روايات

رواية بشرية أسرت قلبي الفصل الثامن 8 بقلم آية محمد رفعت

رواية بشرية أسرت قلبي الفصل الثامن 8 بقلم آية محمد رفعت

رواية بشرية أسرت قلبي البارت الثامن

رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الثامن

بشرية أسرت قلبي
بشرية أسرت قلبي

رواية بشرية أسرت قلبي الحلقة الثامنة

(خطط وصدمات …)
بجناح “ضي” ..
لم يتمكن النوم بالاستحواذ عليها فكانت حزينة للغاية على توعد الملك لها ،لأول مرة ترى الغضب بعيناه ، نعم هي أخطأت ولكنها كانت تريد جنى ثمار قضتها بالأبحاث والتجارب رغم أنها معرضة لذلك الفيروس القاتل ولكنها لم تبالي ووصلت الأبحاث على تجارب التناسل حتى تحقق حلمها .
تململ “لوثر” بفراشة بتكاسل ليجده فارغ فأنتفض بزعر يبحث عنها فوجدها تجلس بحزنٍ مزعوم بملامح وجهها ،أقترب منها ببطئ ثم جثى على ركبتيه يحتضن وجهها المائل للون البني الخافت قائلاٍ بصوت محتضن الحنان :_كل شيء سيكون على ما يرام ..
تطلعت له بنظرات شك وحزن ثم أكملت درب الصمت المغلف لها ؛ فجذبها لتقف أمامه قائلاٍ بأبتسامة صغيرة :_إلى أين أختفت مشاكستى المدللة ؟
رمقته بنظرة غضب فأقترب منها قائلاٍ بسخرية :_حسناً ..سأكف عن المزح ولكن ليس قبل رؤية إبتسامتك
زفرت بغضب ثم تركته وجلست على المقعد بأهمال ليجلس جوارها بصمت قطعة حينما قال بصوتٍ ساكن :_ لن يطول غضبه فهو يحبك كثيراً
تطلعت له بدمع يلمع بعيناها ليؤكد لها بأشارة رأسه فألقت بنفسها داخل أحضانه تبكى بخفوت على غضب الملك …
**********
فتح عيناه ليتفاجئ بها تجلس على الفراش و تتأمله بأبتسامة هادئة ، أعتدل “لوكاس” بجلسته قائلاٍ بأستغراب :_هل أنتِ بخير؟
إبتسمت وهى تتأمله بعدم تصديق:_لا أعتقد ذلك
ضيق عيناه بعدم فهم لتبتسم قائلة بصوت منخفض :_ يبدو الأمر جنوني بعض الشيء ولكن لم أنكر سعادتي بفهم ما تقول .
إبتسم بسخرية ثم تنح عن الفراش ليبدل ثيابه أما هى فتذكرت حديث “كيفن” بمغادرة ذلك الكوكب فربما سنحت لها فرصة الحديث معه الآن ..
خرج “لوكاس” مرتدى زي يشبه المحارب فأقتربت منه قائلة باستغراب :_لماذا ترتدي هكذا ؟
إبتسم قائلاٍ بهدوء:_تعلمين الأجابة لما السؤال أذاً !
صعقت قائلة بصدمة :_ستخوض معركة ؟
أشارة خفيفة من رأسه جعلتها تقترب منه بلهفة :_ولما عليك ذلك؟
تعالت ضحكاته قائلاٍ ببعض السخرية :_ ربما لمنصبي المحتوم !
تمسكت بذراعيه برعب :_لن أسمح لك …
بقى ساكناً للحظات يستوعب ما يراه من خوفٍ بعيناها لم يعهده من قبل ! …لتكمل هي بدموع :_أخشى خسارتك
رفع يديه يجفف دمعاتها بنظرة خبث :_لا تعلمين ما أستطيع فعله ربما كنتِ تخشين على أعدائي من غضبي ..
رفعت يدها على يديه قائلة بتوتر :_عد سريعاً ..
حمل السيف قائلاٍ بنظرة عشق طوفتها :_سأفعل ..
وتركها لوكاس وتخفى سريعاً ليشن هجومه على جزء من مملكة الجحيم الأحمر ليعلم “لومان” بأنه يستطيع مهاجمته مثلما يشاء …
********
بالجناح الخاص بالحوريات..
دُبرت الخطط لقتل “روكسانا” من قبل “درين ” و”يوليا” الحوريات المقربة من الملكة فوضعوا الخطط لقتلها والاختفاء من المملكة على الفور …
بجناح الملكة …
شعرت بتغيرهما الملحوظ فتسرب الخوف لها من التفكير بما طرح على عقلها ؛ فأستدعتهم لجناحها وهى تتأمل نظراتهم بغموض ..
خرج صوتها الماكر لتستكشف بنفسها صحة ظنونها :_لم أشعر يوماً بالخذلان مثلما شعرت حينما علمت بأمر خيانتكم !
إبتلعوا ريقهم برعبٍ حقيقي لتعلن لها ملامحهم صدمة لا تقوى على تحملها فهوت على المقعد بأهمال قائلة بعدم تصديق :_لا أصدق !
أقتربت منها “درين” ونظرة الشرار تتطاير منها قائلة بصوت جمهوري :_ أخبرتك من قبل بأن ولائنا لملك الجحيم ولكن شوقك لذكرياتٍ مضت منذ أعوام جعلتك لا ترين الصواب ..
رفعت الملكة عيناها بغضب قائلة بصوتٍ يحمل الرعد بين براثينه:_ تحلى بالصمت وإلا اقتلعت عنقك
تعالت ضحكات “يوليا” قائلة بسخرية :_حقاً ..هيا أفعلي ذلك..
تراجعت الملكة للخلف ببعض الخوف فهى تعلم تمكن “يوليا” بعزل طاقة من أمامها حتى أستدعاء الملكة للجنود لن تتمكن منه فقواها تمكنها من شل طاقة من يقف أمامها ،شاركتها “درين” الأبتسامة قائلة بنبرة ماكرة وهى تحنى رأسها :_سأفتقدك مولاتي
وكورت يدها التى أصبحت سيفاً حاد يقتلع أقوى الأجساد فحاولت “ريلام” أستخدام قواها الساحقة لهم فهى تمتلك سلاحاً قوى للغاية تتسلل به للعقل فتعلم ما يأمرك بفعله وتستحوذ عليه ولكن بوجود “يوليا” لم تتمكن من أستخدام طاقتها ،طعنتها بقوة وهى تطلع لهم بصدمة لتحالفهم الدنييء عليها بعدما قدمت لهم العون وجعلتهم الأقرب لها !!….
أستدارت بوجهها لها بأبتسامة نصر فتحالف كلا منهم قوة مهولة لبعضهم البعض …نعم هما على علم بأن كلا منهم لن تقوى على محاربة الملكة ولكن بأستخدام قوة “يوليا” بشل الحركة و إمتصاص طاقة العدو وبمساعدة الأخري تمكنوا منها ،توجهوا للخروج لتنفيذ باقي المخطط بقتل تلك البشرية على الفور …
************
بجناح “لوكاس” ..
شعرت بحركة خافتة بالخارج فتخبأت على الفور والرعب يتملك من ملامحها ،فحاولت أن تبقى هادئة للغاية حتى ترى من بالخارج ، فزعت “روكسانا” وكبتت شهقاتها بصعوبة حينما رأت أمراة مقنعة مخيفة المظهر تبحث عنها بعيناها المشعة بالشرار ، تاركة “يوليا” بالخارج تتفقد المكان أحتساباً لوجود “لوكاس” فزرع الشك بقلب “ضي” التى كانت تمر من الممر الحجري فأقتربت منها قائلة بأستغراب :ماذا تفعلين هنا ؟
ظهر الأرتباك على وجهها فبث الرعب بقلب “ضي” للتفكير بأمر أخيها فلم تترك لها فرصة الحديث وتخفت على الفور لتظهر داخل جناح “لوكاس” لتتفاجئ “بدرين” بالداخل حاملة لسيفٍ حاد وتبحث عن أحداً ما ! حاوطتها “يوليا” لتعلم الآن بأنها محاولة لقتل البشرية فمن المحال التفكير بقتل “لوكاس العظيم” ،طافت بعيناها المكان سريعاً فوقعت على من تختبئ خلف الصندوق فأسرعت إليها قبل أن تتمكن منها “يوليا” لتظهر سريعاً بقاعة الملك الذي يحتفل بأنتصار “لوكاس” على محصنات “لومان” الشبه مستحيلة ،تعجب الملك والجميع لرؤية الزعر على وجوههم وخاصة بعد أن ظهرت الحورتين بالقاعة ، أسرعت “ضي” بالحديث للجنود :_أقبضوا عليهم في الحال ..
وقبل أن تكمل باقي كلماتها تلقت طعنة غاضبة من “درين” مرددة بخفوت :_لم تفعلي الصواب ..
جحظت عيناها والآلام تتسرب لجسدها فصرخت بآلم حينما أعادت الطعنة مجدداً والملك بصدمة لا مثيل لها …
صرخ “لوثر” برعبٍ بعدما تخفى ليحيل بينها وبين السقوط كذلك فعل “لوكاس” ليظهر أمام تلك اللعينة بعيناه المشعة لشرارت قاتلة ،أستحوذ على رقبتها بيديه وعيناه مسلطة عليها بنيران شعرت بأنها تلتهمها فلم تكلف نفسها عناء الدفاع لعلمها بأنها من المحال التمكن منه …تباعد عنها “لوكاس” حينما شرعت “يوليا” بسحب طاقته هو ومن بالقاعة لتكون صدمة الجميع أضعافاً مضاعفة فربما علم الآن “لوكاس” لما كان خوف والده يزداد بتحالف الحوريات مع “لومان” حتى أنه حاول التحول ولكن لم يفلح الأمر يشعر بأنه شُل عن الحركة ،سقطت “درين” أرضاً تلتقط أنفاسها بصعوبة بعدما كانت على حافة الموت لتصرخ بها “يوليا” قائلة بذهول من تحرر “لوكاس” الغير معهود :_لن أتمكن من السيطرة عليه كثيراً ..هيا أقضي على تلك البشرية ..
أنصاعت لها وتوجهت “لروكسانا” التى ترتجف مما تراه .خرج صوت الملك المزلزل لأرجاء المملكة :_ توقفي أيتها الخائنة وإلا أحرقتك حياً ..
صعقت “يوليا” من قوة “لوكاس” حتى أنه أوشك على التحرر كلياً من قيوده فحثت درين علي أن تنهى عملها سريعاً ، أقتربت منها لتمزق أحشائها بما تحمله بيدها من سيفٍ حاد ؛فبكت “روكسانا” وهى تنظر للوكاس نظرة جعلته كالرعد الفتاك فحرر القيود ولكنه تخشب محله مثل الجميع حينما تحولت تلك اللعينة لرماداً حارق …
أغلقت عيناها بقوة تستلم لموتٍ قاسي ولكن لم تشعر بآلم النصل يصل لها ففتحت عيناها ببطئ لتحل الصدمة عليها حينما رأت الأشعة المتوهجة تكتسح جسدها بأكمله ولم يعد لتلك اللعينة وجود أمامها ،رفعت “روكسانا” يدها تتأمل الأشعة المطوفة على جسدها بذهول وصدمة كبيرة للغاية لم تكن بالحسبان بينما تخلى الملك عن عرشه ليقف متخشباً مما يراه …ليس بالكوكب بأكمله من يمتلك قوة “لوكاس” وتمكنه بالتحكم بتلك الأشعة الحارقة فكيف لبشرية ذلك ؟! …أذاً كما أخبره “لوكاس” فإنها تحمل بمجهول المملكة بأكمله …
أقتربت منها “يوليا” بغضب تحاول شل قوتها ولكنها صرخت بقوة حينما أحترق وجهها بأكمله لمجرد التفكير فى الأمر ،صدمات تستحوذ الجميع وخاصة “ضي” الذي عاونها “لوثر” على الوقوف بعدما تمكن “لوكاس” من إنقاذها ليلتئم جروحها كأن لم يكن فكانت ترتجف خوفاً من كشف الستار عن ما فعلته لتجعل هذا الكائن بقوة هكذا ..
سقطت الحورية أرضاً تتألم بقوة ليقترب منها “لوثر” وينهى ما بدأته “روكسانا” فتكف عن الصراخ وتلقى حتفها الأخير …
بقى الجميع بحالة من الذهول …الصمت يخيم على الوجوه فقط العينان تتأمل من تقف أمامهم ! ..
لم تتمكن “روكسانا” من تحمل الأمر فسقطت مغشياً عليها ليسرع إليها “لوكاس” وينقلها للأعلى سريعاً …
جلس الملك على مقعده بملامح هادئة فشل من حوله بمعرفة بما يفكر ! ، هرول التابع للداخل ليخبرهم بما حدث بجناح ملكة الحوريات فأسرعوا جميعاً للأعلى …
**********
بجناح “لوكاس”
وضعها على الفراش بخوف يعتلى وجهه الشديد البياض ،حركها بخفة قائلاٍ بقلق :_ أستيقظي “روكسانا” ..
نطق حروف أسمها ببطء ربما يتلذذ بنطقه لأول مرة ….نغمات خفية أستحوذت على أوتار قلبه لتصنع موجة خاصة بها …
فتحت عيناها بعد مجاهدة بأنها لم تكن بحلمٍ سخيف ! ؛فجلست على الفراش بتعجب من كونها بغرفته ! ،رفعت ذراعيها تتفحصهما بلهفة فهدأت قليلاٍ حينما رأت أن الأمور على ما يرام ولكن شُغل فكرها عما حدث !
جذبها لتنظر له قائلاٍ ببعض القلق :_ هل أنتِ بخير ؟
رأت خوفه البادي بين سكون عيناه ،ألحان صوته العازف لأسمها تتردد بأذنيها فهو المنجد الوحيد الذي عاونها على أستعادة وعيها ؛فخرج صوتها بعد مدة قضتها بتأمله فرفقتها الأبتسامة الهائمة :_لست بخير ..
ضيق عيناه بشك لرؤية ضحكاتها !..
أسترسلت حديثها قائلة بسخرية :_ أتعلم حلم العودة للأرض لم يعد بإمكاني الشعور به ..
ثم خطت للأمام تاركته يتأملها بأهتمام :_ ربما ما أقوله جنون ولكني أشعر بالآمان بوجودك و ..
إبتلعت كلماتها وهى تمسد على بطنها لتكمل برجفة سرت بجسدها :_ بوجود هذا الشيء المخيف …
أقترب منها “لوكاس” لتصبح المسافة مقتصرة بينهما ،طالت النظرات بينهم يكتشف هو أجابة غامضة على سؤاله القاتل ..خرج صوته الهامس الناقل لقطرات من الأنين :_لم أشعر بالخوف على أحداً من قبل ..
ثم رفع يديه يلامس قسمات وجهها بحنان مردداً بعشق لم يعتاد عليه :_ شعرت بأن هناك شيئاً غامض بداخل هذا الصدر ! ، ربما الآن أصبحت عاشق …ثم أقترب ليهمس جوار أذنيها برفق :_عاشق لبشرية ! .
أغمضت عيناها بقوة وهى تستمع لكلماته المرددة بسحره الخاص ،أستند بجبهته على رأسها قائلاٍ بعشق :_ أريدك زوجة لي “روكسانا” ..
حاولت أستيعاب ما تفوه به ولكن من المحال لها ذلك كيف لها أن تتزوج من شخصٍ مجهول لها ! ..وكيف ستكون رحلتها معه بذلك الكوكب المخيف ؟! …رفعت يدها تتحسس ضربات قلبها المرتفعة كأنها تعلن دفوف حربٍ محفزة بالتمرد لتبث لها شعورها بالسعادة لما قاله …
صمتها قاتل له ،قلبه يطعن كلما طال الصمت ! …نعم هو يعلم بأنها تود العودة لعالمها ليست مجبرة أن تظل بذلك الكوكب المريب حتى وأن كانت تحمل بقطعة منه أو ربما مصير كيبلر بأكمله … تركها “لوكاس” بشرودها وغادر بصمت يحسم أموره. هل سيقوى على العيش بدونها ؟! …
عادت لأرض الواقع ولكن بحقيقة عدم وجوده بالجناح بأكمله ؛ فبحثت عنه كثيراً والحزن ينهش قلبها نعم خرجت من رحلة الصمت بحقيقة حبها الصادق له ولكنها لا تعلم بأنها زرعت الأشواك بقلبه …
**********
بالكهف …
شعر “كيفن” بأن هناك أمراً ما يشغل عقلها فأقترب منها قائلاٍ ببعض القلق :_هل أنتِ بخير حبيبتي ؟
رفعت عيناها له ليرى بريق من ألماس يراه لأول مرة فألتزم الصمت تاركاً عيناه تتشبع بالنظر لفاتنة قلبه …
رفعت يدها تمررها على وجهه بلطف ودموع طفيفة تجتاز وجهها ليخرج صوتها المتقطع :_أتسائل كم كنت حمقاء حينما تجاهلت عشقك …
كاد الحديث فأسرعت بوضع يدها أمام شفتيه قائلة بأبتسامة هادئة مخالفة لدمعها :_ أتركني أتحدث بما يمليه علي قلبي ..
أنصاع لها وتأملها بأهتمام لتكمل هي بعشق :_أتعلم في بدء الأمر كنت أقتل رعبٍ من ذلك المكان المميت ولكن الآن أراه جنة النعيم لأنه من جعلني أفق على حقيقة عشقك” كيفن ”
رفع يديه يحاوط يدها المحتضنه لوجهه قائلاٍ بنبرة صوته الرجولية :_ أتمنى العودة لعالمنا لأجعلك زوجة لي للأبد حتى وأن كان رغم أنفك ..
إبتسمت بسعادة ثم ألقت بنفسها بداخل أحضانه ليحتضنها بقوة كأنه يحاول حمايتها من أمراً ما …
**********
بمملكة الجحيم …
زلزال القصر حينما علم” لومان” بأنتصار “لوكاس” على المحصنات الخاصة به ومقتل” يوليا “و “درين” ..تمكث بغضب ولهيب الوعيد بالانتقام يتعالى لتصبح رغبة التخلص من “لوكاس” أمراً جنوني …ليحين الوقت لكشف أخر الأوراق ليربح تلك المعركة ..
**********
بجناح “ضي” …
تمددت على الفراش ببعض التعب لتجده يلحق بها بلهفة وجنون :_ما بكِ حبيبتي ؟ أتشعرين بشيئاً ما ؟ أخبرني وسأحضر الطبيب الملكي في الحال ..
إبتسمت “ضي” على خوف معشوقها عليها فقالت بعشق :_أهدأ “لوثر” أنا بخير ..
رفع يديه يلامس خصلات شعرها البني وعيناه تتفحص ملامحها كأنها تتشبع بها فخرج صوته المنكسر :_كدت أن أموت وأنا أراكِ هكذا ..
بادلته النظرات ليكمل هو بخوفٍ وحزن :_لا أعلم إن لم يتمكن “لوكاس” من إنقاذك ماذا كنت سأفعل ؟
بقيت صامتة تستمع له بشوق الحديث بالمزيد حتى يظل القلب بأعنان السماء ؛ فكيف كانت ستخسر حبٍ هكذا ! ..
ربما عليها تقديم الشكر الخالص لأخيها …
تعجب “لوثر” من سكونها بين يديه فقال بستغراب :_لماذا تلتزمين الصمت ؟
لمعت عيناها بالدموع قائلة بسخرية :_أتأمل كم كنت حمقاء حينما تجاهلت حبك لي !
تعالت ضحكاته الفتاكة ليقترب منها قائلاٍ بهمس :_بل كنت أنا الأحمق حينما أردت رفض عرض أخيكِ ..
رفعت عيناها له فتأملها بكلمات تصعب الفم قول ما تنقله الكلمات …كلمات بسحراً خاص تمتلك مفتاح عالم سحري لقلب عاشق ومعشوق …
**********
بعد أن قتل الخائنات من جيش الحوريات الحمراء أمر الملك بتفقد الملكة “ريلام” ليتضح له سوء ما حدث فأمر بأعداد مراسم تليق بها لتشيعها لمثواها الأخير ..
لم تكن “راوند” تشعر بالحزن لوفاة والدتها بل بالشفقة عليها لأنها حاولت جاهدة أن تخبرها بأن الأفاعي السامة تلوف لجوارها ولكنها لم تستمع لها أبداً حتى أنها أستمعت لهم بقتل إبنتها الوحيدة لمجرد وقوعها بالحب المحرم على الحوريات ….
********
بجناح الملك ..
صاحت بغضب :_قتل الملكة وهى بضيافتنا أمراً مشن بحق المملكة ..
جلس ملك السراج الأحمر على الفراش بسترخاء :_لم نتوقع أن يحدث ذلك “بُوران” ..
جلست لجوارها تتعمق بنظراتها لتعلم أن كانت تركت أثر حزن لعشقها الحامل للشك أم أن حزنه لأجل المملكة …
لم ترى بعيناه سوى عشقها هى فأحتضنته بفرحة تسري بداخلها وثقة تزداد أعوام متتالية ..
***********
جاهدت للنوم ولكن لم تستطيع فتسللت من جواره وتوجهت لمكانها المفضل لعله يزيح غمتها …
ولجت “ضي” للمختبر بملل فخطت بهدوء يسارعها بشعور قوى للصمت ،مررت يدها على الأجهزة من حولها فسرت تعبيرات الدهشة وجهها حينما شعرت بحركة بالمكان ،أستدارت بستغراب حينما رأته فقالت بذهول :_”لوكاس” ! ..
بقي كما هو يتراقبها بنظراته الغامضة ؛فأبتلعت ريقها قائلة بأرتباك من هدوئه المريب :_ما بك ؟
حطم صمته حينما أقترب منها بثبات ،يتطلع لها بنظرات مطولة كأنه يثبت لذاته شيئاً ما! …جاهدت لخروج الكلمات قائلة بتوتر ملحوظ :_ماذا تفعل هنا ؟ ..
ضيق عيناه بسخرية :_أليس مصرح لي الوجود هنا ؟
أسرعت بالحديث المرتبك :_ لا ولكنك لا تحبذ التواجد بالمختبر! ..
أشار بوجهه قائلاٍ بصوته الثابت :_لذا أستغليتِ ذلك .
أنقبض قلبها فأستدارت سريعاً حتى لا يري ملامح وجهها لتقول بأرتباك :_ماذا تقصد ؟ ..
تخفى ليظهر أمام عيناها قائلاٍ بغضب :_كيف لهذا الكائن بمثل تلك القوة ومن تحمل به بشرية ؟ …كيف له أن يكون أقوى من “لوكاس العظيم” ؟! ..أعلم جيداً بأنكِ تخفين أمراً ما … أخبريني ماذا هناك والا لن يعجبك تصرفي “ضي” ..
لانت ملامحها بأستسلام فرفعت عيناها قائلة ببعض الخوف :_حسناً “لوكاس” سأخبرك …
جلس على الحجر الأحمر العملاق قائلاٍ بصوتٍ ساخر :_كلتا أذنى صاغية ..
فركت يدها بأرتباك ثم قالت بصوتٍ منخفض بعض الشيء :_قبل صعود “روكسانا” للكوكب كان هناك فريقاً أخر ،أعددت تجاربي على البعض منهن ولكن هناك فتاة حاولت الهرب قبل أن أجرى عليها التجارب ؛ فأصيبت رأسها بنزيف حاد من أحد صخور الكهف ،غابت عن الوعي فترة طويلة ولم تستعيد وعيها الا حينما نلت موافقتك لأجراء التجارب ..لذا قمت بحقنها من حمضك النووي أولاً ..
تابعها “لوكاس” بنظرات مميتة لتكمل بتردد وخوف ينبت بالأواصر من نظراته :_باتت تلك التجربة بالفشل هي الأخري فلم يكن أمامي أيه خيارات لذا قمت بتعديل ومضاعفة الجينات الوراثية ومن ثم حقنتها “بروكسانا” ليتحقق حلمي بعد عناء أعوام بقوة جنين تفوقك أضعافاً مضاعفة ..
أنهت كلماتها برجفة تسري بجسدها خشية من غضب أخيها حتى هو ظل محله فى محاولة للتحكم بذاته …نهض عن مجلسه ليقترب منها بنظرات غامضة قطعها حينما قال بثبات :_لا أعلم ماذا ينبغي علي فعله بعدما أستمعت لهذا الهراء ..
ثم أقترب ليكون مقابلاٍ له قائلاٍ بحذم :_ ربما حماسي لرؤية هذا الكائن وعشقي لها كانوا طوق النجاة لكِ ..
وتركها بحيرة من أمره وغادر سريعاً قبل أن يتبدل رد فعله لشيئاً غير محتمل ..
*************
مر الليل ولم تذق به النوم فظلت تنتظره كثيراً ولكنه لم يعد لجناحه ، أقتربت “روكسانا” من السور الخارجي على أمل رؤيته يعتلى الوحش المخيف بالنسبة لها ولكن بات أملها بالفشل حينما وجدت “روجان” مستلقى أرضاً ؛فولجت للداخل وجلست على الفراش لتشرع بنوبة بكاء حارقة فربما لا ترى من يراقبها بأعين متشبعة بشرارة غامضة ..
شرارة ستلهب العوالم بأكملها …
*********_________******

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بشرية أسرت قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *