روايات

رواية جيفارا الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية جيفارا البارت السادس

رواية جيفارا الجزء السادس

جيفارا

رواية جيفارا الحلقة السادسة

نظرت ساندرا إلى جيفارا وهي تُخمن ما سيقوله، فأكمل جيفارا وقال:
– مسمهوش مُرتضى .. اسمه أحمد السويفي! .. جوزك!
ظهر الذُعر على ساندرا وقالت وهي تترجف:
– بس أنا ماليش ذنب في شيء
فابتسم جيفارا وقال:
– وجاي هنا عشان انتقم منه .. من خلالك.
= أنا ذنبي ايه!! .. أنا أصلًا عايزه أطلق! والله ما ذنبي! وبعدين أنا حقيقي مش فاهمه حاجه!
ابتسم جيفارا وقال:
– مش عايزك تعتقدي أبدًا ولو بنسبة 1% إني ممكن اتسبب في أذيتك! .. متخافيش، أنا هحكيلك من البداية! والمره دي من غير أي تغير في الأسماء

قبل ثلاثة سنوات – في فيلا جيفارا
على إحدى الأرائك يجلس جيفارا ساندًا ظهره إلى الوراء وتاركًا رأسه تتمايل مع الموسيقى، موسيقى فرقة (Kaleo) وأغنية (Way Down We Go) التي يعشقها والتي تُذكره دائمًا بأن كُل شيئًا سينتهي وأن عليه أن يترك بصمه في هذا العالم قبل أن نذهب جميعًا إلى الجحيم!
طرقت (هنا) على الباب ثم دخلت دون أن يسمح لها بالدخول، قال لها وهو يبتسم:
– دايمًا بتقتحمي المكان كده، من غير إذن؟ عيلة غبيه!
ضحكت هنا وحاولت أن تُلملم شعرها الكيرلي المُتطاير بفعل الهواء (ديسمبر) الذي يأتي من الشبابيك بقوة وقالت:
– ما أدخل براحتي يا عم هو أنا أنت غريب!
= افرضي قالع ولا حاجه!
– وماله! .. خايف أوي على الـ 3 سنتي إللي مخبيهم؟ اتوكس!
ضحك جيفارا وأندهش على طريقتها في الكلام التي أصبحت (سوقيه) نوعًا ما وقال:
– اتعلمتي إللي طلبته منك بسرعة .. عاش
وقبل أن تَرُد هنا

دخلت (حبيبة) إلى الغرفة دون مُقدمات هي الأخرى وهي تقول:
– ساموعليقووووو
كانت ترتدي حبيبة (آيس كاب) لتترك شعرها الطويل ينساب من الجانبين في منظر يُحبه جيفارا جدًا ويطلبه منها دائمًا
قال جيفارا وهو يضحك:
– يا بنتي أنتي وهي هو أنتوا مكانش عندكوا بيبان في بيوتكوا! .. ده أنتوا عمركوا ما خبطتوا
قالت حبيبة وهي تضحك:
– ما أنا قولت أعمل مداهمة عشان لو بتعمل حاجه كده ولا كده أقفشكم
ضحك الجميع ونهض جيفارا وقال:
– طيب .. هنبدأ الجد
ثم ازاء الستار عن رسمة رسمها هو بنفسه وقال للفتيات:
– الراجل ده اسمه أحمد السويفي .. مستشار سابق ورجل اعمال فاسد، ومؤذي .. ممكن ينهي مُستقبل حد لو قاله صباح الخير بطريقة معجبتهوش
قالت هنا:
– طيب وده هنعمله ايه؟

= أنا عايز الراجل ده يبقى على الحديده؟ نظهر قضايا الفساد بتاعته .. ونحصل على أملاكه ونوزعها!
نظرت حبيبة إلى هنا وبعدها قالت:
– جيفارا أنت بتتكلم بجد؟ هو أنت لما قُلت عايزنا نعمل خير ونثور على الفساد والكلام ده .. أنا كنت فاكراك هتتنتجلنا فيلم! لكن متخيلتش أبدًا أنك عايزنا نبقى روبن هود يعني .. إعقل! ولا أنت عشان اسمك جيفارا خلاص لازم تبقى ثورجي يعني؟
لم يُضايق جيفارا أسلوب حبيبة المُندفع فقد اعتاده منذ فترة ولكنه بدأ الحديث بكلمات كنت جهزها من قبل وقال:
– أنا وحيد .. من صغري وأنا وحيد وأنتوا كمان كذلك .. اتعرفنا على بعض في قهاوي وسط البلد .. كل واحد فينا كان لوحده ومش لاقي إللي يفهمه أنا لو مُت .. محدش هيزعل عليا وأنتي لو مُتي محدش هيزعل عليكي وهنا لو ماتت محدش هيزعل عليها .. عارفه ليه؟ لأننا حرفيًا لوحدنا! .. حرفيًا مش مؤثرين في حياة حد، ولا ليكي إبن هيزعل عليكي ولا أب هتفرقي معاه ولا أخ بتقوليله كلمة حلوه هيحزن على فراقك! .. يعني بإختصار معندناش إللي نبكي عليه! لما نعمل حاجه عبارة عن تحدي مُمتع وبالتحدي ده تقدري تتخلصي من حد فاسد .. وبفلوسه تأثري بشكل إيجابي في حياة مئات الأشخاص أو ألاف .. يبقى ليه نُرفض .. الفكرة ممكن تكون سينمائية أو مجنونه بس صدقيني .. هتكون ممتعه والأهم من ده .. هنلاقي حد يدعيلنا لما نموت

صمت قليلًا ليُتابع ردات فعلهن وبعدها أكمل وقال:
– وبعدين هنخاف من ايه؟ هنخاف نموت مثلًا طيب ما هنا أكتر حاجه بتقولها في حياتها إنها عايزه تنتحر، وأنتي يا حبيبة كل يوم تقريبًا بتقولي إحنا عايشين ليه.. أديني بقولك اهوه إحنا عايشين عشان نغير حياة ناس غيرنا .. نخليهم أفضل! أنتي بتمن علبة السجاير إللي بتشربيها دي، ممكن تأكلي 4 أفراد مش عارفين ياكلوا .. تخيلي بقى واحد قذر زي السويفي .. ثروته والملايين إللي بيسرقها من الغلابة دي لما ترجعلهم هتخلي حياتهم عاملة ازاي! .. مُستشفى زي بتاعته دي .. لو راحت لحد يستاهلها هتبقى عامله ازاي؟
قالت (هنا) بصوتٍ مُخفض:
– بس ده مش دورنا!
فقال جيفارا:
– وأنتي ايه دورك في الحياة؟ خلينا ندي لنفسنا الأدوار إللي نستحقها
قالت حبيبة وهي بعد تفكير:
– لو أنت هتعمل كده، فأنا معاك .. وأنا ليا مين غيرك أشارك معاه الخرا إللي بيعمله
ابتسم جيفارا فقالت (هنا):
– هو أنا يعني إللي هعترض لوحدي؟ معاكم!

الآن – في مكتب د. ساندرا
اتسعت عين ساندرا في دهشة مما تسمع وقالت:
– وبعدين رسمتوا خطة وعملتوا كل إللي أنت حكيته من شوية مع أحمد السويفي جوزي (مش مُرتضى) يعني لما (هنا) راحت تشتغل عند أحمد في المصنع بتاعه وقصة الفقر والكلام ده كله كان تمثيليه؟
= بالظبط كده
– طيب وحوار الفيلا والملاكمة ده؟ إزاي خليته يجيلك؟
= بعتله دعوة، وكواحد جشع ومقامر زي جوزك عمره ما هيفوت فرصة رهانات زي دي وبالفعل جه! وخناقتي مع حبيبة وقصة الكورونا وأنه تروح تحكيله كل حاجه كل ده كان مُتفق عليه .. بس فِكرة جوازهم هي إللي كانت مفاجأة بالنسبالي .. بس برضه كُنت عامل حسابي ومخلي واحدة عملت دور مامتها تحسبًا لأي ظرف .. وأهوه حصل وكانت نقطة إيجابية جدًا
– طيب وده كله استفدت بيه ايه؟
= من يوم جواز هنا بجوزك والورق إللي مضى عليه مع المأذون .. كل ورقة كان بيمضيها كانت تنازل على حاجه من أملاكه لأسمي .. ومنها كانت المُستشفى دي .. عشان كده عرفت استدعيكي بالاسم .. عشان تبقي المسئولة عن حالتي .. وزورت الملف بتاعي إللي في إيدك ده، هنا فضلت متجوزه جوزك 3 سنين .. وبتخليه يتنازل يوم ورا التاني وهو مش حاسس بحاجه .. بدون إعلان فضل مُدير صوري لشركاته وحاجاته .. وصلت لكل أوراق صفقاته القذرة .. وعشان كده الدُنيا مقلوبه عليه دلوقتي.

ابتسمت ساندرا من هول ما تسمع وقالت:
– بس أنت إزاي عرفت أنه هيتجوز هنا؟ ما كان ممكن بعد ما تشتغل عنده وكل الخطة دي تفشل وميتجوزهاش!
= كنت دارس ومحلل شخصيته .. وعارف كويس هو بيحب ايه .. انا متابعه من زمان جدًا .. والواضح كده إني نجحت
قالها وابتسم، وابتسمت ساندرا وقالت:
– طيب أنا مطلوب مني ايه؟
= مطلوب منك، إنك تقري الملفات إللي في تالت دُرج على يمين مكتبك .. دي حياة أشخاص اتدمرت بسبب جوزك، عايزك تطالبي بحقوقك بعد ما تطلقي منه! أنا عارف إنك بتكرهيه ورافعه خُلع وكنتي متوقعه أن قضيتك هتفشل .. بس أنا ساعدتك فيها من تحت لتحت .. وإللي بطلبه منك أنك تطالبي بحقوقك ومتتنازليش على حاجه .. أنا حاليًا مخليه على الحديده ومعنى مطالبتك بحقوقك دي .. انه هيتسجن!
ابتسمت ساندرا مره أخرى وهي مُندهشه وتقول:
– أنا حقيقي مش مستوعبه كُل إللي أنت عملته ده
ضحك جيفارا وقال:
– أستوعبي .. وأتمنى الرسمة تكون عجبتك

قالها وهو يُشير إلى الرسمة التي رسمها لها
وبعدها قال:
– أنا سعيد جدًا بمعرفتك يا د. ساندرا
ونظر إلى علبة سجائرها وآخذها وقال:
– أنا هاخد دي بقى .. وبطليها .. مُضره على فكرة
وابتسم لها فضحكت ثم أخرج المُفتاح وقال:
– يلا نمشي بقى .. وأشار إلى (أسطوانة الغاز) وقال:
– ع فكرة دي أمبوبة أكسجين.

بعد أيام في فيلا جيفارا
كعادته كان جالسًا على الأريكة يستمع إلى الموسيقى وينتظر حضور (هنا – حبيبة)
وبعد مجئيهم ودخولهم إلى غرفته دون استئذان كالعادة، فضحك جيفارا عند رؤيتهم وقال:
– بذمتكم في دُرتين قمرات مع بعض كده
ضحك الجميع وقالت (هنا) :
– 3 سنين من عُمري ضاعوا يا مُفتري .. بس والله لما شفت فرحة الناس إللي كُنا بنوزع عليهم أكل في الشارع نسيت كُل حاجه .. وحوار تحويل المُستشفى لكشوفات مجانية من أرباح المصنع وتوزيع باقي أرباحه على الفقراء ده .. بجد هايل
قالت حبيبة:
– أظن أن دي كانت أفضل حاجه عملتها في حياتي .. على الرغم من إني فعلًا مكنتش متخيله إني هخرج منها سليمة
ابتسم جيفارا وقال:
– أنا فعلًا فخور بيكم وبيا جدًا، بس المُهم دلوقتي .. هو إحنا هنكمل؟ ولا كفاية كده!
قالت هنا:
– عن نفسي هكمل .. أنا مش هخسر حاجه أبدًا بالعكس
وقالت حبيبة:
– وأنا كمان زيها

فابتسم جيفارا وذهب إلى رسمته المُغطاه وقال:
– كُنت متوقع ده
وزاح الستار على الرسمة وقال:
– دي الشخصية الجديدة، اسمه (عمرو رمزي) كاتب روائي متوسط الشهرة ونصاب مُحترف هو وعيلته عاملين عصابة، وناصبين على نُص البلد تقريبًا .. ومحدش قادر عليهم .. بس أنا عرفت ازاي هوقعهم
قالت حبيبة:
– انا عرفاه ع فكرة .. قريتله كام حاجه وقعدت معاه مره أو مرتين تقريبًا!
وقالت هنا:
– أنا كمان سمعت عنه .. إنسان لطيف عمري ما تخيلت أنه نصاب!
ابتسم جيفارا وقال:
– مش بس نصاب .. ده كمان قاتل .. ومن فُجره .. بيكتب عمليات النصب بتاعته وبينشرها سوا بنفسه أو بواسطة كاتب تاني صاحبه .. أظن اسمه أحمد حسن .. أو أحمد سمير حسن! وطبعًا لو حد اتكلم .. هيقول ده خيال!
قالت هنا:
– طيب هنعمل ايه وهنبدأ امتى؟
= هنبدأ قريب .. بس خلينا ناخد راحة من العملية إللي فاتت لإني فعلًا تعبت
قالها وقام بتشغيل الموسيقى وسحبهم من إيديهم ليرقصوا معًا مُحتفلين بسقوط (أولى ضحاياهم)

النهاية.

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على : ( رواية جيفارا )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *