روايات

رواية جيفارا الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا البارت الخامس

رواية جيفارا الجزء الخامس

جيفارا

رواية جيفارا الحلقة الخامسة

“لا تعطي اهتمامك إلا لمن يستحق، فهناك بشر لا يزيدهم الاهتمام إلا تكبراً.”
(تشي جيفارا)

الآن في مكتب د. ساندرا طبيبة الامراض النفسية
يجلس جيفارا بنفس الوضعيه
مائلًا بظهره إلى الوراء
ورأسه إلى سقف المكتب، هذه المره آخذ سيجارة من علبة الطبيبة دون أي استإذان
وبدأ ينفخ الدُخان في غضب واضح
نظرت له ساندرا بشفقة غير مُعلنه وهي تحاول أن تبتسم وتقول:
– طيب تعاله نغير الموضوع شوية وبعدين نكمل؟
= لا عادي .. ممكن نكمل ..
– مش عايزه اضغطك .. بسـ
= أنا تمام .. هكمل حكي

في منزل مُرتضى
– شكلك تعبان .. اجيبلك ماية؟
رفع جيفارا رأسه ببطء لينظر إليه وعينه ممتلئه بالدموع
فقال هنا والابتسامة على وجهه
– هاتيله كوباية مايه يا (هنا)
= هنا!!
رأى جيفارا هنا تتقدم أمامه ببطء ولا ترتسم أي ملامح على وجهها
تضع الماء أمامه دون أن تنظر إليه!
– هنا؟ هنا! أنتِ منتحرتيش!
ابتسم مُرتضى وهو يُتابع المشهد وامسك يد هنا
وسحبها إلى صدره وقال لها:
– شُكرًا يا حبيبتي على وقوفك جنبي طول السنين إللي فاتت .. وإنك معترضيش على جوازي تاني، وعارفه كويس أن جوازي للمره الرابعه! مايمنعش إني بحبك .. أنتي عارفه طبيعتي
ابتسمت هنا وقبلته على جبينه وهمت بالرحيل
نظر مُترضى بعدها إلى جيفارا المُلقى على الأرض وقال له:
– سوري أني دخلتك في الحوارات العائلية دي .. بس أنت إللي ضيف سخيف بصراحة وجاي من غير ميعاد
لم يتحدث جيفارا

فقط نظرة الذهول على وجهة وهو لا يقوى على فعل أي شيء
أكمل مُرتضى حديثه وقال:
– أنا ممكن اقتلك دلوقتي، وأنت عارف كويس إني اقدر اعملها وأدفنك في أي مكان .. لكن أنا مش هعمل كده .. أنا قتلتك بالفعل دلوقتي، قتلتك وأنت شايف حُب عُمرك في حضني .. وهقتلك أكتر لما تعرف أن (هنا) جت من 3 سنين وهي إللي طلبت مني الجواز! وعلى فكرة أنا معرفتش قصة حُبك أنت وهنا من حبيبة لا .. هنا إللي حكيتلي من أول جوازنا عشان متبقاش بتخوني .. البت بنت أصول بصحيح! عشان كده عاجبني اختياراتك يا جيفارا .. أنا هسيبك تمشي المره دي .. لكن لو شُفتك في أي حتى مره تانيه! صدقني هقتلك في نُص الشارع ومش هيهمني ..
نادى مُرتضى أحد الحراس وقال:
– ابعت حد ياخده يرميه برا، وأي حد يشوفه تاني في الشارع يضربه بالنار من غير أوامر ..
خرج جيفارا من منزل مُرتضى مدفوعًا بأيدي الحُراس
نظر إلى المنزل من على بُعد امتار والحراس يتوعدون له ويوجهون السلاح إلى وجهة
نظر جيفارا إلى المشهد الهزلي من وجهة نظرة وهو يتذكر كلمات (تشي جيفارا) الثوري العظيم الذي سُمي على اسمه وهو يقول:
(لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أنه هنالك شيء يعيش من أجله إلا اذا كان مستعدا للموت في سبيله)
فكر قليلًا
ثم ابتسم للحراس وهم بالرحيل اتجاه سيارته
وركب سيارته ومشي هذه المرة بِبُطء شديد
ماذا يفعل وقد تخلى عنه جميع من أحبهم؟

الآن – في مكتب د. ساندرا
قاطعته ساندرا وقالت:
– بعديها روحت تاني عشان تقتله واتقبض عليك وجيت هنا؟ بس أنا مش فاهمه ليه يتم إيداعك في مُستشفى أمراض نفسيه؟ أنا مش شايفه إنك مريض أبدًا!
ابتسم جيفارا ورفع رأسه ونظر إلى أعين ساندرا مُباشرة وقال:
– عشان أشوفك
تعجبت ساندرا من مُغازلته تلك في وسط كُل هذه الأشياء المُحزنه التي يحكيها وقالت:
– أنا بتكلم بجد
= وأنا كمان بتكلم بجد!
نظرت ساندرا إلى جيفارا نظرة شك وهي تقول في نفسها ها هي بدأت أعراض مرضه النفسي تظهر أمامي
ولكن ابتسامة جيفارا كانت تحمل شيئًا خلفها
قال جيفارا:
– هو حضرتك مسألتيش نفسك هو أنا إزاي عرفت إنك مشوشه حاليًا؟ وعند مشاكل نفسيه .. زي ما أنا رسمت ووضحت وقولتلك لما اديتك الرسمة إللي رسمتهالك؟

 كُنت هسألك بس استنيتك تخلص حكي
– ده وقتها .. إني احكي عنك أنتي دلوقتي، لكن الأول هستأذنك في حاجه .. أنا بقالي فترة هنا ومش بسمع مزيكا، ممكن تشغليلي أغنية من على تليفونك؟
قالت ساندرا والتعجب والقلق يغزوان وجهها:
– أوكى طبعًا، تحب تسمع ايه؟
= اشرار .. أغنية اشرار لـ جدل .. نسمعها سوا ونركز في الكلمات وبعدين اكمل حكي
بدأت ساندرا تقلق أكثر من لهجته التي أصبحت أكثر عدوانيه
ونبرته التي أصبحت أكثر حدة وقالت:
– حاضر

وقامت بتشغيل الأغنية

(لمّا صحيت
حضرت أخبار
قلت معها حق الناس تحتار
رجعت غفيت
وحلمت انّي
عم بقتل في كل الأشرار
تقتلنيش
تقتلهمش
وتقتلش حالك بالنص
سيبني أعيش بين الناس
مش همه فوق واحنا تحت
يا بتنساني يا بنساك
يا بتخلي الناس تهواك
غنّيلي
احتويني

بتنسى كلشي وبتعمل ثأر
حرب بالشرق
وحرب بالغرب
ودم البلنص هو البنكب
انت الجاني
وانت القاضي
وانت المجني عليه كمان
يا بتنساني يا بنساك
يا بتخلي الناس تهواك)

انتهت الأغنية وابتسم جيفارا وقال:
– عظيم .. عظيم! دلوقتي نبدأ الجُزء المُهم
نهض جيفارا من على الكُرسي في وسط قلق وترقب من ساندرا ونادى بأعلى صوته (عبرحيييييييييم)
جاء المُمرض العجوز إلى غرفة المكتب وهو يَجُر (أسطوانة غاز)
ويضعا داخل المكتب
وسط تعجب أكبر من ساندرا التي تقول:
– في ايه يا عبدالرحيم؟ ايه إللي بيحصل هنا؟
ثم نظرت إلى جيفارا وقالت:
– أنت عرفت عبدالرحيم منين أصلًا!!
فتح جيفارا اسطوانة الغاز وأغلق جميع الأبواب والشبابيك
نظر إلى عبد الرحيم وقال:
– مهما حصل متفتحش من برا قبل ساعتين!
= حاضر ياباشا

ثم نظر جيفارا إلى ساندرا وقال:
– متخافيش .. كُلها 21 دقيقة تقريبًا وهنموت أنا وأنتي ونخلص من العالم الكئيب ده!!
ظلت ساندرا تُنادي على أي شخصًا ليُساعدها من الخارج
ولكن لا مُجيب
قال جيفارا وهو يضحك:
– يا فندم بلاش توتر ونرفزه .. ده هيخلص الأكسجين اسرع! .. وبعدين محدش هيرد عليكي .. انا اديتهم تعليمات أن محدش يرد
= وأنت تديهم تعليمات بصفتك ايه إن شاء الله!!
– بصفتي صاحب المُستشفى!
= نعم؟ دي مُستشفى جوزي يا جيــ

– كانت .. كانت مُستشفى جوزك، دلوقتي هي ملكي .. جوزك رجل فاسد .. كان شاري المُستشفى دي وكانت أول تعامل بين مستشفى خاصة والحكومة المصرية في الأمراض النفسية والعقلية .. دي المُستشفى إللي لما جوزك كان يحب يخلص من حد .. يُحطه فيها .. ويعلن من خلالها أن الشخص ده مريض نفسي ويخلص منه .. أو يلفقله تُهمه .. ويثبت عدم مرضه النفسي ويعدمه .. المُستشفى دي كانت فاسده وأنا جيت هنا عشان اطهرها!
نظر جيفارا إلى أعين ساندرا وقال:
– أنا كُل إللي حكيتهولك .. كُله حقيقة .. لكن كذبت عليكي في شيء واحد بس وهو اسم الشخص إللي أذاني
نظرت ساندرا إلى جيفارا وهي تُخمن ما سيقوله، فأكمل جيفارا وقال:
– مسمهوش مُرتضى .. اسمه أحمد السويفي! .. جوزك!
ظهر الذُعر على ساندرا وقالت وهي تترجف:
– بس أنا ماليش ذنب في شيء
فابتسم جيفارا وقال:
– وجاي هنا عشان انتقم منه .. من خلالك.

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على : ( رواية جيفارا )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *