روايات

رواية مرسال الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال البارت السادس

رواية مرسال الجزء السادس

مرسال

رواية مرسال الحلقة السادسة

ظل هشام مُنتظرًا بعد أن مرت أكثر من 10 دقائق على الموعد المُحدد من قِبل القاتل على الموقع
وبعدها بدأ يفقد الأمل
وينظر إلى سخافة الأمر .. كيف يُصدق أن قاتلًا سيضع تاريخًا وساعة محددة بالدقيقة لتنفيذ عملية قتل!!
في الغالب هو نصاب وقد نصب على جهاز الشرطة وليس قاتلًا
ثم قطع صوت الطرق على الأبواب حبل أفكاره!
لقد أتى!!
أشار إلى رفاقه كي يستعدوا
وفتح الباب
ليجد أمامه شابًا في بداية العشرينات مُبتسمًا ويقول له:
– التورتة إللي حضرتك طلبتها
نظر له هشام بتعجب وقال:
– تورتة ايه! أنا مطلبتش تورتة
= مش حضرتك الأستاذ هشام؟

أيوة ..

= في واحد جالنا مونجيني الفرع إللي عـ أول الشارع وطلب التورتة دي لحضرتك .. هو في الغالب إحنا مش بنوصل أورودرات بس هو دفع مبلغ كبير اوي الصراحة وطلب توصيلها بشكل شخصي
-اسمه ايه؟
= معرفش والله
ترك الشاب (التورتة) ورحل
ففتحهها هشام فوجد صورته بزي عمله كـ شرطي تُزين التورتة
ومعها ظرف ..
فتح الظرف وبدأ يقرأ ما بداخله:
– ” مرحبًا هشام بك .. أتمنى أن تكون بتمام الصحة والعافية .. وأن يكون عامك الجديد سعيدًا جدًا .. وأن تُحقق فيه جميع أهدافك ولكن للأسف .. لن تستضيفك (مُنى الشاذلي) غدًا لأنك لن تجدني، وأشكرك كثيرًا على المبلغ المالي الذي أرسلته لموقعنا على الديب ويب عبر البيتكوين .. فَكُنت في أشد الحاجة لتجديد سيارتي .. شكرًا لك من كل قلبي .. صديقك (القاتل المتسلسل

بعد دقائق كان فادي يجوب الشوارع بسيارته وبصحبته ندى
يضحكان كُلما يتخيلان شكل (هشام) عندما يقرأ الرسالة
وبدون مُقدمات قال (فادي):
– أنا بحبك أوي يا ندى!
ابتسمت ندى وقالت:
– أنا لسه في قلبي جُزء كبير أسود .. أنا بكره الخيانة يا فادي .. ماما ماتت بسبب خيانة بابا ليها .. وأنا بتخان! من أكتر شخص حبيته
صمتت قليلًا وقالت:
– قلبي عُمره ما هيصفى ولا هعرف أحب تاني إلا لما انتقم ..
صمت فادي قليلًا وحاول أن يُداري ضيقه بسبب ذكر سيرة (نزار) وقال:
– إزاي؟
= دي العملية التانية إللي كُنت هطلبها منك .. الانتقام من نزار!

في اليوم التالي في تمام الواحدة ظهرًا
كان فادي يرتدي ملابس أنيقة ويحمل حقيبة بها مجموعة من الأوراق، واقفًا أمام (نزار) ويُعرفه بنفسه:
– تامر حسيب .. من شركة (فريدوم) للتأمين
= أهلًا وسهلًا أستاذ تامر .. اتفضل
– أنا زي ما عرفت حضرتك إحنا بنعمل زي سحب عشوائي كده على العرسان المُقبلين على الجواز .. وحضرتك كسبت بوليصة تأمين معانا لمدة 10 سنين
أخرج (فادي) مجموعة أوراق قدمها إلى (نزار) وقال له:
– مثلًا ايه أكتر حاجه حضرتك بتخاف منها؟
= استنى بس .. وأنا مين قدم باسمي ولا عرفت منين إني هتجوز قريب؟ ده أنا فرحي بكره!
– هااه .. من القاعة يا فندم .. القاعة بتقدم دايمًا بأسماء العرسان الجُداد
ابتسم فادي ابتسامة وقورة وأمسك ورقة وقلمًا ليدون ما سيقوله نزار وقال:
– ايه أكتر حاجه حضرتك بتخاف منها؟ الحوادث مثلًا؟ الـ؟
= ممم ممكن الحوادث
ابتسم فادي ابتسامة خبيثه وهو يقول:
– الحوادث … ممم تمام
وردد في رأسه مثل ما تفعل (ندى) دائمًا:
– (الحوادث .. الحوادث أقوى نوع!)

ثم قال فادي:
– طيب إحنا عايزين دلوقتي نشوف عربية حضرتك هيشوفها خبراء الصيانة تبعنا وإحنا هنا بنشرب القهوة ونخلص ورقنا يكونوا خلصوا
= صيانة! .. ايه علاقة التأمين بالصيانة بس!
– ده منهج جديد بتتبعه شركتنا .. بنحاول ننقل فِكرة شركات التأمين لحتة تانية
= طيب هو عامة .. العربية مركونة عند القاعة ومتزوقة عشان الزفة
صمت فادي للحظات لا يدري ماذا سيفعل ثم قال:
– طيب إحنا ممكن نروح هناك ونخلص ورقنا على أي كافية هناك عقبال ما رجال الصيانة يخلصوا
تأفف نزار وقال:
– طيب .. تمام!
وبالفعل جلس فادي ونزار يتحدثون وينهون أوراقهم
حتى جاء واحدً من عمال الصيانة ليقول لـ فادي:
– خلصنا يا تامر بيه .. كُل شيء تمام
أعطى فادي المُفتاح لـ نزار مُبتسمًا بعد أن أخذه من عامل الصيانة
ونهض وهو يمد يده إلى نزار ويقول وهو يستعد للرحيل:
– مبروك.

بعد أكثر من 30 ساعة
كانت ندى في سيارة فادي بالقُرب من قاعة الزفاف
فادي يُخبرها عن رفضه لما تُريد أن تفعله:
– مش فاهم هتخشي جواه تعملي ايه! إحنا اتفقنا ان الموضوع خلص .. إحنا قطعنا سلك الفرامل بتاع عربيته .. يعني هو وإللي خانك معاها لو مامتوش .. هيعيشوا باقي عُمرهم عجزة .. عايزه تخشي ليه دلوقتي؟
= أباركله
– تباركيله!!
= أنت غيران؟
– أنت ليه فكراني جبل يعني! .. أكيد لازم أغير طبعًا وأستغربك
= إحنا كلها أيام ونسافر يا فادي .. نسافر أي بلد بعيد عن هنا ونتجوز .. أنا اختارتك أنت عشان نبدأ حياة جديدة .. ماينفعش تغير أبدًا دلوقتي .. خليك أقوى نوع!
ابتسم فادي وهو يقول:
– صحيح إحنا متفقناش هنسافر فين؟
= الأردن وش ..
ضحك فادي وقال:
– عندك حق والله الأردني أقوى نوع
ابتسمت واقتربت منه لتقبله وهي تقول:
– 10 دقايق وهاجي .. أنا نفسي أشوف نظرته بس وأنا قدامه وهخرج ع طول

داخل القاعة كانت ندى أنيقة ومُبتسمة.. مُلفتة للنظر بجمالها
اقتربت من نزار الذي اندهش عِندما رآها
وحاول أن يُداري اندهاشه وتوتره عن عروسته
ولكن ندى اقتربت أكثر
حتى اقتربت من وجه نزار وقالت:
– سوري كُنت هنسى وأبوسك قدام مراتك .. معلش بقى متعودة
قالتها وضحكت ونظرت إلى عروسة نزار وقالت:
– معلش مش قصدي، أصل أنا الـ Ex بتاعته وكنا واخدين على بعض وكدة ..
قالت العروسة بتأفف:
– أهلًا يا حبيبتي .. نورتي فرحنا
ضحكت ندى وقالت:
– منور بيكي .. خلي بالك بقى على نزار اهو سايباهولك صاغ سليم .. هو أينعم ضعيف شوية أو شويتين بس تمام يعني
ابتسمت ندى ابتسامة خبيثة وهي تنظر إلى نزار الذي عجز عن الكلام تمامًا
فهذه ليست ندى الذي يعرفها أبدًا
أدارت ندى نفسها
لترحل ثم أدارت وجهها مرة أخرى إلى (العروسة) وقالت:
– عـلى فكرة مقصدش أبدًا (شخصيته) بضعيف
وضحكت
ثم خرجت من القاعة ..

خرجت ندى وركبت سيارة فادي وهي في مُنتهى السعادة
قالت:
– ايه رأيك نتفسح؟ خلينا نلفلف شوية في مصر قبل ما نسافر .. وأنا لما أروح هشوف أول طيارة للأردن وهحجز ..
قامت ندى بتشغيل أغنية (لحن حزين بصوت أوتوستراد) على مُشغل الموسيقى الخاص بسيارة فادي
وظلت تتخيل (نزار وزوجته)
وأن الليلة هي بداية لحنهم الحزين ..
سوق بيا شوي شوي عـ اليمين
والعواميد عـ الشباك بتتوالى
هذا الطريق آخرته لحن حزين
والسيجارة نستني نستني!

في الرابعة فجرًا وصلت ندى إلى منزلها
فلم تجد والدها مُنتظرها ككل يوم ليؤنبها على التأخير
لم تجده في المنزل من الأساس
فخمنت أنه لديه عمل أخره على العودة للمنزل
لم تُبالي
قامت بتشغيل أغاني أوتوستراد بصوت مُرتفع على الرغم من الوقت المتأخر
وقامت بفتح اللاب توب الخاص بها
لتحجز طائرة للسفر إلى الأردن برفقة حبيبها الجديد
فادي ..

كان فادي مُنتشيًا سعادة (ندى) اسعدته والتخلص من نزار أسعده
ركن سيارته أسفل منزله
بعد أن أوصل ندى إلى منزلها
صعد على السلم ليصل إلى باب منزله
ليجد خلفه اللواء كامل السويفي يبتسم ويقول له:
– أستاذ فادي .. أنت مقبوض عليك بتهمة الشروع في القتل.

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية مرسال )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *