روايات

رواية القديمة تحلى الفصل الخامس عشر 15 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الفصل الخامس عشر 15 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى البارت الخامس عشر

رواية القديمة تحلى الجزء الخامس عشر

رواية القديمة تحلى الحلقة الخامسة عشر

علي الجهة الاخري …خطف ناير الهاتف من يد زهرة واغلقه ..

_ ايه اللي انت عملته ده؟؟انت اتجننت؟؟…

صف السيارة بغضب محدثا صريرا مزعج والتفت إليها بغضب..

_ انزلي..

نظرت حولها باستغراب تحول إلى خوف وتوتر وهي تشاهد المنزل الذي سبق واختطفت به…تابع ناير تعبيراتها باستغراب ثم تحولت ملامحه الي الالم وشتم نفسه علي نسيانه مثل هذا الشي الهام…كيف نسي حادثة اختطافها بهذا المنزل !!..

عاد يأمرها بصوت أقل حدة…

_ انزلي يا زهرة …

فتحت الباب بأيادي مرتعشة تشعر بحاجتها الي الراحة ..تشعر ان قدميها ستخذلها…

امسك بيدها حتي يدلفا الي المنزل …تركها ناير بعد أن اجلسها علي الاريكة وذهب حتي يجلب لها ماء ..

_ خدي..اشربي واهدي كده …

اخذت منه الكوب وتجرعته كاملا ثم وضعته على الطاولة أمامها والتفتت إليه حتي تبدأ العراك…

_ انت جايبني هنا ليه؟؟…انا مش عاوزاك يا ناير..حاول تنساني..طلقني وانساني ..

من الغباء الان ان يستخدم اسلوب الشدة معها ..ببداية زواجهم رفضته صراحة بسبب عمله وأنها تخاف من ضباط الجيش والشرطة ولكنه وعدها انها ستكون خارج دائرة الخطر تماما…ورغم اعتراضها بوقتها الا انه وجد والدها يهاتفه يتفق معه علي موعد حفلة الزفاف…

_ يا زهرة انت بتحاسبيني علي ايه؟؟..انا أمنت البيت كويس..بس اللي ربنا كاتبهولك اكيد هتشوفيه حتي لو انا عملت ايه..

دمعت عيناها وهي تتذكر حديثه معها وانتهاءه باعتذاره عن انقاذها…

_ بحاسبك علي ايه!!!…بحاسبك انك بديت شغلك عني وسبتني ف أيديهم…انت متعرفش كانوا بيعملوا فيا ايه…انا مبقتش مدمنه وبس..لا انا كنت يوميا بضرب الا بس الكام يوم اللي قبل م تلاقيني فيهم…كنت بترجاهم عشان يريحوني يا اما يدوني الجرعة يا اما يموتوني..بس كانوا بيستمتعوا وهما شيفني بتلوي …

فاكر قولتلي ايه لما اتصلت عشان تتصرف وتتجدني؟؟..قولتلي ايه كل ده تليفونات عندي شغل…سبني امشي يا ناير انا مش عاوزاك..

طوال فترة حديثها كان ينظر إلى الأرض لم يستطع رفع بصره إليها…خذلها كثيرا ويعلم ذلك..

_ امشي يا زهرة….

نظرت اليه مصعوقة من تخليه عنها بهذه السرعة…ثم تداركت نفسها سريعا واخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت حيث اختيها….

********************

انتقل ناصر النوساني الي منزله بعد ان انتهي من توضيبه…لم يستطع البقاء بمنزل أخيه وهو يري معاملة ابنته له وتجنبها إياه في كافة تصرفاتها …كما أنه غاضب حقا من وقاص ولا يريد رؤيته …

انتقل الي منزله منذ اسبوع فقط …كان يحاول معرفة كل شئ عن حياة بناته …صعق عندما علم ان عابد وناير متزوجان علي بناته..لكن ما دهشه اكثر هي زهرة..كيف توافق على زواج ناير من اخري؟؟!!!!…

وكيف يستجري عابد أن يتزوج علي ابنته التي سحرته من اول مرة رأها بها؟؟؟…

دلف إليه الخادم يقول بتهذيب…

_ وصلوا يا فندم …ادخلهم؟؟..

اومأ برأسه إيجابا ..يجب أن يضع النقاط علي الحروف الان ويصلح ما اتلفه بحياتهم بجهل منه…

دلف ناير وعابد ووقاص الي المنزل منهم الذي يشعر بخطأه في الزواج مرة أخري ومنهم من يتبجح ويسير بكل عنجهية وغرور…

_ تعالوا اقعدوا…كلامنا احتمال يطول شوية ف اللي عنده معاد …

توقف عن الحديث وحول بصره ناحية ناير الذي تهللت اساريره فمن المؤكد أنه سيتحدث معه عن ابنته وهو غير مستعد الان…

تابع ناصر حديثه بحدة وصوت مرتفع قليلا…

_ يلغيه…

جلسوا جميعهم علي المقاعد منتظرين حديثه…الي أن هتف بجدية ..

_ تعالي ورايا يا وقاص…

دلفا الي غرفة المكتب الخاصة به حتي يستطيعا التحدث بحرية..

_ اتجوزت علي بنتي ليه يا وقاص؟؟…ناقصها ايه عشان تتجوز عليها؟؟…الفصل الخامس عشر…

باليوم التالي…

كانت العائلة جميعها تقف أمام الغرفة منتظرين خروج الطبيب حتي يطمئنهم علي حالة ناصر …

بما فيهم عابد وزوجته فقد أصر عليها بالمجئ والاطمئنان على والدها ..

بعيدا عنهم تجلس زمزم علي احدي مقاعد المشفي وبيدها الهاتف تتحدث مع ياسر…

تطورت علاقتهم كثيرا ..أصبحت تخرج معه في اي مكان …تقضي اليوم معه ..مستغلة في ذلك عدم معرفة أي شخص من طبقتهم الراقية بحقيقة زواجها من وقاص…

خرج الطبيب من الغرفة وأسرع قدري إليه يسأله بلهفة عن حال أخيه…

_ طمني يا دكتور …هو عامل ايه دلوقتي؟؟..

رد عليه الطبيب بعملية…

_ هو الحمد لله كويس…ويقدر يروح معاكوا كمان…صحته الكويسة ساعدته أنه يتخطي الجلطة …بس طبعا مش محتاج اقول إنه يبعد عن اي ضغط…

بعد رحيل الطبيب …دلف قدري وابنته وازواج بناته الثلاث للاطمئنان عليه فيما اتجهت كل من زهرة وتمارا نحو زمزم وجلسوا بجانبها…

اغلقت زمزم الهاتف ونظرت إليهم هاتفى بسخرية…

_ ناصر النوساني ميوقعش ابدا…ده صحته ادنا احنا التلاته مرتين تلت مرات…قال يبعد عن اي ضغط قال…هو احنا اصلا جينا ليه؟؟…مش اخوه وبنته وعياله التلاته معاه..

ونهضت من مكانها وعدلت من ثيابها واكملت حديثها قائلة..

_ حلو جدا …انا ماشية …خارجة مع ياسر لو حد سأل عليا ..ده لو طبعا…ف انتوا متعرفوش انا فين ..

التفتت حتي تغادر لكن صوت شقيقتها الوسطي اوقفها…

_ اللي انت بتعمليه ده غلط يا زمزم …عارفة انك متجوزاه غصب عنك…بس الطلاق كان احسن ليكي وليه…ع الأقل مش هتحسي انك خاينة….

انت طول عمرك بريئة …متخليش الظروف اللي حواليكي توسخك…

جاءها صوت زمزم الجامد…

_ انا مبعملش حاجة غلط …ابن عمك من ساعة م اتجوزني وهو رميني ومش معتبرني مراته..جبلي مراته ف البيت وعمل وعمل ..و ع الأساس ده انا بتصرف….ولو حاسة بالذنب ف انا مش هقولك ع اي حاجة تاني يا زهرة …سلام…

بعد رحيل زمزم التفتت زهرة الي تمارا قائلة…

_ عقليها انت يا تمارا ..اللي هي بتعمله ده غلط…واكبر غلط كمان…تطلق احسن..

صعقت تماما عندما صدمها رد تمارا عليها…حتي انها أثارت الشك داخلها ..

_ محدش فينا عاش اللي هي عاشته..يمكن ياسر ده هون عليها وجع حياتها كله..بتصرفات بسيطة…ويمكن ب..بكلام بسيط كمان…

وشردت في الرسالة النصية التي جاءتها أمس…رسالة باللغة الإنجليزية …

“I miss.the beautiful eyes that I can sail through forever. I miss The smile that send me to heaven”…

افتقد العينين الجميلتين و التي أبحر فيهما إلى مالا نهاية. افتقد الابتسامة التي ترسلني إلى السماء “”..

فاقت من شرودها علي صوت زوجها وهو يهزها بعنف بعض الشئ..

_ ها..ايه يا عابد فيه ايه؟؟..

_ ها ايه…بقالي ساعة بقولك ادخلي لابوكي سأل عليكوا …بس زمزم فين؟؟..

نهضت من مكانها حتي تذهب الي إليها وهي تقول…

_ معرفش هي راحت فين..قالت هتمشي…

دلفت تمارا إلي الغرفة دون تعبير..حتي انها لم تسرع نحو ابيها تطمئن عليه…فقد سارت نحو شقيقتها ووقفت بجانبها…

حفر الالم ملامحه علي وجه ناصر وهو يراهم بعيدا عنه..وتذكر أيامهم القليلة سويا عندما كان يجتمع معهم علي الافطار…تذكر زمزم وابتسامتها التي تذكره بوالدتها…قطب جبينه وبحث عنها بالغرفة لكنه لم يجدها…

_ زمزم فين يا تمارا؟؟..

_ زمزم مشيت..

ناصر بقلق…

_ راحت فين؟؟…

_ معرفش…هي اول م الدكتور خرج وقال إن حضرتك كويس مشيت…قالت وجودها ملهوش لازمة..

كانت تعلم جيدا وقع كلماتها علي والدها…لكنها لم تستطع السيطرة على نفسها …أرادت أن تشعره ولو بلمحة بسيطة مما عانته احداهم بسبب السنة ازواجهم أو عائلاتهم…

عم الصمت بالغرفة وتوجهت الابصار جميعها الي تمارا…كان من المفترض ألا تفصح عما قالته زمزم لها إذا كان جارح بهذا الشكل… اصطدمت عيني تمارا بعيني زوجها ..نظراته النارية الغاضبة تلك لم تعد تخيفها..ستنفصل عنه وتتحرر منه…لا تريده ولا تريد والدها…فقط شقيقتيها وصاحب الرسائل المجهول….

***********************

بمكان اخر…

تجلس زمزم علي الطاولة وامامها ياسر ينظر لها بحب صادق…لم ينتبه الي اي شئ ..يعلم جيدا أنه سيواجه ضغوط من والدته حتي يتزوج جارتهم والتي تعتبرها والدته بمثابة ابنتها بعد موت والديها ..لكنه لن يستطيع فقد تعلق بها وانتهي الأمر …

_ مالك يا ياسر؟؟..ساكت ومبحلق فيا كده ليه ؟؟…

ياسر بعبث ..

_ م ابحلق…عندك مانع ولا ايه ؟؟…

هزت رأسها نفيا وهي تبتسم بحب…دائما ما تقارن بينه وبين وقاص..ماذا اذا كان وقاص يعاملها كإنسانة طبيعيه؟؟…ماذا كان سيحدث إذا عاملها برفق ؟؟..حتي اذا كان لا يريدها …

_ ايه مبتاكليش يعني؟؟..

ابتسمت زمزم بحب وهتفت…

_ انا الحمد لله يا عم..شبعت اوووي كمان…وانت اكلت ؟؟..

اومأ برأسه هاتفا…

_ امم.. اكلت…

أمسكت زمزم حقيبتها واخرجت منها شئ ما وامدت يدها به أمامه قائلة…

_ طيب…انا حجزت امبارح تذكرتين عشان نروح سنيما…ينفع؟؟..

اومأ برأسه وامسك بيدها ولثمها بقبلة رقيقة وناعمة…ثم نهض من مكانه واوقفها وخرجت من المطعم ممسكة بيده وهي تبتسم بحب…غافلة عن ذلك الرجل الذي يرصد جميع تحركاتها لزوجها …

عادت زمزم الي المنزل بمنتصف الليل بالضبط سعيدة بدرجة لا توصف …توقفت مكانها عندما شاهدت وقاص أمامها ينظر لها بغموض..

_ راجعة مبسوطة ما شاء الله..

ابتسمت زمزم نصف ابتسامة وهتفت..

_ فعلا..وماليش مزاج أن حد يعكنن عليا..ف ياريت اي مواقف شهامة ولا حاجة تأجلها لبكرة..عن اذنك..

توقفت مكانها كتمثال من الرخام عندما قال..

_ بس انا عاوز اخلي جوازنا حقيقي..والنهاردة… ايه رأيك؟؟..

التفتت له ببطء شديد ونظرت إليه بقوة وهي تقول بابتسامة وقسوة…

_ عمرك..شوف عمرك ف حياتك م هتلمسني…ولو حصل مش هتردد لحظه اني انتحر عشان اخلص منك انت والشخص اللي ف المستشفي اللي محسوب اب عليا ده..

وضع يده بجيب بنطاله قائلا بشراسة وهدوء…

_ تعرفي أن رفضك المتكرر ليا ده يخليني اشك فيكي؟؟..

بادلته الابتسامة بقسوة شديدة وهتفت بصوت متهكم..

_ لا معلش..شك براحتك..لو لاقيت حاجة ابقي قولي…تصبح علي خير يا..يا ابن عمي..روح لمراتك بقي زمانها قالبة الدنيا عليك..

وصعدت الدرج بهدوء وهي تردد احدي الاغاني الرومانسيه القديمة مما جعله يتميز غيظا بقوة أكبر وغضب شديد…

******************

بمنزل عابد سلمي..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القديمة تحلى)

اترك رد

error: Content is protected !!