روايات

رواية جيفارا الفصل الرابع 4 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا الفصل الرابع 4 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا البارت الرابع

رواية جيفارا الجزء الرابع

جيفارا

رواية جيفارا الحلقة الرابعة

– أنا همشي .. ومتتصلش بيا تاني من فضلك! عشان أنت شخص قذر .. أقذر من مرتضى وأناني!
لم يُناهدها جيفارا .. شعر بإرهاق وبألم كبير بمُجرد تذكره لقصة هنا
رحلت حبيبة وظل هو مكانه
لم يتحرك حتى مرت أكثر من ساعتين
وهو لم يُحرك ساكنًا .. فقط يبكي
حتى جائه اتصال من نادر، فأجاب:
– ايوه يا نادر؟
= هي البنت إللي مشيت معاها دي مين؟
– صاحبتي، ليه؟
= أصلها جت ودخلت لمرتضى .. والامن سابها عشان كان شايفها معاك وكده
– أيوه!! ودخلت لمرتضى ليه؟!
= قالته أنك حطيتله فايروس في العصير .. وطبعًا مكانش مصدق في الأول حد ما فضلت تحكيله حاجات غريبه تقوله (هنا) واغتصاب ومصنع وحاجات معرفتش القطها كلها .. الراجل قام كسر المكان وخد البنت ومشي!
– بنت مين؟ حبيبة خد حبيبة!!

= آه ..
لم يَكُن جيفارا يتوقع أن يحدث حرفًا واحدًا من هذا
ما أن أنتهت المكالمة بينه وبين نادر
حتى ظل يركض مثل المجنون حتى وصل إلى سيارته
الذي قادها بسرعة جنونيه إلى منزل حبيبة
ظل يقنع نفسه أن حبيبة لم تفعل شيئًا يضره تجعله يُفكر في أذيتها
ولن يساومه بها لأنه لا يعرف حتى هل جيفارا يُحبها أم لا
ظل يُفكر ولم يجد إجابة واحدة مُقنعه حتى وصل إلى منزلها
عانى كثيرًا في البداية بسبب ضيق الطرق وإزدحامها على الرغم من أن الوقت مُتاخر
ولكن هذه هي المناطق الشعبية
وصل إلى منزلها
المشهد يتكرر!!
المشهد يتكرر بشكل مُرعب
ولكن هذه المره لم يقترب أكثر يرى والدتها تستند إلى أحدهم وهي تبكي!
سيارة سوداء تأخذ والدة حبيبة ولكنه لا يعرف إلى أين
ولم يهتم ابتعد ببطء شديد
ابتعد وهو يُفكر
كيف أضاعها من يده

كان يجب ان تموت قصة (هنا) مثل ما ماتت هي
ولكنه لم ينسى هنا أبدًا ..
يتذكر ..
ويتذكر ..
ولا يَكُف عن التذكر
كل التفاصيل المُمكنه
ذهب جيفارا بسيارته إلى إحدى الطرق العمومية
هبط لشراء بعد الكحوليات عالية التركيز من (Drinkies)
وعاد بظهر الكُرسي إلى الوراء وبدأ يشرب (الخمر) وهو يرفع رأسه إلى الأعلى
شعر بيد تُلامس كتفه
فـ أدار وجهه ببطء إلى صاحبة اليد وابتسم وقال:
– جيتي تاني يا (هنا)؟
= وأنا من إمتى بسيبك يا حمار؟ بس أنت إللي كُنت عايز تسيبني
– عمري ما كُنت عايز اسيبك .. أنا بس كان لازم اروح لدكتور عشان أبطل اتخيلك في كُل مكان! .. وجودك وهمي يا (هنا) أنتِ مُتي ومشيتي من العالم كله ولكن لسه في حياتي زي ما أنتي .. كنت بروح لدكتور عشان أبطل اتخيلك عشان ابطل افتكر أنك مُتي!

= أهوه أنا رخمة بقى وطلعتلك تاني أهوه
– هتصدقيني لو قولتلك إني كُنت جايلك بنفسي؟ كنت حاسس إني لو شربت كحول مع عدم آخذ الدواء الخرا ده إللي ميعاده فات عليه نص ساعة مع شوقي ليكي دلوقتي .. كنت عارف إنك هتجيلي
لم تَرُد هنا فقط خلعت حجابها وفكت (عُقد شعرها) وظلت تهزر رأسها يمينًا ويسارًا ليهتز شعرها وهي تُردد واحده من أغاني جيفارا المُفضلة:
– تتذكر مرة لما اشترينا لوز مالح و لليل ضلينا على كرسي قاعدين و حكينا منيح
نظر لها جيفارا بعينٍ دامعة وقال:
– ايه الروقان ده .. أنتي بتغني
قبلته على جبينه وقالت:
– يلا أنت بس يا كئيب فُك البوز ده وغني معايا!
ابتسم جيفارا وقام بتشغيل الأغنية على مُشغل الموسيقى في السيارة وقال لها:
– وعلى ايه؟ طيب ما نغني إحنا الأتنين مع اوتوستراد
(مش قادر اشيل من راسى فكره انك راح
تتركنى وتنسى سنين معاك واحساسى
بعالم فاضى بدونك طايش وقاسى
لسه الدنيا ما بتعرفها ولا واحد
فينا بيعرفها منيح اسمعنى معى خليك
خلينا سوا خلينا
عنا احلام حكيناها اتفقنا عليها
وبنيناها جوه قلبى انتا موجود
يا تانا ا…….

مش قادر اشيل من راسى فكره انك راح
تتركنى وتنسى سنين معاك واحساسى
بعالم فاضى بدونك طايش وقاسى
لسه الدنيا ما بتعرفها ولا واحد
فينا بيعرفها منيح اسمعنى معى خليك
خلينا سوا خلينا
عنا احلام حكيناها اتفقنا عليها
وبنيناها جوه قلبى انتا موجود
ياما سنين قضينها نحلم فيها وما شفناها
جوا قلبي انتا موجود
خلينا سوا)

انتهت الأغنية وجيفارا يُردد الجملة الأخيرة فيها
وهو ينظر إلى المكان الذي تجلس فيه هنا
وهو يراها تتلاشى
يحاول أن يلمسها وهو يُردد الكلمة الأخيرة من الأغنية (خلينا سوا)
ولكنه يراها تتلاشى ببطء وهي تبتسم وشعرها يتطاير وتقول له جُملتها التي دائمًا ما كانت تتسبب في غيظه:
– بحبك يا مُتخلف!
أغمض عينيه بقوة بمجرد أن اختفت (هنا) تمامًا
ثم أدار وجهه ليصبح أمام المحرك مباشرة
ثم فتحها
ولكن هذه المره مملوئه بالغضب
أدار السيارة وأنطلق بأقصى سرعة إلى منزل (مرتضى)
وصل إلى مكان قريب من منزله
وخرج من السيارة
فتح (حقيبة السيارة)
و اخرج منها بندقية قنص عسكرية
ابتسم وهو يمسك البندقية
رُبما سيقتل للمره الأولى في حياته اليوم

والآن
ظل يترجل نحو منزل مُرتضى وهو يترنح
ويبصق
يترنح
ويبصق
ويبكي
وصل إلى فيلا مُرتضى فوجد الباب ينفتح ومجموعة من رجال الأمن ينقضون عليه
ويأخذون البندقية
ومن خفهم يظهر مُرتضى مُبتسمًا ويقول:
– كُنت عارف إنك هتيجي يا جيفارا .. عملت حسابي على الرغم من أنه وقت مش مناسب خالص
أمر (مُرتضى) الآمن بأن يقيدوه ويضعوه في غرفة الكاميرات
وبالفعل ما هي إلا دقائق وكان جيفارا مُلقى على الأرض ومُقيد في غرفة مملوئه بشاشات العرض
دخل بعدها بدقائق مُرتضى وهو يبتسم ويقول:
– على فكرة أنا زعلان منك .. بقى يا راجل تعرف إني اتجوزت ومتباركليش .. جاي تقتلني!
وجد جيفارا ينظر له بإشمئزاز بأكمل:
– أصل يا أبني النسوان دول نعمه .. كل واحدة ليها طعم مُختلف وأنا راجل ذواق .. أحب أدوق كُل نوع .. وأنت بصراحة ذوقك هايل .. فعشان كده باخد إللي تنقيها
قالها وهو يضحك

فنظر له جيفارا بتساؤل وقال له:
– تقصد ايه؟
= ايه ده! أنت متعرفش إني اتجوزت حبيبة؟
ضحك مرتضى بشدة وقال:
– أكيد مش هتتخيل .. أنت كنت لسه معاها من 3 ساعات بس البت فرس! مستحملتش لما شفتها خدتها معايا ع البيت ع طول عرضت عليك الجواز ووافقت! بعت أجيب أمها مجرد ما عرفت إنها هتتجوز مُرتضى بيه بنفسه وهي مبطلتش عياط من الفرحة!
= مُستحيل يكون ده حقيقي!! ده مٌستحيل!
– يا عم لا تكدبني ولا أكدبك انا هوريك
فقام بتشغيل واحدة من شاشات العرض فوجد أمامه حبيبة ووالدتها يتفحصون المنزل في إنبهار شديد
هذا الأساس لم يروا مثله من قبل والآن هو ملكهم
ضحك مُرتضى حتى أهتز جسده بالكامل وهو يرى ملامح وجه جيفارا وهو يرى حبيبة وووالدتها والفرحة في أعينهم
أعين حبيبة الفرحة لم تنسى حُزنها من جيفارا فقط
بل نست جيفارا نفسه!
نظر جيفارا إلى وجه (مُرتضى) وعينه تملأها الدموع وقال له:
– أقفله!

أشار مُرتضى برأسه بإشارة تعني (لا) وهو لم يتوقف عن الضحك
ولم يتوقف مرتضى عن الكلام:
– أهم حاجه عند النسوان يا ابني الفلوس! .. فا لما تبقى فلوس و سُلطة بقى! يبقى تترفض ليه! حتى لو أكبر منها بـ 30 سنة هتوافق! الحُب والرومانسية والكلام ده .. تقراه في الروايات .. معاك فلوس … تبقى ملكت الدُنيا .. تحب أثبتلك أكتر؟
لم يَرُد جيفارا
ظل ينظر إلى الأرض يضع رأسه بين قدميه ويبكي لأنه يشعر بالإنكسار
لا يستطيع أن ينظر إلى عين مُرتضى الذي انتصر عليه في كل جولات المعركة بينهم ..
قال جيفارا:
– اقتلني!
ضحك مُرتضى مره أخرى بشدة وقال:
– لأ، مش هقتلك .. ده أنت حبيبي! ده أنت عملتلي كوباية عصير مشربتك زيها في حياتي يا راجل!
بدأ يُردد (جيفارا) كلمات الأغنية الذي كان يُغنيها في السيارة وهو يتذكر (هناء) ولكن بصوتٍ خافت لا يُمكن سماعه
(تتذكر مرة لما اشترينا لوز مالح و لليل ضلينا على كرسي قاعدين و حكينا منيح)
خلينا سوا …
خلينا سوا ..
خلينا سوا .
خلينا!

لاحظ مُرتضى أن جيفارا يُتمتم بشيء ما
فقال له:
– شكلك تعبان .. اجيبلك ماية؟
رفع جيفارا رأسه ببطء لينظر إليه وعينه ممتلئه بالدموع
فقال هنا والابتسامة على وجهه
– هاتيله كوباية مايه يا (هنا)
= هنا!!
رأظ جيفارا هنا تتقدم أمامه ببطء ولا ترتسم أي ملامح على وجهها
تضع الماء أمامه دون أن تنظر إليه!
– هنا؟ هنا! أنتِ منتحرتيش!
***
الآن – في مكتب د. ساندرا
توقف جيفارا عن حكي الأحداث و وضع يده اليُمنى على عينيه ليحاول أن يداري دموعًا قد تجمعت فيها
فقالت له ساندرا:
– لو حابب تريح قولي إحنا ممكن نكمل بعدين
نظر لها جيفارا وهو يبتسم على الرغم من الدموع التي ملأت عينيه وقال:
– لا عادي نكمل ..
فقالت ساندرا وفي عينيها فضولًا كبير:
– كنت بتتخيل وجود هنا صح؟
= لأ

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على : ( رواية جيفارا )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *