روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الثالث والثلاثون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الثالث والثلاثون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الثالثة والثلاثون

وفي كتاب ابن المبارك في “الزهد” بسنده عن الزهري بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تمكر، ولا تُعن ماكراً فإن الله يقول: [ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله]
…………….
علمت ملك من خلال وسائل الإتصال الجماعى عن ما حدث لقمر واختفائها .
ففزعت وبكت بمرارة : أختى حبيبتى ، يا عينى عليكى
يا ترى أنتِ فين دلوك يا جلبى .
أستر يارب ، ليكون المچرم ده عمل فيها حاچة وهى حبلى.
أسترها يارب معاها دى غلبانة جوى .
يارب طمن جلبى عليها .
يا ترى فينك يا حبيبتى.
اه يا جلبى اللى مش عارف يلاجيها منين ولا منين ؟
من عزة ولا دلوك قمر ؟
ميتة هشوف الفرح وأحس بيه .
………
تناولت نهلة من يد بانة زجاجة العطر كما تظن ، وشكرتها بإمتنان : متشكرة جوى على الهدية الحلوة دى .
نهلة : لا شكر على إيه إحنا أخوات عاد ، كيف ما جولت .
يلا رشى على وشك ورجبتك وجتتك أكده ،وجوليلى ايه الاخبار عجبتك .
نهلة : حاضر هجربها وأجولك رأيى .
فنظرت لها بانة بغل وحقد وانتظرت اللحظة التى تصرخ بها من الألم ويتشوه وجهها وجسدها لتشفى غليلهامنها ويبتعد عنها زوجها كما فعل جابر معها.
وعندما قامت نهلة بنزع الغطاء ورفعها مقابل وجهها لتنثر العطر ، فجأة ولج محمود قائلا بروح مرحة كعادته : سلبريز ، مفاجاة حلوة جيت بدرى أهو عشان الحلو ميزعلش .
فتهلل وجهها فرحا برؤيته وصاحت : محمود ولم تشعر بالزجاجة التى فى يديها فسقطت منها لتتناثر محتوياتها على وجه وجسد بانة التى كانت تقف أمامها.
لتصرخ بانة من الألم : اااااااااه .
فتفزع نهلة وتتجمد فى مكانها ثم طالعت محمود بهلع الذى أسرع إليها وصاح بفزع : إزاى ده حصل ؟
لتبكى نهلة بهيسترية : مش خابرة يا محمود ، دى جت ومعاها الازازة اللى وجعت على أنها إزازة ريحة هدية ليه ولما شوفتك وجعت منى من غير ما أجصد ولى حصل .
فظهرت الصدمة على وجه محمود : دى بالشكل ده ،مية نار .
دى كانت عايزة تشوهك ، بس سبحان الله تيجى فيها هى .
ده إنتقام من ربنا ليها للأسف .
ليصدق قوله تعالى ( ولا يحيق المكر السيىء الا بأهله )
لتزداد بانة فى صرخاتها التى هزت جميع أركان القصر ، ليبدء الجميع فى التجمع حول مصدر الصوت الذى ياتى من غرفة نهلة.
محمود مشيرا إلى بانة بتوتر : ليه كده بس يا بت الأصول تعملى كده ، ودلوقتى يلا بسرعة بينا لأقرب مستشفى عشان نلحق المصيبة دى فى أولها .
لتصرخ بانة : انا هوديكم فى داهية ، مرتك شوهتنى ومش عسكت غير لما تاخد اعدام .
فبرقت نهلة بصدمة : أناااا
لتستطرد بإتهام :.
_ أنتِ ايه يا بانة شيطانة ، بعد كل اللى حوصلك ده ، وبردك عتكدبى ، ده بدل ما توبى إلى الله وتستغفرى.
فأشار محمود إلى نهلة: مش وقته الكلام ده ، دلوقتى لازم نروح المستشفى حالا .
يلا بينا يا مدام بانة ، لتاتى زهيرة فى المقدمة لتجد أمامها ابنتها فى هذا الحال المزرى مشوهة الوجه والجسم وتصرخ .
فلم تتحمل الصدمة فصرخت : بتى ثم أغشى عليها .
ليترك محمود بانة تصرخ ويسرع إلى زهيرة هو نهلة .
ثم أتى باسم وملك وايضا زاد وعزة رغم الآلام التى تحيط بهم .
وحتى الخدم .
لياخذهم الصدمة جميعا فيما حدث ، وتعالت أصواتهم بالبكاء .
لينظر باسم إلى محمود نظرة حارقة متهمة قائلا : حوصل ازاى ده يا سيادة المقدم .
لتصرخ بانة :مرته نهلة هى السبب عشان عتكرهنى .
لتتابع بألم : شوهتنى يا اخوى ، انا عايزة حجى منيها
فغلت الدماء فى عروق باسم وتلون وجهه بحمرة الغضب وسارع إلى محمود ليمسكه من عنقه بشراسة .
_ عملتها مرتك يا محمود ، وأقسم بالله لولا أنها وحدة ست انا كنت دفنتها إهنه .
بس مش هقدر غير إنك دلوك تاخدها وتغوروا فى اى مصيبة ، وانا مش هسكت أبدا على اللى عملته وهوديها فى ستين داهية .
ثم نزع يده ليغلق محمود عينيه بألم لتلك المهانة التى تعرض لها هو وزوجته ظلم ولولا المصيبة التى ألمت بهم ، لكان له رد أخر على تلك المعاملة وهو من هو .
لكنه آثر الصمت حتى تتضح الحقيقة ، وأمر نهلة بتحضير ملابسهم للمغادرة فورا .
وأشار باسم إلى عزة وملك وزاد بالإعتناء بوالدته حتى عودته من المستشفى مع بانة التى اصطحبها بعد ذلك لتلقى العلاج المناسب .
*******
لم تكف نهلة عن البكاء بجانب محمود فى السيارة أثناء عودتهم إلى القاهرة ليعودوا إلى منزلهم مجددا ، ثم بعد ذلك يعود هو لحاله للصعيد لمزاولة عمله مرى أخرى .
نهلة بنحيب : صدقنى يا محمود ، هى اللى جابت الٱزازة وفى لحظة سبحان الله انا اللى كنت هكون مكانها ، لولا ربنا بعتك ليه ووقعت من ايدى وجه عليها .
فتنهد محمود بألم من أجلها ثم ضمها بيد واليد الأخرى يقود بها وهمس بحب : كفاية بقا يا نهلة ، انا مش مستحمل دموعك دى .
نهلة : خايفة جوى يا محمود ، اتاخد ظلم تانى ، انا مصدقت بالعافية أنسى اللى حصل وأعيش من جديد .
فضحك محمود : بتقولى خايفة ، أنتِ عبيطة ولا ايه !.
ولا أنتِ ناسية أنتِ متجوزة مين !
_ متخافيش طول ما أنا عايش يا نهلة ، وأنتِ مش محتاجة تقولى صدقنى لإنى عارف ومتأكد أن هى المجرمة عشان بتكرهك وبتغير منك من زمان واهى خدت جزائها .
نهلة : ربنا يهدلها نفسها ، بس هتعمل ايه لو قدمت بلاغ يا محمود ، أنتِ مش هتخالف القانون عشان خاطرى .
محمود : لا مش هخالف القانون ، ثم أبعدها عنه قليلا ، ليخرج هاتفه .
ثم ناولها إياه قائلا بمكر : افتحى الفيديوهات .
فضيقت نهلة عينيها بإستغراب وفعلت ما أمرها به ، لتجد فيديو للقصر ويظهر به بانة وهى تمشى تتلفت حول نفسها ثم ولجت للمطبخ وتناولت منه زجاجة ماء النار وعادت إلى غرفتها وغابت لدقائق ثم خرجت متجهة نحو غرفة نهلة .
فشهقت نهلة مردفة : كيف صورت جبت الفيديو ده يا محمود ؟
فضحك محمود : مش قولتلك أنتِ ناسية جوزك بيشتغل ايه .
انا قبل مااخرج من القصر ، نقلت الذاكرة بتاعة كاميرا المراقبة على موبيلى .
وبكده يا ستى كده هتكون هى المدانة وتتحبس كمان .
توقع محمود من نهلة بعد أن قدم لها دليل برائتها أن تفرح واشكره ولكنه وجد العكس أنها تبكى .
فطالعها بإندهاش وقال بمرح : هتعيطى ليه تانى يا بحر السعادة وترعة المفهومية ، يا قدرى ونصيبى .
نهلة: يعنى اتشوهت وهتتحبس كمان يا محمود ، لا أرجوك متوصلش الفيديو ده النيابة ، وكفاية اللى هى فيه .
لمس محمود يدها ورفعها لفمه مردفا بحب : اه من طيبة قلبك دى اللى مخلايانى كل يوم بحبك اكتر لغاية ما قربت امشى فى الشوارع واصرخ باسمك واقول بحبك يا نهلة .
فضحك نهلة واجابته : وانا كمان بعشقك مش بحبك بس يا حودة .
فتوقف محمود بالسيارة وأطال النظر إليها بحب ورغبة ، فسئلته وقفت ليه يا محمود وبتبصلى كده ليه ؟
محمود وقد تعالت ضربات قلبه : وقفت عشان حودة خلاص مش هيتحمل يصبر لغاية ما نوصل القاهرة وأمه تكتم على نفسه .
فبقولك ايه يا قمر أنتِ ، انا هحجز لينا فندق نبيت فيه الليلادى وبكرة نكمل طريقنا .
فأخفضت نهلة رأسها بخجل وهمست : وبعدين معاك بجا عتكسف يا حودة .
فصاح محمود : فضلك وحدة حودة تانية كمان ومش هتلاقينى قدامك هسيح يا قلب حودة .
فضحكت نهلة بدلال ، فصاح مرة أخرى : يارب صبرنى عقبال بس ما نستر فى الفندق .
بس استنى لازم ابعت الفيديو ده للدكتور باسم ، عشان يعرف مين هى نهلة حرم سيادة المقدم محمود ،ويعرف أخته على حقيقتها ، ويندم على اللى عمله معايا ومش هنساه ابدا ليه ولا يمكن أسامحه .
ربتت نهلة على كتفه بحنو مرددة: معلش يا حبيبى ، هو غصبا عنيه من زعله على أخته .
فزفر محمود بضيق : ولو صدقينى خلاص قفلت منه .
ثم قام بإرسال الفيديو الى باسم مع كلمة تشكر يا ابن الأصول .
وصل الفيديو الى باسم أثناء تواجده فى المستشفى مع بانة التى ادخلوها إلى غرفة الطوارىء سريعا .
جحظت عين باسم وهو يرى بانة وما تفعله وشعر بغصة مريرة أجتاحت جسده ثم همس بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله.
_ ليه بس يا بت أبوى عملتى أكده فى نفسك .
_ جد أكده الحقد والغيرة عملوا فيكِ أكده .
_ أقول إيه دلوك للراچل عشان يسامحنى بعد ما مديت يدى عليه وطردته هو ومرته .
استغفر الله العظيم و اتوب ايه ، ربنا يسامحك يا بانة .
ليبعث له رسالة : مش عارف صراحة أراضيك كيف ، بس أنا محجوجلك ومفيش كلام يقدر يوصفلك احساسى دلوك بس عايزك تحط نفسك مكانى لو شوفت اختك جدامك أكده .
اثرت رسالة باسم فى محمود فرد عليه : عارف يا باسم وحاسس بيك عشان كده ، خلاص حصل خير.
******
“‏يا أحسَنَ النَّاسِ في عينِي، وأعذَبَهُمْ
قد كنتَ نهرًا جرىٰ بالحُبِّ يغمُرُني”♥️
قام جابر بتوصيل سلسبيل إلى منزلها بعد العقد وجلسوا جميعا بصحبة الصغيرين جاد وعمران .
ثم غمز جاد بعمران قائلا : بجولك ايه يا صاحبى تعال چوه نلعب سوا دومينو شوية قبل ما أمشى .
عمران : والله فكرة ، تعال تعال دى لعبة حلوة جوى ميتزهجش منيها.
فدلفوا للداخل سويا وتركوا جابر وسلسبيل التى كانت فى قمة توترها وخجلها وأخذت تفرك فى أصابعها .
لاحظ جابر توترها فحمحم بحرج ثم قال : إهدى يا بنت الناس انا مش هكلك .
فزداد لعاب سلسبيل وجاهدت لتخرج كلماتها العالقة فى عنقها : انا خابرة انك زينة الرچالة كلها يا جابر بيه ، عشان كده بكون مطمنة فى وجودك .
لامست كلماتها الوتر الحساس لديه لانه كان دوما يشعر بالنقص بجانب بانة ، لتأتى هى وتشعره برجولته فابتسم قائلا : وأنا هكون جد كلمتك دى يا سلسبيل طول عمرى .
تنهدت سلسبيل بقلق ولمعت عينيها بالدموع وسئلته : انا خابرة ده بس اللى خايفة منيه هو انك أتغصبت على چوازى ومكنتش فى بالك أصلا يا جابر بيه .
فأسرع جابر بقوله : هو فيه وحدة تقول لچوزها يا جابر بيه .
وايه أتغصبت دى ، هو انا حرمة ولا ايه ، ده حتى الحرمة معتتغصبش دلوك على الچواز .
ابتسمت سلسبيل بأمل قائلة : يعنى أنت بخوطرك قبلت الچوازة دى ، مش عشان بس سمعتى واكده .
تنهد جابر بحرارة قبل أن يحدثها : بصى يا سلسبيل ، انا صوح اتچوزتك عشان أرفع من جيمتك بين الناس لكن ده ميمنعش إنك بنت اصول وملتزمة وألف من يتمنى تكونى مرته .
رفعت سلسبيل عينيها عليه ودق قلبها بشدة فكم كان يؤثرها هيئته الرجولية تلك ووجهه الذى يشع نورا وابتسامه العذبة التى لم تفشل مرة فى أسعادها .
كم تحبه حقا وتعشقه بكل ما فيه ، لذا سئلته على حرج : يعنى فيه أمل تحبنى كيف ما انا ** ثم صمتت لخجلها .
فابتسم جابر لخجلها واجابها بود : انا دلوك چوزك يا سلسبيل ، يعنى مش عيب ابدا تجولى مشاعرك ليه وده حقك كمان على فكرة من غير حرج .
أما أنا مش فسيبى جلبى للوقت شوى معلش ، ثم شعر بحرارة تسرى فى جسده عندما تذكر بانة ثم تابع بحزن : عشان أنا جلبى مكسور يا سلسبيل فغصب عنى معلش وياريت تستحملينى لغاية ما جلبى يطيب .
شعرت سلسبيل بوخز فى قلبها لرؤيته هكذا فأشفقت على حاله وحالها لإنها تدرك جيدا معنى الحب وكسرة القلب ولاحظت يده المرتعشة وهو يتحدث ، لتجد نفسها بدون شعور تضم يده بين راحتها وتنظر له بعشق وهمست : أنت جولت انك دلوقتى چوزى ومستحيش صوح .
فأومأ له برأسه حرجا من لمستها الذى جعلت جوارحه تنتفض .
لتستطرد : جابر انا عحبك جوى ، ومش مصدجة صوح انى بجيت مرتك وعشان ربنا كرمنى بالدعوة اللى كنت عتمناها ليل ونهار ، أنا عستحمل وعستناك ان شاءالله العمر كله يا غالى ، بس المهم فى الأخر تحس بيه وتحبنى كيف ما بحبك يا جلب سلسبيل .
لتستطرد قائلة بحب :
_بس زي ما أنا عستحمل أنت كمان تحاول وتساعدنى تنسى الألم اللى عدى وتفتح جلبك وحدة وحدة ، أوعدنى يا جلب سلسبيل .
ابتلع جابر لعابه وطالعها بإمتنان لتحمله ولم ينكر أن كلماتها أثرت فيه وأشعرته أنه رجل مرغوب فيه لذا وعدها بقوله : وعد منى أحاول يا سلسبيل .
ودلوك هقوم أعاود المصنع عشان نلحق ننام قبل ما نبدء يوم چديد .
وان شاء الله بردك هدور على حتة أرض ، نعمل عليها دوار كبير أكده شبه الفيلا عشان يساع عمران وجاد لما يكبروا ويجوزوا .
ولما يخلص بإذن الله نحدد الفرح .
فلمعت عين سلسبيل بالفرحة مردفة: بچد يا جابر عتعمل ليه فرح !
جابر مؤكدا : طبعا يا سلسبيل ، لازم ست البنات يتعملها أحلى فرح .
ليتركها بعد ذلك فى حلمها الجميل الذى تجسد على أرض الواقع بمنحة ربانية .
*******
راقب براء فريد لعدة أيام لعله يصل إلى مكان مرام ، لينتقم منها على طريقته لما فعلت معه .
وراقبه براء متخفى بعد أن لون بشرته فظهر على أنه رجل أسود وارتدى على رأسه قبعة ولم ينزع نظارته السوداء من على عينيه ، حتى لا يتعرف عليه فريد أن شعر بتتبعه له أو وجد مرام معه .
حتى وجده فى أحد المرات ينتظر بسيارته تحت أحد الأبنية ويتحدث مع أحدهم عبر الهاتف .
_ مرمر حبيبتى أنا وصلت تحت ومستنيكِ ، خلصتى ولا أطلع انا ثم أتبع بخبث :
أشرف على تجهيزك بنفسى ، وأطمن أن كل حاجة تمام .
فضحكت مرام : كده مش هننزل يا فيرى ، وأنا خلاص مليت من البيت وعايزة أغير جو فى اى مكان وأوعدك لو انبسطت عنرجع نقضى ليلة لطيفة مع بعض .
فزفر فريد بحرارة : متقلقيش يا حب ، هبستك ازاى وأنتِ مش بستانى .
فقهقهت مرام : أتعديت من حسن شاكوش يا فيرى .
فريد : أعمل ايه بس جنتينى بحبك يا مرامى وم مبقتش أقدر أبعد عنك.
فشعرت مرام بغصة فى حلقها فهو لا يحبها كمرام ولكن يحبها كما يحب رجل أى امرأة تقع فى طريقه .
وهى تعلم ذلك جيدا ولا تستطيع إيقافه أو حتى إقناعه على الزواج منها ، فما عساها أن تفعل بعد أن أصبحت وحيدة فى تلك الحياة ودمية يحركونها كيف يشاؤون .
مرام بقهر: ماشى يا حب ، ثوانى وأكون عندك .
لتنظر فى المرأة نظرة أخيرة إلى هيئتها الساحرة حيث إرتدت فستان قصير من اللون الأسود وأسدلت شعرها الطويل على ظهرها ووضعت لمسات بسيطة من الزينة على وجهها ثم نثرت عطرها الفواح ، لتحمل حقيبتها وتتجه حيث فريد .
وعندما وصلت لسيارته إشارات له بيديها ، فنزل سريعا من سيارته ولمس يديها ورفعها إليه قائلا : ماى برنسيس .
ثم فتح لها الباب حتى جلست فى المقعد المجاور له.
كل هذا تحت أنظار براء الذى انقبض قلبه لرؤيتها وحدث نفسه : مين الست دى ؟
_ شكلها مش مريح ابدا ، لازم أتحرى عنيها هى كمان ؟
_ بس كده الليلة كمان انضربت ومش هعرف أوصل لمرام .
_ ميتى بس أوصلها وأخلص من الكابوس ده ؟
*******
تحدث جابر مع أخيه الصغير جاد .
_ بجولك ايه يا جاد ، انا عايز أروح ازور ابوى وجاسر فى السجن تيچى معايا .
انشرح قلب جاد واجابه : ايوه أنا نفسى أشوف ابوى جوى ، متصورش وحشنى جد ايه !
بس جاسر لأ مش عايز أشوف خلقته واصل بعد اللى عمله معايا وطرده ليه من بيت ابوى فى نص الليالى .
وكمان اللى عمله معاك يا جابر ، كيف تنساه وعايز كمان تشوفه ، أنت غريب جوى ، مفروض تجاطعه العمر كله .
فابتسم جابر : انا سامحته يا جاد ، خابر ليه ؟
جاد : ليه يا اخوى ؟
جابر : لنفسى مش لنفسه ، عشان أنا عايز أكون كيف اللى بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وسيدنا عبدالله بن عمر غار منه وقال لازم أروح معاه واشوف بيعمل ايه عشان يبشر بالجنة ، فراح وقعد معاه تلت ايام ، مش لقاه بيعمل حاجة اكتر من الفروض وحياته عادية جدا ، فقال فى نفسه ده انا يجتهد فى العبادة عنه .
فلما استغرب كده ، قال أنا هبشره بكلام سيدنا محمد ، يمكن بيعمل حاجة فى الخفا وانا معرفهاش بس اتفاجىء بيه بيقول :
_ أنه مش بينام ليلة واحدة إلا وهو مسامح كل الناس حتى اللى ظلمه وأساء إليه وأنه الموضوع ده بيعتبره صدقة عنه لإنه مش بيملك المال .
بينام ومفيش فى قلبه اى كره أو ضغينة وده اللى خلاه يبشر بالجنة .
لتنهمر دموع جابر وتابع : وانا نفسى أكون كيفه كده ، ربنا يكرمنى بالجنة .
فابتسم جاد واسرع لأخيه يحتضنه بحب قائلا : انت جميل جوى يا جابر بچد ، وأنا نفسى أكون زيك فى كل حاجة هتعملها .
وعشان كده أنا كمان مسامحه وهروح معاك .
جابر : ربنا يحفظك يا حبيب أخوك .
وكمان انا هقومله محامى عشان يخفف عنه الحكم وهشوف كمان لو يقدر يطلعه بكفالة عقبال ما يتحكم عليه .
وربنا يصلح له الحال ويتوب وينظم ويرجع إنسان تانى خالص .
جاد : ياريت بس يطلق الحية اللى متچوزها دى ، لأن طالما هى معاه عمره ما هينصلح حاله ابدا .
**********
أنهك مسالم البحث يوميا عن قمر دون فائدة حتى ذبل جسده من قلة الطعام وتغيرت هيئته بعد أن نبتت ذقنه وتجعد وجهه من شدة الحزن والبكاء وكأنه أصبح شيخ عجوز وليس شاب فى مقتبل العمر .
كما إتسخت ملابسه من نوم الشارع ، فأصبح كرجل متشرد من الذين نراهم فى شوراعنا للأسف دون مأوى .
اه من الحزن الذى يغير ملامحنا ويدينا عمر تانى فوق عمرنا
واه لسه عايشين وبنتحرك وممكن كمان نضحك بس الضحكة مش من القلب ومن غير روح ووجع ملازم قلبك وروحك مكسورة والتنهيدة بتطلع من صدرك كأنها نار ومش بتحرق حد غيرك لأن محدش بيحس بوجع حد .
جلس مسالم على أحد الأرصفة كعادته عندما يشعر بالتعب ،لإنه أقسم الا يعود إلى منزله حتى تعود معه قمر ، فليس للحياة معنى دون قمر .
مسالم بحزن دفين وعين لا تفتر عن الدموع : أنتِ فين يا حبيبتى ، فينك يا قمر ؟
أنا تعبت من غيرك جوى ، ميتى أكحل عينى بشوفتك ميتى..
ثم افترش الرصيف لعله يريح جسده قليلا واعطى وجهه للحائط وظهره للطريق .
وحاول النوم قليلا ولكن لم تمر لحظات حتى وقف رجلين أمام محل يقدم عصير القصب بجانبه واستمع لحديثهم.
رضوان : والله بجلنا كتير متجبلناش يا واد يا زرارة ، وحشتنى جعدتك.
زرارة : وأنت كمان يا ريس والله ، بس بردك بعد الغياب ده كله ، تعزمنى على عصير جصب ، انت توبت عن الكيف ولا ايه !
فضحك رضوان : مش جوى يعنى ، بس أنا عحب جوى عصير الجصب ومنين لما أشوفه جصادى لازم أبربع أكده شوبين تلاتة .
زرارة بضحك : وماله نبربع معاك وبعدين نروح نبربع فى الغرزة تبعنا .
رضوان : وماله ماشى ، بس جولى إيه أخبار حمدى دلوك ،والبت إياها عملتوا فيها ايه ؟
فارتبك زرارة ووضع يده على فم رضوان قائلا : وطى صوتك يا راجل حد يسمعنا نروح فى داهية .
رضوان : فنظر رضوان حواليه ، فلم يجد أحد سوى رجل متشرد يوليهم ظهره ونائم .
_ خضتنى يا راچل ، مفيش حد ، غير الراچل الأهبل ده ونايم .
زرارة : بردك الحيطان ليها ودان .
رضوان : طيب وشوشنى .
لتنتبه حواس ذلك الذى كان يحاول النوم ولكن هيهات فلا نوم الا لمرتاح البال .
وعندما سمع اسم حمدى انتفضت كل جوارحه ولكنه حاول السيطرة على نفسه حتى لا يفتضح أمره ويعلم المزيد عنه وعن مكانه وعن قمر ؟
……..
فما سيحدث وهل سيستطيع مسالم الوصول إلى حمدى ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *