روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الحادي والأربعون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الحادي والأربعون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الحادية والأربعون

: تمر الأيام والليالي ولا أدري بأيّة الكلمات أشرح حبّي إليك. كي يؤلمني أن أحبّك بصمت وأن تضيع الكلمات كلما وقفت أمامك. من أصعب ما قد يواجهه الحبيب أن يتألم في صمتٍ لا ينتهي وتخونه العبارات كلما وقف أمام من يحب
…………
خاضت قمر ألالام المخاض وصرخت بكل قوتها فهزمت حصون عطية من خوفه عليها ،فقرر أن يذهب بها إلى مستوصف باسم .
وأشار إلى والدته بفزع : همى يمّه لبسيها أى حاچة ومتنسيش كيسة هدوم البت، عجبال ما أوجف توكتوك يوصلنا المستوصف عاد .
ثم رفع وجهه للسماء داعيا بقلب مرتجف : وحياة حبيبك النبى يارب ، تجومها بالسلامة ، عشان أنا مجدرش أشوف فيها حاچة وحشة .
ثم اسرع للخارج يبحت عن من يوصله للمستوصف حتى إستوقف توكتوك ، ثم دلف للداخل يساعد والدته فى إسناد قمر التى لا لم تفتر عن الصراخ .
فحاولت أم عطية تهدئتها بقولها : تحملى يا بتى معلش ، هانت ان شاء الله.
لتركب معهم وينطلقوا بها نحو المستوصف ، وعندما وصلوا ، صاح عطية : إلحجونى أختى عتولد وتعبانة جوى ، إلحجوها بالله عليكم .
فخطت نحوهم الممرضة وسارعت بقولها : حاضر .
تعالوا معايا حالا أوضة الكشف عند دكتورة النسا همت فى أول الردهة .
ثم تقدمتهم الممرضة وعطية ووالدته من ورائها وقمر من بينهم تصرخ بشدة .
ليصل صراخها إلى حجرة كشف باسم التى كانت فى نهاية الردهة فظن أن حدث شىء ما ، فخرج ليستكشف الأمر .
وكانت الصاعقة عندما رأى قمر تتوسط سيدة طاعنة فى السن ورجل شاب وهى بينهم تصرخ من الالام المخاض .
فرمش بإهدابه عدة مرات ليتأكد إنها هى ثم حدث نفسه : معقول اللى انا شايفه ده !!
_ مش جالوا ماتت من كام شهر على يد المجرم اللى كان خطفها .
يبجا مين دى تكونش وحدة شبهها وأنا من جلة النوم عينى مشيفاش كويس .
_ بس كيف ده !!
هو أنا هتوه عن قمر بردك ، لا دى قمر وانا متاكد .
ثم أسرع إليها ووقف بقبالتهم مردفا : قمر أنتِ بجد هنا ولا أنا متهيألى !
وبالكاد رفعت قمر بصرها إليه ، بسبب شدة الألم وأخذت تتمعن فى قسمات وجهه كإنها رأته من قبل ولكن لا تتذكر من هو .
قمر بوهن : أنت تعرفني ؟
فصُدم باسم وقال : كيف معرفكيش يا قمر !
انا باسم چوز أختك ملك
فرددت قمر الإسم على مسامعها: ملك ،ملك .
فرمقه عطية بحدة بعد أن شعر بوجعا فى قلبه أصابه فجأة حين أحس إنها قد حانت لحظة الفراق التى يخشى منها دائما أن يتعرف عليها أحد أو هى تذكرت من هى ، فتعود من حيث جاءت وتتركه وحيدا كما كان ، وهو الذى لم تحلو حياته ابدا الا بوجودها .
أما والدة عطيه فكانت على النقيض منه بل ابتسمت حينما شعرت بالأمل فيه إنه أخيرا ستعلم قمر من هى وتعود إلى أهلها ، لكى يستطيع ابنها العيش بسلام ويبحث عن من تناسبه ولا يتعلق بها أكثر من ذلك دون فائدة .
لذا أسرعت بقولها : يا ما أنت كريم يارب ، أخيرا عرفنا حد يعرفك يا بتى .
ثم إشارات إلى باسم : حضرتك تعرفها !
_ أصلها يا حبة عينى من ساعة ما لجناها وهى مش فاكرة حاچة خالص ولا تعرف هى مين .
فتجمد باسم من الصدمة مرة أخرى وأدرك فى التو الأن لما لم تعرفه .
ليخرج من شروده على صوت صراخها مرة أخرى : ااااه .
وهنا فتحت الممرضة الباب من حجرة الكشف قائلة : الدكتورة مستنياكِ ، تعالى أنتِ بس .
ثم أشارات إلى عطية ووالدته ، وانتم انتظروا هنا من فضلكم .
فولجت قمر مع الممرضة للداخل بين الخوف الذى يظهر على وجه عطية .
ليستطرد باسم : لا حول ولا قوة الا بالله ، حصل إزاى ده ؟
احنا للأسف كنا فاكرين أنها ماتت بعد اللى حصلها .
وأيوه أنا أعرفها دى أخت مراتى .
فأسرعت ام عطية بقولها : طيب طمنى أول حاچة هى مچوزة ، عشان يا حبة عينى كانت خايفة جوى عشان مش فاكرة حاچة عن حياتها ان الحمل يعنى لا مؤاخذة يكون من حرام .
فتلون وجه باسم وسارع بقوله : لا طبعا مجوزة .
ومجوزة راجل بيحبها اوى لدرجة أنه فقد عقله لما عرف انها ماتت وهو فى المستشفى بيتعالج من الحالة النفسية اللى ثابته .
وهنا فقد عطية قدرته على الثبات فترنح فى وقفته ، بسبب تلك الصدمة التى ستذهب بعقله هو الآخر بعدما تأكد أنه سيفقدها قريبا لا محالة ..
وكاد أن يسقط لولا أن والدته صرخت عندما شعرت بتخبطه بعد أن كانت تراقب ردة فعله على كشف حقيقة شخصية قمر .
_ إبنى حبيبى ، مالك يا ولدى ؟
فاستند عطية على الحائط وقال بخفوت : مفيش يمّه ، مفيش .
حاسس إنى دايخ بس شوية .
فأقترب منه باسم وقال بلطف : تقدر تيجى مكتبى ، تستريح شوية وأطلب ليك عصير .
عقبال ما نطمن أن قمر قامت بالسلامة .
فصاح عطية : لا أن مش هتتح من إهنه غير لما أطمن عليها .
فطالعه باسم ببعض الشك ، فخشيت ام عطية أن يظن السوء به فسارعت بقولها : أصله من ساعة ما چت حدانا وعرف أنها يا حبة عينى مش فاكرة حاچة ، ده غير اللى صابها وهو جلبه ضعيف جوى ، فبجت تعز عليه كيف أخته وحس أنها مسئولة منيه لغاية ما نعرف لها أهل .
والحمد لله إننا چينه إهنه عشان النصيب تشوفنا وتعرفها وترچع لحبايبها .
فدمعت عين عطية وحدث نفسه : يارتنى ما شورت عليهم الشورة دى وكانت وولدتها الداية وخلصنا .
لتخرج الممرضة ، فحدثها باسم : ايه الاخبار ؟
الممرضة : خلاص هانت دى حتى ماشاء الله مش محتاجة غرفة عمليات ، عشان المولود نزل برأسه والدكتورة بتخلص معاها .
بس بعتتنى أجيب دكتور الاطفال عشان يطمن على المولود .
ثم أشارت إلى والدة عطية : وعايزة ملابس الطفل لو سمحتى .
فأعطته لها أم عطية ولهجت بالدعاء : ربنا يسهلك الحال يا بتى ، حتى سمعوا صوت بكاء الطفلة .
فارتسمت ابتسامة على وجوههم جميعا .
وهمس عطية : الحمد لله.
باسم : الحمد لله ، شكلها خلاص جامت بالسلامة .
الممرضة : كده لازم أدخل يا دكتور باسم عشان البس المولود .
وحضرتك ياريت تكلم دكتور الاطفال .
باسم : ماشى .
وما هى لحظات حتى خرجت الممرضة بوجه بشوش ، تحمل الطفلة قائلة : تتربى فى عزكم بنوتة زى القمر .
وعندما جاء باسم ليحملها أسرع عطية وحملها هو ، وأخذ يتأمل وجهها البرىء فسألت دمعة ساخنة على وجنتيه.
ثم ضم الطفلة لصدره بحنو وحدث نفسه : يااه أنتِ حلوة حلاوة كيف أمك ، يارتنى أنا كنت أبوكِ ، كان زمان الفرحة مش سيعانى دلوك .
ومش خابر هعمل إيه من غيرك وغير أمك دلوك ، يارتنى ما عرفتكوا عشان متعذبش العذاب ده كله .
طالعته أم عطية بفرحة مردفة : نولنى البت يا عطية عشان أشوفها .
فناولها إياها فسمت وصلت على رسول الله ثم ناولتها إلى باسم فابتسم قائلا : سبحان الله كلها قمر .
عطية للممرضة : وقمر عاملة ايه دلوك ؟
الممرضة : بخير الحمد لله .
عطية : طيب ندخل نطمن عليها ؟
الممرضة : شوية بس الدكتورة بتظبط حالها .
ليعطى لها باسم الطفلة ، ثم أخرج هاتفه واتصل على محمود يبشره بالأمر ، ليتفاجىء بقوله : عايشة معقول .
سبحان الله ، ده مسالم فعلا مكنش بيقول غير كده .
كان قلبه حاسس ، وأظن لما يشوفها قدامه هيخف على طول .
ياريت يا دكتور باسم تزوره وتطمن على حالته وتاخد ليه قمر ، عشان فعلا اللى حصل معاه مأثر معايا لغاية دلوقتى .
باسم : اه طبعا ، هعمل أكده .
ودلوك مش خابر أودى قمر فين صراحة ، شقتها طيب مين هيراعيها !
الجصر: مش هينفع عشان براء يطيج العمى وميطجهاش .
وأبوها الله يرحمه مات من الحزن عليها .
محمود : وديها شقتها وابعت اختها يا سيدى تاخد بالها منها .
فذم باسم شفتيه قائلا : وأنا أجدر أجعد من غير ملك .
فضحك محمود : معلش يا سيدى الظروف تحكم وابقى طب زيارة من وقت للتانى لغاية بس ما تقدر ترجع لطبيعتها .
سكن صوت قمر بعد أن وضعت مولودتها واغمضت عينيها بألم وهى تسمع بكاء طفلتها .
وغفلت قليلا لترى فى غفوتها ذكرياتها كأنها شريط يمر أمامها وكأن تلك الغفوة بداية عودة الذاكرة لها بسبب ما عانته من ألم المخاض الذى جعلها تحرك رأسها على سرير الكشف عدة مرات بقوة وتصطـ.دم به لعدم تحملها الألم .
لتفتح عينيها مرة أخرى وهى تهمس : مساااالم ، أنت فين يا مسالم ؟
ثم صرخت بصوت عالى هز أركان الغرفة ووصل إلى باسم ومن معه وهى تستغيث : بعد عنى يا حمدى ، بعد عنى .
هكتلك لو لمستنى .
وهنا لم يتحمل عطية إستغاثتها وولج للغرفة ومن بعده باسم ووالدة عطية .
وحينها علم باسم عندما سمع ما تقول أنها عادت إليها ذاكرتها .
فأشار إلى عطية : أظن كده خلاص الحمد لله رجعت ليها الذاكرة ، بس فيه حجات حصلت ليها صعبة عشان كده فى حالة الهياج دى .
عطية بحزن يفتت القلب : واكده يعنى خلاص افتكرت وهتنسانا احنا .
_ عتنسى كل الايام اللى عدت وهى بنا عتاكل وتشرب وتكلم وتضحك وما بصدق يخلص يومى فى الشغل عشان أروح أطلع لوشها اللى يچيب الرزق من حلاوته ، فيروح كل تعبى.
_ لا أنا مش عايز قمر بتاعتكم ، أنا عايز قمر اللى كانت ناسية كل حاچة ومتعرفش غير أنا وأمى بس .
ليبكى بعدها بقهر ، ليدرك باسم ان تلك الدموع دموع عاشق أحب من كل قلبه بصدق .
لتشعر والدته بالحرج من حديثه ، فوضعت يدها على فمه مردفة : بزيادة عاد يا عطية ، جولتلك ملوش لزوم وجع الجلب ده من الأول مصدجتنيش .
ثم جذبته من يده قائلة بأمر : ويلا نروح ونرجع عاد لحياتنا قبل ما نشوفها عاد ومن بكرة هروح أخطبلك بت الحلال اللى تنسيك قمرر.
فأخرج عطية تنهيدة حارة طويلة وأردف بوجع : ياريت أقدر يمًه ، أنا حاسس إنى انكسرت خلاص .
فدفعته والدته رغما عنه ليغادروا معا وهى تدعوا الله أن يربط على قلبه ويعوضه بمن تسعد قلبه .
ليقف باسم أمام قمر قائلا : كيف عتخلى الرچالة يوجعوا فى غرامك أكده يا قمر .
ففتحت قمر عينيها لترى باسم أمامها فصاحت : باسم .
هو انا فين وفين مسالم ثم بكت وتابعت بنحيب وشوفت اللى حصولى من حمدى الكل~ب .
فهمس باسم : بس عايزك تهدى خالص وانسى حمدى عشان خلاص خد جزائه ومات مقتول .
أما مسالم فهو تعبان عشان اللى حصل ومش هيخف غير لما يشوفك قدامه .
قمر : يا حبيبى يا مسالم ، وحشنى جوى جوى .
باسم : ودلوقتى هتصل بملك عشان تفرح إنك بخير ..
فاتصل بها ولكنه لم يخبرها بحقيقة الأمر واكتفى بقوله : تعالى المستوصف يا ملوكة ، عشان محضر ليكِ مفاجأة حلوة جوى .
ملك بلهفة : مفاجأة ايه عاد يا باسم ؟
ما تچيب المفاجأة وانت چى معاك أحسن .
أخاف أخرج بريحانة تبرد .
فصك باسم على شفتيه بغيظ وحدث نفسه : وبعدين فى خوفها الزايد عن الحد على البنت ده .
ومش عارف كمان لما تقعد بأختها ، عزة عترضى تاخد ريحانة معاها ولا ايه ؟
_ انا شكلى أكده داخل على معركة وربنا يسترها معايا ، عشان أنا غلبان والله .
ليستطرد : ملوكة حبيبتى ، ليه تچيبيها معاكِ ، سبيها مع أمى هى هتاخد بلها منيها عجبال ما ترچعى .
فشهقت ملك : مجدرش أسيب بتى ولو لحظة واحدة .
ليحدث نفسه باسم : كل مرة عتصعبيها عليه اكتر يا ملك .
أمرى الله : طيب ماشى يا ملك دثريها كويس وتعالى يلا .
فوافقت ملك على مضض : ماشى چاية وربنا يستر عليها .
أغلق باسم الخط ليفكر ، ماذا سيفعل إن أرادت ملك إصطحابها معها عند قمر لرعايتها ؟
هل ستوافق على ذلك عزة بسهولة ام سيحدث ما لا يحمد عقباه .
*******
الحمد لله تملىء الميزان
******
خضعت مرام فى مستشفى السجن لجلسات الكيماوى حتى لا ينتشر الورم فى جسدها ويقل حجمه بالتدريج .
ولكن كانت مع كل جلسة تضعف ولا تستطيع السير بإتزان .
فكانت الحارسة تعنفها بشدة ، حيث كانت ذو قلب قاسٍ ولا تشعر بإن الكيماوى هذا نار تسرى فى الجسد فتهلكه أكثر ما هى تعالجه ، عفانا الله وإياكم .
_ بجولك إيه يا چاموسة أنتِ إمشى عدل ، عشان أنا مفيش حيل أسند واحدة عچلة زييكِ إكده .
فدمعت عين مرام وشعرت بالقهر مرددة : الله المستعان .
_ صدقينى غصب عنى والله ، أنا مش قادرة أتحرك وجسمى واقف .
الحارسة : إتمسكنى عاد ، فاكرة نفسك فى بيت أبوكِ .
لا فوجى أنتِ فى السچن .
كما وافق شعور مرام بالضعف ، القىء المفاجىء وهذا ايضا من أعراض الكيماوى ، فقذفت ما فى جوها رغما عنها .
وصادف رؤية هذا المشهد الباكر ، جاسر حيث كان أيضا فى المستشفى بسب معاناته مع ألم المرارة وتحدد له يوم لإجراء جراحة لإستئصالها .
فرأى مرام فأعجب بها من أول نظرة وأشفق عليها وهو يراها ضعيفة لتلك الدرجة ، تسير ببطىء والحراسة معها تنهرها وتبوخها .
فحدث نفسه : تنشكى فى معمعيك يا بعيدة ، حد يزعج المهلبية دى ، مش كفاية انها تعبانة يا حبة عينى .
ثم وجدها تمادت عليها بالضرب ، عند تقيؤها.
فلم يتحمل ووقف وشد مع حارسه أيضا إليها وعنفها بقوله : هو فيه إيه يا حُرمة أنتِ ، مش لاجية حد يلمك ، مالك أكده زى الطور السرعان عمالة تلطشى فى البنُية وهى مش مستحملة وعيانة .
ما تخفى عليها وكفاية اللى فيها ، جبر يلمك .
لتنظر له مرام نظرة إعجاب بموقفه ودفاعه عنها ، فهى أول مرة يقف بجانبها أحد دون أى مصلحة ، فحتى براء وقف بجانبها لإنها أخرجته من أزمته التى أوقعته به .
_ ويكاد يكون نساها بعد أن قلت زيارته لها للإطمئنان على صحتها .
لتحاول هى فى بعده تحمل الشوق إلى رؤيته بالأقتراب من الله عز وجل ليزيل وحشتها ويؤنسها بقربه ، فما أصبح لديها غيره سبحانه وتعالى .
ولكن الحارسة اشتعلت النـ.ار فى رأسها بسبب توبيخها بهذا الشكل أمام الناس وليته أحد الضباط مثلا او الأطباء ولكن هو مجرد مسجون اى حشرة تداس بالاقدام لتنفجر به قائلة : أنت إتجننت بتشتمنى وبتعترضنى وانا بأدى عملى يا مسجون يا جليل الرباية .
_ متعرفش أن دى جنحة تانية هتضاف ليك
_ ماشى أنا هوديك فى ستين داهية عشان تتعلم الأدب وتتربى كويس .
فابتسم جاسر لا مباليا بما تقول ليشعـ.لها بروده أكثر .
لتصيح بغيظ : عتضحك كمان يا چبلة والله لأوريك مجامك .
لتخلع حذائها لتهبط به على رأسه ولكنه أمسك بيديها قائلا بعزة : لا إلا أكده أنا مستعد أدفنك إهنا واتعدم مش مشكلة لكن مجبلش على نفسى إن حد يمد إيده عليه وخصوصا لو كانت حُرمة .
_ فزاد إعجاب مرام به وهمست : الله راجل اوى .
لينهره الحارس الذى معه بقوله : خلاص يا ابو الرچالة ، عملت فيلم هندى كان ممكن فيه تتحبس بزيادة وتجضى بجية عمرك إهنه .
ثم أشار إليها بقوله : معلش يا ست : خدى المسكونة عاد وسيبك منيه ده بوج على الفاضى وامسحيها فيه .
وأنت جدامى يا ابن حمدان ، ويا سلام لو ربنا كرم وفطست فى العملية ، يوم يوم المنى ونستريح منيك .
ليبتسم جاسر غير مباليا ويقول : لا هقوم منيها خابر ليه ؟
الحارس : ليه يا فالح ؟.
جاسر : عشان أنا زى الجطط بسبع أرواح ..
ثم إلتفتت ليغمز مرام وهمس : يا حلو انت يا حلو ، يارب أجبلك تانى .
*****
جددى ايمانك بقول لا اله الا الله
****
نام مسالم بعد تلك الجرعة المهدئة التى يتناولها منذ أن إتحجز فى مستشفى الامراض النفسية ، فرأى فى أحلامه قمر تنظر له من أعلى شرفة وتناديه : مسالم ، يا مسالم .
_ أنا اهو فوق ، شايفنى؟
فابتهج لرؤيتها وصاح : قمر حبيبتى ،وحشتينى جوى .
إنزلى عشان تاخدينى عشان أنا مش جادر ، أنا تعبان أوى من غيرك يا قمر.
فاستفاق من نومه فرحا من رؤيتها وقام وارتدى ملابسه وجلس بجانب النافذة ويعلو وجهه إبتسامة .
وعندما ولج له الطبيب المعالج تعجب من هيئته وتلك الإبتسامة على شفتيه ولكن قال : ايه ده فجأة كده نضيف ومبسوط بعد ما كانت حالته صعبة ومش بيبطل بكى .
اخيرا يمكن العلاج جاب نتيجة وحالته إستقرت .
لذا اقترب منه ووضع يده على كتفه بحنو قائلا : إزيك يا مسالم ؟
_ أنا شايف ماشاءالله انك اتحسنت كتير اوى ولو فضلت كده ، ممكن تخرج قريب .
فوجده يقول ما صدمه : اه هخرج لما تيچى قمر .
_أنا جاعد أهو مستنيها ، هى جالت چاية ومش عتتأخر .
فضرب الدكتور يده برده الأخرى واردف بإستياء : لا حول ولا قوة الا بالله ، وانا اللى قولت خف ، أتارى بتزيد الحالة وبيتهيأ ليه كمان .
_كده للأسف هتخلينى إستخدم الصدمات الكهربائية عشان تفوق وتدرك إن مراتك ماتت يا مسالم وحالتك متتأخرش اكتر من كده .
فوجد مسالم ينفعل عليه ويقف أمامه وصاح فى وجهه : جولتلكم مية مرة قمر مماتتش وعتيجى تخدنى .
فحوقل الطبيب : لا حول ولا قوة الا بالله.
ثم نادى على التمرجى الذى جاء سريعا وقال له : حضر مسالم عشان هياخد حالا جلسه كهربا .
التمرجى : حاضر يا دكتور ، ثم حاول أن يمسك بذراعه لياخذه نحو حجرة الكهربا ليعده للجلسة .
فدفعه مسالم ورفض وصاح : لا مش هعمل حاجة وقمر عتيچى دلوك تخلصنى منيكم .
الطبيب : لا كده محتاج حقنة بسرعة عشان نسيطر عليه وناخده نايم.
لذا أخرج الحقنة وأشار إلى الترمجى أن يتمسك به جيدا .
فحاول الترمجى رغم الإمساك به حتى حقنه الطبيب وغاب عن الوعى من أجل تلك الصـ.عقة الكهربائية التى تجعل الإتسان يشعر بالموت ولكنه لا يمت .
****
قرر باسم أن يخبر عزة بما بما حدث قبل مجىء ملك حتى لا تفاجىء بالأمر ، فريحانة إبنتها وليس من حق أحد أن يبعدها عنها رغما عنها .
فولج إليها فابتسمت له بحب قائلة : معقولة دكتور باسم چى لغاية عندى بنفسه ، يلا هلا ويا مرحبا .
فابتسم باسم بحرج ولاذ بالصمت للحظات ، فاستشفت عزة أن هناك شىء ما فخاطبته : فيه حاجة يا باسم .
شكلك بيقول فيه حاچة !
باسم بحرج : هو خلى حلو تصورى قمر اخت ملك طلعت عايشة بس كانت فاقدة الذاكرة ورجعت ليه مع الم الولادة عندينا أهنه .
ودلوك شيعت لملك عشان تيچى وهاخدهم عندها فى الشقة لغاية ما تقدر قمر توقف على حالها .
فابتسمت عزة للحظات بمكر بعد أن جاءت لها الفرصة لتختلى بباسم وتبعد عنه ملك لبعض الوقت .
فرحبت بالفكرة : والله ،طيب الحمد لله ، ربنا كبير .
وفعلا عنديك حق أختها بردك ولازم تراعيها .
وفرصة انا كمان عاخد أجازة يومين تلاتة عقبال ما ترچع عشان اراعى ريحانة حبيبة جلب امها اللى عتكبر حبة حبة .
فازداد لعاب باسم وحاول النطق بحرج : وليه انغا محتاچك اهنه وخلى ملك تاخد ريحانة معاها عند قمر .
فتجمدت عزة فى مكانها وابتلعت غصة مريرة فى حلقها مردفة: انت عتجول ايه يا باسم ، عايزها تاخد بتى وتبعد بيها عن عينى كام يوم .
_ لا مش كفاية سيباها ليها وانا فى الشغل وفى الليل كمان بحجة الرضاعة .
_ده انا حاسه إنها هى اللى أمها مش انا ، أكده حرام .
اخدتك منى فى الأول ودلوك البت اللى حيلتى.
لا اااا أنا خلاص چبت أخرى من الموضوع ده .
ومعدتش جادرة أستحمل اكتر من أكده .
وعشان كده بجولك يا باسم ، انا عايزة …؟؟؟
يا ترى عزة عايزة ايه وايه هيكون رد فعل باسم ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *