Uncategorized

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور زيزو

 رواية لاجئة في الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور زيزو

        _____ بعنــــوان “شعـــور بالإنتقــــام” _____
أرتدت روبها بلهفة وخرجت ركضـا من غرفتها إلى الأسفل بعد أن أخبرها “على” بالحادثة ، وصلت للأسفل حافة القدمين لترى “فريد” يولج من باب الڤيلا ، سارت نحوه  بقلق وقالت :-
– حصل ايه ؟؟
– متقلقيش حاجة بسيطة 
قالها مُبتسمًا لها حتى يخفف من قلقها 
وصلت أمامه وهى تمسك يديه بيديها وتنظر لعيناه وقالت بحب :-
– أنت كويس ؟؟
– أمممم زى الحصان اهو 
نظرت لكدمة رأسه وهى تلمس جبينه بحنان وتقول :-
– حسين اللى عملها أكيد ؟؟
أخذها من يدها للداخل وهو يجيب :-
– لا مش أكيد أوى يعنى يا فرح 
تبسمت “فرح” بعفوية وهى تقول :- 
– متقلقش اللى عملها هعرفه وهجبلك حقك 
جلس على الأريكة وهى يحدق بها بأستغراب وقال بتهكم :-
– والله وفرح اللى هتجبلى أنا حقى .. أنتِ هتكبرى عليا ولا أيه 
جلست بجواره وقالت بحب :-
– مقدرش أكبر عليك ، بس مقدرش برضو يكون معايا أى وسيلة أساعدك بيها وأحميك بها وأقعد ساكتة 
قهقه ضاحكًا وهو يمسح على رأسها من الجانب وقال بشجاعة :- 
– متقلقيش يا حبيبتى أنا رجل جيش ومش عسكرى يا فرح 
تحولت ملامحها إلى الخجل وأحمر وجهها وهى تفعل له تعابير طفولية خجولة وقالت بدلالية :-
– حبيبتك !! 
– ايه ؟ حاجة جديدة متعرفهاش 
جذبت يدها من يده بخجل ووقفت من مكانها مسرعة وهى تقول :- 
– أنا هطلع أغير هدومى 
وقف هو الأخر وهو يصطنع الغضب والغيرة قائلًا :- 
– اه صحيح أنتِ أزاى يا هانم تنزلى بالروب كدة قدام الناس .. أنا راجل صعيدى على فكرة 
اغلقت الروب بأحكام وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها بقوة وقالت بتعجل :- 
– من خضتى عليك والله ، قولولى فريد عمل حادثة قلبى كان هيقف من مكانه ، لو كانوا قالولى أنك بخير كنت هغير قبل ما أنزل 
وضع يديه فى جيبه بينما رفع حاجبه لها بمكر وقال :-
– مش مبرر على فكرة ، تعرفى أنك طلعتى بخلجاتك دى مرة تانية من اوضتك لاكون كسر رجبتك 
قهقهت ضاحكة عليه وهى تقول :-
– خلجاتك !! 
– أيوة راجل صعيدى وأعجبك جوى جوى 
أومأت له بنعم ثم صعدت للأعلى كى تغير ملابسها …..
              ____________________________
              ____ شــركــــة فـــرح للأزيــاء  ____
كانت “فرح” واقفة مع “سيرا” ومصمم يعمل لديها فى ورشة التصميم أمام فستان زفاف أبيض تتأمله فقالت :-
– ايه رأيك يا سيرا ؟ 
– أنا حاسة أن ممكن نعمل حاجة أعلى من كدة 
أجابتها “فرح” وهى تنظر للفستان قائلة :-
– وأنا مش حاساه ، أنا عاوزاه فستان فريد من نوعه ورقيق جدًا 
– تمام 
قالها المصمم بهدوء ، اتجهت للخارج مع “سيرا” فى صمت لتقطعه “سيرا” وهى تقول :-
– غريبة فين الحارس بتاعك ؟
– إجازة النهاردة ، عملتى أيه فى اللى طلبته منك ؟
هزت “سيرا” رأسها بهدوء وهى تقول بثقة قائلة :- 
– هروح النهاردة
– خلى بالك يا سيرا منه 
قهقهت “سيرا” بسخربة وهى تصعد معها الدرج قائلة :-
– أنتِ بتحذرنى من حسين ، دا أنا حافظاه أكتر من محسن بيه الله يرحمه ، متقلقيش هو بيقعد يطلع يطلع على مفيش ويقدملك مبالغ مغرية وينزل زى البالونة اللى بتتنفخ وتفسي 
– ربنا يستر من أفكاره ، هو أذانى بما فيه الكفاية ومش هسمحله يأذينى أكتر من كدة .. وحق محسن لازم يرجع حتى لو على موتى 
قالتها بنبرة مُخيفة وهى تجلس على المقعد وتمسكه بيدها وهى تفكر بأنها تجلس مكانه الأن ويجب أن تنتقم ، نظرت “سيرا” لها ونظرة الأنتقام تتطاير من عيناها فقالت بشك :- 
– أنتِ بتفكرى فى الأنتقام ولا أنا بيتهيالى 
– بفكر هههه دا هدفى فى الحياة مش لسه هفكر .. حسين لازم يدفع عمره مقابل عمر محسن اللى سرقه 
قالتها بنبرة غاضبة والنار تلتهم ضلوعها وتظهر شرارة نيران الوجع فى عينيها 
– أنا فكرتك هترجعى لفريد وتنسي اللى فاتت 
قالتها “سيرا” بهدوء وهى تجلس على المقعد الأمامى للمكتب ، رفعت “فرح” نظرها لها بجدية وقالت :-
– عمرى ما هنسي طول ما أنا عايشة وطول ما أنا قاعدة على الكرسي دا … محسن ، زين ، بابا ، انا  كل دول أذانى فيهم حسين ولازم أخذ حقهم وحقى قبل ما يأذينى فى ابنى أو فى فريد ، حسين لازم يموت يا سيرا مهما كان الثمن 
أتسعت عينى “سيرا” على مصراعيهما من جملتها الأخيرة وقالت بهدوء :-
– أنتِ ناوية على ايه ؟؟
– هقولك بعدين ، دلوقت ابعتيلى على 
تركتها ” سيرا” ورحلت لترفع “فرح” ذراعيها على المكتب وتتكىء عليهما بشرود وهى تفكر فقالت هامسة :-
– لازم يموت 
– هو مين ؟
قالها “على” وهو يجلس أمامها ، هزت راسها بشرود وتجاهل لحديثه ثم قالت :-
– عملت أيه ؟
– حسين طلع له صلة بالصعيد بس أيه هى معرفش 
تعجبت من حديثه فقالت بتساؤل :-
– أزاى يعنى ؟ مش فاهمة 
– النهاردة الصبح حسين طلع على الصعيد نفس بلد فريد والغريب بقى أنه طلع يملك سراية هناك وقعد فيها مع رجالته وفى بنت اشتغلت هناك من البلد عشان الأعمال المنزلية 
– وبعدين بقى ، هى بتتعقد ليه كل مرة عن اللى قبلها 
قالتها وهى تتكىء بظهرها للخلف ثم تابعت حديثها :-
– تفتكر فى ايه فى الصعيد يربط رجل زيه هناك 
– معرفش بس واحد زيه توقعى منه أى حاجة 
نظرت لـ “على” دقيقتين من الصمت ثم سألته :-
– على ، أنت قادر تعيش أزاى مع فكرة أن اللى قتل اخوك زين لسه عايش 
– ومين قالك أنه عايش ؟
أقتربت للامام بذهول وعدم فهم وسالته بتعجب :-
– قصدك أيه ؟
– متشغليش بالك ، عن أذنك عشان عندى شغل 
قالها ورحل مُسرعًا من أمامها فتذكرت جملة “محسن” لها حين قال :-
– فرح ، متنخدعيش فى هدوء على وعقله ، على يقدر يعمل اللى أنا مقدرش اعمله والدليل على كدة أن اى حاجة أنا بعوزها هو اللى بيعملها مش أنا ، على أسد جريح واقف يراقب فريسته لحد ما تجيله الفرصة ومراقبته دى بتعرفه كل حاجة عن فريسته ، بتعرفه حتى النفس اللى بتتنفسه وهو اللى هيقرر بس أمتى النفس اللى يدخل ميخرجش ، هو اللى هيختار اللحظة الحاسمة  
شردت بهدوء “على” الغير معتاد مع شخص قتل اخاه وأوقعه فى الفخ ….
              ____________________________
أحضرت “مروة” كل أغراضها وعادت إلى الصعيد مع والدتها واخاها وبصحبتهم “فرح” و”عليا” لرعاية طفلها الصغير و”على” أم “سيرا” تركتها للعمل بالشركة ، توقفت سيارتها أمام منزل “فريد” فرحب بها “فؤاد” وهو يطلع لهيئتها الجديد حين جاءته للمرة الأولى كانت بفستان زفاف تائهة وخائفة أم الأن تنزل من سيارتها بوقار بعد أن فتح لها السائق الباب وتغيرت هيئتها بملابسها وهى ترتدي بنطلون أحمر فضفاض وقميص نسائي أبيض وحذاء فضي كعب عالى وشعرها مسدول على ظهرها وكتفها الأيمن ، دلف الجميع للمنزل وجلسوا فى الصالون فقال “فؤاد” :-
– نورتوا الصعيد كله 
– منور بأهله 
قالتها “فرح” بهدوء وابتسامة بسيطة قطعهم دخول “جمال” من باب المنزل فرمقته “فرح” ببرود وينظر لعيناها ثم قالت بجدية :-
– بس على جهز بيت هنا وبالأمر عشان منتعبكوش معانا ونزعجكم 
قال “جمال” بخُبث :-
– دا أنتوا هتنورونا والله 
رمقته “فرح” بأشمئزاز ليقول “فؤاد” :-
– أيه اللى بتجولى دا بتى ، البيت كبير ويسع من الحبايب ألف وأنتِ وضيوفك مش أى حبايب 
– تسلم يا عمى الحاج 
قالتها بابتسامة هادئة ، بعد جدال كبير أستقروا على بقاء “فرح” بالمنزل معهم 
دلفت “فتحية” إلى غرفتها وهى تحمل “مروان” لتعطيه إلى “فؤاد” وهى مُبتسمة وقالت :-
– اللى جولتلك عليه يا حج 
ترك عكازه وهو ياخذ “مروان” منها بحنان وسعادة ارتسمت فى ملامحه وهو يحمل حفيده الأول ويقول :-
– دا حفيدى 
– شوفت بجى ، كبرت يا حج وبجيت جد 
قهقه ضاحكًا وهو يقول :-
– الولاد كبرونا يا حاجة بدرى بدرى 
ضحكت معه وهى تربت على كتفه وتهتف بحب :-
– أنت عاوز تصغر نفسك ولا ايه يا راجل دا أنت شعرك كله أبيض وصحتك خلاص على الجد 
قبل جبين “مروان” بلطف ثم قال مازحًا معها :-
– ولو يا حاجة أنا لسه صغير وممكن أتجوز كمان بس واحدة من بنات مصر كيف ولدك 
أخذت منه “مروان” بالقوة وعيناها تتطاير من الشر وتكاد تلتهمه وتقول بتهديد :-
– وماله يا حج طب ابجى اعملها أكدة وأنا أوريك رد فعل الست الصعيدية اللى جوزها يتجوزها عليها 
قهقه ضاحكًا على غضبها وغيرتها رغم سنها الكبير ،قال بحنان مُبتسمًا لها :-
– مجدرش يا حاجة أنتِ ساكنة جلبى وعجلى من يوم ما شوفتك فى محل والدك بتأكلى الموز بدل ما تبيعيه وجاعدة مربعة فى الأرض بعبايتها ، كنتِ كيف الجمر ليله البدر 
تبسمت له بخجل وهى تقول بمكر :-
– كُنت !!
– ولستك جمر جلبى وسمائى يا حاجة 
قالها بحب ثم وضع قبلة رقيقة فى قلب كفها ثم أخذ عكازه وهو يقول :-
– همى هبابة يا حاجة عندك ضيوف لازم يتغدوا 
تبسمت له بعفوية وهى تقول :-
– متعوجش فى الوكالة يا حج
أومأ لها بنعم ثم خرج من الغرفة بعد ان تلاشت بسمته وعاد لوقاره وهيبته ….
              ____________________________
              ____  ســــرايــا حسيـــــن ____
نزل “حسين” من الأعلى وهو يقول بصوت مرتفع :-
– منور يا متولى 
وقف “متولى” من مكانه بسرعة وهو يقول :-
– نورت الصعيد كلته يا جناب البيه 
– طبعًا لازم أنور ما دام أنت بطلت تنور وخبت فى شغلك … اقعد 
جلس “متولى” مُجددًا وهو يقول :-
– ليه بس كدة يا جماب البيه ، أنت جابر زين حادثة بتى والظروف ….
صرخ “حسين” به بانفعال قائلًا :-
– هو أيه حادثة بنتك ، أنا مالى بظروفك أنا ليا شغلى يا متولى ، وأنا لما أقولك تخزن البضاعة فى مخزن فؤاد يبقى ٢٤ ساعة وتدينى التمام ، لما أقول تقتل فريد يبقى اصحى الصبح ألاقى خبره مالى الجرايد مش كذا محاولة وتفشل وتخليه ياخد باله أن فى حد عاوز يقتله وياخد حذره 
– أسف ، بس بما أنه جه الصعيد يبجى خبره فى القريب العاجل 
صرخ “حسين” به أكثر قائلًا :-
– تبقى غبى لو فكرت تعملها دلوقت وأنا هنا ، أنسي موضوع فريد خالص ، ركز دلوقت فى تخزين البضاعة قبل ما الحكومة تشم خبر 
– أيوة بس انا هخزنها كيف فى مخزن فؤاد 
اجابه “حسين” بأغتياظ هاتفًا :-
– مخازن فؤاد مفيش أكتر منها وكلها للأيجار ، اجر واحد يا سيدى 
– طب ما هو لو البضاعة اتقفشت أنا مأجر أنا اللى هشيل الليلة كلها 
زفر “حسين” بأختناق وقال :-
– أولًا انت هتبعت حد تبعك هو اللى هيأجر المخزن لأن فؤاد مش هيأجرلك حاجة ، ثانيًا بقى إحنا هنسرق العقد ونحرقه وكدة مفيش دليل أن المخزن متأجر 
أومأ له بنعم بتوتر وأرتباك ثم رحل من السرايا يفكر فى هذا الحديث وهو دائمًا يتسأل لما يسبب كل هذا لـ “فؤاد” ودائمًا يرغب بمحاربته عن طريقه هو ، لماذا يحمل ضنيغة الأنتقام له ؟؟
              ____________________________
خرجت “فرح” من غرفتها مُرتدية فستان أزرق اللون بكم وطويل ، سارت فى الرواق وهى تتحدث فى الهاتف مع “سيرا” قائلة :-
– تمام يخلصه وتبعتيه يا سيرا بنفسك 
– تمام 
– عملتى أيه لما روحت لـ حسين ، أنا أنشغلت مع مروة ونسيت اسألك 
– هقولك 
              ____  فـــــلاش بـــــاك ____  
– خير يا حسين باشا 
– خير يا سيرا ، أقعدى 
جلست “سيرا” بأختناق وهى تقول :-
– أدينى قعدت ، طلبت تقابلنى ليه ؟؟
– تشربى أيه الأول ؟؟
زفرت بأشمئزاز وهى وتقول :-
– أنا مش جاية أشرب ، فى أيه وبسرعة لأن عندى شغل ؟؟
قهقه بسخرية من جملتها وهو يقول :-
– عندك شغل ، هو فين الشغل دا … أنتِ بتسمى اللى بتعمليه دا شغل… بتأخدى كام فى الشغل دا 
– ٨٠٠٠ ج ليه ؟
– طب وهو دا مبلغ تأخديه مقابل التعب اللى بتتعبيه دا 
قالها وهو يأخذ فنجان قهوته من فوق الطاوله ، أجابته بثقة وهى تنظر لعيناه بتحدى :-
– والله عجبنى وراضية بيه جدًا 
– سيبك من الشغل فى شركة فرح وتعالى أشتغلى معايا يا سيرا وهديك ٣أضعاف مرتبك 
تبسمت بمكر وهى تقول :-
– من تجارة المخدرات ولا تجارة السلاح ،، المبلغ مش هيفرق معايا أنا مقدرش أسيبك الشركة اللى بنيتها طوبة طوبة مع محسن بيه ، ولا أقدر أسيبه مراته ،ريح نفسك لأن الموضوع مش موضوع فلوس بس 
– هديك ٥٠٠٠٠ ج فى الشهر 
وقفت من مكانها وهى تحمل حقيبتها وقالت :-
– الشركة دى أنا تعبت فيها وتعتبر حلمى ومش هسيبها غير فى موتى .. عن أذنك 
تركته ورحلت وأثناء خروجها من الكافى ألتقت بـ “ليلى” تدخل وبصحبتها رجل يبدو عليه أنه رجل عصابات ، صعدت “سيرا” إلى سيارتها ورحلت من المكان 
– ماشي يا سيرا ، ركزى أنتِ فى الشغل والشركة 
تنحنحت “سيرا” بأحراج وقالت :-
– أنتِ لسه مُصرة على اللى فدماغك ، أنا خايفة عليكى يا فرح أنتِ مهما كان مش هتبقى قده ، دا واحد ميعرفش ربنا ولا عنده قلب ورحمة اللى يقتل أخوه اللى من لحمه ودمه عادى تفتكرى هيعمل أيه فى الغريب 
– متخافيش عليا يا سيرا ، أنا عندى فريد بيحمينى 
زفرت “سيرا” بأختناق وهى تقول :-
– بس انا مقدرش أقف أتفرج عليكِ وأنتِ بتأذي نفسك كدة ورايحة للخطر برجلك 
– ركزى فى الشغل يا سيرا وسيبى باقى الأمور ليا 
قالتها وهى تنظر للأمام حيث ظهر “جمال” من العدم ويقترب نحوها ثم أنهت المكالمة وأكملت طريقها حتى وصلت أمامه ليقول :-
– أتغيرت يا فرح ، بس تعرفى أنك أكدة أحلى بكتير 
– ميرسي 
قالتها بغرور وحاولت الذهاب من أمامه ليضع يديه على الحائط يمنعها من الرحيل فنظرت له ، هتف بابتسامة  :-
– أنا جولتلك زمان أنى عاوز أتجوزك ولسه عند كلامى وعاوزك 
تبسمت له وهى تقول :-
– تتجوزنى مرة واحد ، أنتِ عارف أنا بقيت أيه دلوقت 
– خابر زين أنك بجيتى هانم 
رفعت حاجبها له بغرور وقالت بتهديد :-
– والهانم دى بقى مش ناوية تسيب حد أذاها وخصوصًا لو كان ملهوش أصل من فصل 
نظر لها بأستغراب وهو يشعر بأنها تعلم شيء عنه فقالت بتهديد أكثر وضوحًا :-
– ولا عاوزنى أحصل رحمة يا جمال ، فاكراها رحمة 
أزدرد لعابه بتوتر وهو يقول بتلعثم :-
– قصدك أيه ؟؟
– قصدى تهدى كدة وتكن على جنب عشان بلاويك كتير الصراحة وأنا مش فايقة لك خالص دلوقت 
قالتها وهى تدفع يده لتمر بثقة بعد ان رأت الخوف فى عيناه وتلعثمه ، نزلت للأسفل لتقابلها “نيرة” وقالت :-
– فرح ، بابا عاوزك فى المكتب 
استغربت طلبه لمقابلتها ثم قالت :-
– حاضر 
واتجهت نحو “عليا” الجالسة بطفلها على الأريكة وقالت بهمس :-
– خدي مروان لفوق يا عليا وأياك تسيبه لوحده أبدًا ، لازم تفهمى أن هنا لينا عدو يتمنى موتى أنا وابنى بشدة ، مروان ميغبش عن نظرك أبدًا 
– حاضر ، متقلقيش يا مدام فرح 
قالتها وحملت الطفل ثم دلفت “فرح” للمكتب فوجدته جالسًا على الأريكة فى أنتظارها يرتشف كوب من الشاى الساخن فقالت :-
– خير حضرتك طلبت تقابلنى 
– اجعدى يا بتى 
جلست “فرح” بجواره مُبتسمة وقالت :-
– أنا عاوزك تأخدى راحتك فى الدار لأن سمعت أنك هتهمل الدار وتروح على البيت اللى جهزتيه 
– دا حقيقي عشان اكون على راحتى اكتر ومسببش مشاكل لحد 
نظر لها بتعجب وهو يقول :-
– مشاكل أيه يا بتى مفيش مشاكل ولا حاجة ، دا أن مشالكيش الدار نشيلك فوج رأسنا ، دا أنتِ حتة من الغالى 
تبسمت بخجل وهى تتذكر “فريد” وقالت :-
– مُتشكرة جدًا يا عمى الحج 
– يلا جومى أكدة غير خلجاتك هنخرج أنا وأنتِ نتمشي فى البلد ونفرجك عليها جبل ما يجى عريس مروة
 أومأت له بنعم ووقفت من مكانها ليستوقفها بحديثه وهو يقول :-
– هاتى ولدك معاكى يا فرح .. عشان عاوز أشوفه 
تبسمت له بأيجاب ورحلت 
              ____________________________ 
بعد مراقبة شديد من “على” ورجاله إلى سرايه “حسين” عاد إلى المنزل ليراها تستعد للرحيل بصحبة “فؤاد” فأشار لها بهدوء بأن تأتى لأجله ، أشارت له بلا وذهبت معه حاملة طفلها على ذراعيها ليغضب “على” منها ويذهب خلفها لحمايتها .. كنت تسير بصحبته وهو يتحدث معها ويحكى لها كيف تعرف على “فتحية” وأحبها حتى عمرهم هذا وهى تبتسم براحة على حديثه وقلبها يتمنى أن تعيش قصة حب طويلة هكذا مع حبيبها فقالت :-
– ربنا يخليكم لبعض 
– يا رب يا بتى ويرزجك السعادة والخير 
– هات مروان بقى تقيل عليك 
أقتربت لتأخذه منه وهناك من يقف خلف شجرة مقنع ويصوب المسدس عليها بتركيز واصبع على الزناد ، اخذت طفلها وهى تقف أمامه ثم تحركت إلى جانبه كى تكمل سيرها لتصيبه الرصاصة بدلا منها ويسقط أرضًا لتصرخ بفزع وهى تحمل طفلها ……….
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *