روايات

رواية مرسال الفصل السابع 7 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال الفصل السابع 7 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال البارت السابع

رواية مرسال الجزء السابع

مرسال

رواية مرسال الحلقة السابعة و الأخيرة

كان فادي مُنتشيًا سعادة (ندى) أسعدته والتخلص من نزار أسعده
صف سيارته أسفل منزله
بعد أن أوصل ندى إلى منزلها
صعد على السلم ليصل إلى باب منزله
ليجد خلفه اللواء كامل السويفي يبتسم ويقول له:
– أستاذ فادي .. أنت مقبوض عليك بتهمة الشروع في القتل.

الآن ..
في المنزل كانت ندى تستمع إلى أغاني أوتوستراد
مُنتشيه تمامًا بما فعلته في نزار
وسعيده بحياتها الجديدة التي تنتظرها مع (فادي)
وفي أثناء استماعها للموسيقى وجدت والدها قد عاد من عمله
متأخرًا ويبدو عليه أنه يُريد قول شيئ ما:
– سهرانه ليه؟
= كُنت مستنية أطمن عليك
نظر لها قليلًا وقال:
– بُصي بصراحة أنا عندي شويه أخبار سخيفه ومش عارف ابدأها منين، بس الأول خليني اسألك .. هو ايه علاقتك بـ فادي؟
= صحاب
– صحاب بس؟

= أها أكيد .. لو حاجه غير كده كُنت هقولك أكيد
عاد لصمته مرة أخرى ثم قال:
– فاكرة نزار؟ خطيبك القديم؟
= آه، ماله ده؟
– النهاردة كان فرحه، وفي حد حاول يقتله هو ومراته!
قالت ندى، باندهاش مُفتعل:
– يقتله!! ليه؟
= ده إللي عايز أعرفه منك
بدأ التوتر يظهر على وجه ندى وقالت:
– وأنا مالي أنا بالموضوع ده؟
= فادي هو إللي حاول يقتل نزار ومراته .. ألف قصة كده وقطع الفرامل من عربية نزار وهم مروحين عملوا حادثة كبيرة وهما بين الحياة والموت دلوقتي
بدأ التوتر يتحول إلى رعب وهي تقول:
– فادي!! إزاي؟

= لسه هعرف .. إللي عايز أعرفه منك، ليه فادي مُمكن يعمل كده؟
شعرت ندى بارتياح نوعًا ما .. عِندما شعرت بأنه لا يعرف أنها شريكة فادي في هذه الفعلة فقالت:
– الحقيقة .. فادي فعلًا كان بيحاول يضغط عليا عشان بيحبني .. بس أنا مبحبوش .. بصراحة أنا كنت لسه بفكر في نزار .. منستهوش .. لما قولتله كده هددني أنه يقتل نزار .. بس أنا كُنت بحسبه كلام وخلاص ..
= ومقولتليش ليه على كل ده؟
– خُفت، إنت عارفني جبانة .. سيرة القتل بترعبني
قالت جُملتها الأخيرة وبدأت في البُكاء المُفتعل
وقالت:
– بجد مش عارفة أقولك ايه، فادي كان فعلًا كابوس في حياتي

الأمس
بعد أن رحل مندوب شركة التأمين
شعر نزار بالشك نوعًا ما تجاه الموضوع بالكامل
فقام بالاتصال بـ مدير قاعة الأفراع وسأله عن كون القاعة رشحته لشركة تأمين
ونفى مدير القاعة الأمر بالكامل
بدأ نزار يشعر بالقلق أكثر وأكثر خاصة وأنه قد مضى على بضعة أوراق
من المٌفترض أنه العقد بينه وبين الشركة ..
فقام بالاتصال بالشرطة
والتي قامت بدورها بالبحث في كاميرات المراقبة القريبة لتعرف هوية الشخص الذي انتحل شخصية مندوب من شركة التأمين
وتم التعرف على فادي، من قِبل اللواء (كمال السويفي)
ظن في البداية أن القضية، قضية نصب واحتيال
حتى انتهى الحفل
ليكتشف وقتها أنها محاولة قتل بالعمد!

الآن
وضعت ندى رأسها على صدر والدها فوضع يده على كتفها ليضمها أكثر
لعلها تتوقف عن البُكاء:
– خلاص بقى، متخافيش .. الموضوع خلص، متعيطيش وبعدين أنا جنبك أهوه .. وخليكي عارفه طول ما أنا جنبك .. مفيش حاجه تقدر تأذيكي أبدًا، بس أنتي برضه غلطانة .. كان المفروض تقوليلي من الأول
= خُفت يا بابا، هو كمان لسه صغير خُفت تضيع مُستقبله عشان كلمة قالها بفتحة صدر وخلاص
ابتسم (كمال السويفي) وضمها إلى صدره وقال:
– طيبتك دي إللي مودياكي في داهية ومخلية الناس تستهيفك
ابتسمت بدورها وقالت:
– بابا أنت هتفضل جنبي دايمًا صح؟
= أكيد يا حبيبة بابا
تنهدت
ثم قالت له وهي بين ذراعيه:
– بابا ايه أكتر حاجه بتخاف منها؟
= مممم بيجيلي كوابيس دايمًا فيها تعابين وأحيانًا حد بيخنقني بخاف منها لكن ببقى شايل همها وأنا رايح أنام
– بتخاف من الخنقة أو ضيق التنفس يعني؟
= الكابوس نفسه صعب .. إن الواحد يكون عاجز وحد بيخنقه وهو بيموت ومش قادر يتحرق .. عاجز
ابتسمت ندى ونظرت له بخبث وقالت بصوتٍ خافت:
– خنقة .. ضيق تنفس ممم أقوى نوع!

من رسائل كمال السويفي إلى زوجته المتوفاة
شعور الذنب يقتلني ..
كُل يوم عِندما أنام أراكِ تأتين إليَّ وتضعين شيئًا ما على وجهي يجعلني أختنق حتى الموت!
أراكِ تنتقمين مِني ولكنني أقسم لكِ، أنني كُنت أحبك ولازلت أحبك
كُنت خائنًا بطبيعتي كـ رجل!
وندمت على هذا ..
ولكن لم أكرهك يومًا
ولم أرَ فتاة أفضل منكِ
عِندما قُلتِ لي أنك ستنتحرين إذا رأيتيني مرة أخرى مع أي أنثى
ظننته تهديد ساذج
ولكنه كان أكبر من ذلك .. هذا اليوم تحديدًا أخبرتك بقسوة لم أعهدها عن نفسي:
– أنا هخرج وهقابل بدل الواحدة اتنين ولو مش عاجبك .. روحي لأبوكي!
لم أكن أنوي يومها الذهاب لمقابلة إحداهن
وكنت قد توقفت عن هذه العادة السيئة منذ أشهر طويلة
ولكن شكك الدائم فيَّ جعلني أشعر بالاختناق
ولهذا جاء ردي بهذه القسوة
خرجت إلى الشارع
ظللت أتجول بالسيارة قليلًا ثم أشتريت لكِ الورد كي تُسامحيني على ما قُلت وكي أقسم لكِ مُجددًا أنني لم أعد هذا الرجل الخائن
وعِندما جئت إليكِ!
وجدت بركة من الدماء أسفل جسدك المُلقى على الأرض
وبجانبك ورقة مكتوبة بخط اليد، مكتوب فيها .. اقتباس لا أتذكره
وفي نهاية الورقة كتبتِ:
– أنا آسفة، حُبي لك أكبر من أن يجعلني أتحمل خيانتك لي .. سامحني يا كمال .. اليوم سأنهي حياتي بيدي.

الآن
قالت ندى لوالدها:
– أنا عارفة إنك جاي تعبان .. غير هدومك وأنا هعملك حاجة تاكلها وشاي عشان حابة أتكلم معاك شوية
= ماشي
وبعد أقل من نصف ساعة
كان كمال السويفي يشرب الشاي وفي يده تفاحة يأكلها مع الشاي في مزيج غريب يطلبه دائمًا ويقول:
– هاا يا حبيبتي، قوليلي كُنتي عايزة تقولي ايه؟
= كُنت عايزة أسألك، ماما ماتت إزاي؟
تغيرت ملامح وجهه إلى الغضب وقال:
– إتكلمنا في الموضوع ده كتير
= إنت كدبت فيه كتير، بس أنت متعرفش إني أعرف الحقيقة كاملة .. وإني قريت مُذكراتك كُلها .. بالتفصيل!
نهض كمال السويفي ليدخل غرفته
ولكن شعر بأنه لا يتمالك نفسه
دوار غريب أصابه

فابتسمت ندى وقالت:
– مش هتعرف تتحرك .. حطالك سم في الشاي يا بابا .. حاجه كده أقوى نوع!
نظر لها بأعين دامعة وقال:
– ليه؟ .. ها ليه؟
= هتفضل تدوخ وتفقد التوازن لحد ما متقدرش تحرك أي جُزء من جسمك
وقفت ندى أمامه مُباشرة وقالت وهي تشعر بالانتصار
“أشعر بأنني اقترفت نوعًا من الخيانة، لأنني يومًا ما منحت أجمل ما في نفسي لفتاة، فلما جاءت زوجتي لم تجد شيئًا إلا الروح الخاوية كخزينة مصرف أفلس”
– دي الجُملة إللي ماما كتبتهالك قبل ما تموت، كتبتهالك وكتبتلك بعديها (أحدهم شعر بأنه خائن لأنه تعرف على فتيات قبل أن يعرف زوجته، ويشعر بالندم على ذلك .. أما أنت فأنت تجهر بخيانتك لي، وترفض كوني أقول بأنك تخونني)
صمتت قليلًا وقالت:
– أنا كنت صغيرة وقتها .. ومكنتش أعرف إللي حصل بالظبط .. لكن إللي أعرفه أن دي كانت آخر حاجة ماما كتبتها بخط إيدها .. ولقيتها في الزبالة 🙂 أنت حتى مهتمتش بالورقة ورميتها .. وبعدين نسيت المكتوب فيها
قال كمال السويفي وهو يُجهاد كي تخرج الكلمات من فمه:
– خلاص حكمتي عليا وهتقتليني بالسم

فقالت:
– لا، هقتلك زي ما كُنت بتشوف في الكوابيس إن ماما هتقتلك
قالت جُملتها
وجلبت قطعة من القُماش
ووضعتها على وجهه
ظل يُجاهد بما تبقى من قوة كي يُبعدها عنه
ولكنه لم يستطع
وعندما توقف عن المحاولة، وعِندما أدركت أنه توفي بدأت ندى في البكاء وقالت:
– بابا سامحني، أنا كنت بحبك أوي .. بس من ساعة ما قريت المذكرات من سنين وأنا بتخيل اليوم ده .. بتخيل إني باخد ثأر أمي وأقتلك .. أنا دلوقتي مبسوطة عشان ماما .. وزعلانة عشان هتوحشني.
جلست ندى بجانبه
وأمسكت هاتفه، وفتحت الواتساب وبحثت عن اسم (هشام)
حتى وجدته
ضغطت على الاتصال

فجاء صوت الظابط (هشام) المُتفاجئ من الاتصال الآن:
– ألو .. كمال بك .. ألو؟
أغلقت ندى الخط وأرسلت رسالة له تقول:
– معلش مش عارف الشبكة عندي مالها يا هشام، لا مكالمات ولا نت .. قريبًا فيه مشكلة .. المهم .. أنا عايزك تخرجلي الواد بتاع شركة التأمين حالًا
= فادي؟ .. إزاي يا فندم يخرج، ده لسه هيتعرض على النيابة
– خرجه على مسؤوليتي أنا إللي بقولك .. مش هو ده الواد إللي ظهر على الكاميرات .. والمجني عليه متعرفش عليه عشان حالته الصحية متسمحش، أنا عرفت الشخص الحقيقي مين
= حاضر يا فندم .. بكرة هخرجه
– دلوقتي يا هشام!
= حاضر يا فندم
ابتسمت ندى وشعرت بالارتياح
فأرسلت رسالة إلى فادي على الواتساب تقول فيها:
– أول ما تخرج تعالالي عـ البيت علطول.. أنا عرفت كُل حاجة، ومظبطة كُل حاجة متقلقش .. كمان كام ساعة هنكون في الأردن .. أقوى نوع ✌️
بعد أقل من ساعة جاء الرد من فادي:
– أنا في السكة، أقوى نوع ✌️

تمت

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية مرسال )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *