روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الثالث والأربعون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الثالث والأربعون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الثالثة والأربعون

وتظنُّ أنك خسرت، والحقيقه أنّ ما خسرته تمهيدًا لمكسب عظيم سيكافئ الله قلبك به.
وتظنُّ أنك حُرِمت، والحقُّ أنك رُحِمت..
وتظنُّ أنّ الله ابتلاك، والحقيقة أنّه نَجَّاك..
وتظنُّ أنّ الأوان قد فات، ويكون الأجمل ما هو آت.⁣
………………
فرحت زاد بالحمل لمرة أخرى لكن للأسف فرحتها لم تكتمل عندما شاهدت براء يضاحك شرطية زميلة له والأخرى تبادله النظرات والضحكات .
لتشهق زاد بفزع : عملتها تانى يا بصباص يا نسونـ.جى يا خـ.اين يا دون ولم تشعر بنفسها وإلا قد تقدمت منهم الإثنان على فجأة وصاحت بصوت عالى : انا هربيكم أنتم التنين ، لتتنزل بحقيبتها على رأس براء بيد وباليد الاخرى جذبت شعر تلك الشرطية لتتألم : ااااااه ، ايه يا مجنونة اللى بتعمليه ده ؟
زاد بإنفعال : هو انتِ لسه شوفتى چنان ، انا هوريكِ الچنان اللى على أصله .
لتنقض على ذراعها تنهـ.شه بأنيابها والأخيرة تصر.خ ، أما براء فأسرع بالهرب حتى لا تبطش به وحدث نفسه : وجعتك مربرة يا براء ، واكده زاد عتعمل منيك كفتة .
ثم إستطرد عن زميلته : معلش بجا يا نشوى ، أنتِ جيتيلى فى الوجت الغلط وزاد مش هترحمك والچرى نص الچدعنة .
وأخذت نشوى تصـ.رخ حتى جاء زملائها لينقذوها من براثن زاد وأبعدوها عنها حتى لا تقضى عليها .
فصاحت نشوى : أحبسوا المجر.مة دى فى التخشيبة .
لتصيح زاد : انا بردك اللى أتحبس يا خطافة الرچالة ، عايزة تخطفى چوزى وانا مخلفة منه عيل والتانى چى فى السكة .
نشوى : أنتِ ولية خرفانة ، جوزك مين هو أنا أعرفه .!
زاد وهى تصك على أسنانها بغيظ : چوزى الطور جصدى اللى كان واقف جصادك من شوى ، سيادة المحترم براء .
فاتسعت عين نشوى مردفة بذهول : سيادة المقدم براء ، مجوز !!
_ ومنك أنتِ كمان ،ده كان لسه بيقولى أرمل .
فحركت زاد رأسها مؤكدة بقولها : ايوه ما أنا المرحومة بشحمها ولحمها جدامك أهو ، بس بعون الله الليلة عكون انا الأرملة ، عشان عخلص عليه .
******
الله يخبىء لك من يشبه روحك ، فلا تيئس
احتاجت مرام لدخول المرحاض ، فتبعها سجينة جديدة لم تكن تدرك مرام أن تلك السجينة مكلفة من فريد لإنهاء حياتها بسبب خيانتها له وإفشاءها عن أسراره .
لذا كانت تترصد كل حركاتها ، وعندما طلبت دخول المرحاض وفتحت لها الشاويش ، استأذنت الأخرى أيضا للتبعها .
وكانت تخفى بين طيات ملابسها سلا..ح أبيض لتتط..عنها به .
وبالفعل ما أن ولجت مرام المرحاض حتى وقفت أمامها سريعا وقالت بصوت يشبه فحيح الأفعى : ازيك يا مرام ، فريد بيه بعتنى ليكِ بهدية هتريحك على الأخر .
فاتسعت عين مرام بذهول مرددة بذعر : فريد .
لتخرج الأخرى ما فى حوذتها سريعا ثم انقضت عليها تتطعنـ.ها طعنـ.ات متفرقة بشراسة ومرام تصرخ بين يديها وأخذت الد..ماء تنف..جر منها حتى بدئت فى التراخى وتلاشى صوتها تدريجيا ، ثم أسرعت الأخرى للعودة إلى مكانها كأنها لم تفعل شيئا .
وخرجت لتغمز الشاويش فضحكت لها وإشارات إلى عنقها : اى تم ما اتفقوا عليه .
الشاويش : يلا فى داهية تستاهل عشان تريح بجا وتريحنى .
وتعالى يلا أدخلك وشوية أسبها لغاية ما تصّفى ونضمن إنها خلاص ودعت وبعدين أبلغ الإدارة .
وبمرور الوقت بلغت بالفعل الأدارة ،إنها ولجت للمرحاض لتعلم سبب تأخر السجينة وجدتها هكذا ولا تعلم من فعل ذلك بها .
لتأتى الإسعاف سريعا لتحملها ، فسئلتهم بترقب : مااااتت !!
فأخبرها المسعف : على وشك ونسبة نجاتها قليلة لأنها فقدت دم. كتير اوى .
فابتسمت بمكر وحدثت نفسها : يلا هبجا اقرء لها الفاتحة مع انها متستهلش .
على جانب آخر كان جاسر جالسا فى محبسه ، يقرء فى كتاب الله ثم شعر بنغصة فى قلبه لا يعلم سببها ، فاستغفر وحدث نفسه : خير يارب ، ايه الوجع ده !
ليسمع بعد ذلك صياح أحد قادة السجن حيث كان سجن النساء يقابل سجن الرجال .
_ محتاجين متبرع بالدم لفصيلة ناردة شوية لنزيلة تعرضت للقت..ل ولو منقلتش دم حالا هتموت .
الفصيلة هى **
فقام جاسر منتفضا ينادى على الشاويش : انا نفس الفصيلة خدونى ليها .
فسخر منه الشاويش قائلا بتهكم : هو أنت عندك دم بالأساس عشان تتبرع بيه .
فتشنجت تعابير جاسر قائلا : مش وجته ده يا شاويش افتح أنقذ الست .
ففتح له الشاويش وتهكم مجددا : تعال يا اخويا ، آلهى تفطس انت كمان وربنا يستر عليها هتنقلها دم نجس .
ليسلمه الشاويش إلى الإدارة التى نقلته سريعا إلى مستشفى السجن ومنها إلى غرفة العمليات ليجد من دق لها قلبه وتمنى أن يراها مجددا ، ممدة على السرير بوجه ذابل أزرق مشرفة على الموت ، لا تتحدث ولا يسمع لها أنفاس فكانت أشبه بجثة باردة .
فارتجفت جوارحه ووقف بجانبها ينظر لها بإنكسار بعد أن تفتت قلبه لإشـ.لاء لرؤيتها هكذا ، وشعر أنه على وشك فقدها .
فهى أخر أمل له فى أن يكون إنسان لديه إحساس ويحب ويُحب وان هناك شىء من السعادة ينتظره فى علم الغيب .
لذا انحنى وأخذ بيديها يبكى يرجوها : لا أرجوكِ متهملنيش ، أنتِ لو چرارك حاچة عحس انى خلاص مليش لزوم فى الدنيا دى ومفيش حد أعيش عشانه .
فتقدم منه الطبيب وربت على كتفه قائلا : ادعلها لأن حالتها صعبة جدا للأسف ، ويلا اتفضل قوم عشان نسحب منك الدم .
فقام جاسر وأمسك بيد الطبيب يقبلها والدموع فى عينيه قائلا : اسحب براحتك إن شاءالله تسحب دمى كله بس تعيش ، أرجوك يا دكتور .
فابتسم الطبيب قائلا : قد كده بتحبها ؟
والله يا بختها اللى تلاقى راجل يحبها بالشكل ده .
بس عشان حبكم ده ياريت لو كتب ربنا ليها تعيش وخرجتم من هنا تبتدوا بداية نضيفة عشان مترجعوش هنا تانى .
جاسر بيقين : ده أكيد أن وعدت ربنا بكده بس ربنا يخلهالى .
ثم طلب منه الطبيب النوم على السرير المقابل الموازى لها ليسحب منه الدماء ويوصل بها لتستقبله .
وأثناء ذلك كان يقوم طبيب آخر بتطهير جروحها العميقة تلك وتخيطها ولكن مؤاشرات قلبها كانت تهبط ، ورأى جاسر الفزع على وجوههم فما كان منه إلا أن صرخ بقوله : يااارب نجيها وأوعدك أنى مش هاكل لجمة تانى الا من حلال .
واعاد قوله بإلحاح : يااارب ، يااارب .
لتصعد مرة أخرى مؤشرات قلبها بين تعجب الأطباء .
لتنتهى العملية وتحجز بعد ذلك فى غرفة العناية ويعود جاسر إلى السجن بعد أن وعده الطبيب أن يخبرها بأمرها أول بأول ليطمئن .
*****
النفس تحتاج لمن يروضها أن أساءت ولعل ذلك خير لها لتستقيم .
بعد عدة عمليات مع طبيب التجميل لبانة إستطاع أن تعود لهيئتها بنسبة سبعين فى المائة فحمدت الله على هذا القدر وتغيرت من داخلها كثيرا وتقربت من الله عز وجل وأخذت تعامل الجميع بلطف وكانت تطلب كثيرا زيارة غيث لها ، فيحمله جاد إليها وكان يسعد بهذا الأمر فى الآونة الأخيرة بعد أن كان يكره هذا الأمر ولكن من أجل تلك الفتاة ريحانة التى لا يعلم لما يحب أن يلاطفها ويلاعبها ويفرح كثيرا عندما تبتسم له .
حتى أصبحت الصغيرة تردد اسمه بتلعثم : داد ، داد .
اما جابر فتناسى بانة بمرور الوقت بعد أن عشق سلسبيل وتأكد أن حبه تلك المرة هو الحب الحقيقي فعلا ،ولكن بانة كان حب من نوع اخر وربما لأنها كانت حلم تمنى أن يصل إليه .
ولكن سلسبيل علمته فنون الحب والعشق فوقع أسيرا لها ، ونتج عن هذا الحب نبتة صغيرة توشك أن تخرج للنور وعندما علم انها فتاة ،قرر أن يسميها فاطمة لتكون أم ابيها وقرة عينه.
أما بانة فكانت عندما يأتى الليل تبكى بين يدى الله لأنها أصبحت وحيدة دون خليل .
وتمنت ودعت كثيرا أن يرزقها الله برجل يعوضها عن مصابها فى جابر الذى ضاع من بين يديها .
لتتفاجىء بإتصال طبيبها المعالج الذى كان فى الأربعينات من العمر والفارق بينهم خمسة عشر عاما .
وجدته يقول : بااانة من غير لف ودوران عشان انا راجل عملى شوية ويمكن هو ده السبب اللى خلانى اتأخرت فى الجواز .
بس مش عارف فيه حاجة كده شدتنى ليكِ وعارف ان فيه فرق سن بينا بس زى ما أنتِ شايفة عشان دكتور تجميل مش واضح بقا يا ستى السن .
وعشان كده بقولك دوغرى : تقبلى تجوزينى ، بس وتعلمينى يعنى ايه حب عشان أنا مكنش فى قاموسى الكلمة دى ابدا .
ففتحت بانة فمها بٱندهاش وصدمة ولم تتحدث وسئلت نفسها : معقول حد يفكر فيها بعد اللى حصل .
ثم أستطردت :
هو صحيح بجيت أحسن بفضل الله بس يعنى بجيت إنسانة عادية مش جميلة اوى زى زمان .
ثم ابتسمت وتابعت :
وجال بيجول كبير جال ، ده اللى يشوفه يجول أصغر منى ، ده غير حلاوته بن اللذية .
وجال ايه عايز يتعلم الحب ، لا ميجلجش انا هغرجه حب .
ثم سرحت بخيالها فى حياة جديدة وسعيدة معه .
وانتظر هو جوابها وعندما يئس أن تتكلم قال بثقة : اعتبر السكوت علامة الرضا والنهاردة هكلم دكتور باسم وأخطبك منه .
فارتجفت بانة لجرأته وخجلت فأغلقت الخط فى وجهه .
فضحك هو قائلا: من دلوقتى بتكسف امال بعد كده هتعملى ايه !
*****
كنت بين يديك ولم تشعر بى وضيعتنى وعوضنى الله من هو خير لى وما أحلى واكرم عوض الله وتركت له ندم سيلزم قلبك ، لأنى لا أحد يشبهنى .
إتفقت عزة مع باسم منذ أن طلقها أن تربى ريحانة بينهم ويقسم الأسبوع بينهم بالتساوى حتى تتعلق بها ريحانة تدريجيا وتدرك مع الوقت إنها هى والدتها الحقيقية وليس ملك .
فخضع باسم لطلبها بين تذمر ملك
ملك : يعنى ايه بنتى تبعد عنى وتنام بعيد عن حضنى ؟
فغضب باسم وصاحب : ملك بزيادة بجا عاد .
ويكفى انى ظلمت عزة وچيت عليها كتير وبتمنى ربنا يسامحنى .
فبكت ملك وجلست قائلة بتلعثم من بين دموعها : انا خابرة أن ريحانة من حق عزة ، هى أمها صوح .
بس أنا چوايا نار محدش حاسس بيها يا باسم .
كان نفسى جوى إنى أجبها من بطنى ، بس قدر ربنا .
بس لما شوفتها وضمتها لصدرى وبعد أكده رضعتها حسيت انى كأنى اللى جبتها وأنها عوض ربنا ليه .
_ وصوح غلطانة عشان كنت عخاف عليها بزيادة وعزة كانت بتزعل منى ، بس صدجنى غصب عنى .
كنت خايفة تروح منى بعد ما لجيتها .
_ وماشى يا باسم أنا هتحمل بعدها عشان عزة وكفاية زى ما جولت ظلم ليها .
وربنا يسامحنى انا وانت ، والحمد لله أن ربنا عوضها براچل يحبها ويقدرها .
وهنا تغيرت ملامح باسم ، فالبرغم أنه لم يحبها ولكن وجودها مع غيره يثير غيرته .
وخصوصا عندما رأى كيف تحولت ملامحها للأجمل مع أيمن .
وكأن السعادة نورا يضىء الوجه .
والحزن يطفيه.
فحدث نفسه : انا كنت غبى جوى ، كيف سبتها تروح من يدى بالسهولة دى .
دى كانت بتتمنى حتى كلمة حلوة منى ، وهتهتم بيه اكتر من ملك ، اللى بقت فى الفترة الأخيرة تهملنى عشان تهتم بريحانة
فعلا الواحد مش بيحس بالنعمة غير لما تروح منيه .
*******
أقترب موعد ولادة نهلة ، فجفاها النوم من القلق والخوف أما محمود فكان بجانبها يغط فى نوم عميق .
فنظرت له شرزا قائلة: عتنام أنت ورايق وانا عاكل فى نفسى ، اه ما انتوا تعملوا العملة واحنا اللى نشرب بسببكم .
_كان مالى انا من الچواز وسنينه ، فينك يا منصورى كنت معاك زى الأخوات وكنت عضحك عليك وأجولك انى سعيدة كيف الفراشة اللى عتطير فوق غيط الكرنب .
_دلوك أنا اللى بجيت الكرنبة ذات نفسيها .
ثم حاولت إيقاظ محمود فدفعته من كتفه قائلة : يا محمود ، يا محمود .
فقال بنعاس دون أن يفتح عينيه : فيه ايه ,بتصحينى ليه سبينى أنام .
نهلة بتذكر : طيب جولى إنك عتحبنى الأول وبعدين نام .
ففتح محمود عينيه واعتدل وجلس وقب*لها فى وجنتيها وأردف بحب : بحبك يا نهلتى ، ثم عاد للنوم واستطرد
_ هنام بقا ماشى عشان شغلى الصبح .
فصكت نهلة على أسنانها بغيظ مردفة : أنت مش بتحبنى عاد وعتاخدنى على جد عقلى ، وتلاجيك مستنى أموت وأنا بولد عشان تجوز ، صوح ؟
فزفر محمود بضيق واعتدل من نومته وحاو*ط ذراعها بحنو وهمس : ايه اللى بتقوليه ده !!
أنا بحبك وأنتِ متأكدة من كده وان شاء الله هتقومى بألف سلامة متوتريش نفسك وحولى تنامى .
فأبعدت نهلة ذراعه وإجابته : اه مش عايزنى أموت عشان أربى عيالك وانت تسرح براحتك وتشوف واحدة تد.لعك .
فوضع محمود يده على رأسه وهمس : هى شكل الهرمونات اشتغلت أنا عارف وشكل الليلة دى مش هتعدى .
فاستطرد بصبر لتهدء : لا يا حبيبتي ، هاتى بس أنتِ العيال وأنا اللى هربيهم متقلقيش .
نهلة بغيظ : اه عايز أنت تربيهم عشان يحبوك اكتر منى ، ما أنت طول عمرك انانى ومش بتفكر غير فى نفسك .
فذم محمود شفتيه وقام من التخت وسحب وسادته وقال : بقولك إيه ، أنا هروح أنام بره عشان ورايا شغل ونكلم فى الموضوع ده بعدين .
فلمعت عين نهلة بالدموع وقالت : شوفت اهو مش بتحبنى يا كداب عشان لو بتحبنى مكنتش سبتنى وتنام بره .
فوضع محمود يده على وجهه واستغفر وقال : لا كده كتير .
*****
وقف براء أمام زاد كالفأر المبلول بعد مضى بعض الوقت عن ما حدث فى واقعة تلك الضابطة .
واشترطت عليه كى تسامحه أن يأخذ إجازة لبعض الوقت ولا يخرج من غرفته ابدا .
فوافق لانه بالفعل شعر بالخجل من تصرفاته الصبيانية ، وظل محبوسا فى غرفته ، لا يخرج منها .
ولكن مع الوقت شعر بالملل واجازته التى اخذها مرغما بسببها أوشكت على الإنتهاء .
فأخذ يرجوها بقوله : يا حبيبتى ، طيب أنزل حتى شوية فى الجنينة عشان مخنوق حبتين اشم شوية هوا .
فحركت زاد شفتيها بتهكم مردفة : تشم هوا بردك !!
لا لو مخنوق جوى يعنى هبعت باسم يجبلك نفس اصطناعى ,لكن مهتخرجش من إهنه ومش هتشوف غيرى يا ابن الجبالى .
فندب براء على حظه قائلا : يا مرك يا براء ، اتعمل فيك اللى عتعمله من المجرمين ، عتبحسهم ودلوك مرتك حبساك .
وأدى آخرة عينيك الزايغة ، يكش تحرم بجا .
فصاحت زاد بحدة قائلة : عتبرطم تجول ايه ؟
فحرك رأسه نافيا : مهجولش غير انى بحبك يا زادى .
فضحكت زاد وغمزته وقالت : أنت عتجولى .
لتطرق الباب ملك ، فتفتح لها زاد .
ابتسمت ملك واستأذنت : زاد ، معاذ تحت مع الحاچة وشبطان يروح معايا عند شمس .
ثم ضحكت وتابعت : إبنك شكله عيطلع نمس كبير ، وعيحب من دلوك ولسه عاد مكملش سنتين .
فصكت زاد على أسنانها بغيظ مردفة : عيطلع لمين يعنى ، أبوه طبعا .
ويا عينى على ريحانة عيبصص عليها من دلوك ، امال لما يكبر هيعمل فيها ايه عاد !!
فضحكت ملك وسئلتها : هو أنتِ لسه فى دماغك ياخد ريحانة ، لا يا ستى هو ميال لشمس بت قمر اكتر .
وهنا وقف براء الذى كان يتابع هذا الحديث الساخر على مضض قائلا بحدة وتشنج ظهر على ملامح وجهه : ابنى مش هياخد غير بت عمه هى أولى بيه ، لكن متاخذنيش يا ملك .
على جثتى لو ياخد بت قمر وأنتِ خابرة ليه عاد ؟
فاخفضت ملك رأسها بحرج وقالت : سبحان الله ، ربنا أرحم بعباده من البشر وهيقبل التوبة وعباده لأ .
وعندما شعرت زاد بحزن ملك اردفت بحرج : متزعليش براء مش جصده ودول عيال لسه .
_ خديه يا حبيبتى يلعب معاهم بس متعوجوش ، وخلى بالك منيه عشان بيعض على غفلة .
فتغيرت ملامح ملك مردفة : ايوه ومتجيش العضة غير فى ريحانة وعتخاف منيه ومهتحبوش لكن مهيجربش من شمس واصل .
كتمت زاد ضحكتها حتى لا تحزن ملك على ذلك الشقى الصغير ثم أستطردت : معلش يا حبيبتى وأنتِ خلى بالك منيها زين .
وصوح بكرة معادها تروح لعزة .
أبتلعت ملك غصة فى حلقها ثم قالت بحزن : ايوه ، والله بيبكونوا يومين صعبين جوى لما تبعد عن عيونى .
بس اعمل ايه هى امها بردك وكتر خيرها هتسبهالى .
زاد : وأنتِ مفيش أحن منك يا ملك والله .
وجوليلى صوح سمعت انها اتچوزت ؟
انفرجت أسارير ملك لتجيبها : ايوه الحمد لله ، كانت صعبانة عليه رغم كل حاجة .
اتجوزت دكتور عيحبها وحامل كمان منيه ، ربنا يسعدها .
تعجبت زاد من دعائها لها بعد أن كانت غريمتها ولكنها لم تريد أن تلفت نظرها لذلك وبادرت بالسؤال عن مسالم وحاله الأن .
فأجابتها ملك بابتسامة : لا مسالم بخير من ساعة ما عيونه وعيت قمر ، تجدرى تجولى أكده ،شوفتها ردت فيه الروح من جديد .
وكمان يا ستى حملت وعتچبله ولد كمان ، عجبال ما تجومى بالسلامة .
فتحت فمها زاد بتعجب : حملت ولسه شمس صغيرة وأنا بجول انى اللى استعجلت .
لا أكده تمام أنا وربنا يجومها بالسلامة .
ملك : طيب أفوتك بعافية عشان ألحق أروح وأجى قبل ما يچى باسم .
زاد بإبتسامة : تعودوا بالسلامة ان شاء الله.
لتغادر ملك وتغلق زاد الباب وتلتفت لترى الغضب على وجه براء ، فسئلته : ايه مالك مكشر ليه عاد ؟
فصاح براء بحدة :بجولك إيه يا زاد ، دى أخر مرة توفجى معاذ يروح عنديهم .
_ انا مش رايد الولد يتلعق بالبت دى خالص ، أنتِ فاهمة .
_ عشان لو هى اخر بت فى الدنيا مش هچوزهاله .
فحاولت زاد تهدئته : طيب ماشى خلاص ، متزعلش نفسك .
_ انت عتاخد على لعب العيال ده ولا ايه .
****
عندما ولج جاد بصحبة غيث إلى القصر وجد ملك تصطحب ريحانة ومعاذ وتستعد للخروج .
وعندما رأت ريحانة جاد تركت يد ملك وأسرعت إليه بخطوات خفيفة مرددة بصوت طفولة : داد ده .
ليمد جاد ذراعه حتى أتت إليه ثم حملها وضمها بحب قائلا : حبيبة داد أنتِ يا ريحانة .
بس أنتِ متشيكة أكده ورايحة على فين ؟
ريحانة : راحه عند سمس ، ألعب .
فابتسم جاد واستطرد : طيب خلى بالك من نفسك ولو الواد معاذ ده عضك تانى جوليلى ، مش هسكتله المرة دى .
فأخرج معاذ لسانه له ، فانفعل جاد وقال : عيب والله على اللى ربوك يا طور يا صغير أنت .
فضحكت ملك : معلش يا جاد ، ده لسه صغير ،بس أنت ماشاء الله كبرت ، أنت فى سنة كام دلوك ؟
جاد : انا عندى اربعتاشر سنة وفى تانية إعدادى .
ملك : ماشاء الله ربنا يوفقك .
ثم نظرت لغيث وانحنت تقبل يده الصغيرة مردفة : غيث السكر عامل ايه .
ليردف الأخير بطفولة : أنا كبرت خلاص مش تجولى سكر ، جولى غيث بس .
فضحكت ملك واجابته : شكلك هتطلع چد زى أبوك .
لتقوم زهيرة بالنداء عليه : غيث حبيب تيتا ، تعالى يا جلبى .
ليسرع الصغير إلى جدته ، يحتضنها بحب .
ومن ثم إلى بانة فى الأعلى ليقضى معها اليوم كما متفق عليه .
******
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عندما أستعادت مرام وعيها وتحسنت صحتها نوعا ما ، ولج إليها الطبيب وعلى وجهه ابتسامة قائلا : حمدالله على سلامتك يا مرام .
وصراحة لو فضلت تذكرة ربنا طول عمرك أنه نجاكِ من اللى محاولة القت..ل دى مش هتوفيه ، لأنك صراحة كانت نسبة نجاتك واحد فى المية .
فحاولت مرام التقاط أنفاسها وتحدثت بخفوت : الحمد لله يا دكتور ، كل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .
الطبيب : وفيه واحد كمان عايزك تشكريه جدا جدا ، لانه السبب بعد ربنا سبحانه وتعالى انك تعيشى ، ودلوقتى دمه بيجرى فى دمك ، وكان مستعد يضحى بحياته كمان عشان تعيشى أنتِ .
إتسعت عين مرام ونظرت بتيه ، ولم تصدق ما يقول لأنها أول مرة تعلم أن هناك من يهتم لامرها حقا .
وظنت لوهلة أنه براء فابتسمت وقالت : مين سيادة المقدم براء !!
فحرك الطبيب رأسه بنفى قائلا : لا سيادة المقدم براء ،كل اللى عمله لنا عرف اللى حصل أنه اتصل يطمن على حالتك مرة ومتصلش تانى .
فتنهدت مرام بحرارة وشعرت بغصة فى حلقها واستطردت: امال مين ده ؟
فصاح الطبيب بصوت عالى : دخله يا شاويش ..
فولج جاسر ملهوفا لرؤيتها وخطى إليها سريعا وعانقت عينيه عينيها فى حب ولهفة قائلا : حمد لله على سلامتك يا ست الكل ..
فلمعت عين مرام وتسائلت بدهشة : أنت !!
أنت اللى نقلت ليه دمك وكنت خايف عليه للدرجة دى !
بس إزاى وانت متعرفنيش ومش شوفتنى غير مرة واحدة .
فأخرج جاسر تنهيدة حارة مطولة ثم أجابها بتلقائية : ما هى المرة دى اللى لخفنت حياتى وبعد ما كنت ضربها صارمة وحاسس انى مليش لزمة فى الدنيا دى .
شوفتك وجلبى دق ليكِ وحسيت بحاچة أكده مش خابر معناها ، ودعيت أشوفك تانى .
وحسيت أن فيه امل فى الدنيا أعيش عشانه ، وإن ممكن أعيش بعد ما نخرج من إهنه زى اى ناس طبيعية فى الحلال ونكون بيت ونچيب عيال يكبروا حوالينا .
فأصاب جسد مرام رعشة وانفجرت فى البكاء من حديثه التى طالما بكت من أجل تحقيقه ، وكم تمنيت أن تكون زوجة عادية لرجل تحبه ويحبها وتنجب منه أطفال .
وها هو الآن يتحقق حلمها ، نعم لم تحبه بعد ومازال شىء فى القلب لبراء .
ولكن ما يقوله لها يذهب العقل ويجعلها تحبه رغما عنها .
انفطر قلب جاسر وهو يراها تبكى هكذا فاستطرد بدعابة لكى تبتسم مجددا : لا إيه البكى ده أحبوش أنا .
ولو بتبكى عشان مش عايزة تچوزينى ، فخلاص بس بشرط ترجعيلى المهر ، جصدى دمى اللى أدتهولك .
ها جولتى ايه !
فابتسمت مرام وهمست : لا مش عايزة ايه ؟
عايزة طبعا بس أنت تعرف أنا عملت ايه فى حياتى الأول !!
يمكن لو عرفت تاريخى ، تسحب عرضك للجواز وتندم كمان .
، ده غير انى مريضة بمرض خطير وممكن أموت منه .
جاسر بضحك : أنتِ محساسنى إنى جبلتك فى النادى .
لا يا ست الكل احنا اتجبلنا فى السجن يعنى كلنا فى الهوا سوا .
بس بعون الله هننسى اللى راح ونبتدى من جديد وأنتِ معايا .
بعد سنة من دلوك بإذن الله ، بس عنكتب الكتاب عشان لا مؤاخذة ثم غمزها : عشان أبعتلك مراسيل كيف العيال اللى عتحب .
فضحكت مرام ثم أغمضت عينيها بألم : وتفتكر السرطان هيخلينى أعيش عشان أحقق الاحلام دى كلها .
جاسر : هتعيشى لغاية متچوزى عيالنا كمان يا ست الكل .
وسرطان ايه ، أنا لسه مكلم الدكتور وجال أنه أخر جلسة المرة الچاية لانه الحمد لله صغر جوى وهنكمل براشيم لغاية ما تخفى خالص مالص .
فقالت بلهفة : بجد الكلام ده ولا هتقول كده عشان تدينى أمل وخلاص .
جاسر : أمل وعمر دول عيالنا ان شاء الله.
فضحكت مرام فصاح جاسر : يا دين النبى على الضحكة اللى عتنور دنيتى دى .
والله هاين عليه أشيلك ونهرب دلوك نچوز .
*******
لتمر بعض الأشهر على ابطالنا استقرت فيها حياتهم وأستأنس كل منهم بأنيسه فى حب وود .
الا من بعض المشاحنات بين زاد وبراء ولكن كانت تنتهى بالصلح كعادتهم وقد قلت كثيرا بعد أن وضعت له فتاة جميلة تشبه عمتها بانة واطلقوا عليها اسم * ماسة * .
ووضعت قمر ولد أطلق عليه مسالم اسم * بدر *
كما وضعت عزة بنت أخرى أطلق عليها زوجها اسم * مسك *.
قائلا : دى مسك الختام بقا يا عزة وكده عندى تلت بنات وبقيت ابو البنات .
فحدثه عزة بصوت رخيم : كان نفسى أجبلك ولد بس النصيب .
فقب*لها أيمن من جبهتها بحب وود : متقوليش كده ، ده البنات نعمة من عند ربنا وخير ورزق .
وربنا يقدرنى ونربيهم أحسن تربية .
كما تزوجت بانة من الطبيب المعالج لها ، وكانت شخصيتة جادة فلم تستطع أن تفرض عليه أرائها كما كانت تفعل مع جابر ، لذا ظلت عمر بأكمله تندم على ما فعلت وتفريطها فى جابر بتلك السهولة ، وقد أنجبت منه ولدا أطلقوا عليه أسم * حذيفة *.

كما تزوج جاسر ومرام التى تعافت من السرطان بفضل الله وبعد مرور سنة رزقهم الله بالفعل تؤم ( امل وعمر ) .
وكأن الأقدار تكتب مما نتفوه به ونحن لا ندرى.
لذا علينا أن نتفائل مهما عصفت بينا الريح .
……..
ثم مرت السنين بحلوها ومرها على أبطالنا ليكبر أحفاد الجبالى ..
أحبك يا من ملكت فؤادى
فاروينى من حبك لتحيى نبض قلبى
إنتظر معاذ بن براء الذى يدرس فى كلية الطب ، شمس بنت قمر التى فاقت والدتها جمال رباني يسلب العقول أمام مدرستها حيث إنها فى السنة الأخيرة من الثانوية العامة.
وعندما رآها تخرج أعلن قلبه طبول الحرب وتسارعت نبضاته وكادت عينيه أن تخرج من مقلتيه واسرع إليها بلهفة مناديا : شمس قلبى وهوى نفسى .
وعندما استمعت لصوته ارتجفت وحاولت الإسراع فى مشيتها .
ولكنه كان أسرع منها ووقف أمامها قائلا : بتهربى منى ليه يا شمس ؟
وانا عارف ومتأكد إنك بتحبينى زى ما أنا بحبك ؟؟؟
لتضع شمس يدها فى إحدى جمبيها ثم تمالت قليلا وهى تشيح بيدها الأخرى قائلة بحدة : أنت عايز منى ايه يا ابن براء الجبالى ؟؟

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *