روايات

 رواية تناديه سيدي الفصل الرابع عشر 14 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل الرابع عشر 14 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي البارت الرابع عشر

 رواية تناديه سيدي الجزء الرابع عشر

تناديه سيدي
تناديه سيدي

رواية تناديه سيدي الحلقة الرابعة عشر

(فيلا بثينة هانم)
جلست غادة مع والدتها والتي كانت يبدو عليها الغضب والعصبية وهي تقول بصوت غاضب
– لا طبعا مستحيل انسى يا غادة.
– ليه بس يا مامي وفيها ايه.
– انت اتجننتي يابنت يعني ايه فيها ايه عايزاني ارمي نفسي على الناس اقولهم اعزمونا بالعافية.
– يا مامي ماقولتش كدة بقولك كلمي اونكل يوسف واتكلمي معاه شوية ولمحي بس انك وحشك جو المزرعة وكدة يعني وطبعا هو راجل ذوق وهيعزمك على طول.
– انسي مستحيل اعمل كدة مستحيل.
– يا مامي بلييييز دي هتبقى فرصة مش هعرف اعوضها تاني.
– وانا قولت لا.
(المزرعة)
وصلت السياراتان إلى المزرعة أخيرا بعد أن كان زيدان على وشك الاصابة بانهيار عصبي فهو لا يتحمل ضجيج الأطفال مطلقا نزل من السيارة وهو ممسكا برأسه التي اصابتها الصداع، بينما نزل حسام من سيارته وهو يضحك بشدة حيث أمضى الطريق في الضحك والمزاح مع الخالة نجاة وشمس التي ظهر عليها اثار المرح والسعادة يبدو أن رحلتها كانت سعيدة ومريحة. نظر إليها زيدان في غضب مكتوم ولكنه أخفى ذلك ونادى على أحد العاملين بالمزرعة قائلا:
– عرفة ياعرفة…
– حمد لله ع السلامة يا ألف مرحب نورتو المزرعة عاش من شافك يا زيدان باشا.
– شكرا يا عرفة الباشا الكبير فين؟
– في انتظار جنابك جوة.
– ازيك يا عرفة الغدا جاهز ولا هنتسوح؟
– يالف مرحب ياحسام بيه نورت الدنيا بحالها،
الغدا جاهز وتمام التمام.
– طب يلا بينا بقى أنا واقع من الجوع.
دلف زيدان وحسام والأطفال إلى الداخل وبقيت شمس ونجاة لإنزال الحقائب من السيارات وإدخالها إلى الفيلا بمساعدة عرفة الذي قال بحماس:
– منورة يا ست نجاة عاش من شافك عاملة ايه يا شمس يابنتي.
– بخير يعم عرفة ربنا يخليك.
– تعيش يا عرفة أنا بخير الحمد لله سعيدة مراتك عاملة ايه.
-بخير الحمد لله بتجهزلكم اوضكم اهو هتشرفونا قد ايه صحيح؟
– هنمشي الحد الصبح.
– بسرعة كدة ده زيدان باشا اديله خمس ست سنين مجاش المزرعة.
– ظروف بقى ياعرفة يلا بينا ندخل بقى احسن انا دايخة من مشوار العربية.
في الداخل كان يوسف في استقبال أحفاده فاتحا ذراعيه، فركض الأطفال إليه وهم يصرخون في مرح حتى آدم كان يحب الجد يوسف فهو رجل حنون ذو قلب طيب ويعشق الأطفال:
– وحشتني ياجدو.
– وانتِ كمان ياقلب جدو عامل ايه يا زياد يا حبيبي؟
– الحمد لله يا جدو.
– وانت يا آدم كبرت ياحبيبي ماشاء الله عليك، تعالو بقى نأكل الأول وترتاحو من السفر، وبكرة الصبح إن شاء الله هاخدكم تلعبو في الغيطان وتركبو الحمار وهتنبسطو اوي.
– جدو هو الحمار ده ابن الحصان؟
ضحك الجد وقال:
– لا يازينة الحصان ده حيوان والحمار حيوان تاني خالص بكرة هوريهملك ع الطبيعة.
– هو إحنا مش هييجي الدور علينا ولا ايه.
قالها حسام في مرح وهو يفتح ذراعيه باسما نظر إليه يوسف في ود وهو يقول:
– منور يا حسام يابني عامل إيه وازي حالك…
– أنا بخير ياعمي والله وميت من الجوع وحشني الأكل الفلاحي اللي بيرم العضم ده.
– الأكل جاهز يابني يلا بينا.
– مش لما تسلم على زيدان الأول ياحاج.
– وهو أنا حايشه مايجي يسلم.
ابتسم زيدان واحتضن والده بحب وهو يقول:
– وحشتني اوي يابابا.
– وانت كمان يابني ربنا مايحرمني منكم ياولاد.
– لا بقولكم إيه فككم من المأساويات دي أنا مش متعود اعيط ع معدة فاضية.
ضحك الجميع وتوجهو نحو طاولة الطعام وفي هذه الاثناء كانت شمس تعد حجرة الأطفال وترتب ملابس الأطفال وفراشهم والخالة نجاة ترتب ملابس زيدان في حجرته وبعد أن انتهيتا جائتهم (سعيدة) زوجة عرفة لتقول:
– يلا يا نجاة ياختي عشان تاكلو لقمة يلا يا شمس يا حبيبتي.
– حاضر ياخالتي سعيدة جايين معاكي أهو.
جلسو جميعا في المطبخ يتناولون الطعام الفلاحي الشهي وبينما هم مندمجون في تناول الطعام سمعوا صوت زامور سيارة مزعج يأتي من الخارج.
قال عرفة في تعجب:
– ياترى مين اللي جه الساعة دي، هروح اشوف مين؟!
في حجرة الطعام سمع الجميع أيضا صوت السيارة القادمة وتسائلوا من عساه يكون قد أتى في هذا الوقت، وما لبثوا أن سمعو صوت كعبا يدق الأرض في نعومة وصوت أنثوي يقول:
– واضح أن حماتي بتحبني زي ما بيقولوا…
هتف زيدان في حنق وهو يقول:
– غادة بتعملي ايه هنا؟
قاطعه والده قائلا:
– مايصحش كدة يازيدان، اتفضلي يا غادة يابنتي اتفضلي، اتغدي معانا ياسعيدة هاتي طبق لغادة هانم…
– خايفة أكون أزعجتكم ولا حاجة…
– لا طبعا يا بنتي ده بيتك تنوري في اي وقت، اقعدي اقعدي…
– ميرسي أوي يا اونكل أنا لقيتك وحشتني قولت ازورك واقعد معاك شوية ماكنتش اعرف ان زيدان والولاد هنا عاملين ايه يا حبايبي وحشتوني اوي…
لم يجيبها ايا منهما، واكتفيا بأن نظرا لها في غضب فهي تتعمد أن تتطفل عليهم في كل مكان يذهبان إليه، شعرت بالحرج فكل مرة تحاول أن تكسب ودهم تبوء بالفشل ولكنها لن تيأس أبدا.
أتى الليل بهدوءه وسكونه لا يقطع هذا الهدوء سوى صوت نقيق الضفادع و صوت صرصور الحقل، جلس زيدان وحسام في الشرفة يدخنان وهما يسترجعان ذكريات الطفولة والمراهقة كان حسام يتحدث ويثرثر بلا انقطاع وزيدان يستمع دون تعقيب حتى قال حسام:
– زيدان انت معايا.
– هه معلش يا حسام سرحت شوية.
– شايل هم العقربة الي فوق مش كده؟
– مش عارف ناوية على ايه كل ما اروح في حتة الاقيها جاية ورايا حاسس اني في كابوس نفسي افوق منه بقى.
– هتعدي يازيدان كل ده هيعدي صدقني.
كانت غادة تجلس في حجرتها تتحدث في الهاتف وتقول:
– مش كنتي جيتي معايا يا مامي الجو هنا تحفة.
– انت معندكيش دم وانا مش زيك انا مش متخيلة انك تروحي، عند الناس بكل بجاحة كدة من غير عزومة وكأنه بيت ابوكي.
– وأنت الصادقة بيت ابو جوزي.
– غادة سيبك من اللي في دماغك ده و ارجعي الصبح.
– مامي خلاص أنا قررت إني مش هخرج من المكان ده غير وأنا مرات زيدان السيوفي.
أتى الصباح وأشرقت الشمس، لتعطي أمل جديد لكل من يأس من حياته ولكل من ظن أن ليله لا نهار له أن هناك دوما أملا جديدا ونهارا جديد.
استيقظت زينة وهي تتثائب نظرت لوجه شمس النائم وقبلتها على وجنتها في حب فاستيقظت شمس بدورها وقالت لها بحنان:
– صباح الخير يا زوني نمتي كويس.
– الحمد لله بس جعانة اوي.
– حاضر ياحبيبتي يلا بس نتوضى ونصلي الاول وبعد كدة افطرك ياقلبي انت.
– انا بحبك قد السما يا شمس.
– وانا بموت فيكي يا قلب شمس.
استيقظ الجميع وتناولوا طعام الافطار ليبدأوا يومهم فالجد اصطحب الاحفاد لرحلة في الحقول…
أما زيدان وحسام فقد ذهبا لاصطبل الخيل لاستعادة ذكريات الطفولة قال حسام بحماس:
– ها يا زيدان باشا مستعد للخسارة…
– ده بعينك المرة الي فاتت سيبتهالك بمزاجي.
– قشطة اوي هنشوف بقى مين سابها لمين…
اعتلى كل منهما صهوة جواده، واستعدا للسباق وانطلقا الاثنان وكل منهم يحث جواده ليسرع أكثر فأكثر.
كانت غادة تراقب كل هذا من شرفة حجرتها فقد استيقظت متأخرة بعد أن كان قد غادر الجميع ارتدت ملابسها، وقد حرصت على أن ترتدي ملابس مثيرة تظهر مفاتنها. فقد ارتدت سروالا ضيقا من الجينز وكنزة صيفية بلا أكمام وقد تركت شعرها منسدلا على كتفيها ونزلت على السلم وهي تدق بكعبيها الرفيعين في خيلاء، وقد رأت شمس وهي تساعد نجاة وسعيدة في تنظيف المائدة بعد تناول الإفطار وقد وجدتها فرصة ذهبية لتنال منها وقفت أمامها وهي تنظر اليها مباشرة و قالت بصوت مرتفع ينضح بالكبرياء والغرور:
– انتِ يازفتة امشي اعمليلي نسكافيه بسرعة وهاتيلي الفطار بتاعي في التراس…
– بعد اذنك يا انسة غادة انا اسمي شمس مش زفتة…
– لا والله ماتيجي تعلميني الادب احسن…
– العفو يافندم بس بعد اذنك مابحبش حد يشتمني…
– وانت تطلعي ايه اصلا عشان تحبي ولا ماتحبيش امشي غوري نفذي الي قولتلك عليه…
توجهت شمس إلى المطبخ وقد تبعتها سعيدة ونجاة اللتان شاهدتا وسمعتا كل شئ، ارتمت شمس بأحضان نجاة وقد أجهشت بالبكاء ونجاة تربت على ظهرها بحنان وتواسيها قائلة :
ان الله سوف ينتقم منها و لن يتركها دون عقاب.
كانت غادة تتميز من الغيظ فتلك الخادمة دوما ما تتجرأ بالحديث معها إذن فهي من جلبته لنفسها فلا تلومن إلا نفسها وقد التمعت عيناها بالمكر فقد اوحت لها تلك المسكينة بفكرة ستجعلها سيدة هذا المنزل عما قريب…
في آذان الظهيرة عاد الجميع إلى المنزل فالجو حارا جدا ولا يمكن اللعب او التنزه في هذا القيظ وقد عاد الجميع للاستراحة وتناول الغداء.
بعد صلاة العصر عاد الجميع للهو واللعب فقد أصبح الجو لطيفا بعد ان انحسرت شمس الصيف القاسية كان هناك نسمة رقيقة داعبت الجميع وجعلتهم يستمتعون بالتنزه في هذا الجو المنعش الصافي البعيد عن زحام المدينة وتلوثها.
خرجت شمس تتمشى وحيدة وهي تستمتع بالطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة ذلك الجو الرائع قد بعث في نفسها السكون والراحة لم تكن تدري وهي تتمتع بنزهتها تلك أن هناك عينان يراقبانها عن بعد، كانت غادة قد توجهت حيث يقف زيدان وحسام وقالت في غنج:
– ممكن تعلمني ركوب الخيل يا زيدان؟!
– متأسف مبعرفش اعلم حد..
– زيدان ممكن نتكلم مع بعض شوية.
– طيب استأذن أنا بقى.
– خليك ياحسام مفيش حاجة سر بينا اللي عايزة تقوليه قوليه قدام حسام.
قالها وقد نظر إليه في تحد بادلته النظرة بأخرى غاضبة وقالت:
– أنا مش عارفة أنت بتعاملني وحش كدة ليه انا عملتلك ايه بس ليه بتاخدني بذنب اختي انا مش زيها خالص على فكرة حرام عليك كفاية تظلمني كدة بقى.
وفجأة وبدون سابق انذار اجهشت بالبكاء وانطلقت عائدة الى المنزل ليفاجئ زيدان بوالده يقف خلفه وقد شاهد وسمع كل شئء…
وقال له بلهجة لائمة:
– مايصحش كدة يا زيدان مهما كان دي خالة ولادك وضيفة ف بيتك واضح اني وانا بربيك نسيت اعلمك الذوق
تركه واستدار ليلحق بغادة ليعتذر لها عما بدر من زيدان.
أسدل الليل ستاره والتف الجميع حول طاولة العشاء وقد بالغت غادة في الاهتمام بالأطفال وبيوسف وهي تتظاهر باطعامهم والاهتمام بهم وقد استحسن يوسف ذلك كثيرا.
لاحظت غادة ذلك وقد شعرت أنها قد اقتربت من تحقيق هدفها ولكن بقي خطوة صغيرة ستمكنها من الحصول على زيدان والاستيلاء على كل شئ.
انتصف الليل وقد خلد الجميع للنوم ماعدا تلك الحية الرقطاء والتي كانت تستعد لتنفيذ مخططها الذي سيضمن لها ان تحصل على زيدان بعد صبر وطول انتظار…
كانت تحادث أحدهم على الهاتف وهي تقول
– خليك مستعد اول ما اتصل بيك واقولك تعالى تيجي على طول أوعى تتأخر…
– …
– اوك بااااي…
كان زيدان نائما عندما أتاه اتصال من مجهول يخبره أن لديه دليل على هوية الشخص مدبر حادث زوجته وسوف يعطيه ذلك الدليل، في مقابل مبلغ من المال وانه سوف يتصل به غدا ليخبره بتفاصيل اللقاء، وحذره في حال إبلاغ للشرطة فسوف يختفي ويختفي الدليل معه وقبل أن يعرف من المتصل كان قد أغلق الخط على وعد أن يتصل به غدا.
ترى من يكون هذا الغريب و ماذا ينتظر زيظان من مفاجآت في الغد ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *