Uncategorized
رواية عهد الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور بشير
رواية عهد الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور بشير
رواية عهد الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور بشير |
رواية عهد الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور بشير
نظر لها عاصم نظره لا تستطيع فهمها فاستطردت و هى تهم بوضع يديها فوق كتفه قائله: مالك يا حبيبى فيك إيه
فإشاح عاصم بوجهه بعيداً عنها ، فأقتربت سمية منه أكثر ثم رفعت يديها الأخرى مرجعه رأسه مرة أخرى إليها ثم هتفت بحزن على حال إبنها: أنا حاسه بيك يا عاصم ، و عارفة كويس أوى أنت فى إيه يا أبنى دلوقتى
رفع عاصم بصره إليها ثم نطق بمرارة: مفيش حد يقدر يحس باللى أنا حاسس بيه يا أمى ، أنا ضايع ، ميت ، مش عارف رأسى من رجلى
أقتربت منه سمية ثم اجتذبته إلى أحضانها و أردفت بنبرة حانية: بعد الشر عليك يا نور عينى ، متوجعش قلبى عليك يا عاصم أكتر من كده يا حبيبى ، فأبتعد عاصم عن أحضان والدته قائلاً بوجع: دى الحقيقة يا ماما ، أنا بقالى ٧ سنين عايش تايهه و يوم ما لقيت أهلى و عيلتى و قولت خلاص هرتاح لقيت نفسى فى دوامة و توهه أكبر من اللى كنت فيها ، فهبطت دمعه ساخنه من عينيه فرفع يديه سريعًا ماسحا تلك الدمعة و تابع بتوهان؛ السبع سنين اللى فاتوا دول كانوا بمقام ألف سنة عشتهم بألف شخص و ألف وجع يا أمى ، عمرى ما فرحت فيهم ولا أتمنيت حاجه إلا أنى أعرف حقيقتى و أفتكر كل حاجه ، فسار باتجاه الشرفة و استندت بيديه على إطارها ثم سحب نفسا عميقا امتلاءت به رئته و تفوه قائلاً: أنا جوايا صراع يا أمى ، صراع مش عارف أوله من أخره ، كل ما أبص فى عين كل واحد فيكم بلاقى نفسى فى دوامة ، و حرب قايمه جوايا ، لقطات كتير أوى و ذكريات بتمر قدام عينيا و كأنى فى سباق بحاول أفهم أى حاجه أو حتى أفتكر و لو جزء صغير من الحقيقة ، لكنى فى نهايه كل مره بكتشف أنى خسرت فى السباق كالعادة ، ثم ألتفت إلى سمية و أبتسم بانكسار و سخريه من وضعه هذا؛ أنا مش عارف عاصم كان عايش حياته أزاى ، ولا عارف أحدد هل مشاعر عاصم بتاعت دلوقتى هى بتاعت زمان ولا لا
نظرت له سمية بشك ثم استطردت بأبتسامة ذات مغزى: أنت كنت بتحبها و لسه بتحبها يا عاصم ، ثم وضعت يديها على موضع قلبه و أردفت بنبرة حانية؛ طاوع ده يا حبيبى ، ده عمره ما كدب عليك أنا أمك و عارفة أنا بقولك إيه
نظر لها عاصم نظره ثاقبه و هو شبه مغمض عيونه ثم تابع قائلاً: قصدك إيه بكلامك ده
هتفت سمية ببساطة قائله: يعنى أنت بتحب عهد يا عاصم و مهما حاولت هتفضل لازقه هنا و هنا ، ثم إشارت بسبابتها إلى قلبه مرة و إلى رأسه مرة اخرى ، و تابعت قائله؛ حتى لو كنت فاقد الذاكرة
توتر عاصم فى هذه اللحظة كثيرا ثم همس مرددا: بحبها
اومأت سمية برأسها عدة مرات ثم واصلت حديثها قائله: ايوه بتحبها ، و كل اللى أنت فى دلوقتى بسبب الصراع اللى جواك يا عاصم بين حبك ليها و أنك عايزها و بين أنك مش عارف تفتكرها ، ده غير وجود فرحه كمان اللى بيمثل عائق كبير فى حياتكم
عاصم صامت لا رد له على حديث والدته هذا …
فتفوهت سمية بنبرة حانية يشوبها الكثير من الحب: صارحنى يا حبيبى و قول اللى جواك عشان تستريح ، تعالى نام على رجلى زى زمان و قولى كل اللى جواك يا عاصم
ثم ربتت بيديها على ساقها قائله بحنان: تعالى يا حبيبى
نظر لها عاصم بتردد ثم أتخذ قراره و بالفعل أقترب من والدته واضعا رأسه أعلى ساقها ، فبدءت تتخلل أصابع سمية بين خصلاته و استطردت من بين حركاتها التى هى بمثابة المخدر بالنسبة له قائله: هاااا يا حبيبى ، قول كل اللى فى قلبك
أغمض عاصم عيونه معتصرا إياها بشدة ثم بدء حديثه بوجع: من ٧ سنين فوقت من غيبوبتى لاقيت نفسى فى المستشفى و فى راجل طيب قاعد قدام منى ، ساعتها معرفتهوش و معرفتش حتى نفسى وقتها الدكاترة قالوا أنى فقدت الذاكرة ، و عم الصالح الراجل الطيب عرض عليا أنى أعيش معاه فى أوضة فوق سطوح بيته و أشتغل عالتاكسى بتاعه ، و أعتبرنى زى إبنه اللى مات من سنين و سمانى صابر على إسمه ، سكت للحظات ثم استطردت بعد أن أستجمع ما سيقوله ، عشت معاه ٧ سنين معرفش حد غيره عاملنى زى إبنه و أكتر و أنا عاملته زى أبويا ، ثم تابع حديثه مؤكدا على ما أردف به؛ هو فعلاً كان أبويا لأن طول السبع سنين اللى فاتوا أنا مكانش عندى أب غيره ولا حد خالص ، أتعلقت بيه أوى و كنت طول الوقت شايل جميلة فى رقبتى و كنت مستنى اللحظة اللى هقدر أرد فيها جميلة ده ، فواصل بنبرة مختنقة؛ لحد ما جه من كام أسبوع و قالى أنه عنده سرطان و فى مراحله المتأخرة و ساعتها طلب منى أتجوز فرحه بنته لأنها ملهاش حد من بعده و خايف عليها ، وقتها حسيت أنى هكون ندل أوى لو رفضت جوازى منها خصوصاً بعد كل اللى عمله معايا و جميلة المتعلق فى رقبتى
أكملت سمية حديثه قائله: فأتجوزتها
هز عاصم رأسه و تابع بنبرة حزينة مليئه بالشجن؛ ايوه ، أتجوزتها ، ثم واصل موضحاً؛ أنا أساساً من زمان و أنا كنت بحس أن فى مشاعر من ناحيه فرحه ليا و لكنى كنت بكدب نفسى لأنى مكنتش عايز أشوفها كده ولا حاسس تجاهها باللى حاسه دلوقتى تجاه عهد
أردفت سمية بنبرة هادئه: كمل يا حبيبى أنا سمعاك
تمتم عاصم بصوتا مخنوق: بعد ما المأذون كتب كتابى عليها و مشى عم صالح طب ساكت
و هنا أنفلتت شهقة خفيه من سمية ثم صاحت بصدمة: مات
إجابها عاصم و هو على نفس النبرة؛ ايوه مات ، و ساعتها اضطريت أن أقعد مع فرحه فى نفس البيت و لكن كل واحد فينا فى أوضة و بعد ٣ أيام العزا ، نزلت أشتغل على التاكسى و حصلت الحادثة و الباقى حضرتك شوفتيه من ساعه ما كنا فى المستشفى لحد دلوقتى
فتسألت سمية بهدوء يصاحبه القليل من التوجس و الترقب: يعنى أنت عاوز تقول إنك مش بتحب فرحه أصلاً ، و أن جوازك منها كان رداً لجميل أبوها بس
هز عاصم رأسه دلاله على تأيده لكلام والدته ثم استطرد قائلاً: لولا كلام عم صالح و أمانته ليا ، أنا عمرى ما كنت هفكر أنى أتجوز و تحديد فرحه بالذات لأن عمرى ما حسيت تجاهها بأى مشاعر ، كنت دايما بعتبرها أختى الصغيرة و أنها مسئولة منى كأخ مش كزوج
كل ذلك يحدث و فرحه واقفة خلف باب الغرفة تستمع لكل كلمة تفوه بها حبيبها ، فوضعت يديها بصدمه على فمها و بدءت دموعها بالهطول كالشلالات ، لا تصدق ما سمعته للتو ، أخذت ترجع بجسدها إلى الوراء فى صدمة ، تشعر و كأن أحدهما قد إصابها بأله حده أعلى رأسها ، لا تصدق ما سمعته أذنها فركضت مسرعه باتجاه غرفتها خشيه أن يراها أحدهما و يعتقد بأنها تتنصت على من بالمنزل ، فهى بالأساس لم تقصد سماع ما سمعته منذ قليل فهى كانت ذاهبه إلى غرفتها و فى طريقها أستمعت إلى حديثه مع والدته بالصدفة ، و ما أن دلفت إلى غرفتها حتى أغلقت الباب خلفها ، و وقفت تنظر إلى كل أنش بداخل الغرفة و الدموع تهطل منها بغزارة ، وقفت للحظات ساكنه ، جسدها يهتز من شدة البكاء ثم سارت باتجاه فراشها و تمدت على وجهها ساحبه الوسادة إليها ، كاتمه بها صرخاتها المكتومة ، فهى تريد الصراخ و البكاء و لكنها لا تريد أن يشعر أحد بوجعها و جرحها الغائر هذا ، لا تستطيع أن تصدق أنها قد تزوجها لمجرد عرفانة بجميل والدها عليه ؟ لا تصدق أنه لم يعتبرها يوماً إلا أخت له ؟ كيف لها أن تصدق ما فعله بها والدها ؟ كيف لها أن تتقبل فكرة أن والدها قد فرضها عليه و أنه لم يتزوج منها بأرادته ؟ لماذا لم يشعر بالحب تجاهها يوماً ؟ لماذا هى من يحدث معها ذلك ؟ تتساءل كيف إذا علم الجميع بأن جوازها منه أصبح باطل ؟ كيف لها أن تتقبل هى هذا الخبر أيضاً ؟ تتمنى لو أن ما سمعته منذ قليل كان كابوسا مزعجا تعيشه و ستفيق منه ، ليس فقط ما حدث منذ قليل و لكن ما حدث أيضاً منذ أسبوع مضى عندما علمت بخبر وجود أهل لحبيبها ؟ هل كانت ستستمر حياتها معه كأى زوج و زوجة بينهم حياة طبيعية ؟ أم كان سيصارحها بحقيقة مشاعرة المرة بالنسبة لها ؟ ظلت تصرخ و تصرخ و هى لا تزال كاتمه صراخها هذا بداخل الوسادة و مع كل صرخه تصدر منه ، كانت تكور يديها ضاربه بها الفراش من شدة ألمها و وجعها الذى تشعر به بداخلها ، ظلت تصرخ و تصرخ إلى أن شعرت بأن أحبالها الصوتية قد هلكت تماماً ، فرفعت رأسها من فوق الوسادة ، ثم رفعت يديها ماسحه دموعها ، فسقطت تلك الدمعة المتعلقة بأهدابها ، فمسحت بها بكف يديها بحركة طفولية ثم حدثت نفسها قائله: أنا لازم أصلح اللى بابا بوظة ، و أن كان بابا ضيع كرامتى بطلبه ده ، فأنا دلوقتى لازم أحافظ على اللى باقى منها ، ثم أكملت و هى تعاود البكاء من جديد؛ زى ما فتح قلبه و قال الكلام ده لمامته ، هيجى دورى أنا كمان و هيقوله ليا ، أنا لازم أمشى من هنا ، أنا لا يمكن أقعد هنا تانى
فرد عليها صوتاً بداخلها قائلاً: طب و هتمشى أزاى ، و إيه مبررك عشان تمشى
فهزت رأسها قائله: أنا هفضل قعدة لحد ما يروحوا للشيخ و بعد كده هرتب أوراقى من جديد أول ما أعرف جواب الشيخ على خبر جوازنا ، فرفعت يديها ماسحه باقيه دموعها و ذهبت إلى المرحاض لتنعم بحمام دافء ، فلعل الماء تطفء نارها ، و تساعدها على إستعادة سكونها …
عودة مرة أخرى إلى عاصم و سمية
أردفت سمية بلطف قائله: يبقا محلولة يا حبيبى أن شاء الله
هب عاصم واقفا ، رافعا رأسه من أعلى ساقها ثم هتف بلهفه قائلاً: أزاى يا ماما
إجابته سمية بحب: يا حبيبى أنت دلوقتى فاقد ذاكرتك و أتجوزتها بأسم غير أسمك يبقا جوازك منها باطل ، و الأهم من كل ده أنك مقربتش منها يبقا كده ولا كأنك كنت متجوزة حتى
نظر لها عاصم مطولا ثم تابع قائلاً: و طب و الكلام ده هنتأكد منه أزاى
همست له سمية قائله ببساطه: نروح بكرا دار الإفتاء و نسأل شيخ و هو أكيد هيفيدنا
فنطق عاصم بنبرة يكسوها الأمل المخلوط بكم كبير من التوتر فى آن واحد: طيب لو الشيخ قال أن جوازى منها باطل ، هعمل إيه مع فرحه
إجابته سمية مطمئنه إياه: متقلقش سيب فرحه عليا أنا ، و أنا واثقة أنها لم هتعرف الحقيقة هتقدر موقفك ، ثم أكملت بحنان؛ البنت باين عليها غلبانة و محترمة
نظر لها عاصم هذه المرة و هو مفعم بالأمل ثم هتف بحب واضح يظهر فى كل حرف ينطق به: طب و عهد
نظر له سمية هذه المرة ثم أبتسمت أبتسامه ذات مغزى قائله: مالها عهد ، فتابعت مجيبه؛ عهد حلوه
فوضع عاصم عيناه بالأرض ثم هتف بارتباك إدركته سمية جيداً برغم محاولات عاصم المستميتة لأخفاء هذا الارتباك؛ أنا أقصد هعمل إيه معاها ، فهتف سمية قائله بنبرة لعوب: و هتعمل معاها إيه بس يا حبيبى ، ما هى قعدة مع ولادها و فى بيتها و وسطنا يا حبيبى
نظر لها عاصم ثم أردف بعدما فاض به الكيل قائلاً: أمى أنا قصدى أنها المفروض مراتى ، و المفروض كمان أن فى بينا قصة حب ، بس أنا مش فاكر كنت بتعامل معاها أزاى زمان ولا فاكر حاجه خالص ، و خصوصاً كمان أنى عرفت من عمر كل اللى عملته فيها زمان ، و دلوقتى هى متجنبانى خالص من ساعه ما رجعت البيت أنا و معايا فرحه
نظرت له سمية بأبتسامة ذات مغزى ثم نطقت قائله: طيب و أنت دلوقتى عاوز تتعامل معاها بأى شكل ، عاوز عهد حبيبتك بتاعت زمان ، ولا عاوز عهد اللى عايشة فى البيت ده عشان ولادها و بس
وضع عاصم وجهه بالأرض ثم سكت للحظات و أردف بعد ذلك قائلاً: أنا مش عارف إيه اللى بيحصلى كل ما أشوفها ، بس اللى فاهمه كويس أنى عمرى فى حياتى ما حسيت بشعورى ده تجاه أى ست غيرها و خصوصاً فى السبع سنين اللى فاتوا
سمية بفرحه تحاول أخفاءها: بتحبها
صدمته سمية بسؤالها هذا ، فنظر لها نظره أشعرتها بأن ولدها قد عاد حقا ، نظرة مملوءه بالحب الذى رأته دوما بعيونه بالماضى تجاه عهد نظرة مليئه بالشغف و الإشتياق و العشق الخالص ، ظلت تنظر بداخل عيونه للحظات تشبع من تلك النظرة التى أشتاقت إليها منذ سنوات ، ثم فاقت من تركيزها هذا على صوت عاصم هامسا بتوهان: شكلى كده بحبها ، ثم هز رأسه قائلاً؛ مش عارف أنا حاسس بأى بس أنا حاسس بحاجات حلوة أوى ناحيه عهد ، حاسس أنى أول مرة فى حياتى أحس بيها
نظرت له سمية نظرة فرحه مشبعه بالرضا فهى كانت تريد أن تصل به إلى هذه النقطة ، كانت تريد أن تسمعها منه ، أن ينطق بها ، و ها هو الآن قد نطق بها فأردفت بحب: تعالى معايا
إجابها عاصم قائلاً: على فين
هتفت سمية بحماس: تعالى بس معايا و أنت هتعرف ، ثم قامت بسحبه من يديه خارجه به من غرفته متجهه إلى غرفتها ، و ما أن دلفوا إلى الغرفة الخاصة بها حتى تركت يديه و سارت باتجاه خزانة الملابس و أتت بعد لحظات حاملة بأيديها العديد من الألبومات ، من يراها يعتقد بأنها كتب قيمة و لكنها فى الحقيقة ألبومات بها العديد من الصور
فأردف عاصم قائلاً بتساؤل: إيه دول يا ماما
أجابته سمية بحماس: دول صور ليك أنت و عهد ، ثم سحبته من يديه مرة أخرى ذاهبة به باتجاه الفراش ، فجلسوا سويا أعلى أعلاه ، و بدءت سمية بفرز الصور ، و إعطاء صورة تلو الأخرى إلى عاصم ، مع إبداء بعض الملاحظات و الحكايات الخاصة بكل صورة ، و أستمرت على هذا الحال إلى ما يقرب النصف ساعة ، كانت الصورة تنتطق بالحب الذى يشع من خلالها ، فمن يراها يعرف من الوهلة الأولى أن هؤلاء قد عاشوا قصة حب فوق الخيال ، و بأن الزمن لم يوجعهم يوماً ، مع كل صورة تحكى له سمية قصة مليئه بالحب و الدفء و الرومانسية ، إلى أن شعر عاصم بأن رأسه لم تتحمل كل تلك الصور و الأحداث الحادثة معه ، فاليوم قد استنزف منه طاقة كبيرة ، يشعر و كأن هناك مطرقة تضرب برأسه من الحين للآخر ، لا يستطيع تحمل كل هذا الضغط ، فهز رأسه قائلاً بعنف: لاااااا لاااا
أسرعت سمية بقلق واضح قائله: إيه يا حبيبى مالك فى إيه
ردد عاصم قائلاً دون وعى: لاااااا
فأجابته سمية بقلق و خوف: لاااا إيه يا حبيبى مالك
نظر لها عاصم و كأنه قد فاق للتو من معركته الصامته الدائره بداخله ، و نظر بداخل أعيونها ثم نطق بتوهان: لا أنا مش قادر أكمل ، أنا محتاج أرتاح ، تصبحى على خير ، ثم هب واقفا و أنطلق إلى خارج الغرفة دون أن يسمع ردها ، تاركا سمية واقفة فى مكانها تشعر بالندم و التسرع ، تتساءل إذا كانت قد ضغطت عليه بفعلتها هذه ، ثم همست داعية: يااااارب أنت وحدك اللى شايف و عالم بحاله يارب ، يارب أوقف جمبه و ساعده أنه يفتكر يارب ، و ريح باله و قلبه ، أنا و أبوه مش حمل نتوجع عليه تانى