روايات

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي البارت السادس عشر

رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء السادس عشر

حياة أحيت لي قلبي
حياة أحيت لي قلبي

رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة السادسة عشر

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
صعد عمران بعد ذلك الى جناحه يفكر في ماهو قادم … لا يعلم كيف يمكنه اخفاء هذا الامر عنها … لقد تعهد امام والده بعدم اخبار احداً ولكن ينتابه نفس الشعور مجدداً وهو الخيانة … يظن انه بأخفاؤه لتلك الحقيقة فسيصبح خائن لثقتها به … يفكر بخوف فى رد فعلها عند علمها … هل يمكن ان تتركه ؟ … مستحيل لن يسمح بذلك ابداً .
ابدل ثيابه ونزل للاسفل حيث تم استدعاؤه لتناول الغداء … نزل ودلف غرفة المائدة فوجد الجميع يستعدون للجلوس … القى السلام وجلس ولكنه لاحظ عدم وجود حياة … اردف بتساؤل واهتمام _ حياة فين ؟
رفع يوسف نظره اليه … ثم تجاهل سؤاله واردف امام الجميع بترقب _ حياة وعمران اتكتب كتابهم امبارح .
حالة من الصدمة استحوذت على الجميع … يحيى وثريا وعبير … بينما لم تحتمل عبير تلك الصدمة … متى حدث ذلك … اردفت بغضب وحقد واضح _ نعم ! .. ازاي يعنى اتكتب كتابهم … وامتى ده حصل ؟ … لاء مستحيل .. هي مش كانت مخطوبة لاسلام ؟ … ازاي اتجوزت عمران ؟
نظر لها عمران بغضب ولكنه ترك الرد لوالده الذى اردف بثبات _ محصلش نصيب وهى دلوقتى مرات عمران يعنى زيها زيك هنا بالضبط .
وقفت على حالها تصرخ بغضب _ نعممممم ؟ … مستحيل ده يحصل … زيها زيي ليه ان شاء الله هو انا تربية ملاجئ ومعرفليش اهل .
صرخة قوية ارعبت داخلها صادرة من عمران وهو يردف بغضب _ عبييييير … بابا بيقولك حياة بقت مراتى … يعنى مش هسمح لحد انه يغلط فيها او يهينها … انتى فاهمة ؟ … احسنلك تاخدى بالك كويس اوى من كلامك عنها .
نظرت لزوجها تستنجد به ولكنها وجدته ينظر ارضاً مما اشعل غضبها اكثر من ذلك وغادرت بعدما اوقعت الكرسى الذى كانت تجلس عليه بسبب غضبها .
اما يحيى فقد رفع رأسه ينظر لوالده بحزن ولوم … فهو دائما يضعه امام الامر الواقع … لا يشاركه سراً ولا يخبره امراً ..

 

 

 

وقف على حاله ينظر لاخيه مردفاً بنبرة حزينة وعتاب _ مبروك يا عمران .
غادر بعدها وظل يوسف وعمران وثريا التى لم تتحدث منذ وقع الخبر … هل هي مهمشة لتلك الدرجة ! ؟ … هل اعتبرها زوجها وابنها مثلها مثل الغريب ؟
اردف يوسف بهدوء فهو يعلم انها حزينة _ ثريا … مش عايزك تفهمى اللى حصل غلط … انا طلبت من حياة وعمران ان الموضوع يفضل بينا لاسباب هقولك عليها بس لانى مكنتش حابب ان حد يعرف قبل كتب الكتاب … خصوصاً عبير … وخوفت لتفلت منك كلمة كدة ولا كدة .
وقفت ثريا بصمت … نظرت لعمران بعتاب مردفة بألم _ مبروك يا بنى .
ثم التفتت الى زوجها تنظر له بحزن وعيون يملأها الخيبة وغادرت على الفور .
بينما نظر عمران الى والده يردف بعتاب _ احنا غلطنا يا بابا … كان لازم نقول لماما ثريا ..
صمت يوسف يفكر كيف يصلح ما افسده معها … فهي ظنت انه لم يثق بها ..
اما عمران وقف يردف _ اظن محدش بقى ليه نفس يتغدا بعد اللى حصل … عن اذنك يا بابا .
تركه وغادر للخارج فوجد اسماء تقف تلمع تلك التحف الاثرية … سألها مردفاً باهتمام _ اسماء هي حياة لسة نايمة ؟
اومأت اسماء مردفة باحترام _ ايوة يا عمران بيه … نايمة هى ورحيم وطلعت اناديها تنزل تتغدا بس هي قالت انها مصدعة جامد وملهاش نفس واعتذرت .
اومأ لها مردفاً بهدوء _ طيب لو سمحتى يا اسماء …. جهزيلي صنية بالاكل وهتيهالى .
اومأت بابتسامة متعجبة واتجهت للمطبخ تحضرها بينما هو وقف ينظر لغرفة والده … يريد الذهاب والاعتذار من تلك السيدة التى يحبها كثيرا ويقدرها ويضعها فى مكان والدته تماماً .. ولكنه قرر ترك الاعتذار الاول لوالده ..
جاءت اسماء بعد قليل تحمل صنية الطعام وناولتها لعمران الذى امسكها بأحكام شاكراً اياها ثم صعد الدرج بأتجاه غرفة زوجته ! … فها هو يكسر الحواجز ويتمتع بالجرأة بعدما تم كتب كتابهما سوياً .
وصل امام الغرفة وتمسك بالصنية بيده وباليد الاخرى قام بفتح الباب بهدوء وتسحب الى الداخل دون اصدار صوت .
وضع تلك الصنية على الطاولة التى تصطف تحت شاشة التلفاز ثم اتجه يلتفت ليناظرها فقد كانت موالياه ظهرها وتنام محتضنة صغيره يغطيها تلك الشرشرف اللعين الذى يحجب عنه رؤيتها ..
وصل لعندها ولكنه توقف بصدمة … ثم كتم ضحكة كانت ستنفلت منه واضعاً يده على فمه من هيأتها … فقد كانت تربط حول رأسها ذلك الايشارب بعقدة فى المنتصف وفمها شبه مفتوح وتنام بعمق محتضنة الصغير الذى ينام ايضاً بعمق معها ..

 

 

 

اردف وهو يهز رأسه بقلة حيلة وبصوت اشبه بالهمس لنفسه _ لا حول ولا قوة الا بالله … مرة طفلة ومرة ست الحاجة … هتجننى بنت الكومي ..
اقترب بحذر ودنى لمستواها ثم ربت على يدها الملتفة حول خصر صغيره مردفاً بهدوء _ حياة … حياة اصحى .
فتحت عيناها بثقل تنظر له ثم عادت واغلقتهما ولكنها فتحتهما باتساع عندما ادركت حقيقة الامر مردفة بصدمة _ انت ايه اللى دخلك اوضتى ؟
حاولت التحرك ولكنها خشت ان يستيقظ الصغير فتسحبت بهدوء الا ان افلتته ونزلت من الجانب المعاكس للفراش ولفت لتقابله كما فعل هو حيث التقى الاثنان مقابل بعضهما امام مؤخرة الفراش ..
كان ينظر لها بعمق وعين جريئة تتفحصها كلياً اما هى فقد تناست وضعها مردفة بتساؤل _ المفروض تخبط الاول ميصحش كدة .
تجاهل حديثها الذى سيعاقبها عليه بطريقته واقترب منها اكثر مردفاً بتساؤل وهو ينظر لعيناها _ انتى ايه اللى لبساه ده … ينفع كدة ؟
لفت نظرها الى ما ترتديه … لقد كانت ترتدى كاش قصير بدون اكمام يظهر ذراعيها وقدماها ومقدمة صدرها ..
شهقت من هيأتها واشتعل وجهها مردفة وهى تركض عائدة الى الفراش تدثر نفسها تحت الشرشف مجدداً فقد تظهر رأسها مردفة بحدة _ عمران اطلع برة لو سمحت … اطلع علشان خاطرى .
ضحك عليها يردف بمكر _ على فكرة يا حياة انتى فهمتيني غلط … انا كنت قصدى على الايشارب اللى على راسك .
لقد كذب … نعم كذب هو يقصد تماماً ما فكرت فيه … لقد كانت نظراته جريئة لاول مرة يراها هكذا … دائما هي حريصة على تغطية جسدها وملابسها محتشمة برغم عدم ارتداؤها الحجاب وهذا اعجبه كثيراً برغم انه يفضل الحجاب وبشدة ولكن لن يحين وقته الان …
وضعت حياة كفها على رأسها تتحسه ثم قامت بنزع ذلك الايشارب مردفة بحرج وتوتر _ اااه … اصل انا كان عندى صداع جامد واخدت حباية مسكن ونمت … هو انت جاي ليه يا عمران وازاي تدخل اوضتى كدة ؟
اقترب منها وجلس يقبل عليها مردفاً بغمزة _ فيه واحدة تقول لجوزها كدة بردو ؟ … دانا جايبلك الاكل لحد هنا وقلت حبيبتى مصدعة ومش هتقدر تنزل … ده جزاتى بردو … ده بدل ما تخديني بالحضن .
نظرت له مطولاً … اردفت بتساؤل وتعجب _ هو انت فعلا مش عارف ليه عمى يوسف عمل كدة يا عمران ؟ … امبارح جهز مأذون وكتب كتابنا بسرعة وانا حتى ملحقتش استوعب اللى حصل … ده غير انى حسيتك امبارح كأنك مغصوب على الجواز … فضلت ساكت وبعد ما اتكتب الكتاب مشيت حتى من غير ما تكلمنى … ايه اللى حصل يا عمران … لو تعرف حاجة قولي !.
توترت ملامحه ووقف يتحرك بتوتر وقد حك مؤخرة رأسه بيده مردفاً دون النظر الى عيناها _ هعرف ايه بس يا حياة يعنى … مش احنا كدة كدة كنا هنتجوز فى اسرع وقت … ايه اللى اتغير بقى … ولا انتى زعلانة اننا اتجوزنا ؟
وللمرة الثانية تنسى هيأتها حيث القت بالفراش من على جزئها العلوى مردفة وهي تشير بيدها _ لاء طبعا يا عمران مش زعلانة … بس مستغربة … المفروض اننا كنا هنتجوز بحضور الكل … وبعد ما افسخ خطوبتى مع اسلام … لكن السرعة دي قلقانى جداا … حاسة ان عمي يوسف مخبى عنى حاجة كبيرة بس لانى بثق فيه وافقت ..
اقترب منها يجلس بجوارها مجدداً يردف بهدوء عكس داخله تماما _ يبقى خلاص يا حياة متشغليش بالك واتأكدى ان بابا يهمه مصلحتك … المهم اننا دلوقتى مع بعض .. ولا ايه ؟
اومأت بشرود وهى تضع سبابتها على طرف شفتيها كأنها تفكر بينما هو يقترب اكثر بخبث واستمتاع بهذه اللعبة الجديدة عليه دون ان تعى حتى التصق ذراعيه بذراعها وبدأت يداه تتلمسه ببطء ولكنها انتفضت بذعر مبتعدة عنه وهى تردف بحدة _ عمرااان .

 

 

 

استيقظ الصغير على اثر صوتها يرفع رأسه ينظر لهما يأنه امسكهما بالجرم المشهود .
اتسعت عين عمران وهو يحولها بينها وبين طفله مردفاً بقلة حيلة _ حسبي الله ونعم الوكيل .
مال بجذعه عليها ليلتقط الصغير بخبث وحتى يتثنى له ملامستها .. اما هى فقد رفرفت الفراشات اسفل معدتها بسبب حركته تلك مما جعلها تنكمش مبتعدة الى الوراء بخجل ..
اخذ الصغير واعتدل ملتصاً بها وبدأ فى تقبيله بصوت عالى على وجنته الحمراء المنتفخة من اثر النوم … كانت تنظر له مبتسمة بشرود ولكنه اثناء تقبيل طفله مال عليها فجأة مقبلاً وجنتها بنفس الطريقة وبسرعة فائقة لم تستوعبها ثم عاد يقبل طفله كأن شيئا لم يكن تحت صدمتها وعينها المتسعة وجسدها المتخشب ..
نظر لها وجدها على حالتها تلك فأردف وهو يضحك عليها ويقف متجهاً للخارج مع طفله _ قومى يا حياة اتغدى علشان الصداع ميرجعش تانى … وانا هجهز اكل رحيم وراجع تانى .
قالها وهو يغمز لها بطرف عينه باستمتاع واتجه خارجاً واغلق الباب خلفه بهدوء .
اما هى وضعت كفها على موضع قلبها تتحس نبضه الذى يعصف بقوة كأنه يريد القفز خلف ذلك الرجل وعناقه بقوة ثم تقبيله قبل متفرقة بأصوات عالية مثلما فعل هو معها منذ قليل … ولكن ما يمنعه هو عقل تلك الجبانة الخائفة فهذه اولى تجاربها وآخرها فى الحب ..
نزل عمران للاسفل ينادى على اسماء التى اتت تردف باحترام _ نعم يا عمران بيه .
اردف وهو يسير باتجاه المرحاض حتى يغسل وجه طفله ثم يتجه للحديقة الخارجية _ لو سمحتى هاتيلي وجبة رحيم برا علشان هأكله .
اما عند يوسف الذى دلف غرفته للتو بعدما قرر اخبارها بالحقيقة كاملة … بحث بنظره وجدها تجلس على الكرسى امام النافذة تنظر لعمران وطفله بشرود ..
اقترب منها ووضع يده على كتفيها بهدوء جعلها تنتفض وتلتفت تنظر اليه ولكنه تصنم عندما وجدها تبكى وايقن انه اخطأ خطأ فادح ..
جلس بجوارها واردف بذهول _ ثريا ! … انتى بتعيطي ؟ … معقول تكوني مفهمتنيش !
مسحت دموعها بطرف اناملها مردفة بكبرياء وهى تتطلع الى الامام _ فهمتك كويس يا يوسف … فهمت انك معندكش ثقة فيا … خبيت عليا لانى مأتنمش على سر ! … مش كدة ؟
نظر لها بعمق … ثم اردف بثقة _ تفتكرى لو كدة فعلا كنت امنتك على ولادي ! … كنت سلمتك قلبي يا ثريا ؟ … ليه بتصعبيها عليا ؟ … كل مافي الامر انى كان لازم اجوزهم فورا لم عرفت اللى عرفته … خوفت اي حد يعرف باللي عرفته يا ثريا … صدقيني كنت هقولك امبارح بعد ما جيت بس انتى كنتى نايمة … والصبح صحيت ملقتكيش جنبي … وبصراحة كنت بتحجج بكدة لانى مش عارف ابدأ ازاي اعرفك حاجة زي دي .
نظرت له بترقب مردفة وقد لانت قليلاً _ للدرجة دي عرفت حاجة كبيرة !
وضع سبابته وابهامه على جفونه قليلا بصمت ثم رفع نظره اليها مردفاً بترقب _ حياة ! … بنت احمد اخويا يا ثريا .
نظرت له بتيه … بصدمة … بعيون متعجبة وعقل يفكر ويربط ويفكك الاحداث ولكن لم يصل لشئٍ ..
اردفت بحيرة وتعجب _ اللى هو ازاي يا يوسف ! .
اومأ مردفاً بهدوء _ هحكيلك كل حاجة … بس اوعديني مافيش مخلوق يعرف … ولا حتى حياة .
نظرت له بتعجب ولكنها قررت سماعه وهى تومئ له بصمت وقد بدأ فى سرد ما حدث كما اخبر عمران ..
فى الخارج انتهى عمران من اطعام صغيره وبدأ يلعب معه قليلا … تقف تلك الخبيثة تنظر لهما من غرفتها بحقد وغضب … كيف ومتى تزوج تلك اللقيطة … لم تهنأ بموت سلفتها بعد ولم ترتاح … كل هذا بسبب ذلك الصغير الذى لا يرى … انها تحقد عليه وعلى تلك الفتاة وعلى هذا الواقف الذى فى كل مرة يقلل من شأنها سواء كان بسبب ولاء المتوفية او هذه الحياة ..
اردفت بغضب وحقد _ مش هفضل فى العذاب ده كتير … والمرة دى لازم اتصرف انا ومسبش الوضع للقدر … فلوس جدي كلها هترجعلى انا وولادي … انتو مالكوش حق تتهنوا بيها يا عيلة الكومي … وزي ما قتلتوا جدي بحصرته انا هنتقم منكوا … من قتل …. يقتل ! .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

 

 

 

فى فيلا احمد عادا اسلام وسارة بعدما قرروا عدم افصاح ما حدث لاهلهما وابقاؤه بينهما كما طلبت سارة ذلك من اولاد خالتها التى تحبها واللذان وافقا على عدم الافصاح لاجل خاطرها .
دلف اسلام بحزن وخيبة امل وخلفه سارة حزينة لاجله … وجدا الفت تجلس فى بهو الفيلا … نظرت لهم بترقب مردفة بتساؤل _ كنتو فين كدة انتو الاتنين .
نظر لها اسلام مطولاً … يكن لها مشاعر مختلطة من الحزن والغضب والضيق مردفاً بسخرية وألم _ كنا بننهى موضوعي مع حياة … اطمنى حياة خلاص مبقتش ينفع تبقى ليا … حياة اتجوزت عمران .
مر من جانبها قاصداً غرفته اما هى فصمتت تستوعب ما سمعته مردفة بتعجب _ عمران ! … ازاي وامتى ده حصل ؟
اردفت سارة بهدوء _ معرفش يا ماما … احنا اتفاجئنا زيك … وحتى بابا اكيد معندوش خبر … هو بابا فين ؟
اردفت الفت بقلة اهتمام _ معرفش … خرج ومعرفش راح فين .
نظرت لها سارة بحزن ثم غادرت هي الاخرى قاصدة غرفتها وصديقتها الاولى وهى الوحدة .
《》《》《》《》《》《》《》《》
تجلس حياة على مقعد جانبي بعدما اغلقت الباب تهاتف مروة التى تردف بحزن ولوم _ كدة يا حياة … قدرتى تقعدى كل ده متسأليش عني ؟ … ولا حتى عن نور ! … اخص عليكي يا حياة .
اردفت حياة بحزن وندم _ حقك عليا يا مروة … غصب عنى متزعليش … بس انتى السبب … كل ما اكلمك عن عمران تجلديني … كأنى بعرف اتحكم فى قلبي … المهم انتى عاملة ايه ؟ … والبيبي عامل ايه معاكى ؟
اردفت مروة وهى تتحس بطنها بحب _ الحمد لله يا حياة … وعلى فكرة طلعت نور فعلا … انا هجيب بنوتة .
صرخت حياة بفرحة مردفة بحماس وهى تقفز من مكانها _اااااااه بجد يا مروة ؟ …. يااااه يعني انا عرفت نوع الجنين قبل الدكتور ههههههه .
كان يصعد الدرج معه طفله بهدوء ولكنه عندما استمع الى صراخها انطلق مفزوعاً ظناً منه ان مكروهاً اصابها … وصل لغرفتها وطرق الباب بحدة ينادى بقوة عليها مما جعلها تنتفض بخوف ..
اغلقت مع مروة بسبب خوفها قبل حتى ان تخبرها بأمر الزواج به واتجهت تفتح الباب بذعر فاندفع للداخل يحمل صغيره ويبحث بعيناه عن سبب صراخها ..
وجدها تنظر له بتساؤل وصمت وقلق متعجبة بينما هو ضيق عيناه يسألها بحذر _ انتى كنتى بتصرخي ليه ؟
قلبت عيناها بحرج عندما فهمت ثم اردفت وهى تنظر ببراءة كقط وديع _ انا ! … اصل مروة هتجيب بنوتة … تخيل يا عمران ! … اللى توقعته طلع صح ..
ثم صاحت تردف بعفوية وهى تتجول فى الغرفة بفرحة _ يااااه … انت متعرفش انا فرحانة ازاي … طول عمرنا بنحلم نتجوز ونخلف ونربي اولادنا ونزرع فيهم الحب والحنية والطيبة اللى اتحرمنا منها …. انا كان نفسى لما اتجوز اجيب بنوتة ومروة كان نفسها تجيب ولدين توأم … هههه تخيل تقوم هى اللى تجيب بنوتة … وهتسميها نور زى ما كنت بتمنى … ههههه انا فرحانة اوى يا عمران .
تاه فيها …. كان ينظر لحركاتها بعشق … يعشق تلك العفوية وتلك اليد التى تشير فى الهواء بأهمال وتلك الروح الجميلة التى تحلم وتخطط لمستقبل رائع … يعشق هذا الصخب والضوضاء المحبب الذى تمتلكه تلك الصغيرة …
اجلس طفله ارضاً بهدوء وسط كومة من الالعاب واتجه اليها حتى وقف امامها يردف وهو يعيد بعد خصلاتها الى خلف اذنها بحب _ وايه كمان ؟
نظرت له بتساؤل وتوتر مردفة وهى تحاول الابتعاد قليلاً _ ايه كمان ايه ؟ … كدة بس .
غمز لها بطرف عينه وهو يلف ذراعيه حول خصرها بجرأة قد بدأ يعتاد عليها معها وهو يلصقها به مردفاً بمشاكسة وحب وقلب عاشق ينبض بعنف من قربها والتصاق جسدها به _ يعنى متمنتيش تتجوزي واحد وسيم وعينه شقرا وبغمزات زيي ؟
تحمحمت بحرج وهى تحاول نزع يده الملتفة حول خصرها باحكام مردفة بتوتر _ بس انت معندكش غمزات يا عمران .
ضحك عليها مردفاً بمرح _ اللا دانتى ركزتى بقى ! .
نظرت له بعيون عاشقة وجسد يرتعش من قربه ووجنتى اصبح لونهما احمر قانى وهى تترجاه بعيناها ان يبتعد فلم تحتمل تلك الجرعة الزائدة من افعاله التى تلتف حول قلبها كالتفاف الافعى حول فريستها … آثر قلبها وسلب لبها … وهيأها لما هو قادم …
مال مقبلاً وجنتها بحب وبصوت عالى مثلما يفعل مع طفله حتى يدارى رغبته بها كى لا يزيد توترها مردفاً وهو يبتعد ويدللها _ حبيت الفراولة .

 

 

 

اما هى وقفت تتطلع اليه بتعجب … كيف تستجيب له وترحب بأفعاله معها … الم تكن هى من اقسمت على ان تشوقه دون ان تذوقه ؟ … يبدو انها لا تتقن الا الحديث فقط … اما الافعال هو من يتقنها … اهدأي يا حياة فهو خبير اما انتى سنة اولى حب يا فتاة … اهدأى وتدللي قليلاً حتى لا يظنكى متلهفة على قربه الذى تعشقيه …
نظرت له بتلك العيون الواسعة مردفة بثبات كاذب _ على فكرة بقى … انت بتتمادى معايا … وانا مش هسمحلك تانى مرة تقرب منى … المفروض اننا لسة مخطوبين … ولا انت هتاكل حقي ؟
كاد ان يرد عليها بطريقته ولكن قاطعهما طرق بابها وكانت اسماء التى فتحت بعدما اذن لها وهى تردف بتساؤل وتعجب _عمران بيه ؟… حضرتك هنا ! … سالم بيه ومديحة هانم تحت وعايزين حضرتك .
تعجب عمران من تلك الزيارة التى لم يتوقعها مردفاً بإماءة _ طيب يا اسماء نازل حالاً .
غادرت اسماء بينما نظر عمران الى حياة مردفاً بلغة آمرة _ حياة … لو سمحتى خليكي هنا مع رحيم … بلاش تنزلي تمام ؟
نظرت له بعمق ولكنها اومأت وبالفعل اتجه للخارج ومنه للاسفل ليرى سبب تلك الزيارة التى يشك بها ..
وصل للاسفل فوجد يوسف وثريا يرحبان بهما بود ولكنه رأى وجه سالم المحتقن ..
اتجه يقبل يد مديحة التى توترت ملامحها بينما اتجه ليسلم على حماه الذى هدر بغضب وحدة قبل ان يمد يده _ انت اتجوزت فعلا ؟
نكس عمران رأسه للاسفل بحرج … وها هو يعود لواقعه … بينما اردف يوسف بتعقل _ سالم … اهدى واعد وهنتكلم بالعقل ..
هاج سالم اكثر وهو يردف بعنف وتألم ابوى اجبارى _ اهدى ! … يبقى حقيقي … ابنك اتجوز قبل حتى ما موت مراته وبنته يعدى عليه سنة … ده كان بيمثل بقى … كل حبه وحزنه طول الشهور اللى فاتت كان تمثيل … نسى بنتى بسهولة كدة ! … طب وبنته ازاااي ؟
كانت تقف فى الاعلى تلك الحية التى قامت باخباره عبر الهاتف تسمتع لحديثه الغاضب بشماتة … اما حياة فالصوت يصل لغرفتها وتسمعه جيداً … توترت وبدأت تبتعد حتى لا تسمع ولكن صوت سالم كان يخترق الحيطان ..
كان الجميع صامتاً … عمران لا يقوى على الحديث … فحماه يعيد فتح جرحه الذى بدأ يلتأم حديثاً … هو لم ولن ينساهما ابداً ولكنه احب حياته وقرر التصالح مع نفسه … كان مطأطأً رأسه يستمع لحديث حماه بصمت وألم …
استكمل سالم بحدة وحزن _ بص في عيني وجاوبنى …. ابوك جابها تراعي ابنك مش تلف عليك يا عاقل … جابها تهتم بابنك اللى امناك عليه بس شكلها لعبت لعبة صح ..
لم يحتمل يوسف اي اهانة لابنة اخيه فاردف بحدة نسبية _ سالم ! …مالوش لزوم تتكلم بالطريقة دى … انت متعرفش حاجة .
صرخ بغضب مردفاً _ يبقى اعرف … خليه يواجهنى ويقولى عمل كدة ليه … بدرى اوى يا عمران … كنت عايزك تحتفظ بذكريات بنتى وقت اطول من كدة … تحسسنى انك كنت بتحبها فعلا .
ادمعت عين عمران بألم … وادمعت عين تلك المسكينة التى رغماً عنها اخذتها قدماها الى الاسفل تحمل الصغير بترقب … لا تعلم لماذا خالفت اوامره ولكنها لن تحتمل اتهاماً اخر يوجه اليها ..
وصلت للاسفل ولم يراها احداً بعد .. الكل كان مشغول بتهدأة سالم وعمران كان مازال ينظر ارضاً ..
ما لفت انتباههم هو صوت خرج من رحيم الصغير مما جعل عمران يرفع رأسه ينظر لها بعتاب وحزن … يخبرها بنظراته لماذا لم تطيعي امرى … لما جئتى الان … نظرت له بأسف ودموع ثم نظرت لذلك الذى يطالعها بنظرات نارية … اسرع اليها يأخذ منها الصغير بحدة مردفاً بألم لها وله _ خلاص بقى كفاية تمثيل … مش اتجوزتى ابوه !… لسة هتمثلى ليه اهتمامك بيه … انا مش هلوم عليكي … ما انتى ملقتيش حد يعرفك الاصول … خطتتى ازاي تتجوزى واحد غنى علشان تعوضى نفسك .
لم يحتمل اهانتها لا يوسف ولا عمران الذى اسرع اليها يخفيها خلف ظهره مردفاً بحماية ودعم وحزن وهو يحاول جاهداً تفهم موقف حماه وحزنه على فقيدته _ عمى سااالم … حياة ملهاش اي ذنب … كلامك معايا انا لو سمحت … بلاش الاسلوب ده معاها … حياة اطهر من كل اللى قلته ده .
نظر له بغضب … لف نظره الى مديحة زوجته يردف باستنكار _ شوفتى … ده بيدافع عنها قدامى !… يعنى حبها فعلاً ونسى بنتى ! .
وقفت مديحة تردف بدموع ورجاء _ سالم … كفاية بقى علشان خاطر ولاء … اللى بتعمله غلط … سيب بنتك ترتاح فى قبرها .
اردف بحزن وصراخ رج المكان _ ترتاح ؟ … طب ازاي … ترتاح لو كان احترم ذكراها شوية واتجوز واحدة نظيفة تحافظ على ابنها وعليه … بنتى كانت هترتاح لو اتجوز واحدة عارفة الدين والاخلاق مش واحدة متربية فى ملجأ .
كاد يوسف ان يسكته ولكن ارعبهم صرخة خرجت من حياة وهى تهتف بألم _ كفااااية بقى … كفاااية حرام عليكم بقى انتوا بتقطعوا فى دبيحة … انا بنى ادمة من لحم ودم … انا انسانة زيكم وعندى قلب بينزف من نظراتكم وكلامكم … انت بتلومنى على ايه ؟ ..

 

 

 

تخطت عمران الذى يطالعها بقلب يحترق اصبح فى موقف لا يحسد عليه حقاً …. ضميره وقلبه وعقله فى مناقشة حادة ..
وقفت امام سالم تنظر له بدموع وقوة مردفة _ يعنى ايه تربية ملاجئ ؟ … يعنى عاهرة ! … ولا يعنى خاطية ! … تربية ملاجئ يعنى اتحرمت من اب زيك … اب روحه فى بنته حتى بعد ما ماتت … اب بيتألم لمجرد انه حس ان فيه حد خد مكانها اللى القدر والموت اخدها منه … تربية ملاجئ مش عاهة … تربية ملاجئ بس قلبي ميقدرش يأذى نملة … لسانى ميقدرش يجرح قلب ظالم … انا تربية ملاجئ بس فخورة انى ربيت نفسى على ان الدين معاملة … عارفة ربنا كويس بالفطرة وعارفة ديني وعارفة رسولي مش جاهلة ولا قليلة ابدااا …. اوعى ابدااا تقل منى او تهيني وتحكم عليا من غير ما تعرفنى ..
نظرت الى عمران بحزن وهي تضم شفتاها لتكتم شهقاتها وتحبس باقى دموعها …. مسحت عيناها بقوة ثم صعدت هاربة الى غرفتها ترتمى على الفراش تبكى بمرارة … لقد طفح الكيل من هؤلاء البشر .
اما فى الاسفل فقد نظر عمران الى حماه واردف بغضب لا يستطيع تمالكه بسبب دموعها _ اسمعنى يا عمى … انا مش ولد صغير … انا قدرت حزنك وسكت بس انت مقدرتش ان اللى هنتها دى مراتى … انا قد تصرفاتى واختارت الصح ليا ولابنى … وبالنسبة لولاء وبنتى محدش ابدااا يحقله يتكلم معايا عنهم او يناقش حزنى عليهم … دي حاجة جوايا ومقياسها عندى انا بس … عن اذنك ..
نظر لوالده بعمق … كانت حديث اكثر منها نظرات … اومأ له يوسف بحزن على تلك الكلمات التى خرجت من تلك المسكينة فطعنت قلبه وجعلته يلعن اخيه ويسبه … يقسم لو كان امامه لالقنه درساً لن ينساه ..
اما سالم فألم فقدانه على ابنته الذى تجدد افلت لسانه دون شعور واهان تلك التى يؤنبه ضميره على اهانتها … لقد مست كلماتها قلبه وها هو يناول الصغير الى ثريا ويخرج دون نطق حرف ووراؤه زوجته مديحة بعدما قبلت حفيدها بحب واعتذرت من ثريا ويوسف بحزن ..
وصل عمران الى حياة وفتح الباب ودخل ينظر اليها … كانت متكورة تخبئ وجهها فى تلك الوسادة تبكى بقوة ..
يلعن نفسه … لقد تزوجها ليحميها ولكنه يسبب لها دائما الوجع والاهانة … اردف ينادى عليها بهدوء وترقب وقلبٍ ينزف _ حياة !
انتفضت تجلس وهى تنظر له بقوة ودموع … اردفت بتحذير وهى ترفع سبابتها فى وجهه _ اوعى … اوعى تحسسنى انى صعبانة عليك … انا مش قليلة ولا عاملة ذنب علشان اصعب عليك … انا حياة ربيت نفسى بنفسى ومش هسمح لحد نهائي يهيني بعد كدة … انت فاهم .
اومأ لها بطاعة وهو يقترب بحذر ويظهر المه لها ويعكس الادوار حتى يكسب تعاطفها مردفاً بصدق وذكاء لكسب ثقتها _ لاء يا حياة … انا اللى حسيت انى عامل ذنب … كلامه كانت سكاكين بتتغرز فى قلبي …. معقول انى اذنبت انى حبيت وقلبي دق غصب عنى ! … غصب عنى مقدرتش اقاوم القلب الالماس اللى عندك وحبيتك… معقول يفكرنى خاين لبنته وبنتى بسبب انى قلبي امتلكته اطيب انسانة عرفتها ! … مع انى فكرت ان رأيه هيكون زي ماما مديحة بس اتفاجئت … للاسف خلى جرحى ينزف تانى يا حياة … وجع قلبي عليهم تانى … كلامه تقيل اوى يا حياة ..
تبدل الحال تماماً وهذا ما ارداه عمران … يريد ان يمسكها زمام القوة … يريد ان يظهر لها ضعفه … لا يريد ان تظن نفسها قليلة ابداً من بعد الان …

 

 

 

نظرت له حياة وقد تناست امرها كعادتها فهى حقاً تمتلك قلب الماسي … اردفت وهى تشير له بأن يجلس بجوارها … وكم رحب هو بتلك الفكرة واتجه يجلس …
فاجأته بسحب رأسه الى حضنها حتى انه رفع قدمه على الفراش وتمدد فى حضنها بعشق وقلب ينبض بحب تلك المتمردة الحنونة ..
تحسست خصلاته وقد بدأت تعيد التفكير فى الامر بشكل مختلف مردفة بحكمة وهدوء خمسيني لا تعلم من اين اكتسبته … يبدو ان لديها مواهب كثيرة _ معلش يا عمران … حاول تتجاهل كلامه … يمكن قالك كدة لانه اتفاجئ بجوازنا ! … اكيد هو بيحبك وبيتمنالك الخير بس حزنه على بنته خلاه يتصرف بالطريقة دى … تعرف انك خليتنى اعذره ! …
لف رأسه وهو ما زال يتوسط قدماها برأسه ينظر لعيناها المنصبة عليه … يسألها باهتمام وترقب _ يعنى مش زعلانة ؟
هزت رأسها بنفى مردفة _ كنت زعلانة … بس زعلك نسانى زعلي .
رفع يده الاثنين يسحب رأسها ناحيته وفجأة الصق شفتيها بشفتيه يقبلها قبلة يبث بها مدى حبه لها ولقلبها الحنون الذى يتملك من الحنان ما يكفى عالمه … تمسك برأسها وقد نسى تماماً حزنه بهذه القبلة … اما هى فقد حذفت من عقلها اي ذرة حزن … تفاجئت بقبلته التى تختبرها لاول مرة … نعم فكرت بها بينها وبين ذاتها ولكنها لم تحسبها هكذا ابداً … لقد سحبت قلبها واوقفت جسدها فلم تستطيع الابتعاد بل تصنمت تستقبل قبلته التى طالت بترحاب وقلة خبرة فى هذا المجال … اما هو وبرغم خبرته فى تلك الامور الا انه يجرب شعور جديد عليه تماماً … معها ينسى حتى الوقت والمكان … معها يسقط قانون الجاذبية الذى اخترعه نيوتن ويحلقا سوياً فى سماء عشقهما … معها هي فقط … حياة .

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *