روايات

رواية لن أحررك الفصل السادس 6 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل السادس 6 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت السادس

رواية لن أحررك الجزء السادس

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة السادسة

 

لن احرركِ🦋
🦋البارت السادس 🦋
“يعني إيه هتسيب جواد يكمل تعليمه في كلية الشرطة يازهران أنت حصل في مخك حاجة……… ”
تحدث الخواجة بعصبية وإهانة الى زهران الواقف
يستمع اليه بتهذيب..وحين إنتهى الخواجة من حديثه الغاضب…. رد عليه قائلاً بعدم إستيعاب…
“أنت عارف آني مينفعش أدخل في اختيارهم يتعلمه
إيه ويدخله إيه….. مانت عارف وجود والدتي أنعام
وسيطرتها عليهم وقوانينها عليهم وعليه وبذات في مستقبلهم… ”
أبتسم آلرجل وقال بسخرية الإذاعة…
“مش معقول دي مش اعذار راجل من رجالتي لا وكمان دراعي اليمين….”
عبس وجه زهران وهو يسأله بتوجس….
“طب فهمني بس ليه مش عايز جواد يكمل في كلية

 

الشرطة…. يعني عشان شغلنا وكده…..”
إجابة بمكر عجوز على مشارف آلموت ولا يبالي
بأفعاله وهدم مستقبل أحدهم….
“مش بس عشان شغلنا… عشان جواد لازم يكون وأحد مننا لازم يكون دراعك اليمين يازهران… ”
نظر له زهران بطرف عيناه ليقول باقتراح معاكساً
فكرته…..
“بس أنا شايف آن سيف احسن وأحد يكون دراعي اليمين وعلاقتي بيه لاحسن بكتير من علاقتي
بجواد ……”
نظر آلرجل لها وهو يهز رأسه برفض للفكرة مضيف
إن …
“سيف عمره ماهيسد في شغل بتاعنا يا زهران…. سيف مش هيضيف حاجه معانا خليه أحسن برا اللعبة كلها ، لكن جواد هيضيف لينا كتير ده اللي
قلبه ميت حياته كلها خصصها لدراسته ومستقبله
بعد موت أمه وأبوه وأخته… يعني لو خسر مستقبله
ومر بأزمة معينه هيتحول فيها لجوكر اللي أنا عايزه
قلب ميت وعقل مش بيشتغل بس غير في طريق
اللي احنا نختاره ليه …. وبكده هنكون ضربنا عصفورين بحجر وأحد ضمنا جواد اتنين ضمنا
الأمان منه قبل مايبقا ظابط ويلبسنا كلنا في الحيط زي ما اخوك كان بيعمل زمان وهو يدوبك
محامي……ما بالك بقه لو ابنه بقه ظابط… ”

 

نظر زهران له بحيرة ….
“طب ازاي يعني هنخليه مننا وشبهنا…. مش شايف
أنك متعرفش جواد كويس ياخواجه…. ده أبن أخويه
وأنا عارف أخلاقه كويس ومستحيل يوافق ان يكون
معانا ، ده لو عرف إني بتاجر في سلاح ممكن يبلغ عني أنا علاقتي بيه مبقتش زي الأول أنت عارف
من ساعة موت أهله وهو بقه عدواني اوي مع كل
اللي في البيت وأهم حاجة دراسته ومستقبله
يعني صعب يبقى الجوكر اللي أنت عايزه…. ”
رد عليه الخواجة بخبث للعين… وهو يحرك أصابعه
الإثنين بجانب بعضهم….
“اتنين…. ضربتين في الرأس بتوجع وبتقتل….”
“أزاي بس…. ”
تحدث الخواجة بالخطة بتفكير شيطاني وكانت كالآتي…..
“هنحط في شنطه كام حتة حشيش… ونبلغ
البوليس ويدار مادخلك شر…. ”
قاطع أكمل حديثه زهران معقب بشك…

 

“طب ما ممكن يشك فينا لم نحاول نشغله معانا… ”
أكمل الخواجة حديثة بخفوت وباكثر مكر…
“لاء إحنا هنسيبه ياخد كام سنة سجن بعد الحكم عليه…. عضمه ينشف كده ويعيش شويه وسط تجار
السلاح والحشاشين والقتلين القتله…. و هوصي كمان عليه رجاله تابعنا تأخد بالها منه وكمان تتصاحب عليه…. ”
“وبعد كده…. ”
أشعل آلرجل السجارة ونظر لنقطة معينة واجابة..
“هنخلي اي حد يشيل القضيه مكانه ويطلعه
منها دا بعد متأكد من رجالتي اللي جوا السجن أن بقه الجوكر اللي أنا عايزه وقلبه مات بجد… ”
ساله زهران بفضول وتوتر أيضاً من انضمام جواد
للعمل معهم….. ولكن نظرة آلرجل الكبير والذي يعمل
تحت يده( زهران الغمري) يجعله يستمع وينفذ بإحترام فالخواجة (جون) كلمة( لا) ليست جيدة
في قاموس عملهم ولها ثأر وثمن غالٍ لمن تجرأ على قولها ….
“وهيقتنع ازاي بشغلنا والاهم مش هيشك أننا ممكن نكون إحنا اللي دخلناه السجن بتهمه دي…. ”
أجابه الخواجه بشظايا شيطانية…
“برافو عليك هي دي البداية…. إحنا هنعرفه بطريقة
غير مباشرة ان اللي لابسه التهمه وأحد عدو لينا حاول ينتقم مننا عن طريقة، واننا حاولنا نخرجه قانونيّ بس للأسف معرفناش…. وهياخد منك بعدها معلومات عن الراجل ده وعنوانه وهو هيعمل الباقي والباقي ده بداية جواد…… الجوكر دراعك اليمين ها قولت إيه زهران…. ”
نظر له زهران بتفكير وأبتسم وهو يقول بخبث…

 

“عايز تخلص على النمساوي عن طريق جواد وفي نفس الوقت تضمن ان هيشتغل معانا بعد ما يخلص عليه….. بس على كده لسه قدام النمساوي عمر وطالما صابر عليه يبقى الصبر وراه مصالح مش
كده…. ”
ابتسم الرجل العجوز بخبث…..
“بظبط موت النمساوي دلوقتي في ضرر على شغلنا
أنت نسيت أنه ماسك شغلنا كله وبيدير كل حاجه قدام الحكومة بأسمه وبمكانته في البلد…. ”
لم يقدر زهران على منع السؤال من الخروج من شفتيه فقال باستغراب…..
“وليه قرارت تستغنى عنه… ”
اجابة الخواجة بلهجة غضب وحقد….
“بدأ أسمه يتلطخ بتراب وقريب هتلاقي الحصانة بتتسحب منه دا غير أنه شغال مع ناجي التهامي وعزيز أبنه وفاكرين اني مش عارف أنهم مغافلني لكن الحساب يجمع ولان الطلقه خساره في النمساوي لكن مش خساره ابداً توقيت موته وبذات على أيد جواد اللي هيبقى دراعك اليمين يازهران… ”
باااااااااااااااااك
تنهد وهو يتمتم بغضب من ذكرياته المشئومة..
“الله يحرقك ياخواجه موت أنت وسبتني مع الجوكر
اللي عملته بأيدك…. بس لو كنت أعرف أن هيجي آليوم اللي هيخرج فيه جواد عن طوعي كنت
عمري ماهوافق على الفكره الهباب ديه…. ”

 

طرق سيف على باب مكتب زهران ودلف إليه
بعد الاستأذان بابتسامة بشوشة…..جلس على
مقعد مقابل عمه…. وقال بجدية….
“خير ياعمي طلبتني في حاجه…. عايزني أقولها
في اجتماع النهارده…..”
نظر له زهران وهز رأسه بنفي وهو يسأله بتحفز….
“قولي ياسيف جواد كلمك إمبارح آو انهارده الصبح
اصلي برن عليه تلفونه مقفول ……”
رد سيف على عمه بالتلقائية…
“أنا لسه قافل معاه عشان كان بايت إمبارح بره البيت ورد عليه وقالي إنه عند شغل برا البلد وإن سافر عشان يخلصه…… هو مش حضرتك ياعمي انت اللي مكلفه بشغل ده…. أصله بيقول آن أنت اللي مكلفه بشغل ده وسافر عشانه…… ”
طرق زهران بالقلم على سطح المكتب أمامه بتحفز وسأله بثبات وتحفز حتى لا يثير الشك بداخل
سيف الذي يتحدث ببساطه لا تدل معرفة باي شيء
يحدث حوله… “هو قالك كده…… ”
أكتفى سيف بهز رأسه بـ (نعم)
————————————————-
“يعني إيه أختي راحت أنا هوديك في ستين داهيه
يعني إيه مستشفى طويله عريضه مفيهاش كاميرات
مراقبه….. “صاحت دعاء بانفعال في ردهة المشفى أمام مكتب المدير الذي توتر وبدأت جبهته بتعرق
خوفٍ من ان يُكشف أمره أمام رجال الشرطة
ووكيل النيابة الذي ينظر له بشك وتكاد نظراته
تحكم عليه بالإعدام شنقاً….تحدث أسر وكيل النيابة
وهو يقول…..
“ما ترد على المدام ياستاذ صادق وتقولها كاميرات المراقبه ساعة وقوع الواقعه واختفاء بسمة محمد
الرفاعي كانت معطله ليه….. ”
مسح الرجل جبهته المتعرقة وهو يقول بثبات حاول
التحلي به…..
“ياحضرة الظابط الكامرات معطله بقالها أكتر من أسبوع وبتوع الصيانة لسه جايين انهارده يشوفه

 

عطل فين… وأنا معرفش حاجه عن الأنسه بسمة دا حتى الأمن اللي على البوابة ميعرفوش أزاي خرجت من المستشفى….. ”
انفعل أمجد الذي كان يسمع حديث آلرجل المتناقض
وأمسك لياقة قميصه بنفاذ صبر وهو يقول
بغضب….
“يعني إيه متعرفش عنها حاجه لو مخرجتش من بوابة المستشفى واختفت في المستشفى يبقى
أنت بتشيل التهمه كلها بنفسك …. وبعدين إحنا أول
ما دخلنا وسألنا على موضوع الكامرات دي قولت
أنها اتعطلت لوحدها ودلوقتي بتقول متعطله بقالها
أسبوع ….معنى إيه تغير كلامك ده…. إنك كده حافظ مش فاهم…….. قسماً بالله لو مقولتش بسمة فين ومين خطفها من المستشفى هقتلك ومش هتفرق
معايا روحك….. ”
أبعد أسر أمجد عن مدير المشفى بصعوبة وهو يأمر
رجال الشرطة بأخذ آلرجل ووضعه في سيارة
حتى يتم التحقيق معه بمسألة قانونية….
نزلت دموع دعاء بخوف وهي تسأل وكيل النيابة
بقلق….
“هنعمل آي دلوقتي ياحضرة الظابط…. هو ممكن مدير المستشفى يتكلم ويقول الحقيقه ولا إيه
أنا مبقتش فاهمه حاجه وخايفه على بسمة اوي… ”
اخذها أمجد في أحضانه وهو يقول لي اسر بشك…
“أنا حاسس آن اللي عمل العمله دي جواد الغمري أكيد هو اللي خطفها….. ”
رد عليه أسر بعد تفكير يجمع الخيوط به
وهو يقول…
“أنا عندي معلومات ان جواد سافر برا مصر بعد زيارته لبسمة في المستشفى يعني قبل
ماتختفي ، توجيه اي تهمه ليه هتكون محاولة فاشله مننا….. أكيد آلموضوع ملوش علاقه بجواد…. بس انا عايز استفسر منك ياستاذ أمجد عن المكالمه اللي جتلك وأنت في المستشفى… ”
تريث أمجد برهة قبل أن يقول بتذكر…

 

“جت ليا مكالمة من واحد انتحل شخصية المدير وقال آن أبني في المستشفى وتعبان وخدت العنوان ومن لهفتي جريت على المستشفى ودعاء كانت معايا لم روحنا ملقناش حاجه …..وبعدين أكتشفت آن أبني كأن في المدرسة زي ماهو وأن المكالمة كلها اشتغالة وكان الهدف منها أنهم يبعدوني أنا ودعاء عن مكان بسمة في آلوقت اللي اختفت فيه ….بس أنا متاكد ان سفر جواد ده وسيلة عشان يبعد الشبهات عنه وإن رجالته هما اللي عمله كده….. ”
زفر أسر بتعب من التفكير في أختفى بسمة فمن البارحة وهم يبحثون عن أي خيط ولو رفيع للوصول
لها ولكن بدون فائدة…… رد أسر بعد مدة على اتهام
أمجد وإصراره على اتهام جواد في صورة أختفى أخت زوجته …
“مفيش اي صلة لاتهام جواد بخطف بسمة
مش بس عشان سفره ياستاذ أمجد لا عشان
في التحقيق اللي اتعمل امبارح بسمه كدبت فيه
اقوالك ونفت التهمه عن جواد…..ومفيش حالياً
اي دليل معانا عشان نتهم جواد بخطف بسمه
لان باختصار مفيش مبينهم اي تعامل يخلينا
نقول ان هو اللي خطفها وضرب عليها نار
قبلها…….”
تخليهم
سأله أمجد بغضب….
“معنى إيه كلامك ده ياحضرة الظابط… ”
رد أسر عليه باختصار…
“يعني القانون ادله وإثباتات…. ولازم يكون معاك جزء بسيط يثبت صحة كلامك….. تاني حاجه أنا هبذل كل جهدي عشان أرجع بسمة بيتها سليمة
بعد إذنكم….. ”

 

تركهم أسر وذهب سريعاً لخارج المشفى ليبدأ التحقيق في قضية أختفئ (بسمة محمد الرفاعي)
——————————————————
تسللت اشعة الشمس لعينيها ببطء وكانت الخيوط الذهبية تنبعث من شرفة الغرفة الماكثه بها……. فتحت عينيها ببطء وهي
تضع يدها عليهما بضيق…. حاولت النهوض
وتذكر ماحدث معها لليلة أمس… للحظة ظنت أنها في غرفتها وكل ما مرت به كآن حلماً لا بل كابوس
للعين وبطولة جواد الغمري وأتباعه….. ولكن حين
بدأت تجول بعينيها في أركان الغرفة والسرير
النائمة عليه أصابها الذعر ونظرت الى ملابسها
سريعاً لتجد نفسها كما هي عليه منذ أن كانت في المشفى….. نزلت من على السرير وهي تحاول
تذكر آي شيء من لليلة أمس….. لم تتذكر
إلا حديث جواد عن وجودها معه فترة زمنيه
لحين انتهاء قرار موتها من قبلهم جميعاً !!…
اللعنة عليهم وعلى غبائي في تصديق هذا المجرم
المخادع…… تمتمت بضيق داخلها وبخزي من براءة عقلها وقلبها كذلك…..
اتجهت الى باب الخروج من هذه الغرفة
و وضعت يدها على مقبض ألباب وكانت تظن إنهُ
أغلق الباب عليها و سجنها هنآ ولكن اندهشت
من فتح ألباب بين يداها…..
خرجت ببطء وهي تطلع على المكان من حولها
بيت جميل طراز ريفي كذالك علمت من رائحة
الطبيعة آلتي تدغدغ انفها …
هل إنتقل بها لمكان خارج المحافظة التي تقطن بها ؟..
لم تحتاج للإجابة فهي في مكان بعيد تماما عن مكانها الأساسي ….
تنفست بضيق ووجه متزمر من أنقلاب الحياة بها بغمضة عين معه…

 

نزلت على سلالم آلبيت اي للأسفل وهي تجول بعينيها في كل مكان بضيق وفضول أيضاً……
وجدت باب آلبيت مفتوح ويدلف منه جواد الذي كان
يرتدي بنطال أسود وسترة علوية بيضاء بنصف كم
ذوقه في الملابس دوماً يتحدث عنه عن الحادة
الجمود…. القسوة والغموض…. البائر العميق المظلم
الذي صعب أكتشافه او الغوص به لشدة عمقه وسواد ظلماته…….
تفقدها جواد لبرهة ثم سألها بفظاظة…
“مالك بتبصيلي كده ليه… أول مرة تشوفيني.. ”
بلعت ريقها وهي ترد عليه بسؤال مختصر…
“إحنا فين….. ”
“في بلاد الله الواسعة….. “اجابها باختصار يحرق
ماتبقى من صبرها….. تركها بعد جملته ودخل الى المطبخ ليطلب من الخادمة (ام إيمان )الذهاب
من المنزل الآن لفترة قصيرة…… كأن يعلم آن
الضيفة الجديدة في بيته ، ستهب منها عاصفة الثرثارة والاسئلة اللا منتهية ، وجنون الأنثى صاحبة أكبر روح مغامرة جعلتها تقف أمامه ومعه في مكان وأحد…..
بدأ في إعداد القهوة بهدوء داخل المطبخ الفارغ
من آلبشر باستثناء صاحب القهوة آلتي تفوح
رائحتها الذكية بإصرار مدغدغ انفها بقوة….
بارع في القهوة…. مثل كونه بارع في الإجرام …
ومثل الكذب وتمثيل…… بارع في كل شيء واي شيء…. لكن لن يكون بارعاً في خداعها للمرة
الثانية…..
دلفت الي المطبخ بعصبية وهي تقول بغضب
“ممكن أفهم أنا فين…. وهفضل معاك في المكان
ده لحد أمته….. ”
استدار لها كلياً واستند على رخامة المطبخ خلفه بكلتا يداه ونظر لها بجرأه وغير مدرك آن نظراته الثاقبة اربكتها وارتجف جسدها خوفاً من قسوة عيناه القاتمة عليها بكل هذا التركيز
الغريب… رد عليها جواد بعد برهةٍ من آلصمت….
“السؤال الأول مش مجبور أجاوب عليه عشان مش هينفع أقولك إحنا فين بظبط ، باختصار مش بثق في ناس غريبه عني…..لكن السؤال التاني ممكن اجاوب
عليه وقولك انك هتفضلي معايا هنا لحد ما الموضوع يتنسي شويه وان شاء ألله إقامتك معايا هنا مش هطول وده اللي انا بتمناه…. ”
لم تقدر على آلنظر الى عيناه ووجهه أكثر من ذلك
أبعدت وجهها وعيناها عن مكان بعيد عن مرمى
عيناه القاسية…..
خرجت بسمة من المطبخ فلم تقدر على
الصمود أمامه كثيراً…..مع انها تتعامل دوماً مع شخصيات مثل جواد…
مثل جواد الغمري ؟؟ لا أظن أن مر علينا مثل هذه الشخصية….. هو مجرم ولكن مجرم من طراز آخر
وكأن هنآك شيء غريب في شخصيته يدفعها
الى الفضول نحوه….
جلست بجوار طاولة صغيرة في صالة المنزل الكبير
وشردت قليلاً في القادم والخوف الأكبر على عائلتها
الصغيرة هل ممكن أن ياؤذيهم الغمري ومن معه…
قفز قلبها بخوف من تصور شيء كهذا لهم….
للحظة كانت ستنهض للتحدث معه في هذا آلشيء
ولكن وجدته يحمل صنية صغيرة و وضعها أمامها
كان فطور بسيط بيض وجبنة ومربى الفراولة…
وبعد التوست المحمص…. وفنجان صغير من القهوة آلتي تغمرها رائحتها منذ بداية إعداده لها
وكانها تحكي لها عن مدى تميز صاحبها……
“افطاري يانسه بسمة أنتِ أكيد جعانه…. ”
نظرت لطعام مرة آخره بجوع ولكن كبرياء الأنثى
داخلها أصر عليها برفض فقالت بعصبية مفرطة
ادهشته….
“مش عايزه أكل إيه هو كمان الأكل بالعافية…. ”
رفع حاجباه وهو ينظر لها بذهول قبل أن يقول
بتمهل…
“أهدي يانسه بسمة…. الأكل قدامك عايزه تاكلي اتفضلي مش عايزه بلاش أنتِ حره… ”
قاطعته وهي تقول بتبرم ساخر…
“واشمعنا في دي بس اللي هبقى حره….. ”
لم يرد عليها بل صعد على السلالم متجه نحو غرفته وهو يتحدث بأمر….
“تقدري تاكلي منين ماتحبي……… لان ده استثنائي
مش أكتر…..وعشان السجن معايا ليه قوانين ”
اكفهر وجهها بغضب وهي تتمتم بأستهزاء….
“لان السجن معايا ليه قوانين…. لا ديمقراطيّ اوي… ”
نظرت الى الطعام بجوع لتبدأ بالأكل على مضَضَ
وبعد آن انتهت من طعامها مسكت فنجان القهوة
ذو الرائحة المميزة…..ارتشفت منه
باستمتاع فالحق هذهِ أول مرة تتناول بها فنجان
من القهوة من يد رجل وليس آي رجل وهي
تبرهن بذلك…….
تنهدت وهي تحتسي القهوة بشرود…..
على ناحية الاخرى أبتسم جواد أبتسامة لم تصل الى

 

عيناه وهو ينظر الى حاسوبه الذي يعرض له صورة
بسمة وهي تتناول فطورها بجوع وتلذذ أيضاً….
أشعل سجارته وهو ينهض ويتطلع من شرفة غرفته
بهذهِ الساحة الخضراء والجو الريفي العاشق
له منذ الصغر فكان والده دوماً يسافر بهم وهم صغار
الى بعض الأقارب الذين يعيشون في مناطق ريفية بسيطة يشوبها البساطة ورضا عكس حياة المدينة
وهو كان عاشق للبساطه وللرضا والقليل من كل شيء في حياته متقبله بطيبة خاطر ، لكن الحياة
لم تتقبل رضا قلبه وشخصيته فأحببت آن ترى شيطانه فقط شيطانه حتى ترضا بتمرده وغروره وعنجهيته الفارغة عليها…..
آفاق من زوبعات الماضي على صوت هاتفه نظر
الى شاشة الهاتف الذي يضيء باسم
(زهران الغمري) فتح الخط بعد تنهيدة سأم…
“ألو…… ايو يازهران بيه اتفضل أنا سمعك… ”
صاح زهران من الناحية الاخرى بغضب…
“أنت فين ياجواد اخدت البت المحامية ورحت بيها فين….. وليه من الأساس تبوظ الخطه وتعصي
اوامري…”
رد جواد عليه بثبات…..
“انا مش بعصي اومرك بس بسمة تخصني ومينفعش
تأذي حد يخصني…… ”
ساله زهران من الناحية الاخرة بصياح وشك..
“تخصك …..تخصك من أمته إيه الألغاز دي
ياجواد….. ”
حك جواد في أنفه بتفكير وقال….
“انا وبسمة مع بعض من فترة…. و موضوع علام
ده لم جه وقف كل حاجه كانت بينا…… ”
صاح زهران بقلة صبر…..
“يعني إيه الكلام ده وضح اكتر يابن سراج…. ”
عض جواد على شفتيه وهو يحاول النطق بكلمات مدروسه في العقل قبل خروجها الى عمه….
“أنا وبسمة نعرف بعض من فترة ..وكنا متفقين على الجواز…… وقريب هتجوزها….. ”
شحب وجه زهران بغضب مكفهر…..
“مستحيل ياجواد… جواز إيه وزفت إيه البت دي لازم تموت….. ”
تحدث جواد بإنفعال وإصرار زائفاً…
“البت دي هتبقى قريب اوي مراتي وشايله أسمى

 

سمعني يازهران باشااا هتشيل أسم عيلة الغمري
ومستحيل حد يقدر يمس شعره منها طول مانا
عايش …”
“أنت بتلعب بنار ياجواد ومستحيل اسمحلك تهدم
اسمنا ومكانتنا قدام الناس عشان واحده غبيه
زي ديه…. ”
ضحك جواد بستهزاء ليعلق على حديثه قال..
” للمكانه ولا الناس اللى بتكلم عنهم دول يفرقه
معايا…. وبسمة مش غبيه….. لا هي تعيسة حظ
عشان وقعت مع ناس زينا….. سلام يازهران
باشاا…. “أغلق الهاتف في وجهه وهو يتمتم
باسواء الالفاظ لهذا آلرجل الذي من المفترض
أنه عمه ولكن من يوم أن علم بعمله وسحب
حياته المحطة الإجرام بمعنى الكلمة وهو يمقته
وبكرهه بشدة….
من شرطي الى مجرم وقاتل هيهات من حكم
الأقدار وتغيرها الصعب إدراكه !!….
طرق على ألباب أوقف عواصف دوراً عقله…..
فتح ألباب وجدها أمامه نظر لها وهو يرفع
عيناه تساؤل …..
“في حاجه يانسه بسمة……. ”
وضعت كف يدها على كتفها الآخر وهي تتحدث بحرج…
“ممكن نتكلم شوية…… ”
أبتعد عن إطار ألباب وهو يقول بهدوء….
“اتفضلي. ……”
جلست على مقعد ما بعد ان اختلست النظر بعيناها
الى الغرفة التي يجلس بها……
أبتسم جواد من زواية واحدة وهو يخبر فضولها…
“اوضتي هي اللي أنتِ كُنتي نايمه فيها….آلمهم خير
كنت عايزاني في إيه….. “جلس على حافة الفراش
وهو يتطلع عليها…
تنحنحت بحرج وهي تحاول اخرج الكلمات
بتريث…..
“كُنت عايزه أتكلم في موضوع اهلي…. يعني أختي وجوزها وابنهم مصيرهم إيه في كل اللي بيحصل
ده…. وأنت عارف طبعاً إنهم ملهمش ذنب في اللي حصل ده كله….. ”
كان يتفحص تلعثمها في الحديث ويدقق النظر لها
في كل تفصيله بها… جمالها خاطف مميز ولكن لم
يكن هذا الانجذاب بها…. الذي يجذبه للنظر لها هو

 

شخصيتها حبها لعائلتها ، النقاء داخلها ، جنونها
وتسرعه في الركض ورآ العناء ، جعلها تبقى معه
في هذا المكان…..
“روح المغامِرة….. “تمتم بهذه الكلمة بشرود وهو
يطوف بعيناه الباردة والقاسية عليها…..
“أنت ساكت ليه يا استاذ جواد….. ”
رفع حاجبه باستنكار وقال بعدم رضا….
“أستاذ…. امرك عجيب يانسه بسمة إمبارح كُنتِ بتناديني بالمجرم ونهارده أستاذ… على العموم
اهلك اطمني آنا مكلف ناس سهرانه لحمايتهم ومن غير ما هما يلاحظوه حاجة…..اطمنتي… ”
سألته بسمة بقلة صبر…..
“اطمنت أكيد وشكراً…… بس أنا عندي تعليق مهم.”
نظر لها وقال بفتور…
“اتفضلي….. ”
قالت بسمة ببرود….
“هو أنت مبتعرفش تكلم كلمتين عدلين….ليه داخل
زي المنشار كده بتقطع الكلام وخلاص ومش مهم بقه وصلت كلامك بطريقه عدله ولا لا آلمهم تنهي الموضوع بسرعة وتخلص… ”
رفع حاجبه وهو يتحدث بثبات بارد….
“الكلمه اللي تقصديها اني دبش….. ”
هتفت بخفوت….
“لا تلج….. ”
سألها بتشكيك وهو مضيق العين….
“انا شايف انك تبطلي برطمه واسأله كتير
عشان شكلنا مطولين مع بعض شويه…. ”
نهضت من مكانها وهي تقول بتهكم…
“المفروض تقول الكلام ده لنفسك وتشوف اسلوبك معايا الأول…..”
اوقفها جواد وهو يرد عليها ببرود…..
“انسة بسمة…… خلي في حدود مابينا أكثر من
كده… وكمان طريقة كلامي وأسلوبي يخصوني لوحدي مش مجبور اغيرهم عشانك…. وانتي كمان مش مجبوره انك تقبليها او تعجبك…….”
كانت توليه ظهرها في هذا الوقت وبدون ان تستدير
لتنظر الى عيناه الباردة المخيفة شعرت ببرودة كلماته وقسوتها….. ولكن ابتسمت بسخرية وهي
ترد عليه بدون أي ألتفاته منها له….
“مجبورة اتقبلك ومجبور تتقبل كلامي طالما بقينا
مع بعض في طريق محدش عارف نهايته إيه….

 

يا…. ياجواد…… “نطقة أسمه مجرداً وبدون ألقاب
لتذهب من الغرفة سريعاً متوجهة الى الغرفة
آلتي كانت ماكثة بها…….
بعد مرور خمس ساعات على هذه الأحداث….
طرق رقيق على باب غرفة بسمة….
فتحت بسمة ألباب وجدت فتاة جميلة ذات وجه وملامح رقيقة تنظر لها مبتسمة بلطف وقالت…
“انسة بسمة مش كده….. ”
اومات لها بسمة بنعم وعيناها تسألها عن من تكون…
“آنا الدكتورة نوال….. جواد بيه كلمني عشان اكشف
على حضرتك وغيرلك على جرح دراعك وكمان نشوف موضوع العلاج اللي لازم تاخديه عشان الجرح يلم بسرعه ويخف….. ”
اندهشت قليلاً من أهتمام جواد بها…. ولكن لا داعي
للدهشة فصاحب العيون المخيفة الباردة متوقع
منه آي شيء !!……
“اتفضلي يادكتوره نوال….. ”
لم يكتفي جواد بهذا فقط بل أرسل أيضاً لها مع الخادمه حقيبة كبيرة من الملابس وبها كل ما
تحتاجه كآن ذوقه رفيع ولكن هذا ليس ذوق رجل
بل ذوق أمرأه من المؤكد آن أختيار الملابس أختيار امرأة تفهم جيداً في الموضة والملابس النسائية…..
بعد ساعتين على هذه الأحداث وبعد آن اخذت
بسمة حمام بارد وارتدت ملابسها الذي هي عبارة
عن بنطال قطني بخطوط متداخلة بالون الرمادي والزهري وكنزه علوية بنصف كم من ألون الزهري وعليها كلمة بالإنجليزي بالون الرمادي ……ام
شعرها فعقدته على شكل ذيل حصان…… لم تضع
اي شيء على بشرتها خرجت كما هي….. وكان
وجهها صافي هادئ خلاب ككل ما بها….
خرجت من غرفتها متوجها الى سفرة الغداء كما اخبرتها الخادمة (ام إيمان) آن جواد ينتظرها على
سفرة الطعام… ستشارك الطعام معه وعلى طاولة واحده أيضاً …اي قصة كتبت لها مع هذا الغمري اي قصة ، يالله أخشى القادم معه أخشى بقوة……
صرخت داخلها بقهر وغضب من كونها ضعيفة مربوطة الأيدي أمام قرارات هذا آلرجل الفظ الحديث دوماً معها….
——————————————————
كآن يجلس في غرفة الطعام ينتظر قدومها..
غمرته رائحتها الناعمة على الأنف….. رفع عيناه
عليها وتطلع اليها لبرهة وهو يتفقد ملابسها الانيقه وتناسق جسدها بها وكانها صنعة فقط لصاحبة العيون الكهرماني…
تنحنح وهو يعود بعيناه الى طعامه…
جلست بسمة بعد أن ألقت السلام عليه بهدوء…
مدت يدها ووضعت قطعة من اللحم المشوي في
الطبق أمامها غرزت الشوكة بها لترفع قطعة صغيرة
على فمها… غير مدركه صاحب العيون المخيفة كيف

 

ينظر لها وكيف يتابعها بدقه….
أعجبت بطعم اللحم مذاقٍ وطهي مبتكر على النار
قالت بعفوية طفلة تلامسها جواد من بين حروفها…
“بجد طعم اللحمه حلوه أوي….. أم إيمان دي أحسن
من أشهر شيف……. ”
“كويس….. “اكتفى جواد بهذي الكلمة وهو يكمل طعامه مبتعد بعينيه وتفكيره عنها….
مطت بسمة شفتيها باستغراب من رده
لتكمل الطعام بصمت وتريث……. أتت عليهم ام
إيمان وهي تضع لهم بعض أطباق الخضار المشوي على الفحم ……. اخبراتها بسمة باعجاب معلقه
على الطعام المعد….
“بجد ياام إيمان اللحمه تحفة…. تسلم أيدك…. ”
وضعت بسمة قطعة صغيرة في فمها ثم انزلت الشوكة منتظرة رد السيدة عليها……
أبتسمت ام إيمان باللطف وردت على بسمة بمحبة…
“ربنا يجبر بخاطرك ياست بسمة…. لكن مش آنا اللي عامله اللحمة المشوية……. ”
سالتها بسمة بفضول….
“آمال مين اللي عملها….. ”
ردت ام إيمان بسرعة وهي ترحل…
“ساعت البيه هو اللي بيشوي اللحمه بنفسه…. بعد إذنكم…. “غادرت الخادمة من غرفة الطعام….
نظرت له بسمة بذهول وهي تقول بعفوية…
“غريبة أنت مش بس شاطر في عمايل القهوة
لا دا أنت شيف هايل كمان…… عملتها ازاي دي… ”
توقف عن الأكل وهو ينظر لها قائلاً بثباته المعتاد…
“بيقوله بالبلدي… نفس الست في الأكل لا يعلى عليه ، بس في الواقع في رجاله نفسهم في الأكل يغلب أشطر ست بيت….. ”
“أتفق معك….. ”
قالت جملتها سريعاً نظر لها جواد باستغراب فقد ظن انه اغضبها بتلك الجملة…..
أكملت بسمة حديثها بشرود حزين..
“بابا كان شاطر اوي في المطبخ لدرجة أن ماما كانت
بتصر عليه في أيام إجازته يطبخ بنفسه وتكون هي
مساعدة الشيف محمد الرفاعي…… بس بصراحة الأكل كان بيبقى خطير والمواعين اللي بتبقى بعد الأكل أخطر…… ”
أطلقت ضاحكة خافته عند تذكرها لتلك الأيام…. ابتسم جواد أبتسامة بسيطة لم تصل الى عيناه ولكنها تعد ابتسامة رأتها بسمة لأول مرة….
لتقول بذهول..
“سبحان الله طلعت بتبتسم زينا…..”
نظر الى طعامه وهو يرتدي القناع الحجري مره
آخرى ولم يعلق على جملتها…….عادت الى
طعامها بصمت ….
قطع جواد هذا الصمت بعد دقيقة قائلاً
بخشونة وأمر …
“بعد الاكل هتاخدي تلفونك وتعملي مكالمة لدعاء اختك وجوزها عشان تطمنيهم عليكِ….”
رفعت عيناها وسالته بشك ….
“تلفوني……. هو تلفوني معاك…..”
رد بفتور لا يناسب جملته….
“طبيعي التلفون يبقى معايا وكمان مقفول عشان اتصالات اختك وجوزها…..على العموم مش ده المهم
المهم تطمنيهم عليكِ وتحاولي تختارعي اي عذر
ليهم على الكام يوم اللي هتغبيهم عنهم….عشان بلغو البوليس…. وسمعت كمان انهم موجهين ليا اتهام بخطفك…..”
لم تندهش من اتهام اختها وامجد زوجها بل هذا المتوقع ولكن الفضول سيطر عليها وسالته

 

مرة اخرى بريبه…
“يعني دلوقت البوليس بيدور عليك ….”
“مش بظبط….”
“يعني إيه مش بظبط…..”
رد جواد على فضولها بهدوء…
“انا بنسبه للحكومه مسافر برا مصر والأوراق عندهم
بتثبت كده مسافر قبل ما تختفي من المستشفى بساعات يعني صعب يثبته عليا حاجه….”
رفعت حاجبها وهي تقول بسخرية….
“مرتب لكل حاجة برافوو…. بس مش ملاحظ إنك
لحد دلوقت مش محدد مصيري إيه في اللعبه دي
وفي المكان ده….. ”
نهض وهو ينظر لها نظرة مجردة من المشاعر وهو يرد عليها بغموض….
“مصيرك معايا اتحدد يابسمة من أول مرة شوفتك فيها….”
أبتعد عنها وعن مرمى عينيها… زفرت باختناق من طريقته ، وجملته الغامضة وسؤال هنا اي مصير
يجمعها معه ، الإختلاف بينهم صعب تحديده
و المقارنة بينهم مثل السماء والأرض…..يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *