رواية بعينيك أسير الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شهد الشورى
رواية بعينيك أسير الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شهد الشورى
رواية بعينيك أسير البارت السابع والثلاثون
رواية بعينيك أسير الجزء السابع والثلاثون
رواية بعينيك أسير الحلقة السابعة والثلاثون
كان جميع افراد عائلة العزايزي يقفون بداخل الغرفة حيث تم نقل سيلين إليها برفقة رضيعهما بعد انتهاء عملية الولادة
كانت تحمل صغيرها بحب و هي تقبل يده الصغيرة التي تجعلك تود قضمها من شدة جمالها
بلغت سعادة قصي هو الآخر عناء السماء و هو يقبل طفله الصغير قطعه من قلبه بحنان و رفق شديد
ربت سفيان على كتفه مردداً بحب :
ألف مبروك يا ابن عمي بتربى في عزك يا حبيبي
ابتسم له قصي و هو يحمل طفله بحذر شديد :
عقبالك انت كمان يا بن عمي
رسم سفيان على شفتيه ابتسامة باهته و هو يجلس بجانب فريدة التي كلما رأت حالته لا تستطيع سوا الحقد على ميان التي بسببها حفيدها تعيساً جداً !!
كان عمار سعيدًا رغم انه لم يتوقف عن القاء نظرات حانقه نحو قصي و بجانبه لينا تكتم ضحكاتها بصعوبة عليه
…….
– ما شاء الله زي القمر
قالتها ميان و هي تقف بجانب فارس تحمل صغير سيلين و قصي بحذر و حنان في حفل سبوع المولود
نظرت إليهما قائلة بتساؤل :
سميتوه ايه !!
ردد الاثنان معاً بحب :
يـامـن
ابتسمت قائلة بحب و خي تقبل انف الصغير برقة :
ما شاء الله اسم جميل زيه يتربي في عزكم يارب
رددت سيلين بحب و مرح :
امين يارب و نفرح بيكم قريب ان شاء الله و نشوف ليكم بيبي صغنون كده و تكون بنت و احجزها لابني حبيبي
التقت اعين ميان بفارس بخجل و رأت عيناه تلمع بالسعادة لمجرد التخيل فقط داعب الصغير بين يديها بحب و انضم اليهم الجميع عدا سفيان الذي اخذ جانباً حتى لا تتضايق ميان من تواجده
……..
رددت بسعادة ما ان عادوا من الخارج و قاموا بتبديل ملابسهم و ها هي الآن تجلس برفقته على فراشه تتحدث بسعادة :
شوفت كان جميل ازاي و صغنون خالص تحس انك عايز تاكله اكل من جماله و اسمه كمان حلو اوي ، يا خلاثي عليه
رد عليها بابتسامة جميلة و هو يمسك كف يدها يضع عليه قبلة رقيقة :
عقبالنا
سحبت يدها من بارتباك و توتر ملحوظ قائلة :
اا…ااا…انت بتحب اسامي ايه في الولاد
رد عليها بمرح :
بحب البنات اكتر
– اشمعنا !!
رد عليها بتذكر لشقيقته الراحلة :
عشان حنينين و الرقة كلها بتكون فيهم
ثم تابع بحماس :
انا عايز بنوتة مش واحدة لا كتير و اسميها اوركيد على اسم اختى الله يرحمها
رددت بنفس الحماس و حنين :
جميل اوي الاسم انا كمان عايزة اسمي مروان ، مروان اللي يرحمه كان بيحب اسمه اوي ، كان يفضل يرسم اسمه بأشكال مختلفة ، عمري ما شوفت حد بيحب اسمه زيه ، الله يرحمه
تنهد بعمق يسألها بهدوء :
ميان ، تفتكري هنوصل للمرحلة دي
سألته بعدم فهم :
مرحلة ايه !!
رد عليها بنفس الهدوء :
انا يكون عندنا اولاد و تكون لينا عيلة و نقعد نختار اساميهم سوا و نستنى تشريفهم على الدنيا بفارغ الصبر ، تفتكري هنوصل للمرحلة دي
اومأت له بخجل قائلة و هي تتحاشى النظر له :
ااا…الموضوع محتاج وقت ، بس مش مستحيل هو اقرب بكتير من التأكيد ، فاهمني
ابتسم قائلاً بحب و هو يحرك رأسه بنعم :
فاهمك
ابتسمت بتوتر قائلة :
يلا ننام الوقت اتأخر
قالت الأخيرة و هي توليه ظهرها و تنزل اسفل الغطاء اغلق الأضواء ثم فعل المثل يجذبها إليها بصمت لتنام داخل احضانه تضع رأسها على صدره
رفعت رأسها تضع قبلة صغيرة على وجنته قائلة بخجل و حرج :
تصبح على خير يا فارس
ابتسم مشدداً من عناقها قائلاً بغزل و صوت خفيض :
تصبحي على خير يا قلب فارس
…….
باليوم التالي بفيلا كارم
– شوفي اللي عايزة تغيريه ايه و كلنا هنا تحت امرك
قالتها والدة كارم لهمس حيث جاءت اليوم لترى الفيلا فقد اتفقت هي و كارم على المكوث برفقة والدته بالفيلا
ردت عليها همس بابتسامة واسعة وهي تعناقها بعد ان طبعت قبلة قوية على وجنتها :
الفيلا قمر و فرشها قمر و اللي فرشتها قمرين
ضحكت والدة كارم بقوة و هي تعانقها هي الآخرى بسعادة قائلة :
ماشي يا بكاشة اطلعي اوضة كارم شوفيها الاوضة التانية يمين في الدور اللي فوق
سألتها هبة أولاً بجدية :
هو كارم هنا !!
نفت والدته قائلة بابتسامة و قد فهمت عليها :
لأ في شغله من الصبح ، خلي همس تطلع تشوفها و تعالي نعمل انا و انتي قهوة نشربها لحد ما تنزل ، بس انتي اللي تعملي القهوة طول عمري احب اشربها نن ايدك و طالما انتي هنا اشتغلك بقى يا هبة
ضحكت الأخرى بخفوت و هي تذهب معها للمطبخ بينما همس صعدت لأعلى فتحت باب الغرفة لتتفاجأ بألوانها المريحة للأعين خليط من الأبيض و الأزرق
الأساس جميل يوجد غرفة ملابس و أيضًا بأحد زوايا الغرفة يوجد مقعدين و اريكة و شاشة كبيرة
فتحت احد الادراج التي اسفلها بفضول لتجد البوم صور مكتوب عليه باللغة الإنجليزية ” My soul ”
فتحت اول صفحاته لتتفاجأ بصورة كبيرة لها تبتسم فيها بتوسع ابتسمت مثلها الآن بقت تقلب صفحاته مع كل صفحة منه كانت تبتسم اكثر و هي تقرأ العبارات التي دونت اسفلها لكن تتساءل من اين حصل كارم على تلك الصور
كانت منشغلة به و لم تنتبه لمن دخل الغرفة منذ قليل و وقف مكانه يراقبها بابتسامة عاشقة اغلق الباب بهدوء و اقترب يحتضنها من الخلف فانتفضت مكانها مبتعدة عنه قائلة بفزع :
هو انت ، حرام عليك خضتني يا كارم
اقترب منها خطوة مردداً بمشاكسة و حب :
سلامتك من الخضة يا قلب كارم
سألته بتوتر :
انت هنا من امتى !!
رد عليها بابتسامة و هو يقترب منها بضع خطوات :
من لما فتحت اول صفحة
سألته بتوتر و هي تتراجع للخلف :
شوفت ماما تحت كانت بتسأل عليك !!
ابتسم بزاوية شفتيه قائلاً :
مشوفتش حد انا جيت اخد ملف نسيته و كنت راجع شغلي محدش تحت !!
رفعت اصبعها تحك به جبينها بتوتر قائلة :
انا هنزل اشوفهم طيب
ما ان مرت من جانبه و ذهبت باتجاه الباب قبض على يدها برفق يعيدها مكانها قائلاً :
عايزة تمشي كده ، انتي عارفة انا بقالي قد ايه مستني اللحظة دي ، اني لما ارجع القاكي هنا في بيتي و في اوضتي ، سنين يا همس
ردت عليه بخجل و توتر :
مينفعش أفضل هنا لازم انزل
اقترب منها فتراجعت للخلف حتى اصطدمت بالجدار خلفها حاوطها بذراعيه حتى لا تهرب قائلاً بهيام :
حلمت كتير باللحظة دي و باللي بعيشه ده لدرجة اني لسه حاسس انه حلم و هفوق منه و انتي مش معايا يا همس
ردت عليه بخجل و صدق :
بس ده مش حلم انا معاك و ليك و بحبك يا كارم
ابتسم بسعادة و هو ينحني يقبل جبينها بحب ابتعد ثم طبع مثلها على وجنتيها ثم تركزت نظراته على شفتيها و ما ان هم بتقبيلها دفعته بعيداً و ركضت لخارج الغرفة لكنه لحق بها يغلق الباب لتصبح محتجزة بيه و بين ذراعيه شددت بيدها على مقبض الباب قائلة بصوت مهزوز و توتر :
ابعد ايدك يا كارم خليني اطلع
لم يرد عليها بل وضع يده على خصرها يجذبها للخلف حتى اصطدم ظهرها بصدره يبعد خصلات شعرها جانباً طابعاً قبلة صغيرة على عنقها و ما ان همت لتأخذ رد فعل انتفضت بفزع عندما استمعت لصوت والدتها و والدته يأتي من الخارج :
تعالي اما نشوف اخرة صبري دي بقالها ساعه في الاوضة بتعمل ايه !!
التفتت همس لكارم تدفعه بقوة ناحية غرفة الملابس تحت صدمة و زهول الآخر و هي تردد بخوف :
هتفضح ، ادخل بسرعة و انا هطلعهم
جذبها قبل ان تخرج طابعاً قبلة قوية على وجنتها فصرخت عليه بصوت خفيض قبل ان تجذب الباب تغلقه خلفها :
سافل و قليل الأدب !!
سألتها والدتها ما ان دخلت للغرفة :
طولتي كده ليه بقالك ساعة بتتفرجي عليها
رددت همس بتوتر :
اه شوفتها خلاص وكنت نازله ليكي
رددت والدة كارم بحماس :
ليا صحبتي عايشه بره و نازلة مصر قريب اوي خليتها تجيب لهمس تشكيلة حلوة من بره لزوم جهاز العروسة شوفت صورهم يجننوا
رددت همس بحرج :
مكنش فيه داعي تتعبي نفسك
ضحكت والدة كارم قائلة بمكر و مشاكسة :
هو انا هتعب لأغلى منك ، و بعدين ما هو ابني اللي هيستفيد و هيتدلع
ضحكت هبة بقوة و هي ترى تورد وجه ابنتها التي اسرعت تخرج من الغرفة من حديثهما المخجل و الذي كان تحت سمع كارم الذي بالطبع سيكون الآن يبتسم بمكر خلف الباب !!!
خرج الاثنان خلفها و من بعدهما كارم الذي غادر من الباب الخلفي يبتسم قائلاً بمرح :
حبيبتي يا ست الكل
………
– عايز ايه !!!
قالتها عليا بحدة ما ان نزلت للأسفل عندما اخبرتها الخادمة ان سفيان جاء يريد الحديث معها
ردد بصوت حزين مرهق :
عايز اتكلم مع خالتي ينفع
ردت عليه بحدة :
انا مش خالة حد ، انا خالة عمار بس انا معرفكش من الاساس !!
ردد بقهر و حزن من نفسه :
متعرفنيش
نزلت حتى أصبحت تقف امامه قائلة بغضب :
ايوه معرفكش ، انت واحد غريب عني ، واحد غير اللي انا ربيته ، كنت بتقعد معايا اكتر ما بتقعد ما امك ربيتك انت و اخوك وسط ولادي و عمري ما فرقت و اخوك اللي معاشش معايا قدك طمر فيه التربية و العشرة و القرابة
ثم اشارت إليه متابعة بخيبة امل :
مش زيك روحت و بعت و مسبتش حتى إلا لما جبت سيرتنا بالباطل و خصوصاً بنتي ، يوم موت ابني مروان استنيتك تيجي بس مجتش ، كان بيحبك اوي كان نفسه يشوفك ، جالك كتير بس انت صديته حتى الوداع استكترته عليه
ثم ضربته بقبضة يدها بصدره مرددة بحزن :
بنتي حبيتك و مع ذلك مفرقش معاك دوست عليها و كسرت قلبها و كسرت قلبي و قلب ابوها عليها
نزلت دموعها رغماً عنها قائلة بقهر :
ده انتي من و انت عمرك يوم مكنتش بتفارق حضني ابداً إلا قليل كبرت على ايدي ، امك مكنتش بتحبك ربع الحب اللي حبيته ليك انت و اخوك ، كنت دايماً بقول انتوا و ولادي اخوات ، انتوا سند ليا انا و رأفت مع ميان و مروان بس خذلتني
أخفض وجهه ودموعه تنساب بصمت فصرخت عليه بحدة و عتاب :
مش بترد ليه !!
مسح دموعه مردداً بخزى من نفسه :
عشان مفيش رد ، مش لاقي اللي اقوله ، غلطان و استاهل اكتر من كده و لو مكانك مكنتش سمحت أصلاً اني ادخل واحد زيي من باب البيت
ثم تابع بقلة حيلة و حزن ارهقه :
بس كل الابواب مقفولة في وشي ، خسرت كتير ، قلبي لو بيعرف ينطق كان صرخ بعلو صوته من الوجع
نزلت دموعه من جديد مردداً بقهر :
في حالة زي كده الواحد بيجري علطول يترمي في حضن امه يستخبه فيه بس هي مش موجوده و لو كانت موجوده مكنش وجودها هيفرق ، فريدة مش هتهديني بالعكس كرهها لميان هيزيد
ثم نظر إليها قائلاً برجاء ان لا تخذله :
بس انتي غير ، انتي امي بجد ، امي اللي في يوم من الأيام بسبب غباء مني خسرتها زي ما خسرت كل حاجة حلوة في حياتي ، انا محتاج لحضن امي دلوقتي ، هلقيه مفتوح !!
لامس كلامه الصادق قلبها لكنها ابت ان تسامحه قائلة بقسوة جديدة عليها :
حضني لا يمكن يضم حد اذى بنتي بالشكل ده ، قلبي لا مسامحك و لا هيقدر يسامحك
اومأ لها و التفت ليغادر و هو يشعر بالخذلان و الألم لكنه لا يلومها بل يعطيها كل الحق ما فعله ليس بهين ابداً كاد ان يغادر لكنه توقف على صوتها قائلة بصوت مختنق و لم يطاوعها قلبها رغم كل شيء :
استنى !!!
التفت ليجدها تفتح ذراعيها له فهرول الآخر يعانقها بقوة و دموعه تنساب دون توقف كان يتمسك بها كالطفل الخائف من فقدان والدته يشكو لها مردداً بصوت مليء بالقهر و الندم :
سامحيني و خليها تسامحني ، قلبي واجعني اوي من بعدها ، خسرتها و خسرت الكل ، انا بحبها اوي
شددت من عناقه تبكي منه و عليه و ردت عليه بالأخير بحزن :
راحت للي يستاهلها و انت ربنا يبعتلك اللي تستاهلك يا سفيان
رد عليها بحزن و صوت باكي :
بس انا عايزها هي ، خليها تسامحني و انا عمري ما هزعلها تاني ، قلبي مش راضي عن بُعدها و نار قايدة فيا لأنها مع غيري
ثم تابع بوجع :
قالتلي مش عايزاك و عايزاه ، قولتلها هبعد بس مش قادر ، مش قادر اعيش من غيرها ، مش قادر اعيش بالوجع اللي جوايا ده ، الموت مش بيجي ليه ، ع الأقل هو رحمه لواحد زيي
صممت و لم تعرف بما تجيب عليه و اكتفت بالصمت بينما تمرر يدها على كتفه بحنان
……..
– ليه يا يزن !!
قالتها ياسمين بحزن ليزن
سألها ببرود :
هو ايه اللي ليه
ردت عليه بحدة :
ليه بسمة بعد كل اللي عملته !!
تنهد بعمق قائلاً بحزن :
انا و هي نستاهل بعض يا ياسمين
صمت لتكمل هي باعتراف :
نادر فعلاً كان بيهددها و انا بقلب في حاجته بعده ما مات لقيت صور ليها فعلاً واضح اوي فيها انها كانت مغصوبة !!
التفت إليها يسألها بسخرية :
لو مكنتش شوفتها صدفة يوم الفرح كانت هتفضل طول عمرها تمثل و تكون في نظري ميته
تنهدت قائلة بحزن :
سيبها في حالها يا يزن ، كفاية اذى بقى
ردد ببرود :
مش هعمل ليها حاجة ، بس كفاية عليها انها تعيش طول العمر معايا و هي عارفه ان قلبي و عقلي مع غيرها مش معاها !!
سألته بحدة :
طب ليه تعيش مع واحدة مش بتحبها !!
ردد بسخرية مريرة :
عشان نهايتي معروفة ، ربنا عطاني فرصة و حب بجد بس انا اللي ضيعته من ايدي ، قلبي معرفش يحب بعد بسمة غير بسنين طب تفتكري همس بقى اللي حبيتها من قلبي هقدر انساه بسهولة كده ، الحب الحقيقي بيجي مرة واحدة بس في العمر يا ياسمين !!
ثم نظر للسماء متابعاً :
لو كنت حبيت بسمة بجد مكنتش حبيت همس بعدها او حتى اعجبت بيها
سألته بحيرة :
انت عايز ايه يا يزن !!
رد عليها بحيرة هو الآخر و تشتت :
مش عارف بس اللي اعرفه ان انا و بسمة نستاهل بعض !!!
ثم ردد بسخرية مريرة :
امبارح كنت بتمنى بسمة تكون مكان همس و دلوقتي بتمنى العكس !!!
…….
بينما في المساء اغلق عمار باب المنزل و باب الغرفة عليه هو و لينا من الداخل مردداً باصرار و هو يقترب منها يتمسك بيدها حتى لا تهرب منه قائلاً بمكر :
شوفي مش هقولك لو ابويا قام من تربته لأ لو الاموات كلهم قاموا و العمارة اتهدت كده و القيامة قامت مش هتهربي مني انهارده يا لينا و هدخل دنيا يعني هدخل دنيا !!!!
………
الأيام تمر حتى أصبحت شهور لقد مضى فصل الشتاء و حل فصل الربيع لقد أصبحت متزوجة منه اكثر من عام
تحملها أكثر من عام يعاملها بصبر و لازالت تتابع مع الطبيبة
هل تبالغ ميان ان قالت ان اليوم أصبح لا يمر بدونه و انها أصبحت تمقت ابتعاده عنها و لو للحظات !!
بينما كارم و همس قاموا بتأجيل الزفاف ليكون بالصيف رفض كارم بالبداية بشدة لكنه اقتنع في النهاية بعد الحاح شديد منها
بينما تمر الحياة بين عمار و لينا و كذلك سيلين و قصي بين هدوء و جنون لكن يسودها الود و المحبة
…………
دخلت لغرفته فوجدته يضب ملابسه بداخل حقيبة سفر فسألته بتعجب :
هتروح فين يا فارس ، انت مسافر !!!
رد عليها بابتسامة :
كويس انك صحيتي ، عيد ميلاد فراس الأسبوع ده هنروح نقضي كام يوم لحد العيد ميلاد ونرجع ، ماما اتصلت عزمت الكل و لينا و عمار رايحين و كمان همس و كارم و مراة عمي و والدك و والدتك جاين حفلة كبيرة و كام يوم حلوين اجازة للكل نغير جو ، ده حتى سيادة اللوا عاصم و مراته جاين
صفقت بيدها بحماس ثم ذهبت لتضب اغراضها هي الأخرى و ما ان انتهت دخل عليها قائلاً :
تعالي نسهر شوية لو مش جايلك نوم
اقتربت منه قائلة بدلال :
ماشي بس بشرط
جذبها إليه مردداً بمشاكسة :
اشرط يا سكر انا كلي ملكك أصلاً !!
رددت بحماس و شهية :
نفسي دلوقتي اكل مكرونة بالصلصة تكون حراقه و معاها بانيه و ياه بقى لو بطاطس محمرة و ياه بقى لو المكرونة اسباجتي
سألها بابتسامة :
والملطوب !!
رددت بدلال و هي تداعب زر قميصه ببعض الخجل :
تطبخ انت عشان مش بعرف اعمل
ضحك بخفوت قائلاً بمكر :
بس انا مش بتثبت بالكلام لازم مقابل كبير
سألته بغيظ :
هتسيبني نفسي فيها يعني !!
ردد بمكر :
يرضيكي انا كمان أفضل نفسي في حاجة
سألته بتعجب :
نفسك في ايه !!!
ركز بصره على شفتيها و اخذ يحركها للأمام ويعيدها بخفة كمعنى انه يريد قبلة فرددت هي بخجل و غيظ بعد ان دفعته بعيداً عنها :
مش عايزة و مش هسهر مع قليل الأدب زيك
جذبها مرة أخرى إليه قائلاً بضحك :
خلاص يا ست قمصة هعملك متزعليش مني علطول كده ، بهزر
جزت على اسنانها قائلة بغيظ :
فاارس !!
ردد بهيام :
جننتي فارس و اهل فارس
ردت عليه بخجل شديد و هي تخفض وجهها ارضاً و بصوت خفيض جداً حتى لا يسمع :
تتجنن بيا أحسن ما تتجنن بغيري
سألها بمكر و قد سمعها :
قولتي ايه !!
ردت عليه على الفور :
مقولتش
ضحك قائلاً بمشاكسة :
سمعتك على فكرة
لكزته بذراعه قائلة بخجل :
انت رخم
دخل الاثنان للمطبخ فسألته :
ايه الحاجات اللي هتستخدمها عشان احضرها ليك
حملها من خصرها يجعلها تجلس على الطاولة الرخامية قائلاً بحب :
انتي تقعدي هنا زي الملكة و انا هجهز كل حاجة
جلست تأرجح قدمها في الهواء و هي تنظر إليها كيف ينتقل من هنا إلى هنا يعد إليها ما تحب ، كيف ينظر إليها و يعاملها كالملكة كل ما تطلب مُجاب
تذكرت بتلك اللحظة كلمات الطبيبة معها بالأمس :
سيبي نفسك يا ميان ، فارس جوزك كل اللي تحسي بيه ناحيته اعمليه من غير تفكير ، فارس جوزك مش خطيبك ، و مشاعرك ناحيته اللي ابتديتي تحسي بيها قوليله و اعترفي ، ريحي قلبك و طلعي الكلمات اللي جواكي و فرحيه معاكي !!
تشجعت و نزلت من على الطاولة تقترت منه و هو يخرج البهارات انحنت للأسفل ثم استقامت لتصبح بينه و بين خزانة اغراض المطبخ الطويلة
قبل ان يتحدث كانت تعانقه بقوة بادلها العناق بصمت و هو يقربها منه اكثر مرت دقائق فسألها بصوت خفيض :
مش قصدي حاجة حضني ملكك لوحدك طول العمر ، بس فيه سبب للحضن ده
ردت عليه بنفس النبرة وبصدق وهي تغمض عيناها :
حسيت اني عايزة احضنك ، بلاش يعني
لم يرد فابتعدت قائلة بمرح و خجل :
شكله بلاش
جذبها إليه مرة أخرى مردداً بلهفة :
انتي مصدقتي ، ده الكلام اخد و عطا !!
ردت عليه بمرح :
عطا مات خلاص
ضحك قائلاً بمرح مماثل :
عندك حق و عشان مات مش باقي غير الاخد يبقى اخد بقى
– تاخد ايه !!!
لم يرد بلسانه بل رد شفتيه التي التهمت خاصتها بقبلة شغوفة تحمل العشق الكبير لمن بين ذراعيه الآن جن جنونه و هو يراها تبادله بنفس الشغف و قد تركت العنان لمشاعرها كما اخبرتها الاخرى
انحنى يحملها بين ذراعيه و لم يصبر حتى يدخل للغرفة بل مددها على الاريكة و اكمل ما بدأه منذ قليل مر وقت قصير و انتفض الاثنان عندما سمعوا صوت شيء ما يأتي من المطبخ مع رائحة حريق….لقد احترق الطعام !!!
التقطت ميان كنزتها بسرعة ترتديها بخجل وهي لا تصدق ما حدث !!
كيف لم تنتبه او تشعر بما كان يحدث !!
كيف تغيب عقلها لولا ذلك الصوت و تلك الرائحة كانت حقاً ستصبح زوجة لفارس دون اي اعتراض !!
اين تبخر خوفها بل و الادهى انها حقاً كانت راغبة ليست نافرة او كارهه !!
نظر إليها فارس و هو الآخر غير مصدق ليس بأحمق كانت تريده مثلما يريدها لكن هل يقترب مرة أخرى ام يظل بعيداً !!
جاءه الرد منها قائلة بخجل شديد و هي تتحاشى النظر إليه فمنذ زواجهما لم يصل القرب بينهما لتلك النقطة :
تصبح على خير
قالتها و ركضت لغرفتها دون ان تنظر خلفها و الآخر بقى مكانه يلتقط انفاسه لا يصدق للآن ما كان سيحدث !!
جلست ميان فوق الفراش تضع يدها على قلبها ما حدث منذ قليل اكد لها انها حقاً أصبحت عاشقة لفارس !!!!!!!
……….
في اليوم التالي كان الجميع مجتمعون حول طاولة مستديرة يتناولون طعام العشاء في اجواء جميلة على البحر و ضحكاتهم ترن بالمكان
اشتغلت الموسيقى بالمكان لكن فارس بقى مكانه يجلس على الرمال يردد كلمات الأغنية و هو يحتضن زوجته و تاره يمرر يده بخصلات شعرها و يداعبها بأنفه و الأخرى بالرغم من خجلها الشديد إلا انها كانت سعيدة و بشدة
ايوه مافيش منك تخيل 🎶
مهما هقول عنك قليل
كل نهار في نهايته ليل الا ليلي نهار 🎵
ايوا مافيش قلب الا قلبك
ايوا مافيش حب الا عندك 🎶
يالي حبك خلي قلبي بين ايديك يحتار
عيني عليك قلبك حنين 🎵
اجي عليك علي طول تبين
دا انت عليك احساس يجنن هو دا الاحساس 🎶
لسا بتسال ليه بحبك مع انك عارف هقولك
هما حاجه وانت حاجه انت غير الناس 🎶
انتهت كلمات الأغنية و معها ردد فارس بحب لميان :
بـحـبـك
كان كارم ينظر لهمس من بعيد بتحسر و غيظ لعاصم الذي رفض قيام ابنته من جانبه ضحكت همس بخفوت على هيئة كارم ، بينما عمار اخذ يراقص لينا بحب و الأخرى تحاوط عنقه بسعادة
……..
باليوم التالي بمنتصف اليوم كانت تجلس على الاريكه بجانبه يشاهدون احد الأفلام بجناحهم كان يتابع هو بتركيز بينما هي كانت تتملل بجلستها منذ الأمس و هي تحاول قول ثلاث كلمات لا تقدر
استجمعت نفسها ثم رددت سريعاً :
فارس اا….انا…..
نظر لها باهتمام لتكمل لكنها صمتت مرة أخرى
فسألها بقلق :
انتي ايه يا ميان ، من امبارح و انتي كل شوية تقولي فارس وتسكتي ومتكمليش !!!!
ربت على خصلات شعرها مردداً بحنان و قلق :
حصل حاجة ، قوليلي متخافيش
نفت برأسها قائلة بتوتر و خجل شديد :
محصلش ، انا هروح اعمل شاي !!
قالت الأخيرة و هي تركض لداخل المطبخ الصغير الملحق بالجناح هاربه منه تفكر كيف تخبره انها مستعدة لاتمام زواجهما ، من اين ستحصل على كل تلك الجراءة
دخل خلفها مردداً بقلق و هو يجعلها تستدير لتنظر إليه :
لأ بجد فيكي ايه فهميني ، مش على بعضك ليه
نفت برأسها قائلة و هي تتحاشى النظر إليه :
انا كويسه مفيش حاجة
ردد بتهكم :
بجد كويسه ، عشان كده بتعملي شاي تشربيه و انتي اصلا ًمش بتحبيه !!!!
نظرت إلى داخل عيناه بصمت للحظات قبل ان تردد بخجل :
ما خلاص حبيته !!!!!
كلماتها زلزلته من الداخل و للحظة شعر بالتوتر و ان تلك الكلمات لها مغزى آخر فسألها بنبرة متوترة :
هو مين !!
ردت عليه بخجل شديد :
الشاي يا فارس !!
تعالى رنين هاتفه فابتعد ينظر لشاشته ثم إليها بعدها خرج من المطبخ و مرت دقائق و خرج من الجناح بأكمله فغادرت خلفه حيث يجلس الفتيات برفقة نادين على الشاطيء تقص عليهم مواقف تجعلهم يضحكون بقوة قبل ان تتوجه إليهم ظهر والدها امامها قائلاً :
تعالي يا ميان عايز اتكلم معاكي !!
اومأت له بتهذيب و بعد دقائق كانت تجلس معه بمكان هاديء على الشاطيء مردداً هو بهدوء :
جوزك اثبت فعلاً انه راجل و يستاهلك ، من غير ما اسألك عايزاه و لا لأ ، عيونك و نظرتك ليه ابتسامتك ضحكتك الصافية اللي بتطلع كفيلة انها تعرفني انك مرتاحة و مبسوطة
تنهد قائلاً بفخر :
نظرتي ليه عمرها ما خابت
منحته ابتسامة صغيرة ليتابع هو :
عارفة وافقت عليه اول ما اتقدملك ليه !!
نظرت له بتساؤل ليكمل رأفت حديثه :
عشان جاي و شاري مش بايع ، قالي كل اللي حاسس بيه مخباش عني حاجة
تنهدت بعمق و اكتفت بالصمت فردد هو بعتاب لم يقدر على كتمانه :
طول عمري انا و عليا نقولك اوعي تشتري اللي بايعك ، بس كان حب سفيان لعنه عميتك عن كل ده
اخفضت وجهها بحرج و خجل من ما عرضت والديها إليه في السابق فربت هو على كتفها مردداً :
هقولها ليكي من تاني يا بنتي ، لو في يوم و حصل مع اني شبه متأكد انه مش هيحصل ، لو حسيتي في يوم انه بايعك و مش عايزك بيت ابوكي مفتوح ، اوعي تيجي على نفسك تاني لمجرد انك بتحبي ، اوعي تقدمي تضحيات عشان حد مقدرش
رددت بخجل شديد بعد صمت دام للحظات :
انا بحب فارس يا بابا !!!!!!!!
ضحك بخفوت مردداً بسعادة و مرح :
عيونك فضحاكي يا قلب بابا
ركضت من امامه بخجل تتوجه للفتيات حيث مازالوا جالسين برفقة والدة فارس و بدون اي مقدمات رددت و هي تجلس معهم :
انا بحب فارس !!!
تهللت اساريرهم جميعاً و اكثرهم والدة فارس عانقتها بقوة و هي تتخيل سعادة ابنها عندما يستمع لتلك الجملة ضحكت همس و هي تضرب كفها بكف لينا قائلة بمرح :
سبيها يا طنط ام فارس البت هتموت مخنوقة قبل ما تقول لابنك بحبك
ابتعدت نادين قائلة بلهفة :
بعيد الشر عنها حبيبة قلبي دي
قصت عليهم بحيرة و خجل و اختصار مشكلتها فقد ارادت التحدث مع اي حد و إلا سيحدث لها شيء :
يعني ازاي هروح اقوله انا موافقة و جاهزة و اني بحبه !!!
رددت والدة فارس بمرح :
ده جوزك يا بنتي ، مفيش حاجة تخليكي تتكسفي ، قوليله انك جاهزة و بس
نفت ميان قائلة بصوت خفيض و وجه أحمر قاني من شدة الخجل :
مقدرش اقول كده يا طنط
تدخلت لينا قائلة بمرح و غمزة من عيناها :
طب مش شرط تقولي اعملي
نهرتها ميان قائلة بخجل و حدة :
لينا انتي بتقولي ايه ، بس عيب !!!
ثم تابعت بحرج و خجل شديد و هي تضع يدها على وجهها :
انا أصلاً مش عارفة ازاي بتكلم معاكم كده ، انا مش هعمل حاجة و لا هقول حاجة انا كده كويسة خلاص
ردت عليها والدة فارس بغيظ بعدما لكزاها بذراعها بخفة :
لأ بقولك ايه انا عايزة اشوف احفادي على كلامك ده مش هشوفهم غير في الحلم بس !!!
انهت حديثها ثم توقفت قائلة بصرامة :
خلص الكلام انتي هتقومي معايا دلوقتي و انتي كمان يا بت يا همس انا مش عارفة هما عاجبهم فيكم ايه العيال دي
اشارت لميان متابعة حديثها بسخرية :
واحدة ولا كأنها في ميتم علطول بالأسود و مبهدلة في نفسها
ثم اشارت لهمس متابعة بتهكم :
والتانية بايظة من كله مفيش انوثة كده و رقة
رددت همس بصدمة و سخرية :
جبر الخواطر اخترعوه من سنين يا طنط ام فارس ، سمعتي عنه و لا ايه !!
لكزتها بذراعها قائلة بضيق :
بلا جبر خواطر بلا نيلة انتي و هي قوموا معايا ، ده انتوا حكايتكم حكاية خلونا نلحق اليوم من اوله !!
سألتها ميان و همس معاً بينما لينا تضحك عليهما :
على فين !!!
غمزتهما قائلة بمكر لميان :
هنروح سوا نعمل اللي يدلع ابني يا مراة ابني !!!!!!!!
…….
بعد يوم طويل كانت كل فتاة تدخل لغرفتها تشعر بالسعادة من التغير الذي طرأ عليها لقد ابتاعت ملاً منهم ثياب جديدة و غيروا من ملابسهم المعتادة
قاموا ايضاً بتغير قصات شعرهم و قامت نادين بشراء ثياب نوم قصراً للينا و ميان اقل ما يقال عنها انه مجرد قماشة لا تستر ابداً
رغم اعتراض الاثنتان لم تستمع لهما و قامت بشرائهم قائلة لهمس بتوعد :
متفرحيش فيهم اوي كده ، هجيبلك زيهم بس لما تتجوزي الغلبان التالت !!
دخلت ميان لغرفتها تخبيء الثياب سريعاً و بتردد شديد كان تمسك بيده تلك الغلة البيضاء التي اشترتها والدته في حيرة من امرها !!! ترتديها اليوم ام لا !!!
……
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بعينيك أسير)
استمري يا قمر
اسلوبك مميز وممتع
رووووووعة
جميلة أوي كملي من فضلك