Uncategorized
رواية خلف باب تفاحة الفصل الرابع 4 بقلم مروة جمال
رواية خلف باب تفاحة الفصل الرابع 4 بقلم مروة جمال
رواية خلف باب تفاحة الفصل الرابع 4 بقلم مروة جمال |
رواية خلف باب تفاحة الفصل الرابع 4 بقلم مروة جمال
– نعم!
قبلت الزواج وكفى. لم يكن الأمر مرتباً ولا هي امرأة مزدوجة المعايير، هي امرأة تشعر بالوحدة.. تدور في فلك لا يرحم، تمارس دور الأم والأب والأخت والأخ وأحياناً الجدة. تتظاهر بالقوة ولكن هي في داخلها ضعيفة. امرأة لن يرحمها المجتمع اذا ما دخل على أبناءها رجلاً غريباً وبأسوء الألفاظ قد تُرشق لأنها بحثت عن متعة حلال.
ولهذا هو ناسبها، بهدوءه وصلابته وحتى تجهمه. بالتعابير الجادة البعيدة عن الغزل الرخيص والترتيب الهاديء التي ظنت أنه سيرتبط بالكذب المريح. خداع مشروع تحتاجه، الزوجة لا تعلم ولا داعي لمعرفتها.. لا داعي لإيذاء نفسي أو مناورة ومنافسة.
مرت الجلسة بهدوء.. جلسة عائلية غريبة حضر أخوها توقيع العقد وأخوه.. كلاهما شاهد. ثوب أبيض هاديء جداً وشقة فارغة لأخيه تكفي بالغرض. رعشة تملكت جسدها حين وقعت في الورقة جوار اسمه، ورقة عقد عرفي تضمن عدم فقدانها لحضانة أبناءها وباب بسببها سيغلق بعد قليل عليها وعليه وغريزة ما!
لحظة بدت غريبة مزعجة، قرار شعرت وكأنما تسرعت به ولكن كان يجب أن تتخذه. تنقذ أنوثتها ربما، تختار إنسانيتها مع رجل يشاركها ولو حتى الكلمات أحياناً، فكرة الإحتياج للآخر رغماً عنها.
حين استدار نحوها شعرت أن ملامحه ضخمة جداً تحتل أغلب وجهه، شعرت أنها تراه الآن بشكل جديد بطريقة جديدة.. كرهت نفسها وشعرت أنها لا تفهمها ثم قالت بصدق تام:
– لا أفهم كيف فعلت هذا سريعاً.. سريعاً جداً
ردّ ببساطة ساخرة:
– ربما تمرداً.. ربما حباً في المغامرة
قالت بيقين:
– لا أعتقد أن هذا القرار ينتمي للمغامرة.. أنا تعبت من الوحدة وتشبثت بأول رجل جيد
غامت عيناه بنظرة غريبة، نظرة رجل له آلامه وخباياه:
– هل ترينني رجل جيداً
– أظن ذلك.. أتمنى
تأملها وكأنما يتأمل قراره الثائر الجديد، نوع من المعاندة التي لم يتصور أين ستوصله.. إلا أنه لم يكن غاضباً أو سعيداً.. كانت مشاعره محايدة تماماً، طفولية نوعاً ما!
الرجل طفل كبير
الرجل طفل كبير
يؤمن بها وتجاهلتها زوجته
وهي لم تكن على دراية بكل تلك التفاصيل
– لقد أخبرتها لتوي أننا تزوجنا!
***
هل ستنهشها الغيرة.. ببساطة هكذا!
تبكي.. تصرخ.. تعيش لحظة غضب استثنائية.
شعور قاتم بالهجران أحاط بها، الكلمات سهلة والفعل حريق.. الكلمات فكرة والفعل واقع مرعب.. الكلمات محاولة والفعل هو الجاني!
تزوج..
ببساطة تامة!
يأخذ امرأة غريبة له فوق فراش
يختار بمزاجية تلك المرة، يختار امرأة تعجبه..
لقد تجاوز العبث حدود المعقول، ونوبة الغضب القاتمة محبوسة في صدرها. وسط كل هذا عليها سريعاً أن تعود للمنزل.. تعد طعام الغداء وتتحكم في دموعها أمام الأولاد حين يعودوا من المدرسة. ترتاح كما كانت تقول له وتنام في غرفة المعيشة التي جعلتها غرفة نومها وهي تعلم أنه ليس في الغرفة المجاورة. تعلم أنها لا تعاقبه ولا تتمرد عليه لانه ببساطة غير موجود.. قسم نفسه بينها وبين امرأة آخرى.. أعطى غريبة ما حقاً كانت تظن أنها متفردة به.. خذلها.. ببساطة خذلها ولم تظن أنه قد يخذلها أبداً
لم تفهم معنى كلمة أتزوج حتى تلك اللحظة
لم تفهم المحتوى ولا الشعور ولا النفور ولا الكراهية ولا دوامة الغيظ القاتل
لم تفهم الخسارة حتى تلك اللحظة
– تزوجت.. نصها ببساطة تامة
وكان نصها هي سريعاً تلك المرة.. ولكن متأخراً!
– طلقني