رواية عشق آسر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سيليا البحيري
رواية عشق آسر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سيليا البحيري
رواية عشق آسر البارت التاسع عشر
رواية عشق آسر الجزء التاسع عشر
رواية عشق آسر الحلقة التاسعة عشر
**بعد أسبوع في….غرفة ليلى، هادية بس مليانة توتر. الشباك مفتوح شوية، والستائر بتتحرك برفق مع نسيم المساء. ليلى قعدة على كرسي قدام مكتبها، مفكرة في خطة انتقام، بتدون شوية أفكار على ورقة. فجأة، الباب يتفتح بهدوء، ابنة عمها سيرين تدخل بخطوات خفيفة. شايلة في إيديها فنجان قهوة وبتحطه على الطاولة جنب ليلى**
سيرين: (بهدوء وهي بتراقب ليلى) “عندك عقل نير يا ليلى. بس مش فاهمة ليه بتستخدميه بالطريقة دي… للانتقام، بدل ما تبني.”
ليلى: (بغضب مكبوت) “بناء؟! إزاي تتوقعي مني أبني حاجة بعد اللي عمله طارق؟ كنت بحبه بصدق، بس هو خدعني. استخدمني عشان يوصل لماسة، ولما خطته متنجحتش، سابني في السجن.”
سيرين: (بتعاطف) “عارفة إن الألم اللي بتشعري بيه مش سهل. بس هل فعلاً تفتكري إن الانتقام هيرجعلك كرامتك أو سعادتك؟ ماسة مكنتش سبب كل اللي حصل. طارق هو المخادع.”
ليلى: (بصوت مليان مرارة) “طارق مكنش يحبني. استخدمني كأداة للانتقام من عيلة ماسة. كنت عمياء بحبه، لكن بعد ما تركني، فهمت. بابا هو اللي طلعني من السجن، مش هو.”
سيرين: (بتقعد جنب ليلى، بتحط إيديها على كتفها بلطف) “ضيعتي وقتك مع واحد ما يستاهلش حبك. طارق مكنش مهتم بيكي، كان بس عايز فرصة يؤذي عيلة ماسة. الانتقام مش هيرجعلك السعادة، بالعكس هيزود ألمك.”
ليلى: (بتتوقف لحظة، تحدق في الورقة قدامها ثم تلتفت لسيرين) “لكنني حاسة إني محتاجة انتقم، لأنهم أخدوا كل حاجة مني.”
سيرين: (بتبتسم بخفة) “فاهمة، بس الانتقام مش هيرجع أي حاجة فقدتيها. طارق استخدمك، والآن سايبك في الظلام. ماسة مكنتش سبب خسارتك، طارق هو السبب. هل فعلاً تفتكري إن الانتقام هيشفي جروحك؟”
ليلى: (بصوت مليان مرارة) “أنتِ مش فاهمة. كل ما بشوفها، بحس بالنار بتحرقني من جوا.”
سيرين: (بتبتسم بخفة) “النار اللي جواكي هتأكلك أنتي الأول قبل ما تضر ماسة. لازم تتخذي قرار: هل هتستمرّي في الطريق المظلم ده، ولا هتبدأي من جديد؟”
ليلى: (بتتراجع شوية، تفكر) “بس إزاي أبدأ؟ وإزاي أنسى كل ده؟”
سيرين: “ابدأي بغفران نفسك، لأنك حملتي كتير من الكراهية والألم على عاتقك. بعد كده، اغفري لطارد وحتماً لماسة. مش عشانهم، بس عشانك. الغفران هيفتحلك أبواب جديدة، وهيحررك من المشاعر الثقيلة دي.”
ليلى: (تتنهد بعمق) “يمكن… يمكن عندك حق.”
سيرين: (بابتسامة مشجعة) “عارفة إنك قادرة على التحول. عندك القوة لتغيير مسار حياتك، وأعرف إن جواكي الخير أكبر من الانتقام.”
**ليلى تبص لسيرين وهي تبدأ تدرك إن في طريق تاني، طريق يمكن أصعب بس فيه السلام الداخلي اللي بتفتقده**
**********************
**في اليوم التالي…في الجامعة….كانت ليلى تسير في ممر الكلية و هي تسمع اهانات الطلاب و زملائها لها…كبحت دموعها…و اتجهت نحو طاولة ماسة بتردد….**
ليلى (بصوت واطي وحزين): “مساء الخير… ممكن أقعد معاكو؟”
(بتجنب تبصّ في عينيهم، وكأنها شايلة هم كبير).
ماسة (بتبتسم بلطف): “طبعًا، تفضلي يا ليلى.”
(ماسة بتشد كرسي وتدعوها تقعد من غير تردد).
ليان (بتبص لِماسة مستغربة، بس بامتنان لأنها فاهمة موقفها): “أيوة، اقعدي. بقالنا كتير ماشفناكيش.”
ليلى (بتقعد بهدوء، وحاسة بالخجل): “عارفة إني… غلطت كتير، ومحدش عايز يكلمني بعد اللي حصل. بس… مكنتش متخيلة إنكو هتقبلوني كده.”
علا (بهدوء): “إحنا مننساش الماضي، بس بنعرف إن الناس تستحق فرصة للتغيير.”
حور (بتبتسم بتشجيع): “أيوة، مفيش حد معصوم من الغلط. إحنا هنا معاكي، طالما بتحاولي تمشي في طريق أحسن.”
ليلى (بصوت متهدج ودموعها على وشك النزول): “شكرًا… مكنتش متوقعة ده منكو. خصوصًا بعد كل اللي عملته.”
رانيا (بتضحك محاولة تخفيف الجو): “خلينا ننسى اللي فات شوية. حياتك تستاهل بداية جديدة. كلنا بنغلط، المهم إننا نتعلم من غلطاتنا.”
تالا (بتضيف بروح الدعم): “إحنا هنا عشان ندعم بعض، مهما كان اللي حصل.”
ليلى (بامتنان شديد): “مش هنسى وقفتكو دي. هحاول على قد ما أقدر إني مبقاش عند سوء ظنكو تاني.”
ماسة (بتبصلها بعينين مليانين بالعطف): “كل حاجة ممكن تتغير لو إنتي عايزة بجد. المهم إنك دلوقتي فاهمة إن في طريق تاني.”
ليلى (بتبتسم لأول مرة من فترة): “هعمل كده… هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أبدأ من جديد.”
**بينما الجو هادئ والحديث مستمر بين الفتيات، يدخل جمال، أحد أصدقاء ماسة المقربين، الذي يعتبرها مثل شقيقته، ويتجه نحو الطاولة بابتسامة. يليه مازن، شقيق حور التوأم، اللذان جلسا مع باقي الفتيات**
جمال (يبتسم وهو يقترب): “مساء الخير يا بنات، شايف إنكو قاعدين وعاملين جلسة حلوة.”
مازن (بنبرة مرحة): “هو في جلسة حلوة من غير مازن وجمال؟!”
ماسة (تضحك): “أكيد الجلسة مش هتكمل من غيركم.”
حور (بنبرة خفيفة): “لسه بنقول للعيال نجيب خطة نزلة البحر، مش هتمشي غير لما نحجز.”
جمال (يلتفت لـ ليلى بابتسامة خفيفة): “إيه يا ليلى، بقالنا كتير ما شفناكيش. أخبارك إيه؟”
ليلى (متفاجئة بلطفهم وتحاول ترد بصوت نادم): “الحمد لله. الحقيقة مكنتش متخيلة إنكو هتستقبلوني بالشكل ده… بعد كل اللي عملته.”
مازن (بابتسامة هادئة): “يا ليلى، أي حد ممكن يغلط. الأهم إنك تعلمتي من اللي فات وحابة تبدأي من جديد.”
جمال (يهز رأسه موافقًا): “بالضبط، إحنا مش بنحاسب حد على ماضيه، بنبص دايمًا على الحاضر والمستقبل.”
ليلى (تنخفض بنظرها بحزن): “أنا ندمانة جدًا على كل اللي عملته، مكنتش أتخيل إني هأذي الناس بالطريقة دي.”
ماسة (تضع يدها بلطف على يد ليلى): “المهم إنك دلوقتي فاهمة غلطك. وإحنا هنا عشان ندعمك.”
ليان (بنبرة مشجعة): “أيوة، كلنا وقفنا مع بعض في أوقات أصعب من كده. وأنا ومروان كنا شايفين إن الناس تستحق فرصة تانية دايمًا.”
علا (بتضيف): “إحنا العيلة دلوقتي، وأنا وأيهم عمرنا ما كنا هنسيب حد يتخبط من غير ما نمدله يد المساعدة.”
حور (تبتسم بحب): “وأنا وزياد كمان، دايمًا بنقول إن العيلة لازم تكون أقوى من أي مشاكل.”
ليلى (بامتنان عميق): “مش عارفة أقول إيه… شكراً ليكو كلكو. مكنتش متخيلة إنكم هتسامحوني كده.”
مازن (بنبرة مرحة): “طيب، بما إننا سمعنا كلام حلو، إيه رأيك بقى في نزلة البحر؟ لازم تيجي معانا.”
جمال (يضيف وهو يضحك): “أيوة، مش هنعفيكي من الحفلة اللي بنخطط لها. صورة جماعية مع البحر إلزامية!”
ليلى (تبتسم بحب وامتنان): “إن شاء الله، هاجي وأبدأ صفحة جديدة.”
**بينما كانت ليلى تجلس مع ماسة وبقية الأصدقاء في الكافيتيريا، الجو مليء بالهدوء والراحة. فجأة، تدخل سلوى، إحدى زميلات الجامعة، والتي كانت معروفة بسخريتها اللاذعة. تتوقف سلوى أمام الطاولة التي يجلسون حولها وتنظر إلى ليلى بنظرة مليئة بالازدراء**
سلوى (بصوت عالٍ وساخر): “أهو، شوفوا مين رجعت! ليلى اللي كانت في السجن. إزاي ممكن تجلسوا مع واحدة زيها؟ نسيتوا اللي عملته؟ ولا يمكن شايفين إن الأفعال اللي عملتها حاجة عادية؟”
(الجميع يتفاجأ، والجو يتوتر بسرعة. تبدأ الهمسات تنتشر بين الطلاب في الكافيتيريا، والكل ينظر نحو ليلى بتساؤلات).
ليلى (تخجل وتنخفض بنظرها): “أنا… أنا حاولت أصلح اللي حصل…”
ماسة (بهدوء، لكن بحزم): “سلوى، مفيش داعي للكلام ده. اللي فات انتهى، وليلى دلوقتي بتحاول تتغير وتبدأ من جديد.”
ليان (تنظر إلى سلوى بحدة): “إحنا مش بنحاسب حد على الماضي. كلنا بنغلط، وأكيد كلنا بنستحق فرصة تانية.”
سلوى (بضحكة مستفزة): “فرصة تانية؟ فرصة تانية لمين؟ واحدة زيها مش تستحق غير السخرية والنبذ! إنتو ازاي بتثقوا في واحدة خانت الناس اللي حواليها؟”
حور (بثبات): “الماضي انتهى، واللي حصل ليلى بتتحمل مسؤوليته. بس دلوقتي هي هنا تحاول تبدأ من جديد. إحنا مش بنسيب حد وقت ما يحتاجنا.”
علا (تضيف بحزم): “المجتمع كله مليان ناس بتغلط، لكن مش كل الناس بتاخد الخطوة إنها تصلح غلطها. ليلى عملت كده، وده يكفي إنها تستحق احترامنا.”
جمال (يتدخل بلهجة هادئة لكن قوية): “مفيش حد معصوم من الخطأ، يا سلوى. لو انتي كنتي في مكانها، أكيد كنتي هتحبي إن حد يقف جنبك بدل ما يزيد عليكي.”
مازن (بنبرة جادة): “الإنسانية في إننا نساعد بعض، مش إننا نفضل نعيب في اللي غلطوا. وليلى مش لوحدها هنا، عندها ناس واقفين معاها.”
سلوى (تنظر إلى الجميع بغضب): “أنتو مش فاهمين! دي واحدة كانت بتأذي الناس!”
ماسة (تنظر مباشرة في عين سلوى): “إحنا فاهمين كويس، يا سلوى. بس كمان فاهمين إن الناس بتتغير. لو إنتي مش قادرة تشوفي ده، يبقى المشكلة مش في ليلى.”
ليلى (بنبرة ضعيفة ومليئة بالندم): “أنا فعلاً آسفة على كل اللي حصل… مش متخيلة إني آذيت ناس بالطريقة دي. بس دلوقتي… كل اللي أنا عاوزاه هو فرصة إن حياتي تتغير.”
رانيا (بتضيف بحزم): “سلوى، لو عندك مشكلة مع حد، مش لازم تنشريها قدام الكل. احنا هنا بنحاول ندي ليلى فرصة حقيقية، وده مش من حق حد إنه يسلبه منها.”
تالا (تنظر لسلوى بلطف لكن بجدية): “ممكن كل واحد فينا يتعلم حاجة من اللي حصل. الحياة مش دايمًا أبيض وأسود، ودايمًا في فرصة للتصحيح.”
سلوى (تتراجع قليلًا، تشعر بأنها محاصرة من ردود الجميع): “مش عارفة… أنا بس شايفة إن في حاجات مينفعش تتغفر.”
ماسة (بهدوء): “كل واحد يستحق فرصة. لو في حد عنده استعداد يتغير، ليه نحرمه من الفرصة دي؟”
(سلوى تتردد للحظة، ثم تستدير وتبتعد عن الطاولة بصمت، غير قادرة على الرد. الجو يعود للهدوء مجددًا، وليلى تنظر إلى ماسة وبقية الأصدقاء بعينين ممتلئتين بالامتنان).
ليلى (بصوت متهدج): “شكراً… مش عارفة كنت هعمل إيه من غيركم.”
ماسة (تبتسم بلطف): “إحنا دايمًا جنبك، يا ليلى. المهم إنك تفضلي ماشية في الطريق الصح.”
*****************
**في مكتب الشركة، كان آسر وسليم (شقيق ماسة الأكبر) ومروان وسيف وزياد مشغولين في متابعة الأعمال والتقارير. الجو مليء بالعمل والجدية، يتبادلون الأحاديث عن المشاريع والتقدم. فجأة، يدخل إياد (شقيق ماسة الأكبر الثاني وشقيق سليم الأصغر) مع أيهم (شقيق سيف الأصغر وشقيق ليان الأكبر وزوج علا). كلاهما يدخلان بابتسامات واسعة، وملابس رياضية، وكأنهما قد خرجا للتو من النادي الرياضي**
إياد (بضحكة مرحة): “إيه الأخبار يا رجالة؟ شكلكم غرقانين في الشغل. الحمد لله إننا جينا ننور المكان.”
أيهم (يضرب إياد على كتفه): “صح، الشغل ملوش آخر. بس في الحياة حاجات تانية تستاهل نعيشها برضه، زي الرياضة مثلًا… والمدربة ماريا!”
(الجميع ينظر إليهما بدهشة، ثم ينفجر سليم ضاحكًا، بينما يهز رأسه غير مصدق).
سليم (بتهكم): “إيه يا باشاوات؟ إنتو فاكرين الشركة دي مكان تسلية؟ دا إحنا شايلين كل الشغل على أكتافنا، وإنتو قاعدين في النادي تتغزلوا في المدربة؟”
آسر (مبتسمًا): “آه، الشغل هنا ماشي بالبركة بفضلكم يا إياد ويا أيهم. يا ترى ماريا راضية عن أدائكم الرياضي؟”
إياد (بنبرة مزاح): “إحنا بس بنبني لياقتنا عشان نقدر نتحمل ضغوط الشغل… لازم نكون في أحسن حال!”
مروان (بنبرة هادئة، لكنه جاد): “لو كان الشغل محتاج لياقة بدنية كنت بعتنا كلنا للنادي معاكم. لكن دلوقتي الشغل هو اللي محتاج ناس مسؤولة.”
سيف (بابتسامة): “وأنتوا الاثنين نموذج للمسؤولية طبعًا!”
(إياد وأيهم يتبادلان النظرات ويضحكان، لكن سليم ينظر إليهما بجدية).
سليم (بصوت جاد، لكنه ساخر): “بصوا، أنا عارف إنكم بتحبوا الحياة وتحبوا تتسلوا، مفيش مشكلة في ده. لكن يا إياد، يا أيهم، إحنا محتاجينكم هنا في الشركة. كلنا شغالين بجهد عشان ننجح، وانتو بتقضوا اليوم كله في النادي! هتخلوا كل الشغل علينا؟”
زياد (مؤيدًا): “بالضبط، الشركة دي شركة عائلية. وده معناه إننا كلنا لازم نشارك، مش بس نصدر أوامر أو نهرب من المسؤوليات.”
إياد (بتنهيدة مزاحية): “ماشي يا جماعة، ماشي. هنبقى نعدل من حالنا. بس مش هنقدر نتخلى عن ماريا بسهولة!”
أيهم (يضحك، ثم ينظر بجدية): “بصراحة بقى، أنا بحب علا بشدة وده مش سر، بس ما قدرش أنكر إن ماريا… لطيفة. بس خلاص، هنركز في الشغل أكتر.”
سليم (بابتسامة ساخرة): “يا ريت بقى. شوف، المسؤولية مش بس كلام، يا إما تبقوا جزء من الفريق يا إما… مش هتكون ليكم مكان في النجاح اللي بنعمله.”
آسر (مضيفًا): “إحنا مش عايزينكم تبقوا زُعما في النادي، إحنا عايزينكم تبقوا زُعما في الشركة!”
(يتبادل إياد وأيهم النظرات بتوتر، قبل أن يهز كل منهما رأسه باستسلام).
إياد (بابتسامة نصف جدية): “طيب، هنشوف. بس ماريا هتزعل لو قللنا من وقت النادي.”
أيهم (يضرب كتف إياد): “خلينا نكون جادين شوية، مش عايزين نخسر الشركة عشان النادي.”
سليم (بلهجة ساخرة لكن مشجعة): “أهو الكلام ده اللي عايزين نسمعه. المهم إنكم تيجوا هنا وتشاركوا معانا، وإلا مش هنقدر نكمل بنفس القوة.”
(يبتسم الجميع، والجو يعود إلى التوازن بين الجدية والمزاح. إياد وأيهم يدركان أهمية المشاركة في أعمال الشركة، ويبدآن في التفكير بشكل أكثر مسؤولية).
********************
**في المساء…..في منزل العائلة، تجلس منى، والدة ماسة، برفقة زوجها وائل في غرفة الجلوس. الأجواء هادئة، وسليم وإياد يجلسان أيضًا على الكراسي بجوارهم. منى تشعر بالسعادة لوجود جميع أبنائها في المنزل، بينما وائل يجلس بهدوء ويستمتع بالمحادثة العائلية**
منى (بابتسامة): “ما شاء الله، مش مصدقة إن كل العيلة مجتمعة كده النهاردة. بقالنا فترة ما قعدناش مع بعض كده.”
وائل (بتنهيدة خفيفة): “ده لأن كل واحد فيكم بقى مشغول بشغله وحياته. حتى إياد، اللي مش بيجي الشركة كتير، بقى عنده مليون حاجة يعملها.”
إياد (يضحك): “يا بابا، أنا بحاول أوازن بين الشغل والحياة. لازم الواحد يهتم بصحته برضه!”
سليم (ساخرًا): “آه، صحته في النادي مع المدربة ماريا!”
منى (تنظر إلى إياد بخبث): “ماريا؟ مين ماريا دي يا إياد؟”
إياد (يضحك محاولًا تلطيف الجو): “لا يا ماما، مفيش حاجة. ماريا دي بس المدربة في النادي، مش أكتر.”
وائل (مبتسمًا): “أنا شايف إن ماريا دي أخدت منك أكتر من الشركة يا إياد. يا ترى مين الأولوية عندك، ماريا ولا الشغل؟”
سليم (يمزح): “واضح إن ماريا الأولوية دلوقتي!”
إياد (مازحًا): “ماشي ماشي، خلاص، هنركز في الشغل أكتر. بس إنت عارف يا بابا، أنا دايمًا عارف أعمل الاتنين.”
منى (تنظر إلى وائل بحب): “على الأقل، اتعلم من والدك يا إياد. أبوكِ كان دايمًا مسؤول، مفيش حاجة تشتته عن عمله ولا عيلته.”
وائل (بجدية): “بص يا إياد، أنا مش ضد إنك تستمتع بحياتك، لكن لازم توازن. الشغل مهم، والمسؤولية العائلية دي حاجة مش سهلة. شوف أخوك سليم، دايمًا واقف معايا في الشركة. وانت كمان لازم تكون موجود.”
إياد (ينظر إلى والده ويشعر بالمسؤولية): “عارف يا بابا، حقك عليا. هبدأ أركز أكتر في الشغل، مش هخيب أملك.”
سليم (مؤيدًا كلام والده): “تمام يا إياد. إحنا كلنا هنا عشان ننجح سوا. وصدقني، كل حاجة هتبقى أحسن لما تكون موجود معنا في الشركة.”
منى (تتحدث بلطف): “وأنا واثقة إن إياد هيبقى قد المسؤولية. دايمًا كنت شاطر لما تحط عقلك في حاجة.”
إياد (بابتسامة): “شكراً يا ماما. طيب، وعد، هنشوف تغيير قريب.”
وائل (بنبرة مشجعة): “أنا واثق فيك يا إياد. وأنت يا سليم، استمر زي ما أنت، دايمًا قدوة لإخواتك.”
سليم (بابتسامة متواضعة): “ده واجبي يا بابا. وإياد هيكون جنبنا قريبًا.”
(الجميع يبتسم، ويتبدل الجو من المزاح إلى الدعم العائلي. إياد يشعر بأن عليه أن يكون أكثر مسؤولية، بينما منى ووائل فخوران بأبنائهم).
**بينما كان الحديث يدور في الغرفة، فجأة تُفتح الباب وتدخل ماسة بابتسامة خفيفة على وجهها. كانت ترتدي ملابسها المنزلية البسيطة، وتبدو مرتاحة بعد يوم طويل**
ماسة (بمرح): “أنا سمعت إن في اجتماع عائلي هنا ومحدش عزمني؟”
منى (تضحك): “يا بنتي إحنا مكناش هنسد من غيرك. تعالي اقعدي جنبنا، إحنا بس كنا بنتكلم عن أخوكي إياد وإنه لازم يركز شوية في شغله بدل ما يقعد طول النهار في النادي.”
إياد (مازحًا): “أيوة يا ماسة، هما متحالفين ضدي النهاردة. مش هيسيبوني في حالي.”
ماسة (تضحك وهي تجلس بجانب أمها): “وأنا مع التحالف ده. فعلاً يا إياد، الشغل محتاجك، بس بصراحة مش زعلانة إنك بتاخد استراحة من وقت للتاني.”
سليم (بسخرية): “استراحة؟ ده طول اليوم بيستريح. أنا هكون أول واحد يديله ميدالية الراحة.”
وائل (يضحك): “كفاية كفاية، سيبوا الولد يعيش، لكنه فعلاً لازم ياخد الشغل بجدية أكتر.”
ماسة (تنظر إلى إياد بعينين مليئتين بالعطف): “بصراحة يا إياد، احنا محتاجينك. وجودك في الشركة بيفرق، وبابا دايمًا بيقول إن النجاح بييجي لما نشتغل كلنا سوا.”
إياد (يتنهد بابتسامة): “حاضر، حاضر، هحاول أكون موجود أكتر. بس عارفين إيه؟ أنا أكتر واحد محظوظ في العيلة دي. عندي أخت زيكِ يا ماسة، دايمًا بتعرفي تقولي الكلام اللي يخلي الواحد يعيد حساباته.”
ماسة (بخفة دم): “شفت بقى؟ ده سر المهنة.”
منى (تبتسم وتنظر إلى الجميع بفخر): “الحمد لله على العيلة دي. ربنا يديم علينا المحبة والسعادة.”
وائل (بتنهيدة سعيدة): “آه الحمد لله. أهم حاجة إننا دايمًا جنب بعض.”
(تسود لحظة من الهدوء المريح، حيث يجلس الجميع مستمتعين بجو العائلة الحميم. ماسة تنظر إلى والدها ووالدتها بعينين مليئتين بالحب، وتشعر بالسعادة لوجود جميع أفراد العائلة معًا في هذا الجو الدافئ).
**بعد لحظات من الحديث والضحك بين أفراد العائلة، تنظر منى إلى ماسة بابتسامة دافئة.
تأخذ نفسًا عميقًا ثم تسأل برفق**
منى (بلطف): “طب قوليلي يا ماسة، إيه أخبارك إنتي وآسر؟ عايزاكي تكوني مبسوطة يا حبيبتي.”
ماسة (تبتسم بخجل وتميل رأسها قليلاً): “الحمد لله يا ماما، أنا وآسر كويسين جدًا. بصراحة، حياتنا مع بعض جميلة، وآسر دايمًا واقف جنبي وبيحاول يخليني مرتاحة وسعيدة.”
منى (بابتسامة فخر): “آسر شاب محترم ودايمًا كنت عارفة إنه هيحافظ عليكي. بس أهم حاجة إنكم تتفاهموا وتبقوا سند لبعض، ودا اللي بشوفه فيكم.”
وائل (يضيف بابتسامة): “آسر فعلاً شاب يستاهل كل خير. أنا مطمن إن بنتي في إيدين أمينة.”
ماسة (تنظر إلى والدها بامتنان): “بجد يا بابا، آسر بيحاول بكل الطرق يخلينا سعداء، وأنا كمان بحاول أكون الزوجة اللي يستحقها.”
إياد (مازحًا): “آسر ده حظه كبير إنه اتجوز ماسة. بنت زيها تسوى الدنيا وما فيها.”
سليم (يضيف ممازحًا): “يا إياد، ده بدل ما تساعدينا على استقرار الشركة، بتروحي تزعلي الجوزات بكلامك ده؟”
ماسة (تضحك): “متقلقش يا سليم، آسر عارف إننا كلنا بنهزر مع بعض، وصدقني لو شافنا دلوقتي هيضحك هو كمان.”
منى (تبتسم): “ربنا يبارك لكم يا بنتي ويزيد سعادتكم. أهم حاجة الحب والاحترام اللي بينكم.”
ماسة (بعينين مليئتين بالعطف): “طول ما إحنا مع بعض وواقف جنب بعض، هنبقى دايمًا بخير إن شاء الله.”
(يسود لحظة من الهدوء والراحة في الغرفة، حيث يتحدث الجميع عن الحياة الزوجية والسعادة العائلية، بينما تنظر ماسة إلى والدتها ووالدها بعينين مليئتين بالحب والامتنان لوجودهم دائمًا بجانبها).
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق آسر)