روايات

رواية روح بلا مأوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة فتحي

 رواية روح بلا مأوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة فتحي
رواية روح بلا مأوى البارت الحادي عشر
رواية روح بلا مأوى الجزء الحادي عشر

رواية روح بلا مأوى الحلقة الحادية عشر

الحب يدخل قلوب الرجال بدون استئذان يتسلل
داخلها ببراعة، بينما يطرق باب الانثى أولًا
****
ولج للداخل فوجدها تتنقل بهدوء ترتب الشقة،
فألقى سترته على الأريكة ثم جلس ينزع حذاءه
وهو يراقبها حتى اقتربت منه واضعة ذراعيها فى
خصرها قائلة بحدة :
– لا أسمع انا مش هفضل الم وراك كتير كده
انت هنا مش فى فندق اه .. انت مش صغير
كمان عشان كل حاجه تبهدلها كده
فى الوقت السابق كان حديثها معه هكذا يخرجه
من تعقله أم الآن فهو سعيد لعودة شخصيتها
اولتلك الأقنعة الزائفة التى تحاول أن تثبت من
خلالها أنها بخير، ابتسم يهز رأسه بالإيجاب :
– حاضر
ابتسامته جذابة الجاذبية الشرقية هزت رأسها تنفى هذه الافكار قائلة :
– انت بتاخدنى على اد عقلى
اتفضل قوم شيل كل حاجة ودخلها على الأوضة جوه
ابتسم وهو يلملم اغرضه قائلًا بمزاح :
– تمام كده تحبى اروح اجيب الشرشوبة وامسح كمان
انا فى المسح معنديش ياما ارحمينى
ضحكت بخفوت على طريقة مزاحه ثم اشارت له
على باب غرفته :
– لا شكرًا اتفضل
*****
بعد أن انتهت من الأعمال المنزلية قامت بصنع قهوتها
وتوجهت نحو الأريكة وجلست تشاهد احدى قنوات
الطهى بكامل تركيزها خرج من غرفته وجدها صامته
تشاهد التلفاز، توجه وجلس على مسافة لا بأس بها
منها، رمقته بتوتر وهمت بالأنصراف إلا أنه اوقفها
قائلًا :
– رايحة فين ؟!
رفرفت كيان عدة مرات باهدابها ونظرت امامها :
– هروح انام، تصبح على خير
طالعها بتمعن وهو يثبت مقلتيه على تفاصيل وجهها :
– هو انتى مالكيش اصحاب
سحابة حزينة طغت على لمعت عيناها وهى تقول :
– لأ معنديش
شعر بحزنها ثم سألها :
– أومال لو بتحبى تخرجى بتخرجى مع مين ؟!
أطرقت رأسها أرضًا :
– كنت بخرج مع ماما هدى الله يرحمها وبعد كده
مابقتش اخرج
رفع نظره صوب عينيها و يقول بابتسامة هادئة :
– يعنى الحال من بعضوا، طب ممكن تخرجى معايا
نغير جو
تهلل وجهها كطفلة صغيرة وهتفت دون وعى :
– بجد بجد
شعرت بخجل بسبب اندفاعها ثم اجابته وهى تنهض :
– لا مش هينفع ممكن تروح مع ضياء تصبح على
خير
نهض هو الاخر وهو يقف امامها قائلًا بنبرة حازمة :
– لأ انا وانتى قدامك نص ساعة وتجهزى تمام
هزت رأسها بالموافقة وهى تحاول الهرب
من نظرات عيناه التى تحاصرها
*****
يجلس معاها فى مطعم فاخر على النيل،
تطالع النيل امامها وسعادة جالية على ملامحها
يشعر براحة رهيبة تكمن بخلاياه عند رؤية ابتسامتها
فاصبح يكتفى بصمتها، التفت لها فوجدته يطالعها
بنظرات غريبة عليها فقالت :
– ميرسى على الخروجة
اومأ لها بابتسامة هادئة :
– ميرسى ليكى انتى أنا كنت محتاج اغير مود من ضغط الشغل
رفعت عيناها إليه متساءلة :
– انت بتشتغل هنا مش قولت جاى وماشى
استند بمرفقيه على الطاولة وهو يجيبها :
– احنا بنفتح مركز التجميل
فرع فى مصر وانا حاليًا
بشرف عليه المفروض ماكنتش اجى لأننا بنسلم
الشغل لشركة وهى بتخلصهُ وبنزل على الافتتاح
بس كان فى مصلحة عايز اخلصها بس دلوقتى
عرفت انه كله نصيب ومكتوب
اطرقت رأسها وهى تطرق باناملها على الطاولة قائلة :
– هو انت هتمشى امتي ؟!
شعر بضيق يعتمر صدره بمجرد ذكرها رحيله فهو
يشعر انه مسئول عن سعادتها سألها بنبرة يغلب
عليها الحدة :
– انتى عايزانى امشى ؟!
زهقتى ؟!
همت برد عليه لكن قطعها رنين الهاتف فطالعت
الشاشة ثم ضغطت على زر الاجابة :
– الو باشمهندس طاهر
– لا مفيش حاجة .. اكيد هكون موجودة الصبح
ابتسمت ابتسامة واسعة وهى تتحدث :
– لا مش لدرجة هربت بكره هكون موجودة
بداخله يشتعل نارًا لكنه يحاول تفسير السبب او
يعلم لكنه يحاول أن ينكره فدائمًا ما كان يسمع
الغيرة على شخص لكنه أول مرة يعلم أنها تؤلم
كأى مرض جسدى زفر بحرارة وهو يطالع ابتسامتها
انهت المكالمة فأسرع وهو يقول بضيق:
– عايز أيه ؟! هو متعود يكلمك متأخر كده؟!
هزت رأسها بالنفى واحتدت ملامحها :
– شغل عادى وبيأكد عليا ميعاد بكرة . لا مش متعود
ساد الصمت بينهم طويلًا ثم قالت له بصوت مختنق :
– عايزة اروح
نهض فى ثبات يقف امامها وهو يطلب الحساب
اخرج النقود من جيبه ووضعها فى ظرف الحساب
ثم اردف بحزم :
– يلا بينا
*****
فى صباح اليوم التالى
خطت خطواتها داخل الشركة وهى بأوج لحظات
سعادتها قد حصلت على وظيفة ثابتة
رفعت معصمها تطالع ساعتها وصلت فى ميعادها
طرقت على الباب ودلفت للداخل وما أن وقعت
عيناه عليها حتى وقف يطالعها وكأنها أول مره يراها
هل هذه ابنة عمه فعلًا، نعم الشبه واضح بينهم
عيناها بهم محبة وطهارة وصفاء لكن ملامحها
الجميلة ذابلة، لكنه اقسم أنه لن يتركها بعد الآن
لن يتركها تواجه ذئاب عائلته بمفردها
بللت شفتيها ثم حدثته بنبرة منخفضة اخرجته من شروده :
– لو مش فاضى ؟! انا ممكن امشى وآجى بعدين
ابتسم وهو يهز رأسه بالنفى قائلًا :
– رجعتى فى كلامك ولا أيه اتفضلى اقعدى
تقدمت تجلس على المقعد امامه بينما هو نهض
من خلف مكتبه يجلس على المقعد المقابل
لها ويرمقها بنظرة تحمل فى طياتها الكثير
والكثير، لكنه كابح ظهور أى شئ على وجهه
ثم قال :
– بس يعنى المكتب نور من دخلتك على الصبح
زمت شفتيها ثم قالت بنبرة منبهة :
-تااانى
تحرك من امامها ليجلب فنجانين ووقف امام ماكينة
صُنع القهوة ثم اردف :
– يا ست كيان بالراحة عليا كل مرة كده
طب والله المكتب نور بيكى
تحرك وهو يضع فنجان القهوة امامها بينما هى ابتسمت
باستيحاء :
– ميرسى.. ياريت العقود عشان امضى لأنى عندى
محاضرة
– كلية أيه ؟!
– اداب تاريخ
اومأ لها بالإيجاب ولم يُرد أن يضغط عليها اكثر
فتوجه يجلس خلف مكتبه ووضع العقود امامها
وعليها القلم لكنه تعمد اخفاء اسمه وضعت القهوة من يديها على الطاولة
وهى تلتقط القلم وتنقش اسمها فى الخانة الفارغة
بينما هو حك ذقنة النامية قائلًا :
– طب مش كنتى تقرأى العقود الأول ؟!
قطبت جبينها ثم سألته :
– قصدك أيه؟! ما الأنسة بيلا بعتالى نسخة على واتساب
غمز لها بمكر قائلًا :
– طب مش ممكن اكون بمضيكى على بيع املاكك
تذمرت بغضب طفولى قائلة :
– باشمهندس انا مش غبية
ضحك بتوسع ثم هز رأسه نافيًا :
– تؤتؤ مش قصدى بس أنا بنبهك
كمان مبحبش حد يقولى باشمهندس ممكن
طاهر بس مش بحب الألقاب
رفعت نظرها إليه ثم ابتسمت وهى تهز رأسها :
– لا مينفعش
اجابها باصرار :
– لأ ينفع اوى .. كمان انا حجزت مكان وابتدوا يشتغلوا
فيه وهيبقى مطبخ كبير وانت الشيف المسئول عن
كل حاجة وهيبقى فى مساعدين تحت ايديك
استغرقت كيان عدة دقائق وهى تستوعب ما قاله
ثم هتفت معارضة :
– لأ كده كتير انا مش شيف ولا ده مجال دراستى
يعنى أنا على قدى مينفعش
– الدراسة مش كل حاجة وانتى
قدها وانا واثق فيكى واعملى حسابك عيد ميلاد بيلا
اول حاجة هتبتدى بيها
ثم اكمل حديثه بغمزة :
– اشربى القهوة وقولى رأيك يمكن تاخدينى مساعد شيف
التو ثغرها وهى ترتشف القهوة قائلة :
– اخدك مساعد شيف عشان قهوة من الماكينة
الطموح حلو بردو
قهقه الاثنان معًا ثم نظر لها بتمعن فهو ليس امامه سوى
الصبر حتى تنطوى أيام الفراق وتبدأ ايام المصارحة
ويتصل حبل الحب
****
بعد الظهيرة
ما لبث أن دخل ضياء المكتب وجدها تنهض تلملم
اشياءها توسعت ابتسامتها ثم حدثتة قائلة :
– ضياء !!
وقف امامها وهو يتأملها بأريحية ثم تقدم منها يمد يده لها بصندوق صغير :
– صباح الورد .. أنا جيت ألحقك قبل ما تروحى
المكتبة عشان جايبلك حاجة يارب تعجبك
ابتسمت وبدءت بفتح الصندوق وجدت داخله
هاتف والكثير من انواع الشوكولا الفاخرة فقطبت حاجبيها ثم رمقته بنظرات متساءلة
وهى تحمل الهاتف ابتسم قائلًا :
– افتحى.. الباسورد تاريخ افتتاح المكتبة
وادخلى على الجاليرى وهاتى اول فيديو
ادخلت كلمة السر ثم فتحت المقاطع وشاهدت
فيديو مجمع لها يحمل صورها على اغنية
عيونها تتدرج كامواج البحر الزرقاء وهى تطالع مقطع
الفيديو افعاله تُأسر قلب أى امراة فرفعت عيناها إليه
وضعت يديها على شفتيها وهى تنظر له باعجاب :
– ايه الجمال ده مش معقولة عرفت تجمع الصور
دية كلها ازاى
جلس امامها بثقة قائلًا :
– شغل التصميم ده لعبتى انا جنياس فى الحتة دية
ده غير إنى بعشق التصوير وخاصة الاماكن النادرة
والسياحية انا عندى لاب للصور دية
جلست هى الاخرى وعينيها تلمع بحماس قائلة :
– وأنا جدًا وحاولت فترة اتعلم التصميم بس مليت
بسرعة بس بحب اماكن التصوير اوى
صمت للحظة ثم اردف :
– انتى صح وطلعت فى حاجة بتجمعنا
انا مستعد اعلمك
مدت يديها تناوله الهاتف وهى تقول :
– بس مش عايزه اتقل عليك
وقف وهو يلملم اشياءها معاها وهو يقول :
– الفون ده ليكى وهعلمك عليه هدية منى
ويلا عشان اتأخرنا على المكتبة
حينما يهوى قلب الرجل أمراة
قتلت ألف امرأة داخله ولا يرى سواها
*****
بعد مرور عدة ساعات توجه ضياء إلى المركز التجميلى
وبداخله سعادة يشعر أنه بفصل الربيع والازهار
الفواحة تتفتح بصدره برائحة الحب
وما أن وطئت قدمه المكتب وجد كنان يمضى على
اوراق متأففًا بكلل ثم رفع نظره يحدجه بنظرات
نارية :
– البيه كان فين من الصبح مش فيه اجهزه طبية
المفروض تمضى على استلامها وجاية بأسمك
جلس ضياء على مقعده وهو يزفر متسائلًا :
– هااا مالك يا سيدى؟!
وأيه اللى مضايقك كده ؟!
زمجر كنان ثم قال :
– أيه مسمعتش اللى قولتوا
التو ثغر ضياء ثم ابتسم بتهكم :
– لا أنجز مش هقول مالك كتير انا مش مرتبط بيك
القى كنان القلم من يده ثم إتكأ على مقعده للخلف
وهو يغمض عيناه بارهاق وسرد له ما عاشته كيان بأسى وما أن انتهى، اعتدل فى جلسته يستند
بمرفقيه على سطح المكتب يتابع ردة فعل ضياء
بينما ضياء تجمدت ملامحه يحاول استيعاب حجم
تلك المعاناة التى عاشتها ثم ضيق عيناه بشك قائلًا :
– انت متأكد ولا خيالها واسع اصل الموضوع صعب أوى
تنفس بعمق ليرد عليه بانهاك :
– بغض النظر إنى صدقت كلامها من أول حرف
لأخر وملامحها الدليل لكن بردو امبارح اول مروحت
اتصلت بالمحامى وأكد كلامها
تساءل ضياء بتعابير مهتمة :
– طب ناوى على أيه ؟!
استرعى كلامه انتباه كنان فسأله مستفسرًا :
– فى أيه ؟!
مش فاهم قصدك
استطرد ضياء يقول بجدية :
– يعنى انت عملت الجواز ده حجة عشان تديها الشقة
ومش تشك ولا تدور وراك انك ما اخدتش اى اجراء ضدها
وكانت حجتك أنك مش هتقدر توفر مكان ليك
فبقول خلاص ومتضغطش اكتر عليها بقعدتك
فى الشقة معاها وحاول تديها مبلغ كويس
وعرفها الحقيقة وبعد كده طلقها تشوف
حياتها وكفاية اللى شافتوا من يوم ما اتولدت
بهتت ملامحه وجف حلقه شاعرًا بغصة فى صدره من كلمة الطلاق لكنه حاول اعطاءه تفسيرًا ارتجاليًا كى
ينطلى عليه حتى يعلم هو السبب الأساسى فقال :
– تانى يا ضياء متركز معايا شوية انا بنزل ادور عليه
فى المنطقة هناك على اساس انى من اهل الحتة
عشان حد يوصلنى بالسمسار ده الكل بيقول هو الكبير
فى كل حاجة وماحدش بيبيع غير بأذنه فكده لو سأل
هيعرف إنى مش جاى من بره وبدور على مكان اوسع
مش هيشك وهيطمن وهشوفه خصوصًا أن ملف
القضية اتقفل على ما اظن
تعقدت تعبيرات وجه ضياء قائلًا :
– ما كفااااية يا كنان هو ايه .. مش حاسس باللى انت
فيه متورط فى ..جوازة ..وحوار مالكش فيه وعمى
هو اللى هيتصرف .. طلقها وعوضها ماديًا وخد بالك
انت كده بتأذيها كمان
خرج عن صمته بجملة واحدة :
– أنا ماشى مش ناقص كلام منك
خرج من المكتب وقطع الردهة بخطوات متسعة
وسريعه
*****
ولج طاهر إلى منزله من بعد انتهاءه من حفلة اليوم
بأرهاق خلع سترته وألقاها على المقعد ثم تقدم وهو
يجوب المكان بعينه يبحث عن والدته حتى وقعت
عيناه على التى تجلس على الأريكة ولا تعيره انتباه
وقف امامها يحدجها بغيظ ثم هتف :
– هى ماما فين ؟!
لم تجيبه وظلت على وضعها وهى تضع طلاء الاظافر
ثم رفعت يديها وهى تطالع اظافرها باعجاب
زفر طاهر بغضب وهو يمسح على شعره مرورًا بوجهه
فصاح بها بحدة :
– هاااااجر أيه اطرشتى مش سامعة ؟!
بقولك ماما فين والباقى ؟!
تنهدت وهى تغلق زجاجة الطلاء ثم اجابته فى تعجب :
– هو انت مش قولت يا هاجر متدخليش اوضتى
ومالكيش دعوة بأى حاجة تخصنى
بتكلمنى ليه بقى ؟!
صر اسنانه بغيظ محاولًا أن يتحكم بغضبه قائلًا :
– اه متقربيش من اوضتى
ومالكيش دعوة بأى حاجة تخصنى
بس لما أكلمك تردى عليا
اجابته ببرود :
– ايوه يعنى مش شايفنى مشغولة بحط المانيكير
كور كف يديه من شدة غيظة ونظراته تحمل الوعيد قائلًا :
– وانتى طالعة من بيتكم عشان تحطى المانيكير بتاعك
هنا .. انجزى ماما وكرم وبابا فين
التو ثغرها ثم نفخت فى اظافرها حتى تجف
ورفعت عيناها إليه تجيبه :
– خالى نزل المحلات وخد كرم معاه
ماما نزلت تجيب حاجات للبيت وسابت البيت
فى امانتى انا …. على الله حكايتك بقى
تابع طاهر بنفس نبرة صوتها قائلًا :
– على الله ياخدك .. على الله ياخدك يا هاجر
ثم انصرف موليها ظهره وهو يتمتم ببعض الكلمات :
– مستفزة بنى ادمة مستفزة
******
بمجرد أن دلف للداخل وداعبت انفه رائحة الطعام
وتلاقت أذنه صوت الاغانى فابتسم تلقائيًا وقادته
خطواته نحو المطبخ كالعادة تعمل وتصب كامل
تركيزها فى الطهى وقف خلفها يحدق بها
فى صمت ثم اقترب يغلق اللاب خلفها،
انتفضت ثم استدارت، وجدته يقف خلفها
فابتسمت بهدوء :
– حمدلله على السلامة انا خلصت وكنت هتطفيه
تمتم كنان مبتسمًا :
– لأ خلاص اتعودت خدى راحتك أيه كل الأكل ده
عندك اوردر
هزت رأسها بنفى :
– لأ ده أكل للملجأ متعودة أعمل كده من ايام
ماما هدى هما اكتر ناس مننا نكون قريبين منهم
صمت للحظات هو يعمل خير دائمًا لكن لم يفكر ابدًا فى اطفال الملجأ، تنهد ورمقها بابتسامة ثم انصرف إلى غرفته، هزت كتفها بعفوية وهى تطفأ الموقد على الطعام
بعد مرور ساعتين خرج من غرفته فوجدها تجلس
امام شاشة التلفاز تشاهد احد برامج الطهى كالعادة
فجلس بجانبها وهو يمد يده لها بقرص مدمج
قطبت حاجبيها وهى ترمق القرص متسائلة :
– أيه ده ؟!
ابتسم لها ابتسامة بسيطة ثم قال :
– السى دى ده بتاعك
جحظت عيناها ثم قفزت من مكانها وهى تضرب صدرها ثم حدثته موبخة :
– يا نهارك اسوود سى دى بتاعى يعنى أيه
انت كنت حاطتلى كاميرات بتتجسس عليا
يابن ال.
سحبها من ذراعها بين اصابعه الغليظة ليمنعها من اكمال
وصلة توبيخها قائلًا :
– أيه دماغك القذرة دية
ده السى دي بتاعك لكارتون روبنزل الجزء التانى
كنت للاسف جايبوا ليكى بس خلاص انا غلطان
نهض واقفًا يوليها ظهره فاسرعت تمسك يديه
وهى تترجاه قائلة :
– اسفة اسفة مقصدتش ممكن السى دى عايزة اتفرج
عليه
التفت لها طالع لمعة عيناها فهى انثى بروح طفلة
ومازالت لم تتجاوز طفولتها فتلألأت الدموع بعيناها
هكذا تثبت انها مولودة للتو من رحم البراءة
حاول كبح نفسه من ضمها وتجفيف دموعها
بشفتاه نفض افكاره سريعًا وهو يناولها القرص
فقفزت بسعادة وفرحة فجلس ثانية.
فسالته بتوتر :
– انت هتتفرج معايا ؟!
وضع ساق فوق الاخر ورفع حاجبه بمشاكسة :
– لو مش عجبك اخده اتفرج جوه
هزت رأسها بالنفى :
– لا هوا هاجيب اللاب واجى
بعد مرور ساعة وقد وصل الفيلم الكارتون المنتصف
فجاءة شعر بثقل يرتمى فوق كتفه رمقها بطرف
عيناه فوجدها تغط فى نوم عميق ابتسم بداخله
وظل يراقبها وقلبه يثور بداخله كأنه بحرب حاول ان يكبح جماح نفسه إلا أنه خضع لقلبه مد ذراعه يضمها وكأنه يخشى عليها من الخدش، حتى تثاقلت جفونه هو أيضا
فى الصباح شعرت باشعة الشمس تتسلل
لعيناها فتحت عيناها بتمهلل قطبت حاجبيها
ثم كتمت شهقاتها بيدها وتسللت بهدوء على
اطراف اصابعها نحو غرفتها
****
بعد مرور عدة ساعات فى مكان عملها انطفأت الأنوار فجأة وهى تعمل بالمطبخ الجديد
فشعرت بهلع وهى تتخبط بين الأوانى خوفها بلغ
ذروته، التقطت اذنيها صوت اقدام لكنها لم يهدأ
ذعرها بل تضاعف حاولت أن تبتلع ريقها بصعوبة وهى
ترتجف قائلة :
– مين ؟!
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية روح بلا مأوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *