روايات

رواية جيفارا الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا البارت الثالث

رواية جيفارا الجزء الثالث

جيفارا

رواية جيفارا الحلقة الثالثة

ابتسم جيفارا وتذكر شيئًا ما جعل عيناه كادت أن كادت أن تدمع ولكنه أدار رأسه ومشي بخطوات بطيئة وهو يشعر بالإنتصار .. وبـ لذة الإنتقام
وبدأت مباريات الملاكمة
وظل جيفارا يُتابع بتركيز حتى وصل له واحد من رجال الأمن يقول له:
– جيفارا بيه .. في بنت بتسأل على حضرتك برا
= مين ومدخلتهاش ليه؟
– شكلها لوكال شوية .. مظنش من زوار الحفلة
خرج جيفارا فوجد أمامه المصيبة الذي لم يَكُن يتوقعها .. حبيبة!
ابتسم جيفارا ونظر إلى حبيبة التي كانت تنظر له بدهشة ..
كانت تنظر إلى ثيابه باهظة الثمن وهاتفه الـ Iphone الإصدار المطلي بالذهب من شركة كافيرا!
لم تُصدق ما تراه .. حبيبها الخجول أمامها لأول مره ولكن بوجه جديد!
نصاب .. رُبما قاتل .. رُبما ما هو اسوأ من ذلك

ملابسه وهاتفه فقط كافيان بأن يبنيان بيتهم الذي طالما ماطل كثيرًا وهو يتحدث عن صعوبة بنائه بسبب قلة الأموال
اقتربت منه أكثر وقالت:
– أنت فعلًا كده! .. خالد عنده حق؟
قال جيفارا بثبات غريب:
– من نحية ايه؟
= أنت صاحب المكان ده؟ أنت بجد! عامل كل ده؟ أنت (جيفارا بيه)؟
– آه ده صحيح .. أنا صاحب كُل ده
سحب جيفارا يد حبيبة إلى داخل الفيلا
ثم نظر لها بغضب، ثم أخرج مُسدسه وهو ينظر لها ..

الآن في مكتب الطبيبة (ساندرا)
التي تسلمت حالة (جيفارا) والمُكلفة بكتابة التقرير حول صحته النفسية .. توقف جيفارا فجأة عن الحكي فقالت ساندرا بتعجب:
– سكت ليه؟
= مسألتيش نفسك أنا طلبت ورق أبيض واقلام ليه؟
– ليه؟
= عشان ارسمك
قالها وهو يُعطيها الورقة البيضاء الذي كان يرسم فيها في الوقت الذي كان يتحدث فيه
فأخذت ساندرا الورقية وأندهشت من صورتها
لم تتوقع أن تجدها بهذه الإحترافية نظرت إلى جيفارا وقالت:
– جميلة جدًا أنا بجد مش مستوعبه جمالها .. بس ايه الهالات إللي حوالين وشي دي؟
= دي التوتر إللي فيكي الفترة دي .. الضغوطات أو بمعنى أدق .. أمراضك النفسية
قالها جُملتة الأخيرة (امراضك النفسية) ببطء شديد وبلهجة درامية جعلت الابتسامة تنزاح تمامًا من على وجه ساندرا وقالت:
– كمل ..

= المشروب خلص
– طيب تحب تشرب ايه؟
= عايز شاي تقيل معلقة سكر واحدة .. صحيح هو أنتوا عندكم هنا كحول بتستخدموا في التخدير صح؟
– آه، ليه؟
= استأذنك تحطيلي سرنجتين كحول على كوباية الشاي؟
– ده بجد؟
ابتسم جيفارا وقال:
= آه بجد .. هيفرق معايا جدًا ..
ابتسمت ساندرا ونفذت طلبه وطلبت منه أن يُكمل حديثة

في فيلا جيافارا – في التجمع
أخرج جيفارا مُسدسه أمام أعين حبيبة الخائفة والتي بدأت في التراجع قليلًا ولكن يد جيفارا تمسكها بأحكام
وما أن اخرج سلاحه حتى ألقاه لواحد من رجال الأمن
ثم سحب حبيبة برفق إلى سيارته وقال لها:
– اركبي .. متخافيش!
وبعدها كالعادة قاد سيارته بسرعة جنونيه ثم قام بتشغيل أغنية رومانسية في هذه الظروف الغريبة وهو ينظر إلى حبيبة ويقول:
– خايفة مني أنا يا حبيبة؟
قالها وهو يبتسم
نظرت له في خوف دون أن تتحدث
وقال
– بجملة بقى الاكتشافات الكتير إللي اكتشفتيها عني .. أنا بحب الأغاني الأردنية جدًا . ودي أغنية رومانسية بهديهالك:

(ﺳﺆﺍﻝ, ﻛﻴﻒ ﺻﺮﻧﺎ ﺍﺑﻌﺪ

ﺻﺤﻴﺖ ﻭ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﺍﻧﻪ ﺍﺣﺴﻦ
ﻋﺎﺳﺎﺱ ﻫﻴﻚ ﺍﺭﻳﺢ
ﺑﺲ ﺻﺪﻗﻴﻨﻲ ﺗﻌﺒﺘﻴﻨﻲ
ﺧﺴﺮﺍﻧﻴﻦ ﻋﻞ ﺟﻬﺘﻴﻦ
ﺭﻣﻴﺘﻚ ﻭ ﺭﻣﻴﺘﻴﻨﻲ
ﺭﻳﺤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﻛﺎﺷﺎﺭﻳﻞ
ﺍﻧﺎ ﻛﺘﻴﺮ ﻣﺘﺄﺳﻒ
ﺷﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻔﻠﺴﻒ
ﻭ ﻳﺎ ﻣﺎ, ﺳﺎﻳﺮﺗﻴﻨﻲ
ﻭ ﺳﻤﻌﺘﻴﻨﻲ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﺍﻧﻲ ﺑﺤﺒﻚ

ﺭﻭﺣﻚ ﻃﻠﻌﺖ ﻟﺜﺎﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻧﺰﻟﺘﻴﻠﻲ ﻭ ﻗﻠﺘﻴﻠﻲ ﺍﻧﻪ
ﺭﻳﺤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﻛﺎﺷﺎﺭﻳﻞ
ﺍﻧﺎ ﺑﻌﺘﺮﻓﻠﻚ
ﺑﺪﻭﻧﻚ ﺍﺻﻌﺐ
ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﻓﻴﻜﻲ ﺍﺣﻠﻰ
ﻭ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺍﺻﻔﻰ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻣﻄﺮﺕ
ﻋﻄﺮﻙ اه ﻧﺰﻟﺖ
ﻭ السما اتعطرت
ﻟﺜﺎﻧﻴﺘﻴﻦ ﺑﺲ ﺛﺎﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻠﻮﻧﺖ
ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﻐﻴﺮﺕ
ﺍﺗﺬﻛﺮﺕ ﻟﻤﺎ ﻗﻠﺘﻴﻠﻲ
ﺭﻳﺤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﻛﺎﺷﺎﺭﻳﻞ)

استمعت حبيبة إلى الأغنية بتركيز ثم نظرت إلى جيفارا بطرف عينها وقالت:
– يعني ايه كشارل دي؟
ابتسم جيفارا لأنها قد نسيت كٌل شيء وعادت إلى اسألتها التي لا تتوقف أبدًا
هذه هي طبيعتها التي تشعره دائمًا بأنه والدها وليس حبيبها فقط
وفاة والدها وهي صغيرة وحياتها مع والدتها كبيرة السن جعلت قلبها يُصبح أكثر رقة فمنذ فترة مراهقتها أصبحت هي المسئولة عن المنزل وعن والدتها .. تشعر وكأن مشاعر الأمومة لديها أصبحت مضاعفه بسبب ظروف حياتها ..
– ايه مبقتش عايز ترد عليا كمان يا جيفارا بيه؟
ابتسم جيفارا أكثر ونظر إليها وهو يقول:
– كشاريل بيرفوم غالي
رفعت حاجبها الأيمن وقالت:
– والله؟ كمان بقيت تقول بيرفوم .. ما انت طول عمرك بتقول برفان!
ضحك جيفارا على كلمتها
وظل يقود سيارته بسرعة حتى وصل إلى (المُقطم)
خرج من سيارته وسحبها من يديها وظل يصعد بين الصخور إلى أعلى الهضبة
تعثرت قدم (حبيبة) أكثر من مره

نظر لها وقال:
– مش قد الأماكن العالية وكل شوية تقوليلي بحب الاماكن العالية!
لم ترد حبيبة فلازال شعور الخوف يسيطر عليها فهي تشعر وكأنها تتعامل مع شخصًا جديدًا يملك ملامح جيفارا فقط
شعر بخوفها ومشاعرها المُشتت
فنظر لها مره أخرى وقال:
– عامة يا ستي .. لو غاوية أماكن عالية ف أنا لسه كتافي تشيل
قم حملها جيفارا على كتفه
وظل يصعد بها إلى أن وصل إلى صخرة غالية
سحبها من يدها وجلس خلفها وقال:
– أنا عارف دلوقتي أن اسئلتك ملهاش نهاية .. اتفضلي اسألي ..
= ليه مقولتليش أنك بقيت غني؟ ليه كدبت عليا؟ ممكن تسيبني وتكرهني بعد ما بقيت غني؟
ضحك جيفارا وقال:
– مبدأيًا كده أنا بحب روحك يا حبيبة .. وده معناه إن مهما اتغيرتا واختلفنا عمري ما هقدر أبطل أحبك ..
ثم نظر لها للحظات وهو يبتسم ثم قال:

– ثانيًا بقى أنا مبقتش .. أنا أصلًا غني .. أصلًا مولود غني أو زي ما بتقولي مولود في بوئي معلقة دهب .. لكن اتعرضت لظروف خليتني محبش اتعامل مع الناس كده .. أنا عايز الناس تحبني أنا .. مش عايز لما حد يقرب مني أفضل افكر هو بيتبحني أنا فعلًا ولا مقرب بس عشان معايا فلوس .. أنا كنت قريب منك وأنا لا شيء وكنتي بتحبيني وكنتي جنبي وفي ضهري .. دلوقتي لما أملك كُل حاجه .. عمري ما هتخلى عنك
= طيب ليه متجوزتنيش؟ وأنت قادر تعمل ده!
اختفت ابتسامته وقال:
– كنت مستني الوقت المناسب .. الوقت إللي اعرف فيه إني مش هظلمك معايا ..
= يعني ايه .. ازاي بتقول بحبك وبحب روحك وبعديها تقولي خايف اظلمك .. أنت مُتناقد! وبعدين هو انت فعلًا قاتل ونصاب زي ما خالد قال؟
ابتسم جيفارا وقال:
– أنا عمري ما نصبت على حد .. وعمري ما قتلت حد .. يمكن أول مره كانت النهارده!
اتسعت عيناها وقالت في ذهول:
– بجد!! قتلت بجد ولا بتخوفني! قتلت مين؟
= مُرتضى السويفي المستشار المتقاعد ورجل الأعمال الوسخ!
– عملك ايه ده! ليه عملت كده؟
= إجابة ليه عملت كده؟ هي هي نفسها اجابة سؤالك إللي فات إللي هو ليه متجوزتنيش ليه لحد دلوقتي وليه خايف أظلمك، هحكيلك:

قبل 5 سنوات
في ظروف مشابهه كظروف جيفرا وحبيبة اليوم كان جيفارا مرتبطًا بفتاة متوسطة الحال (هنا)
كان دور الرسام يلعبه بإحترافية شديدة
يُقابلها في الصباح في إحدى الكافيهات الرخيصة ويعطيها الرسومات التي رسمها لها ..
ثم تذهب هي إلى عملها في إحدى مصانع (مُرتضى السويفي)
ويذهب هو إلى فيلته
كانت (هنا) الحب الأول في حياة جيفارا ورُبما الأخير
ما أن يراها حتى يتراقص قلبه فرحًا
كانت فاتنه .. كان الاستروجين في جسدها (باظظ .. باظظ خالص)
وهذا كان يلفت نظر الجميع لها
فكان يخشى جيفارا أن يقول لها بأنه الرجل السري الوسيم .. الذي يملك كذه وكذه
فتشعر بأنه جاء ليأخذ الوعاء الفاتن (الرخيص) الذي سيُشبع من خلاله رغباته الجنسية
وأيضًا كان يخشى أن تتحكم في مشاعرها ظروفها المادية
فتشعر بأنها تُحبه فقط لأجل أمواله .. لتتخلص من كل المشاكل المتعلقه بديونها وديون والدها المريض
في كُل مره كان يُريد فيها جيفارا أن يُخبر هنا بحقيقته كان يشعر بالخوف ..
رُبما ستكرهه لأنه كذب عليها! ولدرجة أنه فكر أن يقوم بتقمص شخصية الرسام الفقير معها إلى الأبد ليتزوجها
لكن الأمور لا تسير كما نُحب دائمًا

فجاء اليوم الذي تغيرت فيه (هنا)
ولم تَعُد ترد على مراسلات أو اتصالات جيفارا
وهو اليوم الذي اكتشفت فيه هنا مرض والدها والوحيد الذي بقى لها في هذه الدُنيا بالسرطان
وعندما ذهبت لتودعه في مستشفى السرطان الكبيرة التي لا تَكُف أبدًا عن الإعلانات رفضوا الحالة لأنهم لا يقبلون سوى الحالات مضمونة الشفاء حتى لا تتأثر سمعة المُستشفى
كانت خائفه .. كانت تُدرك أن ردها على جيفارا لن يُفيد فهي لن تقابله في هذا الوقت وتترك والدها
ولن يُفيدها في شيء أبدًا .. سيشفق عليها فقط ولن يستطيع فعل شيئًا
فقررت الذهاب إلى مدُير المصنع التي تعمل فيه الأستاذ مُرتضى السويفي
وما ان دخلت إلى مكتبة حتى نهض ليُحيها بنفسه وقال:
– أهلًا يا هنا اتفضلي، جايه تقوليلي على خبر موافقتك مش كده؟
= يا أستاذ مُرتضى أنا قولت لحضرتك كذه مره إني مقبلش أبدًا اكون زوجة تالته بالإضافة أن في شخص بالفعل في قلبي وأنا مستنياه ييجي يخطبني

أنقلب وجه مُرتضى إلى الغضب وقال:
– أمال جايه ليه؟
= والدي تعبان ومحتاج يدخل مستشفى خاصة عشان يتعالج من السرطان .. محتاجه سلفة والله هتبقى دين في رقبتي طول عمري
ابتسم مُرتضى وقال:
– وماله كُل شيء بحسابه، لو حابه نتجوز فا اديكي هتستتي وكل طلباتك مجابة .. إنما لو عايزه سلفة بس .. فا مش محتاجة جواز ولا حاجه ممكن تقفلي الباب بالمفتاح وتيجي تقلعي هنا وتاخدي فلوس على قد ادائك
قالها مُستفزًا إياها وعلى وجهة ابتسامة صفراء
فقالت هنا:
– أنت راجل سافل وقذر
= وأنتي مرفوده .. مشفش وشك هنا تاني!
خرجت هنا من مكتبة وتركت العمل
ومرت فترة من الوقت كانت حالة والدها تسوء
وكانت الأموال تقل يومًا بعد يوم حتى تبخرت المُدخرات تمامًا
ولم يبقى لهم حتى ثمنًا للطعام
وكانت في هذه الوقت لا تُجيب على جيفارا ..

حتى عادت مره أخرى إلى المصنع في صباح يومٍ ما
استأذنت بالدخول إلى مكتب المستشار مرتضى
دخلت إلى المكتب
ذهبت أمامه مباشرة وأخذت المُفتاح
وأغلقت الباب
فأبتسم مُرتضى
وبدأت تنزع ملابسها قطعة بعد الأخرى وهي تحاول أن تبتسم وتمنع أعينها من الدموع
وبعد أقل من ساعة
خرجت من المكتب ومعها ظرفًا به نقودًا دفعتها مُقابل ألمًا سيبقى لها إلى الأبد ..
ذهبت إلى إحدى المستشفيات الخاصة ودفعت المبلغ وأودعت والدها في المُستشفى
وبعدها
أرسلت لجيفارا كُل هذه القصة وفي نهايتها جُملة (أنا عارفة أنك عمرك ما هتسامحني أبدًا، ولا انا هسامح نفسي .. عشان كده هنتحر)

ما أن تسلم جيفارا الرسالة حتى ظل يُردد:
– لا هسماحك والله العظيم مسامحك .. أنا مقدر .. ردي ردي
وبالطبع لم تَكُن ترد على هاتفه
فأنطلق مباشرة إلى منزلها الذي حذرته كثيرًا أن لا يذهب إليها هُناك حتى لا تسوء سمعتها ولكنه قال في هذه اللحظة:
– فلتذهب السُمعة إلى الجحيم .. يلعن الناس!
ووصل إلى أسفل منزلها فوجد مجموعة من الأشخاص مُتجمعين أسفل واحدة من مداخل العمارات
ظل يُقنع نفسه أنه يتوهم وأنها رُبما إحدى (خناقات الشوارع)
ولكنه سمع عبارات مثل:
– انتحرت البت .. قطعت شراينها .. وهي انتحرت ليه؟
وكلام من هذا القبيل
جعله يعود إلى سيارته مصدومًا

أخرج صورتها وقال لها:
– أنتي غبيه! .. مكانش ينفع تعملي كده .. لا أنا إللي وسخ .. انا إللي مكنتش أمان
أدار مُحرك سيارته وهو يرتعش
قام بتشغيل أغنية ما وهو يبكِ بحرقة بلا توقف
ظل يسمع الأغنية التي تُعبر عن الموقف وهو يرتجف ألمًا ورعبًا وخوفًا من الأيام بدونها:
(وسار بسربعة لم يعهدها من قبل وهو الأغاني تتردد بصوتٍ عالٍ جدًا:
كل الشوارع و المباني اللي مش هدخلها تاني
والاغاني اللي لما سمعتها دندنتها من مرة واحدة
من السماعة يا كل حاجة كسبتها او سيبتها
يا كل حاجة كسبتها او سِبتها اكمنها قالت هنروح من بعض فين
يا ناس يا عُبط يا عشمانين في فرصة تانية للقا بطلوا اوهام بقى
و كفاية احلام و اسمعواعيشوا بذمة و ودعوا
كل حاجة بتعملوها و كل حد بتشوفوه

كل كلمة بتقولوها و كل لحن بتسعموه
عيشوا كل مشهد زي ما يكون الأخير
اشبعوا ساعة الوداع و احضنوا الحاجة بضمير
ده اللي فاضل مش كتير)
ظل هكذا .. حتى أغمض عينيه وهو يقود
ولم يشعر بنفسه إلا بعد أسبوع
في المُساشفى بعد أن أنقلبت به السيارة ..

في المُقطم – حكى لحبيبة كُل شيء
فنظرت له وفي عيونها الدموع وقالت:
– عشان كده قتلت مُرتضى؟
= مقتلتوش حطيتله لُعاب واحد مصاب بكرونا في العصير وهو عشان سنة كبيرة مناعته أكيد ضعيفة فا هيموت
– طيب وايه علاقة إللي قولته ده بـ جوازنا والكلام إللي قولته
= أنا لما شفتك حبيتك لانك شبهها .. شكلًا وحتى طريقة كلامكم
قالت له حبيبة بصدمة:
– يعني أنت محبتنيش!! أنت شفتها فيا بس!
قال جيفارا بهدوء:
– لما شفتك كررت نفس إللي عملته معاها .. بس المره دي كنت براقبك عن قرب عشان اعرف لو احتاجتيني زي ما هي احتاجتني .. عشان اعرف ابقى قريب واقف جنبك
شعرت حبيبة بإهانة كبيرة لكبريائها
شعرت أن حُبها له كان مُجرد خدعة
هو لم يكذب عليها فقط

بل أيضًا زيف حبه لها .. قد أعلنها صريحة أنه رآها فيها لهذا قال أنه يحبها
قالت حبيبة:
– أنا همشي .. ومتتصلش بيا تاني من فضلك! عشان أنت شخص قذر .. أقذر من مرتضى وأناني!
لم يُناهدها جيفارا .. شعر بإرهاق وبألم كبير بمُجرد تذكره لقصة هنا
رحلت حبيبة وظل هو مكانه
لم يتحرك حتى مرت أكثر من ساعتين
وهو لم يُحرك ساكنًا .. فقط يبكي
حتى جائه اتصال من نادر، فأجاب:
– ايوه يا نادر؟
= هي البنت إللي مشيت معاها دي مين؟
– صاحبتي، ليه؟
= أصلها جت ودخلت لمرتضى .. والامن سابها عشان كان شايفها معاك وكده
– أيوه!! ودخلت لمرتضى ليه؟!
= قالته أنك حطيتله فايروس في العصير .. وطبعًا مكانش مصدق في الأول حد ما فضلت تحكيله حاجات غريبه تقوله (هنا) واغتصاب ومصنع وحاجات معرفتش القطها كلها .. الراجل قام كسر المكان وخد البنت ومشي!
– بنت مين؟ حبيبة خد حبيبة!!
= آه ..

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على : ( رواية جيفارا )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *