Uncategorized
رواية خلف باب تفاحة الفصل الخامس 5 بقلم مروة جمال
رواية خلف باب تفاحة الفصل الخامس 5 بقلم مروة جمال
رواية خلف باب تفاحة الفصل الخامس 5 بقلم مروة جمال |
رواية خلف باب تفاحة الفصل الخامس 5 بقلم مروة جمال
هي مصابة بصداع غريب من نوعه، وكأنما وضع أحدهم رأسها في ماكينة مثلجات!
أمام عينيها وبعد أن ارتشفت لتوها البعض من عصير الخوخ المخفف البارد كان ابنها الأصغر يلعب بسياراته، يعيش عالمه الخاص مع تلك المجسمات الصغيرة ويضع لها مساراً فوق السجاد والطاولة ومقاعد الصالون الذي يزورهم فيه أحد. يبتسم لها في براءة ناعمة وهو يقول متذمراً لأنه جدته من جالسته وقت الظهيرة:
– تأخرتي ماما
ابتسامة حنون تسربت من بين شفتيها، حاولت أن تتناسى ما حدث، فقرة العبث الأولى فوق مسرح واقعي مقيت. كان يقف أمامها جوار فراش وقد أخبر زوجته لتوه مثل طاووس متباهي بقرار زواجه ثم فجأة ركض الطاووس بغضب أحمر الوجه بعد أن جاءته من الزوجة رسالة!
هرب وتركها وهي واقفة مكانها تماماً دون حتى أن ينظر خلفه. بعد تصلب دام لثلاث دقائق ونصف ضحكت غير مصدقة، نظرت لنفسها المرآة فشعرت أسوء شعور قد ينال امرأة، وسألت نفسها بصدق مؤنب ما هذا الذي فعلته.. لم فعلت في نفسها هكذا،، من أجل رجل تصرف في لحظة هوجاء بأنانية أو رجل يفكر بنصف السفلي!
ماذا عنها؟!
لقد كانت امرأة سعيدة، امرأة تعيش مع رجل تحبه بين أربع جدران وتربي ثلاث أطفال أجمل من العالم كله.. ماذا فعل بها الفقد!
نالت أسوء صداع ممكن، أغلقت هاتفها لأنها لا تريد أن تسمع منه حرفاً واحداً.. وعادت راكضة لمنزلها.
ربتت على خصلات الأصغر وقبلته وهو لا يفهم العبرات في عينيها وطلت على غرفة ابنتها الكبرى وابنها الآخر في حنين لأيام مضت. كبرا الآن ولم يعودا متشبثين بها كالسابق،، تقول أحد صديقاتها أنهم سيكبرون سريعاً وستكبر هي سريعاً أيضاً، حياتها عام تلو عام في اختطاف وستدرك متأخراً أنها ستبقى وحيدة..
– وأولادي
– الأولاد لا يبقون يا لبنى
هل ناسبتها نصيحة صديقتها، سيرحل الأولاد عاجلاً أم آجلًا لعالمهم المستقل ولهذا عليها أن تبحث عن رجل تشيخ معه حتى لو تحت غطاء زواج سري.
أرادت أن تستخدم عبارة مبتذلة في وصف ما حدث، تمارس جلد الذات على نفسها بقسوة. لقد نسف الزوج المختار لحظة البداية باحترافية وجعلها تندم أشد الندم على قرار الزواج كله.
نظرت نحو صغيرة ساخرة ثم قالت بيقين كئيب:
– الوحدة ليست سيئة جداً يا طارق؟
– ما معنى وحدة
– هل ستتركني حين تكبر
– نعم سأعيش في أمريكا!
ضحكت يائسة ثم عانقته بقوة شديدة، ولم تدرك متى بدأت في البكاء بحرقة.
***
يراقب ملامحها بغيظ.. بغضب.. يحدق فيها وداخله رغبة عنيفة بأن يحطم رأسها العنيد بكف يده. يخفق في صدره قلب متمرد وغاضب وعاشق!
وهي.. هي لم تحبه يوماً!!
قال بنبرة لاذعة وهو يعترض طريقها وهي تكاد تركض مبتعدة عنه كي تغلق على نفسها باب غرفة المعيشة:
– هل أحببتني يوماً!
فغرت فاهها لا تصدق ما يقوله! أيحادثها عن الحب!!، يقرر في لحظة ما أن تتشارك به معها امرأة آخرى ويبلغ ويخطط وينفذ ثم يحادثها عن الحب.
ضاقت عيناها بانتقام وهي تواجهه:
– الآن أكرهك
ودون دعوة تابعت بحسرة، تمرير خيبة قاتمة به من خلال عينيها وكلماتها:
– معك ذبلت
– لا أراكي ذابلة
– بلى.. واخترت لنفسك امرأة تزهر
تخطته في عصبية، كانت تدفعه بعنف بينما هو يسيطر بقسوة آلمتها على ذراعها.. تجثم كلماته فوق أنفاسها كـ صخرة:
– لن أطلقك
– أنا لا أريدك
كانت تصرخ بيأس ولوعة، ترتجف كلها من الرأس حتى أخمص القدمين. شعرها مبعثر ووجنتاها رطبتان من الدمع. وفوق ملامحها رغماً عنها ورغم عنادها وكبرياءها وقوتها المزعومة مرسوم قهر.
قال وهو يلهث يائساً وقد اُستنزفت قواة بدوره:
– أنتِ لم تبدين اعتراضاً في السابق
ودون أن يسمح لها بـ ردّ تابع بنبرة محترقة:
– لن أسمح لكِ بتدمير المنزل
هل جرب الوجع؟ هل يفهم الوجع بداخلها الآن! هل يكترث حتى.. صرخت من جديد وبحزن ويأس تام يناقض الصورة القوية التي رسمتها أمامه من قبل..
– أنا من أُدمر المنزل!!
ردّ وبعينيه جمود كريه..
– نعم! زواجي لن يدمره ولكن طلاقنا سيفعل
– هذا ظلم
– تلك هي الحقيقة
استغل هدوءها المستقطع واتجه نحو مبرد جانبي يحتفظون فيه بزجاجات المياة، أخرج زجاجة صغيرة فتحها لها ثم ناولها إياها في حنان وقال وهو يخترق ثقل جفونها من البكاء والتعب:
– أنا أحبك
– كيف تفعل هذا وأنت تحبني كيف تقول..
قاطعها على الفور:
– كنت أعاندك.. كنت غاضب ليس أكثر
عيناه تصالحها.. كلماتها تصالحها.. والواقع قاتل!
قالت بيأس:
– كيف.. كيف!! أنت تزوجت
وعاد الحنق ليحتلها من جديد، مشاعر جديدة عليها، حسرة وغضب وانتقام وضيق تنفس بشع. هو يعطيها مصل سم حار ويطلب منها أن تتفهم ألمه.
قال بأحقية غريبة،، مبرر كل فعل في العالم..
– غلطة!
نظرت نحوه في صدمة بينما هو يتابع بلهفة صارمة:
– سأصلحها قريباً لا تقلقي
– قريباً!
همست بها ببقايا امرأة، بقايا قوة.. كانت قد اُستهلكت تماماً..
أما هو فقال بجمود قاتل.. لطخ المنطق بطريقة معتادة جداً!
– لا أستطيع أن أطلقها الآن.. لقد كتبت العقد منذ ساعات فقط وبحضور أخيها.. شهران فقط يا حبيبتي وسنمزق العقد وكأنه لم يكن.
كلمات مثل دق المسامير في منتصف القلب
مؤلمة وضرورية لتثبيت البرواز الذي يقول أنه يحمل صورتهما معاً.
عبارة تالية بحجم فوضى أسقطها فوق رأسها:
– لو فقط صارحتيني بهذا الغضب واللهفة من قبل لما تزوجتها أبداً!
تتمة تصيب راوي بلوثة الإلهام:
– أنا حتى لا أتذكر ملامحها.. هو مجرد زواج صوري وسيظل
المرأة حين تعشق تأكل الوردة،، والرجل يأكل المرأة ومعها خمسة آخريات لو استطاع
جذبها نحو غرفتهما، ترجم تشبثه بها بالطريقة المعتادة ورضخت. كان رائعاً، أفضل من المتجهم الذي يعيش معها منذ سنوات ممرراً كيف لا تعجبه وكانت هي ثمرته الحلال التي كادت أن تكون محرمة واستدرك الموقف