روايات

رواية جاريتي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي البارت الرابع والعشرون

رواية جاريتي الجزء الرابع والعشرون

رواية جاريتي
رواية جاريتي

رواية جاريتي الحلقة الرابعة والعشرون

ظلت جودى على صمتها تنظر إلى صديقتها بهدوء دون كلمه
تكلمت زهره بتوتر قائله
– أنا عارفه أن من حقك تزعلى بس لازم تعرفى أنا عمرى ما شكيت فيكى … أنا بس اتفاجئت يا جودى أنا أكتر واحده عارفه قصتك …. للحظه واحده بس تخيلت أن ممكن يكون حصل ما بينكم زمان ارتباط …. لكن الفستان إللى كنتى المفروض لبساه عرفت وتأكدت أنك مش إللى فى الصوره … أنا بعتذرلك يا جودى وممكن متسمحنيش بس ارجوكى أوعى أخسرك إلا خسارتك يا جودى .

ظلت جودى صامته تنظر لزهره ثم قالت
– أنا النهارده أخدت قلم فوقنى من حاجات كتير كنت فاكره أنى أقدر أعملها …. لكن الحقيقه عكس كده تماما … أنا النهارده انجرحت واتهنت ….. مش قادره أنسى نظرة الطلبه ليا فى الكليه …. و لا هقدر أنسى كل إللى حصل.
تنهدت بصوت عالى …. وهى تشبك يديها وتقول
– مش هنكر أنى اتجرحت منك جداً .. ونظرة عينك وجعتنى .. وكمان مش هقدر أقول أنى صافيه تماماً من ناحيتك ….. لكن أنتِ صحبتى الوحيده يا زهره وأكيد مش هخسرك

وصل سفيان ومهيره إلى المكان المحدد كان مطعم راقى وهادئ …. رواده قلائل أختار سفيان طاوله جانبيه تطل على النيل …. سحب سفيان الكرسى فجلست مهيره التى لم ترفع وجهها من لحظه دخولهم …. جلس مكانه أمامها وقال
– حرمانى من عيونك ليه
رفعت عينيها تنظر إليه … وجد فى عينيها خوف وقلق عدم ثقه يعرف سببها ومسببها أيضاً
أبتسم لها بحنان يفيض من عينيه لها ومن أجلها وقال
– أنا بحب لون عنيكى جداً …..
نظرت له باندهاش وقالت بعدم ثقه
– عينى أنا …. أومال لون عينيك يتقال عليها أيه
قال بغرور مصتنع

 

 

 

 

– أنا عارف طبعاً أن عينى لونها تحفه ومختلف …بس أنتِ مش ملاحظه الجرح البشع ده
نظرت له طويلاً ثم قالت
– عارف بالجرح ده انت شبه مين
نظر لها باهتمام وقال
– شبه مين ؟
ابتسمت بخجل وقالت
– مره قرأت روايه والبطل كان عنده جروح كتير فى كل وشه وجسمه بسبب أنه أتعرض لحادثه وشوهته وكان ديماً بيحس بالحرج …. لكن البطله حبته بالجروح دى … واتجوزته وخلفت منه كمان … واتحدت العالم كله
وأنت جاى تتكلم عن جرح صغير لون عيونك وضيها مغطى على أى جرح .
كان مأخوذ بكلماتها وصدقها ابتسم بسعاده وقال
– تعرفى أنا كنت على طول بلبس نظارة الشمس … مش علشان الناس … علشان كنت خايف منك أنتِ .
اندهشت من كلماته وقالت
– منىِ أنا … ده أنا كنت بخاف منك جداً …. كنت بترعب
أدركت ما قالته من نظره عينيه ووضعت يدها على فمها
ثم قالت بصوت منخفض
– أنا آسفه … آسفه …. آسفه .
قطب جبينه وهو يشير لها ان تهدء وقال
– ما أنا عارف يا مهيره … عارف أن أنا كنت بالنسبه ليكى وحش .
نظرت له باندهاش وحاولت قول شىء ما لكنه اسكتها بإشاره من يده وقال
– أيوه يا مهيره عارف وفاهم ومش زعلان .
كاد أن يكمل ولكن قاطعهم النادل فقال له سفيان
– عايز عشا مميز جداً لاحتفال مميز .
تحرك النادل لينفذ طلب سفيان حين نظرت له مهيره بحيره وقالت
– إحتفال …. إحتفال أيه
شبك يديه على الطاوله وقال
– هو الحقيقه مش احتفال واحد …. عدى معايا أول خروجه … وأول حديث طويل … ومن غير خوف ورعب …. وحاسس كده أن ممكن تكون فى صداقه فى الطريق كفايه ولا نقول كمان
ضحكت ضحكه رقيقه وقالت
– لأ كفايه جداً …. طيب أحنى اهو فى أول خروجه من غير خوف ورعب وبما أننا بقينا أصحاب أيه هو بقا الحديث الطويل .
صمت قليلاً يلعب بتلك الورده الصغيره الموجوده على الطاوله .وهو يقول

– عايزك تعرفى عنى كل حاجه ….
بدء يحكى لها عن طفولته التى لم تخلو من مرح وسعاده وحياه مريحه كان موفرها لهم والده وبيت كبير بحديقه كبيره كان دائما يحب الجلوس تحت اشجارها الكبيره .. وعن والده الذى لم يعش كثيراً ولكنه ترك اثره فيهم جميعاً وكم كان متفهم ومحب حنون وقوى ….. حكى لها عن صداقته بحذيفه عن صداقه دامت أكثر من عشرون عاماً ثابته راسخه ثقه وقوه …. عن أمه وعن سبب إصابة قدميها …..
كانت مهيره تستمع إليه بتركيز حين أكمل قائلاً
– أمى بعد وفاه أبويا رجعت تانى لشغلها … كانت مدرسه لغه عربيه …. وفى يوم وهى رايحه المدرسه شافت بنت صغيره بتعدى الشارع لوحدها وكان الطريق زحمه جداً جريت علشان تساعدها لكن البنت سبقتها وعدت كان فى عربيه كبيره وفى لحظات كانت أمى والبنت تحت عجلات العربيه
تنهد بصوت عالى ثم أكمل قائلاً
– البنت مستحملتش وماتت وامى حصلها شلل فى رجليها
كانت دموع مهيره تغرق وجهها مد يده لها بمنديل وقال
– أهدى أهدى يا مهيره … الحمد لله على كل شىء … كنت وقتها لسه داخل كليه الشرطه وقررت أنى اسيبها وأطلع أشتغل علشان أصرف على أمى واختى بس أمى رفضت كانت صارمه جداً معايا وقتها لأنها كانت عارفه أن ده كان حلمى الكبير …… وقررت بيع البيت وفعلاً بعنا البيت واشترينا الشقه إللى أحنى فيها وباقى الفلوس خلتها لتعليمى وتعليم أختى ….. وهى فضلت فتره طويله تدى دروس فى البيت … وبعد ما اتخرجت بطلت وبعدين اشترتلى الشقه إللى فوقها على طول علشان أفضل جنبهم
سكت سفيان حين أتى النادل بالطعام وقال
– شوفى بقا عايزك تاكلى كويس علشان أنا عايزك النهارده قويه ….. اوك .
حركت رأسها بنعم دون شعور منها عينيه….. عينيه تجعلها دائماً سارحه فيها خاصه حين ينظر إليها بهذه النظره القويه الحنونه .

 

 

 

 

فى مكان جديد لم نذهب له من قبل فى حديقه قصر كبير تملئه الفخامه كانت سيده جميله بتلك المساحيق التى تغطى كامل وجهها ….. ترتدى فستان يكشف أكثر مما يستر ويجلس حولها مجموعه من النساء على نفس الشاكله كثيرين الزينه قليلى الملابس
تقدمت منهم الخادمه ومعها مشروبات كثيره ومنها المحرمه وضعتها على الطاوله وانصرفت فى صمت
فقالت سيده منهم بدلال مصطنع
– صحيح يا ندى ليه متجوزتوش لحد دلوقتى ده أنتِ قلتى أنكم اتخطبتم من أكثر من شهرين .
نظرت ندى الشهاوى ابنه رشاد الشهاوى سيده فى أواخر الثلاثينات ….مطلقه أربع مرات …من أربع أزواج مختلفه وكلهم تزوجت منهم لمصلحه يريدها والدها تجمع بينهم البدايات والنهايات فقط … وهى لها نسبه ماليه محدده غير ما تستطيع أخذه من كل زوج طوال فترة زواجها
كانت تنظر لنريمان صديقتها اللدوده بحب مصطنع قائله
– ده صحيح يا روحى بس هو عنده شغل ضرورى بره .. وكان لازم يسافر وأكيد أنا محبش اعطله عن شغله … راجى الكاشف مش أى رجل أعمال .
كانت كل النسوه الجالسه أمامها يحقدون عليها ولكن يتوددون لها لما لوالدها من سمعه وصيت …. ولمعرفتهم بطرقه فى التعامل مع رجال الأعمال الآخرين
غادر جميع ضيوفها وكانت هى فى أشد حالات غضبها فتوجهت سريعاً إلى غرفه المكتب حيث والدها
فتحت الباب بغضب شديد وهى تهتف به قائله
– أنت خلتنى فى موقف محرج جدا. ًقدام اصحابى كلهم بيسألونى ليه ماعلناش الخطوبه أو ليه متجوزناش ….
وقف السيد رشاد عن مكتبه رجل قصير القامه خبيث النظرات … لا يوجد به شىء يميزه سوى ذلك البطن الكبير تحرك ببطء ليقف أمام ابنته قائلاً
– الخبيث مختفى بقاله أسبوع … ولحد دلوقتى مش عارف أوصل سافر فين …. وبنته كمان اختفت فين معرفش .
زاد غضبها وقالت
– ولما أنت مش واثق أنه ينفذ إللى أنت عايزه ليه خلتنى أقول كده لكل اصحابى .
عاد بخطوات أكثر بطئ إلى مكتبه و جلس على كرسيه وهو يقول
– هيروح منى فين ما هو لازم هيرجع متقلقيش .
ظلت تنظر إليه فى غضب قوى ثم خرجت من غرفه المكتب تضرب الأرض بقدميها وكأنها تعاقبها على شئ ما

فى مكان آخر ولكن فى بيت بسيط جداً شقه صغيره مكونه من غرفه واحده و ردهه صغيره تجلس سيده فى أواخر الأربعينات تمسك بين يديها كره من الصوف وتحوله إلى شىء فنى جميل …. كانت رغم سنينها الثمانى والأربعون ولكن يبدوا عليها الجمال والوقار ….. كانت نغمات كوكب الشرق تشدو بجانبها .

«« نسيت النوم وأحلامه … نسيت لياليه وايامه …. بعيد عنك حياتى عذاب متبعدنيش بعيد عنك …. غلبنى الشوق ودوبنى …دوبنى … دوبنى ومهما البعد حيرنى ومهما السهد سهرنى لطول بعدك يغيرنى ولا الأيام بتبعدنى بعيد …. بعيد … بعيد عنك »»
صدحت صوت طرقات على الباب تعرفها جيداً ثم المفتاح يدور وفتح الباب
روتين كل يوم دون تغير

 

 

 

وقف على الباب ينظر إليها فى حب لم يقل يوما … ولم يتغير …. رغم كل ما حدث
ظل على وقفته ككل مره ينتظر الأذن بالدخول رغم زواجهم من أكثر من خمسه عشر سنه …. ولكن الأتفاق بينهم سارى لا يتغير لم يمل هو … ولن تلين هى
ابتسمت وهى تقول
– اتفضل يا عادل .
دخل بخطوات ثابته ونظرات ثابته أيضاً … عشقه القديم الذى لم يبرء منه يوماً ولا يريد .
وقف أمامها مباشره ثم قال
– عامله أيه يا مريم النهارده وأخبار رجلك أيه ؟
ابتسمت وهى تقول
– اه لو خديجه سمعتك وأنت بتسأل على رجلى كانت كسر*”ت رجلك وقط”:عت لسانك .
ضحك بصوت عالى وهو يقول
– مجنونه متعرفش أنك بتجرى فى دمى فى كل عروقى أنتِ إللى مخليانى عايش .
كانت تنظر إليه بحب لم ولن ينتهى يوماً هو ابن عمها حبها الأول والأخير هو من تمنت أن تتزوج وتنجب منه ولكن القدر كان له رأى آخر
سألها باهتمام حقيقى
– فطرتى .
هزت رأسها بنعم
سألها
– و الدوا
عادت تهز رأسها بنعم
سألها
– لسه بتحبينى
نظرت إليه قليلاً ثم هزت رأسها بنعم
ابتسم هو الآخر فى سعاده أن هذه اللحظات من كل يوم هى ما تجعله متمسك بالحياة … حبها اللا مشروط واللا نهائى الذى جعلها وهى فى أوج شباباها تحرم جسدها عليه حتى تحافظ على بيته وزوجته وأبنائه … ولكنه تمسك أن يموت وهى زوجته حتى تكون زوجته فى الجنه وطلب منها أن تعاهده أن يكون زوجها الأخير مهما حدث وعاهدته دائما كان يقول لها
– سوف أطلب من الله أن يجعلك زوجتى فى الجنه ولا أحد غيرك وإذا كان لابد من حور العين ليكونوا جميعهم أنتى .
كان ينظر إليها بتمعن لا يمل من تفاصيلها حين استمعا لخطوات صغيره تقترب

 

 

 

وقفت مريم الصغيره على باب الشقه وقالت سريعاً حتى لا تنسى ما قالته لها أمها
– بابا ماما قول خمس دايق خلص .
ضحكا بصوت عالى أن خديجه لا تتغير .. هى متأكده أنهم يجلسون سويا يتكلمان فقط لكنها أيضاً تغير من ذلك لمعرفتها بحبه الكبير لمريم حتى أنها خاصمته شهر كامل حين كانت تفكر مع ظنونها أنه سوف يسمى صغيرتها بمريم .
أشار لها والدها أن تأتى إليه فتحركت فى خطوات صغيره ووقفت أمامه فقال لها
– مش عيب كده مش المفروض تسلمى على ماما مريم

وقفت الصغيره حائره فتكلمت مريم الكبيره قائله
– طيب أسلم عليكى أنا و كده تكونى سمعتى كلام ماما ومسلمتيش أنتِ عليا صح
حركت الصغيره ذو الثمانى سنوات رأسها بنعم .فى فرح فهى تحب ماما مريم … ولكنها لا تفهم لما تمنعها أمها عنها قبلتها مريم على وجنتها الصغيره واحتضنتها برفق ابتسمت الصغيره ثم تحركت لتعود لأمها
كان عادل يسجل كل لمحه ونظره وابتسامه ودمعه تصدر منها … يحفظها ككف يده …. ويعلم بما يشغل عقلها وقد سعى بكل طاقته ليسعدها ولو قليلاً … ويعلم جيداً ما هو هذا الشئ وسيحققه مهما كان الثمن
وقف على قدميه وهو يقول
– أنا بعت لأم محمد علشان تيجى تنظف الشقه علشان فى ضيوف جاين علشانك بليل .
كانت نظرات الدهشة ترتسم على ملامح مريم لكنها أيضا تفهمه هو لن يخبرها بشئ فلتنتظر وان غدا لناظره قريب .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جاريتي)

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *