روايات

رواية امرأة العقاب الفصل الثالث والستون 63 بقلم ندى محمود توفيق

رواية امرأة العقاب الفصل الثالث والستون 63 بقلم ندى محمود توفيق

رواية امرأة العقاب البارت الثالث والستون

رواية امرأة العقاب الجزء الثالث والستون

امرأة العقاب
امرأة العقاب

رواية امرأة العقاب الحلقة الثالثة والستون

كان آدم يقود خطواته السريعة داخل ردهة القسم الطويلة .. وبذهنه ألف سؤال أهمهم ( ماذا فعلت أمي ؟! ) .. وصل أخيرًا إلى غرفة الضابط وانتظر للحظة بالخارج حتى سمح له العسكري بالدخول .
دخل بهدوء واقترب ليجلس على مقعد مقابل مكتب الضابط الذي رحب به بوداعة وتمتم :
_ آدم الشافعي مش كدا ؟
اماء له بالموافقة وهتف في صوت خشن :
_ أيوة .. ممكن تفهمني يافندم والدتي بتعمل ايه هنا !
تنهد الضابط الصعداء وقال في جدية تامة :
_ طيب في الأول قبل اي حاجة .. إنت كنت تعرف إن والدتك بتشتغل في الممنوعات وبتمول الفلوس لشوية نصايبن ودجالين
هيمنت عليه حالة من الذهول وبقى يحدق في الضابط بعدم استيعاب وسكون غريب حتى لاحت ابتسامة مدهوشة وشبه ساخرة فوق شفتيه يجيب :
_ ممنوعات إيه حضرتك .. أكيد في حاجة غلط .. اظن إن حضرتك عارف مين عيلة الشافعي مستحيل يكون لينا علاقة بالكلام ده ولاحظ إن دي والدتي كمان
طهرت الحدة فوق معالم الضابط الذي اجابه برسمية وبعض السخط :
_ احنا مش بنتبلى على والدتك يا استاذ آدم .. امبارح قبضنا على مجموعة من النصايبن والدجالين بينصبوا على الناس بكلام فارغ أنهم بيعملوا اسحار وأعمال .. وواحدة منهم اعترفت إن أسمهان هانم كانت بتساعدها من البداية وبتديها الفلوس دايمًا وكان معاها دليل بالصور والتسجيلات .. والتحريات أثبتت صحة الدلائل دي وإنها مش متفبركة .. ده غير أننا لقينا شنطة مليانة ممنوعات مختلفة في عربية والدتك الخاصة
مسح آدم على وجهه بقوة وشعر للحظة بأن عقله خلاياه شُلت ولم تعد لديه القدرة على التفكير أو التحدث حتى .. بقى ساكنًا لبرهة يستعيد رباطة جأشه حتى أردف أخيرًا بخفوت وغضب داخلي :
_ أكيد الشنطة دي كانت بفعل فاعل وحد حطها .. مستحيل والدتي يكون ليها إيد في حاجة زي كدا وممكن تكون الست اللي قالت كدا بتتبلي عليها
الضابط بصرامة :
_ الدلائل اللي قدامنا كلها ضدها و بتقول إن كل ده صح .. لو إنت واثق في والدتك جدًا تقدر توكل ليها محامي .. لكن للأسف هي حاليًا هتفضل في القسم لغاية ماتتحول للنيابة بكرا
سقطت الكلمات عليه كالصاعقة حيث راح يدفن وجهه بين راحتي يديه مستغفرًا .. عقله توقف عن التفكير ونبضات قلبه تتسارع بشكل مخيف من فرط التوتر .. للمرة الأولى يشعر بالعجز ……
***
داخل المستشفى ……..
كان عدنان يجلس فوق مقعد مقابل لفراش جلنار التي تجلس بجوارها ابنتهم وتتبادل معها أطراف الحديث بمرح .
كانت معالم وجهه جامدة وخالية من المشاعر باستثناء الغضب والخزي المهيمن عليه .. لن ينسى لحظة الزعر والهلع التي تمكنت منه حين أخبرته بالسيارة أنها تحمل طفله داخلها .. لوهلة شعر بأن الحياة توقفت عندما قذفت بعقله فكرة احتمالية خسارة ابنه .. وبدلًا من أن يفرح ويعيش سعادة اللحظة بأنه سيرزق بطفل ثاني .. أخفت عنه وأخبرته بلحظة لم يكن بمقدروه الشعور فيها سوى بالرعب والخوف بدلًا من المشاعر الطبيعية لأي زوج أخذ بشارة حمل زوجته ! .
” إلى متي كانت تنوي إخفاء حملها عنه ؟ .. ولماذا ؟!! ” سؤالين كان يستمر في طرحهم على نفسه والإجابة كانت لديها ! .
يشعر بوغزة ألم قاسية في أعمق يساره .. كلما يرى الوضع التي حالت إليه علاقتهم فقط بسبب اوهامها وشكوكها السخيفة .. رغم كل الحب الذي قدمه لها والذي كان سيستمر في تقديمه وإثباته لها بأفعاله ومحاولاته الصادقة لتلافي أخطاء الماضي .. إلا أن كل هذا لم يشفع له عندها ! ، وآثرت بالنهاية الشك والانتقام بدلًا من الثقة والحب .
هناك مشاعر مختلفة تتصارع وتتخبط في ثناياه .. نقطة عميقة بقلبه سعيدة بسلامتها وأنه عن قريب سيرزق بطفل ثاني من زهرته الحمراء ويوجد صوت ملح يحثه على الاقتراب ومعانقتها وتقبيلها وأخبارها عن كم السعادة التي تجتاحه الآن .. لكن نقطة أخرى كلها غضب وألم وعجز .. تدفعه نحو التصرف ببرود وإخفاء سعادته وأخذ الموقف الصحيح تجاه تصرفاتها الخطأ .. تخلت عنه وتركته بمنتصف الطريق جريح دون رحمة ورحلت .. لم تحاول مداوته أو الاستماع لتبريراته حتى .. بل آثرت اوهامها التي أنهت كل شيء جميل بالنهاية .. لتحقق رغبتها أن النهايات ليست جميعها سعيدة وبعضها تبدأ بفراق وتنتهي بفراق ! .
سمع ابنته وهي تقول بسعادة محدثة أمها :
_ مامي يعني أنا هيبقى عندي أخ نونو صغير وهيلعب معايا
ضحكت جلنار بحنو وقبلت وجنتها قم ردت :
_ طبعًا ياحبيبتي هتلعبوا مع بعض وهو هيحبك جدا وإنتي كمان
عانقت الصغيرة أمها بفرحة وقالت في حماس :
_هو امتى هيجي يامامي .. أنا عايزة العب معاه وهديه كل لعبي وهروح أنا وإنتي وبابي ونشتري ليه لعب جديدة كمان
قهقهت بخفة واجابتها في حنان أمومي :
_ حبيبتي هنشتري كل حاجة وهنَّقيها أنا وإنتي كمان أيه رأيك ؟
أماءت هنا لأمها بالموافقة في حماس وتشويق طفولي جميل .. أما عدنان فابتسم لصغيرته بدفء ثم استقام واقفًا بعد لحظات ووجه حديثه لجلنار بحزم :
_ لو بقيتي كويسة قومي يلا عشان اوصلكم البيت وترتاحي في البيت هناك زي ما قالت الدكتورة
ألقت جلنار نظرة دقيقة عليه تتفحص ملامح وجهه الجافة لتتنهد بحزن وتكتفي بإماءة رأسها البسيطة
.. بتلك اللحظة كانت الصغيرة قد هبت واقفة وركضت تجاه النافذة تقف أمامها تتابع الشارع بالأسفل والمارة وحركة السيارات بفضول طفولي طبيعي .
استدار هو وكان سيهم بمغادرة الغرفة حتى تنتهي من تجهيز نفسها لكنها أوقفته بهمستها الرقيقة :
_ عدنان !
توقف وظل مكانه دون أن يلتفت لها ، ليسمع صوت خطواتها الهادئة من خلفه حتى وقفت مباشرة خلف ظهره وتمتمت بوادعة :
_ أنا كنت هقولك على فكرة .. مكنش في نيتي إني اخبي عنك !
ابتسم مستنكرًا في مرارة ثم استدار لها وقال بقسوة :
_كنتي هتقوليلي امتي بقى .. لما تولدي إن شاء الله ! .. ولا إنتي بقى كان في نيتك تنزليه زي ما حصل مع اللي قبله وخبيتي عني برضوا
اتسعت عيناها بدهشة من رده غير المتوقع .. وتمكن منها غضبها لتقول بصوت حافظت عليه منخفضًا حتى لا تلاحظ ابنتهم :
_ قولتلهالك وهقولك تاني إنت السبب وأنت اللي دفعتني إني افكر انزل الطفل اللي قبله وكمان إنت السبب دلوقتي وخلتني اخبي عنك .. رغم إني حكيتلك ووضحكتلك قد إيه أنا ندمانة على اللي عملته وقلبي واجعني كل ما افتكر ابني اللي بحمل نفسي ذنبه لحد دلوقتي إلا إنك مصمم توجعني وتفكرني بغلطي
لاحت لمعة مؤلمة في عيناه ثم مال عليه وهمس بمرارة وقلب منفطر :
_ لو أنا وجعتك مرة فأنتي وجعتيني ألف ومازالتي بتوجعيني .. شكيتي في حبي ليكي واتهمتيني بالخيانة ورغم إني اترجيتك وطلبت منك تدينا فرصة ننسى اللي فات ونبدأ بصفحة جديدة إلا إنك صممتي على الفراق واخترتي تنتقمي مني وتوجعيني ببعدك عني إنتي وبنتي
سكت للحظة ثم راح يكمل حديثه ببسمة موجوعة :
_ النهاية اللي كنتي عايزاها أنا حققتهالك يا جلنار .. نهاية الحكاية محتومة من البداية زي ما قولتي .. ومبروك انتقامك
انهي عبارته واستدار ليفتح باب الغرفة وينصرف تاركًا إياها متسمرة بأرضها بوجه تعلوه معالم الانكسار والضعف ولتتفوه بالأخير في حرقة ودموع غزيرة تنهمر فوق وجنتيها :
_ مش أنا اللي عايزة النهاية دي .. الظروف هي اللي جبرتنا عليها .. وإنت اللي هدمت ثقتي فيك من زمان ياعدنان .. متلومنيش على غلط احنا الاتنين مشتركين فيه
ظلت مكانها لدقائق معدودة حتى رفعت أناملها وجففت دموعها ثم راحت تعدل من ملابسها وكذلك شعرها وارتدت حذائها .. لتجذب حقيبتها بالأخير وتخبر صغيرتها بأن تسبقها للخارج حيث يوجد والدها .. وبعدها بثواني معدودة غادرت خلفها لتسير بجواره في صمت وهو ممسك بيد ابنته .
غادرا مبنى المستشفى واستقلت الصغيرة بمقعدها الخلفي في السيارة وهو يمقعده المخصص للقيادة وهي بجواره .. طوال الطريق كان الصمت يستحوذ على الأجواء بينهم حتى أن الصغيرة كانت تتابع الطريق من زجاج السيارة بصمت .. لكن قطع السكون صوته الغليظ وهو يسألها :
_ روحتي لدكتور ولا لسا ؟
جلنار بخفوت تام :
_ أيوة روحت امبارح
_ كويس
ليهيمن الصمت من جديد بينهم حتى قال هو للمرة الثانية :
_ محتاجة حاجة اجبهالكم قبل ما نوصل ؟
طالعته مطولًا ثم اشاحت بوجهها وهزت رأسها بالنفي تجيبه :
_ لا شكرًا
تنهد بعدم حيلة ثم وجه حديثه لابنته متمتمًا :
_ هنون ياحبيبتي تحبي اجبلك حاجة يابابا قبل ما نوصل البيت
ردت هنا بعبوس بسيط :
_ احنا هنروح بيتنا ولا عند جدو يا بابي ؟
القى نظرة ذات معنى على جلنار ثم أجاب على ابنته بخنق :
_ عند جدو ياحبيبتي
هنا بحزن وضيق :
_ طيب ليه مش هنرجع بيتنا !
لم يجيب واكتفى بنفس النظرة لجلنار التي تنهدت بخنق وردت على صغيرتها في حزم بسيط :
_ هنا وبعدين .. احنا اتكلمنا كذا مرة في الموضوع ده مينفعش كدا
عدنان بنظرة مريبة ومستاءة :
_ متزعقيش للبنت .. هي إيه فهمها ولا عرفها !
ألقت عليه نظرة مشتعلة واكتفت بالصمت ومتابعة الطريق حتى وصولهم لتنزل هي أولًا من السيارة وتقود خطواتها السريعة للداخل ، بينما هنا فنزلت من السيارة واقتربت من أبيها الذي انحنى وجلس القرفصاء أمامها وراح يقبَّل شعرها ووجنتيها هامسًا في حنان أبوس وعشق نقي :
_ متزعليش ياروح بابي .. إنتي عارفة إن بابي مش بيقدر يشوف هناه زعلانه .. بكرا بليل هاجي أخدك عشان نروح بيتنا ونقعد أنا وإنتي زي المرة اللي فاتت ونعمل أكل حلو ونلعب كتيير أوي
_ ومامي هتيجي معانا ؟
ابتسم بمرارة ثم زم شفتيه بجهل لتتنهد هي بيأس وتقول في الأخير بحزن :
_ وعد يابابي ؟
انحنى عليها ولثم وجنتيها بعمق وحب هاتفًا :
_ وعد ياعيون بابي .. بس بشرط اضحكي الأول ومتفضليش زعلانة كدا
ظلت عابسة الوجه حتى شعرت بانامله تمتد أسفل ذراعها وهو يدغدغها بقوة فتنطلق ضحكاتها بقوة ويبادلها هو الضحك .. ثم يحملها فوق ذراعيه ويتجه بها للداخل فتفتح لهم الباب الخالة انتصار التي كانت تنوي قضاء الليلة مع هنا وجلنار بالمنزل هنا .
رحبت به ترحيب حار وهو كذلك فور صعود الصغيرة لغرفتها بالأهلى بعد توديعها لأبيها سألت انتصار بقلق :
_ هي مالها ياعدنان .. العيل كويس ؟ .. أنا قلبي وقع في رجليا من الخوف
_ الحمدلله الولد بخير متقلقيش ياحجة انتصار
_ دي دخلت من غير كلام ولا سلام وطلعت على اوضتها طوالي .. وكان وشها كله عصبية وبتعيط
مسح على وجهه متأففًا مغلوبًا على أمره :
_ لولا إني عارف ردة فعلها كنت طلعتلها .. معلش اطلعي ياخالة انتي وشوفيها ، العصبية والزعل ده غلط وممكن يأذيها هي والولد
ابتسمت له بوادعة ورتبت على كتفه متمتمة :
_ متقلقش أنا هطلع اطمن عليها واهديها
أصدر زفيرًا حارًا بخنق ثم ثبت عيناه على انتصار وقال برجاء واهتمام وقلق حقيقي :
_ خلي بالك منها ياحجة انتصار حطيها في عينك .. وامنعيها من الأكل المضر وبالأخص الموز هي بتتعب منه جدًا ولو اكلته دلوقتي وهي حامل هيأذيها أكتر
ضحكت انتصار بخفة على تنبيهاته التي لا تناسب شخصيته الطبيعية أبدًا وكأنه شخص آخر أمامها .. ردت عليه بإيجاب وبشاشة :
_ إنت بتوصيني على بنتي .. اطمن ابنك ومراتك في امانتي ياعدنان .. أنا مش فاهمة إنتوا بتعملوا في بعض كدا ليه يابني والله .. ربنا يهديكم ويصلح حالكم يارب
ردد بحنق ويأس وكأنه ليس بيده شيء سوى الدعاء :
_ يارب
***
بمكان آخر داخل منزل حاتم ونادين بعد انتهاء حفل الزفاف ……..
كان يسير بها تجاه الطابق العلوي حاملًا إياها ويغازلها بكلمات الحب والعشق وبعض منها كلمات جريئة ومنحرفة فتضحك بخجل وتنزكه في كتفه حتى يصمت ولكنه لا يبالي !! …..
نادين بخجل وضحك خفيف :
_ حاتم بيكفي لهون نزلني ما بيصير هيك
رفع حاجبه وهدر بغمزة ماكرة :
_ ده بيصير وهيصير كمان .. ده إنتي نشفتي ريقي واحنا متجوزين فكرك النهارده هسمحلك تفتحي بقك بس
نادين بغيظ مكتوم :
_ شو بتقصد يعني !
لمعت عيناه بالخبث ليجيبها في جراءة :
_ كل خير ياحبيبتي .. كل خير
وصلا لغرفتهم فدفع الباب بقدمه وفور دخولهم انزلها فوق الأرض وراح يقترب ويميل عليها فتراجعت للخلف بارتباك وصاحت مسرعة :
_ جلنار شو كانت عم تسوي بعرسنا .. إنت عازمها صحيح ؟
غضن حاجبيه بتعجب ثم قال في ضجر ملحوظ وغيظ :
_ جلنار ايه وبتاع إيه دلوقتي .. احنا في إيه ولا إيه .. لا كمان هنسيب ليلة فرحنا ونقعد نحكي على المعازيم ومين حضر ومين محضرش !
نادين بنظرة ثاقبة وثقة :
_ بس أنا ما جبت سيرة المعازيم .. أنا عم اقول جلنار !
استاء بشدة ورد عليها في لهجة مريبة ومغتاظة :
_ نادين إنتي ناوية تخليها ليلة طين صح .. بس ورحمة امي وابويا ما هسمحلك مش بعد العذاب ده كله وتبوظيلي الليلة دي كمان
انهي عبارتها وحملها فوق كتفه ليتجه بها نحو الفراش وسط صراخها وضحكها .. الذي تحول بالأخير إلى مشاعر غرام وشوق متبادلين .. ويبدأون ليلتهم الأولى ليوثقوا فيها عشقهم الصادق والحقيقي ! ……
***
وصل عدنان إلى قسم الشرطة بعد مكالمة أخيه له وهو عائد بالطريق لمنزله .. كان يسير بخطى سريعة إلى حيث يوجد أخيه ومعه كان محامي العائلة الخاص .
لمح آدم يجلس فوق أحد المقاعد دافنًا وجهه بين كفيه بصمت تام فاندفع نحوه وسأله بصوت رجولي خشن :
_ آدم
رفع رأسه فور سماع صوت أخيه واستقام واقفًا ثم القى التحية على المحامي وتمتم لعدنان بغضب دفين وخنق :
_ كويس إنك جيت .. أنا حاسس اني عقلي وقف ومش قادر افكر ياعدنان
رد المحامي بنبرة هادئة مطمئنة :
_ اهدى يا آدم أنا هدخل دلوقتي لوكيل النيابة وهفهم منه كل حاجة ومتقلقش أسمهان هانم ان شاء الله هتطلع
فور مغادرة الرجل واختفائه داخل غرفة الضابط ثبت عدنان نظرته المرعبة من فرط الغضب على أخيه وقال :
_ مخدرات إيه يا آدم اللي بتقول عنها ووصلت إزاي لعربيتها
آدم بانفعال بسيط :
_ معرفش يا عدنان معرفش ولما حاولت اوصل لكاميرات البيت عشان اشوف أي حاجة .. مفيش حاجة ظاهرة .. وكمان الست اللي بتقول إنها بتساعدها دي معرفش مين
مسح على شعره وهو يزأر كالأسد وهتف بأعين ملتهبة :
_ أكيد دي الست اللي عملتلها العمل لعمتي .. ولما اتقبض عليها قالت عليا وعلى أعدائي واعترفت على أمك
هدر آدم بدهشة :
_ طيب والعمل
عدنان بزمجرة مخيفة وأعين حمراء من فرط الغضب :
_ هنعمل إيه هنصبر وهنشوف المحامي هيعمل إيه .. التهمة مش سهلة دي متلبسة وفي دليل كمان عليها
توقف عن الحديث للحظة واقترب ليجلس فوق المقعد وراح يدفن رأسه أيضًا مثل أخيه بين كفيه متمتمًا بخزي وألم :
_ ناوية تودينا لفين تاني يا أسمهان هانم .. حرام عليكي ياماما ليه عملتي في نفسك وفينا كدا !
دقائق معدودة وخرج المحامي من الغرفة وهو عابس الوجه ليقترب منهم ويهتف في ضيق :
_ للأسف كل الدلائل ضدها وبثبت تهمتها .. بس أنا قدرت آجل الإحالة للنيابة انها تبقى بعد بكرا على الأقل نحاول نوصل لأي حاجة تثبت عكس الدليل اللي ضدها ده وإن الممنوعات مكنتش تخصها
خرج سؤال آدم المترقب والقوي :
_ هي دي فيها كام سنة يامتر ؟
زم شفتيه بعدم حيلة وقال :
_ أقل حاجة تلات سنين .. بس إن شاء الله نقدر نوصل لحاجة وناخد براءة أو على الأقل نخفف الحكم لأقل مدة ممكنة
هتف عدنان بلهجة رجولية مخيفة وعينان مشتعلة :
_ مفيش حاجة اسمها لو يامتر .. هي هتاخد براءة وانت هتعمل كل حاجة ممكنة عشان تخرج من المكان ده
اضطرب قليلًا بعد لهجة ونظرات عدنان ليكتفى بالإماءة بالموافقة في توتر دون أن يتفوه ببنت شفة ! …..
***
بصباح اليوم التالي ………
خرجت زينة من باب المنزل وقادت خطواتها على الدرج دون أن تستقل بالمصعد الكهربائي .. وبينما كانت تسير بهدوء وبعقل منشغل بالتفكير في أشياء مختلفة من بينهم عملها وتصماميها .. انصدمت بهشام الذي صدمت به أمامها فجأة فارتدت للخلف مع شهقة مفزوعة منها وكادت أن تسقط لولا يديه التي حاوطتها وضمتها بسرعة .. استغرق الوضع المحرج بالنسبة لها للحظات حتى جذبت جسدها من بين يديه فورًا وقالت بغيظ بسيط :
_ إيه ياهشام الهزار البايخ ده .. وقفت قلبي من الخضة
ضحك ورد بغرام ومشاكسة :
_ سلامة قلبك ياحبيبتي .. بس أنا كنت طالع عندكم ولقيتك في وشي مكنش قصدي اخضك يعني !
لم تدقق كثيرًا ورسمت ابتسامتها الناعمة فوق شفتيها توضح من خلالها لين أعصابها المنزعجة لتجده يسألها بجدية امتزجت ببعض اللطف :
_ على فين العزم ؟!
زينة بوداعة جميلة :
_ رايحة الآتاليه في شوية حجات عايزة اخلصهم هناك
سكت للحظة ثم رسم البسمة الساحرة فوق ثغرها بمهارة وغمز بعينه يهمس في مداعبة :
_ طيب إيه مفكرتيش لسا في عرضي !
ارتبكت بشدة وبدأت الحمرة تصعد لوجنتيها لكنها تمالكت أعصابها وردت بتصنع الطبيعية :
_ هي ماما مقالتلكش يعني ؟!
تصنع عدم الفهم والسذاجة ليقول ببراءة مزيفة :
_ قالتلي إيه .. لا مقالتليش حاجة .. بعدين أنا مستني اسمع الرد منك إنتي
زينة بتلعثم ملحوظ :
_ رد إيه ؟!
كتم ضحكته بصعوبة على خجلها وتعلثمها وأكمل بنفس الأسلوب يجيبها :
_ الموافقة أو الرفض يا زينة .. إنتي نسيتي !
حاولت الفرار من بين براثينه بأي طريقة عندما وجدت نفسها لا تتمكن من الرد عليه ومجابهة مكره وجراءته فقالت بخنق وتوتر حقيقي :
_ هشام إيه اللي بتعمله ده مينفعش كدا احنا على السلم لو حد شافنا هيبقى منظرنا إيه ونقول إيه !
هشام بنظرة ذات معنى كلها عشق وشوق وجدية :
_ محدش له حاجة عندنا .. واحد ومراته !
زينة بدهشة واستهزاء :
_ نعم مراتك ده إيه .. هو احنا لحقنا نعمل خطوبة حتى !
_ لا ما أنا ناوي نخليها كتب كتاب علطول .. الخطوبة دي كلام فارغ متنفعش معانا ياحبيبتي
اشتعلت عيناها من الغيظ وعقدت ذراعيها بخصرها تقول :
_ والله وهو إنت بتقرر وحدك كدا وأنا مش موجودة أو كأني وافقت يعني
قهقه بخفة دون أن يصدر صوت عاليًا ورد بطريقة منطقية :
_ وهي الخطوبة دي بتتعمل ليه .. عشان البنت والولد يعرفوا بعض وشخصية بعض .. لكن احنا مش محتاجين الكلام ده فنخليها كتب كتاب علطول ياحبيبتي
زينة بعصبية بسيطة وغيظ حقيقي :
_ وهو أنا مش نفسي مثلًا في حجات اشتريها واعملها زي أي عروسة
هشام ضاحكًا :
_ وهو أنا قولتلك هنعمل الفرح بكرا .. لا اعملي كل اللي انتي عايزاه وخدي وقتك براحتك بس واحنا كاتبين الكتاب ياروحي
كادت أن تجيب عليه بعناد وانفعال شديد إلا أنها سكتت فجأة بشكل مريب والتزمت الصمت لبرهة قبل أن تتطلعه باستغراب وتهتف بسخرية :
_ هشام احنا بنتكلم في إيه وفين .. احنا على السلم !! .. لا احنا مش طبيعين والله .. ابعد كدا خليني اعدي وامشي
دفعته بخفة من أمامها واكملت طريقها بسرعة وكأنها عثرت على مفر وتركض نحوه ركضًا حتى تهرب من بين براثين ذلك الماكر .. بينما هو فبقى مكانه لدقيقة يضحك بقوة على آخر كلماتها ثم قاد خطواته للأسفل من جديد خلفها حتى يأخذها بسيارته المكان الذي تريده .
حين رأته يسير خلفها فهمت ما ينويه فردت عليه باقتضاب :
_ أنا هروح وحدي
غادرا البناية وكادت أن توقف سيارة أجرة إلا أن نظرته المرعبة مع همسته الصارمة :
_ اركبي يلا
جعلتها تنصاع خلفه أوامره لا إراديًا دون أدنى اعتراض .. وسارت بصمت إليه واستقلت بسيارته بالمقعد المجاور له مرغمة ولكن هيهات أن تعترض بعد تلك النظرة ! …….
***
كانت جلنار تسير داخل مقر شركة الشافعي وبجوارها ابنتها التي أجبرتها بإلحاحها أن تجلبها لأبيها حين مروا بالقرب من الشركة وهم بطريق عودتهم للمنزل بعد انتهاء دوامها الدراسي .
تلقت الترحيبات الحارة من جميع الموظفين وابتسامتهم المشرقة وسعادتهم بعودتها حتى لو كانت زيارة لساعات فقط .. مما جعلها تبتسم وتسعد بتلقائية لاستقبالهم المميز لها ! .
استقلت بالمصعد الكهربائي مع هنا وضغط على زر الطابق الثالث وبعد عدة ثواني توقف المصعد أمام الطابق المطلوب فخرجت وسبقتها الصغيرة ركضًا تجاه مكتب والدها .. لكن توقفت عندما تلقتها السكرتيرة الخاصة بأبيها ورحبت بها ببشاشة وفرحة .. فاقتربت جلنار منهم وتطلعت بليلى في بسمة صافية ثم سألتها :
_ عدنان جوا يا ليلى ؟
ترددت للحظة وأجابت بتوتر من ردة فعلها :
_جوا بس معاه آنسة مروة بيخلصوا شغل
اختفت البسمة من فوق ثغرها فورًا وتقوست معالم وجهها تمامًا كما توقعت ليستخوذ عليها الصمت لبرهة وهي تستعيد المواقف في عقلها بالبداية محادثتها معها في الهاتف ومن ثم رفقتها له بحفل زفاف حاتم والآن معه بغرفة واحدة !! .. فسألت بحزم :
_ هي مين مروة دي بظبط !!
ليلى ببساطة وصدق :
_مروة كانت شغالة في الفرع التاني ياجلنار هانم بس عدنان بيه طلب ونقلها للفرع الرئيسي هنا عشان تكون معاه
رفعت حاجبها بسخرية وأعين كلها غيرة ونارية وهي تكرر جملتها :
_ عشان تكون معاه
أدركت ليلى خطأها الفادح فردت بسرعة تعدل جملتها السخيفة في محاولة لإنقاذ الموقف :
_ اقصد يعني إنها شاطرة ومجتهدة في شغلها فعشان تساعدنا هنا في الشغل وتفيدنا اكتر فنقلها عدنان بيه لهنا
فركت جلنار يديها ببعضهم في غيظ ونيران ملتهبة في صدره ثم اردفت بصوت محتقن وبمضض :
_ امممم قولتيلي إنها جوا مش كدا !
لم تجيب ليلى وفقط تابعت تعبيرات وجهها المريبة وانتظرت الفعل الذي لن يفاجأها كثيرًا حيث بالفعل وجدتها تندفع تجاه باب غرفته وتفتحه دون أي استآذن وخلفها الصغيرة هنا التي بدت وكأنها تساند أمها ! .
وجدته يجلس على مقعده وأمامه مكتبه تجلس هي على مقعد آخر وبالنتيف بينهم فوق سطح المكتب عدة أوراق يتابعون من خلالها العمل بتركيز تام وواضح .
للحظة لعنت نفسها أنها تصرفت بتهور دون تفكير وفعلت ذلك لكنها فقدت عقلها في ثانية ولم تدرك ما تفعله .. فقط وجدت قدامها وعقلها يحثناها على الاندفاع واقتحام الغرفة عليهم .. ليست عدم ثقة بقدر ما هي غيرة حارقة وملتهبة .
رفع عدنان رأسه عن الأوراق وسقطت أنظاره أولًا على جلنار وقبل أن يدرك الموقف أن حتى ينهدس من وجوده المفاجيء والغريب كانت ابنته تركض نحوه مسرعة بحماس فجعلته يستقبلها بفرحة وحنو ويحملها فوق قدميه منشغلًا بها وناسيًا أمر زوجته .
استقامت مروة واقفة ووجهت حديثها لعدنان متمتمة :
_ طيب أنا همشي ياعدنان بيه
أجابها دون أن يعطيها كامل اهتمام أو حتى بنظر لها :
_ طيب يامروة .. نبقى نكمل كلامنا والشغل بعدين
لملمت أوراقها واستدارت لتقابل جلنار وترسل لها ابتسامة خافتة قبل أن تبتعد نحو الباب وتغادر الغرفة وسط نظرات جلنار النارية لها وهي تتابعها خطوة بخطوة حتى رحلت ولم تزيح بنظرها عن الباب حتى بعد مغادرته لدرجة أنها لم تسمع همسته وهو يسأله :
_ أنتي كويسة ياجلنار ؟
انتبهت والتفتت برأسها له بعد همسته الثانية التي كانت عالية :
_ جـلـنـار !!!
_ أنا كويسة الحمدلله .. هنا بس صممت تجيلك لما عدينا من قدام الشركة واحنا راجعين من الحضانة
ترك ابنته وانزلها من فوق قدميه ليتقدم من جلنار ويهتف في صلابة وحدة بسيطة :
_ جلنار إنتي لازم ترتاحي .. شوفتي الدكتور قال إيه امبارح .. ملوش لزمة خروجك ودخولك على الفاضي والمليان الفترة دي .. ارتاحي في البيت
ردت باقتضاب فمازالت مغتاظة من رؤيتها لتلك الفتاة معه بمكتبه ويأكلها لسانها لتسأله وتواجهها بغيرتها لكنها لا تجرؤ :,
_ أنا عارفة كويس وأكيد مش هعمل حاجة تأذيني وتأذي ابني متقلقيش واطمن
_ أنا مش قلقان من حاجة غير من عنادك ده
تأففت بنفاذ صبر وغيرت مجرى الحديث فورًا بعد تذكرها لتسأله باهتمام وضيق :
_ بابا حكالي على اللي حصل لأسمهان هانم .. إيه الوضع دلوقتي مفيش أي جديد
ظهر العبوس والخنق على ملامحه فور ذكرها لأمه وهز رأسه بالنفي متمتمًا :
_ لا .. ادينا بنحاول نوصل لأي حاجة قبل معاد الجلسة
كانت ستمد يدها لتمسك بكفه وتحتضنه في محاولة للتخفيف عنه لكنها تراجعت على اللحظة الأخيرة واكتفت بعبارتها النابعة من صميمها ونظرتها المسبقة والحزينة عليه :
_ إن شاء الله هتطلع منها متقلقش
توجه وجلس على الأريكة ثم أردف بصوت مبحوح وعاجز :
_ أحيانًا بقول دي نتيجة افعالها واللي عملته وكان لازم تدفع التمن وأهو التمن .. بس برجع وبقول هتفضل أمي مهما عملت ومهما حصل ومش قادر اسيبها ولا أتقبل إنها تتسجن واحنا موجودين
اقتربت وجلست بجواره ثم همست برزانة وحكمة في خفوت :
_ زي ما أنا واثقة إنك هتقدر تطلعها منها .. صدقني ياعدنان كمان وأثقة إنها اتعلمت الدرس وندمت على افعالها
طالعها مطولًا بيأس وعدم حيلة ثم تمتم كالغريق الذي تعلق بطوق أمل :
_ تفتكري !!!
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة دافئة .. بينما هو فظل يتأملها بشوق وحسرة وغرام حتى لمعت عيناه بالدموع وقال في بحة رجولية مميزة ينوي اخبارها باحتياجه لها ورغبته في عودتها له وأنه اشتاق لها أكثر من أي شيء :
_ جلنار .. أنا مــ …..
قبل أن ينهي عبارته قطع كلامه طرق الباب ودخول ليلى التي قالت برسمية :
_ عدنان بيه استاذ سالم محمود المحامي وصل
انتصب في جلسته ورد بخشونة دون أن يلتفت لها :
_ خليه يدخل يا ليلى
فور مغادرة ليلى استقامت جلنار واقفة وقالت بهدوء :
_ أنا همشي يلا ياهنا
عدنان بنبرة خافتة ومرهقة :
_ سيبي هنا هتفضل معايا النهارده أنا وعدتها امبارح .. وإنتي متمشيش استنيني في مكتبك هخلص مع المحامي واجيلك عشان اوصلك البيت
جلنار ببساطة وبعض الصلابة :
_ مفيش داعي شكرًا أنا هروح وحدي
عدنان بحزم ظهر في نبرته أخيرًا :
_ جلنار بلاش عناد .. أنا مش هسيبك تروحي وحدك وإنتي حامل وتعبانة .. اسمعي الكلام واستنيني في مكتبك لغاية ما اخلص
كادت أن تجادل معه أكثر وترفض لكنها آثرت الصمت والاستسلام بالأخير لتأخذ ابنتها وتغادر بها إلى غرفة مكتبها حتى يتمكن هو من التحدث مع المحامي براحة أكثر ……….
***
مع إشراقة شمس يوم جديد وبعد قضاء ليلة طويلة مع ابنته في المنزل بين مشاكستها له وتصميمها على تحضير الطعام معًا .. انسته القليل من همومه وأحزانه وانشغل عقله وتفكيره بها هي فقط حتى أنه راح يضحك ويمزج معها كعادته .. ثم بالأخير حيث دقت ساعة اليوم أخذها بين ذراعيه وبأحضانه في الفراش ليسرد لها قصة ما قبل النوم كما اعتادت وأنامل يديه تعبث بخصلات شعرها برقة .. ثم لحقها هو بعد دقائق ونام أيضًا .
فتح عيناه بصباح اليوم التالي على صوت رنين الباب بالأسفل .. فاعتدل في نومته بحرص وابعد ابنته عنه ببطء شديد حتي لا تستقيظ ثم غادر الغرفة وقاد خطواته فوق الدرج إلى الطابق السفلي ومنه إلى الباب .. وحين فتحه قابل أمامه مروة وهي تبتسم بإشراقة وجه وتهتف في اعتذار وأسف :
_ آسفة جدًا ياعدنان بيه لو صحيت حضرتك من النوم .. بس في اوراق تبع الشغل ضرورية جدًا محتاجة أمضة حضرتك قبل ما تتسلم .. يعني لأنك مش هتيجي الشركة النهارده
مسح على شعره نزولًا إلى وجهه محاولًا إزالة آثار النعاس وأجابها بصوت خشن وغريب بفعل النوم :
_ طيب ادخلي يامروة
دخلت بإخراج وتوتر لتجده يهتف بعد أن أغلق الباب وهو يشير لها على الأريكة :
_ اقعدي .. أنا هطلع اغير هدومي واحد شاور سريع وانزلك
اكتفت بإماءة رأسها بالموافقة في خجل وتابعته وهو يتحرك نحو الدرج يصعد للطابق للعلوي حتى اختفى عن أنظارها ! .
دخل غرفته وأخرج ملابسه وتركها فوق الفراش ثم اتجه إلى الحمام يأخذ حمامه الصباحي غير منتبهًا لرنين هاتفه المستمر منذ الصباح بسبب بقاء الهاتف تحت الوضع الصامت .
كانت جلنار تقود سيارتها بطريقها للمنزل عنده بعد الرنين الطويل ومحاولاتها للوصول إليه ولابنتها لكن دون فائدة بالأخص بعدما علمت بأنه لم يذهب للعمل اليوم .. للحظة غريزتها وفطرتها الأمومية وعشقها له دفعوها للإسراع إليهم حتى تطمأن خشية من أن يكون قد صابهم مكروه !!! …….
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية امرأة العقاب)

اترك رد

error: Content is protected !!