روايات

رواية مر الإهمال الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال البارت السادس

رواية مر الإهمال الجزء السادس

مر الإهمال
مر الإهمال

رواية مر الإهمال الحلقة السادسة

 

– شيلي ايدك لأكسـرهالك .
قالها يزن بهمس وهو يجز علي أسنانه بغضب , لكنها لم تزيل يدها بل قالت بكل وقاحه وبصوت عالِ :
– مش هسيبك غير لما تقعد معايا شويه , وحشتني بقالي كتير مشوفتكش ومقعدتش معاك .
قالت جملتها الأخيره وهي تنظر لأمنيه بجانب عينيها لتراها تقف من مكانها قائله ل سلوي :
– طنط هطلع أشوف الغساله لاني كنت مشغلاها وهبقي أنزلك.
بصعوبه بالغه استطاعت أن تنطق بهذه الكلمات الهاربه كعادتها دومًا , كانت هناك مراجل نيران مشتعله بقلبها ورُبما أصبحت سخونتها تطول جميع أجزاء جسدها , لن تتحمل بعد …هكذا قررت , لن تستطيع أن تتحمل علاقتهما المستفزه والموجعه لها , لن تصبر أكثر فقد أعطت ما يكفي في هذه العلاقه ألن يأتي يوم وتأخذ ! ؟
اتجهت للخروج دون أن تنظر لهما , مرت من جانب زوجها بحكم وقوفهما بالقرب من باب الشقه , توقفت حينما شعرت بيد تقبض علي يدها , التفت تنظر لتلك اليد فلم يكن غير يزن , الذي هتف :
– استني يا بيبي , هتطلعي كده عادي وتسيبي واحده قافشه في جوزك !؟
اتسعت عيناها بدهشه لحديثه ولم تعرف بما تجيب لكنها تشعر بوجود خطب ما خطأ .
أنزلت دينا يدها وهي تنظر له بضيق بدأ يتملك منها وقالت :
– أي واحده دي يايزن ؟
رفع حاجبه ببرود وهو يحيط خصر أمنيه بيده وقال :
– هو أنتِ واحد ؟
لم ترد بل نظرت له بغيظ أكبر , أكمل حديثه قائلاً :
– نورتِ يا دينا بس زي ما أنتِ شايفه ماما تعبانه وأنا ومراتي طالعين .
اشتعلت عيناها من الغضب وهي تقول :
– أنت بتطردني يا يزن ؟

 

 

 

 

 

نظر لأمنيه متسائلاً ببرود:
– هو أنا طردها يا بيبي ؟
نقلت أنظارها بينهما وأخيرًا انحلت عقدت لسانها لتتسائل بفضول :
– هو في اي يا يزن ؟
ردت دينا سريعًا قائله :
– ماشي يايزن أنا همشي .
خرجت بعدها متجهه لشقتها , وهتف يزن لهم :
– هطلع اصلي ونازل .
صعد هو الآخر تاركًا سلوي و أمنيه معًا .
– هو في اي يا طنط؟
قالتها أمنيه بتساؤل حائر فما يحدث لا يجد له عقلها تفسير.
ردت سلوي بغيظ وهي تنظر لها :
– في أنك موكوسه وخايبه ياروح طنط .
أشارت لنفسها بذهول وقالت:
-أنا ؟
ردت سلوي بسخريه وهي تلوي فمها :
– لا ياختي أنا , مستنيه أي يا خايبه مستنيه لما تاخد جوزك وتدخل شقتها ! يابت اي الهطل الي أنت فيه ده ؟ شايفها قافشه في جوزك وسايبهم وطالعه وقال اي الغساله ! هتشليني يابنتي ؟!
فركت يدها بتوتر وهي تقول :
– كنت هعمل اي ؟
– اتحركِ ياختي , قوليله تعالي عاوزاك ,قوليلها نزلي ايدك من علي جوزي , اعملي اي حاجه وده حقك , شوفتي مين الي بياخد حقك ويدهولها .
– قصدك أنا ؟ أكيد لأ يعني.
– لو مكنش يزن اتصرف كنتِ سبتيهم وطلعتي وقعدتي تهري في نفسك وسايباهم قاعدين هنا سوا يتكلموا ويضحكوا وأنتِ عبيطه بدل حتي ما تقعدي علي نفسهم قال بتفضيلهم الجو !.
– أنا كنت طالعه الم هدومي وامشي , عشان خلاص جبت أخري .
– يافرحـتي بيكِ يا مرات ابني .
قالتها سلوي بطريقه أشبه للعويل ,أهذا ما توصلت له ! ستترك لها الجمل بما حمل ! ماهذا الاستسلام المخذي ! لن تستطيع الحفاظ علي حياتها كلما قررت أن الانسحاب هو الحل الأمثل ؟ !

 

 

 

 

 

هتفت سلوي بعدم رضا :
– يابنتي كده مينفعش , جوزك زي ما مطلوب منه يصد أي واحده تتجاوز حدودها معاه أنتِ برضو لازم تعرفي ازاي تدافعي عن جوزك متستنيش لحد ما واحده تاخده منك وأنتِ واقفه ساكته ده حتي عيب في حقك , لازم تتعودي تدافعي عن بيتك وعن حقك بلاش استسلامك المستفز ده .
تنهدت بهدوء وقالت :
– حاضر هحاول .
أشاحت بيدها وهي تلوي فمها بامتعاض قائله :
– لسه هتحاولِ هتكون البت خدته منك .
جعدت أمنيه ملامحها بضيق وهي تستمع لحديثها , وبدأ القلق يغزوها حيال الامر .
ــــــــــــــــــــــ( بقلم ناهد خالد )_________
صعدت لشقتها فوجدت يزن قد انتهي من صلاته ,تسائل ما أن رآها :
– اي الي طلعك يا بيبي ؟
زمت شفتيها وهي تقول :
-مفيش طنط هتنام .
ابتسامه عابثه زينت ثغره وهو يقول :
– كويس عشان نقعد مع بعض بقي.
لم تضع حسبانًا لهذا ,لكن لا بأس ستسأل سؤالها ومن بعدها ستعرف كيف تهرب منه جيدًا .
اقتربت حتي جلست فوق الأريكه فاتبعها يجلس جوارها وكأنه طفل يتبع والدته , نظرت له بجانب عيناها فوجدته ينظر لها , أشاحت بنظرها وصمتت , استمعت له يسألها بنبره تخللها الحنان :
– عاوزه تسألي في اي ؟
نظرت له بتفاجئ مابهِ هذه الفتره قد عاد يعرفها من نظرة عيناها وحركاتها , رغم تجاهلها الدائم له لم يشتكِ ولم يقلل من اهتمامه العائد بعد غياب! .
تذكرت ذات مره منذ زمن قريب ربما أسبوع حينما جلس معها أثناء الإفطار بعدما أصر علي أن تشاركه إياه , كان يتحدث عن مشكله ما بينه وبين صديقه , ورغم استماعها الجيد لما يقول إلا أنها استطاعت أن تبين له عدم انتباهها لأي مما قاله حينما هاتفها فجأه متسائلاً :
– بيبي أنتِ معايا ؟ ……أُمنيه!
– ها .

 

 

 

 

 

قالتها وهي تنظر له وكأنه انتشلها من شرودها وأكملت :
– معلش مخدتش بالي كنت بتقول حاجه .
رأت الامتعاض يظهر جليًا علي وجهه رغم ابتسامته المغتصبه ونبرته الهادئه التي قال بها :
– لا يابيبي ولا يهمك , قوليلي سرحانه في اي ؟
وفي مره آخري حين تعمدت طهي أكله لا يحبها مطلقًا , وتصنعت النسيان .
– اي ده يا أمنيه ؟ عدس ! أنتِ عارفه أني مش بحبه .
قالها بضيق وهو ينظر للطعام والأدهي قد كان يوم تجمعهم يوم ” الخميس ” حينها ردت سلوي :
– معلش يايزن أصل أنا الي طلبته قولت حلو في البرد ده .
وأتاه ردها تاليًا :
– سوري يايزن نسيت أنك مش بتاكله , تحب اعملك حاجه تانيه ولا مش مهم ؟
وكأنها لا تسأله , وكأنها تقول له لا مهم ! , ابتلع امتعاضه وضيقه حينها وقال بهدوء :
– لا ياحبيبي كلي أنتِ أنا هطلع أخد شاور عن اذنكوا .
تتذكر يومها بعدما تركهم وقام عادل ليرد علي هاتفه , كانت كمن يجلس علي جمر حامٍ , قامت فجأه لتصعد خلفه لولا يد سلوي التي مسكت بها لتحول دون ذلك , نظرت لها بتساؤل لتجدها ترفع حاجبها وهي تسـألها :
– رايحه فين ؟
نظرت لها بملامح غير مرتاحه وهي تقول :
– صعبان عليا يا طنط أنتِ عارفه أنه مبيكلش النهارده من وقت ما بيفطر عشان يعرف ياكل معانا , بعدين احنا مقولناش هندخل الاكل في خطتنا .
نظرت لها سلوي بدهشه وقالت :
– هو أنا يابنتي الي قولتلك تعملي كده ؟ مش أنتِ الي عملتي ده وأنا مشيت علي عملتك !
زفرت باختناق وقالت :
– مانا ندمت بصراحه مكنش المفروض اعمل كده .

 

 

 

 

 

آتاها صوت سلوي الحاد :
– وعملتِ , يبقي تترزعي وتكملي الي عملتيه , أنتِ مش عيله صغيره عشان تعملي حاجه وترجعي تقولي مكنش قصدي , ثم لو هو جعان يقدر يطلب دليفري .
وللحق لم تستطع سلوي أن تقسي قلبها علي ابنها , فبعثت له بأخيه الذي تحجج أنه الآخر لم يستطع أن يأكل وطلب وجبه سريعه له ولأخيه , وهذا ما جعل أمنيه تهدأ وتتخلص من تأنيب ضميرها لها .
والكثير من المواقف المماثله حدثت منذ عودتها وجميعها يقابلها يزن بهدوء تام , بل وأيضًا عاد اهتمامه الحقيقي ليغزو حياتهما رغم الأسلوب الذي تتعامل بهِ .
استفاقت علي يد تلعب بخصلاتها , نظرت له لتجده مقتربًا منها كثيرًا مقتربًا لحد الخطر , ويده تتلاعب بشعرها بعاده قديمه كان يحبها ولم تكن هي أقل منه حبًا لها , التقت أعينهما للحظات تتسائل لما وصلنا لهنا ؟ لما أصبح بيننا هذا الحاجز المقيت ؟ , ثوانِ وتحولت النظرات لأشتياق وعتاب و…. , ارتجف جسدها وهي تراه يقترب أكثر مسلطًا عيناه التي انحدرت لتقطع التواصل البصري وتقع هناك فقط علي شفتيها , لم تستطع البعد ولم تستطع الرفض , لم تبدي أي ردة فعل .
قطع هذا التواصل وهذا القرب المحتم , وجع رهيب كاد يفتك ببطنها فصرخت فجأه حتي أفزعت هذا التائه في مشاعره
, نظر لها بصدمه وهو يراها تتمسك ببطنها بألم شديد حتي أحمر وجهها , انتفض يقترب منها يسألها ما بها والقلق يضرب جسده , ركض سريعًا للأسفل يجلب والدته بعدما فشل فشلاً ذريعًا في التصرف معها , عاد لها بعد ثوانِ فوجدها أهدأ قليلاً .

 

 

 

 

 

ركض لها وهو يهتف بفزع :
– أمنيه أنتِ كويسه فيكِ اي ؟
تابعته سلوي وهي قد ظنت أنها أحد الاعيبها للأبتعاد عنه فقالت بهدوء :
– تلاقيه دور برد ولا حاجه هاخدها الاوضه ترتاح وهتبقي كويسه .
نظرت لها أُمنيه تهتف بجزع وهي تفهم ما قد توصل إليه عقل سلوي من تفكير :
– لأ لأ ياطنط أنا مش كويسه , بطني بتتقطع .
حينها أدركت سلوي أنها لا تتلاعب فيبدو أن الأمر حقيقي , صرخة فزع خرجت منها ما إن شعرت بشئ يسيل بين قدمها وبالفعل ظهرت بعض الدمـاء تلوث ثيابها .
وكأن سهام انغرزت بجسده وهو يري تلك الدمـــاء التي بدأت في الظهور تبعها صرخة سلوي الملتاعه تبعها سقوط أُمنيه في دوامه سوداء ابتلعتها برحابه , كل هذا لم يستغرق ثانيه واحده ! وجسده كمن خشب محله فقط عيناه تكاد تخرج من مقلتيها وقلبه يصدر ضجيج عنيف يكاد يخترق صدره .

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *