روايات

رواية لهيب الهوى الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى البارت الرابع والعشرون

رواية لهيب الهوى الجزء الرابع والعشرون

لهيب الهوي
لهيب الهوي

رواية لهيب الهوى الحلقة الرابعة والعشرون

مر أسبوعان وهي تقطن بذلك المكان الأقرب لقلبها ، ذلك المرسم الذي اشتراه لها اندهشت في بادئ الأمر من تركه لها هكذا دون أيه ضغوطات ، تشعر بالخذلان لتركه هكذا دون أدنى اهتمام
لما رائحته بكل مكان من حولها ، لقد وفر لها خادمتين لتكونا تحت إمرتها لكنها قبلتهم على أمل أن تراه .. لقد أغضبها بشدة ذلك الإهمال !! هو إلى الآن لم يبريء نفسه من قتل أبويها…. !! ماذا يظن نفسه ذلك الأحمق !! هل يتركها هكذا ، لقد داومت على ذهابها إلى الشركات بالرغم من إعيائها الشديد بتلك الفترة ، لكنه أصبح لا يمر أيضا إلى هناك … وذلك المحامي الذي اختفى بسفر مفاجئ … تشعر أن كل شيء مدبر له من حولها ، أحيانا تأكلها الظنون … تروادها الأفكار أن تلك الأفعى استطاعت أن تأخذه إليها ، فهي تركت لهم القصر بأكمله … لما لا !! لكن هي تثق به … تحاول أن تقنع نفسها أن تلك الأفعى أمامه منذ زمن .. لما تعجبه الآن !! ….
انتابها ذلك الدوار مجددا لتتكيء إلى الوسادات من خلفها ثم رفعت جسدها تفترش الأريكة الصغيرة ممسكة بهاتفها تعبث به بحزن .. لما لم يحاول محادثتها !! هل تركها هين هكذا إليه !! لماذا يحدث لها ذلك !! تأففت بغضب تلقي بالهاتف بعيدا وهي تصيح :
-أحسن أنا أصلا مش عايزة أسمع صوته ده !!! فاكر نفسه مين !!!!! يوم أجازة ومش مكلف نفسه يشوف حتى ولاد أخوه !! بس ولادي ولادي !!!
على الجهة الأخرى ارتفعت ضحكاته حين وجدها على تلك الحالة من أجله .. هو كان يعلم جيدا أنها لن تهرب بعيداا عن ذلك المكان … أخفض ضحكاته حين استمع إلى أخيه يقول:
-انت ليه مش عاوزها تعرف إنك كل يوم هناك !! ليه أصلا مش بتروحلها وهي صاحية !!
اعتدل بكرسيه يضع هاتفه جانبا ليتمكن من رؤيتها وهي تغط بنومها فوق تلك الأريكة ثم تنهد يغرس أصابعه بخصلاته الحريرية قائلا بهدوء :
-رنيم خسرت كل اللي حواليها ياسيف .. تصرفاتها هتبقى متهورة … هي كده بعيدة عن كل المشاكل وعن عمك ومراته والقذرة بنته … وفي نفس الوقت هي كده حاسة إنها حرة وبتدور على حق أهلها .. !!
عقد سيف حاجبيه ثم قال بحزن :
-بس هي فاهمة إنك انت اللي ….. آآآ احم يعني عربيتك كانت هناك بس يعني انك كنت هناك بسبب مكالمه ابوها ..!
قاطعه أيهم بهدوء يردد:
-سيف رنيم مش هتستحمل كل التفاصيل دي … لما أخلص من كل القرف ده هقعد معاها و أفهمها … ودلوقت أنا لازم ألبي طلب الأميرة بتاعتي و أشوفها !!
ابتسم “سيف” ثم وقف يقول :
-دلوقت ده حتى لسه الليل مجاش عشان تدخل من وراها … صحيح هي إزاي مش بتحس بيك ؟!
ابتسم بهدوء وقال وهو يعدل ملابسه ملتقطا أغراضه ..
-لما تكبر هبقى أقولك !!
ثم انطلق إليها …..
-***-

 

 

أفاقت على صوت ضحكات الصغيرين بالقرب منها .. ابتسمت وكادت تذهب مرة أخرى بنوم عميق لكن صوته الذي شق أذنيها أدهشها !! هل هو هنااا !!! اعتدلت على الفور ثم نظرت إلى ملابسها التي كانت عباره عن شورت قصير يظهر سيقانها البضة الملفوفة وتيشيرت بحمالات رفيعة كشف عن ذراعيها وبدايه صدرها بسخاء !! ابتلعت رمقها بتوتر ثم اتجهت إلى مكان جلوسهم تنظر إليهم بصمت … كادت أن تستدير و تهرب إلى غرفتها لكنه صاح بصوت مرتفع:
-أيه مش هتسلمي عليا يارنيم !!
تبا له !! تبا إلى صوته الرجولي وضحكاته التي بعثرتها إلى أشلاء الآن !! تبا لها ولفضولها ما بها إن جلست بغرفتها بعيدا إلى أن يزيل شوقه بالطفلين ويذهب … لم تتهور هكذا بأفعالها … حسنا هي اشتاقت وبشدة إليه … لكنه لم يشتاق ولو لمرة … لتضرب كلمته بعقلها … وهل يشتاق إلى الجنون !!!!
عقدت حاجبيها بغضب وهي تستدير لكنه قطع حبل أفكارها حين اقترب منها بتلك الطريقة المهلكة !! حيث همس أمام شفتيها وهو يمسك ذراعيها حتي لا تغادر..
-أنا بقى عااوز !!
لم تستوعب ما يعنيه وظلت تحدق به بأعين متسعة لتتشابك مع رماديتيه بحديث صامت نداء قلبيهما الذي يعجز كلا منهم عن تلبيته لقد اشتاقا وبشدة .. هو لم ير تلك الأعين الصافية منذ أسبوعين لم يرها عن قرب هكذا .. وهي لم تره بأكمله !! هل يكون فراقها لمدة صغيرة بذلك السوء!! … وزعت أنظارها على تفاصيل وجهه الوسيم وجسده العضلي .. منذ مدة لم تره بتلك الملابس الشبابية… ماهذا !! ربُاه هل تزداد وسامته أم ماذا !! ابتلعت رمقها وهي تراه يقترب ..و يقترب… برأسه .. هي اشتاقت لتلك الشفتين الماهرتين بفنون العشق لطالما بثها عشقه منهما…
كاد أن يلتهمها تلك الفاتنة التي بات عشقها يسري بعروقه …. بل بشريانه النابض … مايريده الآن قبلة لتهدأ جميع مشاعره الجياشة نحوها … قبلة واحدة من تلك الشفتين النديتين ولن يطالبها بشيء آخر راقب حركة شفتيها وهي تهمس برقة :
-عاوز أيه !!
ها قد بدأ عقله يسيطر على جميع حواسه ناهيا إياه عن ما كاد يفعله … إن فعلها لكانت طالبته بحقيقة مايحدث من حولها … عاد إلى الخلف وهو يسحب من خلفها هاتفه الذي كان على يد الكرسي حتى لا تندهش لقربه … وقال وهو يجلي حنجرته ….
-عاوز قهوة !!
صعقهاااا !!! هل يمازحهااااا!!!! قهوة !!!!!
بالطبع هو محق ماذا تنتظر منه وهو يراها بتلك الحالة الولهة به !!! لقد كادت تصرخ باشتياقها وهو يطلب قهوة !!! استغرق الأمر لحظات لتستوعب أنه يلعب بها ليس إلا ….. دارت على عقبيها تنفذ مطلبه وهي تسبه بجميع ماتعلم وما لا تعلم من ألفاظ …. تشعر كبريائها يتحطم !! كيف له أن يفعل ذلك … أنهت إعداد قهوته وهي شاردة بأفعاله من له حق باتخاذ مواقف !!! من هو ليفعل ذلك هو نسي نفسه !! حسناا !! بدأ الدوار يداهمها الآن … جلست لحظاات ثم وقفت وهي تشعر أنها تتآكل من فعلته … حملت الفنجان واتجهت إليه … وهي تفكر فعليا بسكب محتواه فوقه عله يشعر بنيرانها … لكنها وضعته فوق المنضدة الصغيرة ثم اتجهت من فورها إلى غرفتها تصفع الباب بغضب ليمسك هو الفنجان بحزن مستنشقا رائحته ثم شرع يتلذذ به وهو يداعب الصغيرين حتى غفوا … وهو شارد بحالتهما …
يكاد يُجزم أن تلك ألذ قهوة تذوقها بحياته …. وقف يحمل الصغيرة التي نامت بأحضانه وهو يقبل خصلاتها التي شابهت خصلات أمها برفق متجها بها إلى تلك الغرفة التي صفعت بابها بوجهه .. سيطر على ابتسامته حين شعر بمدى اشتياقها إليه وهو يهمس لنفسه :
-هانت يارنيم … كلها أياام !!!
ثم طرق الباب بهدوء ليصله صوتها تسمح له بالدخول ظنا أنه خادمة !! …
فتح الباب واتجه إلى الداخل عاقدا حاجبيه من صوتها الخافت لكن سرعان ما فهم أنها بالحمام الخاص بالغرفة .. طرق أعلى الباب بهدوء على عكس ما يشعر به الآن …. تردد للحظات لكنه يريد سماع صوتها فقط … وياليته لم يفعل …. حيث قال بصوته الرجولي العميق :
-رنيم أنا همشي !! محتاجة حاجة !!
لتتسع أعينه حين سمع إليها تقول:
-لحظاااااا!!
انقطعت كلماته واستمع إلى صرختها المرتفعة تصم أذنيه ، ارتعب وفتح الباب مسرعا وهو يشعر بنبضات قلبه تتصارع … ليجدها فوق الأرضية بتلك الفوطه الصغيره حوله جسدها بالقرب من كابينة الاستحمام فاقدة لوعيها !!!!!!!!!! والدماء من حولها !!إنه أرعب مشهد رآه بحياته !!! حملها مسرعا وانطلق بها إلى سيارته وهو يصيح برئيس الحرس الذي يضعه على مقربة منها دائما…..
– الولاد جوا … لو شعرة منهم اتأذت اعتبر نفسك ميت !!!
أومأ له على الفور وهو يفتح له الباب لينطلق مسرعا بعدها ومن حسن الحظ أن المشفى لم تكن بعيدة عنهما !!!
وقف بالخارج وقلبه يكاد يتوقف أدمعت عيناه ومنظرها لم يغب عن باله !! لتكون سالمة ولن يبعدها عن أحضانه مهما كلفه الأمر !!!
خرج الطبيب وملامح وجهه هادئة يحادثه قائلا :
– الحمدلله الجرح اللي ف راسها كان صغير ومأثرش علي أي وظائف لعقلها … وقدرنا نوقف النزيف ونلحق البيبي !! حمدلله على سلامتها !!
كاد أن ينصرف لكنه أوقفه هامسا ..
– بيبي!! هي رنيم حامل !!!

 

 

اتسعت أعين الطبيب باندهاش وقال:
-أيوه وأكيد الأم عارفة بده البيبي في شهره التالت !!
لا يعلم ماهية ذلك الشعور داخله .. هل خبأت حملها عنه !! هل أرعبها منه لتلك الدرجة !! لكن لحظة … هي تحمل قطعة منه داخلهاااا الآن !!!!! رباااااه … لما تتعقد الأمور هكذااا !! كيف تتحمل كل تلك الأعباء بمفردها بل وتظنه تاركا لها !! هل نعتها بالجنون لينفذ خطته … وهي تحمل طفله بأحشائها !!!! هل جعلها تقاسي هكذا !! غرس يده بخصلاته غاضبا جاذبا خصلاته إلى الخلف … استغرق استعادته لاتزانه العقلي لحظات … ليدلف إليها وجدها استعادت وعيها تجلس بهدوء وقد جمعت خصلاتها أعلى كتفها وجهها أصابه الشحوب … تبدو حزينة للغاية … اتجه إليها يجلس أعلى الفراش بجانبها لتبتعد قليلا وهي تشيح بنظراتها عنه … واضعة يدها أعلى بطنها !!
حدق بيدها الصغيرة التي وضعتها أعلى بطنها بابتسامة هادئة ثم هبط برأسه يضع قبلة هادئة فوق يدها ثم أبعد يدها قليلا واضعا قبلته أعلى باطنها برفق ….
ارتعش بدنها مقشعرا من فعلته عاجزة عن وصف ذلك الشعور بالأمان !!! معرفته بوجود طفله داخلها جميل لكن سييء بالوقت ذاته … همس بشيء لطفله لم تستطع تبين الكلمات لكنها لا تريد محادثته هي كادت تفقد طفلها من لهفتها الغبية عليه … !!!!
اعتدل مقتربا منها يعدل خصلاتها برفق هامسا لها :
-كنتي هتقوليلي إمتي !!
عقدت حاجبيها وكادت أن تصمت لكن لا !!! غضبت وصاحت به حتى لا يستغل صمتها :
-مكنتش هقولك !! ابني كان هيروح مني بسببك !!
اتسعت أعينه بصدمة من اتهامها له ليقول مشيرا إلى نفسه:
– أناااااا !!
أغضبها أنه لا يشعر نفسه مذنب لتقول:
-أيوه طبعا أنا دخلت آخد الشاور بسببك …. وانت بمنتهي البرود جاي تقولي أنا ماااشي عاوزة حاجة !!
نطقت بجملتها الأخيرة مقلدة إياه ثم أكملت:
– عصبتني طبعااا وكنت خارجة أتخانق فيكككك بس اتزحلقت وملحقتش !!!
أخفى بسمته من عفويتها وهمس لها وهو يهز رأسه بالإيجاب قائلا بسخرية :
-آه ملحقتيش وبتعوضيها أهوه … عشان مبقاش خليت في نفسك حاجة !!
انفجرت باكية تحت أعينه المندهشة منها للغاية وهي تقول وسط شهقاتها :
– انت بتتريق أنا كنت هموتتتت !!!
اتسعت أعينه مما قالت …!!! ليجذبها إلى أحضانه محاولا تهدئتها وهو يقول مهاودا إياها:
– خلاص خلاص أنا آسف أنا السبب فعلاا !! كان المفروض استنى لما تخرجي !!
أرضتها تلك الكلمات لتهدأ قليلا بالفعل … ها هي داخل أحضانه دون عناء منها .. إن كانت تعلم ذلك لفعلتها منذ البداية .. لكن لحظة هل يسخر منها ما ذنبه هو !! إنه تسرعها لتهمس داخل أحضانه :
-لا انت ملكش ذنب أنا اللي اتسرعت !!!
عادت تبكي مرة أخرى ليندهش …. كيف له بمراضاتها الآن … انتقل من مواجهتها إلى جانبها يدسها داخل أحضانه ويده تسير أعلى خصلاتها برفق والأخرى تحتضن خصرها واضعا يده أعلي باطنها مقبلا رأسها بين الحين والآخر … هامسا لها:
-اللي حصل حصل المهم إنتي أهوه بخير ياحبيبتي !!
غضبت وخرجت من أحضانه تبكي بشدة متحتضنة جسدها تقول :
– ماتاخدنيش على قد عقلي أنا مش مجنونة !!!!

 

 

التقت أعينه بلبنيتيها ليقرأ مدى قهرها من تلك الكلمة التي تركت أثرها داخلها … من الواضح أنه خطأ عمره تلك الخيبات التي نتلمسها من أحبائنا لاتترك سوى ندوب … وندوب يصعب محوها !
أخذ جسدها يرتجف ليجذبها مرة أخرى إلى أحضانه يهمس لها بكل الاعتذارات يقول :
– رنيم دموعك دي بتقتلني … أنا مش بنام من ساعة ما قولتلك كده .. أنا آسف صدقيني كل ده غصب عني ….. أنا لازم أعمل كده …. أنا لو شايفك كده !! كنت هتجوزك !! بلاش كنت هكمل في جوازنا ليه !!
تبا لذلك القلب الذي يرقص طربا الآن من حديثه الهين اللين…… تبا لذلك العشق الذي يصفع عقلها الآن آمرا إياها بتصديق كلماته دون جدال !!!
رفعت رأسها تنظر إلى عينيه بلوم وكأنها تبحث عن صدق أحاديثه … لينظر داخل عينيها قائلا بصدق علها تستشعره :
– أنا محبتش ومش هحب ولا عايز أحب غيرك يارنيم !!! أنا مش عايز حاجة من الدنيا غيرك ومعنديش أغلى منك !!! عارف إنك استحملتي كتير بس أوعدك كلها أيام وهفهمك كل حاجة !!! خليكي متأكدة مهما حصل .. إنك أغلى حاجة في حياتي يارنيم !!!! إنتي حياتي كلهاااا !!!!

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *