل مش ههون عليك يا حبيبى يا أرحم الراحمين
*******
الشيخ الشعراوي قال: إذا رأيتم الكرب يشتد، فاعلموا أن فرج الله قريب.
” هانت فاستبشِر خَيرًا “🌸
وصل عوض أمام مركز الشرطة فوجد أغلب العاملين متجمعين حوله ومن بينهم سلسبيل وجاد .
وعندما رأوا عوض وقفوا جميعا والتفوا حوله ، ووجد عوض جاد يبكى ، فاحتضنه بحب وقال : بس متبكيش يا ولدى .
جاد : كيف مبكيش وأخوى وخدينه منى ، ومبجاش ليه حد وبجيت يتيم من كله .
فعاتبته سلسبيل بقولها : كيف ده وأنا مش ملية عينيك ولا إيه عاد ، مش أنا كيف اختك بردك يا جاد ؟
طالعها جاد بإمتنان قائلا : تشكرى يا سلسبيل وأنتِ أكتر من اختى والله وأحن من جاسر أخوى اللى من لحمى ودمى ورمانى .
بس أنا محدش يعوضنى عن جابر إخوى واصل .
فحدثت سلسبيل نفسها : ايه والله عنديك حق ، انا من ساعة ما خدوها وأنا حاسه الدنيا زى ما تكون ضلمت ومبقاش ليه نفس لحاچة وحاسه إنى مخنوجة جوى كأنه كان الشمس اللى عتنور الدنيا وكأنه كان الهوا اللى عتنفسه .
اااه من حبك يا جابر ، اللى مش مخلينى يغمضلى جفن وانت بعيد أكده وجلبى اللى إنكسر وانا خابرة إنك فى ضيجة أكده ومفيش فى يدى حاچة أعملها .
_ ياريت كان بيدى يا حبيب الجلب والروح .
ثم إستطردت : ربنا يفك ضيقته يا قادر يا كريم ويخرج بالسلامة .
ثم تحدث أحد العمال : وبعدين يا ريس عوض ، هنفضل واجفين مش عارفين نعمل حاچة ولا نطلع الراجل من سجنه وإحنا خابرين كويس أنه مظلوم .
عوض : لا هانت خلاص يا جماعة ، وعيطلع بكتيره بكرة أو يمكن النهاردة كمان .
فتعلقت العيون به فى دهشة متسائلين : كيف ده ؟
عوض : عشان خابر اللى اعمل أكده كويس ودلوك هدخل أبلغ عنيه وهما عيچبوه من جفاه ويطلعوا چابر بيه .
فكبر الجميع : الله أكبر ، ولله الحمد .
وصل صوت التكبير اللى داخل المركز فتحدث محمود : ايه صوت التكبير ده ، هو النهاردة العيد وأنا مش عارف ولا ايه ؟
ثم تنهد بحرارة قائلا : ولا انتصرنا أخيرا والتحرر المسجد الأقصى ، ياما نفسى أسمع الخبر ده .
_ وكفايا بقا قهرة ووجع قلب على اخواتنا فى فلسط*ين.
يارب إنصرهم وحاوطهم براعيتك وأمنك .
ثم ولج إليه العسكرى قائلا : فيه واحد بره إسمه عوض يا باشا ، عايز يشوف حضرتك ضرورى وبيقول فيه معلومات مهمة جوى عايز يجولها لحضرتك .
ضيق محمود عينيه بغرابة ثم قال : دخله ده كمان نشوف عايز يقوله مهم كده .
_ على الله ميكونش زى اللى جه قبله وكان بيبلغ عن مراته اللى. سرقت التموين وعطيته لأهلها .
_ولا اللى جاية تشتكى من جارتها عشان جارتها غسلها بينقط عليها .
_ والله ده أنا اللى جبلولى نقطة .
فضحك العسكرى وخرج ليأتى بعوض .
ولج عوض على خجل ، فطالعه محمود بتأنى مردفا : إتفضل أقعد قول اللى عندك بس ياريت تنجز .
فحاول عوض اخراج كلماته بصعوبة من الخوف قائلا : يا باشا مش چابر بيه اللى عيخبى البودرة فى المخازن .
_ هو برىء يا بيه .
محمود : الكل بيقول كده بس أنا عايز دليل يا عوض .
عوض : حضرتك عتجيب الدليل من كاميرات المراقبة اللى فى المصنع ، وهتعرف ساعتها أن جاسر الچبان ده أخو جابر بيه هو اللى كان عيحطها من غير ما جابر بيه يعرف عنه حاچة .
فوقف محمود قائلا بصدمة : جاسر أخوه معقول !!
عوض : أيوه يا باشا ، هو من يومه شيطان ومهما عمل فيه جابر ، مبيطمرش ، واهو عض الإيد اللى كانت بتتقدمله .
الله يخزيه مطرح ما كان .
أومىء محمود برأسه قائلا : طيب اتفضل أنت دلوقتى ، وأنا هبعت خبير للمكان ويفرغ الكاميرات ونشوف .
_ عشان كل واحد ياخد جزائه .
ومش عارف إزاى الدم بيتحول لمية كده ، وإزاى هان عليه اخوه يعمل فيه كده .
_ اه يانى من غدر البشر ، ده الحيوانات بتكون أرحم من الإنسان والله
*********
وصل زرارة عند حمدى فى مخبأه .
طالعه حمدى بترقب قائلا : ها يا واد عمى سبع ولا ضبع ؟
زرارة : سبع طبعا ، وأنت من إمتى عتجولى على حاچة ومأنفذهاش .
_ وهو النهاردة عاد أو بكرة بالكتير وعتلاجى جاسر مسحوب كيف البهيمة .
_ ومبروك عليك حسنية بجا يا سيد الناس .
لمعت عين حمدى من الفرحة عند تخيل حسنية معه ثم أردف قائلا : عفارم عليك يا زرارة .
زرارة : تسلم يا كبير .
_ بس دلوك البت لازم ترفع قضية طلاق وعتاخد وقت ، وبعد الطلاق عدة تلت شهور وشغلانة .
_ عتقدر تصبر على إكده يا سيد الناس!
إتسعت عين حمدى على اخرهما مردفا : ليه ده كله ؟
_ لا أنا معنديش صبر .
زرارة : أمال عتعمل ايه وأنت بتجول عايز تچوزها ؟
حمدى بعد تفكير : ممكن نضرب ورقة عرفى أكده ، عشان نكون فى السليم عقبال ما تطلق وتخلص العدة بتاعتها على راحتها .
فضحك زرارة مردفا بسخرية : وده على ملة مين يا سيد الناس ؟
فضحك حمدى قائلا : على ملتى أنا يا ولا ، ولا أنا مش عجبك .
زرارة : لا طبعا عچبنى وبحب فيك جوى ، إنك بتموت فى الحلال ، كيفى بالظبط .
فضحك الشياطين مع بعضهما البعض بعد أن حللوا لنفسهم الحرام بحلال مزيف ليرضوا أهوائهم الدنية .
ثم غمز زرارة حمدى قائلا: طيب يا سيد الناس ، والمأمورية التانية بتاعة الست قمر ، هنعملها ميتى ، عشان الجلب جايد نار ومفيش حاچة تطفيه غيرها .
فضحك حمدى ، ثم ضيق عينيه بمكر ، وأردف قائلا بخبث : لو عايز الليلة معنديش مانع .
فاتسعت عين زرارة ورفع حاجبيه مردفا : كيف ده ؟
_ والحكومة معششة فى كل مكان هناك ، ده غير چوزها من ساعة ما عرف إنك هربت وهو ملازمها .
_ الواد بسطويسى اللى هيشتغل معاه أمين شرطة يبجا واد عمى لزم وهو اللى جالى ومتوكد منيه .
_ وعشان أكده حاسس إن الموضوع ده صعب جوى ، واى حركة أكده ولا أكده ، ممكن نتقفش كلنا ونروح ببلاش .
فاتكىء حمدى على أحدى يديه ثم ثنى ركبته على المقعد وطالعه بخبث مردفا : بسيطة جوى جوى يا ولا .
_ ده انا حمدى اللى عيلعب مع الحكومة ويخليهم يوجفوا على رچل واحدة .
زرارة بتعجب ظاهر على قسمات وجهه : كيف ده ؟؟
*******
اتعرفون ماهو الغريب في مشاعرنا..
إننا ..نبتعد
ونحن في أمس الحاجة للقرب.
إننا.. نتماسك
ونحن في أمس الحاجة للانهيار.
اننا .. نصمت
ونحن في أمس الحاجه للعتاب.
إننا…نبتسم
لم يتوقف براء طيلة سفره عن التفكير فى زاد .
واخذ يحدث نفسه : اه لو تعرفى قد إيه بحبك يا زاد ، أكيد عتسامحينى لو زعلتك لانه أكيد بيكون غصب عنى .
_ وأسلوبك صعب معايا ومش مخلينى عارف أعبر ليكِ عن مشاعر وبقفل بسرعة .
_ لكن حقيقى انا بحبك ، ومش شايف وحدة غيرك فى قلبى حتى لو ملكة جمال الكون وحتى لو بصيت لوحدة نظرة إعجاب لكن الحب هو زاد .
_ ياريت تعرفى ده وتقديره يا زاد .
_ وانا صح هربت من المواجهة معاكِ عشان خوفت بدل ما نحل الموضوع بتعقد اكتر ، لكن أنا بحبك يا زاد وعتوحشينى بجد .
……..
على جانب آخر تحدث فريد مع مرام .
فريد : عندى ليكى خبر بمليون جنيه .
إنفرجت أسارير مرام مردفة : براء وصل القاهرة !!
فريد بمكر : هو أنتِ معندكيش أى كلام غير عنه !!
إظاهر إنه لسه معشش فى قلبك يا مرام ، ومش قادرة تنسيه .
أمال أنا ايه فى حياتك ؟
مرام بحرج : معلش هو عشان مش قادرة أركز فى اى حاجة غير لما أشوفه مكسور قدامى وقلبى يرتاح .
فريد : ماشى يا ستى ، هعمل نفسى مصدق كلامك .
وخلينا نشوف بعدها البال هيرتاح وتفوقى لينا يا جميل ولا ايه .
مرام بمكر : ده أكيد بس قولى وفرحنى ، كده خلاص و هيحصل اللى قولتلى عليه ؟
فريد بتأكيد : اه .
_ ولو عايزة النهاردة عيونى ، بس حساب الحب هيتقل عشان أنا خلاص أدمنتك يا حب .
زفرت مرام بضيق وحدثت نفسها : أنا قرفت من الحياة دى بجد ، رغم أن عندى كل متع الدنيا بس عمرى ما حسيت بالسعادة.
إلا لحظات قليلة لما كنت مع براء ، حبه كان مخلينى أحس انى ملكة العالم ده كله .
_قد ايه الحب جميل ، بس للأسف رغم جمالى ملقتش اللى يحبنى عشان أنا مرام لكن كلهم بيحبونى كجسم بس ،وأخر الليل كل واحد فيهم يروح لمراته وعياله .
وانا أبكى لوحدى ، مليش حد .
_ ولو بعد كده كبرت فى السن والجمال راح ، محدش هيعبرنى وهموت من غير ما حد يحس بيه .
_ كان نفسى أكون زوجة وليه بيت صغير وأولاد بيتنططوا حواليا ، دى نعمة كبيرة اوى محدش يحس بيها غير اللى أتحرم منها .
لتفر الدموع من عينيها حسرة على حالها ولم يخرجها من شرودها هذا غير صوت فريد الملىء بالرغبة : ها قولتى ايه يا قمر ؟
_ لو وفقتى هاجى دلوقتى ، وهظبطلك سيادة المقدم النهاردة .
ونغير كمان الخطة بحاجة أسهل ، لإنه أكيد هينزل بعربيته على البيت على طول عشان يستريح من مشوار السفر .
ليضحك فريد ضحكة شيطانية قائلا : بس أنا هخليه يريح فى البورش جمب الجماعة اللى بيقبض عليهم ، عشان يحس نفس إحساسهم .
فضحكت مرام رغم ما بها من ألم قائلة : ياريت يا فريد .
_ وتعال طبعا ده خلاص بيتك وأنا كمان بكون مبسوطة وأنا معاك .
فريد بلهفة وشوق : يا عينى على الكلام الحلو ، أنا جى حالا ويمكن أجبلك الخبر الأكيد معايا .
وهسيبك دلوقتى أتصل بنيلى .
مرام بحيرة : مين نيلى ؟
فريد : هقولك لما أجى يا قمر أنتِ .
ليغلق معها الخط ويتصل بـ * نيلى* وهى شابة فى العشرينات ، ولكنها فتاة ليل تعرف عليها فريد منذ فترة فى إحدى الشقق .
ومنذ تلك اللحظة وتوطدت صداقتهم أكثر من هى ليلة ومضت ، فكان يستغلها فى كثير من الأحيان من أجل المال .
فاتصل بها قائلا : القمر اللى وحشنى .
فضحكت نيلى بمياعة مردفة : أدخل فى الموضوع على طول يا فيرى , انا خلاص حفظت الدخلة بتاعتك لما تكون عايز مصلحة .
فريد : أحبك وأنت فهمنى يا قمر .
حضرى نفسك بقه عشان هتسجنى ؟
فشهقت نيلى: ايه ؟؟؟
يا ترى هتعمل ايه نيلى ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *