روايات

رواية مر الإهمال الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال البارت الخامس

رواية مر الإهمال الجزء الخامس

مر الإهمال
مر الإهمال

رواية مر الإهمال الحلقة الخامسة

وحشتيني .
وقفت تنظر له بدهشه ماذا أتي بهِ لهنا ! , ألم يخبره آخاها أن يأتي بعد يومان! .
وكأنه يقرأ أفكارها حينما قال ببرود وهو يقترب منها حتي أصبح أمامها تمامًا .
– أكرم قالي أجي بعد يومين , بس أنا قلت مش من حق حد يحدد أشوف مراتي امتي .
رفعت حاجبها بذهول من حديثه البارد الهادئ , توقعت أنه حين يراها سيثور علي ما فعلته وابتعادها عنه طوال الأسبوع المنصرم لكن لم يحدث!
– أي يابيبي أنتِ مش سمعاني بكلمك ! مبترديش لي !؟
” بيبي” تلك الكلمه التي تثير حنقها وهو يعلم هذا , لطالما تشاجرا بسببها في أول زواجهما , ظهر امتعاضها علي ملامح وجهها وهي تنظر له بضيق .
جلست محلها مره أخري تنظر للتلفاز مقرره العمل بخطة والدة زوجها فهو يستحق ……
تذكرت حديثها حينذاك وهي تملي عليها خطتها :
– بصي هو شايف أنه مش مهملك ولا حاجه , أنتِ كمان اتصرفي زيه تمام ولو مضايقش يبقي أنتِ الي مكبره الموضوع , ولو اتضايق قوليله انا بتعامل زي ما انت بتتعامل معايا بالضبط , وقتها لما يحس باحساسك لما بيهملك هيفكر صح ولما يقرر يصلح علاقتكم هيصلحها , لكن الكلام والعتاب مش دايمًا بيجيب نتيجه , ماشي هيتفهمك وهيعدل من تصرفاته بس وارد يبقي ده لفتره صغيره وبعدها هيرجع تاني للوضع المعتاد , لأنه ببساطه محسش بيكِ بجد مجربش يبقي مكانك , عارفه وارد جدًا بينه وبين نفسه يقول دي مكبره الموضوع اوي آه ما الستات بطبعها كده بيأفوروا ونكديين , لكن صدقيني لو بقوا مكانا هيعرفوا أن الموضوع يستاهل ويستحق الزعل , الصوره من بره يا أمنيه مش زي ما تدخلي جواها.
تنهدت بهدوء وقد اقتنعت بحديثها تمامًا وقررت العمل بهِ .
مسكت جهاز التحكم تقلب في التلفاز بملل , نظر لها برفعة حاجب وهو يري تصرفها الغير متوقع , تحلي هو الأخر بالبرود واتجه ليجلس بجانبها , قطبت حاجبيها بضيق وهي تراه يلتصق بها , نظرت له بجانب عينها :
– الكنبه واسعه , وسع شويه.
نظر لها متجاهلاً حديثها وقال باهتمام :
– راسك عامله اي ؟
– كويسه .
– ذاكرتك تمام يعني ولا الخبطه أثرت عليكِ ؟
نظرت له بضيق وتمتمت وهي تجز علي أسنانها :
– بطل سخافه .
ابتسم ببرود وهو يقول :
– فكرت الخبطه أثرت عليكِ عشان تقعدي أسبوع بعيده عن بيتك ومش عاوزه تشوفيني .
– لا الخبطه ملهاش دعوه .
قالتها ببرود وهي تزجره بعينيها .
– طب الحمد لله , اومال اي السبب بقي ؟
أخذت نفس عميق قبل أن تجيب :
– خايفه ارجع البيت بعد اللي حصل .
نظر لها بتمعن وهو يسألها:
– وجودي مكنش كافي يطمنك لو رجعتي؟
وجهت أنظارها إليه والتزمت الصمت , صمت كان موجع لقلبه لأبعد حد , صمت يساوي كلمة لا , وكم بشع أن يعرف بأنه لم يعد آمانها كما كان , حاول ألا يظهر ما أنتابه من مشاعر مؤلمه ورسمه ابتسامه مغتصبه وهو يكمل :
– طيب ….اي علاقة ده بأنك مش عاوزه تكلميني ولا تشوفيني ؟
– مش شايف أني من حقي أزعل منك ؟ يعني اتصل عليك وأنا في خطر ومحتاجاك تنقذني وأنت تقفل من قبل ما تعرف بتصل لي حتي , متخيل مشاعري وقتها ؟ متخيل الي حسيت بيه ؟ متخيل خيبة أملي وشعور الخذلان الي حسيته عمل فيا اي ؟ , من حقي ازعل ولا لأ ؟
نظر لها بصمت والحقيقه صمته لم يكن بحثًا عن إجابة لسؤالها , صمته كان في وادي آخر , كان يفكر .. منذ متي لم تجلس معه هكذا ؟ منذ متي لم يستمع لها ؟ منذ متي لم تعبر له عن استيائها من موقف ما ولم تشرح له شعورها حينها ؟ , الآن يشعر أنه بالفعل ابتعد , ابتعد كثيرًا وهناك الكثير الذي ينقص حياتهم , وما يحدث الآن هو أول شئ .
– أنت مبتردش لي ؟
– آسف .

 

 

كانت كلمه صادقه تمامًا خرجت منه بشكل عفوي ناتج عن تفكيره , أراد الاعتذار عن كل ما صدر منه سابقًا , لكنها فهمت اعتذراه عن ماحدث يوم السرقه .
– أنا نفسيتي كانت تعبانه الفتره اللي فاتت عشان كده مكنتش حابه نتقابل.
– أنا عارف أني غلط بس صدقيني من غير قصد مني , كان عندي اجتماع مهم ومتأخر عليه وفكرتك عاوزه حاجه اجيبها وأنا جاي .
لا مانع من بعض الكذب لتيسير الأمور ! كان هذا تفكير يزن حينها .
أرادات تجاوز الأمر كي تبدأ في تنفيذ خطتها , فقالت :
– خلاص حصل خير أكيد لو كنت تعرف أني في خطر مكنتش هتقفل في وشي يعني.
ابتلع ريقه بحرج لحقيقة إغلاقه الهاتف في وجهها , قال بلهفه:
– طيب هترجعي معايا ؟
نظرت له قليلاً وهي تري لهفته الواضحه بعنيهِ لهفه لم تراها منذ فتره طويله .
– ماشي هرجع .
ابتسم براحه وهو يقول :
– طيب يلا بينا .
عقدت حاجبيها باستنكار قائله:
– مش لما أكرم يرجع عشان أعرفه إن……
لما تكمل حديثها حين قاطعها هو :
– لا مانا كلمته وانا جاي في الطريق وقولتله انك هتروحي معايا .
اتسعت عيناها بذهول مردده :
– أنت بتهزر ! وافرض مكنتش وافقت .
ابتسم بسماجه قائلاً:
– لا مانا عارف إني مش ههون عليكِ اجي لحد هنا وارجع لوحدي من غيرك , بعدين والله لو تشوفي حالتي من غيرك لتعيطي.
– لا والله!
قالتها وهي ترفع حاجبها باستنكار , فقال بنفس الابتسامه :
– آه والله , يلا بقي ده أنا واخد باقي اليوم أجازه عشان أقضيه معاكِ.
_______________
حينما عادت معه بدأت بتنفيذ خطتها فوراً فلم تمكث سوي نصف ساعه وادعت الارهاق وأكملت باقي اليوم نائمه تاركه إياه بمفرده حتي قرر النزول لوالدته وتقضية اليوم معها , والتي عرفت أن زوجة ابنها أعلنت الحــــرب .
شهر كامل مضي……..
اعتمدت فيهِ أُمنيه مبدئ الإهمال , ونفذت الخطه بحذفيرها , تمامًا كما أرادت , بداية يوم حاله كحال باقي الأيام التي مضت منذ عودتها ….
استيقظت في السادسه صباحًا قبل استيقاظه تسللت بهدوء من جواره تهبط من فوق الفراش كي لا يستيقظ , بعد دقائق كانت تعد له الإفطار , انتهت سريعًا ووضعته فوق السفره مع كوب من الشاي , دلفت للغرفه ثانيةً واتجهت لخزانته , أخرجت ثيابه ووضعتهم فوق الأريكه بحرص , كانت الساعه قد وصلت للسابعه ميعاد استيقاظه , اتجهت للفراش وهي تهزه برفق :
– يزن …. يزن الساعه 7 …يزن قوم يلا.
همهمه صدرت منه تبعها استفاقته وهو ينظر لها بأعين شبه مغلقه وخصلات شعره قد تساقطت فوق وجنته , اهتزت مشاعرها وهي تنظر لمظهره الجذاب هذا ولكنها لن تتراجع هكذا همست لنفسها .
– صباح الخير يابيبي .
هزت ساقها بعصبيه فهو منذ عادت وهو ينعتها بتلك الكلمه المستفزه لها ولكنها تتغاضي عنها , تعرف أنه يستفزها لترد عليه وتتشاجر معه فيفسد كل ما تفعله , أشاحت بوجهها وهي تتجه للخارج .
– صباح النور.
بعد دقائق خرج من الغرفه ليجدها كالعاده بالمطبخ , تمتم بغيظ :
– دلوقتي اول ما اقعد افطر تطلع تقولي أنا عملتك القهوه اهي هدخل انام عشان مرهقه ولعبة القط والفار الي مش بتخلص دي ..

 

 

 

كانت بالفعل هذه طريقتها , لم تسمح له بالتقابل معها صباحًا لأكثر من خمس دقائق ولا توليهِ فيهم اي اهتمام , ربما لا تنظر له إلا عابراً , وجدها تخرج من المطبخ وبيدها فنجان القهوه , اتجهت تضعه أمامه وهي تقول :
– القهوه اهي , هدخل اكمل نوم .
كادت تذهب كالعاده إلا أن يده سبقتها وهي تجذبها له , وفجأه وجدت نفسها بالكرسي المجاور له , نظر لها ومازال يحتجز خصرها بيده وقال بابتسامه عابثه :
– هو أنا مقولتلكيش .
ابتلعت ريقها بتوتر لقربه المهلك منها فهي لم تقترب منه هكذا منذ عادت , تسائلت بخفوت :
– قولتلي اي؟
– مش أنا واخد أجازه يومين وقاعد معاكِ.
شهقت بصدمه حقيقيه ..من؟ يزن وأجازه يجتمعان في جمله واحده ؟! تتذكر أنه لم يأخذ أجازه منذ أجازه زواجهم ! ماذا حدث ليأخذ أجازه يومان أيضًا!.
– لي ؟ أنت تعبان ؟
قالتها بقلق وهي تطالعه منتظره الإجابه , لم تختفي ابتسامته وهو يجيبها :
– لا يابيبي مش تعبان , بس مراتي حبيبتي وحشتني ومش عارف أتلم عليها ,حتي لما برجع بتكونِ نمتي قلت أخد أجازه ونقضي اليومين دول كلهم سوا.
– لأ…مينفعش .. قصدي مفيش داعي .
– أنتِ تكرهي قعدتي معاكِ ولا اي ؟
ردت ببرود أجادته :
– لا خالص براحتك .
قالتها واستطاعت تخليص نفسها منه , اتجهت لغرفة نومهما وأغلقت الباب تاركه إياه خلفها يزفر بيأس فلم يستطع إبقائها معه , عزم علي تناول الإفطار والمحاوله معها مره أخري .
بالداخل ……
– الو ايوه يا طنط.
تحدثت في الهاتف بهمس وهي تراقب الباب .
– اي يا أمنيه في حاجه يا حبيبتي ؟
– يزن بيقولي واخد أجازه وناوي يقعد معايا وده مش هينفع خالص كده الخطه هتبوظ , هتجاهله ازاي وهو في وشي طول اليوم!
– طيب يا حبيبتي أنا هتصرف متشغليش بالك .
أغلقت الهاتف معها وجلست تفكر كيف ستتصرف والدة زوجها!؟
بالخارج……
دق هاتفه فوجدها والدته ..
– صباح الخير ياست الكل.
– يزن أمنيه عندك؟
كان صوتها خافت يفي بوجود شئ ما بها .
– آه ياماما في حاجه؟
قالها بقلق منتظر ردها …..
– تعبانه شويه خليها تنزلي.
انتفض واقفًا وهو يردد ..
– حاضر احنا نازلين اهو .
دلف للغرفه فوجدها جالسه فوق الفراش , قال بسرعه وملامحه قلقه …
– أُمنيه ماما تعبانه تعالي ننزل نشوفها .
انتفضت للحظه متناسيه أمر اتفاقهما ولكنها هدأت بعدها حينما أدركت خدعة ” سلوي “.
– حاضر يلا .
قضوا نصف اليوم عندها فاستطاعت أمنيه أن تكمل ما تفعله دون أي فشل , وبآخر النهار وجدوا دينا تدخل عليهم بحجة الاطمئنان علي ” سلوي ” …
– ألف سلامه عليكِ يا طنط.
كانت تهتف بها وعيونها ليست عليها من الأساس بل موجهه له وحده ” يزن ” بطريقه جريئه مثيره للإشمئزاز .
اشتعل الغيظ ب ” سلوي ” فهتفت بضيق :
– الله يسلمك يا حبيبتي أنا هنا ياماما سلامة نظرك .
وجهة نظرها لها بحرج وقالت :
– آه آه ياطنط شايفاكِ بس أصل بقالي كتير مشوفتش يزن فكنت هسلم عليه …….ازيك يايزن ؟
وقف فجأه بدهشه أثارة استغراب الجميع وقال بملامح مجعده :
– كويس , ماما أنا هطلع شويه وهبقي انزلك وأمنيه معاكِ عشان لو احتجتي حاجه .
ابتسمت سلوي بسعاده رغم جهلها لسبب ما يحدث وقالت :
– ماشي ياحبيبي اطلع .
كان يتجه للخروج حين مر بجانب دينا فوجدها تمسك ذراعه بيدها وهي تقول :
– يزن أنا ملحقتش اقعد معاك ده أنا بقالي كتير مشوفتكش .
كل هذا تحت أنظار سلوي وأُمنيه اللتان يتابعان ما يحدث باشتياط , وأمنيه التي اشاحت بوجهها للجانب لاتريد وجع آخر يضاف لوجعها .

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *