روايات

رواية لن أحررك الفصل السابع 7 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل السابع 7 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت السابع

رواية لن أحررك الجزء السابع

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة السابعة

لن احرركِ🦋
🦋البارت السابع🦋
جلست على أريكة المكتب أمام عينا جواد المتفحصة
لها بقوة….كانت تتحدث في الهاتف بتردد محاوله
تمثيل الثبات لبث الاطمانينة الكاذبة لشقيقتها !…
“آنا بخير يادعاء…. صدقيني كويسه….. عند واحده صاحبتي… لا مش هتعرفيها اصلي محكتش عنها
قدامك قبل كده……… قعده عندها فترة كده
عشان…. عشان هي في عندها مشكلة قانونية و..
و وقعه فيها وبحاول احلها معها….. فترة قصيرة وهتلاقيني عندكم….. سلميلي على كريم وأنا
هكلمك تاني…… متقلقيش عليا….مع سلامه…”
أغلقت الهاتف وهي تنظر الى جواد بحزن… بحزن على كذبها على اختها الوحيدة ، بحزن على ما اصبحت عليه ، بحزن على كل شيء مرت به وماينتظرها مع الغمري ورجاله……

 

“خرجي الخط اللي من ألتلفون …..”
نظرت له بسمة بعدم فهم…..
زفر جواد بقلة صبر ثم نهض ووقف امامها وأخذ منها الهاتف من بين يداها وأخرج شريحة الهاتف ليضعها في كوب الماء الذي يوضع على سطح المكتب…
صاحت بدهشة من فعلته….
“ممكن أفهم أنت بتعمل إيه….. ”
عاد جواد جالساً على مقعده الوثير خلف المكتب وهو يرد عليها ببساطة….
“بعمل اللي المفروض أعمله……. عشان محدش يقدر يوصل لمكانك…. ”
اكفهر وجهها وهي تزمجر بعدم رضا….
“ولحد أمته هفضل في سجن ده….. ”
بدأ يخطط بقلمه على ورقة بيضاء وهو يرد عليها بملل من موهبة الثرثرة التي تملكها ….
“أولاً أنتي بقالك في السجن ده اقل من أربعه وعشرين ساعة…. ثانياً آنا بحاول أفكر في حل
يرضي الكل وبدون خساير…….. ”
علقت على حديثه بسخرية….
“بدون خساير….. أنت مش شايف أنك جاي عليا وعلى حياتي عشان نفســ……”

 

قاطعها بحزم….
“عشان حياتك ياريت تفهمي ده كويس …..”
ترك كل شيء وتطلع عليها بنظرة مخيفة تحذرها
من إنكار حديثه الموثوق من البداية….
لكن لم تخشى عينيه المخيفة والتي تكاد تندفع منها
النيران الحارقة عليها ….. سائلة بعناد…
“وليه ده كله هفرق إيه آنا عن علام الخفاجه اللي مات على أيدك…. هفرق إيه عن كل اللي موتهم بايدك….”
لم ينظر لها بل وضع عيناه على الورقة الفارغة وهو يرد عليها ببرود…..
“مش مجبور أرد على سؤالك….. ولا من حقك تسأليني ليه بحمي حياتك من بين اديهم…… ”
نهضت وهي تهدر بإنهيار من إصراره على ارتداء
قناع البرود ولا مبالاة أمامها دوماً…
“آمال إيه إللي من حقي …. إيه اللي المفروض أعمله وقوله في مكان زي ده…… ليه أنا ……..ليه أنا هنا
ليه الحق مستخبي في ضلمه….. وليه الباطل مش
بيشوف غير النور…… ”
نهض جواد وهو يرد عليها ببرود…
“زمان سألت نفس سؤالك….. عارفه كأنت الإجابة

 

إيه……”
سألته بعينيها الكهرماني الامع ….
مر بجوارها ووقف للحظه ومال عليها قائلاً بصوتٍ
غامضاً……..
“الحق أدفن زمان مع كل اللي طالب بيه…… ”
خرج من المكتب…وترك قلبها يخفق بين ضلوعها بقوة من قربه منذ ثواني وأنفاسه الرجولية آلتي همس بها في أذنيها …..جهلت فهم تلك المشاعر الغريبة وفسرت ماحدث داخلها منذ ثواني ليس إلا توتر من قربه المفاجئ منها…
—————————————————
بعد عدة أيام
وقفت أسيل أمام بوابة النادي ، وهي تزفر بضيق
فقد عُطلت سيارتها اليوم وارسلتها الى الصيانة
“أوف بقه…… حتى مفيش تاكسي راضي يوقف.. ”
زفرت بسأم وجدت هاتفها يصدح بمكالمه هاتفيه
من(سيف الغمري) ابتسمت وهي تفتح الخط
فمن يوم أن وعدها سيف بكونه الصديق ولاخ لها وهو دوماً يُرسلها عبر الهاتف للاطمئنان عليها ولايمل من سماع بعد احديثها آلغير مهمة ! عن روتين يومها الطبيعي واسئلته عن عملها وموهبتها في رسم
بعد اللوحات المعبرة والتي تعرض في معرض يكاد يكون له شعبية طفيفة ….
“ألو يا سيف عامل إيه…… ”
هاتفياً أجابها بنبرة عادية…
“الحمدلله تمام…… خلصتي في نادي ولا لسه…. ”

 

قالت اسيل بنبرة شبه مُستاءة…
“ااه ، خلصت…… آلمهم أنت عامل إيه في شغلك
هتوصل أمته البيت….. ”
كآن يقود السيارة بانزعاج من كل هذا الوقت الذي يتبخر بسبب تلك الزحام ، ولكن برغم كل شيء لم يجفل عن نبرة صوتها الغريبة…..
“مالك ياسيل أنتِ كويسه حد ضايقك في
النادي …. ”
إجابته أسيل سريعاً ….
“لا طبعاً مفيش حاجه…… ”
نظر الى ساعته بضيق وهو يتساءل….
“آمال مالك…… ”
“العربية بتاعتي في الصيانة ….و…. مش عارفه الطريق مالو النهاردة مافيش اي تاكسي فاضي ”
رد عليها بدون تردد….
“طب نص ساعة وهتلاقيني عندك عشان أوصلك.. ”
عضت على شفتيها بحرج وهي تقول….
“بس ياسيف….. مــ”
“اسمعي الكلام نص ساعة وهبقى قدامك…..”
أغلقت الخط…… وهي تقف في مكانها بانتظاره
وعلى ثغرها ابتسامة رقيقة من اهتمام سيف بها
ورجولته الطاغيه عليها بإصرار تجعلها ترْ الرجولة معه بمنظور اخر……
“مش بتردي على اتصالاتي ليه ياسوو…. ”
استدرت أسيل بعد أن عرفت صاحب الصوت لتحدج
به بازدِراء وهي تهتف….
“رامي…… عايزه إيه…..وجاي ليه ”
…………………………………………………………
رفع سيف الهاتف على أذنيه منتظر مجيب….
بعد عدة ثواني فتح الخط بصوت رجولي ناعس…
“اوعى تقولي أنك لسه نايم…… ”

 

رد جواد عبر الهاتف بكلمات متقطعة….
“سيف……. في حاجه….. بترن ليه…. ”
مسح سيف وجهه بيده وهو يرد عليه بنفاذ صبر…
“أنت فين ياجواد….. وإيه كل الغياب ده بقالي أكتر
من أسبوع بحاول أوصلك من آخر مكالمة….. أنت
مطول في سفرك ده لحد أمته…. ”
رد جواد عليه بنزق….
“شوية كده……. عندك مشكلة في غيابي..”
تمالك سيف أعصابه وهو يرد عليه….
“جواد في أجتماع مهم يهم الشركة والفرع اللي أنت
ماسكه مشارك فيه وبما أنك صاحب الفرع والمسؤول
عنه فالازم تحضر….. ”
رد جواد بعد اكتراث…..
“بعدين ياسيف أجّل كل حاجه لحد مارجع….. ”
بادر سيف بسؤال….
“وهترجع أمته ياجواد…. ”
“قريب أوي هظبط أموري هنا وراجع متقلقش ”
تنهد الآخر وهو ينهي النقاش….
“تمام هكلمك بليل…… سلام…. ”
أغلق الخط وهو يصف سيارته بجانب بوابة
النادي….. ترجل من سيارته وبحث بعينيه عن أسيل
ليجدها تقف مع شخصاً ما ، لم يتعرف عليه
فكان يوليه ظهره……
“عايز ايه يارامي مني احنا خلاص اللي كان بينا انتهى لحد كده…..”قالتها اسيل بحزم وبوجه متشنج …
رد رامي بمكر بعد ان راى سيارة سيف تاتي عليهم
من بعيد ولمح صاحبها وهويته…..
” يهون عليكي حبنا ياسوو…..يعني مش قادره تصدقي ان الفيديو اللي وصلك ده متفبرك

 

صدقيني ياسوو دول ناس عايزين يوقعه بينا انا
لسه بحبك ياسوو وعايزك…..”
احتقن وجه اسيل وهي ترد عليه بانفعال….
“بيوقعه مبينا إيه….انت عايزني اكدب عنيه وصدقك
اصدق كدبك عليا….لا انا مش غبيه لدرجادي يأستاذ ….وهي كلمة واحدة يارامي أبعد عن
طريقي ونسى آي حاجه كانت بينا لاني نسيتها
من ساعة ماكتشفت كدبك وخيانتك….. ”
عض رامي على شفتيه بخزي زائف وهو يرد عليها
بلؤم بعد أن أقترب سيف منهم….
“أبعد عنك ازاي إحنا لازم نتجوز يأسيل ….إنتي ازاي
هاتقدري تنسي حبنا وكل آللي حصل بينا في شقة
المعادي معقول كل ذكرياتنا بدوسي عليها بشكل
ده …..”
اتسعت أعين أسيل بصدمة في محاولة استيعاب ماقاله الان….
“أنت بتقول إيه أنت اتجننت شقة إيه وا….. ”
شهقت بدهشة حين وجدت رامي ملقي أمامها
على الأرض بعد أن سدد له سيف لكمة برحة جسده
أرضاً……
مسك سيف رسغها بقوة بين قبضته وهو يكز على اسنانة بغضب قال…
“يلا ياهانم وكفاية فضايح لحد كده….. ”
سحبها بقوة نحو السيارة…..
“سيف أسمعني…. ده بيكدب وللهِ انا….. ”
القى بها في سيارة بقوة وهو يغلق الباب عليها بوجه متهكم……. صعد بجوارها وهو ينظر لها بازدراء
أشعل وقود السيارة محاولاً السيطرة على أعصابه فإذا كآن عليه لبارحها ضرباً على ما سمعه
باذنيه لا يعلم آن كان ماقال صحيح ام افتراء عليها
من هذا الوغد…….. لا يعلم لكنه فضل الصمت حتى
يصل بها الى البيت وهنآك سيعرف الإجابة منها….
وصلت السيارة أمام باب البيت ، نظرت اسيل بوجه مبلل بدموع الى النافذة واشاحت عينيها بعيداً عن عيون سيف لها فكانت نظراته كفيلة باهانة كرامتها
او ماتبقى منها… بعد افتراء هذا الدنيء عليها والذي
للأسف كانت متيمه به وكانت ترى به شريك حياتها..
“انزلي…… استنيني في اوضتي….. ”
رفعت أسيل عينيها بعدم فهم….

 

“اوضتك……..”
مسك ذراعها وهو يرد عليها بغضب….
“ااه اوضتي….. لازم نتكلم ياهانم في الكلام اللي سمعته من الزفت اللي كُنتي بتحبيه… ”
“أنت لسه قايل اللي كُنت بحبه…. يعني مافيش حاجه بينا ياسيف وهو اا….. ”
قاطعها متشدقاً بــ…
“مش هنتكلم هنا ياهانم…….اسمعي الكلام واستنيني
في اوضتي ياسيل انا لحد دلوقتي ماسك اعصابي
لكن قسماً بالله لولا صلة الدم آنا كنت رديت عليكي
بطريقة مش هتعجبك…… انــزلــي…… ”
امتثلت له على مضَضَ فهي كارهة لهذا الأسلوب وغطرسة آلرجال في اومرهم…
ترجلت من السيارة وسارت باتجاه باب الفيلة…
فتحت لها الخادمة شادية وولجت اسيل الى صالة
البيت بوجه متجهم…..
“عامل إيه ياتيته…. “قبلة جبين أنعام الجالسة
على اريكة الصالون….. ابتسمت أنعام وهي ترد عليها
بلطف…..

 

“الحمدلله ياحبيبتي…ها اخلي شاديه تحضرلك الغدا….. ”
“لا مش جعانه ا….. ”
قاطعة صوته الرجولي وهو يقول بهدوء شبه
أمر….
“أسيل ممكن تيجي شوية لو سمحتي ….”
نظرت أسيل له بتوتر…..
وزعت انعام الأنظار بينهم وهي تقول بهدوء…
“مالك ياسيف وشك أحمر كده ليه….. وانتي كمان ياسيل مآلك وشك مخطوف كده ليه هو فيه حاجه
حصلت معاكم ولا إيه…. ”
لم ترد أسيل بل همت بالانْصِراف من أمام كلاهما …
سألته انعام بتوجس….
“مالها أسيل ياسيف أنت زعلتها…. ”
رد سيف بايجاز ….
“هي كويسه…….. أنا طالع أغير هدومي ”
ترك انعام في شك من تصرفهم وسارع الخطى
ليلحق بها…..
كادت أن تغلق باب غرفتها عليها عازمة النية على
الانعزال اليوم عن الجميع واهمهم سيف أبن خالها …

 

وجدت من يعيق ألباب بحذائه رفعت عينيها بدهشة
من أمره …… “سيف…… ”
ولج الى داخل الغرفة وهو يغلق الباب خلفه ناظراً
لها ببرود ….
“المفروض نتكلم في اللي قاله الزفت ده عنك… ”
اشتدت عينيها وهي ترد عليه بعِناد….
“هنتكلم في إيه….. أنت عارف أنه بيكدب وبيفتري
عليا….. أنا معترِفه أني كنت بحبه وكنت حَبا أرتبط
بيه لكن بعد الفيديو اللي شوفته اتقطعت علاقتي بيه نهائي…..”
“وقبل الفيديو يابنة عمتي….كنتي بتروحي شقته”
عضت على شفتيها بقهر قبل أن ترد عليه بصراحة..
“روحت شقته…. بس مره واحدة ومحصلش بينا
حاجة……. ”
أولها ظهره وهو يحاول السيطرة على أعصابه من برودة حديثها وعدم المبالاة التي تُرسم بوضوح على وجهها…..
تحدث بسخط…
“واضح من كلامك أن عادي أوي بنت محترمة زيك
تروح شقة واحد اعذب ومش اي اعذب ده ابن***
عضت على شفتيها من اللفظ الذي قاله بدون أكترث
لوجودها معه….
استدار لها بتهكم قائلاً….
“بصي بقه يابنة عمتي….. مش معنى أني فركشت
خطوبتي بيكي يبقى انتي كده مبقتيش
مسؤوله مني لا أنتي مسئوله مني سوى انا او

 

جواد لحد مانسلمك لجوزك…. ومن هنا ورايح كل حاجه هتبقى بحساب ولازم قبل آي حاجه يكون عندي خبر….. أنا مش هستحمل كلمة تانيه من
حيوان تاني بسبب قلة تربيتك اللي كلنا إثرنا فيها……..”
اتسعت عينيها وهي ترد عليه بذهول..
“قصدك إيه اني مش متربية……. ”
نظر لها باستهجان….
“بظبط كده وأنا اللي هعيد تربيتك تاني ياسيل
وعلى ايدي….. ”
تقدمت منه وهي تنهال عليه بكلمات غاضبه ….
“أنت بتقول إيه أنت مفكر نفسك ولي أمري فوق
ده كل الفرق اللي مبينا خمس سنين و….. ”
وجدته يلوي ذراعها خلف ظهرها في ثواني وهو يهدر
بها من تحت أسنانه…..
“إياكي يأسيل لسانك يطول عليا…. والخمس سنين اللي مش عجبين سيادتك حاولي تحترمي وجودهم
بينا من باب الإحترام آللي أنتي نسيتي تتعلميه…”
ترك يدها وخرج من الغرفة مغلق الباب بقوة خلفه
دلكت ذرعها مكان قبضته وهي تهتف بكبرياء وتحدي ..
“والله لورايك ياسيف….أنا مش محترمة ومحتاجة
اتربى طب ولله لاربيك على أيدي عشان تعرف مين

 

هي أسيل الحسيني…….. ”
………………………………………………………..
نهضت لميس عن الفراش وهي تلف حول جسدها
شرشفة تخفي جسدها العاري…. أشعلت سجارتها
وهي تنفث دخانها قائلة….
“اهوه بقاله فترة مش على بعضُه من ساعة موضوع الورق ده…… وكمان بعد ماعرف أن جواد أبن أخوه
بيعصي أوامره ومصمم يحمي البت المحامية
دي بعيد عن ايدُه وهو مش طايق حد واوقات
بيبات برا آلبيت ”
نهض عزيز وهو يلتقط كاس الخمر بين يده ، ارتشف
منه دفعه واحده وهو يهتف بشر…..
“ااه لو قدرت أوصل لبنت الايه دي……. قبل زهران ساعتها هاللعبه على الشناكل….. ”
امتعض وجه لميس وهي ترد بحنق…..
“كلام ياعزيز مش باخد منك غير كلأم…. ومن ساعة
متجوزة الزفت ده وأنت بوق وخلاص….. ”
هدر عزيز بغيظ….
“يعني أعمل إيه يالميس ماهوه على يدك بحاول اوقعه ، نفسي ارميه في سجن بأيدي دول …… وزله وخلي سمعته في الارض وبعد كده اقتله وكل املاكه
تبقى تحت ايدي……”
نظرت لميس له بغموض وهي ترد عليه بلؤم …
“طب ماتبدأ بابن اخوه جواد ….اكسر دراعه اليمين
انت قولتلي قبل كده انك عارف حقيقة موت اهله
وان زهران هو اللي ورا كل حاجه ماتوقعهم في بعض
وخليهم يخلصو على بعض ونخلص منهم…..”
نظر لها عزيز لبرهة ثم رد عليها بقنوط….

 

“ياريت ده هو الحل…..لو سر انكشف مش هستفيد
حاجه غير اني وقعت واحد بس وتاني هايفضل وقفلي زي اللقمه في الزور وانا عايز اخلص عليهم
سوا عشان ارتاح منهم مره واحده ، الحقيقه لو ظهرت ليهم مش هيبقى في صالحي يالميس بالعكس ده يمكن يفتح علينا ابواب تانيه مع زهران اللي لحد دلوقتي ميعرفش اننا عايزين نخلص منه…..”
سألته لميس بجزع…..
“طب هتعمل ايه ياعزيز …..احنا مش هنفضل ساكتين كده كتير لازم تصرف انا زهقت من عيلة الغمري ومن عشتي وسطهم…..”
اثبت عينيه على نقطة وهمية وبتركيز حك في لحيته النابته وهو يقول …
“في شحنة سلاح باسم زهران الغمري هتسلم
في منطقة ((……))وجواد هايكون مع رجالة زهران ساعة تسلِمها… والعربيات المشحونه فيها السلاح عليها شعار شركة (الغمري)يعني لو بلغنا البوليس جواد وزهران أقل واجب هاياخده إعدام والقضية لبساهم لبساهم …. ”
زين ثغر لميس ابتسامة سخيفة وهي ترد عليه بإعجاب….
“ايوه كده ياعزيز….. وساكت من بدري وانت معاك الحل اللي يخلصنا من كل اللي إحنا فيه ده …. يبقى نبالغ عنهم ونفضحهم وساعتها هيبقى سهل الباقي بعد مايتسجن زهران…… ”
هز عزيز رأسه وهو يرد عليه بتشدق….
“ياريت الموضوع سهل يالميس…… ”
“وإيه الصعب في كده أنت مش معاك كل المعلومات عن شحنة السلاح دي وكمان معاد تسليمها.. ”
رد عليها بازدِراء ……
“معايا لكن…… جواد الغمري مش سهل ومش سهل نستخف بيه لدرجادي .. ”
قالت لميس بإقناع له…..
“انوي انتَ بس ياعزيز ويمكن المشاكل اللي بينُه وبين زهران تلهيه عن اللى احنا بنخطط ليه ويقع المرادي …… ”
رد عليها بعد تنهيدة عزم النية….
” ان شاء ألله اوقعه وخلص منهم هما الاتنين ورتاح بقه…… ”
سارت لميس نحوه بتغنج وجلست في أحضانه
قائلة بصوت انثوي ناعم…..
“هانخلص منهم يازيزو ونرجع مع بعض تاني وقريب اوي كمان….”
ربت على كتفها العاري بعبث….

 

 

“طبعاً ياحبيبتي قريب اوي هخلصك من عيلة
الغمري كلها وتبقي انتي الوريثه الواحيدة لي املاكهم …..”
لامعة عينا لميس بطمع ……
………………………………………………………..
فتحت عينيها ببطء وانتصبت في جلستها قليلاً
وهي تدلك عينيها بضيق….تثابت وهي تنهض
و ولجت داخل المرحاض لتقف قليلاً امام المرآة المعلقة على الحائط وهي تنظر الى وجهها باستهزاء
تكره ماتمر به تكره الضعف وسلطة( الغمري)عليها
نظرت الى نفسها بضيق وهي تتمتم….
“لحد أمته هتفضلي في سجن ده…… مالك سكته ليه
اتمردي اصرخي ارفضي وجودك هنا يابسمة ، أنتي مش ضعيفة عشان تخافي ، ولا أنتي مجرمة عشان
تستخبي لازم تهربي من المكان ده لازم تهربي…. ”
لمعة عينيها بذهول فالحل بين يداها وهي غافلة عنه ……
“لازم أهرب من هنا وأبلغ البوليس عن المجرمين دول …..كفايه كده آنا مش هفضل في سجن ده لحد
ماموت لازم أهرب…… “فتحت صنبور المياة وهمة بغسل وجهها وعقلها منشغل بوضع مخطط يحررها
من براثن الغمري ومن معه للأبد…….
خرجت من المرحاض وهي تجفف وجهها….. طرق باب الغرفة بهدوء…… علقت بسمة المنشفة جانباً
وتوجهت نحو باب الغرفة….. فتحت الباب لتجد
ام إيمان امامها تنظر لها بفتور وهي تقول….
“صباح الخير ياست بسمة….. ”
ابتسمت لها بسمة قائلة ببساطة. ….
“صباح النور يام إيمان…….. ”
تحدثت السيدة بنبرة عادية….. ولكنها كانت تبث لبسمة رجفت توتر في جسدها حين نطقة أسم سجِنها….
“جواد بيه مستني حضرِتك في الاسطبل…..”
“اسطبل….. فين ده ؟”
“هوديكي لحد عنده….. بس إستعجالي ياست بسمة وانا هاستناكِ تحت….. ”
ابتعدت السيدة عن مرمى ابصارها لتعود ادراجها
أسفل البيت (الصالة) ……

 

استنشقت الهواء بقوة واخرجت زفيره مرتاب
وهي تمتم بتفكير مع نفسها…..
“ياترى عايز مني إيه ده ……. مش مهم اشوفه وبعدين اظبط خروجي من هنآ على بليل……. وده هيكون أحسن وقت ولكل نايم…….”
……………………………………………………..
كآن يداعب الخَيْلِ بيده ويطعمه باليد الآخرى…..
وقفت خلفه بعد أن تركتها أم إيمان ورحلت الى عملها….. لم تبادر بالحديث بل تركت عينيها تتأمله بصمت…..
حنون في تعامل مع هذا الخيل….. وكأنه رفيقه
الصغر لا تعرف لِمَ هي فضولية في معرفة شخصية (الغمري) ولم قلبها ينبض بسرعة حين تكون معه
ولِمَ تصاب برجفة بكامل جسدها حين يتطلع بعينيه (امخيفة) عليها ، لِمَ تصمت أمام هالة رجولته وحديثه المتغطرس لها ، لِمَ ، ولِمَ ، … ركام
الأسئلة داخلها تدوي بدون أن تحاول حل
واحدة فقط منهم…..
“حضري نفسك…. هتجوزك اخر الأسبوع…. ”
أصابها الشلل بعد جملته الذي ألقى بها عليها بكل
فتور وكان ماقاله يعدْ شيءٍ عادياً…..
نطقت بصعوبة….
“أنت بتقول إيه…… ”
استدار لها وهو يرمقها ببرودة المعتاد منذ أول
للقاء بينهم….
“اللي سمعتيه ….هتجوزك…… ”
اتسعت عينيها بصدمة وتشدقت بـ….

 

“تجوزني….. انــ….. أنـت اكيد اتجننت…. ”
وضع يديه في جيب بنطاله وهو يرد عليها بغطرسة
“لا مش جنان ده الصح…… عشان حياتك و… ”
قاطعته حديثه وهي تنهال منه قائلة…
“عشان حياتي ولا عشان تزلني تحت رجلك وترضي
اللي مشغلينك……. اسمعني كويس.. أنسى موضوع الجواز ده عشان من رابع المستحيلات أن أسمى يكون جمب أسمك وحتى لو على ورق…… ”
نظر لها نظرة ارعبتها ولكن حاولت بث الطمأنينة
بقلبها قدر المستطاع…….
تقوس فم جواد جانباً وهو يرد عليها بغرور….
“وانا مش بطلب…….. أنا بأمر….. بأمر و بس ….. ”
قطبت جبينها بتبرم وهي ترد عليه بستهزاء…
“والمفروض أني اوفق مش كده…… ”
“بظبط….. ”
اقتربت منه عدة خطوات وهي تقول بسخط…
“بص بقه يابن الغمري آنا مش هوافق على المهزلة
دي ….وأنا لا ضعيفة عشان انفذ أومرك ولا مذنبة
عشان أحمي نفسي بورقة جواز من وأحد زيك….
وكدا كده آنا كنت همشي من المكان ده بليل…. بس
تصدق أن احسن حاجه اعملها اني ابلغك بخروجي من سجنك المقرف ده …..”نظرت لها بكبرياء
وقبل ان تستدير لترحل وجدت جواد يقترب منها ويقبض على ذراعها بقوة موقف إياها بشراسة…
“مش بساهل تخرجي من سجني يا… يابسمة…. ”
اتسعت عينيها بدهشة من تجراه عليها وهتفت من تحت اسنانها بتحدي…..
“سيب ايدي……. أقسم بالله لندمك على كل لحظة حاولت تطاول فيها عليا……… وخليه وعد بيني
وبينك محدش هيحطك في سجن غيري…. ”
أبتسم جواد أبتسامة خالية من اي مشاعر عقب
جملتها الاخيرة …..

 

“ويترى أنتي قد الوعد ده….. يا ….يابسمة….. ”
عضت على شفتيها بعصبية وهي تحاول تحرير ذراعها من بين قبضة يديه القويتين….
“سبني أمشي…. وأنا هوريك أن كنت قد وعدي ولا
لا….ااااه أيدي… ”
اتكا أكثر على ذراعها وهو يشعر بضيق من هذا الوعد
المقيت الذي تلقي به على مسامعه وتلك النغزة التي
تصيب قلبه آلامًا من جملتها الاخيرة….لم تأثر من حديثها فهذه طبيعة صاحبة اشهر (روح مغامرة) لمَ الضيق إذاً…..زفر وهو يحاول السيطرة على نفسه من تلك الحالة الغريبة وهو يرد عليها باستخفاف….
“يترى بقه معاكي الدليل اللي يوصلني لحبل المشنقة
ولا……. لا…. ”
نظرت لعينيه بغضب وهي تهتف بحنق…
“معايا آلورق اللي يثبت جريمك أنت واللي
شغال معهم… ”
تشنجت قسمات وجهه وهو يسألها باعين ثاقبة…
“ورق……. ورق إيه…… ”
انهالت بعينيها من صدمته عن حديثها ، حاولت تشتيته ..وهي تقول بثبات ……
“ورق علام خفاجة…… هو أنت ماتعرفش أن ميزة المحاماة أن أي ورق مهم لازم يتعمله نسخة تانيه اي نعم بتكون الصورة مش الأصلية لكن اهيه بتنفع برضو…… ”
“يابنت الـ…….. ”
صمت ولم يكمل جملته احمرت عينيه وهو يرى شخصيته واسمه على حافة الهاوية بسبب تلك
الغبية التي تريد أن تنهي حياتها قبل حياته…..
نظرت له بعِناد قائلة…..
“مش انتَ لوحدك اللي بتعرف تخطط…..بس ممكن نعمل ديل سوا…..”
لم يرد عليها وتركها تكمل حماقتها ….

 

عضت على شفتيها بغيظ من نظرة الاستهزاء
المرسلة لها … لترمي جملتها بكبرياء قائلة…
” لو حررتني من السجن ده هسلمك نسخة الورق اللي معايا …”
نظر لها نظرة لم تفهمها وقال بسخرية…
“لا شاطرة…….بس أنا هاخد آلورق ومش هحررك
من سجني…… ”
قبل أن تترجم جملته الغامضة وجدته يسحبها داخل
البيت ، حاولت الافلات من قبضة يده وذهاب من هنا
قبل أن يفعل بها شيء هي لا تدري به بعدْ…..
“سيب أيدي….. أنت واخدني على فين سبني ا.. ”
“شششش……..اخرسي…… ”
امتثلت للاوامره بخوف….. فتحت ابواب جهنم عليها
وليست اي أبواب ((الغمري)) صاحب شخصية تصيب
قلبها وروحها نحو منحدر الهلاك…….
دخل بها الى غرفة صغيرة في دور الأرضي… كانت
قديمة الشكل يوضع بها بعض الأغراض الغير مهمة
بها سرير حديدي صغير في وسط الغرفة نافذة
خشبية صغيرة مغلقة لا ينبعث منها الشمس ،
الأتربة متراكمه في كل مكان وهذا ما راته بوضوح حين أشعل الإضاءة……
ترك يدها بقوة لتجد جسدها يترنح على الفراش المتهالك لتقع عليه….
“أنت بتعمل إيه أنت اتجننت….. ”
صرخت بيها وهي تنظر لها بازدِراء…..
أغلق الباب عليها وصعد الى غرفته…… وقبل أن يصعد على السلالم…… وجد أم إيمان تخرج من المطبخ لتتفقد صوت بكاء بسمة وصراخها عليه..
قالت الخادمة بتوتر من طرح السؤال…
“هو في إيه ياساعت البيه هي ماله ست بسـمـ….”
“مش عايز حد في المزرعه او في البيت النهارده بالغي الكل اني عايز المكان فاضي دلوقتي…”
توترت الخادمة وهي تقول بتلعثم…..

 

“بس ااا…..”
صاح جواد بصرامة مخيفة…..
“مش عايز كلام كتير… مش عايز مخلوق في
البيت فهمتي…..”
ارتجف جسد الخادمه واكتفت بايماءة بسيطة وهي تعود للمطبخ لأخذ أغراضها…….
“ياترى إيه اللي قلبو بشكل ده…… استر يارب على الغلابانه اللي جوا دي….. ”
دخل اليها من جديد وبين يداه ((كلبشات حديدية))
صاحت بسمة وهي تنظر له بحدة…
“أنت مفكر نفسك إيه…… أنت بتعمل إيه فكني بقولك
فكني يامجرم فكني…… ”
وضع الأسوار الحديدية في يديها الاثنين…. ورد عليها ببرود…
“كده نقدر نتكلم ….”
حاولت فك يدها من تلك الأسوار وصاحت بحنق
“مفيش كلام مبينا …..فكني….. فكني بقولك…. ”
“فين الورق يابسمة ……حطى فين …. ”
“مش هقول حاجه وهسجنك ياجواد هسجنك…. فكني….. “صرخة اخر كلمة بنفاذ صبر فهي لم تتوقع
أن يتعامل معها بهذا الأسلوب… هو بارد السخصية ومتغطرس عليها ولكن ليس بشع بتلك الصورة ليربطها بهذه الأسوار ويسجنها في هذه الغرفة
القبيحة ويعاملها بكل تلك المهانة……
عض جواد على شفتيه بغضب وهو يقول…
“تمام….. خليكي على قرارك وأنا كمان على قراري…
هتجوزك آخر الأسبوع ده…… أعملي حسابك على
كده….. ”
تحدثت بسمة بتشنج ملحوظ….
“مستحيل اوفق ….أنسى موضوع الجواز دي
خالص آنا هخرج من هنا يعني هخرج حتى لو….. ”
قاطعها جواد وهو ينحني عليها قليلاً قائلا
بمكر أوصل رجفت الخوف الى جسدها….

 

“بلاش تتحديني…. عشان آنا ممكن أخدك غصب عنك
دلوقت وخليكي تقعدي تحت رجلي تترجيني اتجوزك واستر عليكي….. ”
اتسعت عينيها وهي تقول بخوف
“قليل الادب…. وندل وابن ……”
غمز لها وهو يقاطعها باستفزاز….
“لسانك ياقطة….. انا ممكن اكون قليل الأدب
شويه بس مش ندل بدليل انك لسه زي مانتي ……وعشان تطمني اكتر لو وفقتي على جوزنا …مــ…..مش هلمسك غير لم انتي اللي
تطلبي كده…..”
“مستحيل …..انتَ بتحلم…..”

 

انتصب في وقفته وهو يضع يده في جيب بنطاله قائلا بخبث…..
“اي هو المستحيل اني اتجوزك…..ولا انك تطلبي مني
الـمــســك…..”
نظرت له بغضب لترد عليه بعِناد….
“الاتنين يابن الغمري والاهم ان عمري ماهكون مراتك ……”
نظر جواد في ساعة يده بتمهل ورد عليها ببرود….
“الاتنين هيتنفذه يابسمة……والمطلوب مني انفذ الاوله والتانية هسبها ليكي….اصلي مش متعود اغصب الستات عليه…….وبذات لو من نوعيتك …”
انهى حديثه بنظره باردة ثم تركها وخرج
من الغرفة مغلق الباب خلفه بالمفتاح……يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *