روايات

رواية لن أحررك الفصل الثالث 3 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل الثالث 3 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت الثالث

رواية لن أحررك الجزء الثالث

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحقلة الثالثة

 

لن احرركِ🦋
🦋البارت الثالث 🦋
أوقفت السيارة أمام مبنى ضخم فخم المظهر نزلت
من سيارتها متاففه بقلة صبر…….
كانت ترتدي تنورة قصيرة جينز فوق الركبة ، وكنزة علوية بيضاء بحملات رفيعة …….
خطت أسيل خطواتها لداخل المبنى ولكن قبل أن تدخل وقفت أمام أعتاب المبنى تسأل حارس
العمارة (البواب) بهدوء عن…
“لو سمحت هي شقة رامي التهامي الدور الكام… ”
نظر لها آلرجل من اول شعرها المنساب للأخر حذائها
الازرق العالي……
“في شقه في دور العاشر…..”
تحدث حارس العمارة باختصار….. جعلها تنظر له بدهشة من المفترض سؤالها (من انتي)
( ماذا تريدين )سؤال يجعلها لا تشك من فقرة اعتياد

 

 

آلرجل على تلكَ الأسئلة من الأغراب !!! …..
ولكن نفضت الفكرة سريعاً متوجها لداخل المبنى الضخم……
رنت جرس ألباب فتح الباب رامي بابتسامة سمجه
نظرت له بحب……
مرآة الحب عمياء……
حقاً صدّق القول عيناك ترى الظاهر وقلبك يرى الباطن وتوهم قلبك فنهاية بحب لم يكن
صادق !!!!….
رُسمت ملامحه بعيناها بثواني معدودة…. رامي آلحب
الذي عمره عامين فقط عامين وهي تتوهم بحب !
رامي التهامي كان في عمر الثلاثه وثلاثون
عام قصير القامه قليلاً بشرة بيضا شعر اسود

 

تحتله خطوط من الشعيرات البيضاء….
لحية ثقيلة جذابه…. هو جذاب شكلاً ولكن الباطن
يختلف عن وسامته التي تعشقها أسيل به ؟!…
“أسيل اخيرا وحشتيني ياحبيبتي أدخلي…. ”
دلفت أسيل الى داخل الشقة بتردد برغم كل شيء
تشعر بتوتر… لم تتجمع معه يوماً وحدهم دوماً كانت
المقابلات بينهم في اماكن عامة ……
جلست على الاريكة وهو بجانبها ليعبث في شعرها بحنان قائلاً…..
“مالك ياسيل متوتره كده ليه…..اوعي تكوني خايفه مني …..”
ابعدت خصلات شعرها بيدها بارتباك قائلة بخفوت وخجل….
“لا هخاف منك ليه انت عارف اني بحبك و واثقه فيك….. ”
ابتسم رامي بخبث ليضع يداه على كتفها محاوط
جسدها بوقاحة وقال…..
“تعرفي أنك وحشتيني أوي وكنت مستني اللحظة اللي نكون فيها مع بعض….. ”
قرب أنفاسه من وجهها بشهوة..
انتفض جسدها سريعاً بنفور ونهضت من بين يداه
في للحظة قائلة بضيق…
“رامي احنا أتفقنا على إيه……. ”

 

زفر رامي بقلة صبر معلناً عن غضبه منها…
“في إيه يأسيل مش معقول كده كل ام أحاول اقربلك تصديني بشكل ده…..”
“عشان احنا لسه مفيش بينا رابط شرعي…”
“امال انتي جايا ليه….”
قالها بتافف ……نظرت له أسيل بصدمة من ظنه المشين بها…… صرخت عليه فجاة وهي تقول…
“جايا ليه…. لدرجادي شايفني واحده زباله من اللي تعرفهم…. انا كنت فكره إنك بتحبني عشان كده جيت
أقولك إن سيف معندوش مشكله يتجوزني يعني جوازي منه هيتم وكنت مفكره إنك هتشوف حل أخلص من الجوازه دي ، لكن تصدق بالله نار
سيف ولا جنة وأحد خاين وندل زيك…… ”
أخذت حقيبتها معلنه أنهى الحديث وانتهاء كل
شيء بينهم ….اوقفها رامي سريعاً بلهفة
“أسيل رايحه فين…. ”
“سيب ايدي إياك تفكر تلمسني…. ”
نظرت له بحتقار وهي تحاولت الإِفْلاَتَ منْ قَبْضَتِه

 

حاول التحدث معها بتمهل حتى تهدأ قليلاً…
“أسيل آنا آسف صدقيني مكنش قصدي انا مضغوط
اليومين دول بسبب أبويه وكلامه ليا مانتي عارفه.. ”
أغمضت عيناها بضيق وزفرت بقلة صبر..
اكمل رامي حديثه بنبرة أكثر حزنٍ ليجعل قلبها
الأبله يشفق عليه ويمحي حديثه القذر في السابق ….
“صدقيني ياسيل انا بحبك وعايزك مراتي وأم عيالي
بس أنتي عارفه أبويه والعداوة اللي بينه وبين خالك موقفه الجوازه…… صدقيني ياحبيبتي آنا بعمل كل اللي في أيدي وعمال أقنعه بحبي ليكِ ، ومن ساعتها
وهو منعني من دخول الفيله ومصمم انزل معاه الشغل عشان يشغل تفكيري عنك, ميعرفش ان قلبي
وعقلي معاكي دايما وعمر مافي حاجه تبعدني عنك…. ”
نظرت له بخجل ثم قالت بحرج…
“صحيح يارمي فتحت والدك في آلموضوع…. ”
“صحيح ياحبيبتي وهكدب عليكِ ليه….وقريب أقوى هيوفق وهتبقي مراتي ياسووو… ”
تنهدت بسعادة , تتلهف شوقاً لهذا اليوم…..
—————————————————-
يجلس فوق سطح مبنى عالٍ ممسك الجيتار
ينظر الى نقطة معينه…..
اقتربت منه بحياء بملابسها المحتشمة وحجابها الرقيق الذي يحلي ملامحها البريئة والجميلة
بجاذبية يعشقها بها هي بسيطة وهو

 

عاشق البساطه …
هي( آمل )وأحلى آمل دخلت حياته مدوية
أوجاعه وحرمانه من أقرب ألناس له وآخرهم
جواد الذي سينال البعد منهم فترة محددة ؟؟..
“مآلك ياحبيبي….. ”
نظر لها سيف وأبتسم بحزن قائلاً….
“مفيش يأمل انا كويس….. ”
جلست بجانبه وتنهدت تنهيدة عالية وقالت…
“زعلان على جواد مش كده….. ”
زفر بضيق…..
“مش عارف ليه عمل كده ليه يشيل حاجه زي دي معاه في شنطة ليه بس؟؟…. ”
قاطعته برقة وحنان…..
“كفايه ياسيف أهدى كل حاجه هتتحل عمك هيحل آلموضوع جواد هيخرج وهيرجع بيته
وشغله بس انت اهدى عشان خاطري….. أنت عارف اخوك بيحبك قد إيه وأكيد مش هيبقى حابب يشوفك كده بسببه…… ”
تحدث سيف بنبرة حزينه….
“جواد آخر واحد فضلي في دنيا دي ….. آنا مش هستحمل خسارة تانيه كفايه اسماء وامي وابوي كمان جواد….. ”
فتحت ذراعها ليضع رأسه في أحضانها كطفلاً فاقد
الأمان ولا يحصل عليه إلا بين احضانها …..
أستيقظ من ذكريات اليقظة على نسمات الهواء عابرة باردةً تحمل رائحة الياسمين يمتذج معها الأمل……. ليهتف بعذاب مشتاق…..
“وحشتيني…… ”

 

 

بدأ يعزف على الجيتار للحن هادئ حزين للحظة كانت صورت الذكريات فقط التي تحاوط مخيلته
والحبيبة الوحيدة تسير على أوتار جيتاره بنعومة
تبدلت الصورة بصورة أوضح وأقرب ولكن الصورة
ليست من الماضي المظلم…. الصورة من الواقع
المنتظر ، أسيل !! ومعنى الإسم السهل اللين فهل
علاقته بها ستاخذ نصيب من أسمها ام ستبقى
بعيدة كمال آلبعد عن السهل اللين بينهم !!…
تنهد بضيق لا يريد أسيل زوجه له… المشكلة ليست في أسيل بل فيه هو ، هو لا يرى حواء آخره بعد (امل) لا يرى حواء تكون له وطن حقيقي مثل (امل) لن يقارن أسيل بأمل قط ، أسيل شيء ، وحبيبته شيء آخر…. ولكن يجب ان يتزوج ليرضي السيدة
آلتي كانت له أم بعد فقدان عائلته ……
ليتذكر حديثه مع أسيل أمس…..
جلس أمامها مباشرةٍ في كفتريا على نيل….
قال بهدوء….

 

“انا سمعك يأسيل…حب تقولي إيه… ”
توترت قليلاً قبل ان تتحدث بشجاعة زائفة…
“هتكلم في جوازنا….. ”
كان سيف ينظر الى الماء العذب بتمعن وحين قالت جملتها خلع نظارته الشمسية السوداء وهو يقول بفتور…..
“في حاجه في تجهيزات كتب الكتاب مش عجباكِ ”
“مش ده الموضوع…. ”
لوى فمه بقلة صبر …
“امال إيه الموضوع….. انا سمعك على فكره
اتكلمي على طول… ”
اشتدت عيناها غضباً وهي تتحدث بيداها قائلة
“أاهوه هو ده آلموضوع شايف طريقة كلامك معايا
مش طريقة اتنين هيكتبوا كتابهم كمان شهر… انت طرقتك وحشه معايا في الكلام…. ”
رد بفظاظة وكانه يراضي طفله صغيرة….
“بعد الجواز هتغير……. ها اي تاني…. ”
رفعت حاجباها بقهر….
“وبتكلمني بقرف ، وبتنطق أسمى بتكبر كده… ”
“بكلمك بقرف يبقى هعصر على نفسي للمونه ،بنطق
اسمك بتكبر فده نقص عندك لانك مش عجبك

 

أسمك……فبلاش تقولي كلأم ملوش وجود من الأساس…. ”
عضت على شفتيها بتفكير تريد أن تفسد رابط الزواج منه ويبقى الرفض منه هوَ وفي ذات آلوقت
لن تلومها انعام جدتها على شيءٍ فحفيدها الفظ البارد هو الذي رفضها ليس هي….
قالت بضيق زائف….
“تعرف يابن خالي اني مش بستلطفك أبدا…. ”
رفع حاجبه ليضع قدم على آخره قال ببرود….
“تصدقي نفس الشعور….. كده المشاعر متبادله
وفي توافق هايل مابينا ….مبروك يابنت عمتي ”
نظرت لها بدهشة وهتفت من أسنانها بغيظ
“أنت حقيقي أ.. ”
“لا حلم…… تشربي إيه…. ”
قاطعها ببرود وهو يطلب لها.
“لو سمحت فنجان قهوة سادة….. وكوبية للبن… ”
اندهشت اكثر وهي تسأله بشك
“اللبن ده ليك انتَ ….. ”
عبث في هاتفه وهو يقول ببرود
“لا انا كبرت على الحاجات دي…. ده ليكِ أهوه
بحاول ابقى للطيف معاكي مش ده كلامك….. ”
جن جنونها وهتفت بغضب…
“أنت بتعقبني ولا إيه….. أنا مش بحب اللبن ومستحيل اشربه….. ”

 

نظر لها بطرف عيناه قال ببرود.
“مع سيف الغمري مفيش مستحيل ياقطة….”
نظرت لها بغضب لياتي النادل ويضع المشروبات ويذهب……
“يلا سمي الله وشربي…. ”
اكتفيت بكلمة واحدة وبعناد قالت….
“ده بعَدك مستحيل…… ”
تحدث بخشونة وصرامه…
“لسه قايلك مفيش مستحيل معايا ….اشربي اللبن ياما هشربه ليكِ بنفسي وقدام آلناس ولطقم الجديد
اللي عليكِ ده هنكمل المشوار بتعنا بيه وريحة اللبن
هتبقى البرفن الجديد اللي هيتبهرو بيه صحاب الاتيليه…..”
أرتفع الغضب والغيظ لذروتهما لديها واصبح صعب السيطرة عليهم ولكن نظرت سيف الجادة جعلتها ترتشف اللبن على مَضَض….
احتسى سيف قهوته بتلذذ وهو ينظر الى النيل بهدوء…….
تحدث بعد مدة قائلاً لها….
“على فكره في كلام مابينا لازم يتقال وكلام مشروط لازم يتحط قبل ماكتب عليكِ……و واعد مني لو مش هنتفق في القعده دي هرفضك بنفسي وقدام انعام هانم زي مانتي عايزه…..بس نتكلم الاول….”
تحدثت بسرعة وللهفة واضحه ….
“بجد طب هنتكلم امته…..”
احتسى القهوة قائلاً جملة واحدة باختصار…
“كل حاجه في وقتها احلى….”
نظرت له بخيبة امل وظنت ان معنى حديثه هو
الزواج منها غير محال لن يتنازل سيف ويرفُضها
عند جدتها انعام ومستحيل ان ترفُضه هي امام

 

جدتها ستصيبها بخيبة الامل فيها….
ماذا عليها ان تفعل ….
الانتظار ، فقط الانتظار !!…..
ابتسم وهو يسمع للحن الجيتار تغير باللحن ناعم مجنون يحمل صخوبة الحياة ونعومة تفاصيلها
وسهل أيضاً على يداه في حفظه……
وكان اللحن خاص بها ؟!….
————————————————–
وضعت إمامه فنجان القهوة وهي تقول باقتضاب….
“القهوة ياجواد بيه….. ”
رفع عيناه عليها ومن ثم على فنجان القهوة ، مسك الفنجان وارتشف منه بهدوء ، انزله عن فمه و وضعه على سطح المكتب قائلاً بصلف…
“مش بطال…… قعدي يانسه بسمة….. ”
احتقن وجهها احمرارٍ وقلة صبر من قلة الذوق المحيطه بهذا الكائن……
“حضرتك عايزني اترافع عن اي قضية….. ”
رفع عيناه إليها بدهشة وبحاجب مرفوع بعلامة استفهام وقال…..
“عفواً …..قضية إيه….. ”
تحدثت بمكر لتخفي خوفها من ظهوره الآن أمامها…
“آمال حضرتك جايلي ليه……. ”
اطلق جواد ضحكة عالية خالية من المرح
يشوبها السخرية وهو يقول…
“ااه فهمت ، انتِ فكره أني جايلك في قضية تخصني……. أحلامك عالية اوي يانسه بسمة…. ”
لوت شفتيها وهي ترد عليه بقلة تهذيب مماثلة له…
“فعلاً احلامي أعلى من أني أمسك قضية لواحد

سمعته سبقاه….. ”
نظر لها بوجه حجري لم يتأثر بحديثها
قط كما كانت تظن…….
“فعلاً …..آلمهم انا جيت عشان اخد الأمانه…”
توترت وهي تسأله باعين زائغة …
“أمانه….أمانة إيه…… أنا مش فأهمه حضرتك تقصد إيه…. ”
احتسى القهوة بتمهل وهو يقول ببرود…
“الأمانه اللي سلمها ليكِ علام الخفاجه قبل
مايموت. ”
“قصدك قبل ماتقتله…..”
قالت بسمة جملتها باعين تشتعل من وقاحة هذا آلرجل….
أبتسم جواد ابتسامة مريضة بشعة هكذا رأتها….
ليقول ببرود….
“واضح انك فتحتي الوراق وعرفتي كل حاجه… ”
بلعت مابحلقها وتحلت بشجاعة الزائفة قائلة….
“اااه عرفت كل حاجه…ولوراق ده هيوصل للبوليس
وساعتها ا…… ”
قاطعة بلهجة صارمة….
“وساعتها هتموتي قبل ماتفكري تمسكِ الورق تاني

 

بين أيدك……اعقلي ياشاطره انتِ مش قد أصغر أسم مكتوب في لورق ده…ولا انتِ روح المغامره عندك
عاليه…. ”
هتفت بذهول وارتعد جسدها قليلاً…..
“أنت جاي عشان تهددني ، ولا جاي تخلص عليه… ”
“عايزه كام….. “أشعل سجارته وهو ينظر لها
بسخرية
رفعت بسمة إحدى زواية شفتيها بامتعاض قائلة ببرود…
“تفتكر الورق يساوى كام من وجهت نظرك.. ولو انت
مكاني هتاخد كام…. ”
أخرج الدخان الرمادي من فمه قائلا بتمعن..
“آلورق يساوي كتير…. وانا لو مكانك هطلب اكبر رقم
ممكن يعيشني مَلِك طول عمري…. لكن في نفس آلوقت هبقى واثق أن الفلوس اللي هاخدها هموت
من قبل ماشم ريحتها حتى…. ”
سألته بسمة بشك من مغزى حديثه….
“قصدك اني بقيت في دايرة الخطر…. ”
رد ببرود مُخيف…
“لا في دايرة الموت ، وفي للعبه انتِ مش قدها… ”
نهضت بغضب وهي تتحدث بصياح مجنون…
“أنت جاي ليه وعايز إيه…… اللي شغال عندهم
بعتوك عشان تخلص عليا……. ”
نهض بقامة طوله المهيبة وحجمه الضخم امام عينيها وهو يقول بنفس الصلابة المرعبة….
“بلاش تستعجلي على آلموت يانسه…. مفيش حد بيموت ناقص عمر……”
أقترب منها ببطء ووقف أمامها أكثر وعن قرب
و قال…
“وبعدين أنتِ جميلة ومثقفه وبصراحه خسارة فيكِ
الموت….. ”

 

مرر يداه على وجهها ومن ثم على عنقها ليمسك
خصلات شعرها برفق في البداية حتى تمكن منهما بين قبضته فجذبهما بقوة على اثارهما تاوهت بألم آثار همجيته المفاجأه معها…. تابع جواد حديثه بالقرب من أذنيها بزئير كالاسد الجائع…..
“خدتي اكتر من وقتك معايا ….آلورق فين يابت
انـــــطــــــقــــي ياروح امك…..”
حاولت الافلات منه وبدأت تضربه في صدره العريض
بيداها وهي تصرخ بصياح وجنون…
“ابعد عني ياحيوان أقسم بالله لحبسك أنت والكلاب
اللي بتشتغل عندهم….. سبني ياحيوان سبني….. ”
قذفها بعيداً عنه باحتقار وهو يتنفس بتشنج
وغضب…
“شكلك مش خايفه على اختك وجوزها وابنهم… ”

 

نظرت له بصدمة وارتعش جسدها خوفٍ لتخرج
الحروف بصعوبة….
“تقصد إيه……. ”
أخرج هاتفه ولم يرد عليها ليقول عبر الهاتف جمله واحده “نفذ الي أتفقنا عليه….. ”
وقع قلبها بين يداها بعد جملته تلك…. لتصرخ
بخوف وهي تنقض عليه بشراسة…
وقبل ان يبعدها جواد عنه ويتدارك الموقف
كانت قد تركت أظافرها الحادة جرحاً رفيعاً
على جانب عنقه……
ابعدها ووضع يداه على الجرح ليجد بعد الدماء البسيطة على أطراف اصابعه…
“يابنت المجنونه…. ”
هتف بالجملة بشرود سمعته بسمة وحاولت ان تنقض عليه مرة أخرى ولكن كان الأسرع في مسك
يدها لتقترب آلوجوه من بعضها بفرق الطول بينهم نظر جواد لها باعين مشتعلة قائلاً بصرامه….
“إياكِ تفكري تمدي ايدك تاني ….. انتِ فأهمه.. ”
نزلت دموعها بيد ترتجف بين يداه وقالت بترجي..
“اوعى تقتلهم أنا مليش غيرهم دول هم اللي فضلين
ليا بعد موت ابويه وأمي…. اوعى تقتل اهلي
أبوس ايدك أنا من غيرهم أضيع….. ”
نظر لها بتمعن ووجهه لا يوحي على اي تأثر من حديثها …
لتكمل بوجه احمر وعيون حمراء من آثار فكرة
أنتهاء عائلتها الوحيدة بسببها هي….
“أنت متعرفش يعني إيه أهل… أكيد عمرك ما كان عندك اللي تخاف عليه….. أكيد عمرك ماتوجعت
لفراق حد بتحبه…….. ”
نظر لها بتمعن أكثر…….

 

“جواد تفتكر امك عامله لينا اي على الغدا… ”
تحدث سيف وهو يمسك معدته بجوع… وباليد الاخرى يمسك الجيتار الذي اشتراه حديثاً هو وجواد بعد خروجهم مبكراً من منزل عمهم (زهران الغمري)
أبتسم جواد وهو يقول بمكر…
“اكيد سمك اصلي طلبته منها الصبح…. ”
اتسعت ابتسامة سيف قائلاً بمزاح…..
“ماشاء ألله البيت كله بيحفل عليه…… أنتوا لازم تعمله الحاجه اللي مش بحبها دايما…. ”
رد جواد بضحك..
“بصراحة يا ابو بوز…. ده اقتراح اسماء عشان تغيظك ” شويه….. ”
تحدث سيف وهو ينظر الى الإمام بينما انحنى
جواد ليعقد رابطة الحذاء الرياضي الذي يرتديه…
“ماشي ياجواد….. لم اشوف اسماء بس…. هي إيه الزحمه اللي عند بيتنا دي…. ”
رفع جواد عيناه باهتمام ليرى الحريق مشتعل في
فيلة والده ورجال الإطفاء يحاولون أطفاء الحريق
والجميع متجمهر عند منزلهم يشاهدون الحريق المندلع بالبيت بشفقةومن ضمنهم عمه زهران
وجدتهما انعام…..
ركض جواد الصغير بقوة وهو يصراخ بخوف….
“اسماااااااء…….. بابااااااا…. امــــــــــي…..”
ركض بين الناس محاول الدخول بين الحريق وفي اخر للحظة انقذه رجال الاطفاء قبل دخول البيت لكنه قد اصاب بظهره من النيران التي كانت مشتعله امام الباب الكبير للفيلة ، ولايزال الجرح تارك اثر
في جسده حتى يوماً هذا ……
صرخ وصرخ عاليًا ينادي عائلته بقوة…وسيف يبكي في حضن جدته انعام بخوف…..
صرخ جواد وهو ينظر الى البيت المُشتعل
ورجال الاطفاء يمسكون بيداه لمنعه من التهور
مرة اخره……
“اسماء بلاش تسبيني خديني معاكِ انا خايف ياسماااء ……عشان خاطري ارجعي ورجعي
امي وابويا معاكِ…..طب صحيني من الكابوس
ده عايز اخدك في حضني وقولك انك احن اخت
في دنيا دي …..اسماااااااااااء ردي عليا….متسبنيش…رحتو فين خدوني معاكم…….. ارجعواااااااااااا….. ارجعوااااااااا…… “فقد الوعي سريعاً ليدخل في انهيار عصبي دام معه لعدة سنوات !!…….
نظر جواد الى بسمة وحاول التحدث بصرامة…
“لو خايفه عليهم بجد قولي على مكان الورق اللي معاكي… ”
أبتعد عنها ليوليها ظهره محاول أخفى صخب مشاعر
الماضي الذي اخرجتهما في للحظة تلك الفتاة….
“لو عرفت مكان آلورق…. هتسبهم….. توعدني.. ”

 

 

“اوعدك….. “تحدث بسرعة….
اتجهت الى درج مكتبها واخرجت ملف الأوراق
منه…. وقفت مكانها قائلة بنبرة مبحوحة من
آثار البكاء ومهزومه كذالك…..
“ده آلورق…. أنا شيلته عندي في آلبيت من يوم ماخدته لكن انهارده نزلت بيه وشلته في مكتبي
عشان كنت ناويه اسلمه للبوليس اخر اليوم…. بس حياة أهلي اغلى عندي من مبادئي…. ”
مسحت دموعها المنسابه بظهر يدها…..
نظر لها جواد لبرهة ثم مد يده وأخذ الورق
منها…قائلاً ببساطة…
“المكالمة كانت تهديد مش اكتر…. مفيش حد من رجالتي دخل شقتك…. اطمني يانسه…. ”
نظرت بسمة له بصدمة
اتجه جواد الى الباب ليرحل كما اتى ولكنه توقف عن اطار الباب قائلاً بخشونة…..
” عايز أنصحك نصحية من وأحد مش هتشوفيه تاني …اقفي قدام الريح اللي واثقه أنها مش هتهزك..
واوعي تستهوني بنسمة هوا بسيطة جايه عليكِ من بعيد ، عشان ببساطة ممكن توقعك… سلام يانسه بسمة…. ”
خرج وتركها ….تركت جسدها بعد خروجه للأرض الصلبة التي استقبلتها بقسوة كالحياة…. ضمت ساقيها أمام صدرها وهي تبكي بقوة من الخسارة والانهزام أمام أول قضية كبيرة في حياتها…. أنتصر عليها الباطل وضعف سلاح الحق وانتهى كل شيءٍ الآن…….
—————————————————–
جلست لميس على الفراش وهي تتحدث بتوجس..
“ايوه ياعزيز…..”
تحدث عزيز من الناحية الاخرى بضيق…
“عملتي إيه يالميس عرفتي حاجه عن مكان
آلورق اللي كان مع علام…..”
نهضت لميس سريعاً وأغلقت باب غرفتها وقالت بتوتر….
“معرفتش حاجه كل اللي أعرفه انه مع واحده محاميه أسمها بسمة…. ده اللي سمعته وانا وقفه
قدام باب مكتب زهران….. ”
تحدث عزيز بقلة صبر…
“يعني متعرفيش…. أسمها بسمة اي بالكامل…. ”

 

تحدثت لميس بخفوت ….
“لا معرفش ياعزيز ده اللي سمعته…..وكأن زهران
بيتكلم بالهمس هو وإبن أخوه جواد وكأنهم
مش عايزين حد يسمعهم….. ”
زفر عزيز بضيق…
“صبرني يارب بقالك اكتر من سبع شهور متجوزه الضغوف ده وعمرك مجبتيلي خبر عدل او كامل…”
قالت لميس بامتعاض…
“طب وانا اعمل إيه ياعزيز ما زهران كتوم ومش بيأمن لحد على اسراره….”
تحدث عزيز من بين اسنانه بغيظ…
“اشمعنا مأمن على اسراره لجواد ابن أخوه ….”
قالت لميس بصرامة…
“معرفش ياعزيز معرفش ….بس اسمع لازم الاتفاق اللي مابينا يتم ….انا اتجوزت زهران عشان بعد كام شهر اورثه وتخلص على اهله كلهم قبل مايموت وبعد ماتقتله اكون انا الوريثه الوحيده ليه وثروته واملاكه تبقى ليا وليك وكمان السوق هيفضى قدامك من بعده…..ها هتنفذ اتفقنا امته ياعزيز انا بدأت أزهق …..”
“قريب يالميس ….متقلقيش….هندفنهم انا وانتِ
واحد واحد…. ”
————————————————-
وضع جواد ملف الأوراق على سطح المكتب

 

 

وهو يقول باختصار……
“الأوراق اهيه أتأكد منها بنفسك….. ”
نظر له زهران بهدوء ، مسك الأوراق بين يديه وتفحصهم بتمعن…… ليتمتم وسط تفحصه لهم..
“لقتهم عند البت المحامية مش كده… ”
“بظبط….”
تحدث زهران مره آخره وعيناه على الاراوق يدقق بها آلنظر……
“وخلصت عليها…… ”
“لا….. ”
ترك زهران مابيداه ورفع عيناه على جواد الذي
جاوبه ببساطة…. سأله زهران باستفهام….
“وليه مخلصتش عليها….. ”
(اوعا تقتلهم أنا مليش غيرهم دول هم اللي فضلين
ليا بعد موت ابويه وأمي…. اوعا تقتل أهلي أبوس
ايدك أنا من غيرهم أضيع….. “)
نفض جملتها الذي تدوي في أذنيه باصرار ليرد
على زهران قائلاً بثبات…..
“وقتلها هيفدنا بايه إحنا كنا عايزين آلورق وهي
سلمته لينا ومن غير متاخد حاجه… يبقى قتلها هيفدنا في إيه… ”
قال زهران بضيق ….
“مش هيفدنا ولا هيضرنا…. لكن هي دخلت اللعبة
ولازم تموت….. وبعدين أنت من أمته بيهمك روح
حد دايما بتنفذ الأوامر… ليه المرادي بتخالف اوامري

 

يادراعي اليمين….. ”
نظر له جواد بصمت ووجه بارد حجري لا يعبر
عن شيءٍ إلا موت المشاعر فقط بداخله !….
“بكره هبعت حد من الرجالة يخلص عليها… ”
تحدث وهو يوليه ظهره للمغادرة….
اوقفه زهران بجملة واحدة صارمة….
“محدش هيخلص على البت دي غيرك ياجواد… ”
لم يستدير له بل نظر للناحية اليمنى وهو يرد
عليه ببرود……
“اعتبرها ماتت……. وخبرها هيوصلك بكره….. ”
أبتسم زهران أبتسامة جانبية خبيثة….. يريد ان
يقتل سراج بداخل جواد يريد ان يقتل الشفقة بقلبه
يريد ان يبقا جواد آلذئب الجائع ، دماً ، وشرٍ ، وقسوةٍ ، و جحود ، يتذوقهم باللذة ويخرجهم للاعداء بدون رحمة !…
هذه هي الأهداف من البداية ذرع حامي صلب له !!…
فتح الباب عليهم في هذا الوقت وطل منه سيف
وهو يبتسم بهدوء…..
“هو أنتوا ناوين تاكلون الفجر ولا إيه….. العشا هيبرد
يجماعه وانعام هانم هتقلبها محضره عن القواعد
ونظام الملكي في القصر هنا…… ”
أبتسم جواد ابتسامة لم تصل الى عينه وهو يقول..
“هو أنت دايما همك على بطنك كده….. ”
“ونبي يافخامة بطل تريقي ويلا ناكل…. ”
تحدث زهران هذه المرة سائلا سيف بفتور..

 

 

“عملت إيه ياسيف في الإجتماع بتاع النهارده.. ”
“كل تمام كل الشروط اللي ضفتها وقولتها ليهم وفقه عليها زي مامرت …وكل حاجه تحت سيطرة ياعمي متقلقش…. ”
تحدث زهران بفتور وهو يفتح خزينة مكتبه…..
“برافو عليك ياسيف…..طب اسبقوني انتم وأنا
جاي وراكم….. ”
خرج الإثنين وتحدث سيف بمزاح لا يعرفه الى
مع شقيقه وعائلته الوحيدة….
“وانت عامل اي يافخامة في شغلك….. ”
رد جواد بقلة صبر…
“الشغل ماشي كويس….. وبقولك إيه بلاش الإسم
ده عشان مش قادر ابلعه….. ”
“تصدق طول مانت كاره الإسم هكرره كتير….. ”
رد عليه جواد باستياء…
“دي رخامه بقه… ”
تحدث سيف بازعاج….
“لا دي مش رخامه….. انا بقدرك كده عشان تمشي
منفوخ في شارع اكتر مانت منفوخ….. اااه ”

 

مسك جواد سيف من أذنه بقوة وقال بتحذير…
“كلمة تانيه وهزعلك…. يلا عشان تاكل مش جعان
ولا غيرت رأيك … ”
حاول سيف أبعاد يد جواد عن أذنه….
“ايوه جعان بس شيل ايدك ياعم ايدك تقيله…. ”
“انشف ياض…. ”
قال سيف بمزاح…..
“مش القصد بس ايدك ممكن توحشك….. ”
ضحك جواد وهو يهز رأسه بياس من ان يتغير هذا السيف….
ولكن في الحقيقة هو آلوحيد الذي يهون عليه كل
شيء في الحياة او باختصار وجودهم مع بعض يهون على كلاهما معاً ……
جلس جواد على السفرة في اول مقعد والجده أنعام
أمامه مباشرةٍ ، بجانب جواد يجلس سيف وعلى رأس
الطاولة زهران……
سألت انعام للخادمة شادية ….
“هي أسيل مش هتنزل كمان النهارده يا شاديه… ”
ردت الخادمة بهدوء….
“سألتها ياست هانم قالت أنها شبعانه وهتنام….”

 

تحدث زهران متسائلاً….
“هي مالها أسيل يامي….. لو تعبانه أتصل بدكتور
يجي يشوفها…. ”
“هي كويسه بس من ساعة ماخرجت مع سيف وهي بقالها كام يوم كده بتتهرب من انها تقعد معانا على سفرة واحده….. وأكيد سيف عارف مالها…. “نظرت انعام الى سيف بشك…..
مضغ سيف الطعام ببرود ورد عليها….
“بصراحه أنا مش هقدر اجواب على سؤال معرفش
إجابته….. فانا من راي اسألي صاحبة الشأن مالها ”
زفرت انعام بضيق من وقاحة هذا آلجيل وبرودة
مشاعرهم…..
تحدث زهران منهي الحديث….
“وأنا كمان رأيّ من راي سيف اسأليها يمكن في حاجه
تانيه…… ”
دخلت عليهم في تلك الأوقات لميس وهي تقول بنعومة ودلال…..
“هاي ياجماعه….. أهلاً يابيبي….. “مالت لميس
على زهران وقبلته من وجنته بوقاحة أمام
انعام التي إهانتها في سرها بافظع الالفاظ…
تحدث زهران بحرج من نظارات والدته الغير راضية
عن هذه الزيجة منذ البداية…..
“اهلا ياحبيبتي…. قعدي يلا اتعشي معانا…. ”
“لا يابيبي انا عامله دايت ، عرفت انك لسه جاي من الشغل قولت أسلم عليك…. آلمهم هستناك فوق
بقه… شاوو يابيبي ومتتاخرش عليه “لتميل مره آخره عليه وتقبله من وجنته…
حمحمت انعام بعدم رضا…. لتذهب لميس من

 

أمامهم وهي تتمايل بنعومة مغيظة …..
هتفت انعام بامتعاض….
“استغفر الله العظيم …..البيت خلاص سكنته الشياطين….”
تنحنح زهران وهو يتحدث بحرج….
“امي………الاكل هيبرد…..”
تحدث وهو يتصنع انشغاله في الطعام ….
نظرت انعام الى جواد الصامت من بداية الجالسة…
لتقول بحنان الأم….
“وانت ياجواد ياحبيبي ناوي امته تفرحني بيك اخوك كلها كام شهر و يبقى في بيته مع مراته
ها وانت امته هتفرحني بيك…..”
رد عليها جواد ببرود مختصر…
“لسه شويه ….” …
“شويه لحد امته انت بقيت خمسه وتلاتين سنه
إيه ناوي تجوز على الخمسين…..ايه اللي في رقبتك
ده ياجواد”لفت نظرها شيئاً ما في جانب عنق جواد…..
وضع جواد يده على الجرح الرفيع الذي كان سبب
هذه الفتاة وهجومها الجامح عليه كالمختالين
عقلياً……رد بعد تنهيدت ضيق…
“ده خدش صحيت لقيته كده…..”

 

نظر سيف الذي يجلس بجواره وهو بدقق النظر
على عنقه ثم صاح بعد ثواني بغباء…
“خدش ايه دي ضوافر واحده معلمه عليك…”
لكمه جواد في بطنه بدون ان يلاحظ احد عدل
سيف جملته سريعاً….
“لا ده خدش واضح ان نظري ضعف ….هحاول اكشف على عيني…..خدش ياجماعه الموضوع
مش مستاهل… ”
غمز له سيف بخبث….. اسلب جواد عيناه للطعام أمامه وهو يلعن بسمة وما فعلته بيداها..
————————————————
كانت تجلس على الفراش بعيون شاردة ووجه
شاحب من ما تعرضت له اليوم…..
دلف أمجد عليها بعد الاستئذان …..نظر
لها باهتمام وقال….
“مالك يابسمة انتي تعبانه ولا إيه… ”
ردت عليه بسمة بنفي حزين…
“لا أنا كويسه يأمجد مفيش حاجه……. ”
جلس على حافة الفراش وهو يسالها بشك….
“آمال مش عايزه تقومي تتعشي معانا ليه وليه قفله
على نفسك من ساعة ما رجعتي من برا…..مالك يابسمة في حاجه مخبيها علينا…. ”
نزلت دموعها فور سؤاله الحنون……
تحدث أمجد هذه المرة بيقين…
“لا في حاجه بجد….. احكيلي إيه الى حصل النهاردة
في الشغل…… ” نظر لها امجد بجدية وإصرار من سماع حقيقة ما مرت به آليوم …..
حسمت بسمة امرها وهي تقول بصوتٍ مبحوح …

 

“هحكيلك بس اوعدني ان هيكون سر مابينا مش عايزه دعاء تعرف عشان متقلقش عليا…. ”
———————————————————-
في صباح أستيقظ مبكراً وارتدى قميص أسود وبنطال مماثل له…. مشط شعره ونظر لهيئته في المرآة للحظات قبل ان يلفت انتباهة
الخدش الواضح في عنقه…… زفر بغيظ وهو يلقي الفرشاة باهمال على سطح المنضدة…..
نزل الدرج والمكان شبه خالي ، مزال الجميع
نائم……. صعد دراجته البخارية وانطلق بها بعد
ان وضع قناع الرأس……
في ناحية الآخرة خرجت بسمة من آلبيت بعد الاحاح
على أمجد زوج أختها بتركها للعمل ، فاليوم لديها قضية مهم لاحد قواضي آلطبقة البسيطة آلتي
تترافع إليهم دوماً بمقابل ضئيل………
“ست بسمة….. ”
اوقفتها امرأة تحمل طفلة صغير على يدها….
وقفت بسمة وقالت بود….
“ازيك يام فريدة عامله إيه….. ”
ردت المرأة بحرج…
“الحمدلله ياست بسمة….. أنا كنت طلبه من حضرتك
خدمة ويارب ما ترفضي…..”
سألتها بسمة بتركيز….
“قولي يام فريدة عايزه إيه…… ”
قالت المرأة باحياء…
“أخويه الصغير كان شغال على توكتوك ومسكه البوليس وكان معاه يعني حشيش في جيبه…. ”
سألته بسمة وهي عاقدة الحاجبين..
“بيتاجر في المخدرات….. ”
قالت المرأة بنفي سريع….
“لا تعاطي ولله ياست بسمة…. كنا عايزينك تمسكِ القضية دي ده الواد غلبان وهو الي بيصرف على
أمي وخواتي البنات…. ”
من الناحية الآخرة جلس جواد فوق مبنى عالٍ
وحدد هدف بسمة الواقفة تتحدث مع تلك لمرأة ….
مسك سلاحه بتأهب ووضع اصبعه على الزناد وعقله
يجبره على فعلها ولكن هناك حواجز داخله تمنع
فكرة قتل تلك الفتاة …..
(مش هيفدنا ولا هيضرنا…. لكن هي دخلت اللعبة
ولازم تموت….. وبعدين أنت من أمته بيهمك روح

 

حد دايما بتنفذ الأوامر ليه المرادي بتخالف اوامري)
تذكر كلأم زهران ليحدد الهدف سريعاً للمره الثانية ولكن بيقين فاعل وليس متردد….. اطلق الهدف عليها
ولكن قد أخطأ في شيء مهم هو مدرك تماماً خطأه !!….
أنزل السلاح ونظر الى مكانها ليجدها اختفت وسط تجمهر الناس من حولها والهلع ولخوف الواضح
على وجوه اختها وزوج اختها الذين هبطُ من العمارة بعد سماع صوت الرصاص……
يتبع…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *