روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الثلاثون 30 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الثلاثون 30 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت الثلاثون
رواية أترصد عشقك الجزء الثلاثون

رواية أترصد عشقك الحلقة الثلاثون

” لا ندرك مدى أهمية أحبائنا إلا حينما يغادرون عالمنا ،وقتها ندرك كم كان وجودهم مؤثر وإن انكرنا أمام الجميع قوة تأثيرهم على حياتنا “
الضربة التي تلقاها كانت قوية
شعور بسيل دافئ يخرج من رأسه كان شئ عابث خصوصا تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها لضربة غادرة من شخص يطعنه خلف ظهره
الرؤية  تقل تدريجيا ويفقدها ببطء
وصراخ شادياااه به كصوت طنين يطن في أذنه
حاول الثبات والمثابرة ، لن يفقدها بين أنياب ثعالب قذرة
لكن جسده لم يستجيب
أصبح العالم من حوله مظلما وسقط مغشيا عليه ، والدماء تنبثق بقوة
جعل شادية تنفرج شفتيها بذهول وسقوطه على الأرض الصلبة
صمت
هدوء يغلف المكان بعد الفاجعة
عيون جاحظة ، وانفاس محبوسة داخل الصدور
الصدمة أثرت على عقول الجميع … وأول من حاول التخلي عن صدمة والفاجعة التي حدثت معاذ الذي يحاول الاستقامة ليهدر فى وجهه رجله قائلا
– انت اتجننت عايز تدخلنا مصيبة ، تقوم مموت الراجل بغبائك ده
ألقى الرجل قطعة الخشب جانبا ليبصق الدم من فمه وهو يتطلع بعينين نارية نحو الرجل الذي كسر ذراع صديقه ليتمتم بسخرية
– كلب ولا يسوى
اتسعت عينا معاذ وهو يرى انهيار شادية مقتربة بتردد نحو الرجل أرضا ، لن ينكر أن الخوف يلعب في أرجاء عقله ككرة مطاطية تقذف فى كل اتجاه دون توقف أو راحة
الأمور خرجت عن السيطرة تماما ، وعقله عجز كليا عن التصرف
الخوف والذعر نخر في صدره ليهدر بحدة
– كلب ولا يسوى !!! ، انت عارف ممكن يكون معاه جنسية امريكة ولا زفت ونروح انا وانت في داهية
انفجر الرجل ضاحكا بسخرية ، غافلا تماما و مغيبا عن الوعي ليقول بهذى
– هيعملي ايه يعني
مرر معاذ انامله فى خصلات شعره يائسا
عاجزا
قيود تكبله تكاد تزهق روحه لتحتد نظرات عينيه على بكاء شادية نحو الرجل الملقى أرضا
هل أصبح حبيبها ؟
هل استطاع ذلك الأجنبي أن يستحوذ ما هو ملكه
وإن أبت هي الاعتراف
وإن أبي هو أن يقر انها ما عادت ملكه بعد ما تركها وسافر ،فاسدا عقد الزواج قبيل ليلة زفافهم المرتقبة
تركها هى وعائلتها تواجه السنة الجميع يحاربونهم بكل قوة
وأين كان هو؟؟!!
ربما كان يقضى ليالي حمراء في إحدى الحانات !!!
انتفخت أوداج معاذ سخطا ليصرخ فى وجهه قائلا
– لا ما هو اللي مش هيعمل  ،السفارة بتاعته ياغبي … انت كدا بتفتح بوابة جحيم علينا
بدأ يفكر فى والده السياسي الذي لن يظن انه سيخرجه من تلك المصيبة ، خصوصا حينما عاد من الغربة ، علاقتهم ليست كالسابق منذ قرر فسخ زواجه دون أي اسباب
وضع والده فى وضع محرج وجميع عائلته وهو لم يكن يهتم بكل تلك الاشياء ، بل لم يبصرها عن مدى بعيد والآن يشعر أنه
عاجزا
لا نفوذ مال ولا نفوذ والده تستطيع أن تساعده ، بغبائه ولهفته لامرأة تورط فى قتل رجل
وليس رجل عادى ، بل حامل جنسية امريكية
ستقيم حروب عالمية ثالثة وسيتأثر عمل والده ولن يكن هناك شئ يشفع لوالده
و لن يتردد فى التخلص منه
انتبه الى صوت الرجل يغمغم بصوت اجش
– عايز المزة ولا تسيبها مع المرحوم
لعب الشيطان فى لحظة يأس وهو ينظر الى المنهارة فى البكاء متشبثة بثياب الرجل ليغمغم
– كدا كدا موته هاتها
انفرج عن الرجل ابتسامة خبيثة ليقول بوقاحة
– ايوا كدا ده انت ليلتك هتكون ******
لمع الغضب في عيني معاذ جراء كلمة الحقير ليقول بحدة
– امشي وشيل اللي بيصوت زي النسوان وارميه فى العربية
أومأ الرجل فى طاعة ، ليساعد صديقه الذي يلتوي ألما ووضعه داخل السيارة ثم التفت نحو المرأة ينظر اليها بنظرات نهمة
جشعة
ليقترب منها ممسكا من خصرها ملتمسا مواضعها الحميمية بغرض حملها ، لتنفر شادية بعدائية وهى تلاحظ انامل الرجل القذرة تتسلل الى مواضع انوثتها لتصرخ بنفور
– سبني
اشتعلت رغباته القذرة وهو يدفن رأسه فى عنقها مما جعل جسدها ينفر بجنون ملتوية بجسدها بعنف وهي تميل برأسها تعض ساعده العضلي
تغرس اسنانها بجميع قوتها لتسمع صرخة الرجل وهو يفلت جسدها متأوها بخشونة … تراجعت عدة خطوات وهى تنظر بجنون الى الرجلين
نحو عديم الرجول معاذ الذي ينظر كلاهما بملل واضح ودون إتيان بحركة واحدة والى الرجل الاخر
ملامح وجهه كريهة كحال روحه
صاحت بثورة وهي تنظر الى كليهما بجنون
– سبني والا صدقني ايدك دي هقطعهالك
ان كانت ستموت فستموت قبل أن يتجرأ أحد اصبعا على جسدها
ولو أرادوها ليأخذوها وهى جثة ميتة
جسدها يهتز بعنف وملامح وجهها القاسية تواجه الرجل الذى يضاعف بنيتها فوق الست اضعاف ، المعادلة غير متكافئة
والفائز معلوم دون الحاجة للمقارعة !!
لكن نظرة الجنون فى عينيها جعل الرجل ينظر باعجاب شديد نحوها
تبدو كلبؤة تدافع عن مملكة ليثها الجريح لترسم شبح ابتسامة علي شفتيه القذرتين قائلا
– عارفة يا حلوة انتي لولا الباشا عايزك ، كان لينا كلام تاني
قلبها ينتفض بجنون وهي تزيل  دموعها عن وجنتيها
تنظر بين الفينة والأخرى نحو سرمد ، تستمد منه قوة
يكفي وجوده حولها وإن كان غائبا عن الوعي لتدافع عن قوتها
حصونها ما زالت قوية ، منيعة من أي تتدخل نازي
اشتد جسدها كالوتر لتصرخ بأقوى ما تملك
– علي جثتي لو حد اخدني
تقدم معاذ نحوها وهو يتفحصها ببرود وجفاء قائلا بتسلية
– وانا حابب اشوفك بتحاولي
اسرعت بأخذ قطعة الخشب وهى تشهرها في وجه معاذ ، لتقول بنبرة مميتة
– هقتلك يا معاذ .. موتك على ايدي انا
لا يوجد هزل أو خوف فى عينيها !!
لا تردد أو ذعر
عينيها أعلنت الحرب
ليضيق عينيه وهو يقترب خطوة منها ليراها ما زالت متمركزة فى موضعها رافعة قطعة الخشب مستعدة للنزال الأخير في حياتها ، اضطرب قليلا لكنه جاهد فى اخفائه قائلا
– اي يا بيبي ، احنا هندردش زي زمان ، موحشتكيش الدردشات بتاعتي
ارتسمت ابتسامة قاسية على شفتيها ، ونظرة عينيها الجامدتين جعله يزفر بيأس ليقول موجهها حديثه نحو الرجل
– خدها على العربية
تمسكت شادية العصا بقوة  كحبل نجاة لتميل بقلق نحو سرمد الذى بقى كجثة هامدة وبقعة الدماء  تزداد اتساعا بشكل مخيف لقلبها ، عينيها تبحث عن حقيبتها لتراها قريبة من باب شركتها
ازدردت ريقها وهي تحاول قياس مقدار المسافة ، والي بوابة الخروج حتى تستطيع أن تستنجد من بالخارج ثم تهاتف الإسعاف
تراخي جسدها لثانية وهي تشعر ان كل ما خططت له لن تستطيع تنفيذه ، لكنها خلعت رداء الهوان والضعف
اليوم هو يومها الأخير
لتعيش تلك المرة كبطلة ، وان فشلت يكفيها شرف المحاولة !!
تحركت بحذر مبتعدة عنهما لتسمع معاذ يقول بعصبية للرجل
– وبالنسبة للراجل اللي كان على البوابة
اتسعت عيناها بجحوظ وتوقفت عن التحرك متسائلة بخوف
– انتوا عملتوا فيه ايه
انفرج عن شفتي الرجل ابتسامة قاسية ليقول معاذ ببرود
– لا متقلقيش منوم خفيف هيصحي وهنخليه يشيل الليلة مع حبيبك الأجنبي
ثم رفع عينيه محدقا نحو كاميرات المراقبة ليوجه حديثه نحو الرجل قائلا
– شوفي حد يشوف كاميرات المراقبة يفرغها قبل ما  يجي البوليس
شحب وجه شادية تدريجيا لتنظر الى قطعة الخشب التي في يديها ثم الى المسافة التي لا زالت بعيدة نحو حقيبتها
أغمضت جفنيها مستعدة لصفارات الانذار
تلعثم لسانها مرددة ادعية وتوكلت على الله لترمي قطعة الخشب والمتبقي من قوتها جرت بجنون نحو حقيبتها بسرعة لم تتصور انها تملكها
لم تنظر للخلف
عينيها نحو مرمى هدفها
و سدت أذنيها عن ما يحدث خلفها
التقطت حقيبتها وتوجهت نحو بوابة الخروج وحينما كادت ان تخرج مستشعرة الفوز بعد معركة نخرتها لحد العظام
ابتسمت بتردد إلا أنها صرخت حينما لفت ذراعين قاسيتين حول خصرها مبعدا إياها نحو البوابة
بوابة نجاتها
– الحقونييييييييييي !!!!
اغمضت شادية عينيها بإجهاد وتراخى جسدها إلا أن عينيها ابت ان تغلق ، حاولت شحذ طاقتها
لكن ذراعيها لينة بطريقة جعلتها تبكي
لن تكون نهايتها كتلك
لن تكون ابدا بين رجلين مختلين
انتبهت على صوت نفير قوي من سيارة تقتحم بوابة شركتها وضوء السيارة الشديد كاد يعمي عينيها
لكنها أبصرت نجاتها من ذلك النور
ابتسمت بأريحية حينما استمعت الى صوت الرجل الذي خرج من مقعد سيارته منبها معاذ الذي  يحمل شادية
– الحق يا باشا
ترجل غسان من السيارة وعينيه نحو صديقه المسجي أرضا ، لمعت عيناه بغضب وهاجت براكينه المتأججة ليصرخ بصوت هادر
– لك ارتكهااااا ياحيوان
فغر الرجل فاه ببلاهة ليبتسم بسخرية حينما وجده فقط رجل يستطيع التخلص منه بسهولة كحارس الشركة والاجنبي
– هو انا دخلت مسلسل تركي مدبلج ولا ايه
انفجر معاذ  ضاحكا بعصبية ، والعبث فى صوته من شدة توتره ليقول
– ايه يا بيبي كل الرجاله دى ، دا انا خايف واحنا في البيت يطلعلنا واحد صيني تعرفيه من تحت الارض
بصقت شادية فى وجهه لتجز على اسنانها صائحة
– اخرس يا قذر
انتفخت اوداج معاذ ليضغط بجسدها اللين بعنف نحو جسده مانعا اياها من التحرر ، مسح بصقها من علي وجهه لينظر إليها بوعيد قائلا نحو رجله بصوت جهورى
– اتصرف معاه ، وهاخدها
نظر غسان بوعيد نحو الرجلين بوعيد وهو ينظر نحو صديقه ورفع راية الثأر ، ليضغط على زر حقيبة سيارته صارخا هو الآخر
– سيد
كتلة من الفراء الأسود هبطت من سيارة غسان ليستجيب إلى أوامر صديقه الآخر ، توقف عن الحركة حينما شاهد سرمد ، نبح سيد وهو يجري نحو سرمد
يهزه من رأسه لكنه لايستجيب
وضع الكلب رأسه محركا جسده لكن جسد صديقه بلا حراك ، صدر منه صوتا وهو يحدق بألم نحو صديقه
اخفض رأسه أرضا ، ليزدرد ريق غسان وهو يزيل دمعة غادرة
صدر صرخة من شادية ليرفع الكلب رأسه ناظرا نحو المرأة التي دائما يحدثها عنه صديقه تصرخ بنجدة
قست ملامح الكلب مزمجرا بغضب شديد ليركض بجسده الضخم الذى يكاد يعادل طول طفل نحو معاذ
كاد الرجل يتدخل ومعه عصاه خشبية إلا أنه تردد  وتراجع عن خطواته مرتعبا ملقيا العصاه قائلا
– أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ده حجم كلب ده !!
ابتسم معاذ بسخرية وهو يمسك العصا قائلا بنبرة ساخرة
-هلا تذكرت ربك ،ههه تشاهد عروحك
صفر لسيد  الذى عض بأسنانه الحادة على ساق معاذ الذى خر ساقطا فورا تاركا شادية تسقط ارضا تنظر بشماتة اليه ، انتبه سيد الى صفير غسان ليرفع رأسه ومازال أسنانه تنغرس بقسوة فى رجل معاذ الذي يتلوى ألما يكاد يسقط مغشيا عليه ليوجه بعصاه نحو الرجل الاخر قائلا
– يلا يا بطل ، قطعه بسنانك لهالوسخ هاد
صرخ الرجل بجزع وهو يرى نظرة الموت في عيني الكلب الذي يتقدم إليه بضخامة جسده … حاول قدر المستطاع ان يهرب الا ان الكلب قفز عليه ليلقيه أرضا
نباح الكلب المزمجر مع صرخات الرجلين جعل شادية تغمض جفنيها براحة
رفعت رأسها للسماء شاكرة ربها على فضله ، وجهت عيناها نحو غسان الذى بكل قوة ضرب بعصا الخشب علي معاذ قائلا
– ولك حريمة مفكر حالك زلمة يعني وقت بتتشاطر وبتخطف وحدة ست آه ولك
تنفس معاذ بهدر ناظرا نحو شادية ، محاولا التغلب على المه ليقول
– تبقي مراتي
انفجر غسان ضاحكا بعبثية ليعيد ضربه مرة أخرى نحو يديه التي فكرت فى خطف امرأة صديقه ليقول
– العب غيرها ياعمي
وجه نظراته المشتعلة نحو شادية قائلا بهدر
– شادية اتصلي بالاسعاف فورا يلا
اومأت براسها عدة مرات وهي تستقيم بصعوبة من الأرض
– حـ .. حـ ..حاضر
كاد وزنها أن يختل وتسقط ارضا عدة مرات الا انها ثابرت بروح دؤوب مرددة اسمه بهذي
– سرمد
يجب عليها انقاذه ، يجب أن تنقذ ه الرجل الذى دافع عنها وتسببت في هلاكه
سقطت علي اول الدرج من تسرعها ، تأوهت بضعف وهي تحاول ان تنسى ألمها اللحظي ملتقطة حقيبتها
فرغت محتوياته أرضا مستمعة الى صوت رنين هاتفها ، زفرت براحة حينما علمت المتصل لتجيبه بنبرة متحشرجة
– الو
انفجر المتصل صارخا فى وجهها
– انتي مش بتردي ليه ، جيهان لسه قايلالي انك بقالك فترة برا ، روحتي فين في الوقت ده
اغمضت شادية جفنيها وسماعها لصوته اثلج صدرها لتنفجر فى البكاء
– انا في مصيبة وحد ضرب سرمد ، وانا .. وانا مش عارفة اعمل ايه
صوت نباح الكلب المختلط بصوت استغاثة الرجلين جعل ماهر يعقد حاجبيه بقلق
– أهدي .. اهدي يا شادية واحدة واحدة فهميني الاول انتي فين و ايه الصوت ده
انفجرت فى البكاء قائلة بين كل شهقة والأخرى
– فى الشركة  .. ارجوك يا ماهر الحق سرمد هيموت من ايدي وانا خايفة
صاح ماهر بتعجل مطمئنا اياها
– هسبقك على مستشفى ***** وهكلم دكتور صديق ليا يبعت عربية اسعاف لحد عندك فى اسرع وقت
صرخت فى وجهه وهى تحدق نحو سرمد وقبضة مؤلمة اعتصرت قلبها
تتذكر شبح ذكريات قصيرة التي عاشتها مع الرجل
– مش هستني لكل الوقت ده يا ماهر ، بقولك بيموت مني
انتبهت على صوت غسان المنادى
– شادية
انتبهت نحو غسان لتجده واقفا بالقرب من سرمد ، انتفضت قائمة وهي تركض باتجاهه  وجسدها يكاد يهوي أرضا لتسمع ماهر يقول
– مين ده
اجابته بتلعثم وهي تحاول التحكم فى دموعها
– ده صاحب سرمد
زفر ماهر بسخط ليقول بتعجل
– اديني التليفون اكلمه
مدت شادية الهاتف نحو غسان الذى عقد حاجبيه بعدم فهم الا انه اخذ الهاتف مجيبا لتسقط شادية ارضا محدقة بقلق نحوه ، ترددت كثيرا وهى تنظر الى يده .. مسحت الدموع من عينيها وهي تهمس ببكاء
– ارجوك متمشيش يا سرمد
كادت تلمس يده الا انها انتفضت علي صوت غسان
-شادية رح تعرفي تسوقي وانت بحالتك هي
نظرت اليه بتردد شديد لتعيد نظرها نحو سرمد لتجيبه قائلة
– ايوا … هعرف
عادت الدموع تنهمر مرة أخرى وهي تستقيم من مجلسها لتسمعه يتمتم بنبرة هادئة
– شادية ، اهدي كرمالو لله ماعنا وقت لازم نوصل باسرع وئت
هزت رأسها وهي تراها يعطيها مفتاح سيارته قائلا بتردد
– رح تقدري  !!
أجابت بنبرة واثقة وهي تزيل دموعها اخذه مفتاح سيارته
– هعرف
ابتسم بقلق ليحاول ببطء حمل سرمد مراعيا واخذا احتياطاته كي لا يكون هناك ضلع مكسور او يتضاعف الامر حينما يحمله بطريقة خاطئة
– اخوكي اكدلي انه رح يكون قبلنا بالمشفى هنيك
توجهت شادية نحو مقعد القيادة ، زفرت بحدة متخلصة من أفكارها الخبيثة لتدير مفتاح السيارة وهى ترى غسان يضعه بحرص فى المقعد الخلفي ، تتعجب من صلابة وقوة غسان لاعصابه وهو يتحدث اليها بهدوء
قوة تملكه لأعصابه تتعجب منها ، لتزفر بتوتر وهي تراه ينادي الكلب الذى مزق الرجل اربا
– سيد ، يلا
نظر الكلب نحو الرجل ليزمجر بزمجرة خشنة رافضة نحو غسان الا ان غسان امره بقوة مما جعل الكلب يتوجه نحو الصندوق الخلفي ..
ضغطت شادية بقوة على دواسة لتتحرك السيارة بأقصى سرعة نحو وجهتها الاخيرة
المشفى فى أقرب وقت ممكن!!
*******
فى الصالة الرياضية ،،
ظلت وجد ترغي وتزبد وهي تلقي متعلقاتها فى الحقيبة الخاصة بها ، زفرت بحدة وهي تتحرك ذهابا وايابا ، محاولة أن تهدئ
لكن عبثا .. كيف تهدأ ؟!! وهو حاول ببساطة محى شخصيتها امام الرجل
لم يتجرأ أحد ويعاملها كـ مقعد او شئ جماد فى الغرفة
وهو ببساطة فعلها !!!
دفعها الغضب لمغادرة المكان ساحبة حقيبتها متجهة للخارج
غير آبهة وغير مكترثة إطلاقا به
الحنق يتملكها
شعور بالسخط يكاد يتلف أعصابها
والغضب هو وقودها وصوته الأجش مناديًا جعلها تزيد من عذابه وجرحه
لطالما تكره منادية أحد ولا يلبي ندائها
وهو فليحترق ..!!!
– وجد
زادت من هرولة خطواتها رغم شعورها بالاسف والحزن الذي تملكها كون ما زالت ساقه مصابة ، لكن تذكرها لعدم احترامه لها امام الرجل جعل الغضب يعمي عينيها وهي تدفع باب الصالة الرياضية لتخرج منها
عاد النداء يتكرر بصوت أعلى وأشد خشونة
– وجد
أدارت برأسها لتعطيه نظرة ساخطة متمردة ، لتتابع طريقها مما جعل عاصي يزفر بحدة متحاملا على ساقه دافعا الباب متوجها الى سيارتها المصطفة في ركن السيارات ..
رآها تعبث فى حقيبتها باحثة بتوتر وحدة عن مفاتيح سيارتها ،لاتتجهم ملامحه فورا حول مشاهدته انحناء جسدها تاركة عرض مجاني للجميع لمشاهدة جسدها !!.
هاجت شياطينه
واندلعت النيران فى جوفه
والبركان الثائر لن يستطيع شئ إيقافه
شتم بصوت مرتفع وهو يتوجه نحوها فاصلا الخطوات بينهما ، ممسكا زندها بخشونة جعله يستمع الي شهقتها المؤلمة وعينيها الداكنتين المشتعلة بغضب .. تبدو كمفرقعات العيد !!
تبًا … الأميرة غضبها مثير فى جميع أحوالها
أصدرت صوت واهن حينما شدد من قبضته ليغمغم بخشونة
– وجد ، انا مش بحب تصرفات العيال دي
ويبدو أن الجملة التى قالها لم تهدأ من اشتعال تلك مفرقعات العيد بل زادت إثارة و توهجًا تجز على أسنانها وصراخها الناعم يشبه مواء قطة مدللة
– عيال !! .. واللي  عملته من شوية ده ايه
آنت بألم وهى ترى قبضته المؤلمة تضغط على زندها ، نظرت اليه بضعف لينظر الى ذراعها ثم على مضض ترك يديها غير مانعًا من أن يظهر قوة رجولية لا يحتاج اليها يكفي جسده الضخم مقارنة بها يكاد يبلغ ست اضعاف منها !!
وهذا جعلها تشعر بالسخط والغضب
لن تستطيع أن تدخل مع هذا الرجل فى أى شجار ، يمسك بقبضته الفولاذية وسترفع رايتها البيضاء !!!
رأته يقترب منها مما جعلها تجفل وهى تحدق نحوه لتراه يدنو نحوها قائلا
– وايه اللي عملته
هدوء صوته خادع
لكن حدقتيه الداكنتين ورؤيتها لعرقه النابض في عنقه ، جعلها تبتلع كلماتها لتهمس باستنكار
– انت كمان بتنكر
صاح بخشونة شديدة وهو يرى تهرب عيناها عن رؤيته
– لا بسأل ، عملت ايه
انفجرت تصرخ فى وجهه بأعصاب منفلته
– عملت ايه !!! هقولك عملت ايه
عقد جبينه وعلامات الخطر المرتسمة فى وجهه جعلها تبتر باقى عبارتها المندفعة لتعض طرف شفتها السفلى بخجل وهى تشيح بوجهها للجهة الأخرى
غير عالمة بما فعلته لرجل كان زاهدا عن النساء
ورؤيته لجمال انثى تغريه ببراءتها وعفويتها يدفعه للخطيئة ..
اغمض عاصي جفنيه محاولا تلاشى ما رواده عقله من تخيلات منحلة ليفتح جفنيه ولم تستطيع عيناه اخفاء رغبته التى انبثقت من جوارحه
لكن هى
غافلة عما فعلته به وهى تهمس بحنق
– اولا انك كنت تقريبا بتصرخ في وشي في التلفون
شعرت بالحرارة وقربه منها جعل جسدها يرتجف رغما عنه
تشعر به
وتستشعر دفئ قربه الخاص
ورائحة عطره التى أصبحت تميزها
رغم عنها استطاعت تميز عطرها رجلها الذى اقتحم عالمها وهي لم تستطيع سوى تلبية ندائه
توردت وجنتيها وتلعثمت شفتيها لتتحدث ببعض الانفعال الهادئ معلنة سخطها وكل هذا يزيدها
فتنة
إغواء خاص
إغواء أميرة
لا تدرك قوة فتنتها وسحرها على قلب رجل فقير كحاله
قلب رجل مشتاق لدخول مملكتها السحرية
تابعت مغمغة بحنق
– ولما كنت بتكلم  كنت بتخفيني بجسمك كأنى غلط، وكلامك كان فيه اتهام وده مش مقبول
رفعت عينها تشاهده لتراه هادئ ، ساكن الوجه .. استرسلت قائلة بغضب
– وأسلوبك يا عاصي .. بتأمرني ولا كأني ….
تهدجت انفاسها وفغرت شفتيها وهى ترى نظرة لم تعتادها مطلقا منه
نظرة سببت  ازدياد اضطرابات قلبها
وفقدت زمام سيطرتها
وتطاير غضبها فى أدراج الرياح …!!
حدقت به بعينين شغوفتيه .. تائقتين مقتربة للجوع من العاطفة النارية فى عينيه لتجده يغمغم بخشونة
– معزة !!
اختل توازن العالم الذى به لتسقط بعنف من أعلى عنان السماء مرحبة بها الأرض القاسية بحفاوة لتصرخ في وجهه
– عاصي
بسمة ناعمة زينت ثغره ليتمتم بصوت أجش
– تصدقي صح خروف لأن المعزة هي اللي بتسوق الخرفان
هل هذه طريقته ؟!
يشبهها بالحيوانات بدل من أن يحاول التفكير فى طريقة لمصالحتها !!
ضمت اناملها فى قبضة يديها ، جزت على اسنانها بعصبية لتهدر بحدة
– ده انت جاي تهزر
توجهت نحو سيارتها تفتح المقعد الخلفي تلقي حقيبتها بعصبية جعل عاصي يبتسم وهو يهز رأسه بيأس .. تقدم نحوها وهو يعبس وجهه بطريقة مخيفة مقتربا منها قائلا بصوت اجش
– تعالي هنااا
أغلقت باب سيارتها بعصبية لتزفر بحدة لتغمغم
– شوف .. متزعقش .. يا عاصي انا بسمع كويس على فكره
شهقت بصدمة حينما وجدته يسحب زندها بقوة لتقترب منه ، فغرت شفتيها بصدمة ولأول مرة تراه فاقد السيطرة
عاصي مختلف عن الذى تعلمه
بنظرات عينيه الداكنتين ، ارتجفت شفتيها وهى ترتفع رأسها تهمس بتوتر
– بتعمل ايه
توردت وجنتيها اثر لفحة انفاسه الدافئة فى وجهها الا انها لم تغلق جفنيها
تريد رؤية ما يعتمل داخل صدره
متى سيقولها ؟ متى سيتوقف عن اخفاء مشاعره
عينيه وجسده يفضحانه إلا أن لسانه يأبي على الاعتراف
صاح بحدة طفيفة ويده دون شعور تقبض بقوة علي زندها
– عارفة نفسي اعمل فيكي ايه دلوقتي
لهثت بتوتر وهي تشعر بحرارة تجتاحها لتهمس
– تعمل ايه
زفر عاصي بسخط شديد لتتأوه بألم حينما قست يده علي زندها مغمغما
– اكسر عضامك دى عشان متكشفيش دراعاتك ولا رجلك
شهقت بزعر لترتد للخلف متخلصة من يده لتصيح مرددة بذهول
– تـ تت !! تكسر عضامي ؟!!
هبطت عيناها برضا تام تتفحص ملابسها المكون من بنطال حتي كاحليها وقميصها القطني الناعم وفوقه سترتها الرياضية لتهمس
– بعدين ماله لبسي
ضاقت عينيه متفحصا عينيها التي تنظر إليه منتظرة تفسيره ، عض باطن خده وهو يرى ثيابها التي لم تحدد تفاصيل جسدها الانثوية لينفجر صارخا فى وجهها
– ماله لبسك !! انتي مش شايفة نفسك ولا شايفة عيون اللي حواليكي
اتسعت عيناها بذهول وهي تنظر فقدان سيطرته المبهج لقلبها الغبي
ارتجف جسدها اثر ضربه بكف يده علي سيارتها ، ارتدت خطوة للخلف محاولة ترك مسافة آمنة للتعبير عن سخطه وغضبه وحنقه بعيدة عنه
لكن قلبها يغرد بجنون لفقدان الرجل المتحكم في أعصابه
صاح بحدة مزمجرا
– انا لولا بس اني ماسك اعصابي كنتي شوفتي تصرف تاني معايا
رفعت بقامتها موزاية طوله لتقول بهدوء
– وانت بأي حق تكلمني بالطريقة دي
رد عليها بعصبية مفرطة
– وقت ما قولتلك انى بغير عليكي
لمعت عيناها بشغف وتوردت وجنتيها لتسبل بأهدابها مغمغمة بتردد
– بس .. بس ده مش كفاية يا عاصي
سكن غضبه
وهدأت شياطينه
ليظل اسيرا لتورد وجنتيها المثير …!!!
المثير بطريقة موجعة له ، أجلي حلقه وهو يغمغم
– تعرفي انك طماعة اووي
لاحت خيبة الأمل على وجهها لتجيبه بيأس
– وانت كلامك قليل يا عاصي
سألها بهدوء ، وهو يعلم إلى أين تحاول الوصول
لكنها تحفظ كبريائها كما هو يحاول الحفاظ على مشاعره
– عايزة ايه
تمتمت بيأس وهي تطلع اليه بعينيها الداكنتين
– تطمني يا عاصي
لاح اليأس على ملامح وجهها المليح ليهمس هو بدفء
– اطمني
ردت عليه بيأس شديد
– وده في حد ذاتها مطمنش
زفر عاصي بحدة ورؤية ملامحها التعيسة جعله يخشى أن يقلل من نظرتها له ليقول بهدوء
– توعديني وعد
عبست ملامحها الناعمة وهي تتطلع اليه لينظر بعدم رضي نحو ملابسها ، حاول نفض النيران .. لكن عبثا تزداد النيران فى صدره مقتاتة من روحه
– انك هتغيري من لبسك ده
لاح التردد على وجهها لتهمس
– بس
قاطعها قائلا
– مش عايزك تتغيري عشاني ، بس علي الاقل حاولي تراعي شعوري انا كراجل بيغير جدا عليكي
تهدجت انفاسه وهو يختم جملته النارية ، ليري انفراج شفتيها وهى تحدق به متمتة اسمه
– عاصي
وااه من عاصي ، وما تفعله تلك الكلمة به!!
انفلت عقال تعقله وهو يتمتم
– صدقيني انتي حلوة في كل لبس بتلبسيه ، بس انتى جوهرة والجوهرة دايما مش بتكون مكشوفة للكل ، بتكون مستخبية عن عيون الطامعين ، وجد انتي جوهرة وانا خايف عليكي لتتعرضي لأي أذي وقت مش هكون قريب منك
صمتت وجد لعدة لحظات لتزفر قائلة
– وانت هتوعدني وعد
نظر إليها متأملا وجهها الذى تألم فجأة لتقترب منه قائلة
– تقولي فعلا ان فيه حاجه يا عاصي ، انا مش عايزة اعيش فى وهم لوحدي ، ولا اكون تجربة جديدة ليك .. مش عايزة اتعذب ولا احس اني كنت بالنسبالك حاجة جديدة او تسلية بنت هايفة او اي كان تفكيرك عني ايه
تهدجت انفاسا وتجمعت الدموع في مقلتيها ليقول بنفي
– انا استحالة اكون شايفك هايفة زي ما بتقولي
نظرت اليه بتشكك شديد وبعض القلق يكاد يقتلها ليقترب منها قائلا
– وانا بوعدك انه هيكون فيه حاجة
انقشع الظلام وتبدد لينظر الي ابتسامتها التي أشرقت عالمه  ليسمعها تهمس
– وانا هوعدك ، اني ههحاول اراعي مشاعرك وانتبه للبس اللي بيضايقك
عيناه تتأمل لمعة عينيها ليميل برأسه هامسا
– جهزي نفسك لأني هشوفك بعد يومين
عقدت حاجبيها بعدم فهم قائلة
– فين ؟
اتسعت ابتسامة شفتيه ليحرق مفاجئته قائلا
– فى صالون بيتك
شهقت بصدمة وهي تنظر اليه بعدم تصديق ، وضعت كف يدها على ثغرها محاولة إخفاء حماسها لتسارع بالقاء جسدها بين ذراعيه مشددة العناق وهي تلف ذراعيها حول عنقه
لحظات ثم انتبهت انها بين ذراعيه لم يحتضنها ولم يحاول نبذها ، رفعت رأسها نحوه لتجد أذنيه تحتقنان من الخجل .. شهقت بحدة وهي تتراجع عدة خطوات ووجهها امتقع بالحمرة الشديدة لتتلعثم قائلة بتوتر
– انا .. انا اسفه بجد ، متاخدش فكرة وحشة عني .. بس انا عمري ما عملتها مع حد، انا بس .. بس
تنحنح عاصي بحرج شديد وهو يمرر يده فى مؤخرة رأسه قائلا
– مرتين بتحضنيني وكدا يا انسه عليكي غرامة كبيرة تدفعيهالي
انفجرت ضاحكة لتكتم ضحكتها حينما لاحت نظرة الخطر في عينيه ، وضعت كف يدها علي شفتيها مستجيبة لأوامره .. همست بخجل
– وانا هقبل بأي غرامة منك يا عاصي
********
فى قصر السويسري ،،
داخل غرفة جيهان تحديدا التي تتلقى عقابا من الأب بعدم خروجها من حدود غرفتها
وهي خضعت ببساطة لتحاول أن تدمر القذر المدعو بنضال
تتعجب كثيرا من وله فرح بذلك الرجل المختل
هذا الرجل يجب ان يوضع فى اقرب مشفى للأمراض العقلية ، عقل داهية كمثله وعدم اكتراثه للجميع يجب أن يوضع في القائمة السوداء
اشمأزت ملامحها جراء تذكر ملامحه الوسيمة التي تخفي مكرا ودهاء
هي تكره نوعين من الرجال
الرجال الوسيمين الاغبياء
والرجال الوسيمين اصحاب العقول الداهية
فالوسيمين الاغبياء ربما تشفع لهم بسبب وسامة وجههم ، أما النوع الآخر عبارة عن قنابل موقوتة
لا تستطيع أن تأمنهم ابدا !! ، كيف وقعت فرح فى حبه
ماذا وجدت من ذلك المسخ لتحبه وهو كسرها حرفيا ، حتى بعدما استطاعت لساعات مطولة استعادة حساباتها جميعا لم تزل اى صورة من الصور لانها بالاساس مزيفة
ليست هي !!
فليصدق الناس ما يريدونه ، صدق ما قال فعلا ” سيجتمعون حولك وانت فى مركز قوتك ، وسينفضون من حولك وأنت في أشد حالة ضعف “
رن هاتفها لتترك الحاسوب المحمول جانبا لتجيب  بتنهيدة حارة
– وسيم
اجابها بهدوء
-انزلي يا جيجي انا تحت بلكونتك
اتسعت عيناها بجحوظ لتجيبه وهي تخرج من شرفتها تنظر الى السيد الروميو خاصتها !!
-انزل فين يا مجنون ودخلت ازاي  ، انت مش شايف اني محبوسة
رفع وسيم رأسه ملوحا لها ويده حاملة حقيبة بلاستيكية بها شعار خاص من مطعمها المفضل ، انفجرت جيهان ضاحكة وهي تسمعه يتمتم بحنق
– ده علي اساس لما تبقى محبوسة بتكوني شاطرة وبتقعدي في الاوضة بتاعتك ، انزلي عشان دخلت من غير ما يعرف معتصم باشا
تأمل وسيم يمينا ويسارا بتوتر ، يخشى أن يقبض عليه متلبسا خصوصا انه لأول مرة يقوم بشئ دون علم معتصم مسبقا
لكنه اشتاق للفأرة الصغيرة خاصته ، صاحبة الألوان الصاخبة
صمتها وهدوئها لا يحبه ابدا
ابتسمت عيناه قبل شفتيه وهو يستمع الي صدى ضحكاتها الرنانة لتجيبه
– معتصم باشا ميعرفش !! دي لحظة تتوثق يا وسيم ، وبعدين انت بتفكرني بالذي مضى يا وسيم
رفع الحقيبة البلاستيكية ليقول باغراء وهو يعلم سر ضعفها الشديد لشطائر الكبدة
-جهزت السندوتشات يا جيجي ، بسرعة قبل ما تبرد
لمعت عينا جيهان بجوع لتضع يدها علي معدتها قائلة
-جبتلي الطرشي !!
هز رأسه موافقا
– جبتلك الطرشي
أنهت حديثها سريعا قائلة
– خمس دقايق وهكون قدامك
تنهد وسيم وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله ليتنهد وهو يتذكر لحظات جنون تلك الصغيرة المتمردة حينما يقوم والدها بمعاقبتها داخل غرفتها وتتسلل هي خارجا لمقابلته
كانا يلعبان معا فى ساحة حديقة منزله المقابلة لهم ، ولأنه لم يرد قلق والديها كان يخبرهم انها معه دون علمها ، وقضت السنوات وعاد المشهد يتكرر
والصغيرة كبرت … لكن عقلها لم ينضج بعد
أو معه تتشبث برداء الطفولة !!
جاءته مسرعة وهى تنظر بين الفينة والاخرى خلفها لتقترب منه قائلة
– هاا .. قولي هنروح فين يا وسيم
امسك زندها قائلا بهدوء وهو يتسلل خارجا من الباب الخلفي لحديقتهم التي جاء منها
– مين قالك هنروح فى حته
همست باستنكار شديد وهي تنزع يدها من قبضته
– ايه هنشمي علي رجلنا
زفر وسيم بيأس وهو يسحبها بقوة تلك المرة ، دون الاستماع لاعتراضها ليقول بحدة
– تعالي
خرجا من البوابة الخلفية القديمة ليتوجها نحو حديقة منزله ، تراجعت جيهان عدة خطوات قائلة بسخرية
– ويحك يا رجل ، هتوديني فين
عقد وسيم حاجبيه باستنكار قائلا
– ويحك !!! انتي بتتفرجي افلام قريش من امتي
حاولت جيهان الشعور بالتوتر وهي لاول مرة تكون بمفردها معه داخل منزله الذة توقفت عن زيارته منذ وفاة والديه ، أو بالتحديد حينما ادركت مشاعرها الانثوية المراهقة له
اجابته ببرود وهي تعقد ذراعيها على صدرها قائلة
– من وقت حبستي يا حبيبي
عبست حينما وجدته عابس الوجه ، يكاد ينفخ نيرانا من أنفه ليقترب منها قائلا بزمجرة
– قولتيها لكام حد غيري بعفوية منك
نظرت نحوه ببلاهة بسبب تغير ملامح وجهه لمائة وثمانون درجة غير معلوم بالنسبة لها ، صاحت بعدم فهم
– قولت ايه
زمجر بخشونة وهو يترك الحقيبة جانبا ليقترب منها ضاغطا بأنامله على ذراعها قائلا
– حبيبي
فغرت شفتيها بصدمة لتدراك سريعا وهي تقترب منه بمكر تلمس فتحة قميصه المتسعة بعض الشئ قائلة
– امم خليني افكر ، قولت لشادي ، وفادي ، وهاني ، وناجي ،واكيد شريف وااااه
صرخت بألم حينما قبض على أناملها بقسوة ، ابتعدت عنه وهي تنظر اليه بغضب قائلة
– وسيم انت اتجننت تعضني
أظلمت عيناه وما فعلته كان سيودي بهما فى التهلكة
بدأ يتدارك خطأ مجيئها إلى حديقة منزله ليزفر بحدة ممرا أنامله في خصلات شعره بجزع ليصرخ هادرا في وجهها
– مفيش هزار في الموضوع ده
عادت تستفزه مرة أخرى بكلماتها المثيرة لأعصابه وسخطه
– يعني انت فاكر الكلمة مخصوصة ليك يا وسيم
برزت عروقه ليصرخ في وجهها وهو يضم أنامله بعنف فى قبضة يده
– ومتكنش ليه ؟؟
توجهت نحو الحقيبة البلاستيكية تخرج شطائر الكبدة المفضلة لتخرج شطيرة متناولة إياها بنهم قائلة
– يا حرام ، تؤتؤتؤ
مرر أنامله مرة اخرى على خصلات شعره ليزفر بسخط قائلا
– هزرتي بما فيه الكفاية مش كدا
لم تحاول انت ترد عليه حتى ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه ، ليشتعل غيرة وغضبا لا يهم
شهقت بعنف حينما سحب منها شطيرتها ليقترب منها بطريقة جعلتها تتورد خجلا منه
زفرت بتوتر هامسة
– وسيم
اقترب ناظرا نحو عينيها الضارعتين ليهمس بصوت أجش
– قولتيها لكام حد غيري
ارتجف جسدها اثر جملته لتجيبه بيأس
– يعني الكلمة معفرتاك اووي كدا ، انا
ضغط بأنامله بقسوة على ذراعها لتتلوي الما وهو يهدر فى وجهها
– قولتيها لكام حد انطقي
انفجرت تصرخ بيأس فى وجهه
– مقولتش لحد ، ارتحت
ثم تابعت  تمتم بعدم وعي منها
– ومش هقوله لأي حد
انفرجت عن شفتيه ابتسامة هادئة اطفئت جنون غيرته التي لم يستطيع التحكم بها لتصرخ في وجهه قائلة
– بتضحك علي ايه دلوقتي
اجابها بغرور شديد وشعور بالبهجة سرت قلبه لانها اعترفت بشكل خفي عن حبها له ،وكأنه لا يعلم !!
– لاني مثلا انا الشخص ده
صاحت بسخط شديد وهي تخطف الشطيرة خاصتها تلتهما بجنون
– احلم ، احلم كتير يا وسيم
تنهد وسيم وهو يراها تجلس على العشب  باريحية شديدة ، تتناول الشطيرة بنهم شديد ، تصرفات مناقضة لفتاة ذهبية
ولكن منذ متي يوجد شئ طبيعي لجيهان !!!
جلس هو الاخر بهدوء رافعا رأسه للسماء ليلوح مشهد عابر متذكرا حديثها عن حاجتها لأن تنظر للسماء وهي بين ذراعي حبيبها
ابتسم وهو يرمقها بنظرة جانبية ، وداخله أمنية كبيرة لتحقيق ذلك المشهد
لكنه يخشى أن تجرح كبرياء عائلته وترفضه للمرة الثانية
لن يأتي بعائلته إلا أن يعلم تماما انها لن تقوم بأي حركة مجنونة ويتأكد تماما انها سلمت جميع مقاليدها له …
سألها بهدوء شديد
– هتعملي ايه في حياتك بعد اللي حصل
ظلت تلوك الطعام سريعا لتجيبه ببساطة
– مش عارفة هتصدقني ولا لأ ،بس انا قررت اتغير
تناول شطيرة من خاصته ليسألها
– تتغيري ازاي
صمتت جيهان لفترة وهى تحاول ان تظل لاكبر فترة ممكنة تلك الفتاة اللامبالية للكارثة ووصمة العار التي التصقت باسم عائلتها ، مسببة الخراب لجميع عائلتها
وان كانت الصور مزيفة ، لكن من يحتاج التصديق سيصدق !!
زفرت وهي تجيبه بنبرة باردة
– مش هبقي جيجي اللي بتحاول تعجب واحد بعينه ،هبقي جيهان السويسري بنت معتصم السويسري اللي هتحاول متخذلش بباها
سارعت سريعا بمسح دموعها المهددة بالانهيار ، تحاول ان تجمع طاقة سلبية
كالغضب والثأر ولا تسمح بمشاعر ضعيفة غبية تنقض عليها كي لا تستسلم
رفعت رأسها تنظر الي وسيم والي عينيه الباردتين اللتين تلمعان بسر عجيب
– ايه سر اللمعة اللي في عينك دي
ماطلها قائلا
– اي لمعة ؟
عبست قليلا وهي تجيبه
– لمعة انا معرفش افسرها
مال برأسه قائلا
– يعني عيني مطلعتش باردة
ابتسمت رغما عنها وهي تجيبه بحنق مصطنع
– متلجة وساقعة يا وسيم مش باردة بس
عيناه تفحصت ثيابها التي تكونت من قميص قطني ناعم واسفله بنطال قصير يصل اسفل ركبتيها ، يتفحصها تلك المرة نظرة رجل لأنثى
عيناه تتلكأ عند كل موضع وانحناء أنثوي خاص بها وخاصة نص ساقيها العارية ليرفع عينيه التي أظلمت من فورة مشاعره ليسألها بخشونة
– وكدا
أجابت بتلعثم وهي تبتعد بجسدها عنه عدة خطوات قائلة
– عيب على فكرا، انا بنت وانت كدا بتتحرش بيا اه وانا ضعيفة وفريسة سهلة مقدرش اغلبك
انفجر وسيم ضاحكا وهو يهز رأسه بيأس قائلا
– يعني معترفة انك ضعيفة
رفعت اصبعها محذرة له
– أي لا … اوعي حتى يا وسيم تستغل النقطة دي ، انا بحذرك اهو
اقترب منها هامسا بنبرة عابثة
– هتعملي ايه
فغرت شفتيها بصدمة وهي تتلمس ذلك التغير الكبير والانفتاح المريب له لتهمس
– لو هعمل ايه ، هعمل حاجات كتير ، بس خليها  لبعدين
تنهد سرمد قائلا بسخرية
– وبعدين ده امتي هيجي يا جيهان
حينما نادي اسمها علمت ان مزاجه تعكر ، لوت شفتيها مجيبة ببرود
– انت اللي هتقولي امتي
رفع حاجبيه مستنكرا برودها ليتمتم
– وايه ضمني مش هتجرحي اهلي تاني بعد اللي حصل
صاحت في وجهه بحدة
– انت عارف ايه كان رفضي في الاول
سألها بهدوء شديد
– ودلوقتي؟
صمتت وتراجع غضبها الثائر ، لتجيبه ببساطة وهي تستقيم من مجلسها مكتفية الجلوس حتى ذلك الوقت
– جرب يا وسيم
ما إن استقامت حتى رن هاتفها لتستل الهاتف من جيب بنطالها مجيبة على اتصال والدها الذي انفجر هادرا فى وجهها
– انتي فييييييييييين
اجابته بصراحة شديدة
– انا فى وش الفيلا بشم هوا مع وسيم
زفر بسخط ملقيا سبة خفيضة قبل ان يهدر فى وجهها
– تعاليلي فوراااااا
تمتمت بطاعة شديدة وهى تنظر الى ملامح وجه وسيم المتسائلة
– حاضر ، اهدي بس انت
تساءل وسيم بقلق
– فيه حاجه
اجابته بهدوء قائلة وهي تتوجه نحو البوابة الرئيسية خارجة من حديقة منزله قائلة
– مفيش حاجه المعتاد يا وسيم
تمسك بذراعها لتعقد حاجبيها بريبة ، غمغم بصوت دافئ
– كلميني لو فيه حاجه حصلت
ابتسمت رغما عنها لتشاكسه بمرح قائلة
– هكلمك فى المصيبة الجاية يا شريك متقلقش
غادرت الحديقة وبقي وسيم محدقا لأثرها حتى غابت عنه ، تنهد زافرا بحرارة وهو لا يصدق انه اخذ موافقة منها للتقدم رسميا
لكن يجب عليه التأكد فى الصباح ليجلب عائلته بأسرع وقت ممكن قبل تغير رأيها ، وان غيرت رأيها لن يكترث لرفضها ابدا بل سيمضي مع والدها فى اسرع وقت ترتيبات الزفاف وتصبح المتمردة الصغيرة فى قبضة يده !!
*****
داخل أروقة المشفى ،،
الحالة سيئة
بل اسوأ مما توقعت
دماء كثيرة فقدها والطبيب لم يطمئنهم مطلقا قائلا قبل دخوله داخل غرفة العمليات أن هناك دماء تجمعت في أذنه
يوجد نزيف فى المخ وربما ينتهي به الأمر ميتا ولم تستطيع انقاذه !!!
أنهار العالم من حولها وسقطت هى على الارض الصلبة تتسلم بعض من الصلابة منها .. هل فقدته ؟!!
بتلك السرعة ؟
ظلت تهز رأسها نفيا ومحاولة حثيثة بأن تقف بصلابة لم تستطيع فعلها
انفجرت فى البكاء رغما عنها وهى تنعى حظها وغبائها الكبير ، انتبهت على صوت ماهر المرتفع مناديا اسمها
– شادية
رفعت رأسها ووجهها الشاحب ومظهرها المزري جعله يقترب منها هابطا بجذعه علي الارض محتضنا وجنتيها لتهمس بحشرجة
– م .. م ..ماهر
عادت لنوبة البكاء ليقترب ماهر وهو يقبل مقدمة رأسها ، محتضنا اياها بقوة لتستند برأسها على صدره متمتما بهدوء
– أهدي . .أهدي
حاولت ان تسحب نفسا عميقا لكنها لم تستطع … شعرت ان الهواء اصبح صعب سحبه الى رئتيها ، افترقت شفتيها قائلة
– بيموت جوا وانا … وانا بغبائي ورطت نفسي في مصيبة
تمسكت بكلتا يديها حول قميصه لتهذي بانهيار
– خايفة يحصله حاجه بسببي ، المفروض اكون مكانه دلوقتي
حاول ماهر معرفة قوة الرابطة بين الرجل الذى لا يعلم اسمه سوى الآن ، وقوة تأثيره حول شقيقته … كل شئ بالنسبة له غامض وبكاء شادية الهستيري جعله يتأكد انها تملك عاطفة قوي نحوه
متى ؟ وأين؟ لا يعلم حتما
انشغاله بمشاكل زوجته جعله يتراجع عن مهماته كشقيق ورجل العائلة تاركا والده يتعامل معهن !!!
مال طابعا قبلة على رأسها مهدئا إياها بعبارات هادئة ، لكنها لم تهدأ
كل شئ كبير عليها
من لحظات ذلك الحقير معاذ والرجل القذر الاخر وضربه العنيف لسرمد ومحاولة لاختطافهم
كل هذا كثير لتعيشه فى اقل من ساعة زمن !!
عضت على طرف شفتها السفلى مفكره فى حالة ابيها الان
لن يسامحها
لن يسامحها ، تعلم هذا
ضاقت أنفاسها وهي تمتم بندم
– مش عارفة اكلم بابا ، مش هعرف اواجهه بعد اللى حصل  ، فكرت نفسي اني ست قوية وهقدر اواجه مشاكلي لوحدي بدون ما اتدخل بس معرفتش
رفعت رأسها تنظر إلى وجه شقيقها لتهمس
-فشلت زي ما فشلت فى كل حاجه يا ماهر
زفر ماهر متنهدا بحرارة ليهمس
– اهدي يا شادية ، انا مش فاهم حاجه من كلامك
أجلت حلقها وهي تهمس بصوت خفيض
– معاذ رجع تاني
اتسعت عينا ماهر لينتفض قائما من مجلسه صائحا بثورة
– ال**** ، هو فين ابن ***** ده
رفعت رأسها وهى تنظر الى غسان الذى يجئ ذهابا وايابا ، عيناه تتعلق علي الساعة ثم الى الباب لتقول بصوت قلق
– غسان ضربه واغمي عليه ومعرفش ايه حصله هو والتاني اللي عايز يخطفني
– يخطفك !!! ، مرمي فين ال****
هذا لم يكن صوت شقيقها بل صوت ….. والدهــا !!!!
فغرت شفتيها بصدمة وهى تنظر الى ابيها الثائر وعينيه المشتعلتين بغضب لتهمس بخشية
-بابا
رفعت عيناها تنظر الى شقيقها الذى تمتم
– اسف ، بس سمع المكالمة لما كنت بكلمك
حاولت القيام من مجلسها لكن لم تستطيع ، ساعدها ماهر على القيام لتقترب من والدها الذى صاح بمقاطعة خشنة
– كلامنا بعدين يا شادية ، بعدين
تجمعت الدموع فى مقلتيها وهى ترى نفور والدها منها لتهمس بندم
– انا اسفه
جز معتصم على اسنانه بعصبية مفرطة ، الا يكفيه مشاكل شقيقته لتأتي مشاكل الاخرى
ذلك الأجنبي الجرئ الذى دلف لعقر داره مستأذنا اياه فى مصاحبة ابنته ، الوقح ، عديم التربية تعرض للضرب وابنته تبكي عليه
انفجر صارخا فى وجهها
– هيفيدني ايه اسفك لما يخطفك القذر ده ويبعدك عني والله اعلم كان هيعمل فيكي ايه تاني
ارتعد جسدها جراء صوته الهادر لتشعر بذراعين شقيقها الحانيتين وهو يدعمها بقوة لتزدرد ريقها وهي تهمس
– هيعمل فيا ايه تاني يا بابا ، ماخلاص هو دمرني
احتدت عينا الأب وهو يراقب ابنته الضعيفة !! متى أصبحت تخبئ عليه ؟!
منذ متى قررت أن تعتمد على ذاتها ، وخصوصا امر ذلك القذر معاذ الذى لم يراه بعد تلك الليلة المشؤومة !! صاح بتهكم
– لو دمرك مكنش قلبك طلب انه يعيش من تاني ، ماكنش اللي جوا ده امره يهمك
تلون وجنتيها بالحمرة وهى تهمس بتلعثم
– بابا انا
رفع يده مقاطعا ليقول بحدة
– مش عايز اسمع صوت
صدر صوت نحنحة خشنة من غسان الذى قرر التدخل لتهدئة الأوضاع المشتعلة ، والله لم يكن ليتدخل ابدا لولا علمه بمدى أهمية المرأة لدى صديقه ومدى هشاشتها وهى فى أشد حالات ضعفها ليأتي والدها و يزيد الطينة بلة بصراخه العنيف
– مساء الخير
تنهد معتصم محوقلا لينظر نحو الدخيل المقتحم ليضيق عينيه وهو يتساءل
– انت صاحبه يا ابني مش كده ؟
هز غسان وهو يتنحنح محدثا باللهجة المصرية كى لا يثير الشكوك خصوصا نظرة الشقيق النارية كأبيها
– أيوا يا عمي
اقترب معتصم وهو يربت علي كتفه قائلا
– ان شاء الله سليمة ويقوم بالسلامة ، بس محتاج حد يفهمني ايه اللي حصل
استطرد معتصم قائلا وهو يتحدث بجدية
– انا عارف ان الايام الجاية مش هتبقي سهلة وخصوصا المستشفي مش هتقدر تسكت اكتر من كدا والموضوع هيوصل للسفارة
هز غسان رأسه وامنيته العاجلة هى زج الحقيرين خلف القضبان ، لم يكن يعلم قوة عائلة المرأة إلا في المشفى الذي استقبل الحالة دون حديث أو الاتصال بالشرطة .. الطبيب فقط تحدث عن حالة صديقه الحرجة ككشف مبدئي قبل دخوله للعمليات
وما أقلق الطبيب وجود دماء متجمعة فى أذنيه مما يدل على وجود نزيف داخلى ، جعله يشعر بمدى وصول الامر للوضع الحرج
لا يعلم كيف سيتصل بعائلته ، ولا كيف سيخبرهم .. خصيصا شقيقه المندفع كثور هائج ولن يترك الأمر يمر هينا !!!
زفر غسان متحدثا
– ان شاء الله يكون سليم يا عمي وميكنش فيه داعي لكل الدوشة دي
عبس معتصم وهو يتمتم بحدة طفيفة
– صاحبك اجنبي وحامل جنسية أوروبية ،السفارة مش هتكون متهاونة مع اللي حصل ولا انا هكون متهاون
ابتسم ابتسامة مقلقة وهو يعلم أن إيطاليا لن تصمت وخصوصا الصحافة ، ستقيم حرب عالمية ثالثة خصوصا لأهمية سرمد فى مجاله ولا عائلته بجميع افرادها ستصمت على ما حدث لفرد عائلتهم ، تمتم بصوت قلق
– سرمد مش بيحب المشاكل
رنين هاتف ماهر قطع المحادثة ليستأذن ماهر مغادرا تاركا شقيقته تجلس على اقرب مقعد !!
صاح معتصم بحدة طفيفة ، لن يكذب انه تحرى عن عائلة ذلك الشاب المستهتر وتعجب لمدى شهرته الواسعة فى مجال الموضة وقوة ثراء عائلته
– بس الصحافة مش هتسكت يا ابني ،ان شاء الله ربنا يعديها علي خير
هز غسان رأسه بيأس وهو يمرر أنامله في خصلات شعره ، ليبصر قدوم شقيق شادية ليعاجله معتصم قائلا بلهفة
– لقاهم موجودين
هز ماهر رأسه نافيا
– لا ، اختفوا فص ملح وداب
اسودت ملامح معتصم قتامة ليهدر بوعيد
– هيروح مني فين ،وابوه هيفضل مخبيه عني لحد امتي … بس قسما بربي ما هسيبه ، هرب مني مرة بس مش هيقدر يهرب مني للمرة التانية
اقترب ماهر من أبيه قائلا بهمس
– بابا ارجوك ارتاح دلوقتي وسبني اتعامل انا المرة دي
رفع معتصم حاجبيه مستنكرا ليهمس بسخرية
– هتتعامل مع مين يا ماهر ، انا ولا اخواتك وكل واحدة فيهم بمصيبة ولا بمصيبتك انت ومراتك
تمسك معتصم بكل قوة فى عصا يده ليقول بيأس
– مشاكلك لوحدها تهد جبل ، روح يابني سبني اشوف عملت ايه غلط عشان اتفاداه بعد كدا ، ولا اموت وارتاح يمكن ترتاحو مني وتعملوا اللي عايزينه لطالما وجودي من عدمه مش هتفرق
استشعر يدا ابنته التي احتضنته من خلف ظهره ودموعها الدافئة تبلل قميصه وصوتها المختنق جعل صدره يختنق
– بابا بعد الشر عنك ، انا مقدرش اعيش من غيرك
زم شفتيه بحنق وهو يرى محاولتها الحثيثة ليرضى عنها إلا أنه قال بجفاء
– واللي عملتيه ده يا شادية ، مش هسامحك عليه ابدا
مالت تدفن رأسها فى صدره متشبثة بعنقها هامسة
– حقك يابابا ، لان انا غبية فعلا ومبتعملش من غلطتي
زفر معتصم وحشرجة صوته المعاتبة جعلها تلتصق به بقوة
– ليه تعملي كده ، ليه توقعي نفسك مع الحيوان ده تاني ، ليه مقولتيش
عضت على باطن خدها وهي تجيبه بصوت هامس
– افتكرت هعرف امنعه
صاح الأب باستنكار شديد
– تمنعيه !! تمنعي ايه ولا ايه يا شادية .. ما خلاص
حاولت ان توقف دموعها المنسابة على خديها ، لكنها لم تستطيع
حاولت لكنها ببطء عن عناق والدها لتتراجع عدة خطوات لتركض
أو تهرب
تبحث عن مخبئ لتداوي جروحها الخاصة
أو يد تستطيع أن يقدم لها دعم خاص دون القيام جرحها
أين والدتها ؟!
ترغبها بشدة الآن أكثر من أي وقت مضى
استشعرت صوت ماهر الذى اقترب منها قائلا بقلق
– اهدي يا حبيبتي
هزت رأسها نافية وهي تهمس بحشرجة
– عايزة اموت
اختنقت انفاس الأب وهو يتطلع نحو ابنته التى انفجرت تبكي بانهيار متمتمة
– عايزة اروح عند ماما
روحه غادرت بعد كلماتها القاسية ، ليري ابنه وهو يحتضنها بقوة قائلا
– اشش ، ايه اللي بتقوليه ده يا شادية استغفري ربك ، في حد يقول الكلام ده
تجمعت الدموع فى عيني الوالد وهو يجلس منهارا على المقعد ، أخفض رأسه وهو يحاول التخلص من المشاكل التى حلت على سمائهم دون أن تتأذى صغيرتيه بقدر الامكان … رغما عنه استمع الى هذي شادية الهستيري
– كنت المفروض ابقي مكانه ، مكنتش هخليه يقرب مني ابدا كنت هقتل نفسي ولا يقرب مني بس هو جيه واضرب جامد وانا خوفت .. خوفت يموت بسببي
ابنته تحبه
استطاع الوقح الذى دافع عنها بامتلاك مقاليدها ، انتبه على صوت ماهر الذي  تمتم
-الدكتور طلع
******
استمع يا عزيزى
كل شئ سهل الحصول عليه
لكن صعب التمسك به
وهو يصعب الحصول عليه
لذا التمسك به شئ مستحيل !!
بعض العبارات الرومانسية الهزلية يراها فى إحدى الصحف ومقالات عبر الانترنت ، شاعر كان ام كاتب الذى يكتب
هم بالنهاية تجار مشاعر
يستطيعون التلاعب بمشاعرك والتحكم بك وانت منساق خلفهم ، اذا لما العصبية والشجار من الرجال وهم يتلاعبون بالنساء !!!!
بالنهاية هم نفس الاشخاص وان اختلفت طريقتهم لكن بالنهاية يصلون الى لنفس الهدف !!!!
هز نضال رأسه ساخرا والدخان الذى يخرج من سيجارته مخلفا دخان ابيض جعل الغرفة أشبه بمدخنة قطار قديم !!
زفر باختناق والدخان يستنشقه بانتشاء شديد ليرمي بعقب سيجارته الخامسة عشر تقريبا ذلك اليوم فى المطفأة .. يتذكر منذ يومين نهاره العصيب بعد رؤيته لفرح الجديدة
فرح التى غيرها كما قالت
استطاع أن يزرع بذور القسوة حتى أصبحت نسخة باهتة عن التى يعلمها
نسخة صنعها هو
استقام من مجلسه بحدة وهو يتوجه نحو الشرفة ، ينظر الى الافق محدقا نحو القمر الذى يشع بهاء وجمالا فى وسط الظلام المحيط …!!!
كانت تبدو كبدر مكتمل فى عالمه المظلم تستمد ضوءها من الشمس لتستطيع إرشاده نحو حياته !! والان اطفئ ببرود مصدر قوتها لتنير عالمه
إذا ما حاجته لها الان !!
ليطلقها !! ينبذها عن حياته ، ألم يأخذ ما يرغب منها ؟ .. لما يشعر الآن أنه لم يأخذ شيئا
بل يرغب بتلك الفرح الجديدة عليه … يرغبها بطريقة مميتة ، ليرى مدى قوة تحمل تلك القطة المشاغبة ؟!!!!
ذكرى طلبها للطلاق لا يغادر عقله … مهما حاول ، ومهما نفث دخانا لينسي
طلبها للطلاق شطره لنصفين !!!! استسلم تلك المرة للذكرى التي حدثت صباح اليوم ..
اتسعت عيناه ذهولا جراء كلماتها مطالبة بالطلاق ليمسك خصلات شعرها بقسوة هادرا فى وجهها
-قولتي ايه سمعيني كدا
بنفس العينين الجامدتين وصلابة ملامحها نطقت بحدة
– بقولك قرفت منك وطلقني
صفعة اخرى هوت على وجنتها كادت ترميها ارضا لولا تمسكه بخصلات شعرها بقسوة جعلها تصرخ بألم
-ااااااااه
قست عيناه وأظلمت عينيه الذهبيتين ليحدق بها بجنون … تلبسه الجنون تماما وهو يهزها بقوة قائلا
– سمعيني
تغلبت على المها لتنطق بحدة
-طلقني
امسك فكيها بقسوة لتتأوه وتصرخ بألم حينما ارتطم جسدها بالحائط لتنظر اليه بعينين خاويتين ، تحدق لجنونه وفرط عصبيته وخروجه عن طوره ليهدر فى وجهها
– مين
همست بحدة وهي تتلوي لتتخلص من قيده إلا أن جميع محاولاتها قابلها الفشل
– مين ايه
نقر باصبع السبابة على رأسها قائلا بعصبية
– مين اللي لعب في دماغك المرة دي يا فرح
نظرت اليه بملامح مبهمة وهى تحدق به ببرود أتلف المتبقي من عقله ، ليمسك كلتا ذراعيها صارخا فى وجهها بحدة
– انطقيييي
زفرت بحدة والأجواء تزداد اختناقا وهي تستنشق زفيره الحار لتهمس ببرود
– محدش لعب فى دماغى ، ولو هتضربني من هنا للصبح يا نضال برضو مش هتردد وهقولك انا بكرهك ومش طايقة اشوف وشك وهتطلقني
اتسعت عيناه بجنون لحظي لتزداد عيناه قسوة وهو يقترب منها قائلا بسخرية
– وريني يا حلوة هتعملي ايه
لم يستمعا إلى محاولات فتح الباب سوى الآن ، رفعا أعينهم نحو مقتحم الباب وجاء البطل المغوار … حامي العائلة الاول ودائما مقتربا منه صائحا بصراخ
– انت اتجننت
استدار اليه مخفيا زوجته عن اعين اخيه ليهدر قائلا بحنق
– ملكش دعوة ، لا انت ولا انتي ليكم حق فى مراتي انا
وجه نظرة معاتبة نحو أسرار التي تنظر بقلق إلى كليهما ، ازدردت ريقها بتوتر وهي تحاول رؤية حال فرح وإلى أي مدى أذاها ابن عمها المجنون ، ارتعد جسدها فور صراخ فرح
– مش مراتك ، انسى من وقت ما مشيت من سجنك انا حرة
التفت وهو يهم بضربها بجنون
– اخرسيييي
امسك وقاص ذراعه وهو يفصل بجسده اخيه المختل عن زوجته ليزجره قائلا
– ايدك دى اياك ترفعها على فرح والا هقطعالك
رفع نضال رأسه ناظرا بتقارع نحو أخيه ليتمتم
– ايه قررت تحطها تحت جناحك دي كمان
جاء همس خافت من اسرار
– نضال ارجوك كفاية
التفت نضال رافعا برأسه ينظر نحو اسرار التى شحب وجهها واضعة يدها على موضع جنينها ، رق قلبه رؤية لحالها ليراها تقترب من فرح محتضنة اياها بقوة متغلبة على المها ليخرج ضحكة ساخرة متمتما
– ومن امتي بقيتي في الصف بتاعه
زجرته بقسوة وهى تنظر اليه بعتاب شديد
– نضال اعرف الاول انت بتقول ايه قبل ما تتكلم
هم نضال بالاقتراب من محيطهما الا ان وقاص وقف بالمرصاد له ليعيده لمكانه ، زفر نضال بحدة قائلا
-انا عارف كويس بقول ايه يا اسرار
نفت اسرار قائلة بحدة طفيفة وهي تربت على ظهر فرح التي دفنت رأسها على كتف اسرار
-لا مش عارف ، ولو عارف مكنش ده هيبقي كلامك ، واللي بتعمله فيها دي ميصحش هي بني ادمة
القي نضال ضحكة ساخرة ليقول بتهكم
– تصدقي كنت فاكرها خشب مبيتكلمش
دفعه وقاص ببعض الخشونة صارخا
– انت بتهزر،  امتي بقي بطل عادة الهزار السخيفة دي
رفع نضال رأسه ينظر بتحدى نحو وقاص وجسده مستكين ليفكر فى جميع خيوطه التي انسابت من بين أنامله ، صدر أمر وقاص النهائي
– هتمشي دلوقتي من الشركة ترجع بيتك شغلك دي مش مشكلتي ، لكن تمشي حالا يا نضال
هز نضال رأسه قائلا ببرود
– وماله يا كبير ، همشي بس وهي معايا
تجهمت ملامح وقاص لينفجر صارخا  بهدر
– تنسي فرح خالص يا نضال
عقد نضال ذراعيه على صدره ينظر لأخيه باستفزاز ، ليصدر صوت فرح قائلة بخشونة
-وانا حابب اشوف هتعمل ايه
رفع نضال حاجبه بتسلية قائلا
–  بلاش تتحديني يا فرح
اشتعلت النيران فى عينيها الدافئتين لتصرخ فى وجهه قائلة
-بلاش انت تتحداني ، فرح القديمة دي انساها لانها اتحرقت يا نضال وكل ده بفضلك انت ، فرح اللي شايفها دي لا بتحس ولا بتتألم .. فرح جديدة صنعتها بأيدك
همست اسرار بحدة طفيفة
-اطلع برا يا نضال ، هي مش عايزاك دلوقتي
خسر الملك جميع حلفائه وكله بسبب شخص اعتبره مساعده الايمن المخلص ليكتشف انه الخائن فى تلك المعادلة !!!
ابتسم بتهكم وهو يعدل من ياقة قميصه ليصيح بتوعد قائلا وهو ينظر الى وقاص واسرار بنظرات ممتعضة
– ماشي يا فرح ، لينا كلام تاني بس بعيد عن أسدين قصر النيل بتوعك
انتهت ذكرى ذلك اليوم ، ليضم قبضة يده بقوة ضاربا الحائط بعنف شاتما
– غبي
كيف رضى الخروج من أرض الساحة لأول مرة خاسرا
كيف يتركها تحتفل بنصرها السخيف ، عاد يلكم الحائط عدة مرات متناسيا المه ليرهف أذنيه السمع إلى صوت بكاء
هبطت عيناه ارضا ليجد صغيرته متمسكة ببنطاله لتتسع اعينه ذهولا وهو يلعن غبائه لأنه ترك باب غرفته مفتوحا ، سارع بحملها وهو يخرج من غرفته الاشبه بعوادم القطارات ليقول بعتب
– انتي بتعملي ايه هنا يا مجنونة
عبست الصغيرة وهى تنظر اليه قائلة بعبوس طفولي محبب
– دادا … دادا يا بابا
لوى نضال شفتيه ساخرا وهو يدلف نحو الحمام ، امرها بهدوء ان تجلس بطاعة على المقعد الصغير الخاص بها ، اومأت الصغيرة بطاعة وهى تشاهد والدها يخلع قميصه ويفتح صنبور المياة ينعش جسده وصدره بالماء وهو يرد على سؤالها لفرح
– دادا مشيت يا شمس
زمت الصغيرة شفتيها بغضب والتمع وهج ذهبي فى عينيها من الغضب لتصيح بحدة
– لا .. دادا ، دادا
اغلق نضال صنبور المياه ليسحب المنشفة وهو يجفف شعره وصدره ليعود بحملها مرة اخري تاركا تتحدث بتذمر متسائلة
– ماما
وذكرى وجود مارية اليومى وزوجها لمنزله جعله يقلب عينيه بملل قائلا
– امك بتيجي كل يوم يا شمس
رنين جرس المنزل جعله ينظر نحو الصغيرة قائلا بتهكم
– اهو جبنا سيرة القط
توجه نحو الباب يفتحه ببرود ليستمع الى صراخ مارية المذعور وهي تدير وجهها للجهة الاخرى ، هبطت عيناه ناظرا إلى هيئته ليتذكر أنه نسي ارتداء قميص و يقف امامها عارى الصدر !!
لم يهتم ابدا بصراخها ولا حتى بمحاولة سحب اى قميص لارتدائه ، بل وقف امامها متباهيا بقوة ساعديه وصلابة صدره ليقول بملل
– خير
اجابته مارية وهي متحاشية النظر عنه قائلة
– جاية عشان بنتي
نظر نضال يمينا ويسارا باحثا عن زوجها الأحمق ليقول
– ويا تري فين جوزك
التفت اليه قائلة بحدة
– انا جاية اخدها تقضي اليوم معايا مش هتقعد هنا
نظر الى صغيرته التي تتابع نقاشهم بهدوء ليرى عدم حماس الصغيرة بمقابلة والدتها ، لن يحدث شئ ان لم ترى والدتها اليوم !! تمتم قائلا
– بجد !!
عبست مارية وهى تنظر إلى الحديث الدائر بين الأب وابنته الصامت ، لتتسع عيناها بجحوظ حينما أغلق الباب في وجهها لتصرخ قائلة بغيظ
– الحيواااان
رنت الجرس مرارا الا انه لم يجيب ، جزت على أسنانها بغضب وهى تلتفت مغادرة لتتوجه خارج البناية ، محاولة الهدوء ، الحيوان أتلف مزاجها تماما
هبطت الدرج لتسمع الى صوت رنين هاتفها ، انسلت الهاتف من حقيبتها لتعقد حاجبيها من اتصال رقم خاص ، رفعت الهاتف مجيبة على الاتصال قائلة
– الو
ضحكة ساخرة وصلتها قبل ان تستمع الى صوت شقيقتها قائلة
– ايه رفض تاخدي بنتك برضو
اتسعت عيناها جحوظا لتصيح بسعادة
– آسيا .. انتي فين يا آسيا
اجابته آسيا بسخرية متمتمة
– فى بيت المالكي
فغرت مارية شفتيها بصدمة لتجيبها
– انتي بتعملي ايه هناك يا مجنونة
قلبت اسيا عينيها بملل وهي تنظر عبر المرآة تتأمل جمالها الفاتن ببرود
– اصل جوزي قرر ينتقم مني ويحطني وسط عيلته ، وبما  انه مشغول دلوقتى قولت أكلمك
جزت مارية على اسنانها بعصبية مفرطة لتمتم بحدة
– ليه روحتي هناااك ، مش خلصنا من حكاية لؤي
توجههت اسيا تجلس على فراشها الذى تنام عليه بمفردها بعد هجر زوجها لتمتم باختناق
– مقدرتش يا مارية  ، كلهم عايشين حياتهم وفرحانين وانا .. انا مخنوقة من جوا .. وهو بيرفض حتى يبرد ناري
هزت مارية رأسها بيأس وهى تتوجه نحو سيارتها لتمتم
– انسي يا اسيا ، ابعدي عنهم … وعيشي باقي حياتك بعيد عنهم
ألقت آسيا ضحكة ساخرة وهى تهتف بتهكم
– ومين هيهتم بيا يا مارية ، انتي مثلا !!!
ضاقت عينا مارية بشك لتسألها
– تقصدي ايه
صاحت آسيا بحدة
– انتى اول ما اتجوزتي نسيتي نفسك وبنتك ، دي شمس الوحيدة اللي كانت بتصبرني علي الغربة وانتي بكل قسوة اخدتيها من حضني ورميتها في حضن ابوها
تفاجئت مارية من نبرة اسيا العدائية لتدافع عن نفسها  قائلة
– شمس دي بنتي ، ونضال يبقى ابوها يا اسيا ، انا مخطفتهاش منك
صاحت بإصرار شديد قائلة
– لا خطفتيها ، شمس اول واحدة تقولي يا ماما .. مش انتي
جزت مارية على اسنانها بحنق وهى تشعر خسارتها لابنتها ، الاندماج الرائع بينها وبين والدها لم تستطيع علي فعله ، اختنقت انفاسها وهي تجيبها باندفاع جنوني
– لو نفسك اووي في بنت روحي احملي من الباشا لؤي ، بس خلينا نشوف ازاي هتقدري تهربي منهم بيها ولا هتتقيدي بيها
شهقت مارية أثر ما قالته ، زفرت بيأس وهي تمتم
– هكلمك لما تبقي كويسة ، انا مضطرة ارجع البيت
أغلقت آسيا المكالمة لتخفض رأسها أرضا وهي تلعن الجميع ابتداء من هركليز حتى والد شمس صغيرتها
هل سيتركها تتعفن فى ذلك السجن القذر ؟!!
ظلت تتأمل الجدارن بشرود لتستقيم من مجلسها عازمة على الخروج من الغرفة بل البيت لتتراجع عدة خطوات حينما أبصرت وجوده
يقف بشموخ وكبرياء لا يوجد رجل يستطيع أن يجمع الوحشية والبدائية في عينيه كما تراها الآن
زينت ابتسامة مغوية على شفتيها وهى تستمع الى صوته الأجش يسألها
– بتكلمي مين
تنهدت بعمق وهى تجلس على فراشها مقررة فتح مئزرها لينظر الى ثياب نومها المكونة من شورت قصير بالكاد يصل ما بعد فخذيها وقميص حريري بارزا بداية نهديها لتهمس باغواء
– معجب بيا
احتدت انفاسه لتزداد ابتسامتها اتساعا وهى ترى تأثره بها ، تبا للرجال
سيظلون هكذا تقودهم الغرائز الوحشية لالتهام المرأة
وعنها هى تعشق التهامه ، يثيرها لدرجة لا تود ابدا ان تبتعد عن ذراعيه
اختفت ابتسامتها الماكرة حينما تمتم ببرود
– طيب
دلف إلى الغرفة أخذ بعض متعلقاته الخاصة ، لتتسع عينا آسيا بصدمة قائلة
– بس كدا
ألقى لؤي نظرة خاصة وتحديدا نحو ساقيها ليتمتم
– لو عايزة تخليني اغير اعتقد يا اسيا انك اذكى بكتير عن كدا
استقامت من مجلسها وهى تخلع مئزرها وتلقيه أرضا لتقترب منه وهي تلف ذراعيها حول عنقه مقتربة منه هامسة بالقرب من اذنيه
– دى حاجه ترجعلك يا بيبي ، بس متندمش  بقي لما امشي واسيبك
شهقت بألم حينما شعرت بانامله الغليظة تنغرس فى خصرها ، ويده الأخرى تلف ذراعها بقسوة ليميل هو الاخر متمتما نحو أذنها بخشونة
– ومين قالك اني هسيبك
حبيبها المتوحش  ،متملك لدرجة تثير روحها السقيمة !! ، رفعت عيناها الزرقاوين تهمس له
– متستفزنيش بالموضوع ده لانى ما بصدق وهتلاقيني فى يوم اختفيت ومفيش حد لا انت ولا رجالتك هيقدروا يلاقوني
احب تحديها السخيف لميل برأسه قائلا بتحدي
– تحب تراهني
انفجرت ضاحكة بسخرية وهي تجيبه
– اعتقد انت اكتر واحد جرب الموضوع ده ، لو عايزة أظهر هظهر بنفسي
تأوهت بميوعة حينما هدر فى وجهها قائلا
– اوعك يا اسيا تعملي اي حاجه النهاردة ، عندنا ضيوف مهمين النهاردة
قلبت عينيها بملل قائلة
– ما انا عارفة الضيوف جايين للبرنسيسة بتاعتكم
تجهمت ملامحه للقسوة ليتمتم بحدة
– صدقيني هتشوفي ايام سودا لو عملتي مصيبة
اقتربت تهمس بالقرب من شفتيه بكره
– صدق ولا متصدقش بعيش الايام السودا دي وسط عيلتك ، وياتري بقي العريس إبن مين من العائلات الغنية عشان اعمل بحث عنه
تأملها مليا وهو يتمتم قائلا
– لو فعلا بتهتمي بالعيلة كنت قولتلك ، بس للاسف انتي بعيدة عن الاهتمام
بصقت الكلمتين بتقزز قائلة
– عيلة متشرفنيش
دفعها بعنف لترتد عدة خطوات للخلف ، ليتركها مرة أخرى حبيسة غرفتها لتصرخ في وجهه حينما أغلق الباب
– غبي
زفرت بحدة لعدة مرات وهى تحدق فى جدران الغرفة ثم إلى المرآة
كلا لن تدع تلك العائلة تمر بيوم سعيد واحد
ليحترقوا جميعا كما احترقت هي !!
*****
فى المساء ،،،
هل استطيع ان أخبركم ان الوضع لم يكن يمر بسهولة كما تعتقدون؟
هل أقول لم يمر بسلاسة ؟! أم أن الأمر كان كارثي؟!!
يبدو كلمة كارثي هى الوصف الادق لتلك الليلة العجيبة التى حلت على سماء عائلة المالكي !!
بداية من ثوران جميلة التي استقامت من مجلسها قائلة بحدة
– انا يستحيل اوافق على الجوازة دى
اسودت ملامح تحية لتستقيم من مجلسها هي الأخرى قائلة بتهكم نحو غالب
– واضح يا أستاذ غالب انك جايبنا هنا عشان نتهان
ألقى غالب نظرة زاجرة نحو جميلة التي اشاحت بوجهها للجهة الاخرى ، وحاول ان يهدأ الامر قائلا
– يا تحية هانم ارجوكي
هزت جميلة رأسها نافية متمتمة بحدة وهى تنظر بدونية نحو الضيفان
– انا قولت كلمتي يستحيل يعني يستحيل
زمجرت تحية بعصبية لتصيح بحدة
– يلا يا عاصي
استقام عاصي هو الآخر منتفخ الوجه ، عازما هو الآخر للمغادرة ، إلا أن صوت الاميرة اوقفه
– مماة
كانت تطل عليه ببهائها واقفة عند مدخل الصالون تحدق نحو الجميع بألم وبالأخص نحو جميلة  لتتجمع الدموع في مقلتيها لتستدير مغادرة نحو الأعلى باكية بانهيار !!
يبدو أن الأميرة مازالت نجمة بعيدة عنه
لن يستطيع أن يصلها ابدا !!

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *