روايات

رواية لن أحررك الفصل الثاني 2 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل الثاني 2 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت الثاني

رواية لن أحررك الجزء الثاني

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة الثانية

 

لن احرركِ🦋
🦋 البارت الثاني🦋
أستيقظ من آلنوم بتكاسل ليدلف الى آلحمام بعيون
ناعسة…….
ثم خرج من الحمام مُرتدي ملابس الدراسة بنطال كحلي وقميص أبيض وربطة عنق كحلية اللون …….
دخلت والدته عليه قائلة بحنان…
“أنتَ صحيت ياجواد….. ”
أبتسم لها بوجهٍ بشوشاً قائلاً….
“ايوه ياام جواد من نص ساعة….وبعدين انا من امته
بستنى حد يصحيني….. المهم سوما صحيت….”

 

 

ارتبكت الام قليلاً لتخفي حرجها قائلة…
“اسماء تعبانه شويه….. و”
“تعبانه مالها…. “الهلع بأن في عيناه على توأم روحه
وعمره شقيقته (أسماء) والتي الفرق بينها وبين جواد
دقائق ، دقائق فقط خرج قبلها لتلاحق به هي لدنيا
لم تعهدها الى ويد جواد تمسك بها أينما ذهبوا…
ربتت والدته على كتفه بحنان وقالت بهدوء
“أختك بخير لكن عندها شوية إرهاق كده و… ”
صمتت ولم تكمل الحديث…. نظر جواد لها قليلاً بتمعن وتريث برهة لتعود الإبتسامة على ثغره
قال بخبث…..
“يعني بعد كده هقولها يانسه أسماء….. ”
ابتسمت والدته بحرج لتبخط رأسه بيدها بمزاح
قائله وهي تبتعد ….
“بظبط كده ..بس أوعى تحرج أختك خليك عاقل.. ”
اوماء لها بهدوء……
دلف سيف ذو العشر سنوات بوجه عابس….
“مالك ياابو بوز…… ”
تزمر سيف ولوى فمه بعدم رضا ..
“بلاش الإسم ده عشان مقفلش عليك…. ”
مسك جواد لياقة قميص سيف و قال بنبرة تحذير
“تقفل عليا….. انااااا….. ”

 

 

بلع سيف مابي حلقه وهتف بسرعه
“لا انا أقدر دا أنتَ اخويا الكبير وفوق كل ده بحبك …. ”
أبتسم جواد ليتركه ويهندم ملابسه بيده وقال
بحنان
“طب مالك زعلان ليه….. ”
“عايز فلوس….. “تحدث سيف بهذه الجملة وهو يعبث في تسريحة جواد الطاغي عليها باغراضة
المرموقه……
“طب أبعد كده واتكلم من غير فرك…. ”
أوقفه جواد عن العبث في اغراضة الخاصة…
نظر له سيف بهدوء ليقول بلباقة
“طب إيه ناوي تديني الفلوس ولا…. ”
رفع جواد حاجبه بشك….
“مش لم أفهم الأول عايز الفلوس ليه…. ”

 

 

أخبره سيف متاففاً…
“مش لازم تفهم هات الفلوس وخلاص متبقش زي الحاج سراج…… ليه ……وفين …….ومن امته
اتغلب على عرق الغمري اللي جواك ده…. ”
أشاره على صدره…..
رفع جواد حاجباه وهو ينظر على صدره بدهشة
قال بزهول…
“انت أهبل ياض….. هو هنا في عرق… ”
أخبره بمزاح….
“لا قلب…. المهم هات الفلوس…. ”
تساءل جواد بشك….

 

“هتعمل إيه بالفلوس….اوعى تكون هتشرب بيهم سجاير”
رد سيف عليه بفتور….
“لا انا لسه صغير بس بعد أربع سنين هشرب متقلقش….. ”
“ســــــيـــــــفــــــــــ……”صاحا جواد بقلة صبر وضيق من ثقل مزاح اخيه…..
خشى سيف من جواد بعد رؤية وجهه الغاضب…
ليقول سريعاً بتوتر….
“خلاص ياجواد بهزر…. آنا عايز اجيب جيتار ولفلوس اللي آنا حوشتها مش مكفيه فقولت استلف
منك مبلغ كده بسيط ومبلغ من هيثم صاحبي وكده
يعني….. ”
نظر له جواد وتريث لبرهة ومن ثم ذهب الى المنضدة الصغيرة وفتح الدرج لياخذ بعض
المآل سائلاً أخيه بهدوء….
“هي وقفه معاك على كام بظبط…. ”
“مية جنيه …. بس ….”
مد جواد يده بالمبلغ قال…
“خد دول وبلاش تستلف من حد و دول مش سلف
برضه…… ”

 

اخذ سيف منه المآل بسعادة ليُقبله من وجنته محتضنه بحماس قال……
“تصدق انك احسن وأحد في عيلة الغمري…. ”
أبتعد عنه جواد متسائلاً بمكر…
“يسلام طب والحاج سراج….. ”
خرج سيف سريعاً وهو يقول بمزاح….
“أستغفر الله العظيم… ده في القمه ياجدع هو وعمك زهران بلاش توقعني في غلط….. ”
أبتسم جواد بسأم من سيف وأحاديث النفاق الخاصة به……. اكمل تمشيط شعره الغزير ثم توجه الى الأسفل وهو يحمل حقيبة الدراسة على كتفه اليمين
قابل في طريقة حبيبته الجميلة هي حبيبته وتوامه
وشقيقته الغالية (أسماء)…..
اتجها لها قال بمزاح…
“عيني على الناس اللي صاحيه براحته…. ”
ابتسمت أسماء واقتربت منه ثم مدت يداها لكي تعقد له ربطة العنق الذي دوماً يجهل هندمتها بشكلٍ جيد…
“بطل نَق ياااض….. واستنى اما اعدلك الجرفته… ”
“ياض.. طيب اعدلي ولينا حساب تاني لم ارجع من
المدرسه……”
ابتسمت له ونظرت له بإعجاب اخوي وهي تقول ……
“طب موفقه….. بس خد بآلك من نفسك واوعا البت
منه الملزقه تقعد جمبك…… ”

 

“هخليها تقعد جمبي عشان تبقي تجبيها من شعرها
زي كل مره…… ”
تحدث وهو يبتعد عنها….. لتزمجر أسماء بضيق وغيرة أخت تصر على امتلاك اخاها لها واحدها…..
“صباح الخير يابابا….”قبلى جواد يد والده وكذالك
والدته….. وأيضاً قبلى سيف يداهم بتهذيب مثلما فعل جواد تماماً………
جلسوا على سفرة الإفطار….
وشرع الجميع في تناول الإفطار بصمت ليقطع هذا الصمت تساءل سراج الغمري….
“ها عامل إيه ياحضرة الظابط في مذكرتك….. اول ثانويه محتاجه مجهود اكتر من اي سنه فاتت
عليك.. ”
أبتسم جواد وهو يرد على والده بسعادة وحماس
“متقلقش حضرت الظابط قدها وقدود….. ”
ابتسم الجميع لتتمتم أسماء بمكر قائلة…
“طبعاً نفسه يلبس الميري…..والبنات تكون عليه
زي الرز…..”
ابتسم لها بخبث…..
“طبعاً انا هبقى ظابط واختي محاميه زي القمر….”
لمعة عينا أسماء ببريق حالمة لتهتف بسعادة….
“تصور ابقى المحامية اسماء الغمري …..يسلام على ده حلم…..”
رفع جواد عيناه بتعجب ثم تحدث بإصرار

 

“يسلام ليه بكره يبقى الحلم حقيقة….. ”
“ياعالم…… “قالتها اسماء بشرود لتمد يدها وتضع الطعام في فمها بشرود غريب…..
تراقب جواد تصرفاتها بدون ان يعقب عليها…..
ليكمل طعامه بصمت….
رفع سراج عيناه على أبنه الصغير (سيف) ليسأل
سراج أبنه باستفهام وفضول…..
“ها ياسيف وأنت ناوي تطلع إيه لم تكبر…. ”
وضع سيف لقمة الخبز في فمه ومضغها سريعاً مُجيب..
“انا ناوي ابقى عازف جيتار بليل والصبح رجل اعمال زي عمي زهران…. اصل بيني وبينك يابابا ماليش
في قواعد القانون والالتزام ولكلمات من دي انا
بحب الحرية….. وربنا يبارك في جواد وأسماء
بقه هما شباب المستقبل….. ”
ضحك الجميع على سيف وطريقة حديثه مع والده
فهو كما يطلق عليه (غلباوي…..)
ومن بين آلوجوه المبتسمة وجه مكفهر غير راضي
عن تشبيه مستقبل أبنه بحاضر اخية
(تاجر السلاح) الذي رمى الاخرة وقبض الثمن
أموال ونعيم غير دائم….. غريبة هذه الحياة

 

اتى رُجْلَان الدنيا ومن نفس الدم.. شخص يدافع
عن الحق ويلاحق به بكل ما أوتي من قوة
وشخصٍ من نفس النسل يركض لنعيم باطل
ويفسد في الارض بضمير راضي !!! ….حقاً غريبة ولكن بين نص كلماتي أؤكد لك أنها إختبارات
الحياة ، ويجب ان تتخطى الخطأ وتدرك الصواب
فهل كلنا على نفس العقيدة ام خلقنا لنختلف
ونثور على بعضنا بعضاً !…….
نهض جواد واخذ في يداه سيف متحدث سريعاً
“طب يابابا آنا رايح المدرسة واخر اليوم ممكن نروح عند تيته أنعام ……”
أبتسم له سراج قائلاً بحنان….
“تمام…. حاول متتاخرش عشان معاد الغدا….. ”
رد سيف بعفوية…
“طب ماحنا هنتغدى عند تيته انعام وعمي زهران هيكون موجود و…..”
قاطع سراج الحديث بثبات ….

 

“سيف أسمع آلكلام قبل عمك مايجي تكون هنا عشان معاد الغدا إحنا بنتجمع كلنا على سفرة الغدا الساعة خمسة ودي قواعد لازم تلتزم بيها …..ويلا عشان متتاخروش…. ”
عبث وجه سيف لينتهي الحديث بكلمة واحدة وبتهذيب الى والده….
“اللي تأمر بيه يابابا….. ”
لاحت بسمة رضا صغيرة على وجه سراج
وهو يقول
“ربنا يرضا عليكم ياولاد…. ”
اتجها جواد وسيف الى باب الفيلة الصغيرة ليجد
نفسه تلقائياً يلتفت لأخته (أسماء) وينظر لها نظرة غريبة تشاركه ابتسامة أغرب.. ردت أسماء له الإبتسامة بوجه باهت وعيون فقدت بريق الحياة
بهم…….
“يلا ياجواد هنتاخر اختك مش هتهرب… ياساتر عليكم دا انا الحمدلله اني مليش توأم…. ”

 

تحدث سيف بأستياء وهو يحاول سحب أخيه للخروج سريعاً معه…..
أبتعدت اسماء عن مرمى عينا جواد لتدخل الى المطبخ مع والدتها.. ثم نظر جواد نظرة أخيرة الى هذا المكان الذي كبر وعاش به طوال عمره لاحت
على محياه ابتسامة مودع يشعر أنه سيفقد كل مايمتلكه بجوار تلك الحوائط المزخرفة ………
وكأن القلب يشعر بعاصفة الطوفان ليعود جواد
ويجد المكان رماد والحوائط المزخرفة أصبحت
سوداء يحتلها آثار أسواء الذكريات ، وموت أعز الأحباب في حريق شنيع مجهول المصدر ؟؟!! …
————————————————
دلف بسيارته الى مكان مهجور فيلة صغيرة
تحيط بها حديقة صغيرة المساحة كذالك…
اوقف السيارة وترجل منها جواد وهو يتطلع على المكان الشبه مهجور والذي إذا مر من أمامه أحد سيظن إنه مسكون بالاشباح…. ولكن لا أحد يعلم
ان المكان مسكون فعلاً
ولكن باشباح الماضي باشباح أسوء الذكريات

 

وملامح المكان تأكد ابشع الذكريات لي أصحابها
فقط أصحاب ابشع الذكريات يعلمون تاريخ هذا البيت المهجور منذ تسعة عشر عاماً وذكرى الحريق
اللعين تظهر بوضوح عليه…… فتح باب الفيلة ودلف
لداخل نفس الصورة التي تركها منذ شهر….
نعم ياتي الى هنا كل مدة يجلس قليلاً ويرحل… وأحياناً عندما يرتكب جريمة من جرائم….
(القتل) أصبح سهل تذوق الكلمة ولكن ويلك صعب
تذوقها على من ارتكابها وراء نفسه عزرائيل الدنيا ،
حقاً أسوء شعور ان يركض ضميرك دوماً إليك
بتساءل وعتاب يعذب روحك المتمردة اكثر من الازم….
جلس على كرسي خشب اكلته النيران منذ زمن لتترك
أثر صعب يمحى مثل من يجلس عليه الآن ويطأطأ برأسه للارض بإهمال ويأس …..
تنفس بصوت عالٍ مدرك أنه بين حوار قاسي مع نفسه وشيطانه وضميره ……
ااه كما صعب هذا الحوار وصعب إيقافه !!….
ليجد نفسه يشرد قليلاً في حديث عمه زهران منذ
ساعات وما تم من أتفاق بينهم بسبب هذه المدعوة
بسمة…….. (محامية الغلابة….. )أطلق عليها الإسم
وأبتسم بسخرية على قدرها المعطوب معه….

 

تحدث زهران بضيق….
“لازم نعلن افلاس علام خفاجه للناس كلها لازم نعلن
افلاسه اللي كان مخبيه على المستثمرين بتوعه… ”
“أعتبره حصل….. ”
رد جواد ببرود وهو يحرك القلم على سطح المكتب
بإهمال وعيناه مثبته على القلم بتركيز…
احتقنت نبرة صوت زهران بضيق وهو يقول…
“الكلب كان بيبتذني عشان اكتبله نص املاكي
ويرجع تاني منافس ليا في سوق….. ياما يوصل آلورق لاعدائي اللي من ضمنهم عزيز التهامي ”
رد جواد ببرود ومزالا على وضعه…
“متنساش إن احنا كمان كنا سبب افلاسه وخسرته في السوق….. ”
هتف زهران بغرور وسرعة…
“محدش قاله يقف قدام زهران الغمري…. ”
لوى جواد فمه ببرود ليحرك القلم ببطء وعيناه مزالت عليه ثم سأله بنفس البرود وثبات الأعصاب
“عندك حق بس خلينا في آلمهم هنعمل إيه مع البت
المحامية….. ”
نظر زهران لجواد قائلاً بزئير كالاسد….
“هتجبلي منها آلورق… وتقتلها مش محتاجه كلام
ياجواد أمال أنت ازاي دراعي اليمين….. ”
مرر أصابعه على أنفه وتشنجت أنفاسه….
ليحاول السيطره على نفسه في ثواني قائلا…

 

 

“تمام…. يبقى هاخد الورق منها وفي اليوم التاني هتسمع خبرها….. ”
أبتسم زهران وهو ينهض ويربت على كتف جواد
مهاتفاً بفخر…
“ولا برافو عليك ياجواد هو ده الكلام طالع لعمك
بصحيح….. ”
رفع جواد عيناه عليه وابتسم من زاوية واحدة
بسخرية لإذاعة…….
فاق من شروده على مضض وهو يرفع وجهه بضيق ليجد عيناه تنظر بتلقائية على باب مكتب والده….. نهض ببطء ودلف للمكتب المتهالك…..
دلف هذا الصبي ذو الخمسة عشر عام مكتب
والده ببطء وخوف ليجد والده ينتظره على الاريكة

 

الكبيرة في وسط غرفة المكتب …..
خلع سراج نظارة النظر بهدوء وأشار الى أبنه ان يتقدم منه …. تقدم جواد منه وجلس على الاريكة الوثيرة….
والصمت سيطر على المكان من حولهم ليبادر سراج
بالحديث …
“ينفع اللي أنت عملته ده ياجواد…. معقول ابني اللي كلها سنتين ويدخل كلية الشرطه…. يضرب زميله بطريقة دي…. ولولا المدرسين بعدوه عنك كان ممكن يموت في أيدك… ”
تحدث جواد بتهذيب ولكن بدفاع عن نفسه….
“يابابا الواد اللي اسمه اسر ده كان طول الوقت بيضايق اسماء ومية مره كلمته وهو مصمم يضيقها فـ… ”
اكمل والدها عنه بغضب واستهجان…
“فضربته لحد ما خليت وشه يجيب دم من
كل حته….ولولا اهله ناس طيبين كان زمانه عملك محضر …وده حقه بصراحه…..”نظر سراج لابنه
بغضب فهو للأسف حين يفقد اعصابة سريعاً ومعها يفقد عقله وتفكيره كذلك ويجعل شيطانه يقوده اينما يريد ودوماً يتوجه الى ابسط الأشياء من وجهة
نظره (العنف الجسدي) ….
زفر سراج وهو يربت على كتف أبنه قائلاً بهدوء
“بص ياجواد يابني.. في أمور في الحياة مش بتتاخد

 

عافيه ومش لازم العنف والافترا عشان أقنع اللي قدامي بوجهة نظري… ولو حتى اللي قدامي ده حيوان بجسم إنسان يبقى اتوجه للاكبر مني وده مش عيب طالما اللى قدامي مصمم على أفعاله المسيئه دي ولو آنا مش حابب اطلب مساعدة من
حد يبقى الأفضل أشغل ده مش ده……”
اشارا سراج على عقله ومن ثمَ على عضلات ذراعه
الذي بان حجمهم الصغير ذراع مراهق يعشق الرياضة
ويريد الحصول على جسد رياضي مثل مصارعين
الحلبة الذي يتابعهم عبر التلفاز…..
طاطأ راسه ليهمس بحرج معتذر بصدق….
“عندك حق يابابا اوعدك محاولش أَذِيَ حد تاني وهحاول اتحكم في اعصابي اكتر من كده وكمان هشغل عقلي اكتر من كده انا اسف يابابا……”
ابتسم له سراج ليرد عليه بحنو….
“انا واثق انك مش هتخلف بوعدك معايا ياجواد
و واثق انك مش هتكرر الغلط ده تاني…..وبلاش تنسى كلام ربنا في احد الآيات القرآنية قال عز وجل…(من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا)… “.
زفر بالم وهو ينظر الى غرفة مكتب والده الذي طغى عليها سواد الحريق…..تطلع عليها جواد قليلاً ثم ابتسم بسخرية يخفي حقيقة مشاعره الان يخفيها حتى أمام نفسه حتى لا يتاثر هذا الصبي الذي مزال داخله برغم من مرور تسعة عشر عاماً عليه مزال
هذا الصبي كما هو بنقاء

 

قلبه وبذكريات الأحباب… مزال هذا الصبي يلاحق جواد الغمري بإصرار ولم يقدر سواد (الجوكر)بداخله
على افساد ومسح هذا الصبي الأحمق…..
للعين هذا الصبي بماضيه الذي يصعب تبديله واللعنة على (جواد الغمري/الجوكر) الذي مزال يمتلك نقطة
ضعف تجعله يرى هذا الصبي في كل مكان يذهب إليه……
عقله تحدث بحرب مصرة على محي هذا الصبي الذي يحيا داخل قلب أسود لا يعرف للرحمة طريق …..ولكن هيهات الحقيقة المشروعة هنا ان هناك أمور صعب تبدل مهما تغيرنا ستظل على
ماهي عليه !!…
“آسف اني مكنتش قد الوعد….. ”
صمت مره آخره لتمر بعض الذكريات أمامه
بإصرار محبب إليه فهو ياتي ليعذب قلبه ويريحه
في نفس الوقت ….
أيهما الأقرب ؟؟….
الإجابة عند الغمري وحده !!..
——————————————–
دلفت بسمة من باب آلبيت بابتسامة مشرقة….
“سلام عليكم يأهل البيت….. ”

 

خرج أمجد من باب غرفة كريم بوجه قاتٍ وتوتر جالي عليه…..
هلع قلب بسمة خوفاً واتت عليه سريعاً….
“في إيه ياامجد مالك شكلك مضايق كده ليه أنت كويس ودعاء وكريم….. ”
حاول أمجد التحدث بهدوء….
“متقلقيش يابسمة إحنا كويسين بس كريم….. ”
تحدثت بسمة بلهفة….
“ماله كريم تعب تاني…. مش إحنا اتفقنا انك هتروح
بيه لدكتور … عشان الإرهاق اللي عنده ، ومعدته اللى دايماً بتوجعه دي…. والاغماء اللي بيجيله ……”
عض أمجد على شفتيه ورد بحزن….
“انا عملت تحليل لكريم…. وطلع عنده…. ”
صمت بغلب…..
صاحت بنفاذ صبر
“ماله كريم يأمجد……. مآله ابني….. ”
صادقه في الكلمة هي من حملته اول دقيقة كانت
له في الحياة هي من اعتنت به كاأم ليس كاخالته
بل كانت أمه الثانية وظلت ومثلما كان أمجد نعم
الأب والأخ و الصديق….ودعاء كانت الأخت ولأم
الصغرة لها…… كان كريم الإبن الغالي عليها……
“كريم طلع عنده ……مرض السكر….. ”
وقع قلبها وقع لن تنكر ذلك يالله أيعقل ان يتبدل
الحال في لليلة وضحاها…..
قادر على كل شيء…. ومبدل الأحوال لطفك يارب
تحدث قلبها وعقلها معاً ،و ترجمة الابتلاء سريعاً

 

بالحمد وصبر فقط الصبر على الابتلاء بأنواعه
يحتاج قوة صبر وهذه قوة روحانية يعطيها
الله لمن قادر على الرضا والحمد في السراء
والضراء !!!……
تنهدت وهي تقول بثبات حابسة الدموع…
“الحمدلله متقلقش يأمجد ان شاء الله هنتجاوز
المرحله دي والحمدلله الطب اطور والعلاج …”
قاطعها أمجد بيأس ….
“هيفضل طول عمره بالإنسولين ….”
احتضنته بسمة بحزن وبكاء لتربت على ظهره
وهتفت وسط بكاءها….
“قول الحمدلله يأمجد الحمدلله عشان خاطري وخاطر دعاء اهدأ كده عشان كريم مايتخضش من شكلنا وخوفنا عليه….. ”
في غرفة الصغير….احتضنته دعاء وظلت تبكي
داخل أحضان آلصغير دلفت بسمة الغرفة بعد أن غسلت وجهها….
أبعدت أختها عن أحضان الصغير ناظره لها بمعنى
(توقفي عن البكاء …)نظرتها تترجاها بتوقف
لتربت بسمة على كتف دعاء فهي لا تريد مواساتها

 

امام كريم الناظر لهم بتمعن وتراقب…
جلست بسمة بجانب كريم….فهتف كريم بعبس
وحزن…..
“خالتو هو انا مش هخف تاني….. ”
ردت عليه بسمة بابتسامة ودموع حبيسة…
“مين قال كده انت هتخف وهتبقى كويس بس محتاجين شوية تظبيط كده في لاكل عشان
متتعبش وتتعبنا معاك….. ”
سألها كريم ببراءة…..
“خالتو هو أنا ربنا مش بيحبني عشان كده تعبت… ”
نزلت دموعها على جملته…. لتنفي حديثه قائلة…
“مين قال كده ده ابتلاء ولي ربنا بيحبه بيصيبه
بالابتلاء عشان يشوف عبده هيصبر ويحمده ولا هيتمرد ويبعد عنه…. وآحنا بنتمنى رضا ربنا وقوة
الصبر على الابتلاء….. وخليك فاكر ان سيد آلخلق
كان حبيب الرحمَن وبرغم كده أصابه الابتلاء
انا مش حكتلك قصة سيدنا محمد….. ”
رد كريم بطريقة سلسلة تناسب سنه الصغير …..
“ايوه سيدنا محمد اتولد يتيم الأم والأب سيدنا محمد تعب كتير في حياته عشان ينشر الإسلام
سيدنا محمد كان اكلته شعير ،و أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط على بطنه حجراً من شدة الجوع،
وان النبي مكنش بيعيش ليه اولاد….. وفقد اغلى

 

الناس عنده…. ”
مسحت بسمة دموعها لتكمل حديث كريم قائلة
“وبرغم كل ده كان راضي وبيبتسم وقلبه نقي
ووجهه بشوش…… وإحنا من امة سيد الخلق
فهل صعب يعني ياكريم نتحلى بصبر شوية ونحمد
ربنا على الابتلاء البسيط ده ها هتعمل كده…. ”

 

ابتسم كريم قائلا ببراءة طفل …..
“أكيد ياخالتو آنا بحب النبي وهصبر زيه وهبقى
بشوش الوجه وهبتسم مهم تعبت….. ”
احتضنته بسمة ببكاء ليبكي أمجد ودعاء معاً….
——————————————————
طرق على باب شقتها بهدوء…… وانتظر ثواني معدودة , لتفتح له الباب بقميص حريري أصفر
أللون قصير كاشف الذراع…….
نظر لها ببرود ، بادلته النظرة بحب وسعادة….
دلف الى الشقة بدون اي كلمه…اغلقت انجي الباب سريعاً لتجري عليه بلهفة قائلة من وسط عناقها له
“وحشتني وحشتني اوي ياجواد كل ده غياب… ”
لم يضع يداه عليها أثناء عناقها الحار له ، ولم يتحدث اثناء بعثرت اشواقها بالكلام إليه…… بل ظل صامتاً ثابتاً بارداً بوجه حجري صعب أختراق صلابته….
ابتعدت عنه انجي ناظره له بقلق ..
“جواد مالك أنت تعبان…….. ”
نظر لها جواد بتمعن ليدقق في ملامحها وتفصيلها
اكثر تمتلك (انجي) بشرة بيضاء عيون سوداء
شعر اسود قصير ناعم يحاوط وجهها ملامح انوثيه
جذابه ولكن ماكره وهذا وأضح امام عيناه… وحتى ملامحها تكشف أسواء مابها وتعكسه عليها…..
نظر الى جسدها ليجد هذا القميص المغري للعينان…. هي أيضاً تمتلك جسد انوثي يشبع رغباته بل ويستحمل عنف الذكريات عليه…….
وضع جواد يده على كتفيها العاريين قال بصوت خشن خالي من التعبير……
“يلا بينا……. ”

 

نظرت له وابتسمت بحزن…. لطالما كان معروف بقلة
حديثه وبرودة مشاعره معها لطالما شعرت أنها سأمت
من عشقها وعلاقتهم الغريبة معاً لياتي هو وينظر لها نظره خالية من المشاعر تجد نفسها مستسلمة لطوفان الغمري و اوجاعه…….
“يلا ياحبيبي…. ”
كانت تسير معه لغرفة النوم وعقلها يخشى القادم
في كل مره ياتي بها الى هنا ياتي باوجاع تظهر
بوضوح في ذات المدة التي يقضيها معها… وإذا
نام بجوارها يستيقظ كل مرة بكابوس ألعن من سابقة ولم تعرف يوماً الإجابة عن مايحدث له
خمس سنواتٍ مرت على علاقتهم ولم تعلم يوماً
سر ماضيه وذكرياته المؤلمة ؟!…
وضعت الغطاء عليه ببطء كان جواد نائماً في سبات
عميق يوليها ظهره…..لتجد هذا الجرح الذي يحتل
نصف ظهره هو اثار حريق واضح ذلك امام عيناها
بدون بذل مجهود…..
مدت يدها محاولة ملامست جرحه…..
“اوعي تعملي حاجه مش مسموح ليكي بيها ….”
ابعدت يدها قبل لمسه بخوف بعد ان سمعت جملته التي قالها ببرود وهو يوليها ظهره بنفس الثبات…..
تنهدت بعذاب حقيقي من علاقة صعب ترجمتها
داخل قلبها العاشق لهذا الرجل…….
————————————————-
صباح جديد…..

 

تجلس على مكتبها الصغير بوجه شاحب من البارحة
وهي تعاني من خبر مرض (كريم)
هل هناك احد يوجد معها الان ….
لا بل وحدها في هذا المكتب الصغير….
عليها البكاء أذاٍ …..
تركت عبارتها تنساب بالم وعذاب حقيقي
تتمنى ان تكن هي مكان كريم لم تتألم
وتبكي مثلما تفعل الآن ليتها هي كآنت
أوجاع امجد ودعاء أخف عليهم من اوجاعهم
الآن….. وهل بيدينا تغيير الأقدار ، فكل شيء كتب بيد الرحمن وهو واحدة قادر على رؤية خير
البلاء….
بُلل وجهها من كثرة الدموع ، لتبحث على سطح المكتب عن منديل ورقي لمسح عباراتها الغزيره
من على وجهها الأحمر…..
أثناء بحث عيناها الغائرة عن منديلاً

 

وجدت من يمد لها علبة صغيرة من المناديل
الورقية….. رفعت بسمة وجهها إليه بعينان
شاجنة لتجد (جواد الغمري )ينظر لها ببرود
وثبات قائلاً بخشونة…
“امسحي دموعك ، واعمليلي قهوة سادة ، في موضوع مهم لازم نتكلم فيه…. ”
نظرت له بدهشة وذهول وايضاً غيظاًمن تصرفه
الفظ معاها
اكمل جواد ببرود أكبر….. وهو ينظر الى ساعة يده
“ياريت تخلصي يانسه ورأيا معاد ومش فاضي
لي فقرة الذهول دي…….
يتبع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *